
ليمند: الحرب التجارية ستقود إلى حرب عالمية.. و"الأزمة قادمة"
هذا الرقم المهول، الذي يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي لأكبر اقتصادين في أوروبا، ألمانيا وبريطانيا مجتمعين، يعكس حجم الضرر الذي لحق بالأسواق نتيجة التخبط في القرارات الاقتصادية والإجراءات السياسية غير المدروسة.
انهيار مؤشرات الأسهم.. و"ناسداك" يتكبد خسائر ضخمة
مع بداية الأزمة، كان مؤشر ناسداك الأكثر تأثرًا، حيث فقد 4 تريليونات دولار خلال فترة قصيرة، وهو ما يعادل نحو 40 بالمئة من قيمته السوقية.
وعزا ريان ليمند، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة NeoVision لإدارة الثروات ، خلال حديثه لبرنامج بزنس مع لبنى على سكاي نيوز عربية هذه التراجعات إلى "انهيار ثقة المستثمرين نتيجة السياسات المالية غير المستقرة"، مضيفًا أن الأسواق تشهد "أكبر موجة بيع للأسهم منذ الأزمة المالية العالمية في 2008".
ويؤكد ليمند أن ما يحدث اليوم "ليس مجرد تصحيح طبيعي للأسواق، بل هو تحول هيكلي يعكس اضطرابًا عميقًا في الاقتصاد الأميركي". مشيرًا إلى أن القرارات الاقتصادية التي اتخذتها إدارة ترامب كانت "شبيهة بقيادة سيارة رياضية بسرعة جنونية في طرق متعرجة، دون استراتيجية واضحة أو رؤية بعيدة المدى".
سياسات ترامب المالية.. محفز للأزمة أم عامل تفاقم؟
إحدى النقاط المحورية في الأزمة الحالية هي السياسات المالية والنقدية التي تبنتها إدارة ترامب منذ توليه السلطة. حيث اعتمد على خفض الضرائب بشكل كبير على الشركات والأثرياء، مما أدى إلى عجز مالي متزايد دفع الحكومة الأميركية إلى زيادة الاستدانة بوتيرة غير مسبوقة.
ويرى ليمند أن هذا النهج "ربما وفر دفعة قصيرة المدى للنمو الاقتصادي، لكنه لم يكن مستدامًا". إذ تزامن ذلك مع رفع متكرر لأسعار الفائدة، مما ضغط على السيولة في الأسواق المالية وأدى إلى هبوط حاد في أسعار الأسهم.
التصعيد التجاري مع كندا.. والرسوم الجمركية تشعل التوترات
لم تقتصر الأزمة على السياسات الداخلية، بل امتدت إلى العلاقات التجارية، لا سيما مع كندا، أحد أكبر الشركاء الاقتصاديين للولايات المتحدة. حيث فرضت أوتاوا رسومًا بنسبة 25 بالمئة على صادرات الكهرباء إلى الولايات المتحدة، مما دفع ترامب إلى الرد بتهديدات بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم الكندي إلى 50 بالمئة.
ويعلق ليمند على هذه الخطوة بالقول: "السياسة التجارية التي انتهجتها إدارة ترامب لم تكن مبنية على أساس اقتصادي واضح، بل كانت قائمة على ردود فعل آنية تفتقر إلى الاستراتيجية طويلة المدى". مضيفًا أن مثل هذه القرارات "أضرت بالمستهلك الأميركي قبل أن تضر بكندا"، حيث أدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض القدرة التنافسية للصناعات الأميركية.
الذهب يلمع في ظل الأزمة.. والمخاوف من الركود تتزايد
مع تفاقم التراجعات في الأسواق، لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى ارتفاع قيمته بنسبة 10 بالمئة منذ بداية العام. هذا الاتجاه يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق، وخوف المستثمرين من دخول الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود اقتصادي حاد.
وبحسب ليمند، فإن هذه التحولات تشير إلى "انعدام الثقة في قدرة الإدارة الأميركية على احتواء الأزمة". حيث يرى أن "ارتفاع معدلات التضخم ، وتزايد الديون الحكومية، والتخبط في السياسة النقدية، كلها عوامل قد تدفع الاقتصاد الأميركي نحو ركود مشابه لما حدث في 2008".
هل نحن أمام أزمة مالية جديدة؟
مع استمرار التراجعات الحادة، وتزايد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي، يطرح المراقبون تساؤلًا جوهريًا: هل يمكن أن نشهد أزمة مالية جديدة قد تكون أعنف من تلك التي شهدها العالم في 2008؟
يؤكد ليمند أن "جميع المؤشرات الاقتصادية الحالية تشير إلى أننا أمام أزمة مالية محتملة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية، والسياسات النقدية غير المدروسة، وارتفاع مستويات الدين العام إلى مستويات قياسية".
ويضيف أن "إصلاح الوضع يتطلب تغييرات جذرية في السياسات الاقتصادية، وإعادة بناء الثقة في الأسواق المالية، وهو ما قد يحتاج إلى سنوات طويلة".
في ظل هذا المشهد القاتم، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن الولايات المتحدة من تصحيح مسارها قبل وقوع الكارثة؟ أم أن العالم على أعتاب أزمة مالية كبرى قد تعيد للأذهان أزمات القرن الماضي؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 32 دقائق
- سكاي نيوز عربية
بـ"قرار الطلاب الأجانب".. إدارة ترامب تعاقب جامعة هارفارد
وترامب مستاء من الجامعة التي تخرّج منها 162 فائزا بجوائز نوبل ، لرفضها طلب إدارته إخضاع عمليات التسجيل والتوظيف لهيئة إشراف، على خلفية اتّهامه إياها بأنها "مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية" ومنخرطة في "أيديولوجيا اليقظة (Woke)" التي لا ينفك يوجّه إليها انتقادات حادة. وجاء في رسالة وجّهتها وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم إلى رابطة "آيفي ليغ" التي تضم 8 من أشهر جامعات البلاد "بمفعول فوري، تم إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب بجامعة هارفارد"، في إشارة إلى النظام الرئيسي الذي يُسمح بموجبه للطلاب الأجانب بالدراسة في الولايات المتحدة. في الشهر الماضي، هدّد ترامب بمنع الجامعة من تسجيل الطلاب الأجانب إذا لم توافق على طلب الإدارة الخضوع لإشراف سياسي. وكتبت نويم في رسالتها: "كما شرحت لكم في رسالتي في أبريل، فإن تسجيل الطلاب الأجانب هو امتياز". وشدّدت الوزيرة على "وجوب أن تمتثل كل الجامعات لمتطلبات وزارة الأمن الداخلي، بما فيها متطلبات الإبلاغ بموجب أنظمة برنامج الطلاب والزائرين، للاحتفاظ بهذا الامتياز". وتابعت: "نتيجة لرفضكم الامتثال لطلبات متعددة لتزويد وزارة الأمن الداخلي معلومات ذات صلة، وإبقائكم على بيئة غير آمنة في الحرم الجامعي معادية للطلاب اليهود وتشجّع توجهات مؤيدة لحماس وتطبّق سياسات التنوع والمساواة والإدماج العنصرية، فقد فقدتم هذا الامتياز". شكّل الطلاب الأجانب أكثر من 27 بالمئة من المسجّلين في هارفارد في العام الدراسي 2024-2025، وفق بيانات الجامعة.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
فيديو من الكونغو ضمن أدلة ترامب على «الإبادة بجنوب أفريقيا»
كان مفاجئا طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض مقاطع فيديو لما قال إنه "أدلة على الإبادة في جنوب أفريقيا"، وذلك خلال استقباله في المكتب البيضاوي الأربعاء الرئيس سيريل رامابوسا. ترامب الذي سبق أن اشتبك لفظيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير/شباط الماضي، في القاعة ذاتها، غير مجرى اللقاء مع رئيس جنوب أفريقيا الذي كان يتحدث عن تطوير العلاقات مع أمريكا، بأن طلب من موظفيه إطفاء الأنوار وعرض مقاطع فيديو، قال إنها تتضمن مشاهد لـ"مدافن المزارعين البيض" في جنوب أفريقيا. لكن وكالة "رويترز" قالت إن الرئيس الأمريكي عرض مشهد من تم التقاطه في جمهورية الكونغو الديمقراطية كجزء من "الأدلة على عمليات قتل جماعي لمواطنين بيض في جنوب أفريقيا". كما قال ترامب وهو يرفع نسخة مطبوعة من مقال مصحوبا بالصورة خلال الاجتماع "هؤلاء جميعا مزارعون بيض يتم دفنهم". وأكدت "رويترز" أن الفيديو الذي نشرته في 3 فبراير/شباط الماضي، وتحقق منه فريق تقصي الحقيقة التابع للوكالة، يظهر عمال إغاثة وهم يرفعون أكياس جثث في مدينة جوما بالكونغو. ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق. رد رامابوسا وسعى رئيس جنوب أفريقيا لتدارك الموقف مع ترامب، وقال إن "ما سمعتموه لا يعبر عن سياسة الحكومة. نحن حكومة متعددة الأحزاب وبعض الأحزاب تنتهج سياسات مختلفة عن الحكومة". لكن ترامب رد بأن "بعض ما شاهدتموه قام به مسؤولون في الحكومة". ليعود رئيس جنوب أفريقيا ساعيا إلى تدارك الموقف بدبلوماسية، وقال إن وزير الزراعة يرافقه في زيارته إلى واشنطن وهو أبيض، لافتا إلى أن مواجهة هذه الجرائم يحتاج إلى دعم تقني ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد في هذا الشأن. وأضاف: "لهذا أنا هنا لبحث ما يمكن أن نتشارك فيه. أفضل الحديث والتفاوض في تلك الأمور بعيدا عن وسائل الإعلام". جذور الخلاف وسبق أن انتقد ترامب جنوب أفريقيا، مشيرا إلى عدم رضاه عن سياسة الإصلاح التي تنتهجها بشأن الأراضي ودعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، أمام محكمة العدل الدولية. وخفضت إدارة ترامب التمويل لجنوب أفريقيا في فبراير/شباط، ومنحت وضع اللجوء لمجموعة من الأقلية البيضاء هناك، قائلة "إنهم يواجهون تمييزا عنصريا"، وهو اتهام تنفيه حكومة جنوب أفريقيا. وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قرر طرد سفير جنوب أفريقيا في واشنطن إبراهيم رسول في مارس/آذار الماضي. وقال إنه "يؤجج التوترات العرقية ويكره البلاد ورئيسها دونالد ترامب". وأغضب "قانون مصادرة الأراضي" في جنوب أفريقيا، ترامب الذي اعتبر أنه ينطوي على تمييز ضد المزارعين البيض. aXA6IDE1NC4yMS4yNC41MiA= جزيرة ام اند امز ES


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
ترامب يفجر مفاجأة أمام رئيس جنوب إفريقيا
ففي ما وصف بأنه فخ نصبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضيفه وهو نظيره الجنوب إفريقي في البيت الأبيض، عرض ترامب مواد قال إنها تُثبت وجود "إبادة جماعية" تستهدف البيض في جنوب إفريقيا.