logo
عدٌّ تصاعدي ثم تنازلي!عمار يزلي

عدٌّ تصاعدي ثم تنازلي!عمار يزلي

ساحة التحرير١٤-٠٤-٢٠٢٥

عدٌّ تصاعدي ثم تنازلي!
عمار يزلي
تتجه الأنظار خلال الساعات القادمة نحو مسقط، عاصمة سلطنة عُمان بشأن اللقاء المرتقب بين مبعوث الرئيس الأمريكي 'ويتكوف' وممثل إيران، في هذا اللقاء الأول من نوعه بشأن إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الطرفين بخصوص الملف النووي الإيراني.
لقاء يبدو أن سيجرى في غرفة تجمع الطرفين على طاولة واحدة رفقة الوفدين المرافقين لهما: هل يسمى هذا لقاء مباشرا؟ نعم، من منظور أمريكي، لا، بمنظور إيراني: فحسب الأعراف في مثل هذا الحالات، قد يجلس أطراف المفاوضات على الطاولة ذاتها، لكن من دون مصافحات، مما يعني أن حالة العداء أو عدم وجود ثقة، لا تزال قائمة.
أيًّا كانت الأحوال، فاللقاء قد يجرى، وقد نشهد انفراجا نسبيا لحالة التوتر التي بلغت حدا تصاعديا وقياسيا من التهديد والوعيد باللجوء إلى القوة ضد البرنامج النووي الإيراني من طرف الولايات المتحدة والكيان. غير أن هذه المفاوضات، قد تكون لجسّ النبض، ينجر عنها إمكانية استمرار المفاوضات بشكل مباشر من عدمه، مادام لم يرشح أي شيء عن مطالب الولايات المتحدة تجاه إيران، إلا ما جرى التصريح به إعلاميًّا مرارا وتكرارا: منع إيران من مساعي الحصول على سلاح نووي، وهي مزاعم تنفيها أصلا الجمهورية الإسلامية. غير أنه وتحت هذا العنوان، قد تندرج تحته مجموعة عناوين، منها مناقشة ملف الصواريخ ودعم إيران لمحور المقاومة ومن بينها فلسطين في غزة والضفة.
قد يتطرق الجانبان إلى كل هذه 'المخاوف' والمطالب، التي لن تقبل إيران بمناقشتها في أغلب الظن، إلا ضمن مفاوضات تشمل تهديد الكيان إيران وترسانته النووية واحتلاله لفلسطين: بالنسبة لإيران، المفاوضات الحالية، تخص الملف النووي، وتريد أن تطمئن الجميع، وتدحض المزاعم الغربية الصهيونية بشأن تخصيب اليورانيوم إلى درجة 60%، مما يعني بحسبهم، اقترابها من 90%، الذي تسمح لها بالانتقال إلى برنامج تسلّح نووي. مخاوف الكيان والولايات المتحدة والغرب، باتت أكبر في ظل التصعيد الصهيوني ضد إيران منذ عام ونصف من العدوان والإبادة في غزة، لهذا غير مستبعد أن يتطرَّق الطرفان إلى هذا الملف، ضمن محاولة ترمب إقامة 'سلام' دائم في الشرق الأوسط، عنوانه التطبيع.
غزة، التي بدأت الإدارة الأمريكية تشعر أن المهلة الممنوحة للحكومة الكيان اليمينية من طرف إدارة ترمب، لكي 'تنهي وجود 'حماس'، وتعيد المختطفين، وتحقّق النصر الكامل' لدولة الاحتلال، قد انتهت، باتت تدرك أنه يجب التوصل إلى اتفاق جديد مع الوسطاء ومع 'حماس' ومع إيران، بشأن صفقة شاملة، لا نعرف معالمها إلى حد الآن، إنما قد تكون خليطا من مشروع ترمب التهجيري، والمشروع المصري العربي القاضي بإعادة إعمار غزة تحت سلطة محلية مؤقتة، لا تكون 'حماس' فيها: بمعنى نزع السلطة من 'حماس' لصالح سلطة محلية شعبية غير فصائلية، للتمكّن من توزيع المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار طبقا للخطة المصرية، قد يسمح للبعض بالخروج لأسباب إنسانية لحفظ ماء وجه ترمب بشأن 'التهجير الطوعي'، وقد يقلّص طوعيا التواجد والمظاهر المسلّحة لفصائل المقاومة ومنها 'حماس' والجهاد كعنوان أمريكي – صهيوني بأنه جرى نزع سلاح 'حماس': مزيج محتمل من كل هذا، مقابل أن يشرع في التفكير في مشروع الدولة الفلسطينية غير المعادي للكيان. وهذا ما تقوم به الولايات المتحدة تحت الطاولة وفوقها، طمعا في جر العرب إلى التطبيع من أجل شرق أوسط يندمج فيه الكيان في البيئة جغرافيا واقتصاديا وسياسيا وأمنيا.
ملفاتٌ كثيرة وأوراق أكثر، لكن الهدف واحد: 'قد يتحقق منه شيء وتغيب عنه أشياء'.
‎2025-‎04-‎14

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مرونة خفية تناقض المُعلن.. واشنطن "قد تسمح" لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم
مرونة خفية تناقض المُعلن.. واشنطن "قد تسمح" لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم

شفق نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • شفق نيوز

مرونة خفية تناقض المُعلن.. واشنطن "قد تسمح" لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم

شفق نيوز/ نقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، يوم الاثنين، عن مصدرين مطلعين على تفاصيل مقترح قدمته الإدارة الأمريكية لإيران بشأن برنامجها النووي، بأن واشنطن قد تسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3%، في حال تم التوصل إلى اتفاق. وكشف المصدران، أن المقترح الأمريكي لا يتضمن تفكيكاً كاملاً لجميع المنشآت النووية الإيرانية، بل ينص على السماح لطهران بتخصيب محدود لليورانيوم منخفض التخصيب على أراضيها، وذلك لفترة زمنية يتم تحديدها ضمن المفاوضات الجارية بين الجانبين. ويأتي هذا الطرح، الذي وصفه المصدران بأنه يمثل مرونة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تناقض مع التصريحات العلنية لكل من مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، واللذين أكدا مراراً أن واشنطن لن تسمح بأي شكل من أشكال التخصيب داخل إيران، وستطالب بتفكيك كامل للبنية التحتية النووية الإيرانية. ورجّح المصدران أن يؤدي المقترح إلى زيادة حدة التوتر بين إدارة ترامب وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي لطالما طالبت بسياسة أكثر صرامة تجاه إيران ورفضت أي تسوية تسمح لها بالحفاظ على قدرات نووية مهما كانت محدودة.

مسؤول إيراني معلقاً على العرض الأمريكي: لا تنازلات في التخصيب
مسؤول إيراني معلقاً على العرض الأمريكي: لا تنازلات في التخصيب

شفق نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • شفق نيوز

مسؤول إيراني معلقاً على العرض الأمريكي: لا تنازلات في التخصيب

شفق نيوز/ أعلنت طهران عبر أحد كبار دبلوماسييها، يوم الاثنين، رفضها القاطع للمقترح الأمريكي الأخير الرامي إلى إنهاء حالة الجمود التي تخيّم على المفاوضات النووية منذ شهور. وصف الدبلوماسي الإيراني الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية المفاوضات، العرض الأمريكي بأنه "غير واقعي وغير قابل للتطبيق"، مؤكداً أن بلاده لا ترى فيه أي تغيير حقيقي في موقف واشنطن من مسألة تخصيب اليورانيوم، التي تعتبرها طهران "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه، وفقا تصريحات نقلتها "رويترز"، وتابعتها وكالة شفق نيوز. وأضاف أن المقترح لم يقدم ضمانات ملموسة بشأن رفع العقوبات، بل تجاهل تماماً ما تسميه إيران "حقوقها النووية المشروعة"، ما يجعله تكراراً لصيغ سابقة لم تثمر سوى عن مزيد من التعقيد. وكانت واشنطن قد طرحت مؤخراً عبر وسطاء أوروبيين مبادرة جديدة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، ما فجّر دوامة من التوتر بين الجانبين.

مداهمات إسرائيلية مستمرة في الضفة الغربية، والسفير الأمريكي ينتقد دعوة فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية
مداهمات إسرائيلية مستمرة في الضفة الغربية، والسفير الأمريكي ينتقد دعوة فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية

شفق نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • شفق نيوز

مداهمات إسرائيلية مستمرة في الضفة الغربية، والسفير الأمريكي ينتقد دعوة فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية

قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي نفّذ خلال ليل الأحد/الاثنين سلسلة مداهمات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها هجمات شنها مستوطنون ضد سكان وممتلكات فلسطينية، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار مادية. وأفادت المصادر بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدة دورا جنوبي مدينة الخليل، وداهمت عشرات المنازل هناك، واعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين، من بينهم سجناء سابقون. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن شاباً أُصيب بالرصاص في قرية برقا إلى الشرق من مدينة رام الله، مساء الأحد، خلال مواجهات أعقبت هجوماً نفذه مستوطنون على اثنين من أبناء القرية، تعرّضا للضرب المبرح، وتعرضت مركبتهما للتخريب. وأضافت المصادر أن إطلاق نار وقع عقب محاولة السكان التصدي للمستوطنين، ما أسفر عن إصابة شابٍ ثانٍ بجروح. وفي مدينة أريحا، أُصيب شاب فلسطيني بجروح وكدمات، بعد أن أوقفته قوة عسكرية إسرائيلية على أحد الحواجز عند مدخل المدينة، واعتدت عليه بالضرب، وفقاً لمصادر فلسطينية، إذ نُقل على إثر ذلك إلى المستشفى لتلقي العلاج. من جانب آخر، انتقد السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، بشدة دعوة باريس للاعتراف بدولة فلسطينية، مقترحاً في تصريح ساخر أنه "إذا كانت فرنسا مصممة على ذلك، فلتقتطع جزءاً من الريفييرا الفرنسية وتُقيم دولة فلسطينية هناك". وتترأس فرنسا هذا الشهر، بالشراكة مع السعودية، مؤتمراً دولياً في الأمم المتحدة يهدف إلى إحياء مسار حل الدولتين، الذي تعارضه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أعلنت باريس أنها قد تعترف بدولة فلسطينية هذا العام. وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" السبت، وصف هاكابي المبادرة في الأمم المتحدة بأنها "غير مناسبة على الإطلاق في حين تخوض إسرائيل حرباً"، وقال: "السابع من أكتوبر/تشرين الأول بدّل الكثير من الأمور"، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل عام 2023، الذي اشتعلت فيه الحرب في غزة. وأضاف: "إذا كانت فرنسا مصممة على رؤية دولة فلسطينية، لديَّ اقتراحٌ لها: اقتطعوا جزءاً من الريفييرا الفرنسية وأقيموا عليها دولة فلسطينية، هذا أمرٌ مُرحَّبٌ به لهم، لكن غير مرحّب بهم أن يفرضوا هذا النوع من الضغط على دولة ذات سيادة". وفي السياق نفسه، اتهمت إسرائيل الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشن "حملة صليبية على الدولة اليهودية" بعد دعوته الدول الأوروبية إلى تشديد موقفها تجاه إسرائيل إذا لم تخفف من حصارها على قطاع غزة. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت في اليوم السابق أنها بصدد إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، فيما تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ببناء "دولة يهودية إسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة. وتدين الأمم المتحدة هذه المستوطنات بانتظام باعتبارها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتعدها عقبة رئيسية أمام حل الدولتين، لكن هاكابي، المدافع البارز عن إسرائيل، قال إنه "لا يوجد احتلال" في الأراضي الفلسطينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store