سوبرمان
بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها النسخة الأخيرة من سلسلة أفلام «سوبرمان»، شعرت أن من الواجب أن أشاهده. فقد أثار الفيلم غضب الصهاينة إلى درجة دفعتهم للمطالبة بمقاطعته واتهامه بمعاداة السامية.
هذه المرّة، لم يكن «سوبرمان» مجرد بطل خارق ينقذ العالم من الشر، بل كان حاملًا لرسائل سياسية مهمة، وإسقاطات رمزية تُحاكي الإبادة الجماعية الجارية في غزة.
تدور أحداث الفيلم حول دولة غنيّة تُدعى «بورافيا»، تحظى بدعم غير محدود من الولايات المتحدة، وهي دولة استيطانية استعمارية، يرفع علمها الأزرق اللون، وتحكمها شخصية دموية تُذكّر كثيرًا بنتن ياهو، في إشارة واضحة على انها الكيان المجرم. تشن بورافيا عدوانًا شرسًا على دولة فقيرة مجاورة تُدعى «جارهانبور»، حيث يتعرّض سكانها العزّل لغارات جوية وحصار خانق، في محاولة لاقتلاعهم من أرضهم. سكان جارهانبور ليسوا من ذوي البشرة البيضاء، وتُشبه تضاريس بلادهم جغرافيا غزة، أما علمهم، فيحمل ألوان «البطيخ» في إشارة رمزية واضحة إلى غزة.
يُطلق جنود بورافيا النار على المدنيين، وتقتحم دباباتهم الأراضي، وتُطلق نيرانها وسط الحشود. وفي مواجهة هذا الإجرام، يخرج سكان جارهانبور في مسيرات سلمية تُشبه إلى حد كبير «مسيرات العودة»، رافعين أصواتهم بحقّهم في الأرض والكرامة.
من الشخصيات المحورية في الفيلم شخصية «لكس لوثر»، التي تُجسّد المجمع الصناعي العسكري الجشع، الذي يسعى لتحويل جارهانبور إلى منتجع استثماري فاخر. يدعم لوثر بورافيا من أجل عقود السلاح والثروات المدفونة، ممثلًا الوجه القبيح للطمع المقنّع بشعارات التحرير.
يتضمن الفيلم مشهدًا لافتًا، يواجه فيه سوبرمان الصحفي الشهير «لويس لين»، الذي يستخدم خطابًا تحرّريًا لتبرير عدوان بورافيا، مدّعيًا أنه يهدف إلى تخليص جارهانبور من الديكتاتورية. يرد عليه سوبرمان بحدة قائلاً: «أنتم لا تسعون إلى تحرير الشعوب، بل إلى استبدال ديكتاتورية بأخرى.»
ولعل المفارقة المهمة تكمن في أن هذه الشخصية الخارقة، التي وُلدت عام 1938 على يد شابين يهوديين فرا من الاضطهاد النازي، وظهرت في وقتٍ تزامن مع مذبحة الكريستال، باتت اليوم صوتًا للمقهورين. سوبرمان جاء من كوكب دُمّر يُدعى «كريبتون»، وهي كلمة يمكن تحويرها عبريًا لتعني «صوت الله». ومثل من ابتكره، هو لاجئ هارب من الدمار، يجد نفسه في الفيلم مهدّدًا بالطرد من أمريكا لأنه مهاجر.
وما زاد من سخط الصهاينة أن سوبرمان، الذي طالما اعتبروه رمزًا يهوديًا، تمرّد عليهم ووقف إلى جانب شعب جارهانبور المظلوم.
تكمن أهمية الفيلم في قوّته التأثيرية؛ إذ إن انحياز شخصية عالمية محبوبة كـ»سوبرمان» إلى جانب الغزيين، كفيل بإحداث تحوّل ملموس في الرأي العام العالمي. ويكفي أن ظهور الكلب الخارق المرافق لسوبرمان، قد تسبّب وحده في زيادة عمليات البحث على جوجل عن «كيفية الحصول على كلب أليف» بمقدار يفوق خمسمئة ضعف بعد عرض الفيلم.
أما مخرج الفيلم، فقد نفى وجود أي إسقاط على غزة، مدّعيًا أن السيناريو كُتب قبل طوفان الأقصى، وأن أوجه التشابه مجرّد صدفة. غير أن كلامه لم يُقنع أحدًا، بل فُهم على أنه محاولة للهروب من سطوة الاتهام الجاهز بـ»معاداة السامية».
السينما، كما هو معروف، مرآة الشعوب وتحولات الوعي، وخصوصًا في أفلام الخيال العلمي والأبطال الخارقين، حيث يُستخدم الإسقاط الرمزي كأداة ذكية لتناول قضايا شائكة مثل الاستعمار، والتمييز العرقي، والإبادة الجماعية، والهيمنة العسكرية. يكفي أن نذكر «أفاتار» الذي أسقط واقع الاحتلال والعسكرة الأمريكية، و»إكس-مين» الذي عالج التمييز العنصري، و»باتمان» الذي تناول الإرهاب وتعذيب المعتقلين.
صحيح أن البعض قد يشكّك في نوايا صانعي الفيلم، ويرى أن هذا التعاطف مع فلسطين مدفوع بأهداف تسويقية وسط موجة التعاطف العالمي مع القضية. فهوليوود لم تكن يومًا منصّة تنصف الدم العربي، بل شكّلت لعقود مصنعًا للصورة النمطية التي تصوّر العربي كإرهابي متخلّف، يركب الجمل ويعيش فوق بئر من النفط.
لكن، ومن باب الإنصاف، فإن العالم يشهد تحوّلات لافتة؛ فالهتاف لفلسطين بات يتردّد في كل ساحة، والتنديد بالصهيونية لم يعد من المحرّمات. وهوليوود نفسها لم تعد تيارا واحدا، بل باتت ساحة تتعدّد فيها الأصوات والتيارات، وفيها مخرجون وممثلون وكُتّاب يقفون علنًا إلى جانب الفلسطينيين. كما أسهمت منصات مثل HBO وNetflix وAmazon في توسيع هامش الحرية، من خلال أعمال أكثر جرأة وصدقًا.
ويأتي فيلم «سوبرمان» كأحدث تجلٍّ لهذا التحوّل؛ فهو يطرح مأساة غزة من زاوية أخلاقية وسياسية، يصعب تناولها بشكل مباشر دون التعرض للرقابة أو الاتهامات. وهنا تظهر براعة الإسقاط الرمزي، الذي يتيح مساحة آمنة لنقاش القضايا العادلة بصدق وعمق، في قصة خيالية تتجاوز سطوة تكميم الأفواه في الولايات المتحدة.
عزيزي القارئ، لا تتردد في مشاهدة الفيلم، فاختيارك لحضوره هو في حدّ ذاته موقف سياسي يستحق أن يُسجّل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 11 دقائق
- أخبارنا
محمد داودية يكتب : كنت في سماء غزة (1)
أخبارنا : زرت قطاع غزة عام 1996 وكنت وزيرًا للشباب بصحبة وفد ضم 14 رئيس نادٍ رياضي، حللنا يومها ضيوفًا على الزعيم الفلسطيني الكبير ياسر عرفات. برغبة من الزعيم أبو عمار، تناولنا طعام الإفطار سمكًا طازجًا على شاطئ بحر غزة، وكانت يشهد الله نصيحة مودة ومحبة. كانت شوارع غزة ترابية مغبرة محفرة، ولم يكن فيها سوى فندق بدائي أمضينا فيه ليلتنا. وقبل أعوام، نقل لي الصديق المهندس مروان نصوحي الشوا صورة بهيجة جدًا عن العمران والتطور والتقدم الذي أصبح عليه قطاع غزة. تلك الأيام ولت، فقد أصبح قطاع غزةdead area حسب وصف دولة طاهر المصري. يوم أمس الأحد، رافقت بمعية زميليّ في لجنة الإعلام والتوجيه الوطني بمجلس الأعيان الصديقين علي العايد وعمر العياصرة، نشامى القوات المسلحة الأردنية ونسور سلاح الجو الملكي الأردني في طلعة لطائرات النقل العسكرية الأردنية C130، كانت تتبعها 6 طائرات أردنية وألمانية وفرنسية وإماراتية وبلجيكية، تحمل اطنان من حليب الأطفال وأغذيتهم ومواد إغاثة أخرى تزن نحو 61 طنًا. تناقشنا في قاعدة الملك عبد الله الثاني الجوية في طائرة الإغاثة العسكرية، كان شبابنا نشاكي الجيش، خلية نحل يتحركون في حيز ضيق بين أكداس الصناديق يجهزون بحرفية مذهلة، المظلات التي ستحمل عشرات صناديق الإغاثة إلى أهلنا في القطاع، التي لو انها أفرحت أو أنقذت طفلًا واحدًا فقط، لكان ذلك كسبًا عظيمًا. قال تعالى يقصد إحياء النفس البشرية: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} كانت تضطرب في داخلي مشاعر متضاربة استفزت الدمع من عينيّ، لكنها بعثت الفخر في نفسي، وأنا أرى إلى ضباطنا وجنودنا يرسلون مواد الإغاثة وهم على أعلى درجات التأثر والفرح والنشوة. بالنسبة لي كانت مرافقة قوافل الإغاثة الجوية الأردنية، التي ابتكرها وكرسها واصبحت إكسير حياة، ملكنا الحكيم الشجاع، تجربة تاريخية نادرة فريدة، ولما سألت أحد ضباطنا فأجابني انها الطلعة رقم 50، فكم من الفرادة في تجربة، فوق أرض دمرها جيش الكيان الإسرائيلي، يعاين ضباطنا الحياة والموت فيها بهذا الزخم وعلى هذا القرب ؟!

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
شكرًا أجهزتنا الأمنية ..
عندما يتعلق الأمر بالحديث عن أجهزتنا الأمنية، فإننا نبدأ الكلام بالتحية. التحية العسكرية التي تليق بالشعار الذي يحمله رجل الأمن على (البيريه) فوق الحاجب تمامًا، على هامته العالية المرفوعة أبدًا .. وعلى جبينه الوضاح. أقول هذا بفخر واعتزاز وعرفان واحترام لأجهزتنا الأمنية بكل صنوفها ومسمياتها ومهامها، ونحن نسدل الستارة على فعاليات مهرجان جرش في دورته 39، والتي حملت شعار 'هنا الأردن ..ومجده مستمر'.. وقد جسد رجال الأمن هذا الشعار قلبًا وقالبًا في وقفة العز والفخار، وفي شموخهم، وفي دماثة خلقهم وبشاشتهم وقيمهم التي تشربوها في مدرسة الهاشميين.. أقول هذا باعتزاز بالرجال الذين طوقونا بكرم أخلاقهم، وتعاملهم المهني والاحترافي، وكانوا مصدر الأمن والأمان لنا، ولأمواج زوار المهرجان الذي يعدون بعشرات الآلاف ، حيث المهرجان حديقة للعائلة الأردنية وفضاء لزواره من الدول العربية والأجنية. نعم، لقد كانوا العون للمشاركين من 36 دولة عربية وأجنبية، وكانوا السند لإدارة المهرجان، وكانوا العين الساهرة ليزرعوا الطمأنية ورودا على مداخل المدرجات، يؤوبون المكان قبل الزوار، ويغادرون بعد أن يتأكدوا أن كل شيء على ما يرام. نعم، لقد مثل رجال الأمن قيم الوطن بحس عال من المسؤولية، وكانوا رمزًا للانضباط، وترجموا شعار 'هنا الأردن ومجده مستمر'، بوعي وأمانة وارث الحضارة في مضمونها الثقافي والإنساني. هذا هو أردن الرجال، أردن التاريخ، والأقحوان، والسنابل، والدحنون، والسندِيان، لغة الأرض إذ تَبوح بأسرارها، وتُنشِد موالَها، وكلام البلادِ إذ تلظِم قصائدَها... هنا الأردن، موئِل الأحرار، تَحرسه ذاكرة الحضارات... وفي ختام المهرجان الأشهر عربيًا المتواصل منذ أربعة عقود والذي يمثل عنوانًا ثقافيًا وطنيًا وعالميًا، ونحن على موعد لإيقاد شعلة المهرجان في دورته الأربعين في العام المقبل، لا يسعني إلا أن أكرر الشكر الموصول لأجهزتنا الأمنية الذين زرعوا المكان بسنابل الطمأنية، نقول لهم جميعًا ، شكرًا ..ونودعهم بالتحية العسكرية. وخالص الدعاء أن يحمي الله الأردن، أرضًا وشعبًا، ويظللَه بالعز والفخار والأمن والأمان، وأن يديم ملك القائد القدوة، صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية وولي عهده الميمون.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
الرواشدة: عدد المشاركين والزوار لمهرجان جرش فاق التوقعات
عمون - أصدرت وزير الثقافة مصطفى الرواشدة بيانًا ختاميًا تزامنًا مع إطفاء شعلة الدورة الـ 39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون أمس السبت. ورفع الرواشدة في بيانه، إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، أسمى آيات الشكر والعرفان، لرعايته السامية للمهرجان، الذي حملت دورته هذا العام شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر". وأكد أنّ المهرجان يعبّر في برنامجيه الثقافي والفني، عن اهتمام جلالة الملك بقطاع الثقافة والفنون، ويؤكّد قيم الدولة الأردنية في أهمية هذا القطاع، والصورة الحضارية لبلدنا من خلال مشاركة ضيوف الأردن والفرق المحلية والعربية والأجنبية وتوسيع مدى التبادل الثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة...؛ فإنّها لمناسبةٌ عزيزة أن نشكر كلّ من أسهم في إنجاح هذه الدورة المميزة والاستثنائية من دورات المهرجان الذي يُعدّ عنوانًا وطنيًّا عربيًّا وعالميًّا، وقارب على الأربعين عامًا من عمره، وسيظلّ موئلًا لكل الإبداعات الفنية والثقافية على الدوام. وأوضح أنّ هذه الدورة نهضت من دورات المهرجان بالرسالة والأهداف، وكانت فرصةً كبيرةً ومساحةً مهمةً من مساحات الوعي والحوار والتنوير؛ خصوصًا وقد ترسخت الصورة الزاهية لهذا المهرجان. وتابع أن انطلاقة المهرجان كانت بحجم الطموح وتوجيهات صاحب الجلالة حفظه الله بإيلاء قطاع الثقافة والفنون الأهمية التي يستحق، واهتمام دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بترجمة هذه الرؤى الملكيّة في كتاب التكليف السامي، والمتعلقة بتوسيع قاعدة المهرجانات والندوات والفعاليات ذات العلاقة. وشهدت الدورة حضورًا كبيرا لكلّ الهيئات الثقافية الشريكة مع المهرجان، منها: نقابة الفنانين الأردنيين، رابطة الكتاب الأردنيين، اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، الجمعية الفلسفية الأردنية، رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، ومؤسسة شومان. كما شهدت الدورة حضور المجتمع المحلي لمحافظة جرش، والجامعات الأردنية، والعديد من المؤسسات والمبدعين، والجمعيات الثقافية والفنية؛ مما رسّخ البرنامج الثقافي والفني للمهرجان، وعزّز من حضوره في العديد من الملتقيات والندوات والمؤتمرات التي قرأت مواضيع فكرية وفنية ذات علاقة بالواقع الذي تعيشه المنطقة والإقليم والعالم؛ ما يجعل من كل هذا النتاج أرشيفًا مهمًّا يضاف إلى خزانة الأدب والثقافة والفكر الثمينة التي يتمتع بها أردننا ويحمل من خلالها مشعل وبوصلة الوعي إلى العالم؛ فالشكر موصول لكلّ هذه الجهات على ما قدّمت من جهدٍ جاد ومخلص في إنجاح فعاليات المهرجان. وباختتام هذه الدورة، وجه الوزير الشكر لكلّ الوزارات والمؤسسات والهيئات الثقافية والسفارات العربية والأجنبية التي أسهمت في إنجاح هذه الدورة. كما قدم الشكر لجيشنا العربي المصطفوي، درع الوطن وسياجه وحامي مكتسباته الثقافية والتاريخية، والشكر لأجهزتنا الأمنية التي كانت صمام الأمن والأمان والعين الساهرة لبثّ الطمأنينة من خلال أداء واجباتهم باحتراف ومهنية وانتماء، وبكل حضارية التعامل مع الضيوف والزوار. كما شكر أبناء مدينة جرش، ومحافظها، ومجتمعها المحلي، وبلديتها، ومؤسساتها وهيئاتها الثقافية والشبابية، حيث كانوا بمستوى المسؤولية الوطنية في استقبال ضيوف جرش والأردن؛ بما عرف عن بلدنا من حفاوة الاستقبال وبشاشة الترحيب، إضافة لسفارات الدول الشقيقة والصديقة التي عرّفت بتراثها وثقافتها ورسالتها الوطنية في المهرجان، كما لا ننسى شكر الفنانين والكتاب والمثقفين الذين قدموا خلاصة فكرهم ومقترحاتهم الجمالية في النصوص الكتابية والبصرية والموسيقية والحرفية؛ وقد عبّروا عن روح المكان الجرشي الأردني في تنوعه ومساحته التي كانت أرضيةً ثريةً ومتميزةً في الحوارات والتثاقف بين المشاركين. كما لم يفوت الوزير الرواشدة أن تشكر المرسسات الوطنية من القطاع الخاص، كما نشكر الناقل الرسمي/ الملكية الأردنية، ووزارة السياحة والآثار.. وهيئة تنشيط السياحة، ودائرة الآثار العامة. ووجهت الرواشدة شكره أيضًا إلى اللجنة العليا ولإدارة المهرجان، والعاملين في المواقع، واللجان الذين بذلوا جهدهم لإبراز صورة الأردن المضياف، والمؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة، الشركاء الاستراتيجيين الذين حملوا رسالة الأردن وخطابه، ولوسائل الإعلام العربية والأجنبية الذين نقلوا صورة المهرجان بمهنية عالية. وقال الوزير إنّ المهرجان حقق نجاحًا مهمًّا، واتسمت هذه الدورة بزيادة عدد المشاركين والزوار والحضور الكبير الذي فاق التوقعات، بسبب تبسيط إجراءات الدخول التي جرت بسلاسة من خلال تطوير طريقة تسويق البطاقات، والدخول إلى المدرجات. وبين أنّ الدورة تميزت بمشاركة عالمية واسعة وكبيرة للفرق الفنية التي قدّمت إبداعاتها على الساحة الرئيسة. كما تميزت بمشاركة أردنية كبيرة في البرنامجين الفني والثقافي، والذي لم يقتصر في فعالياته على المدينة الأثرية، بل امتد إلى ست محافظات، بتنوع الفقرات المقدمة. وكان الجديد في المهرجان احتضانه لمهرجان المونودراما، وندوات حول جماليات المكان، وذاكرته، وسمبوزيوم الرسم والحروفية، والمؤتمرات العلمية التي أقامتها الجمعية الفلسفية، وبرنامج "قامات جرشية" الذي تناول سيرة عدد من الشخصيات السياسية والثقافية في محافظة جرش. وتمّ التركيز خلال برنامج المهرجان على الصناعات الثقافية/ التمكين، بمشاركة الشباب في برنامج (بشاير)، وتمكين المرأة من خلال مساحات تسويق الأعمال التقليدية والشعبية والحرفية في شارع الأعمدة. وبلغ عدد الفنانين والمثقفين والحرفيين والتشكيليين والمسرحيين المشاركين في المهرجان نحو (2050) مشاركًا من (36) دولة، من الأردن والدول العربية والأجنبية. وبلغت الفعاليات نحو (420) فعالية، كما بلغ عدد العاملين في الموقع لخدمة البنى التحتية والتنظيمية والفنية نحو 1350 عاملًا، وعدد الفنانين نحو 2000 فنان ومثقف.