logo
د. عبد الحكيم القرالة : الحسين... فكر نير ورؤى ثاقبة

د. عبد الحكيم القرالة : الحسين... فكر نير ورؤى ثاقبة

أخبارنامنذ 2 أيام

أخبارنا :
يعد منتدى "تواصل" السنوي والذي يحظى باهتمام واشراف مباشر من لدن سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني وبتنظيم من مؤسسة ولي العهد فرصة مهمة لاجراء مشاورات عامة ومعمقة وعصف ذهني يتناول كافة القطاعات الحياتية والقضايا الرئيسية ،وسبل وضع خطط عمل قادرة على تطوير هذه الجوانب وبالتوازي سبل تجاوز التحديات التي تواجهها .
منتدى التواصل محفل ذو اهمية كبيرة عندما يلتقي اصحاب الخبرة والاختصاص والفئات المستهدفة خصوصا فئة الشباب التي يوليها سمو ولي العهد اهتماما خاصا في اطار الاشتباك الايجابي مع عديد القطاعات الحيوية والتي من شأن تطويرها تحقيق الغايات المرجوة الهادفة الى الوصول الى اردن المستقبل .
لطالما يركز سمو ولي العهد على جملة من الرؤى والمبادرات التي يجد فيها السبيل الامثل في التطوير والتحديث والتي تتوائم مع التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم بما يعد ضرورة لعدم التخلف عن ركب التطورات المتنوعة التي طالت صعد الحياة كافة خصوصا التطورات التقنية .
ويلتقط سموه على الدوام ويضع يده على الجرح من خلال تسليط الضوء على مجالات متعددة تمثل تحديات كبيرة لها ارتداداتها السلبية على الوطن والمواطنين ولا بد من اجتراح الحلول لتجاوزها بكل اقتدار عبر تمكين المواهب الشابة من امتلاك أدوات العصر لما للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة من مساهمات ايجابية كبيرة في كل مجالات الحياة.
التحديات الثقال التي يواجهها الاردنيون لا تغيب عن بال وفكر الامير الحسين ، فلطالما تبقى محل متابعة دؤوبة من سمو ولي العهد بضرورة ايجاد حلول ناجعة وفاعلة وضمن خطط مجدولة زمنيا وعلى رأسها ندرة المياه والبطالة وفرص العمل والحفاظ على الإرث.
ويؤمن سمو ولي العهد دوما بضرورة الاستثمار برأس المال البشري والبحث والتطوير وبناء أنظمة اقتصادية قادرة على التجدد والابتكار كمحرك رئيسي للإنتاجية والتنافسية، كنهج عمل ينتهجه الحسين يرتكز على الاستثمار بالمورد البشري الذي هو اساس التطور .
وفي هذا يبقى الاردني المتميز في كافة المجالات والقطاعات على مستوى العالم مثار فخر ودعم من لدن سمو ولي العهد لشباب لهم اثارهم وبصماتهم الايجابية في كل ارجاء المعمورة يمثلون خير سفراء للوطن في كل مكان وزمان ما يؤهل الاردن للعب دورا رياديا في المنطقة
سمو ولي العهد يشدد على الدوام على ضرورة مواكبة العصر والتفكير والمعرفة كضرورة وطنية ملحة لبناء الاوطان والحفاظ على المنجزات واحداث التغيير المطلوب والمنشود الذي يلبي طموحات جلالة الملك عبدالله الثاني ويتوق له الاردنيون وصولا لاردن المستقبل
جملة القول ،،الامير الحسين صاحب فكر نير وخلاق يرتكز على استشراف المستقبل ويسلط الضوء على الضرورات الوطنية والتي يحتاجها الاردن والتي تمثل سبيلا ناجزا وفاعلا لتجاوز كافة التحديات التي تواجهه وليكون الوطن في مصاف الدول المتقدمة في كافة مناحي الحياة . ــ الراي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ورشة في معهد المشارع لتعزيز ريادة الأعمال وتسليط الضوء على قصص نجاح
ورشة في معهد المشارع لتعزيز ريادة الأعمال وتسليط الضوء على قصص نجاح

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

ورشة في معهد المشارع لتعزيز ريادة الأعمال وتسليط الضوء على قصص نجاح

عمون - ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، حفظه اللّه، بتوفير فرص عمل غير تقليدية للشباب، وتنفيذاً لتوجيهات عطوفة مدير عام مؤسسة التدريب المهني الدكتور أحمد مفلح الغرايبة، بترسيخ ثقافة الريادة والابتكار لدى الملتحقين في البرامج التدريبية و الشباب بالمملكة، نظم معهد تدريب مهني المشارع اليوم الإثنين ورشة عمل بعنوان " تعزيز ثقافة ريادة الأعمال المهنية "، بمشاركة واسعة من متدربي المشروع الزراعي وممثلين عن المجتمع المحلي والجمعيات الفاعلة في المنطقة. وافتتح الورشة مدير معهد المشارع المهندس معن الذينات، مؤكداً في كلمته أهمية الورش التفاعلية في تمكين الشباب مهنياً وريادياً، وتحفيزهم على التفكير خارج الصندوق لتأسيس مشاريع ريادية تتماشى مع احتياجات مناطقهم، ومشيراً للتخصصات التدريبية المتنوعة التي يقدمها معهد المشارع لتمكين الشباب والشابات بالمهارات المطلوبة لدى أسواق العمل المحلية والدولية. فيما أكد المهندس أحمد نضال عواد من مديرية الاتصال والإعلام في مؤسسة التدريب المهني أهمية تمكين الشباب ودور ريادة الأعمال المهنية في توفير فرص عمل غير تقليدية للشباب، والإسهام في التنمية المستدامة، وأهمية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير أفكار ريادية وتحويلها إلى نماذج أعمال قابلة للتطبيق، مؤكداً أن "كل شاب هو قصة نجاح لرائد أعمال وقادر على المساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجهنا". وتحدث رئيس قسم الإرشاد والتوجيه المهني الأستاذ محمود دريعات عن دور المؤسسة في تنمية مهارات الشباب وتعزيز تفكيرهم الريادي، مؤكداً الدور الفاعل للارشاد المهني في توجيه الشباب وتحويل أفكارهم المبتكرة لحلول اقتصادية قادرة على الإسهام الفاعل بالتنمية المستدامة. فيما قادت الأستاذة مرام العثامنة / مديرية إقليم الشمال وعضو فريق ريادة الأعمال المهنية جلسة حوارية تفاعلية تناولت سمات رائد الأعمال وكيفية تحويل الأفكار إلى خطط تنفيذية، مقدمة نماذج لرواد أعمال تقليديين واجتماعيين وتكنولوجيين، ومشيرة إلى أهمية صفات مثل القيادة والمرونة وروح المبادرة في نجاح المشاريع الريادية والمتميزة. وسلطت الورشة الضوء على نماذج من قصص النجاح والشراكات المجتمعية الفاعلة، حيث تحدث رئيس جمعية وادي الريان الأستاذ إبراهيم الخطيب عن تجربة الجمعية التي انطلقت من فكرة إنشاء روضة أطفال، وتوسعت لتشمل مشاريع إنتاجية ومركز "مكاني" الذي وفر أكثر من 20 فرصة عمل، إضافة إلى الشراكة مع معهد المشارع خاصة في قطاع الخياطة مؤخرا، وأشار إلى حصول الجمعية على وسام اليوبيل الفضي الملكي تقديراً لدورها التنموي. كما استعرض رئيس جمعية سنابل الذهبية الدكتور فادي مقدادي تجربة الجمعية التي بدأت بفكرة ريادية وتوسعت لتشمل فريقاً متخصصاً بصيانة منازل الأسر المتضررة من الحرائق، حيث تم صيانة أكثر من 800 منزل، إلى جانب حفر آبار مياه تجميعية، وتأسيس فريق تطوعي شبابي تحت مسمى "مبادرون" يعزز التماسك المجتمعي. ولفت إلى أن الجمعية نالت وسام الملك عبدالله الثاني للتميز نظير مبادراتها المجتمعية، ولديها تعاون متواصل مع معهد المشارع في برامج التدريب والتأهيل. وتخلل الورشة عروض متخصصة في الترويج الرقمي، حيث تحدث ضابط ارتباط الاتصال والإعلام في المؤسسة عمر الخليلي عن أهمية استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة "لينكدإن"، للترويج للخبرات والمهارات المهنية، وتمكين رواد الأعمال من الوصول إلى الأسواق بأقل التكاليف وأسرع الوسائل. فيما تطرق المرشد المهني في معهد المشارع صهيب أبوجابر للحديث حول الاستعداد المهني وكيفية اعداد السيرة الذاتية والخطاب التعريفي لتأهيل الشباب للاندماج بسوق العمل. وشهدت الورشة عرضاً لقصص نجاح ملهمة، منها تجربة سناء أبودولة، خريجة برنامج "حاضنة الأطفال" الذي تنفذه المؤسسة بالشراكة مع جمعية الخدمة الجامعية العالمية في كندا، والتي تمكنت من تأسيس حاضنة منزلية بدعم من المجلس الوطني لشؤون الأسرة، مما وفر لها فرصة عمل مستقلة. كما عرضت حياة الدسوقي تجربتها في تأسيس صالون تجميل وفر لها فرصة عمل مستدامة ساعدتها في العيش الكريم ، بينما قدّم حذيفة ناصر تجربته في تأسيس صالون حلاقة رجالي بعد تخرجه من المعهد. كما استعرض الشاب وليد الجبعي الملتحق حاليا في تخصص الزراعة المائية بمعهد المشارع والذي أسس مشروع مزارع الارزاق لورق العنب الامريكي في الأغوار والذي وفر من خلاله العديد من فرص العمل المستدامة للسيدات. واختتمت الورشة بجلسة نقاشية بين المشاركين والمدربين، ناقشوا خلالها التحديات المحلية وفرص التوسع في العمل الريادي، مؤكدين أهمية دعم وتمكين المبادرات الشبابية الواعدة في مختلف القطاعات. وتم بعد ذلك توقيع المشاركين على "وثيقة الانتماء والولاء للوطن والقيادة الهاشمية"، التي أطلقتها المؤسسة بمناسبة الاحتفالات الوطنية، والتي سيتم تسليمها إلى الديوان الملكي الهاشمي العامر، تعبيراً عن صدق الانتماء وتجديد العهد والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة

قيام دراسات علمية للشخصية والهوية الاردنية ضرورة مُلحة لنا ولوحدتنا الوطنية..؟
قيام دراسات علمية للشخصية والهوية الاردنية ضرورة مُلحة لنا ولوحدتنا الوطنية..؟

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 10 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

قيام دراسات علمية للشخصية والهوية الاردنية ضرورة مُلحة لنا ولوحدتنا الوطنية..؟

قيام #دراسات_علمية للشخصية و #الهوية_الاردنية ضرورة مُلحة لنا ولوحدتنا الوطنية..؟. ا.د #حسين_طه_محادين* (1) 'تتأثر طبائع الناس بجغرافية اماكنهم-العلامة ابن خلدون'. (2) الاردنيون من مختلف الأصول والمنابت في مجتمعنا الاردني -مثار إعتزاز بالتاكيد- وكما وصفونا جلالة الملك الراحل الحسين رحمه الله.. وبالتالي التساؤل الماثل امامنا هو…هل لدينا دراسات علمية عن بنيتنا الشخصية المشتركة والهوية الجامعة لنا كأردنيين..وأن وجدت اين هي، ثم اليست ضرورة توعوية ومؤججة لإحساسنا الجمعي كاردنيين مثلما هي مهمة بذات الوقت لصناع القرار والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والدارسين في مختلف حقول العلوم الانسانية بشكل أبرز.. لماذا ملحة كما اجتهد لان وجود مثل هذه الدراسات العلمية كفيلة بان تمنع التطرف او حتى شطط البعض من الاردنيين/ات، سواء المغالين /المتزمتون في اردنيتهم، ام المؤمنين ايدلوجيا وسياسية بأن الاردن الوطن محطة عبور مرحلية نحو أممية افكارهم'الاسلامية او الماركسية معا'. (3) لا اعتقد وباجتهادي؛ أن هناك إنتماءً وطنيا متجذرا لأي هوية انسانية جامعة كالهوية الاردنية شعبا ووطن وشهداء، يمكن ان تكون متوازنة من حيث واقع الاندماج الوجداني والسكاني والحضاري المطمئن تحت مظلة الدستور والقوانيين الضابطة لقيم المواطنة التي نتفيأ ظلالها، اذا لم نتحاور ونكتب صادقين عن ذاتنا الوطنية وبروح المسؤولية والايمان بالوطن قيادته وفرائده وعن مراحل تشكل بنيته السياسية والحياتية والاشمل عبر الاجيال، لان هذه هي الطريقة العلمية والفكرية الهادئة الملحة التي بوسعها ان تصنع من حواراتنا الناضجة كأردنيين بمختلف اصولنا التاريخية كشركاء فعليين في عناوين الانجازات ووحدة المصير والتحديث معا بحيث نجعل من هذه الكتابات الوازنة المرجو انجازها كونها مدعمات علمية الحضور والتبني للارتقاء بهويتنا الحياتية والفكرية السياسية افرادا ومؤسسات في مجتمعنا الاردني الحبيب في عالم اصبح بحجم هاتف خلوي في كف اي منا؛ وأن لم توجد مثل هذه الدراسات -بحدود اطلاعي – فالتساؤل الابرز هنا ؛ بماذا يمكن ان نفسر هذا الغياب، وبماذا نختلف نحن عن اخوتنا في المجتمعات العربية الاخرى الذين اقاموا مثل هذه النوع من الدراسات العلمية المتخصصة خصوصا ان لدينا من الحضور والانجازات ما نتحدث عنه على شتى الصُعد بكل فخر واعتزاز، ثم ما هي الصعوبات التي تحول دون ان يقوم المختصون في العلوم الإنسانية سواء في الجامعات او مراكز الابحاث بمثل هذه الدراسات التي تفقر لها للاسف مكتبتنا الحياتية والوطنية معا..ثم ما طبيعة الخوف او الاهمال القابع بدواخلنا -أكاديميين وسياسين- الذي حال ومازال بدوره ان نُنصف ونُشهر انفسنا بتنوعنا السكاني ومنجزاتنا وحضورنا الواضح على الصعيد الدولي ايضا بفضل قيادتنا الهاشمية ونوعية رأسمالنا الاجتماعي-الانسان الاردني- عبر الاجيال، ونحن نعيش بكل ايمان وثقة في دولة ولجت القرن الثاني من عمرها المديد بعون الله ،رغم انها تعيش في وسط اقليم وعالم مضطرب منذ نشأتها الحديثة كدولة مطلع عشرينيات القرن الماضي..؟. (4) اخيرا…هذه دعوة لاقامة مؤتمر علمي وليس سياسي بين اكاديميين متخصصين وقادة رأي متنورين واعلاميين وازنيين للشروع في دراسة كل من بنية الشخصية والبناء الاجتماعي للاردنيبن كمتطلب اساس لإظهار واشهار السمات المميزة للهوية الاردنية وجلها اساس في قوتنا ضمن الحوار الحضارية البشري في هذا الجزء من الوطن العربي الإسلامي بحضوره الانساني عبر قروون ..فهل نحن فاعلون..؟. قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

الذكاء الاصطناعي والذكاء الوطني!
الذكاء الاصطناعي والذكاء الوطني!

رؤيا نيوز

timeمنذ 13 ساعات

  • رؤيا نيوز

الذكاء الاصطناعي والذكاء الوطني!

منتدى «تواصل» الأخير، الذي نظمته مؤسسة ولي العهد، شكّل نقطة ضوء مهمة في هذا السياق، عبر طرحه لموضوعات حيوية مثل الصناعات الإبداعية، الريادة، التعليم، والذكاء الاصطناعي. ولعلّ الأهم من كل ذلك أنّ المؤسسة، من خلال هذه المبادرات، تفتح الباب أمام التفكير بسياسات وطنية أكثر جرأة وحداثة، تتجاوز الأسئلة التقليدية إلى ما هو أعمق وأخطر: كيف نكون شركاء في صياغة المستقبل، لا مجرد متفرجين عليه؟ من بين ما طُرح في المنتدى، برز موضوع «عصر الذكاء الاصطناعي» بوصفه التحدي الأكبر والأكثر مصيرية. فالحقيقة أن ما نراه اليوم من أدوات ذكية مذهلة ليس إلا بداية مرحلة جديدة تمامًا في التاريخ البشري. وهذا ما تناوله تقرير التنمية البشرية العربي للعام 2025 الذي جاء بعنوان: «رهنٌ بخيار: الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي»، وهو تقرير مكثّف (32 صفحة فقط)، لكنه عميق في تحليله، ومليء بالمضامين التي تستحق الوقوف عندها. التقرير لا يكتفي بدق ناقوس الخطر، بل يقدّم مفاتيح عملية للتعامل مع هذه التحولات، من خلال ثلاثة مداخل رئيسية: بناء اقتصاد تشاركي بين الإنسان والآلة، لا يقوم على التنافس بل على التكامل. قيادة الابتكار من خلال تصميم واعٍ ومؤطّر للعلاقة مع الذكاء الاصطناعي، بدلاً من ترك الأمور للعشوائية أو لردود الفعل المتأخرة. الاستثمار الذكي في القطاعات القابلة للنمو بفعل الذكاء الاصطناعي، من الطب إلى التعليم إلى الصناعة والخدمات. ولعلّ السؤال الذي طرحه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله (في منتدى تواصل) يبقى الأكثر جوهرية: «كيف نكون منتجين للتكنولوجيا لا مجرد مستهلكين؟». هذا هو التحدي الحقيقي. فلدينا عقول أردنية لامعة ورائدة على مستوى العالم العربي، لكنها تعمل وتُقدَّر في الخارج. أما في الداخل، فالإمكانات المادية محدودة، والأطر المؤسسية لا تزال أسيرة البيروقراطية والجمود. المشكلة لا تتوقف عند ضعف التمويل. ففي كثير من الأحيان، غياب الرؤية الاستراتيجية هو العائق الأعمق. فلا وجود حتى الآن لتصور وطني متكامل يُجيب عن أسئلة حاسمة: كيف يمكن للأردن أن يكون مركزًا إقليميًا في الذكاء الاصطناعي؟ كيف نُوظّف هذه التقنية في تطوير الطب والهندسة والصناعة؟ كيف نربط بين التعليم وسوق العمل المستقبلية؟ والأهم: كيف نُعيد تصميم نظامنا التعليمي ليُخرّج عقلًا نقديًا، لا عقلًا حفظيًا، وعقلاً مبدعًا لا مكرّرًا؟ المفارقة أن هذا النوع من الأسئلة، حول أثر التقدّم العلمي على الإنسان والمجتمع، ليس جديدًا. فكلما انتقلت البشرية إلى مرحلة حضارية جديدة، عادت لتطرح الأسئلة نفسها بصيغ مختلفة: هل سنفقد جوهرنا الإنساني؟ هل ستدمر القيم لحساب التقنية؟ هل نحن مستعدون أصلًا؟ ومن أبرز من عبّر عن هذه الهواجس، الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، الذي فجّر جدلًا واسعًا في عام 1750 بمقاله الشهير «خطاب في العلوم والفنون»، الذي فاز بفضله بجائزة أكاديمية ديجون. في هذا المقال، حاجج روسو بأن التقدم العلمي والفني، بدلاً من أن يرفع من شأن الإنسان، قد ساهم في إفساد أخلاقه وتقويض فضائله. لقد شكّل مقاله صدمة في عصره، إذ قلب فكرة التنوير من كونها أداة للخلاص إلى احتمال للضياع، ولا تزال أصداء ذلك الخطاب تتردد حتى اليوم. نحن إذن أمام نسخة محدثة من سؤال قديم: مع كل قفزة تقنية، يعود السؤال ذاته، لكن بلغة مختلفة: هل ستكون الآلة بديلاً عن الإنسان؟ أم وسيلة لتعزيز قدراته؟ وهل نملك، نحن في هذا الجزء من العالم، رفاهية الوقت أو التردد لنقرر لاحقًا؟ التعليم، وبخاصة في مرحلتي المدرسة والجامعة، يُمثّل المدخل الأول لأي تحوّل حقيقي. لا يكفي أن نضيف مساقًا جديدًا بعنوان «الذكاء الاصطناعي»، بل لا بد أن نُعيد التفكير في طريقة إعداد العقل الطلابي نفسه، ليكون مهيّأً للتعامل مع هذا العصر لا بوصفه متلقياً، بل شريكاً في إنتاجه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store