logo
داون تاون ديزاين: الإبداع العالمي يحط رحاله في الرياض

داون تاون ديزاين: الإبداع العالمي يحط رحاله في الرياض

مجلة سيدتيمنذ 10 ساعات

بعد التميز السعودي في المحافل العالمية للتصميم، يأتي العالم اليوم إلى قلب المملكة ليبادل التميز بالتميز، ويضيء نجمة جديدة في سماء الإبداع فيها.
داون تاون ديزاين، الحدث الرائد للتصميم المعاصر والجودة الفائقة في الشرق الأوسط، يحط رحاله في العاصمة الرياض، جامعاً تحت سقفه مجموعة من المصممين العالميين والإقليميين والمحليين، ليعرض أحدث المجموعات والمنتجات المبتكرة وحلول التصميم، إلى جانب برنامج علمي متخصص يقدمه نخبة من الخبراء المحليين والدوليين في مجالات التصميم والإبداع المختلفة.
أعلى المعايير
لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تلعبه هيئة فنون العمارة والتصميم اليوم في دفع مسيرة النمو في هذا القطاع مع التركيز بشكل أساسي على إبراز الهوية السعودية، وتحقيق مستوى عال من الجودة التي يمكن التباهي والمنافسة بها أمام العالم.
ولعل الجائزة التي حققها الجناح السعودي في أكسبو 2025 في أوساكا والذي قادت هيئة فنون العمارة والتصميم مسار التصميم فيه، خير دليل على حرص الهيئة على تقديم أفضل صورة عن الإبداع السعودي، وعن ذلك تقول لنا د.سمية السليمان، الرئيس التنفيذي للهيئة: "فخورون جداً بآخر الإنجازات الوطنية التي حققناها وهي حصول جناح المملكة في أكسبو 2025 في أوساكا على الجائزة الذهبية في جوائز نيويورك للتصميم المعماري تحديداً في فئة العمارة الثقافية"، وأضافت: "هذا الاحتفاء العالمي وفوز المبنى بهذه الجائزة هو بالنسبة لنا إنجاز جميل جداً كوننا في هيئة فنون العمارة والتصميم قمنا بقيادة مسار التصميم في الجناح، فالحمد لله الإجراءات التي مررنا بها والاهتمام الذي قدمناه بكل تفصيل من التفاصيل، حققت لنا هذا الإنجاز، وإن شاء الله هذه ستكون البداية للعديد من الإنجازات".
إليكم حواراً تحدثت فيه د. سمية السليمان عن هيئة فنون العمارة والتصميم: "مبادرات كثيرة وإنجازات كبيرة تحقق مستهدفات رؤية 2030"
حديثنا مع د. سمية السليمان، أتى خلال افتتاح النسخة السعودية الأولى من معرض داون تاون ديزاين في الرياض، وعن هذه النسخة قالت لنا الدكتورة: "النسخة الأولى من داون تاون ديزاين الرياض تتضمن معرضاً يشارك فيه عدد كبير من الشركات العالمية، التي تطلق منتجات جديدة في السوق السعودي لأول مرة، كذلك العديد من الشركات السعودية المحلية التي تقدم تصاميمها المميزة، وهناك تصاميم راقية موجهة لمقتني القطع الفنية وهي متميزة عن التصاميم الصناعية التي يمكن لكل الناس اقتناؤها، لكن أعتقد أن في هذا المعرض جزءاً لكل ذائقة، والجميع سيجد تحت سقفه قسماً يعبر عن اهتماماته ويلبي احتياجاته".
وتابعت: "في المعرض جناح خاص ل هيئة فنون العمارة والتصميم بكوننا الشريك الاستراتيجي للحدث في نسخته الأولى، وهذا الجناح يعرف بمبادرات الهيئة، وهناك جناح خاص بمبادرة صمم في السعودية، وهي مبادرة خاصة لدعم التصميم الصناعي، ويتم فيها عرض منتجات مختلفة حاصلة على ختم صنع في السعودية، الذي يشترط الحصول عليه توفر أعلى معايير التصميم، وأن تروي القطع قصة جميلة مرتبطة بهوية المملكة".
كذلك قالت رئيسة الهيئة إن "هذا المعرض هو جزء من الحدث، ولكن هناك أيضاً المنتدى الذي يجمع عدداً كبيراً من المتحدثين، ويقدم برنامجاً متميزاً جداً من حيث التنوع والشمولية يغطي كل المواضيع ويقدم معلومات مهمة جداً، ويؤكد على سعي هذا الحدث لإظهار المواهب المحلية المختلفة".
وأكدت د.سمية السليمان أن "أهمية حدث مثل داون تاون ديزاين أنه وعلى مدار أربعة أيام، سيجمع الناس تحت سقف واحد، بحيث تتكون شبكة علاقات مميزة ستؤدي حتماً إلى تعاونات مهمة، ومنها إلى خطوات أكبر بإذن الله، ففي المعرض نرى شركات عالمية تعاونت مع المصممين السعوديين، وهذا مصدر فخر بالنسبة لنا وبالأخص حين نرى منتجاتهم المميزة"، وأضافت: "أعتقد أن وجود حدث مثل هذا في المملكة تحديداً في الرياض يعد من الأمور التي تساهم في تسريع عملية تنمية القطاع ودفعها نحو مستويات عالية جداً، لذا فنحن سعداء باستضافة هذا الحدث، ونؤكد على دورنا في دعم الممارسين في هذا القطاع بحيث نحقق المستهدفات".
واعتبرت السليمان أن اختيار حي جاكس لإقامة هذا الحدث هو اختيار جيد جداً، وقالت: "نحن نتحدث عن حي إبداعي ثقافي يضم عدداً كبيراً من المصممين والفنانين في المجالات الإبداعية المختلفة، واليوم عندما نتحدث عن التصميم هناك تقاطعات كثيرة مع جميع التخصصات الإبداعية، لذا أعتقد أن وجودنا في حي جاكس هو فعلاً في قلب الحدث".
وبالعودة إلى المشاركات الدولية والإنجازات السعودية المتحققة في هذا المجال أكدت د. سمية السليمان: "جزء كبير من دورنا هو دعم الممارسين ومساندتهم للوصول إلى المحافل الدولية حيث هناك منصات ترتقي بالمواهب، فمؤخراً افتتحنا الجناح السعودي في بينالي البندقية للعمارة ولاقى أصداء جميلة جداً، حيث تمحور حول حساسية التعامل مع التراث العمراني وترميمه إلى المستقبل من خلال تجربة سين معماريين، وهي تجربة نفتخر بها، وبعدها افتتحنا الجناح السعودي في ترينالي ميلان للتصميم، وكان لدينا هناك فريق جميل من ناحية الإبداعات والتعاون وأنتجوا عملاً رائعاً ينظر إلى المزرعة، تحديداً في منطقة الإحساء، كمساحة تجربة، ويبين كيف يمكن أخذ الدروس المستفادة للتعامل مع التغيرات التي تمر على المنطقة، وهناك فعالية ستكون بعد بضعة أيام وهي بينالي لندن للتصميم، وهناك نفتتح بإذن الله الجناح السعودي في نسخته الثانية، ويأتي جناحنا انعكاساً للموضوع المطروح وهو موضوع المياه الصالحة"...
اقرؤوا أيضاً:
محطة مهمة
بعد نجاح الحدث في أن يكون منصة للإبداع الإقليمي والعالمي لأكثر من عقد من الزمن، حيث يقام سنوياً في دبي، تشكل النسخة المخصصة منه للرياض محطة مختلفة ومميزة تماماً، وفق ما أكدته ميت ديجن كريستنسن، مديرة معرض داون تاون ديزاين.
وعبرت ميت ديجن كريستنسن في حديث خاص لـ"سيدتي" خلال افتتاح الحدث، عن سعادتها باستضافة الحدث هنا في الرياض قائلة: "أولاً وقبل كل شيء شكراً لكم على استضافتنا هنا والترحيب بنا، قمنا بإدارة داون تاون ديزاين لأكثر من عقد من الزمان، ونحن فخورون جداً وسعداء لأننا تمكنا من إحضاره إلى الرياض وجعله معرضاً مخصصاً للرياض وللمملكة العربية السعودية".
وأكدت مديرة المعرض: "إنها محطة مهمة بالنسبة لنا بالطبع، ولكن أعتقد أنها مهمة أيضاً بالنسبة للمنطقة ككل، فهناك الكثير من التطورات في صناعة التصميم في المملكة العربية السعودية، وبات هناك تسهيلات للدخول والخروج والعديد من الناس يتساءلون عن ذلك، لذلك نأمل أن نتمكن من توفير منصة ليس فقط للإبداع المحلي والإقليمي، ولكن الدولي أيضاً".
وتابعت حديثها بالقول: "ما هو مهم جداً من خلال ما نفعله هو أننا نحاول دائماً أن نكون ديناميكيين مع الأسواق التي نعمل بها في السياق المحلي، وأننا أيضاً ننظر إلى التأثير ليس فقط من حيث هو مطلوب اليوم، ولكن أيضاً التأثير الذي سيكون خلال السنوات القادمة، وهو ما يشبه حواراً محكماً مع العلامات التجارية والمصنعين والمصممين، ومن الواضح أن شركاءنا على الأرض هنا يعرفون ما يحتاجون إليه أفضل منا جميعاً، لذا نأمل أن يوفر هذا الحدث نوعاً من الشراكة طويلة الأمد، حيث يمكننا حقاً المساعدة في دفع النمو الذي يحدث في الاتجاه الصحيح ونسهل إمكانية الوصول إلى المنتج المراد".
المرأة وحياكة النسيج العمراني
كانت لنا جولة بعد الافتتاح على المعرض حيث التقينا بالعديد من المصممين والمصممات اللواتي تزينت منصات هذا المعرض وأجنحته بقطعهم وإبداعاتهم الفريدة.
في بداية المعرض لفتنا عمل ضخم للمصممتين والقيمتين الفنيتين لجين رافع وربا الخالدي، يحمل اسم "منسوج"، وتحدثنا للمصممتين السعوديتين لترويا لنا قصة العمل منذ الفكرة وحتى وصوله اليوم إلى داون تاون ديزاين الرياض.
وتقول لجين رافع، وهي مصممة مواد ومنتجات عضوية وكأكاديمية جامعية: "العمل يتحدث عن دور المرأة في حياكة الفن و النسيج العمراني في البادية، وأردنا أن نظهر الإبداع الهندسي الذي كانت تتميز به هذه الحرفة في زمن البادية، وكيف صمموا نولاً متنقلاً، كبرنا حجم النول لنسلط الضوء عليه وبدأنا بالنسيج التقليدي ثم عرضناه في لندن في 2023، وأردنا أن يكون تجربة تفاعلية مع الناس الموجودين في المعرض، ومع نهاية الحدث تكون لدينا نسيج طوله 50م، وأتى هذا النسيج كتوثيق بصري، لمعلومات جمعناها من المشاركين".
أما ربا الخالدي، وهي مختصة بالابتكار والتصميم الاستراتيجي، فاعتبرت أن: "من مزايا منسوج أنه يعتبر من صور السرد الثقافي للإرث السعودي، وعملية السرد هذه بينت ثقافتنا السعودية، وأبرزت جانب حياكة السدو ودور المرأة، لكن من أهم الأشياء التي بناها كسرد هي قصة المشاركين في الفعالية، فعدد المشاركين في قطعة القماش التي امتدت لـ50م وصلت إلى 4000 شخص تقريباً من دول مختلفة ومن ثقافات مختلفة ومن فئات عمرية مختلفة، شاركوا في الإجابة عن السؤال المحوري: ماذا سنسجل للمستقبل؟"، وأضافت: "طبعاً نحن الآن أيضاً في مرحلة الدراسة، فهذه القطعة تعتبر أرشيفاً من المعلومات التي تساعدنا في فهم توقعات الآخرين للمستقبل، وإن شاء الله ستكون هناك خطوة قادمة لتوثيق هذه النتائج، فهذا بالنسبة لنا ليس فقط عملاً فنياً بل بحثٌ قائمٌ في مجال التصميم".
وتحدثت المصممتان عن التواجد في هذا الحدث في الرياض وقالتا: "تواجدنا في هذا النوع من الأحداث مهم لاستعراض دورنا وثقافتنا وإرثنا في نطاق عالمي، وكيف أنه انعكس على السكان المحليين، كذلك يتميز عملنا هذا بأنه تم من قبل فريق نسائي بالكامل، حتى وقت إقامته في لندن كان بإدارة نسائية، وهذا يبين قدرات المرأة السعودية وتحديداً من الناحية الهندسية، ومن الناحية الجمالية والمعمارية وحتى من الناحية التنفيذية، لذا فإن وجودنا هنا اليوم في حدث مميز كهذا في الرياض بوجود مصممين من شركات رائدة، ومع تجارب فنية فريدة يكون إضافة ممتازة لنا وللحدث".
تفعيل سوق الحرف
من المشاركات الملفتة ضمن المعرض جناح لشركة حرف السعودية، حيث تعرض مجموعات من القطع المصنوعة باحترافية عالية معبرة بشكل جميل عن التراث السعودي.
وكان لنا حول ذلك حديث مع فهد الصبيح مصمم شركة حرف السعودية الذي قال: "شركة حرف السعودية هي شركة حكومية مملوكة لهيئة تراث ومنظومة وزارة الثقافة، دور شركة حرف السعودية هو تفعيل سوق الحرف بشكل تجاري"، وأضاف: "القطع المعروضة اليوم في جناحنا كل قطعة تحمل رسالة معينة وتروي قصة مختلفة لكن بشكل عام نحاول أن نوصل التراث السعودي والثقافة السعودية عن طريق تصاميمنا، من أبرز القطع المعروضة اليوم في الجناح مجموعة مستلهمة من البن الخولاني الموجود في منطقة الجزيرة العربية بشكل عام، لذا صممنا قطعاً تعبر عن هذا العنصر، وميزنا التصميم بتجسيد لشكل جبل طلان على العلب في هذه المجموعة، وهو أحد الجبال التي يتواجد فيها هذا البن، وكذلك صممنا كبسولات قهوة من البن الخولاني نفسه، من العناصر الأخرى المميزة التي زينّا بها قطَعَنَا النخلة، التي هي رمز الضيافة والكرم، فصنعنا مجموعة كاملة مستلهمة منها مخصصة للضيافة".
صُمّم في السعودية
يتوسط المعرضَ جناحٌ ضخمٌ لمبادرة صمّم في السعودية التابع لهيئة فنون العمارة والتصميم، حيث يقدم المصممون السعوديون قطعاً مميزة مصممة من قبلهم في المملكة العربية السعودية وحاصلة على ختم المبادرة.
عبد العزيز العندس مصمم وشريك ضمن إحدى شركات مجموعة لامبارتي، وبالتحديد شركة Lumbarti Games & More المتخصصة في صناعة الألعاب الخشبية الفاخرة، وهو أحد المشاركين ضمن هذا الجناح تحدث لنا عن هذه المشاركة قائلاً: "فخورون بهذه المشاركة ضمن جناح صمم في السعودية التابع لهيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة، حيث نعرض هنا اليوم في هذا المعرض ثلاث قطع هي طاولة شطرنج وطاولة كيرم وطاولة بلوت، وجميعها حاصلة على ختم صنع في السعودية".
لقطات من المعرض:
يذكر أن معرض "داون تاون ديزاين الرياض" يقام خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 23 مايو 2025 في المركز الإبداعي "حي جاكس"، بالشراكة مع هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة السعودية، ويُعد المعرض محطة بارزة في مسيرة تطوّر المشهد الإبداعي في المملكة.
عن قطاع العمارة والتصميم، اقرؤوا أيضاً:

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية
الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية

من الأمور اللافتة حالياً على منصات التواصل الاجتماعي في ظل هيمنة «السوشيال ميديا»؛ أن كل من هبّ ودبّ أصبح ينتحل صفة «الإعلامي» ففقد هذا المسمى هيبته، في وقت كان للإعلامي سابقاً معاييره الخاصة وثقله ووزنه، إذ كان المجتمع يتابع ويترقب الجديد الذي سوف يقدمه يومياً، خصوصاً في الصحافة الورقية. أما اليوم ومع ظهور شرائح من البشر لا علاقة لها بالإعلام وعالمه؛ أصبح المحتوى هشاً لا يرتقي بصاحبه إلى مصاف مسمى «إعلامي»، وكل ذلك سببه تعدد وانتشار المنصات؛ التي فتحت لهؤلاء الباب على مصراعيه لبث محتوى ركيك لا علاقة له بالصحافة والإعلام، ولا تتوفر في صاحبها شروط حمل مسمى «إعلامي». إذا نظرنا إلى الجيل الإعلامي السابق؛ نجد أن ما قدموه طوال سنوات عملهم وخبرتهم لم يكن سهلاً أو مفروشاً بالورود، إذ واجهوا الكثير من التحديات والصعوبات مع قلة الإمكانات ومحدودية الأدوات المهنية، ورغم ذلك استطاعوا تحقيق النجاح، ووضعوا بصمتهم فكتبت مسيرتهم الإعلامية الحافلة. لكوني أحد الإعلاميين ومن مدرسة «عكاظ» الرائدة والعريقة التي أمضيت فيها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً؛ أتذكر كيف كان كل منا يسعى إلى صناعة الخبر وتوثيقه بكل الأدوات المتاحة والمنافسة الشريفة التي كانت تجمع الزملاء كلاً في تخصصه، وهذا ما جعل «عكاظ» منذ ذلك الوقت وإلى يومنا الحاضر تنفرد بالريادة والمصداقية وقوة الانتشار. أخيراً.. أتمنى من الإعلاميين المنتحلين للقب احترام المهنة، تجنب تضليل الآخرين، فالإعلام ليس مجرد كتابة «شخابيط» تحت لائحة «إعلامي»، إنما رسالة يؤديها الإعلامي بكل المعايير المهنية المحددة. أخبار ذات صلة

تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا
تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا

في الأمسية التي شاركت فيها مؤخرا كان هناك حوار بيني وبين روائية شابة كانت تطرح مسألة أن الكتابة للأطفال والمراهقين لا يلزم أن تكون عميقة أو تطرح أفكارا مهمة، لأن مهمتها هي تشجيع هذه الفئة العمرية على القراءة وانخراطهم فيها وهم فيما بعد سيقومون باختيار الأفضل والانجراف إلى القراءة المهمة أو التي تضيف إلى إنسانية الإنسان. سكت ولم أرد وإن كنت شعرت بعدم الاقتناع. لكن السؤال ظل يدور في بالي، هل حقا أن الطفل الذي ينشأ على قراءة أشياء تافهة، سيتحول في المستقبل لقراءة أشياء جميلة وذات معنى مهم. لا توجد دراسات، لكن، لو كنت أعمل في مركز دراسات كنت سأقترح المواضيع الآتية، كم عدد الذين يقرؤون من الكبار، نوعية الكتب التي يقرؤونها، نوعية الكتب التي كانوا يقرؤونها وهم صغار. هذه المقارنة ربما ساعدتنا في معرفة إن كانت قراءة الكتب الرائجة الخالية من الأسلوب الجيد والمضمون الجيد والتي لا يعرف أحد سبب رواجها، تجعل من قرائها فيما بعد قراء للأدب الكلاسيكي والخالد، أو على الأقل الأدب الذي لا يحصل على نفس الرواج لكنه أدب قيم ومهم. يجب أن أوضح نقطة مهمة تختلط دائما في أذهان الناس، حين نتحدث عن الكتب الرائجة أو الأكثر مبيعا، فهذا لا يعني أننا ضد هذا التصنيف، أو أن هذا التصنيف يعني أن الكتابة سيئة أو أن كلمة شعبية تعني أننا مع النخبوية في الكتابة أو ندعو لها، حين أذكر الكتب الأكثر مبيعا، إذا كانت في سياق سلبي فأنا أعني ابتداء الكتب التي لا تحمل محتوى جيد، لا أسلوبا ولا معنى. لأن هناك وهو مما لا يحدث دائما ويمكن اعتباره من النوادر كتبا جيدة ولاقت استحسان الناس وأصبحت رائجة ومن الأكثر مبيعا. حين ضربت مثلا للروائية الشابة بكتاب الأمير الصغير، الفانتازي والذي اعتبر كتابا للأطفال مع اعتقادي الراسخ أنه كتاب يهم الكبار أكثر، والعمق الذي كتب به، كنت أقصد ذلك تماما، أقصد أن الأسلوب بسيط وجميل وممتع، لكن الأفكار مهمة وعالية، هذا هو نوع الكتب الذي أتصور أن الطفل الذي يقرأه ويستمتع به، ستزرع فيه بذرة القراءة، لأنه بالإضافة إلى الأسلوب الجميل أنت تخلق لديه حالة من التفاعل النفسي التي ستجعله يبحث عن كتب من هذا النوع، ترضي عقله وعاطفته معا، لكن الكتب التي تعتمد على الفانتازيا التي تثير فيك الرعب أو الغموض أو التفاعلات النفسية البسيطة، فهي كمشاهدة فيلم رعب، تثيرك، لكنها لا تضيف شيئا، يمكن أن تصبح أسير هذا النوع من الكتب، لكن، على المستوى الإنساني، على مستوى الرقي الإنساني الذي تخلقه فينا الروايات العظيمة، ما هي النتيجة؟

فضاء معرفيذاتية الكاتب.. والتأثير النفسي
فضاء معرفيذاتية الكاتب.. والتأثير النفسي

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

فضاء معرفيذاتية الكاتب.. والتأثير النفسي

موضوع العلاقة بين علم النفس والكتابة، من الموضوعات الشيقة التي تشدني كثيراً، فهذه النوعية من الدراسات جذبت اهتمامي أثناء دراستي في الدراسات العليا، فإن العلاقة وثيقة، بحكم أن الكاتب في الدرجة الأولى يعبر عن ذاته، حيث لا يمكن الانفكاك عن الذات مهما حاول أي كاتب أن يكون حيادياً في تصويره أو رسمه لشخصيات الرواية على سبيل المثال، لكن النص الإبداعي حتى وإن لم يكن - سيرة ذاتية - أو سيرة غيرية حتى، لابد أن يختلط بالتعبير الذاتي، بوضع بصمة شخصية الكاتب في ذات النص، أو داخل كينونته، لهذا قال الكاتب الكولمبي الشهير ماركيز: «إن جميعنا كبشر عصابيون - أي لا نخلو من الأمراض النفسية العصابية - لكننا - ويقصد هنا الكتاب - نعالج أنفسنا بالكتابة» وهو تأكيد على أن النصوص الإبداعية لا تخلو من جزء من الفضفضة أو التعبير عن ذواتنا ككتاب. مهما بدوت أو حاولت أن تكون حيادياً فإن النص سوف يكشفك، سوف يعري ذاتك، إذا وجد ناقداً محترفاً، قادراً على الولوج إلى أعماق النص الذي عبره سوف يلج إلى أعماق ذاتك. وهنا يسوقنا الحديث إلى أولى فروق الكتابة الروائية، والسيناريو الدرامي أو السينمائي الذي يعتبر فرقاً جوهرياً، في كون، السيناريو يختلف عن ذلك يحرص على دراسة الشخصيات من جميع أبعادها والعمل على تقديمها على الشاشة بحيادية كاملة - قدر الإمكان - ولكون نمط كتابة السيناريو الحديث والأشهر عالمياً - حالياً - السيناريو الأمريكي الذي يعتمد على ورش الكتابة والتي سوف تساهم بدورها في تفكيك تلك الذاتية التي يمكن أن يظل داخلها الكاتب الواحد، أو الأوحد، عندما يشترك آخرون معه - من الكتابة - فيما يسمى بتطوير النص، الذي يحدث عند تدوير ذلك النص بين الكتابة، ولعلي في مقالات مقبلة أقوم بالحديث عن أبرز الفروق الجوهرية بين الكتابة الروائية وبين كتابة السيناريو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store