الهاشميون .. أئمة النهضة ورموز الاستقلال
كتب: د. زيد مُعين المراشده * نحتفل في الخامس والعشرين من آيار في كل عام بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، التي تعد مناسبة عظيمة تبعث في القلوب الفخر والاعتزاز.هذا اليوم التاريخي، الذي شهد ولادة دولة ذات سيادة بعد عقود من الاستعمار، يمثل نقطة تحوّل أساسية في مسيرة المملكة الأردنية الهاشمية نحو النماء والتطور والازدهار، حيث نستذكر ما بذله الآباء والأجداد في سبيل الحفاظ على عزة الوطن وكرامته.في هذه المناسبة العظيمة، نقف عند دلالات ومعاني الاستقلال، وما ارتبط به من تجسيد لإرادة شعب عظيم في بناء مستقبل مشرق، شهد تطورا متسارعا طال جميع جوانب الحياة في المملكة.يعد الاستقلال لحظة انطلاق حقيقية نحو التطور والبناء، حيث شهدت المملكة تطوراً هائلًا في مجالات متعددة. فقد بدأ الأردن، منذ إعلان استقلاله، مسيرة طويلة من الإصلاحات الاقتصادية والتعليمية والسياسية، مرسخاً بذلك أسس دولة حديثة تواكب تطورات العصر. وفي مجال التعليم، أصبحت المملكة مركزًا للتعليم العالي في المنطقة، حيث تسعى جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية إلى تخريج كوادر علمية مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل العالمي.اقتصاديًا، بدأ الأردن رحلة بناء اقتصاده من نقطة انطلاق ضعيفة، ليصبح اليوم واحدًا من أكثر الاقتصادات تنوعًا في المنطقة، محققًا تقدمًا كبيرًا في مجال التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال. كما أن المملكة أصبحت محط أنظار العالم في جذب الاستثمارات بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به الوطن.لقد كان للأسرة الهاشمية، منذ اللحظة الأولى لإعلان استقلال المملكة، الدور البارز في تعزيز مكانة الأردن ودفع عجلة تقدمه. فمنذ أن أسس الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه المملكة، حملت الراية الهاشمية نهضة الوطن إلى آفاقٍ بعيدة، حيث وضع اللبنات الأولى في بناء الدولة الحديثة. ثم جاء الملك طلال - رحمه الله - ليستكمل مسيرة التنمية والتحديث من خلال العمل على تطوير النظام الدستوري وترسيخ العدالة الاجتماعية.لكن المسيرة الحقيقية للنهضة شهدت ذروتها في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الذي قاد البلاد بحنكة وقيادة حكيمة وسط أحداث إقليمية متغيرة.وفي العهد الزاهر لجلالة الملك عبدالله الثاني، استمر الأردن في تحقيق الإنجازات وتوجيه بوصلته نحو المستقبل، مع تعزيز الاستقرار الداخلي وتطوير قدرات المملكة في شتى المجالات.لقد كانت الإنجازات في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني شاهدة على استمرار إرث بناء الدولة، وحافظت على الاستقلال والكرامة في ظل التحديات الإقليمية.لقد كان للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية دور محوري في ضمان استقرار المملكة وحمايتها من التحديات الداخلية والخارجية. وفي ظل التهديدات المستمرة التي يواجهها الأردن، من محاولات التسلل عبر الحدود الشمالية والشرقية، وأعمال تهريب المخدرات، كان الجيش الأردني والأجهزة الأمنية خير السد المنيع في مواجهة هذه التحديات. لقد أثبتت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية احترافيتها وكفاءتها العالية في إجهاض العديد من محاولات العبث بأمن الوطن، وصد محاولات الإرهاب والفكر المتطرف التي تهدد أمننا واستقرارنا.إن ما يميز جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية هو إخلاصهم وتفانيهم في أداء واجبهم، وهم الذين يظلّون يقظين في حماية الوطن، يعملون في صمت وتضحية، دون أي التفات للضغوطات أو التهديدات.ومع حلول عيد الاستقلال التاسع والسبعين، يعم الوطن بأسره فرحة كبيرة تعكس عمق الانتماء وصدق الولاء لقائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ولولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.وفي هذا اليوم المبارك، نرفع أكف الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يحفظ وطننا الغالي، ويعيده علينا أعواماً مديدة، من الرخاء والاستقرار والازدهار، تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.كما نؤكد ولاءنا التام لقائد مسيرتنا الذي قادها بحكمة وعزيمة نحو الأمام، محافظًا على هوية الوطن ومكانته في العالم.ورغم جميع الإنجازات التي حققها الأردن منذ الاستقلال وحتى اليوم، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه المملكة على الصعيدين الأمني والاقتصادي. وتأتي هذه التحديات في وقت يشهد فيه الإقليم تحولات كبيرة، تفرض على الأردنيين، كل في مجاله، مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الاستقرار الوطني وتعزيز التقدم الذي تحقق في مختلف المجالات.نحن جميعًا مطالبون بمواصلة السير على درب الإصرار والجد، وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على هذه المنجزات.إن الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتعزيز اقتصادنا الوطني، ودعم مؤسساتنا التعليمية والتكنولوجية، هو السبيل الوحيد لضمان استدامة النهضة الأردنية التي تحققت على مر السنين.في هذه المناسبة الوطنية، علينا أن نعبّر عن فرحتنا من خلال تجسيد القيم الوطنية في حياتنا اليومية. علينا أن نُظهر حبنا لوطننا في جميع المحافل، وأن نُعلي من قيم المحبة والتضامن بين أبناء الشعب الأردني.يجب أن نُعبّر عن فرحتنا من خلال العطاء والعمل الجاد، والمساهمة في بناء وطننا في جميع المجالات. ولنعلم أن الاحتفال بعيد الاستقلال ليس مجرد مناسبة عابرة في التقويم، بل هو فرصة لتجديد العهد بالعمل والتفاني من أجل أردنٍ أفضل، ينعم فيه كل فرد بالأمان والاستقرار.في هذا اليوم العظيم، نُجدد عهدنا للوطن ولقيادته الهاشمية التي لا تدخر جهدًا في سبيل مصلحة شعبها. ونحن على أعتاب تحديات جديدة، فإن الأردن، كما كان دومًا، سيبقى منارةً للخير والسلام، بفضل حكمة قيادته، ووفاء شعبه.عاش الأردن عزيزًا، ودام الاستقلال، ودام علمنا الأردني مرفوعا، ودامت راية الهاشمية مرفوعة في سماء الوطن.* - أكاديمي ومحامي ومستشار قانوني.- أستاذ القانون المدني المساعد. Zaid_marashdeh@yahoo.com

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمان نت
منذ ساعة واحدة
- عمان نت
تعاطف واسع مع ليبي كاد يفقد فرصة أداء الحج "لأسباب أمنية"
شهد مطار سبها الدولي جنوبي ليبيا واقعة غريبة أثارت تعاطفا واسعا لدى المسافرين والعاملين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تحوّل حزن الحاج عامر المهدي منصور القذافي إلى فرحة غامرة، بعد أن كان على وشك فقدان فرصته في أداء الفريضة لهذا العام نظرا "لمشكلة أمنية" في جواز سفره، قبل أن تتوالى الأحداث ويلحق بالطائرة في اللحظة الأخيرة. وعبر مقطع فيديو نشره حساب "حكومتنا" الليبي الرسمي، روى الحاج عامر تفاصيل الحادثة، إنه وصل إلى مطار سبها في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، ضمن آخر مجموعة من الحجاج الليبيين المغادرين إلى الديار المقدسة، وكان يستعد للسفر حين تم توقيفه من أمن المطار بسبب ما وُصف بـ"مشكلة أمنية" تتعلق بجواز سفره. وأُبلغ الحاج بالانتظار إلى حين التحقق من المشكلة، وخلال تلك الفترة اكتمل عدد الحجاج في الطائرة، فقرر قائد الرحلة الإقلاع دون انتظار حل وضعه، بينما أخبره أحد مسؤولي الأمن: "يبدو أن الرحلة لم تُكتب لك". ورغم ذلك، لم يغادر الحاج المطار، وبقي منتظرا، متمسكا بنيته وعزيمته على أداء المناسك، وقال لمسؤولي المطار بثقة: "إن شاء الله الطائرة ما تطير، أنا ناوي النية". وكأن كلماته كانت نداء قُدّر له أن يُستجاب، إذ سرعان ما أعلنت إدارة الطيران عن تأجيل إقلاع الطائرة مرتين متتاليتين بسبب عطل فني طارئ. ورغم تعطل الطائرة وتأخير موعد الإقلاع، بقي موقف قائد الرحلة صارما في البداية، رافضا السماح للحاج بالصعود بحجة اكتمال العدد والإجراءات. لكن المفاجأة وقعت عندما أعلن القائد للجميع: "والله لن أقلع حتى تأتوا بالحاج عامر"، ليُفتح الطريق أمامه أخيرا ويلتحق بزملائه الحجاج في الطائرة. وانتشر مقطع فيديو يوثق لحظة مغادرة الحاج عامر المطار باتجاه الطائرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تصفيق وتحيات أفراد الأمن، الذين ودعوه بعبارات التأييد والدعاء، في مشهد مؤثر لاقى تفاعلا واسعا من رواد الإنترنت الذين وصفوا القصة بأنها "علامة على الإخلاص والثبات في النية". يشار إلى أن عدد الحجاج العام الماضي بلغ مليونا و833 ألفا و164 حاجا، قدم منهم أكثر من 221 ألفا من داخل المملكة، والباقي حجاج من أكثر من 200 دولة في العالم، بحسب ما أعلنه وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة.


الوكيل
منذ 2 ساعات
- الوكيل
بنك الإسكان يحتفل بعيد استقلال المملكة التاسع والسبعين
الوكيل الإخباري- احتفل بنك الإسكان يوم الخميس الموافق 22 أيار الجاري بعيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية، من خلال فعالية خاصة نظّمها في مبنى الإدارة العامة بمشاركة واسعة من موظفيه. وجاءت الاحتفالية تجسيداً لحرص البنك على المشاركة في المناسبات الهامة والعزيزة على قلوب الأردنيين باعتباره جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع، كما جاءت تعبيراً عن قيم الانتماء والاعتزاز الوطني، مقدماً صورة من صور الأسرة الأردنية الواحدة. حمى الله الأردن أرضاً وقيادة وشعباً. اضافة اعلان

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
من مقر السفارة الأردنية في القاهرة كورال هارموني يغني لجلالة الملك والأردنيين.. فيديو
القاهرة - الدستور استقبل السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، في لقاءٍ تكريمي اليوم الثلاثاء، أعضاء كورال هارموني عربي، والذي غنّى لجلالة الملك عبدالله الثاني والأردنيين بعيد استقلال المملكة. وشارك الكورال كادر السفارة والملحقية العسكرية احتفالهم بعيد الاستقلال ال ٧٩، مؤكدين اعتزازهم بهذه المناسبة الوطنية، التي شكلت الفرصة الأهم للتعبير عن محبتهم للأردن عبر اختيارهم تقديم أغنية أردنية بهذه المناسبة اهداءً لجلالة الملك عبدالله الثاني والأردنيين من مصر وشعبها. وقدّم السفير العضايلة تكريماً لمؤسس ومايسترو الكورال محمود وحيد ولجميع الاعضاء الذين قدموا للسفارة للتعبير عن حبهم للأردن. ومن مقر السفارة أعاد كورال هارموني عربي غناء "حيا الله الأردنية" بمشاركة أعضاء السفارة.