
رحلة الآيس كريم حول بلاد العالم
كان هدية فرنسا لملك إنجلترا، وقدمه إيطالي للأمريكيين في بسكويت.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على أصل اختراع الآيس كريم ، وكيف انتشر حول العالم؟
الآيس كريم حولنا في كل مكان
تلك الحلوى المجمدة، وذلك الاختراع المذهل الذي يلطف حر الصيف ويعشقه الصغار والكبار، وتقدر أرباحه السنوية حول العالم بنحو سبعة مليارات دولار، بل وقامت له مسابقات عالمية لاكتشاف نكهات مبتكرة من الآيس كريم.
مراحل اختراع الآيس كريم وتطوره
ظهر الآيس كريم حولنا منذ طفولتنا دون أن نعلم أن قصته ترجع إلى عصور طويلة.. فمنذ أكثر من ثلاث آلاف عام، انطلق اختراع الآيس كريم من دولة الصين كفاكهة مهروسة مع الثلج، اعتاد عليها أباطرة الدولة عند خروجهم للحروب، وكانوا يستخدمون كرات من الجبال الثلجية في خلطها بالفاكهة لاحتفاظها بالماء البارد لفترات طويلة ولسهولة تناولها.
الآيس كريم ينتقل من الصين إلى إيطاليا
وفي القرن الثاني عشر، سعى ماركو بولو، وهو أحد الرحالة الإيطاليين، في نقل اختراع الآيس كريم من الصين إلى مدينته. وهناك قام الإيطاليون بتطوير هذا الاختراع عن طريق إضافة الحليب لصنعه.
يُضاف عليه الحليب ويُسمى بالجيلاتي
واشتهرت إيطاليا بصنع هذا المخفوق من الحليب المثلج والفواكة المقطعة، وكان يُلقب بالجيلاتي نسبة للكلمة الإيطالية Gelateria والتي تعني مثلجات، ثم اشتهر بكلمة آيس كريم وتعني كريمة مثلجة.
الآيس كريم ينتقل إلى فرنسا
في عام 1533 م، تزوجت الإيطالية كاثرين بملك فرنسا الملك هنري الثاني، ونقلت اختراع الأيس كريم من إيطاليا إلى فرنسا.
أول آيس كريم بالشيكولاتة
وهناك بدأ تطور الآيس كريم ليتعرف على الشيكولاتة كإضافة على الحليب والفواكة.
وافتُتح أول متجر خاص لبيع الآيس كريم في فرنسا، وهناك بدأ إضافة نكهات مختلفة علي الحليب
الآيس كريم ينتقل إلى إنجلترا
وفى عام 1600 م، قام الملك شارل ملك انجلترا بزيارة فرنسا، وتم تقديم الآيس كريم كحلوى ملكية له، فنال إعجابه، فاشترى سر الخلطة من الطاهي الفرنسي الذي قدمها إليه، وعاد بها إلى إنجلترا، ومن هنا أصبح أغنياء إنجلترا يتناولون تلك الحلوى المثلجة.
الآيس كريم ينتقل إلى أمريكا
وفي عام 1700 م، حكم أحد الإنجليز ولاية نيويورك الأمريكية، فنقل اختراع الآيس كريم من إنجلترا إلى أمريكا.
وتم إنشاء أول مؤسسة مختصة بإنتاج الأيس كريم بصورة تجارية في عام 1843 م.
اختراع ماكينة الآيس كريم
ومع الثورة الصناعية، اخترعت الأمريكية نانسي جونستون ألة لصنع آيس كريم، بعد أن علمت بإعجاب زوجة رئيس أمريكا بمذاقه، وبأنها كانت تقدمه كطعام ترحيب لزائري البيت الأبيض.
أول عربة متجولة لبيع الآيس كريم
وتطورت ماكينة الآيس كريم، وكانت أول عربة يد متجولة مخصصة لبيع الأيس كريم في أمريكا عام 1903 م، والتي ابتكرها الإيطالي إيتالو ماركيني.
أول قمع من البسكويت للآيس كريم
كما اشتهر ماركيني أيضاً بأنه أول من قام بتقديم الأيس كريم في أقماع من البسكويت الرقيق.
اختراع أستيك الآيس كريم
وفى القرن العشرين، أضاف العديد لشكل ومذاق الآيس كريم، واخترع أستيك الآيس كريم، وهو تقديمه على عصا خشبية وليس بداخل البسكويت كالمعتاد.
أسماء مختلفة للآيس كريم حول العالم
وأطلق عليه أيضاً أسماء مختلفة، فقال اللبنانيون بوظة، وأسموه الأيطاليون جيلاتو، وأطلق عليه الأتراك دوندورما.
وهكذا وصل لنا هذا الاختراع الشهي، وأصبح حولنا في كل مكان.
المزيد: اختيار اللبن الرائب المحلى كبديل صحي عن الآيس كريم قرار غير صائب.. والسبب؟
عزز من فرص نجاح الرجيم بتناول الشوكولاتة والآيس كريم!
شاورما الشوكولاتة وآيس كريم الفحم .. تقاليع مجنونة حول العالم
روعة الآيس كريم في الصيف.. تعرف على أشهر صناعه
تم نشر هذا المقال على موقع

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
رحلة الآيس كريم حول بلاد العالم
القيادي: كان هدية فرنسا لملك إنجلترا، وقدمه إيطالي للأمريكيين في بسكويت.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على أصل اختراع الآيس كريم ، وكيف انتشر حول العالم؟ الآيس كريم حولنا في كل مكان تلك الحلوى المجمدة، وذلك الاختراع المذهل الذي يلطف حر الصيف ويعشقه الصغار والكبار، وتقدر أرباحه السنوية حول العالم بنحو سبعة مليارات دولار، بل وقامت له مسابقات عالمية لاكتشاف نكهات مبتكرة من الآيس كريم. مراحل اختراع الآيس كريم وتطوره ظهر الآيس كريم حولنا منذ طفولتنا دون أن نعلم أن قصته ترجع إلى عصور طويلة.. فمنذ أكثر من ثلاث آلاف عام، انطلق اختراع الآيس كريم من دولة الصين كفاكهة مهروسة مع الثلج، اعتاد عليها أباطرة الدولة عند خروجهم للحروب، وكانوا يستخدمون كرات من الجبال الثلجية في خلطها بالفاكهة لاحتفاظها بالماء البارد لفترات طويلة ولسهولة تناولها. الآيس كريم ينتقل من الصين إلى إيطاليا وفي القرن الثاني عشر، سعى ماركو بولو، وهو أحد الرحالة الإيطاليين، في نقل اختراع الآيس كريم من الصين إلى مدينته. وهناك قام الإيطاليون بتطوير هذا الاختراع عن طريق إضافة الحليب لصنعه. يُضاف عليه الحليب ويُسمى بالجيلاتي واشتهرت إيطاليا بصنع هذا المخفوق من الحليب المثلج والفواكة المقطعة، وكان يُلقب بالجيلاتي نسبة للكلمة الإيطالية Gelateria والتي تعني مثلجات، ثم اشتهر بكلمة آيس كريم وتعني كريمة مثلجة. الآيس كريم ينتقل إلى فرنسا في عام 1533 م، تزوجت الإيطالية كاثرين بملك فرنسا الملك هنري الثاني، ونقلت اختراع الأيس كريم من إيطاليا إلى فرنسا. أول آيس كريم بالشيكولاتة وهناك بدأ تطور الآيس كريم ليتعرف على الشيكولاتة كإضافة على الحليب والفواكة. وافتُتح أول متجر خاص لبيع الآيس كريم في فرنسا، وهناك بدأ إضافة نكهات مختلفة علي الحليب الآيس كريم ينتقل إلى إنجلترا وفى عام 1600 م، قام الملك شارل ملك انجلترا بزيارة فرنسا، وتم تقديم الآيس كريم كحلوى ملكية له، فنال إعجابه، فاشترى سر الخلطة من الطاهي الفرنسي الذي قدمها إليه، وعاد بها إلى إنجلترا، ومن هنا أصبح أغنياء إنجلترا يتناولون تلك الحلوى المثلجة. الآيس كريم ينتقل إلى أمريكا وفي عام 1700 م، حكم أحد الإنجليز ولاية نيويورك الأمريكية، فنقل اختراع الآيس كريم من إنجلترا إلى أمريكا. وتم إنشاء أول مؤسسة مختصة بإنتاج الأيس كريم بصورة تجارية في عام 1843 م. اختراع ماكينة الآيس كريم ومع الثورة الصناعية، اخترعت الأمريكية نانسي جونستون ألة لصنع آيس كريم، بعد أن علمت بإعجاب زوجة رئيس أمريكا بمذاقه، وبأنها كانت تقدمه كطعام ترحيب لزائري البيت الأبيض. أول عربة متجولة لبيع الآيس كريم وتطورت ماكينة الآيس كريم، وكانت أول عربة يد متجولة مخصصة لبيع الأيس كريم في أمريكا عام 1903 م، والتي ابتكرها الإيطالي إيتالو ماركيني. أول قمع من البسكويت للآيس كريم كما اشتهر ماركيني أيضاً بأنه أول من قام بتقديم الأيس كريم في أقماع من البسكويت الرقيق. اختراع أستيك الآيس كريم وفى القرن العشرين، أضاف العديد لشكل ومذاق الآيس كريم، واخترع أستيك الآيس كريم، وهو تقديمه على عصا خشبية وليس بداخل البسكويت كالمعتاد. أسماء مختلفة للآيس كريم حول العالم وأطلق عليه أيضاً أسماء مختلفة، فقال اللبنانيون بوظة، وأسموه الأيطاليون جيلاتو، وأطلق عليه الأتراك دوندورما. وهكذا وصل لنا هذا الاختراع الشهي، وأصبح حولنا في كل مكان. المزيد: اختيار اللبن الرائب المحلى كبديل صحي عن الآيس كريم قرار غير صائب.. والسبب؟ عزز من فرص نجاح الرجيم بتناول الشوكولاتة والآيس كريم! شاورما الشوكولاتة وآيس كريم الفحم .. تقاليع مجنونة حول العالم روعة الآيس كريم في الصيف.. تعرف على أشهر صناعه تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
١٩-٠٧-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
اليوم العالمي للآيس كريم: بدأ كطعام للنخبة فقط واستخدم لإسعاد الجنود
فهرس الصفحة تاريخ الآيس كريم تطور الآيس كريم الآيس كريم في أمريكا انتشار الآيس كريم بفضل الرئيس رونالد ريغان، الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، يتم الاحتفال باليوم العالمي للآيس كريم كل ثالث يوم أحد من شهر يوليو، أي 18 يوليو من هذا العام. أراد ريغان إحياء ذكرى متعة تمتع بها أكثر من 90% من سكان الولايات المتحدة. فأصدر في عام 1984 مرسوماً بتحديد يوم للاحتفال بالآيس كريم، أعلن ريغان أيضاً أن شهر يوليو هو شهر الآيس كريم الوطني، واصفًا الآيس كريم بأنه طعام مغذي وصحي يتمتع به أكثر من 90% من الناس في الولايات المتحدة. منذ ذلك الحين انتقل الاحتفال إلى جميع أنحاء العالم، فأصبح يُحتفل عالمياً بالآيس كريم في هذا الوقت تقليدياً عام بعد عام. تاريخ الآيس كريم لا يوجد مخترع معروف يمكن أن ينسب إليه الفضل في صنع الآيس كريم، لكن يُذكر أن هناك طعام شبيه بالآيس كريم تم تناوله لأول مرة في الصين في وقت ما بين 618-97 بعد الميلاد. كان الطبق الأول مصنوعاً من الدقيق وحليب الجاموس والكافور. تم اختراع نوع من الآيس كريم في الصين حوالي 200 قبل الميلاد عندما تم تجميد خليط الحليب والأرز عن طريق تعبئته وتثليجه. يُشاع أن أباطرة الرومان قد أرسلوا العبيد إلى قمم الجبال لإحضار الثلج الطازج الذي كان يتم إضافة النكهة إليه وتقديمه كشكل مبكر من الآيس كريم، يُشاع أيضاً أن تشارلز الأول، ملك إنجلترا، كان قد عرض على طاهه 500 جنيه إسترليني سنوياً للحفاظ على سرية وصفة الآيس كريم الخاصة به عن بقية إنجلترا. يُعتقد أن المستكشف ماركو بولو (1254-1324) رأى الآيس كريم يُصنع أثناء رحلته إلى الصين وقدمها إلى إيطاليا. تطور الآيس كريم عندما عاد ماركو بولو إلى إيطاليا من الشرق الأقصى مع وصفة تشبه إلى حد كبير ما يسمى الآن شربات. يُقدّر المؤرخون أن هذه الوصفة تطورت إلى الآيس كريم في وقت ما في القرن السادس عشر. يبدو أن إنجلترا قد اكتشفت الآيس كريم في نفس الوقت، أو ربما قبل الإيطاليين. ظهر "كريم الآيس كريم"، كما كان يُطلق عليه، بانتظام على مائدة تشارلز الأول خلال القرن السابع عشر. بدأت فرنسا في تقديم الحلويات المُجمدة المماثلة في عام 1553 من قبل الإيطالية كاثرين دي ميديشي عندما أصبحت زوجة هنري الثاني ملك فرنسا. لكن، لم يتم توفير الآيس كريم لعامة الناس حتى عام 1660. إلى أن قدّم Sicilian Procopio وصفة تمزج الحليب والقشدة والزبدة والبيض في Café Procope، أول مقهى في باريس بداية الآيس كريم في أمريكا ظهر أول إعلان عن الآيس كريم في أمريكا من خلال صحيفة نيويورك جازيت في 12 مايو 1777، عندما أعلن صانع الحلويات فيليب لينزي أن الآيس كريم متاح "كل يوم تقريباً". تُظهر السجلات التي يحتفظ بها أحد التجار في شارع تشاتام، نيويورك، أن الرئيس جورج واشنطن أنفق ما يقرب من 200 دولار على الآيس كريم خلال صيف عام 1790. وقد قيل أيضاً إن الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون، كان لديه وصفة مفضلة من 18 خطوة لأشهى آيس كريم، في عام 1813، قدمت السيدة دوللي ماديسون، زوجة رئيس الولايات المتحدة الرابع جيمس ماديسون، ورابع سيدة أولى للولايات المتحدة الأمريكية، إبداعاً رائعاً لآيس كريم الفراولة في مأدبة الافتتاح الثانية للرئيس ماديسون في البيت الأبيض. بدء انتشار الآيس كريم حتى عام 1800، ظل الآيس كريم حلوى نادرة وغريبة يتمتع بها النخبة في الغالب. لكن بعد هذا التاريخ، سرعان ما أصبح تصنيع الآيس كريم صناعة في أمريكا، وكان رائدها في عام 1851 تاجر يُدعى جاكوب فوسيل. مثل الصناعات الأمريكية الأخرى، زاد إنتاج الآيس كريم بسبب الابتكارات التكنولوجية، بما في ذلك الطاقة البخارية، والتبريد الميكانيكي، والطاقة الكهربائية والمحركات، وآلات التعبئة، وعمليات ومعدات التجميد الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، غيرت مركبات التوصيل آلية الصناعة بشكل كبير. نظراً للتقدم التكنولوجي المستمر، يبلغ إجمالي الإنتاج السنوي لمنتجات الألبان المجمدة في الولايات المتحدة اليوم أكثر من 6.4 مليار رطل. أصبح الآيس كريم رمزاً للمأكولات التي يُمكنها رفع الروح المعنوية وإسعاد الجنود خلال الحرب العالمية الثانية. حاول كل فرع من فروع الجيش التفوق على الآخرين في تقديم الآيس كريم لقواته. في عام 1945، تم بناء أول "صالة آيس كريم عائمة" للبحارة في غرب المحيط الهادئ. عندما انتهت الحرب، احتفلت أمريكا بانتصارها بالآيس كريم. استهلك الأمريكيون أكثر من 20 ليتراً من الآيس كريم للشخص الواحد في عام 1946. في الأربعينيات وحتى السبعينيات، كان إنتاج الآيس كريم ثابتاً نسبياً في الولايات المتحدة. مع بيع المزيد من الآيس كريم المعبأ مسبقاً من خلال محلات السوبر ماركت. الآن، ازدادت شعبية متاجر الآيس كريم المتخصصة والمطاعم الفريدة التي تقدم أطباق الآيس كريم. المزيد: الصويا والمشروم والجبن: نكهات غريبة للشوكولاتة عليك تجربتها مطاعم جدة الحمراء: متعة الأكل وسط أجواء رومانسية على البحر مطاعم سعودية: دليلك لأفضل الأكلات الشعبية والخليجية أينما كنت مطاعم السعودية الأكثر شهرة تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
٢٦-٠٦-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
الصداقة الحقيقية.. لا تُفرّقها الظنون
في زمن تتبدل فيه المعايير وتغيب القيم أحيانًا عن العلاقات، تظل الصداقة الصادقة واحدة من أسمى ما يمكن أن يحتفظ به الإنسان في حياته. ليست كل علاقة يُطلق عليها 'صداقة'، فبعضها لا تصمد أمام خلاف بسيط، وبعضها تتهاوى حين تدخل المصالح أو تتسلل الظنون. تذكّرتُ قصة أرسلها لي أحد الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن أن صديقين سافرا معًا وسكنا في فندق، ثم استيقظ أحدهما ليكتشف فقدان 100 دولار من جيبه. فسأل صديقه، فأجابه الآخر بهدوء أنه أخذ المال في الليل لقضاء حاجة ضرورية. لم يراجع الصديق الأمر، بل تجاوزه بسلام. وبعد عودتهما، أبلغهم موظف الفندق بأنه وجد 100 دولار في الغرفة! وعندما واجه الصديق صديقه الآخر مستغربًا، أجابه: 'فضلتُ أن أقول إنني أخذتها، فأتحمل دَينًا في ذمتي، خير من أن يدخل بيننا الشيطان وتضيع صداقتنا بسبب الشك'. إنها قصة بسيطة لكنها تختصر دروسًا عظيمة في الإخلاص، والحرص على نقاء القلوب، وسمو العلاقات. لقد قرر ذلك الصديق أن يكون متهمًا في الظاهر كي لا يُفتح باب الشك في قلب صاحبه! وهو بذلك طبق أسمى معاني الوفاء، وحمَل في قلبه أمانة الصداقة كما أمر بها ديننا الحنيف. يقول ربنا عز وجل في كتابه الحكيم (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ). أي أن الصداقة التي لا تُبنى على التقوى والصدق والإخلاص، ستتحول يوم القيامة إلى عداوة، أما الصداقة الصادقة فهي التي ينجو بها أصحابها في الدنيا والآخرة، فالإسلام يُؤصل لمفاهيم عظيمة تحمي هذه الروابط من التصدع: الصدق، الأمانة، الستر، الإيثار، وحسن الظن. ومن المؤسف أننا في هذه الأيام نسمع كثيرًا عن 'الخيانة بين الأصدقاء'، و'الخذلان'، و'المواقف التي تُسقط الأقنعة'، حتى أصبح البعض يتوجس من بناء علاقة جديدة خشية الخذلان أكثر من الشوق إلى الصحبة. هذه حقيقة مرة نعيشها في زماننا الحاضر مع الأسف الشديد ويجب أن نعترف بها. وفي المقابل، علينا واجب أدبي لتصحيح هذه المفاهيم وتوجيهها إلى المسار الصحيح. ولا أريد أن أكون سلبيًّا أو متشائمًا أكثر من اللازم، فهناك في الحياة أناس ما زالوا يقدّسون الصداقة، ويجعلونها عهدًا لا يُخدش. أصدقاء يقفون معك في ضعفك قبل قوتك، في غيابك قبل حضورك، وفي غياب المال والمصالح قبل توافرها. إذا فمن الواجب علينا أن نربي أبناءنا على هذا النموذج من الصداقات، لا تلك التي تُبنى على التفاخر أو المصالح أو قضاء الوقت فقط. فالصداقة التي لا يسند فيها الصديق صديقه عند الحاجة، لا تعدو أن تكون مجرد معرفة عابرة. وكما هي في زمن الأزمات، حين يتغير الناس وتتقلب النفوس، يكون الصديق الصادق نعمة نادرة، ومرآة لروحك، وسندًا في ظهرك، ودعاءً في غيابك. العبرة... احرص أيها القارئ الكريم أن تكون مثل ذلك الصديق في القصة، ولا تتردد في أن تتحمل عن غيرك بعضًا من سوء الظن كي لا تخسره، فما قيمة المال إن خسرنا معه من نحب؟ والله من وراء القصد.