
الصداقة الحقيقية.. لا تُفرّقها الظنون
تذكّرتُ قصة أرسلها لي أحد الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن أن صديقين سافرا معًا وسكنا في فندق، ثم استيقظ أحدهما ليكتشف فقدان 100 دولار من جيبه. فسأل صديقه، فأجابه الآخر بهدوء أنه أخذ المال في الليل لقضاء حاجة ضرورية. لم يراجع الصديق الأمر، بل تجاوزه بسلام. وبعد عودتهما، أبلغهم موظف الفندق بأنه وجد 100 دولار في الغرفة! وعندما واجه الصديق صديقه الآخر مستغربًا، أجابه: 'فضلتُ أن أقول إنني أخذتها، فأتحمل دَينًا في ذمتي، خير من أن يدخل بيننا الشيطان وتضيع صداقتنا بسبب الشك'. إنها قصة بسيطة لكنها تختصر دروسًا عظيمة في الإخلاص، والحرص على نقاء القلوب، وسمو العلاقات. لقد قرر ذلك الصديق أن يكون متهمًا في الظاهر كي لا يُفتح باب الشك في قلب صاحبه! وهو بذلك طبق أسمى معاني الوفاء، وحمَل في قلبه أمانة الصداقة كما أمر بها ديننا الحنيف. يقول ربنا عز وجل في كتابه الحكيم (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ). أي أن الصداقة التي لا تُبنى على التقوى والصدق والإخلاص، ستتحول يوم القيامة إلى عداوة، أما الصداقة الصادقة فهي التي ينجو بها أصحابها في الدنيا والآخرة، فالإسلام يُؤصل لمفاهيم عظيمة تحمي هذه الروابط من التصدع: الصدق، الأمانة، الستر، الإيثار، وحسن الظن.
ومن المؤسف أننا في هذه الأيام نسمع كثيرًا عن 'الخيانة بين الأصدقاء'، و'الخذلان'، و'المواقف التي تُسقط الأقنعة'، حتى أصبح البعض يتوجس من بناء علاقة جديدة خشية الخذلان أكثر من الشوق إلى الصحبة. هذه حقيقة مرة نعيشها في زماننا الحاضر مع الأسف الشديد ويجب أن نعترف بها. وفي المقابل، علينا واجب أدبي لتصحيح هذه المفاهيم وتوجيهها إلى المسار الصحيح.
ولا أريد أن أكون سلبيًّا أو متشائمًا أكثر من اللازم، فهناك في الحياة أناس ما زالوا يقدّسون الصداقة، ويجعلونها عهدًا لا يُخدش. أصدقاء يقفون معك في ضعفك قبل قوتك، في غيابك قبل حضورك، وفي غياب المال والمصالح قبل توافرها. إذا فمن الواجب علينا أن نربي أبناءنا على هذا النموذج من الصداقات، لا تلك التي تُبنى على التفاخر أو المصالح أو قضاء الوقت فقط. فالصداقة التي لا يسند فيها الصديق صديقه عند الحاجة، لا تعدو أن تكون مجرد معرفة عابرة.
وكما هي في زمن الأزمات، حين يتغير الناس وتتقلب النفوس، يكون الصديق الصادق نعمة نادرة، ومرآة لروحك، وسندًا في ظهرك، ودعاءً في غيابك.
العبرة... احرص أيها القارئ الكريم أن تكون مثل ذلك الصديق في القصة، ولا تتردد في أن تتحمل عن غيرك بعضًا من سوء الظن كي لا تخسره، فما قيمة المال إن خسرنا معه من نحب؟ والله من وراء القصد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
رحلة الآيس كريم حول بلاد العالم
القيادي: كان هدية فرنسا لملك إنجلترا، وقدمه إيطالي للأمريكيين في بسكويت.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على أصل اختراع الآيس كريم ، وكيف انتشر حول العالم؟ الآيس كريم حولنا في كل مكان تلك الحلوى المجمدة، وذلك الاختراع المذهل الذي يلطف حر الصيف ويعشقه الصغار والكبار، وتقدر أرباحه السنوية حول العالم بنحو سبعة مليارات دولار، بل وقامت له مسابقات عالمية لاكتشاف نكهات مبتكرة من الآيس كريم. مراحل اختراع الآيس كريم وتطوره ظهر الآيس كريم حولنا منذ طفولتنا دون أن نعلم أن قصته ترجع إلى عصور طويلة.. فمنذ أكثر من ثلاث آلاف عام، انطلق اختراع الآيس كريم من دولة الصين كفاكهة مهروسة مع الثلج، اعتاد عليها أباطرة الدولة عند خروجهم للحروب، وكانوا يستخدمون كرات من الجبال الثلجية في خلطها بالفاكهة لاحتفاظها بالماء البارد لفترات طويلة ولسهولة تناولها. الآيس كريم ينتقل من الصين إلى إيطاليا وفي القرن الثاني عشر، سعى ماركو بولو، وهو أحد الرحالة الإيطاليين، في نقل اختراع الآيس كريم من الصين إلى مدينته. وهناك قام الإيطاليون بتطوير هذا الاختراع عن طريق إضافة الحليب لصنعه. يُضاف عليه الحليب ويُسمى بالجيلاتي واشتهرت إيطاليا بصنع هذا المخفوق من الحليب المثلج والفواكة المقطعة، وكان يُلقب بالجيلاتي نسبة للكلمة الإيطالية Gelateria والتي تعني مثلجات، ثم اشتهر بكلمة آيس كريم وتعني كريمة مثلجة. الآيس كريم ينتقل إلى فرنسا في عام 1533 م، تزوجت الإيطالية كاثرين بملك فرنسا الملك هنري الثاني، ونقلت اختراع الأيس كريم من إيطاليا إلى فرنسا. أول آيس كريم بالشيكولاتة وهناك بدأ تطور الآيس كريم ليتعرف على الشيكولاتة كإضافة على الحليب والفواكة. وافتُتح أول متجر خاص لبيع الآيس كريم في فرنسا، وهناك بدأ إضافة نكهات مختلفة علي الحليب الآيس كريم ينتقل إلى إنجلترا وفى عام 1600 م، قام الملك شارل ملك انجلترا بزيارة فرنسا، وتم تقديم الآيس كريم كحلوى ملكية له، فنال إعجابه، فاشترى سر الخلطة من الطاهي الفرنسي الذي قدمها إليه، وعاد بها إلى إنجلترا، ومن هنا أصبح أغنياء إنجلترا يتناولون تلك الحلوى المثلجة. الآيس كريم ينتقل إلى أمريكا وفي عام 1700 م، حكم أحد الإنجليز ولاية نيويورك الأمريكية، فنقل اختراع الآيس كريم من إنجلترا إلى أمريكا. وتم إنشاء أول مؤسسة مختصة بإنتاج الأيس كريم بصورة تجارية في عام 1843 م. اختراع ماكينة الآيس كريم ومع الثورة الصناعية، اخترعت الأمريكية نانسي جونستون ألة لصنع آيس كريم، بعد أن علمت بإعجاب زوجة رئيس أمريكا بمذاقه، وبأنها كانت تقدمه كطعام ترحيب لزائري البيت الأبيض. أول عربة متجولة لبيع الآيس كريم وتطورت ماكينة الآيس كريم، وكانت أول عربة يد متجولة مخصصة لبيع الأيس كريم في أمريكا عام 1903 م، والتي ابتكرها الإيطالي إيتالو ماركيني. أول قمع من البسكويت للآيس كريم كما اشتهر ماركيني أيضاً بأنه أول من قام بتقديم الأيس كريم في أقماع من البسكويت الرقيق. اختراع أستيك الآيس كريم وفى القرن العشرين، أضاف العديد لشكل ومذاق الآيس كريم، واخترع أستيك الآيس كريم، وهو تقديمه على عصا خشبية وليس بداخل البسكويت كالمعتاد. أسماء مختلفة للآيس كريم حول العالم وأطلق عليه أيضاً أسماء مختلفة، فقال اللبنانيون بوظة، وأسموه الأيطاليون جيلاتو، وأطلق عليه الأتراك دوندورما. وهكذا وصل لنا هذا الاختراع الشهي، وأصبح حولنا في كل مكان. المزيد: اختيار اللبن الرائب المحلى كبديل صحي عن الآيس كريم قرار غير صائب.. والسبب؟ عزز من فرص نجاح الرجيم بتناول الشوكولاتة والآيس كريم! شاورما الشوكولاتة وآيس كريم الفحم .. تقاليع مجنونة حول العالم روعة الآيس كريم في الصيف.. تعرف على أشهر صناعه تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
٢٦-٠٦-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
الصداقة الحقيقية.. لا تُفرّقها الظنون
في زمن تتبدل فيه المعايير وتغيب القيم أحيانًا عن العلاقات، تظل الصداقة الصادقة واحدة من أسمى ما يمكن أن يحتفظ به الإنسان في حياته. ليست كل علاقة يُطلق عليها 'صداقة'، فبعضها لا تصمد أمام خلاف بسيط، وبعضها تتهاوى حين تدخل المصالح أو تتسلل الظنون. تذكّرتُ قصة أرسلها لي أحد الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن أن صديقين سافرا معًا وسكنا في فندق، ثم استيقظ أحدهما ليكتشف فقدان 100 دولار من جيبه. فسأل صديقه، فأجابه الآخر بهدوء أنه أخذ المال في الليل لقضاء حاجة ضرورية. لم يراجع الصديق الأمر، بل تجاوزه بسلام. وبعد عودتهما، أبلغهم موظف الفندق بأنه وجد 100 دولار في الغرفة! وعندما واجه الصديق صديقه الآخر مستغربًا، أجابه: 'فضلتُ أن أقول إنني أخذتها، فأتحمل دَينًا في ذمتي، خير من أن يدخل بيننا الشيطان وتضيع صداقتنا بسبب الشك'. إنها قصة بسيطة لكنها تختصر دروسًا عظيمة في الإخلاص، والحرص على نقاء القلوب، وسمو العلاقات. لقد قرر ذلك الصديق أن يكون متهمًا في الظاهر كي لا يُفتح باب الشك في قلب صاحبه! وهو بذلك طبق أسمى معاني الوفاء، وحمَل في قلبه أمانة الصداقة كما أمر بها ديننا الحنيف. يقول ربنا عز وجل في كتابه الحكيم (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ). أي أن الصداقة التي لا تُبنى على التقوى والصدق والإخلاص، ستتحول يوم القيامة إلى عداوة، أما الصداقة الصادقة فهي التي ينجو بها أصحابها في الدنيا والآخرة، فالإسلام يُؤصل لمفاهيم عظيمة تحمي هذه الروابط من التصدع: الصدق، الأمانة، الستر، الإيثار، وحسن الظن. ومن المؤسف أننا في هذه الأيام نسمع كثيرًا عن 'الخيانة بين الأصدقاء'، و'الخذلان'، و'المواقف التي تُسقط الأقنعة'، حتى أصبح البعض يتوجس من بناء علاقة جديدة خشية الخذلان أكثر من الشوق إلى الصحبة. هذه حقيقة مرة نعيشها في زماننا الحاضر مع الأسف الشديد ويجب أن نعترف بها. وفي المقابل، علينا واجب أدبي لتصحيح هذه المفاهيم وتوجيهها إلى المسار الصحيح. ولا أريد أن أكون سلبيًّا أو متشائمًا أكثر من اللازم، فهناك في الحياة أناس ما زالوا يقدّسون الصداقة، ويجعلونها عهدًا لا يُخدش. أصدقاء يقفون معك في ضعفك قبل قوتك، في غيابك قبل حضورك، وفي غياب المال والمصالح قبل توافرها. إذا فمن الواجب علينا أن نربي أبناءنا على هذا النموذج من الصداقات، لا تلك التي تُبنى على التفاخر أو المصالح أو قضاء الوقت فقط. فالصداقة التي لا يسند فيها الصديق صديقه عند الحاجة، لا تعدو أن تكون مجرد معرفة عابرة. وكما هي في زمن الأزمات، حين يتغير الناس وتتقلب النفوس، يكون الصديق الصادق نعمة نادرة، ومرآة لروحك، وسندًا في ظهرك، ودعاءً في غيابك. العبرة... احرص أيها القارئ الكريم أن تكون مثل ذلك الصديق في القصة، ولا تتردد في أن تتحمل عن غيرك بعضًا من سوء الظن كي لا تخسره، فما قيمة المال إن خسرنا معه من نحب؟ والله من وراء القصد.


الوطن
٠٣-٠٦-٢٠٢٥
- الوطن
أزمة تمويل «غير مسبوقة» تضرب الأمم المتحدة وتهدد برامجها في أفريقيا
أفاد تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، بأن الأمم المتحدة تواجه أزمة مالية "غير مسبوقة" تهدّد قدرتها على الاستمرار في تنفيذ مهامها، خصوصاً في القارة الأفريقية التي تعتمد بشكل كبير على دعمها الإنساني واللوجستي. وبحسب المجلة، فإن المنظمة، ومع اقتراب الذكرى الـ80 لتأسيسها، تجد نفسها مضطرة إلى تقليص النفقات عبر خطة تقشف صارمة، قد تؤدي إلى تقليص أو تعليق عدد من برامجها في أفريقيا، مثل عمليات حفظ السلام والمساعدات الغذائية والصحية. مستوى عجز خطير وأضافت المجلة أن العجز المالي بلغ مستوى خطيراً، إذ لم تتلقَّ المنظمة سوى جزء يسير من المساهمات المالية المقرّرة لعام 2025. وحتى نهاية نيسان/ أبريل الماضي، كانت الدول الأعضاء قد تخلّفت عن دفع 2.4 مليار دولار من ميزانية الأمم المتحدة السنوية البالغة 3.5 مليار دولار. كما اضطرت الأمانة العامة إلى تقليص النفقات بمقدار 600 مليون دولار، ما انعكس على العمليات الميدانية، وتسبّب بتجميد التوظيف وتقليص النشاط بنسبة 17%. تداعيات مباشرة على أفريقيا وتطال الآثار المباشرة للأزمة القارة الأفريقية بشكل كبير، نظراً لاعتمادها المكثف على وكالات وبرامج الأمم المتحدة في مجالات الصحة، والغذاء، واللاجئين، والتعليم. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن بعثات حفظ السلام المنتشرة في مناطق مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، السودان، والكونغو الديمقراطية، لا تتلقى سوى 83% من تمويلها. أما تعويضات القوات المشاركة في هذه المهام، فقد جُمّدت بسبب شح السيولة. كما يواجه برنامج الأغذية العالمي، ومفوضية اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، خطر وقف أو تقليص عملياتهم، ولا سيما بعد أن ألغت الولايات المتحدة تمويلاً بقيمة 335 مليون دولار كان مخصصاً لبرامج الصحة الإنجابية في أكثر من 25 دولة، من بينها الكونغو، السودان، وتشاد. وفي هذا السياق، صرّح المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن "التخفيضات الجارية بدأت بالفعل تؤدي إلى نتائج قاتلة، وتهدد أرواح الملايين حول العالم". كما حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من تقليص وجوده في عدة دول إفريقية، منها الكاميرون، نيجيريا، وزيمبابوي، نتيجة عجز مالي يناهز 60 مليون دولار لهذا العام. مشروع ميزانية 2026 وتعمل الأمم المتحدة، في ظل هذه الأزمة، على إعداد مشروع ميزانية لعام 2026 يتضمن إصلاحات هيكلية تهدف إلى تقليص النفقات وتعزيز الكفاءة. ويتوقّع أن تشمل هذه الإصلاحات دمج بعض الوكالات، إعادة توزيع العاملين إلى مراكز أقل تكلفة، وخفض عدد الموظفين بنحو 7,000 شخص. ويُشرف على هذه الخطوات فريق خاص يُعرف باسم "فرقة عمل الأمم المتحدة 80"، برئاسة نائب الأمين العام للسياسات، غاي رايدر، إلى جانب لجنة إدارية ثانية تقودها كاثرين بولارد، لوضع نموذج تمويل جديد يُعرض على الدول الأعضاء قريباً. وفي جلسة عامة عُقدت بتاريخ 19 مايو، دعت كل من الجزائر وكينيا وموزمبيق إلى أن تُصمَّم هذه الإصلاحات بما يضمن الحفاظ على الدور الحيوي للأمم المتحدة في أفريقيا، بدلاً من تقليصه. وخلص تقرير المجلة الفرنسية إلى القول إنه في حال استمرار الأزمة المالية، قد تجد الأمم المتحدة نفسها أمام مفترق طرق، حيث لن يكون بمقدورها تنفيذ التفويضات الموكلة إليها، ما قد يخلّف فراغاً خطيراً في مناطق النزاع، ويضعف الجهود التنموية والإنسانية، لا سيما في أفريقيا، التي تمثل اليوم الساحة الأكثر هشاشة في النظام الدولي.