logo
'واقعية ودقيقة بعيدا عن التهجير'.. تفاصيل خطة مصرية عاجلة لإعمار غزة

'واقعية ودقيقة بعيدا عن التهجير'.. تفاصيل خطة مصرية عاجلة لإعمار غزة

#سواليف
أعلنت نقابة المهندسين المصريين، وهي الاستشاري الأول للدولة، #خطة #عاجلة لإعمار قطاع #غزة وصفتها بـ'الواقعية'، مؤكدة أنها تحتاج إلى 6 أشهر فقط ولا تستدعي #تهجير_سكان_القطاع.
وأكدت النقابة أن الادعاء بأن #إعمار_غزة غير ممكن إلا بعد تهجير أهلها هو ادعاء غريب ومشبوه، يستهدف تصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على أراضي القطاع.
وقال اللواء المهندس أحمد زكي عابدين، رئيس اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة بنقابة المهندسين، في مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل الخطة، إن الخطة العاجلة هدفها إيواء أهل غزة كخطوة أولى لبدء الإعمار الكامل والشامل في القطاع، في وجود أهله وسكانه، مع توفير احتياجاتهم كافة.
وأشار عابدين إلى جمع بيانات متكاملة حول حجم التدمير الذي تعرض له قطاع غزة، والتواصل مع مهندسي غزة ونقابة المهندسين بالسلطة الفلسطينية والخبراء الفلسطينيين، وتم وضع الخطة العاجلة بناء على هذه البيانات لتأمين البقاء وتوفير السبُل الأساسية للحياة وتدبير الاحتياجات الحيوية في القطاع من خلال مناطق إيواء عاجلة تضم مباني مؤقتة ومدارس ومستشفيات، وغيرها من مراكز الخدمة العامة حتى يستطيع أهل غزة العيش بشكل مؤقت لحين الإعمار الكامل.
وأكد أن الخطة 'واقعية ودقيقة'، وتراعي النسيج الاجتماعي والتركيب العشائري لسكان غزة، منوها بأنه النقابة 'ستقدم هذه الخطة للجهات المعنية لتكون جاهزة للتنفيذ فور وقف إطلاق النار'.
وبحسب النقابة، يستلزم تنفيذ الخطة قرابة 6 أشهر وتتكلف نحو 6 مليارات دولار، وتتضمن إنشاء 30 تجمعا لإيواء السكان مؤقتا، يستوعب كل تجمع منها 25 ألف نسمة، أي ما يعادل حوالي 4 آلاف أسرة؛ لتصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية المستهدفة إلى 750 ألف نسمة.
ومن المخطط أن يشمل كل تجمع وحدات سكنية مؤقتة يصل عددها إلى 4 آلاف وحدة بعدد الأسر المستهدفة، كما يضم مدارس ابتدائية لاستيعاب نحو 30% من السكان، ومدارس إعدادية لاستيعاب نحو 15% من السكان وستكون هذه المدارس داخل منشآت خفيفة مؤقتة، بالإضافة إلى مستوصفات صحية تخدم كل واحدة منها 8 آلاف نسمة، وصيدليات ومركز خدمات صحية متعددة التخصصات ومركز لتوزيع الإمدادات وخدمات الإغاثة ومجمع أسواق وساحات مفتوحة متعددة المستويات والمساحات.
وسيضم كل تجمع سكاني محطة توليد كهرباء ووحدات طاقة شمسية وخزانات مياه ووحدة ضخ لشبكة المياه وحدات لمعالجة مياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى مسجد رئيسي للتجمع ومساجد صغيرة ضمن كل وحدة تجميع ومركز إداري وأمني.
وستكون الوحدات السكنية المؤقتة عبارة عن منشأ خفيف بتصميم 'تكعيبي' يختلف عن شكل الخيمة التقليدية، بارتفاع لا يقل عن 2.6 متر، مصنوع من مادة غشائية مرنة (Membrane) مثل البوليستر السميك المعالج أو ما شابهها، بخصائص مقاومة للحريق وتسريب مياه الأمطار، مع عزل حراري مناسب، وسيكون الغلاف الخارجي أو السقف مرتكزا على هيكل معدني خفيف من اسطوانات الألومينيوم أو الحديد سهل الفك والتركيب، وبمساحة تقديرية تتراوح بين 30 إلى 35 مترا مربعا؛ لتناسب أسرة مكونة من 6 أفراد.
وتتضمن الخطة إعادة تأهيل وربط مسارات طرق تجمعات الإيواء المؤقتة بالمسار الإقليمي الرئيسي (محور صلاح الدين)، وبقية المناطق العمرانية في القطاع، كما تتضمن تدوير الحطام في القطاع للاستفادة الاقتصادية من المخلفات الإنشائية، سواء باستخدامها في ردم الحفر الناتجة عن القصف أو في تصنيع مواد بناء، أو استخدامها في أعمال ردم البحر لاكتساب أراض جديدة بالساحل.
وبحسب البيانات التي أعلنتها النقابة، فإن حطام المباني المدمرة بالكامل تبلغ 44% من المباني التي كانت قائمة في القطاع، وأن حوالي 85% من المباني تأثرت بالقصف بمستويات مختلفة، فيما بلغ عدد المساكن المتضررة 77%.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحرب على غزة تهدد العلاقات التجارية بين إسرائيل وأوروبا
الحرب على غزة تهدد العلاقات التجارية بين إسرائيل وأوروبا

خبرني

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبرني

الحرب على غزة تهدد العلاقات التجارية بين إسرائيل وأوروبا

خبرني - تتصاعد التوترات التجارية بين إسرائيل وأوروبا بشكل غير مسبوق، في ظل استمرار الحرب على غزة وتفاقم تداعياتها الإنسانية، إذ تبحث كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي في خطوات قد تؤدي إلى تجميد أو إلغاء اتفاقيات تجارية قائمة مع إسرائيل، في تطور ينذر بعواقب اقتصادية وخسائر محتملة تقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات. وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية تعليق المفاوضات بشأن اتفاقيةِ تجارة حرة جديدة مع إسرائيل، مشيرة صراحة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، في موقف يعكس أبعادا سياسية واضحة تتجاوز الجوانب الاقتصادية. ويأتي القرار البريطاني في توقيت حساس، إذ كانت الاتفاقية تمثل لإسرائيل فرصة لتعزيز علاقاتها التجارية مع واحدة من أبرز القوى العالمية، لاسيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعلى صعيد أوروبي أوسع، أعلنت مفوضَة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن التكتل سيناقش مستقبل اتفاقية التجارة مع إسرائيل. ورغم أن هذا التوجه أثار قلقا في الأوساط السياسية والاقتصادية داخل إسرائيل، فإن أي تعديل جوهري في الاتفاق القائم مع الاتحاد الأوروبي يستلزم إجماع الدول الأعضاء الـ27، علما أن 17 دولة فقط أبدت حتى الآن تأييدها لإعادة النظر في الاتفاق، مما يقلل من احتمالات التغيير الفوري، لكنه يعكس تحولًا تدريجيًا في المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل. ضغوط دولية وتحذيرات داخلية تأتي هذه التطورات على وقع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، خصوصا بعد تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى نتيجة تشدد موقف حكومة نتنياهو. وفي الداخل الإسرائيلي، تتصاعد الأصوات المطالبة بمراجعة شاملة للمسار العسكري والسياسي في غزة، وسط تحذيرات من تراجع الدعم الدولي وتآكل فاعلية العمليات العسكرية. وتعد بريطانيا من الشركاء التجاريين المهمين لإسرائيل، فقد بلغت صادرات إسرائيل إلى بريطانيا (باستثناء الماس) في عام 2024 نحو 1.28 مليار دولار، مقارنة بـ1.8 مليار دولار في عام 2023، بحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، وتشكل الكيميائيات والأدوية نحو ثلث هذه الصادرات، وهي قطاعات حيوية للاقتصاد الإسرائيلي. في المقابل، تستورد إسرائيل من بريطانيا ما قيمته نحو 2.5 مليار دولار، بما يعني أن المملكة المتحدة تحقق فائضًا تجاريًا يبلغ 1.3 مليار دولار لصالحها. أما على مستوى الاتحاد الأوروبي، فهو الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل بعد الولايات المتحدة. ففي عام 2024، بلغت صادرات إسرائيل إلى الاتحاد نحو 15.9 مليار يورو، مقابل واردات أوروبية بنحو 26.7 مليار يورو، تتصدرها المواد الكيميائية والآلات. ثمن باهظ محتمل يحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار الحرب في غزة قد يترتب عليه ثمن اقتصادي باهظ لإسرائيل. ويرى محللون أن اتفاقية التجارة مع بريطانيا، التي كانت تعد إنجازًا إستراتيجيًا، قد تتحول إلى رمز لفشل سياسي واقتصادي، لا سيما مع الحديث المتزايد عن مقاطعة محتملة تهدد نحو 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي. وفي الداخل الإسرائيلي، تتزايد الدعوات إلى صياغة مقترحات سياسية جديدة لإنهاء الحرب وتفادي تداعيات خطيرة على الاقتصاد والمكانة الدولية. مقاطعة آخذة في الاتساع يقول كبير المحللين الاقتصاديين في صحيفة "كلكليست" الإسرائيلية أدريان بايلوت إن هذه التطورات لا تقتصر على البعد السياسي، بل تنذر بـ"ثمن اقتصادي يتجاوز 76 مليار دولار"، مع خطر تآكل ما يصل إلى 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي. ويضيف أن اتفاقية التجارة الحرة مع بريطانيا، التي كانت مرشحة لأن تصبح نموذجًا يحتذى به، تواجه الآن خطر التجميد أو الإلغاء، مؤكدا أن التصعيد العسكري في غزة، إلى جانب ما تسميه بعض الدول الأوروبية "انتهاك القانون الإنساني الدولي"، دفع شركاء غربيين إلى إعادة تقييم علاقاتهم مع إسرائيل، خصوصا على الصعيد الاقتصادي. ويرى بايلوت أن الاتفاقيات التجارية التي كانت ركائز أساسية للاقتصاد الإسرائيلي، تحولت إلى أوراق ضغط بيد الأوروبيين، في خضم أزمة تتسع يوما بعد يوم، ويشير إلى أن استمرار الحكومة الإسرائيلية على نهجها الحالي، مع تصاعد العزلة الدولية، يضع البلاد أمام تحد خطير قد يمس ليس فقط بالمؤسسات، بل بالمجتمع الإسرائيلي بأكمله. ويحذر من أن إسرائيل باتت على مفترق طرق سياسي واقتصادي، مشددا على أن غياب المراجعة السياسية للمسار الحالي قد يؤدي إلى تراجع طويل الأمد في مكانتها الدولية. فقدان ثقة المستثمرين من جهته، يرى إيتان أفرئيل، رئيس تحرير صحيفة "ذَ ماركر"، أن الاستمرار في السياسات الحالية تجاه غزة قد يؤدي إلى فقدان الأصول الإسرائيلية المالية لقيمتها السوقية، ويضيف أن الاتهامات المتزايدة لإسرائيل بـ"ارتكاب انتهاكات أخلاقية وسياسية" تقوض ثقة المستثمرين، لافتًا إلى أن صندوق الثروة السيادي النرويجي بدأ بالفعل بيع استثماراته في شركات إسرائيلية. ويشير إلى أن النقاش الأخلاقي والاقتصادي حول الحرب في غزة يكاد يغيب في الداخل الإسرائيلي، بينما بدأت تداعياته بالظهور خارجيًا، مع تحركات نرويجية وأيرلندية ويابانية لتقليص الاستثمارات، في وقت يدرس فيه الاتحاد الأوروبي إلغاء اتفاقية التجارة، وتعلّق فيه بريطانيا تحديث الاتفاق وتستدعي السفير الإسرائيلي. ويخلص أفرئيل إلى أن هذه التحركات تشير إلى عزلة اقتصادية متنامية، وأن الأسواق قد تبدأ في تسعير هذه العزلة من خلال خصومات على الأسهم الإسرائيلية وعوائد مرتفعة على السندات، وهو ما سينعكس سلبًا على الاقتصاد. ويحذر من أن السيناريو الجنوب أفريقي إبان نظام الفصل العنصري قد لا يكون بعيدا، إذا استمرت السياسات الحالية، مشيرا إلى احتمال انخفاضات حادة في قيمة العملة، وخصومات تفوق 30%، ورسالة واضحة للمستثمرين بأن الاستثمار في دولة متهمة بجرائم حرب قد يتحول إلى مخاطرة كبرى.

15 حافلة احتياطية ترافق حجاج الأردن تحسّبًا لأي طارئ
15 حافلة احتياطية ترافق حجاج الأردن تحسّبًا لأي طارئ

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 3 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

15 حافلة احتياطية ترافق حجاج الأردن تحسّبًا لأي طارئ

#سواليف رعى وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور محمد الخلايلة، اليوم السبت، حفل وداع #قافلة_حجاج أردنيين من #مدينة_حجاج_الجيزة، جنوبي العاصمة، إلى #الديار_المقدسة. وترافق قوافل الحجاج 15 حافلة احتياطية تحسّبًا لأي طارئ. ويبلغ عدد حجاج الأردن للموسم الحالي 8 آلاف حاج وحاجة، إلى جانب 4,500 حاج من مسلمي عام 1948، ترافقهم بعثة للإرشاد والرعاية، تضم مرشدين وإداريين وكادرًا طبيًا وإعلاميًا. وقال الخلايلة، بحضور القائم بأعمال السفارة #السعودية في المملكة، محمد مؤنس، إن الوزارة دأبت سنويًا على إقامة حفل تكريمي لوداع وتفويج الحجاج، مؤكدًا الحرص على تنفيذ التوجيهات الملكية بتسهيل أداء الحجاج الأردنيين لمناسكهم، وتقديم أفضل الخدمات لهم، وذلك وفق خطة متكاملة أعدّتها الوزارة لتنظيم إجراءات النقل والإقامة والإعاشة، بأعلى معايير الجودة، منذ مغادرة الحجاج أرض المملكة وحتى عودتهم. وأوصى وزير الأوقاف الحجاج بأن يكونوا خير سفراء لبلدهم العربي الهاشمي، وأن يتقوا الله، ويتحلّوا بالصبر والإيثار في مواجهة مشاق رحلة الحج، مع الالتزام بأنظمة وتعليمات البعثة الإدارية والإرشادية، والجهات الرسمية السعودية المنظّمة للحج. وتستكمل وزارة الأوقاف، خلال اليومين القادمين، وبالتنسيق مع الجهات المختصة، تفويج جميع حجاج البر عبر حدود المدورة باتجاه المدينة المنورة، ومن ثم إلى مكة المكرمة، بواسطة حافلات حديثة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات للمنشأ الأوروبي، و5 سنوات لغير الأوروبي، حيث يتم تفقدها في ثلاث محطات (معان، والمدورة، وتيماء)، للتأكد من جاهزيتها الفنية من قِبل فنيّي إدارة السير المركزية. وحضر الاحتفال سماحة قاضي القضاة عبد الحافظ الربطة، والنائبان سليمان الزبن وحابس الفايز، ومتصرف لواء الجيزة محمود بريزات، ورئيس بلدية الجيزة قدر الفايز، ومدير عام الحج والعمرة المهندس مجدي البطوش، ومساعد أمين عام وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة والتوجيه/ مدير الوعظ والإرشاد الدكتور إسماعيل الخطبا، ومدير أوقاف عمان الثالثة الدكتور عبد السلام البزايعة.

بصريح العبارة
بصريح العبارة

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 3 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

بصريح العبارة

#بصريح_العبارة د. #هاشم_غرايبه لقد عاش أبناء جيلي زمنا طويلا مغيبين عن الوعي، تلك فترة ما كانوا يدعونها تضليلا مرحلة المد القومي. فقد غلب على تلك المرحلة التخدير بالوعود المعسولة التي تداعب المشاعر، مثل الوحدة العربية والحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق الاشتراكية، والتي لم تكن سوى شعارات لم يتم ترجمة أي منها عمليا. من الشعارات التي رفعت تلك الفترة كانت الاستقلال وعدم الانحياز الى المعسكرين الغربي أوالشرقي، وتم تشكيل تحالف من الدول النامية على رأسها مصر ويوغوسلافيا والهند واندونيسيا، لكنه لم يحقق تحالفا مستقلا عن المعسكرين، فظل لكل دولة علاقاتها بأحدهما. بالنسبة لنا كعرب، كان ذلك التحالف أحد الوسائل التي أرضت الغرب، كونه عمليا عزز ما سعى اليه من فصل العرب عن عمقه الإسلامي، فالتحالف مع الهند استوجب القطيعة مع الباكستان، أما اندونيسيا فقد قطع امتدادها سواء الاسلامي أو مع تحالف عدم الانحياز بعد انقلاب سوهارتو الذي دبره الغرب، كما شهدت العلاقة مع تركيا برودا رغم أنها علمانية، فيما كانت العلاقة ودودة مع عدوتها تاريخيا (اليونان). خلال تلك الفترة جرى عربيا ترويج فكرة أن الباكستان عميلة للغرب، فيما الهند متمردة عليه رافضة لهيمنته، كما جرى التعتيم على معلومة هامة وهي أن الباكستان لم تعترف بالكيان اللقيط وليس لها تبادل دبلوماسي معه، فيما تقيم الهند علاقات معه منذ الخمسينيات، فرأينا النظام العربي يغلب عليه التضامن مع الهند على حساب الباكستان رغم أن الأواصر الإسلامية تفترض العكس. هكذا رأينا كيف أن تلك المرحلة كانت تغريرا بالأمة لقطع عرى الروابط الاسلامية، في وقت كانت فيه أمتنا أحوج ما تكون لتضامن أقطارها، لكن يبدو أن تعليمات (سايكس وبيكو) لها أولوية عند الأنظمة العربية على ماعداها. من تلك االقضايا التي ضُللنا بها، كان الإيهام بأن المشروع النووي الباكستاني كان دعما من الغرب للباكستان في صراعها العسكري مع الهند. لكني قرأت مؤخرا أسرار امتلاك الباكستان للسلاح النووي، والتي بينت أن مشروعها نجح لأنه جرى بسرية تامة عن أعين الغرب، فلم يكتشفوا مفاعلها النووي إلا بعد أن جرى التفجير التجريبي الأول، وعندها كانت الطيور طارت بأرزاقها، فلم يعد بيدهم شيء لإيقافه، فتركز اهتمامهم على السيطرة على العسكر، كما فعلوا مع باقي الأنظمة الإسلامية الكبيرة، التي يخشون تهديدها للكيان اللقيط، مثل تركيا ومصر والعراق والجزائر. ذكر الباحث والمفكر الكويتي 'ناصر الدويلة' قصة نجاح الباكستان بالحصول على المفاعل النووي والتي رواها له العالم الباكستاني د. عبد القدير خان. فقد اشترت باكستان المفاعل النووي في عهد ذو الفقار علي بوتو من ألمانيا الغربية قبل توحيد ألمانيا بمبلغ ٣٠ مليون دولار. ولتجاوز الرقابة الغربية فلم ينقل الجزء الهام وهوقلب المفاعل الى موانئ الباكستان مباشرة، بل جرت عملية نقله للكويت دون علم الأجهزة الرسمية، فقد قام باستيراده تاجر باكستاني مقيم في الكويت كان في حقيقته ضابط مخابرات باكستاني، على أنه مصنع خرسانة، والذي تولى استلام المفاعل في ميناء الكويت مدير شركة نقل باكستاني هو أيضا من المخابرات الباكستانية . ويقول د. عبد القدير خان بأنه حضر بنفسه للكويت وكان ساعة إنزاله من الباخرة يقف على رصيف الميناء وقلبه معلق في الهواء وهو يشاهد انزاله من الباخرة على الشاحنة. وأنه رافق الشاحنة من رصيف الميناء إلى حوطة مستأجرة في منطقة 'أمغرة'، وبقي المفاعل في الكويت مدة أسبوع تحت حراسة المخابرات الباكستانية، وتمت إعادة التصدير إلى 'ميناء جبل علي' بعد إضافة معدات مصنع خرسانة مستعملة للتمويه . وتحركت القافلة برًا من الكويت إلى ميناء جبل علي، وكان جميع السائقين والمرافقين من المخابرات الباكستانية، وتم تخزين المفاعل في مستودع مستأجر من تاجر باكستاني من المخابرات الباكستانية . وتمت إعادة تصدير المفاعل كمصنع خرسانة لباكستان بباخرة تابعة للمخابرات الباكستانية وتم تركيب المفاعل في منطقة محمية بصورة طبيعية بالتضاريس الجبلية. هذه القصة تبين لنا أثر الإيمان في رفعة الأوطان، فهذا العالم الباكستاني الذي درس وعمل في معاهد الغرب، عاد الى وطنه وهمه الأول نفعه بما تعلم، فنجح جهاده بنقل بلده الى النادي النووي عسكريا، فيما كثير من علمائنا العلمانيين، ما عادوا لنا إلا بثقافة الانهزامية والتبعية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store