
القدس العربي:هل الحوثيون في اليمن مستعدون لهجمة إسرائيلية كبيرة؟
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد قال «إن غزة واليمن هما الساحتان الرئيسيتان المتبقيتان، ونستعد حالياً لتنفيذ هجوم كبير ضد الحوثيين». ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، فتستهدف إسرائيل من وراء عمليتها الهجومية الواسعة أن تضع حدًا للهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من مناطق الحوثيين في اليمن «تضامنًا مع غزة».
استطاع الحوثيون أن يمتصوا الموجة الثانية من الهجمة الأمريكية الواسعة، التي استهدفتهم منذ منتصف آذار/مارس حتى إعلان الاتفاق بين الحوثيين وواشنطن في السادس من أيار/مايو؛ وهو اتفاق يقضي بوقف الهجمات الحوثية على السفن الحربية والتجارية الأمريكية في البحر الأحمر؛ وهي نتيجة تُحسب لصالح الحوثيين بالنظر للأهداف التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند بدء عملية «الفارس الخشن».
وحسب التصريحات الإسرائيلية؛ فإن تل أبيب تعتزم أن تُلحق بالحوثيين نفس ما ألحقته في إيران؛ وخاصة ما تحقق في بداية الحرب الإسرائيلية على طهران، وهو أمر، وفق مراقبين، لا يمكن تحققه في اليمن، انطلاقًا من أن الحضور الاستخباراتي الإسرائيلي في اليمن ليس بما كان عليه في إيران؛ كما أن معرفة إسرائيل وخبرتها عن اليمن ما زالت حديثة؛ فاليمن الذي يُبعد عن إسرائيل نحو 1800 كيلومتر لم يكن يشكل في الحسابات الإسرائيلية مصدر تهديد؛ وبالتالي فالمعلومات عن اليمن ليست بالقدر الذي كانت متوفرة لديها عن إيران؛ مما قد يجعل من الصعوبة أن تحقق إسرائيل في اليمن ما حققته في إيران، وخاصة في الساعات الأولى؛ وإن كانت الحروب تُخفي في جعبتها أكثر مما تعلنه التحليلات الاستباقية.
إن مما لا شك فيه أن الحوثيين يستعدون لمعركة برية كبيرة من خلال حملة تعبئة متواصلة في مناطق سيطرتهم مستمرة منذ أكثر من عام؛ ووفق زعيم الحركة، عبد الملك الحوثي، في خطابه الخميس الماضي؛ فإن عدد من تم تدريبهم في هذه الحملة، وصل إلى مليون وسبعة آلاف متدرب.
فيما يتعلق بالهجمات الجوية؛ فالحوثيون يمتلكون مزايا تعزز من قدراتهم في امتصاص الهجمات الجوية؛ وتتمثل أبرز هذه المزايا، وفق مراقبين، في عدم وجود قواعد عسكرية استراتيجية لهم ثابتة في أماكن محددة أو معروفة؛ ولو كانت كذلك لكانت الغارات الأمريكية المكثفة قد استهدفتها، وحققت من خلالها نصرًا وتفوقًا على الحوثيين. الميزة الثانية اعتمادهم على الطبيعة الجغرافية لليمن، وتوظيفها لصالحهم. علاوة على ذلك قبضتهم الأمنية، التي تعزز من تفوقهم الاستخباراتي؛ وتضييق دائرة الجواسيس.
سيكون بإمكان إسرائيل أن تعوض كل ذلك من خلال استهداف منشآت البُنى التحتية والأحياء السكنية والمؤسسات الحكومية وتوسيع دائرة الأهداف المدنية انطلاقًا من رؤية إسرائيلية تعتقد من خلالها؛ كما هي العادة في حروبها، أنها بذلك سترفع من مستوى الغضب الشعبي ضد الحركة؛ وهنا ستكون الخسائر البشرية فادحة؛ أما على صعيد المنشآت الحكومية، بما فيها منشآت البُنى التحتية، فقد سبق واستهدفت إسرائيل العديد منها في الحُديدة وصنعاء؛ وألحقت بالبلد خسائر مادية كبيرة.
وقبل هذا وذاك، من غير المعقول أن يكون الحوثيون لا يعلمون أن ثمة خطة هجومية إسرائيلية واسعة النطاق ستستهدفهم؛ وبالتالي فهم قد يكونون أعدوا حساباتهم؛ لكن قد تكون الهجمة أكبر من المتوقع، وقد تشترك فيها الولايات المتحدة، وقد تظهر مستجدات تزيد من تعقيد القراءة الاستباقية.
يقول مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع في حكومة حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، العميد عابد الثور، لـ«القدس العربي»: «إن تصريحات وزير دفاع العدو الإسرائيلي كانت متوقعة، لكن القوات المسلحة اليمنية (التابعة للحركة) على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عملية هجومية».
واعتبر أن «الهجمة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت ميناء الحُديدة، واُستخدم فيها الطيران المسيّر؛ دليلًا على أن العدو الإسرائيلي يُدرك أن القوات اليمنيّة تملك قوة دفاعية تستطيع من خلالها التعامل مع أحدث الطائرات، بما فيها طائرات إف-35».
وأضاف: «على صعيد المعركة البرية؛ فهناك انتشار عسكري حققته القوات اليمنية في كل المحافظات، بما فيها محافظة الحُديدة وساحل تهامة. ثمة معطيات تؤكد أن القوات اليمنية على أهبة الاستعداد بريًا وبحريًا وجويًا».
وأردف: «إسرائيل لن تُحدث أكثر مما أحدثته في عملياتها السابقة، خاصة وأنها بدأت تتراجع في عملياتها العسكرية، على صعيد استخدام الطائرات المسيّرة واستخدام الأسلحة البحرية؛ لإدراكها أن الخطر الموجود في اليمن كبير، وأنه لا يستطيع أن يحدد قدرة الدفاعات المتوفرة، خاصة وأن القيادة صرحت أن اليمن يمتلك من القدرة والوسائل الدفاعية ما يستطيع معها أن يحيّد القوة الإسرائيلية».
وأشار إلى أنهم يمتلكون من نقاط القوة ما يمكن معها أن تتراجع أي هجمة إسرائيلية، موضحًا أن من نقاط قوة القوات التابعة لـ«أنصار الله» هو»استخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة، والتي استطاعت أن تخترق منظومات العدو الإسرائيلي الدفاعية ووصلت إلى عقر داره، كذلك تمتلك القوات اليمنية بنك أهداف متميزة تستطيع من خلالها خلق التأثير؛ علاوة على ما يمثله باب المندب والبحر الأحمر، الذي استطاعت القوات اليمنية أن تفرض سيطرة على هذا الممر المائي الهام؛ باعتبار باب المندب أهم بوابة بحرية في العالم؛ وهو ما يمثل عنصر قوة آخر».
وقال العميد عابد الثور: «إسرائيل تمتلك سلاحا جويا متطورا، لكن بُعد المسافة بينها وبين اليمن يُعيق الاستخدام الفعال لهذا الطيران؛ لكنهم يحاولون امتصاص هذا التأثير من خلال طائرات تزويد الوقود بالجو. الشيء الآخر ليست لديهم أي معلومات عن القوات المسلحة اليمنية، التي تعتمد بدرجة كبيرة جدًا على السرية التامة في تقنيتها؛ فلم تستطع الولايات المتحدة اختراق هذه السرية. كما أن ما بين إسرائيل وإيران هو صراع يمتد لسنوات، لكن اليمن لم يكن في حسابات العدو الإسرائيلي الذي لم يتصور في السابق أن هذا البلد سيصل إلى هذا المستوى من التميز العسكري. كما لا يمكن تجاوز المسار الأمني في الداخل والذي استطاع أن يتجلى في القبض على الجواسيس والانفراد بمواقع عسكرية بعيدة عن الرصد والملاحقة؛ ما يؤكد أن عين العدو الإسرائيلي فقئت في اليمن؛ وبالتالي لم يحقق أي نجاح في استهداف منصات صاروخية أو غيره في عملياته السابقة، وهذا معناه أنه لا يمتلك معلومات؛ ولهذا ظل يستهدف بعملياته أهدافًا محمية بالقانون الدولي مثل ميناء الحُديدة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمنات الأخباري
منذ 2 ساعات
- يمنات الأخباري
ترامب: ما يجري في قطاع غزة مفجع ومؤسف وعار وكارثي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن ما يجري في قطاع غزة 'مفجع ومؤسف وعار وكارثي'. ووصف الرئيس الأمريكي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بـ'المفجعة والمؤسفة والكارثية'، مؤكدا أن ما يجري 'عار على الجميع'، لكنه امتنع عن تصنيفها كـ'إبادة جماعية'. وأشار إلى إلى أنه 'لا يعرف إلى أين ستؤول الأمور في غزة'. وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي عُقد في البيت الأبيض، ردا على سؤال صحفي حول توصيفه لما تشهده غزة. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن إدارته قدمت مؤخرا مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار، مضيفا: 'أردت فقط أن يحصل الناس على الطعام في غزة، ونحن نساعد ماليا في هذا الوضع'. وانتقد غياب نتائج ملموسة لتلك المساعدات، قائلا: 'لا أرى أي نتائج على الأرض'. وكان ترامب قال في تصريح سابق إن: 'الأطفال في غزة يتضورون جوعا. الوضع مروع، ويجب على الجميع الاعتراف بذلك، ما لم يكونوا بلا رحمة'. لكنه ربط ترامب إنهاء المعاناة في غزة بـ'استسلام حماس'، قائلا: 'الطريقة الأسرع لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هي أن تطلق حماس سراح الرهائن وتستسلم'. وتأتي هذه التصريحات وسط انتقادات متزايدة للولايات المتحدة بشأن استمرار دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل، في وقت تتصاعد فيه حدة الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث تحذر منظمات الإغاثة الدولية من مستويات غير مسبوقة من الجوع والدمار. في سياق متصل، أعلن البيت الأبيض أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيزور غزة غدًا لمراجعة سير إيصال المساعدات الإنسانية. وأضاف أن ويتكوف اجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وناقشا تفاصيل المساعدات وآليات وصولها.


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
بقرار مثير من ترامب.. الجماهير البرازيلية مهددة بالغياب عن كأس العالم 2026
أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأن الجماهير البرازيلية تواجه خطر الغياب عن متابعة مباريات كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة مع المكسيك وكندا. وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والبرازيل، في الوقت الراهن، توترات كبيرة. ويرفض الرئيس الأمريكي منح الجماهير البرازيلية تأشيرات بسبب قاعدة جديدة مثيرة للجدل. فوفقا لشبكة "سي إن إن"، يدرس الرئيس دونالد ترامب حجب منح تأشيرات للبرازيليين، حتى في أثناء فترة إقامة كأس العالم. وأشار التقرير إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ البرازيليين واجهوا قواعد للحصول على تأشيرة أكثر صرامة خلال زيارتهم إلى أمريكا الأسبوع الماضي، مع بدء تطبيق القيود. وتم منح السياسيين المسافرين تأشيرات أكثر تقييدا من المعتاد، من حيث عدد الأيام المسموح لهم بالبقاء فيها داخل الولايات المتحدة. وفي يونيو الماضي، حظر ترامب على المواطنين الإيرانيين دخول البلاد بسب مخاطر أمنية، وهو ما يهدد أيضا بالتأثير على كأس العالم. لكن هذه القاعدة لن يتم تطبيقها على الرياضيين أو المدربين المشاركين في المنافسات الدولية، مثل كأس العالم أو الأولمبياد. وتم استثناء الإيرانيين الذين يحملون إقامة دائمة قانونية في الولايات المتحدة بما في ذلك حاملو البطاقة الخضراء "غرين كارد"، كما أن المواطنين المزدوجي الجنسية تم استثناؤهم من هذا الحظر. ولم يعلق الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على هذا الأمر، لكن جياني إنفانتينو حرص في الأسابيع الأخيرة على الظهور بأنه مقرب من ترامب. وعادة ما كان يتم تصوير إنفانتينو وترامب معا خلال بطولة كأس العالم للأندية في الصيف، والتي استضافتها الولايات المتحدة أيضا. وفي أبريل الماضي، أعلن ترامب أن السلع البرازيلية المستوردة إلى الولايات المتحدة ستخضع لتعريفة جمركية بنسبة 10%، وهي أدنى نسبة أساسية تطبق على معظم الدول. لكن، وبعد مرور ما يقرب من 4 أشهر، ارتفعت النسبة إلى 50%، مما يعني أن البرازيل أصبحت تواجه واحدة من أعلى نسب الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة في العالم. المصدر: RT


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 4 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
ترامب يعاقب الهند بفرض رسوم جراء صفقاتها مع روسيا
واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية// فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، رسوماً جمركية جديدة بنسبة 25% على المنتجات الهندية، إلى جانب 'غرامة' لم يُكشف عن قيمتها، وذلك بسبب استمرار نيودلهي في شراء الأسلحة والطاقة من روسيا، حيث من المقرر أن تدخل هذه التدابير حيّز التنفيذ غدا الجمعة، بالتوازي مع زيادات جمركية أخرى قد تصل إلى 50% على بعض المنتجات. وقال ترامب عبر منصته 'تروث سوشال'، إن الموعد النهائي لتطبيق هذه الإجراءات سيكون في الأول من أغسطس المقبل، مؤكداً أن المهلة 'لن تُمدد'، بعد أن تم تأجيلها عدة مرات منذ الإعلان الأولي في أبريل الماضي. وفي منشور منفصل، أشار ترامب إلى أن الهند، رغم كونها دولة صديقة، إلا أنها تعتمد على 'تعرفات مرتفعة جداً' وحواجز تجارية غير نقدية 'هي الأكثر شدة وبغضاً في العالم'، ما يجعل التبادل التجاري معها محدوداً، بحسب تعبيره. وانتقد ترامب بشدة استمرار الهند في شراء الأسلحة والطاقة من روسيا، مؤكداً أنها تُعد من أكبر زبائن موسكو إلى جانب الصين، رغم الدعوات الدولية لوقف الحرب في أوكرانيا.