الشباب الأردني .. بين التيه والتحول
الشباب الأردني اليوم ليس جيلًا ساذجًا، ولا عابرًا في زمنه، بل هو جيل واعٍ، نقدي، يعرف حجم التحديات التي يواجهها، ويعرف أيضًا أن التغيير لا يُهدى… بل يُنتزع بوعي، وبنَفَس طويل، وبإرادة صلبة. لكن السؤال الأكثر إلحاحًا: هل تملك الدولة مؤسسات تستطيع أن تكون حاضنة حقيقية لهؤلاء الشباب؟ أم أن الأمر سيبقى مجرد شعارات تُردد في المؤتمرات والاحتفالات؟
تحديات عميقة في الواقع الشبابي
بطالة تحاصر الأحلام:
كيف يمكن أن نحلم بجيل يبتكر، وهو غارق في انتظار فرصة عمل قد لا تأتي؟ البطالة لم تعد رقمًا اقتصاديًا فحسب، بل تحولت إلى أزمة نفسية واجتماعية تهدد القيم والدافعية لدى الشباب.
محدودية المشاركة السياسية:
الشباب يراقبون المشهد السياسي وكأنهم غرباء. يشعرون أن دورهم محصور في دور المتفرج، لا الفاعل، وكأن القرار محجوز لفئة قليلة بعيدة عن نبضهم وأحلامهم ورغم المحاولات المؤسسية لاشراكهم بذلك مازال دورهم غائب لأن من يصنع الأثر ويبني الفكرة هو من الشباب نفسه.
مركزية العاصمة وتهميش الأطراف:
شباب الأطراف يشعرون أنهم خارج معادلة التنمية، وكأن التنمية مشروع في عمان فقط، بينما المحافظات الأخرى تقتات على الفتات .
غياب برامج مواكبة للعصر:
نحن نتحدث عن جيل رقمي، يسابق العالم بفكره وابتكاره، بينما البرامج المطروحة تقليدية لا تلبي حاجته ولا تستفز قدراته مازالت هناك مدارس لا تفعل أجهزتها المحوسبة لليوم ومنهج الحاسوب يعد لهم منهجاً رقميا فقط.
إقصاء الخبرات الدولية:
أغلب الشباب الأردني لا يعرف شيئًا عن الزمالات الدولية، أو فرص تبادل الخبرات الإقليمية، وكأن الأردن معزول عن العالم الخارجي إلا عبر شاشات الهواتف.
ما الذي يمكن أن تقدمه وزارة الشباب؟
1- إشراك حقيقي للشباب
حان الوقت أن يكون الشباب شركاء حقيقيين في صناعة القرار، لا مجرد جمهور يصفق في المؤتمرات. المطلوب: إنشاء مجالس شبابية تمثل كل محافظات المملكة، وتكون جزءًا من رسم السياسات الوطنية حيث أن أفرداها يتغيرون ويستبدلون ضمن آليات معينة كل فترة فهذه الشرعية حق للجميع .
2- تحديث المراكز الشبابية
تحويل المراكز من قاعات إسمنتية خاوية إلى منصات للإبداع، حاضنات للمشاريع، ومساحات حرة تتيح للشباب التعبير عن أنفسهم متابعات ورصد وإدماج .
3- فتح بوابات العالم للشباب الأردني
لماذا لا تبني الوزارة شراكات إقليمية ودولية مع مؤسسات شبابية رائدة؟
لماذا لا تطلق زمالات تبادل خبرات مع شباب دول أخرى، لنتعلم من تجاربهم وننقل تجاربنا؟
لماذا لا نرى معسكرات شبابية إقليمية تجعل من الأردن مركزًا لإنتاج الأفكار وتصديرها بدلًا من استهلاكها؟
4- دعم الصحة النفسية للشباب
إن شبابًا مضغوطًا ومحبطًا لا يمكنه البناء. المطلوب برامج حقيقية لدعم الصحة النفسية والتفريغ الانفعالي للشباب، عبر فرق متخصصة ومبادرات مجتمعية.
5- ربط التعليم بسوق العمل
آن الأوان للخروج من عباءة الشهادات الجامعية إلى المهارات العملية. الوزارة تستطيع بناء شراكات مع القطاع الخاص لتدريب الشباب وتأهيلهم مباشرة لاحتياجات السوق.
فلسفة جديدة للشباب الأردني
الشباب ليسوا عبئًا اقتصاديًا، ولا رقمًا انتخابيًا مؤقتًا. إنهم أمل الوطن، وعقله، وقلبه النابض. في كل شاب أردني فكرة قابلة للانفجار، وابتكار قادر على تغيير مجرى الأمور، لكنهم بحاجة لوزارة تعرف كيف تفتح النوافذ بدل أن تغلق الأبواب.
الشباب الأردني يريد أن يحيا في وطن يُشبه طموحه، لا أن يغادره حاملًا حقيبته وخيبته معًا. يريد أن يتن اعتباره شريكًا لا تابعًا، صانعًا لا مستهلكًا، قائدًا لا متفرجًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 7 دقائق
- عمون
جنى خريسات .. مبارك التخرج
عمون - هنّأ الدكتور وضاح خريسات، وزوجته، وأبناؤه الدكتور محمد والدكتور بهاء، ابنتهم وشقيقتهم جنى، بمناسبة تخرجها من كلية الحقوق في جامعة عمّان الأهلية. الف الف مبارك..

عمون
منذ 7 دقائق
- عمون
حين يُتهم الإنقاذ بالمسرحية… من يُطعم الجوعى في غزة؟
في غزة، لا شيء يشبه الحياة سوى التمسك بها. هناك، في الشمال المحاصر، لا صوت يعلو فوق أنين الأطفال الجوعى، ولا صورة أكثر قسوة من أمّ تحتضن أبناءها محاولة إقناعهم أن العشب غذاء، وأن الماء سيأتي "غداً". لكن الغد لا يأتي. ولا المعابر تُفتح. ولا الشاحنات تدخل. ويبقى الحصار سيد الموقف، والمجاعة تتربّص بكل بيت، وكل شارع، وكل قلب. وفي خضم هذه الكارثة، يخرج من يختار الهجوم لا على من يحاصر غزة، بل على من يحاول أن يُنقذ ما يمكن إنقاذه. يصفون الإسقاطات الجوية بأنها مسرحية، ويسخرون من الطائرات التي تلقي بحمولات الغذاء والماء من السماء، كما لو أن من يُلقي المساعدة مجرم، ومن يتلقاها مُدان. يتناسون أن هذه الحمولات، مهما كانت محدودة، هي الفرق بين الحياة والموت لأناس تُركوا وحدهم في مواجهة الجوع، في ظل عجز العالم وتواطؤه. قد لا تكون المساعدات الجوية حلاً مثالياً. لا أحد يدّعي ذلك. هي ليست كافية، وليست دقيقة دائماً، وبعضها لا يصل إلى وجهته. لكنها الخيار الوحيد الممكن اليوم، في منطقة تحوّلت إلى سجن كبير، بلا طعام، ولا ماء، ولا دواء، ولا ممر إنساني. هي فعل اضطراري في مواجهة كارثة، وصوت إنساني وسط صمت دولي مخزٍ. الإسقاط الجوي لا يدّعي أنه حل شامل، لكنه شريان حياة في قلب الموت. هل المطلوب أن نمزّق هذا الشريان لأنه ليس مثالياً؟ هل الكمال شرط للمساعدة؟ وهل نترك الناس تموت لأن الإسعاف جاء من السماء؟ في هذا المشهد، لا يمكن لأي ضمير حيّ أن يتجاهل الدور الأردني، الهاشمي، الثابت والمتقدم، في إيصال المساعدات إلى قلب غزة. لم ينتظر الأردن الإذن من أحد، ولم يقف عند الحسابات الضيقة أو المناكفات، بل تحرّك بعزم، وبمسؤولية، وبمبادئ راسخة. الجيش العربي الأردني، بتوجيه من القيادة الهاشمية، نفّذ عمليات إسقاط دقيقة وخطيرة، لإيصال الغذاء والماء إلى المناطق الأكثر فقراً وحصاراً، في شمال القطاع، حيث توقفت الحياة. هذا ليس مجرّد عمل إغاثي، بل موقف سياسي وأخلاقي، عبّرت عنه عمّان بوضوح: لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي فيما يُذبح شعب بأكمله جوعاً. لم يكن الأردن يملك رفاهية الانتظار، ولم يتردد في تحويل قراره إلى فعل. بينما كانت دول كثيرة تكتفي بالبيانات، كانت طائرات سلاح الجو الأردني تخترق السماء الفلسطينية، مُحمّلة بما يُعيد الحياة إلى أهلها. وهذا الفعل لم يكن لمجرد استعراض، بل كان حصيلة قرار وطني، يعكس انحيازاً راسخاً لفلسطين، شعباً وقضية. من السهل على البعض، ممن لا يقدّمون شيئاً، أن يسخروا من كل محاولة. أن يصفوا الإغاثة بالاستعراض، والإسقاط بالمسرحية، بينما أيديهم فارغة، وصدورهم خاوية من الرحمة. لكن من لا يحمل بديلاً، لا يملك حق الانتقاد. من لا يفتح طريقاً، ولا يُرسل شاحنة، ولا يحمي طفلاً من الجوع، لا يحق له أن يُسفّه محاولات الإنقاذ، أياً كانت طبيعتها. فالكرامة لا تكون بتجويع الناس. ولا تُبنى المقاومة على أنقاض أجساد الأطفال. الكرامة الحقيقية تبدأ من حماية الإنسان، من إنقاذ حياته، من صون جسده من الجوع والمرض. أما تحويل الألم إلى شعارات، واحتكار الفهم الوطني في وجه كل من يقدّم يد العون، فهذه قسوة تُلبس ثوب المزايدة، لا أكثر. الإسقاطات الجوية التي ينفذها الأردن اليوم، ليست أكثر مما يستطيع أن يفعل، لكنها بالتأكيد أكثر بكثير مما يفعله الآخرون. إنها ليست الحل النهائي، لكنها خط الحياة الوحيد المتبقي لآلاف البشر في شمال غزة. والقيادة الأردنية، وفي مقدمتها جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، لم تساوم على هذا المبدأ، ولم تبحث عن صدى إعلامي، بل عملت بصمت وشجاعة، وبقيت على عهدها التاريخي في الدفاع عن فلسطين في كل المحافل، وبكل الوسائل. ومن يرى في هذا الفعل "مسرحية"، فليخبرنا كيف يمكن إنقاذ طفل جائع بكلمات الغضب فقط؟ كيف يمكن تعبئة معدة خاوية بالشعارات؟ وهل تُبنى المواقف برفض الخبز لأنه أتى من الجو؟ غزة تحتاج إلى كل يدٍ تمتد، وكل قلب ينبض، وكل شريان يحمل أملاً، حتى لو كان عبر السماء. ولا أحد يملك حق التهكم على ذلك، ما دام لا يملك شيئاً آخر يُنقذ به حياة من لا يملكون شيئاً سوى الصمود.

عمون
منذ 7 دقائق
- عمون
منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير الدولة لتطوير القطاع العام
عمون - يعقد وزير الدولة لتطوير القطاع العام الدكتور خير أبو صعيليك وأمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام بعنوان "تحديث القطاع العام.. عزم مستمر" وذلك في تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم غد الثلاثاء. ويتناول اللقاء عدة محاور أبرزها تقييم البرنامج التنفيذي الأول وتصميم البرنامج التنفيذي الثاني ضمن خريطة التحديث الإدارية والمحاور السبعة لخارطة تحديث القطاع العام وتحسين جودة الخدمات الحكومية وتمكين قدرات العاملين في القطاع العام وترسيخ ممارسات الثقافة المؤسسية ضمن خريطة تحديث القطاع العام و تأكيد أهمية إعادة تشكيل منظومة الإدارة العامة على أساس الكفاءة والشفافية والمساءلة وأهمية نظام القيادات الحكومية. ودعت وزارة الاتصال الحكومي الصحفيين الراغبين بتغطية أحداث اللقاء الحضور إلى مقرها قبل 20 دقيقة من موعد اللقاء وإبراز الوثيقة اللازمة التي تثبت عمله لدى أي من وسائل الإعلام.