
'الزلزال السيبراني' يضرب المغرب! خبير دولي يكشف 'الكارثة' ويدعو لـ'ثورة فورية' قبل فوات الأوان.. ؟
أريفينو.نت/خاص
في أعقاب موجة تسريب البيانات العقارية المزعومة، والتي أثارت جدلاً واسعاً، تتصاعد التساؤلات حول مصدر هذه البيانات التي تم الكشف عنها بعد إعلان مجموعة قراصنة مجهولة ادعائها باختراق قاعدة بيانات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية (ANCFCC). وفي هذا السياق، كشف مصدر موثوق، في تصريح أن الثغرة الأمنية المحتملة قد تكون نابعة من المنصة الإلكترونية الخاصة بالموثقين، وليس من النظام المعلوماتي المركزي للوكالة. وقد شملت التسريبات المزعومة آلاف الوثائق، تضمنت بشكل رئيسي عقود بيع، وبطاقات هوية، وشهادات تسجيل، وتوكيلات، وهبات، ووعود بالبيع، وتمت عملية النشر على دفعتين، الأولى يوم الاثنين الماضي الموافق للثاني من يونيو 2025، واستهدفت عمليات عقارية تتعلق بشخصيات عامة، والثانية يوم الثلاثاء الثالث من يونيو، وشملت آلاف الوثائق لعمليات عقارية تخص أفراداً عاديين وتم توقيعها بين 27 و31 مايو 2025، مما يؤكد، حسب القراصنة، حداثة الهجوم.
أجندة جيوسياسية وتحركات منظمة.. خبير يحلل دوافع 'جبروت'!
وبينما يبدو أن فصول الكشف عن هذه البيانات العقارية قد شارفت على الانتهاء، فإن هذا الحادث يفرض على جميع المؤسسات المغربية رفع درجة يقظتها وتأمين أنظمتها. وفي هذا الإطار، قدم السيد ياسر قزار، الخبير المرموق في مجال الأمن السيبراني والرئيس التنفيذي لشركة 'يوغوشا' الفرنسية الناشئة (والتي يعني اسمها 'المدافع' باليابانية)، وهي شركة متخصصة في ربط المؤسسات والشركات بقراصنة أخلاقيين بهدف اختبار صلابة أنظمتها المعلوماتية، تحليلاً معمقاً لهذا الهجوم السيبراني الذي اعتبره أبعد ما يكون عن كونه حادثاً معزولاً.
ويرى قزار، المتخصص في الأمن السيبراني والقرصنة الأخلاقية، أن هذا الهجوم يندرج في سياق استمرارية الهجوم السابق الذي استهدف أنظمة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، حيث اعتمد المهاجمون نفس الأسلوب العملياتي، كما أن توقيت الهجوم الأخير، الذي جاء غداة إعلان هام من المملكة المتحدة بخصوص قضية الصحراء، لا يترك مجالاً كبيراً للشك حول دوافعه. ويؤكد قائلاً: 'عندما نقوم بفحص دقيق لتوقيت تسرب هذه البيانات، يمكننا أن نميز بوضوح وجود أجندة سياسية أو جيوسياسية تهدف إلى إحداث بلبلة وتشويش على الاتصالات الرسمية المغربية'.
ويضيف الخبير: 'إننا نواجه مجموعة لديها على الأرجح عدة أهداف محتملة، بدرجات متفاوتة من الخطورة والأهمية. نهجهم يبدو منظماً ومدروساً، فهم يقومون بتحديد المواضيع الحساسة التي من شأنها أن تثير توترات إعلامية وتخلق جدلاً واسعاً'. ويعتبر قزار أن هذه المجموعة، التي لا يمكن وصفها إلا بأنها 'سيبرانية إجرامية'، لا تقوم بأعمال عشوائية، بل تنفذ حملة هجمات موجهة ومنسقة، لا يقف خلفها فرد معزول، بل تجمع من القراصنة объединенных (متحدين) حول هدف مشترك. وبخصوص الأسلوب المتبع في الهجوم، والمشابه لذلك الذي تم استخدامه ضد الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، يوضح الخبير: 'هذه الهجمات اعتمدت على الأرجح على استغلال أسطح هجوم خارجية، بالإضافة إلى مزيج من حسابات تسجيل دخول تم الاستيلاء عليها عبر برامج ضارة سارقة للمعلومات (infostealers)، واستغلال ثغرات أمنية في واجهات برمجة التطبيقات (APIs) أو واجهات خارجية أخرى، مما سمح لهم باستخراج البيانات'.
ما بعد الصدمة.. دروس مستفادة وتحصين جماعي ضد 'حروب الغد'!
وفي وقت تتزايد فيه الهجمات السيبرانية التي تستهدف كبريات الشركات والمؤسسات حول العالم، على الرغم من أنظمتها الأمنية المتقدمة، يصبح من الحتمي التسليم بأن الهجمات السيبرانية أمر لا مفر منه، وأن الأهم يكمن في تحسين قدرتنا على الاستجابة لها والتعامل مع تداعياتها.
ويشدد قزار على أن رد الفعل الأولي بعد وقوع أي هجوم يعتبر حاسماً، قائلاً: 'من الضروري للغاية تجنب أي تكهنات متسرعة أو إطلاق استنتاجات غير مدروسة. فعلى الرغم من احتمال تسرب البيانات، يجب أن نستند في تقييمنا وتحليلنا على عناصر ملموسة وموثوقة، تشمل التدقيقات التقنية المعمقة، والتقارير المفصلة، وتحليلات السجلات الرقمية، وفحص دقيق للملفات، ودراسات سلوكية للأنظمة، بالإضافة إلى الاعتماد على الطوابع الزمنية الدقيقة'. ويرى أن 'هذه الأدلة التقنية هي وحدها الكفيلة بالتحقق من صحة البيانات التي تم اختراقها، وإعادة بناء تسلسل الأحداث بدقة، وهو شرط لا غنى عنه لتجنب تكرار نفس الأخطاء في المستقبل'. ويعتبر أن 'هذا الفحص الدقيق بعد وقوع الحادثة يشكل ركيزة أساسية لتعزيز أمننا الجماعي. وفي المستقبل، يجب أن تصبح عمليات التدقيق هذه ممارسة منهجية ودورية، ومن الأفضل أن تتم بشكل استباقي وقائي، بدلاً من أن تكون مجرد رد فعل متأخر على هجوم قد وقع بالفعل'.
نحو 'مناعة سيبرانية' شاملة.. استراتيجية بثلاثة أبعاد!
ومن أجل بناء 'مناعة سيبرانية' قوية ضد حملات القرصنة هذه، يرى ياسر قزار أن التحدي الحقيقي الراهن يكمن في التفعيل الكامل لمقتضيات الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2030. ويقترح ثلاثة ركائز أساسية يجب أن تهيكل المقاربة التي تتبناها المنظمات والمؤسسات المغربية في هذا المجال.
تتجاوز الركيزة الأولى مجرد التوعية السطحية، لتشمل نقلاً حقيقياً للمهارات والخبرات إلى جميع الأطراف المعنية، من متعاونين وفرق تقنية ومسؤولين تنفيذيين وشركاء. ويجب أن يتضمن هذا التدريب المكثف تعلم كيفية الاستجابة الفعالة لهذا النوع من الهجمات، وآليات كشفها المبكر، وطرق إبطاء انتشارها، بالإضافة إلى بروتوكولات التواصل الواضحة والشفافة بشأنها.
أما المحور الثاني، فيتطلب تكثيفاً للاختبارات الواقعية والمحاكاة للتهديدات الحقيقية، من خلال اختبارات الاختراق (pentests)، وبرامج مكافآت اكتشاف الثغرات (bug bounty)، وتشكيل فرق هجوم محاكية (red teaming)، بدلاً من الاكتفاء بتمارين الامتثال الشكلية. فبناء المرونة السيبرانية يتطلب إعادة تصميم شاملة للعمليات، بحيث تصبح خطط استعادة النشاط، وإدارة النسخ الاحتياطية للبيانات، وضمان استمرارية العمليات، قادرة على الصمود أمام أسوأ سيناريوهات الهجوم المحتملة. وذلك دون إغفال ضرورة سد الثغرات الأمنية التي تكشف عنها الأدوات الآلية أو ملاحظات تحديثات الأنظمة المعلوماتية بشكل فوري.
وتعتمد الركيزة الأساسية الثالثة والأخيرة لتحقيق أمن سيبراني قوي على تعزيز الحكامة الرشيدة وتحسين آليات التواصل. ففيما يتعلق بالحكامة، تقع مسؤولية حاسمة على عاتق القيادات العليا. فإذا كان مسؤول أمن نظم المعلومات (RSSI) هو من يقف في الخط الأمامي للمساءلة، فإنه يجب على الرؤساء التنفيذيين والمديرين العامين أن يتحملوا مسؤولياتهم بشكل كامل وأن ينخرطوا بفعالية في هذا الجهد.
ويوضح السيد قزار، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة 'يوغوشا': 'طالما لم يدرك قادة المؤسسات والشركات بشكل كامل أن الأمن السيبراني يمثل ميزة تنافسية حقيقية وليس مجرد بند تكلفة إضافي، فإن جهود الفرق التشغيلية ستظل محدودة الأثر. فمن العبث أن ننتظر من الفرق الميدانية أن تحقق معجزات إذا لم يكن النهج الاستراتيجي للأمن السيبراني نابعاً من القمة. يجب أن يبدأ الأمن من الإدارة العليا، التي يتوجب عليها أن تكون قدوة وأن تلتزم شخصياً بهذا التوجه. ويجب بعد ذلك أن تتغلغل هذه الرؤية تدريجياً في جميع مستويات المنظمة لتصبح جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتها ومنهج عملها وثقافتها المؤسسية'.
وأخيراً، يمثل التواصل الفعال والشفاف مفتاحاً أساسياً لتبديد التكهنات وحالات الذعر التي قد تنشأ في أعقاب الهجمات. ويتابع الخبير: 'بالإضافة إلى المساءلة وتحديد المسؤوليات، من الضروري للغاية إزالة الغموض الذي يكتنف مفهوم الثغرات الأمنية. نعم، يمكن أن تحدث ثغرات، ولا توجد منظومة محصنة تماماً. المهم هو التواصل بشكل مستمر وشفاف عند حدوث ذلك. يجب وضع جدول زمني واضح لعمليات التواصل، يوفر رؤية مستمرة حول سير التحقيقات الجارية ومدى فهم الوضع الراهن'.
واختتم ياسر قزار قائلاً: 'الهدف ليس التقليل من حجم المشكلة، ولا الوقوع في فخ الإثارة الإعلامية. هذه الشفافية المطلوبة تساهم بفعالية في الجهد الجماعي للتخفيف من حالة الذعر العام. ففي الواقع، خلال أوقات الأزمات، يكون أصعب ما في الأمر هو أن تجد نفسك بدون تفسير واضح لما يحدث. التفسيرات والمعلومات تسمح بالتعلم والتحسن وتدارك الأخطاء. أما غياب المعلومات، في المقابل، فإنه يترك المجال واسعاً أمام التكهنات والشائعات، والتكهنات، التي تولد الذعر، هي دائماً مستشار سيئ لا يقود إلا إلى المزيد من المشاكل'.
إقرأ ايضاً
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أريفينو.نت
منذ 21 ساعات
- أريفينو.نت
'شبكة مصالح خفية' تطارد وزيرا مغربيا جديدا؟
أريفينو.نت/خاص في تصعيد رقابي لافت، وجهت النائبة البرلمانية نادية التهامي، عن حزب التقدم والاشتراكية المعارض، سؤالاً كتابياً حارقاً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، مستنكرة ما وصفته بالإلغاء 'المفاجئ وغير المبرر' للعديد من العقود العمومية السارية، والتي تتعلق بخدمات حيوية كالنظافة وتقديم الطعام والأمن داخل مؤسسات استشفائية عمومية. وحذرت التهامي من أن هذه الممارسات، التي يشتبه في أن أمين تهراوي يقف خلفها لخدمة أجندات غير معلنة، تتعارض بشكل صارخ مع مبادئ الحكامة الرشيدة وقدسية الالتزامات التعاقدية، ملمحة إلى وجود 'مصالح غامضة' تستفيد من هذا الوضع. عقود سارية تُرمى في سلة المهملات.. وشركات تستغيث! أكدت النائبة البرلمانية، في نص سؤالها، أن 'المصالح المركزية واللاممركزة التابعة للوزارة تعكف حالياً، وبشكل يثير الاستغراب، على إلغاء صفقات سارية المفعول مبرمة مع شركات خاصة، ترتبط بشكل أساسي بخدمات حيوية كالفندقة الاستشفائية، وتوفير وجبات الطعام للمرضى، وعمليات التنظيف والتعقيم'. وأوضحت أن هذا القرار المثير للجدل يشمل على وجه الخصوص 'المراكز الاستشفائية الجامعية وغيرها من المراكز الاستشفائية الإقليمية الخاضعة لوصاية وزارة الصحة'. وشددت التهامي على أن 'بعض هذه الصفقات تم إسنادها وفق إجراءات شفافة ومعلنة للعموم، ونُفذت في الآجال المحددة وبالمواصفات المتفق عليها، مع قيام الشركات المتعاقدة باستثمارات مالية ولوجستية ضخمة'. وأشارت بشكل خاص إلى عقود تم تفعيلها 'على مدى ثلاث سنوات، تضمنت التزامات مالية كبيرة وتعبئة موارد بشرية ومادية هائلة'. وأعربت عن أسفها قائلة: 'هذه الشركات، التي تحملت مسؤولياتها كاملة، والتزمت ببنود تعاقداتها، وقدمت خدمات مطابقة للشروط، تجد نفسها اليوم مُبعدة بشكل تعسفي ومفاجئ، دون أي تفسير قانوني أو منطقي، ودون أن يُتاح لها أي سبيل للانتصاف أو الطعن'. دفاتر تحملات 'مفصلة على المقاس'.. هل هي بوابة للتمييز والإقصاء؟ ولم تتوقف تحذيرات النائبة عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل شروط المناقصات الجديدة التي يُفترض أن تعوض الصفقات الملغاة. ورصدت التهامي في هذه الشروط ما وصفته بمعايير 'تمييزية وتقنية وانتقائية مصممة بشكل واضح لإقصاء الشركات الوطنية الصغيرة والمتوسطة بشكل ممنهج'. وكتبت في سؤالها: 'لقد رصدنا أن بعض دفاتر التحملات الجديدة – وتحديداً دفاتر الشروط الخاصة (CPS) – تتضمن بنوداً وشروطاً صيغت بطريقة غريبة ومريبة، توحي بأنها فُصلت على مقاس عدد ضئيل ومحدد جداً من الفاعلين الاقتصاديين'. وأوضحت أن العديد من طلبات العروض الجديدة تشترط 'تقديم ما لا يقل عن ثلاث شهادات حسن تنفيذ لصفقات مشابهة، تتجاوز قيمة كل واحدة منها 150 مليون درهم'، وهو ما اعتبرته 'حاجزاً مصطنعاً يضرب في الصميم مبدأ المنافسة الشريفة والنزيهة'. واتهمت البرلمانية بوجود 'محاولة متعمدة لغلق الباب أمام المنافسة الحقيقية في مجال الصفقات العمومية، وذلك في قطاع حيوي وحساس بشكل خاص كقطاع الصحة'. إقرأ ايضاً خيوط 'شبكة مصالح' تتكشف.. والوزير في قفص الاتهام! وفي ختام سؤالها، تساءلت نائبة حزب التقدم والاشتراكية عن المقاصد الحقيقية الكامنة وراء هذه الإجراءات، قائلة: 'إن ما يثير جزعنا ليس فقط قرار الإلغاء في حد ذاته، بل غياب أي إطار موضوعي وشفاف يبرره، وغموض الإجراءات الجديدة، وبالأخص الخشية من أن تكون هناك شبكة مصالح تستغل هذه الإلغاءات التعسفية لتحقيق مآرب خاصة'. ووجهت خطابها مباشرة إلى الوزير قائلة: 'إن الرأي العام الوطني من حقه الكامل أن يعرف من هم المستفيدون الفعليون من عمليات الفسخ هذه، وما هي المعايير التي اعتمدتموها لاستبعاد بعض مقدمي الخدمات لصالح آخرين، ولماذا تم تجاهل توصيات مصالح المراقبة والتفتيش الداخلية؟'. وطالبت التهامي بتقديم إيضاحات مفصلة ودقيقة حول دوافع مصالح الوزارة، التي تشتبه في أنها 'فتحت الباب على مصراعيه أمام ممارسات تشوبها المحسوبية والمحاباة، وربما تضارب المصالح، بما يتنافى كلياً مع مبادئ الإنصاف والشفافية والحكامة الجيدة في تدبير المال العام'. واختتمت رسالتها بتوجيه نداء إلى الوزير لتحمل مسؤوليته كاملة: 'إننا نطالبكم، سيدي الوزير، بإعادة النظر الفوري في هذه القرارات المتسرعة، وإنصاف الشركات المتضررة وإعادة حقوقها، وإدخال التصويبات اللازمة حتى تكون عملية إبرام الصفقات في قطاع الصحة متماشية مع المصلحة العامة العليا للمواطنين، وليس خدمة لأجندات أو منطق خاص'.


أريفينو.نت
منذ 21 ساعات
- أريفينو.نت
أقمار اسرائيلية غريبة في المغرب؟
أريفينو.نت/خاص أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم الأربعاء الرابع من يونيو، أن صادراتها العسكرية قد بلغت مستوى قياسياً وغير مسبوق وصل إلى 14.8 مليار دولار أمريكي (ما يعادل حوالي 13.6 مليار يورو) خلال عام 2024. ويأتي هذا الرقم الضخم على الرغم من استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وما صاحبها من انتقادات دولية واسعة، خاصة من العواصم الأوروبية، بشأن التكلفة البشرية الباهظة للعمليات العسكرية التي تقودها الحكومة الإسرائيلية الحالية. المغرب في قلب 'صفقات أبراهام'.. من المدفعية إلى أقمار التجسس! ويُعد المغرب واحداً من أبرز الزبائن العرب للمعدات العسكرية الإسرائيلية، وذلك في إطار العلاقات التي استأنفها البلدان في عام 2020. وتشير التقارير إلى أن المملكة قد طلبت مؤخراً نظام المدفعية المتطور 'ATMOS' من شركة 'إلبيت سيستمز' الإسرائيلية، في صفقة تتراوح قيمتها ما بين 150 و200 مليون يورو. وكان المغرب قد حصل في وقت سابق على نظام راجمات الصواريخ 'PULS'. ووفقاً لمعلومات متطابقة من مصادر متنوعة، يُعتقد أن المغرب قد حصل أيضاً على نظام الدفاع الجوي 'Barak MX' الذي تنتجه شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، بالإضافة إلى قمر صناعي متقدم للاستطلاع العسكري. وتُظهر الأرقام أن الصادرات العسكرية الإسرائيلية الموجهة إلى الدول الموقعة على 'اتفاقيات أبراهام' – والتي تشمل بالإضافة إلى المغرب، كلاً من الإمارات العربية المتحدة والبحرين – قد شكلت نسبة 12% من إجمالي الصادرات في عام 2024، مقارنة بنسبة لم تتجاوز 3% في العام الذي سبقه. وتجدر الإشارة إلى أن معظم هذه العقود يتم إبرامها مباشرة بين الحكومات، مما يتيح تسريع وتيرة تنفيذها عبر تجاوز الإجراءات البيروقراطية التقليدية. أوروبا 'الزبون الأول'.. وآسيا تتراجع أمام 'السلاح الإسرائيلي'! وقد شهد توزيع الصادرات العسكرية الإسرائيلية تحولاً لافتاً، حيث استوعبت القارة الأوروبية ما نسبته 54% من إجمالي المبيعات، متقدمة بذلك على منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تراجعت حصتها إلى 27%، مسجلة انخفاضاً ملحوظاً. ويكرس هذا التوزيع الجديد انقلاباً غير مسبوق في الاتجاهات الإقليمية التقليدية، حيث أصبحت أوروبا، ولأول مرة، السوق الرئيسية لمصنعي الأسلحة الإسرائيليين. وشكلت أنظمة الدفاع الجوي المتطورة ما يقارب نصف قيمة الصادرات الإسرائيلية، وفي مقدمتها العقد التاريخي الموقع مع ألمانيا بقيمة 3.8 مليار دولار لتزويدها بنظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية 'Arrow 3″، وهو أضخم اتفاق دفاعي تبرمه إسرائيل في تاريخها. كما شهد نظاما 'Barak MX' و'مقلاع داوود' (Fronde de David)، الذي طورته شركة 'رافائيل' الإسرائيلية، طلباً قوياً ومتزايداً، سواء في الأسواق الأوروبية أو الآسيوية. سرعة التسليم.. ورقة إسرائيل الرابحة في سوق السلاح العالمي! وفي تعليق له، صرح السيد يائير كولاس، مدير مديرية التعاون الدولي في مجال الدفاع (SIBAT) بوزارة الدفاع الإسرائيلية، قائلاً: 'إن الشركات الأجنبية المنافسة تستغرق ما يصل إلى سبع سنوات لتسليم طلبياتها. أما نحن، فنقوم بذلك في غضون عامين أو ثلاثة أعوام فقط، مع مواصلتنا في الوقت ذاته دعم الاحتياجات العملياتية الملحة لجيش الدفاع الإسرائيلي'. حرب غزة تلقي بظلالها.. انتقادات وإلغاء عقود! ومع ذلك، فإن إدارة إسرائيل للحرب المستمرة في قطاع غزة، والتي تدخل الآن شهرها العشرين، قد أثارت استياءً واسعاً في العديد من العواصم الأوروبية. وأدت الأعداد الكبيرة للضحايا المدنيين وحجم الدمار الهائل إلى تداعيات دبلوماسية وتجارية سلبية، حيث تم استبعاد بعض الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معارض دفاعية متخصصة في أوروبا، كما قامت بعض الحكومات بتعليق أو إلغاء مشترياتها من الأسلحة الإسرائيلية. وفي هذا السياق، قامت وزارة الدفاع الإسبانية مؤخراً بوقف عقد بقيمة 300 مليون دولار مع شركة 'رافائيل' يتعلق بصواريخ مضادة للدبابات، وذلك بعد أن كانت قد ألغت في وقت سابق صفقة ذخائر بقيمة 6.6 مليون دولار مع شركة 'إلبيت سيستمز'. صفقات 'دولة لدولة' تقفز.. ونمو متواصل رغم التحديات! وعلى الرغم من هذه التحديات، فقد شهدت حصة العقود العسكرية المبرمة مباشرة بين الحكومات (Government-to-Government) قفزة كبيرة، حيث مثلت 54% من إجمالي الاتفاقيات الموقعة في عام 2024، مقارنة بـ 35% فقط في العام الذي سبقه. ويعكس هذا التوجه تفضيل العديد من الدول لهذا المسار المباشر في فترات التوتر، نظراً لأنه يسمح بتسريع وتيرة تسليم المعدات والأنظمة الدفاعية. وبذلك، تسجل إسرائيل نمواً مستمراً في صادراتها من الأسلحة للعام الرابع على التوالي، حيث تضاعفت قيمة هذه الصادرات خلال السنوات الخمس الماضية. ومع ذلك، يرى السيد كولاس أن آثار حملات الاحتجاج الدولية ضد الحرب في غزة، بالإضافة إلى التهديدات المتزايدة التي تواجه سلاسل التوريد العالمية – خاصة في منطقة البحر الأحمر حيث يستهدف الحوثيون حركة الملاحة البحرية – تجعل من الصعب تقديم أي توقعات دقيقة ومؤكدة بشأن أداء قطاع الصادرات العسكرية الإسرائيلية لعام 2025. إقرأ ايضاً


أريفينو.نت
منذ 21 ساعات
- أريفينو.نت
الكشف عن 'حصان طروادة' الذي فتح أبواب 'قلعة الأسرار' المغربية للقراصنة؟
أريفينو.نت/خاص في تطور جديد لقضية الاختراق الإلكتروني المزعوم الذي استهدف الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية (ANCFCC)، والذي أعلنت عنه مجموعة الهاكرز التي تطلق على نفسها اسم 'جبروت' يوم الاثنين الماضي الموافق للثاني من يونيو، بدأت الأنظار تتجه نحو نظام 'توثيق' الخاص بالموثقين، وسط تساؤلات حول مدى مسؤوليته في تسهيل عملية التسريب المزعومة. وثائق 'حساسة' في العراء.. و'توثيق' تحت المجهر! وكانت مجموعة 'جبروت' قد نشرت عبر قناتها على تطبيق 'تلغرام' عينات من وثائق موثقة، زعمت أنها جزء من البيانات التي تم الاستيلاء عليها، وتتعلق هذه الوثائق بعقود بيع وشراء عقارات يُقال إن أطرافاً فيها هم مسؤولون كبار في الدولة. وفي أعقاب هذا الإعلان المثير، سارعت العديد من التحليلات والمقالات الصحفية إلى الإشارة بأصابع الاتهام إلى احتمال وجود ثغرة أمنية في المنصة الرقمية 'توثيق'، التي يستخدمها الموثقون في معاملاتهم اليومية، معتبرين أنها قد تكون هي المصدر الذي تم من خلاله تسريب هذه البيانات الحساسة. إقرأ ايضاً الموثقون في موقف حرج.. والبحث عن 'الحقيقة' يتواصل! هذه التطورات تضع هيئة الموثقين ونظامهم المعلوماتي في موقف حرج، خاصة وأن الاتهامات تمس بسمعة قطاع حيوي يعتمد على الثقة والسرية. ورغم عدم صدور أي تأكيد رسمي حتى الآن حول حقيقة هذا الاختراق أو مصدره الدقيق، فإن الأيام القادمة قد تحمل المزيد من التفاصيل حول هذه القضية الشائكة، وما إذا كانت التحقيقات الجارية ستؤكد أو تنفي مسؤولية نظام 'توثيق' عن هذا التسريب المثير للجدل.