
زيادة 44% فى بناء مراكز البيانات.. «مايكروسوفت» تكشف خطتها الإستراتيجية للاستثمار فى الـ «AI»
تخطط شركة مايكروسوفت الأمريكية لتعزيز تواجدها في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، عبر تخصيصها استثمارات تقدر بـ 80 مليار دولار لعام 2025، مع تخصيص أكثر من نصف هذه الأموال لمنشآت أمريكية، بنسبة زيادة 44% مقارنة بعام 2024، المفترض أن تزيد من القدرة على تدريب الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الحوسبة السحابية. يدعم هذا التوسع شراكة مايكروسوفت مع 'OpenAI'، ويعكس سعيها نحو الهيمنة الأمريكية على الذكاء الاصطناعي في ظل المنافسة الدولية، لا سيما مع الصين.
ووصل مسار مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي إلى نقطة تحول حاسمة وحقبة تحولية، حيث يقود الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا الشركة إلى مرحلة جديدة كليا، إذ تضع الشركة العملاقة نفسها في طليعة تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث التزمت بحوالي 80 مليار دولار في السنة المالية 2025 لبناء مراكز بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لنماذج التدريب ونشر حلول الذكاء الاصطناعي.
بالاطلاع على بيان رؤيتها الإستراتيجية الصادر في يناير 2025، حددت 'مايكروسوفت' نهجًا ثلاثي الأبعاد لتعزيز الريادة التكنولوجية الأمريكية. تركز هذه الإستراتيجية أولًا على تطوير تكنولوجيا وبنية تحتية أمريكية رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي والاستثمار فيها، و تنظر الشركة إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره 'كهرباء عصرنا'، مستشهدةً بكيفية إحداث الابتكار الكهربائي ثورةً في الاقتصاد قبل قرن من الزمان.
كما صرحت 'مايكروسوفت' في وثيقة رؤيتها السياسية: 'لم تُتح للولايات المتحدة، منذ اختراع الكهرباء، الفرصة التي تُتاح لها اليوم لتسخير التكنولوجيا الجديدة لإنعاش اقتصادها'.
ويأتيي البيان الأخير للشركة تماشيا مع سياسات الذكاء الاصطناعي الأساسية التي وُضعت خلال الولاية الأولى للرئيس السابق ترامب، وخاصةً الأمر التنفيذي لعام 2019 الذي صُمم لتعزيز مكانة أمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويأتي التزام 'مايكروسوفت' المالي الكبير في ظل تزايد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُمثل شراكتها مع 'OpenAI' حجر الزاوية في إستراتيجيتها. وقد أثمر هذا التعاون عن منتجات مُوجهة للمستهلكين مثل Copilot، التي أصبحت مُدمجة بشكل متزايد في منظومة منتجات مايكروسوفت.
ووفقًا لتقارير من 'Windows Central'، تأخذ 'مايكروسوفت' خطوات متأنية ومدروسة قبل الشروع في أي مشروع جديد خاصة بعد أن أصيبت بخيبة أمل نتيجةً لمنتجات سابقة لم تحظ بالنجاح أو القبول ولم تأخذ أي جماهيرية مثل Clippy، المساعد الافتراضي الذي قدمته 'مايكروسوفت' في أواخر التسعينيات، والذي تعرض لانتقادات لاذعة.
يعكس هذا الحذر المؤسسي تحديات نشر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع مع الحفاظ على الموثوقية. وقد شهدت الشركة العديد من الحوادث البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، والتي أثرت على ما يبدو على قدرتها الحالية على تحمل المخاطر.
وتمتد إستراتيجية مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من المنتجات المستقلة، لتكون أنظمة الـ 'AI' مدمجة عبر منظومتها البيئية بأكملها. توسّعت تقنية 'Copilot' الخاصة بالشركة لتشمل تطبيقات تشمل 'Microsoft 365 وWindows' وأدوات المؤسسات. ويهدف هذا النهج الشامل للتكامل إلى توفير تجربة ذكاء اصطناعي سلسة بغض النظر عن منتج مايكروسوفت الذي يستخدمه العميل.
وجدير بالذكر أن 'مايكروسوفت' تركز على التعليم وتطوير القوى العاملة كجزء من رؤيتها للذكاء الاصطناعي. وتأتي الركيزة الثانية من إستراتيجيتها الثلاثية على 'برامج صقل المهارات التي ستمكّن من اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع وتعزيز فرص العمل في جميع أنحاء الاقتصاد'.
فيما يشمل العنصر الثالث من إستراتيجية مايكروسوفت تصدير الذكاء الاصطناعي الأمريكي إلى الحلفاء والشركاء، وهو ما تعتقد الشركة أنه سيعزز الاقتصاد المحلي مع ضمان استفادة الدول الأخرى من تطورات الذكاء الاصطناعي. ويضع هذا التركيز الدولي جهود مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن سياق جيوسياسي أوسع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة المال
منذ 2 ساعات
- جريدة المال
«كوالكوم» للابتكار تعلن عن الشركات الناشئة المدرجة بقائمة «اصنع في أفريقيا 2025»
أعلنت شركة Qualcomm Incorporated اليوم عن الشركات الناشئة المتأهلة ضمن القائمة المختصرة لبرنامج كوالكوم 'اصنع في أفريقيا 2025'. تدعم منصة كوالكوم للابتكار في أفريقيا، التي تدخل عامها الثالث، تطوير منظومة التكنولوجيا المتقدمة في أفريقيا من خلال توفير برامج الإرشاد والتدريب التقني والتجاري والملكية الفكرية مع التركيز على تقنيات الجيل الخامس (5G)، والذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي على الحافة (Edge-AI/ML)، والحوسبة، وإنترنت الأشياء (IoT). في هذا العام، تلقت كوالكوم ردودًا واسعة النطاق، حيث بلغ عدد المتقدمين حوالي 435 شركة ناشئة من 19 دولة.. تعتبر مبادرة كوالكوم 'اصنع في أفريقيا'، وهي الأولى من نوعها في أفريقيا، برنامج إرشاد خالٍ من حقوق الملكية يهدف إلى تحديد الشركات الناشئة الواعدة في المراحل المبكرة والمتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة والتي تتطلع إلى استخدام تقنيات الاتصال والمعالجة المتطورة مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي على الأجهزة والحوسبة وإنترنت الأشياء في حلول أنظمة مبتكرة ومتكاملة. أظهرت هذه الشركات الناشئة إمكانات استثنائية في تطبيق تقنيات الاتصال والمعالجة المتقدمة على حلول أنظمة مبتكرة ومتكاملة. ستحصل الشركات الناشئة المختارة على منصات أجهزة مجانية، وإرشادات، وتدريب في مجال الأعمال، وإمكانية الاستفادة من استشارات هندسية لتطوير المنتجات، وتوجيهات حول حماية الملكية الفكرية. تتكون مجموعة عام 2025 من الشركات الناشئة التالية (مرتبة أبجديًا):• Aframend، نيجيريا: اكتشاف الأدوية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي باستخدام المواد الكيميائية النباتية الأفريقية• AmalXR، تونس: تأهيل باستخدام الواقع الافتراضي المعزز بالذكاء الاصطناعي مع تقييم سريري ومحاكاة لمراحل التحسن• Archeos، بنين: تشغيل آلي لمزارع الأسماك بالطاقة الشمسية/إنترنت الأشياء لضمان جودة مياه وتغذية أمثل• ClimatrixAI، نيجيريا: استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمخاطر الفيضانات ورصدها على نطاق جغرافي محلي دقيق• Ecobees، تونس: استخدام الذكاء الاصطناعي في تربية النحل لمتابعة صحة الخلية ومستويات الرطوبة والظروف الجوية• Edulytics، السنغال: الكشف عن تليف الكبد عبر تطبيق هاتفي يعتمد على الذكاء الاصطناعي باستخدام صور الموجات فوق الصوتية• Farmer Lifeline، كينيا: استخدام روبوتات تعمل بالطاقة الشمسية ومزودة بالذكاء الاصطناعي للكشف عن آفات وأمراض المحاصيل• Pixii Motors، تونس: سكوتر كهربائي يستخدم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتحسين البطارية وتوفير محطات لتبديلها• Pollen Patrollers، كينيا: تلقيح دقيق وصحي قائم على الذكاء الاصطناعي/إنترنت الأشياء لمكافحة انهيار خلايا النحل• Solar Freeze، كينيا: وحدات تخزين مبردة تعمل بالطاقة الشمسية ومجهزة بإنترنت الأشياء لتقليل تلف المحاصيل بعد الحصاد يسر كوالكوم أن تعلن بكل فخر أنه في ختام برنامج الإرشاد، ستكون الشركات الناشئة مؤهلة للاستفادة من صندوق Social Impact Fund، وذلك من خلال مبادرة Qualcomm® Wireless Reach™. يهدف هذا الصندوق إلى دعم الشركات الناشئة في توسيع نطاق تأثيرها المجتمعي والتجاري. ستستفيد شركة ناشئة واحدة من الصندوق لمساهمتها المبتكرة في استخدام التكنولوجيا اللاسلكية لتلبية متطلبات المجتمع، في حين ستحصل الشركات التسع الأخرى على منح مالية لدعم نموها المستمر وتطورها جرى إعداد هذا البرنامج بالتعاون مع Adams and Adams، وهي شركة محاماة أفريقية رائدة في مجال الملكية الفكرية. شمل التحديث الأخير للمحتوى التعليمي إجراءات التسجيل المنفصلة لبراءات الاختراع والتصميمات الصناعية والعلامات التجارية في دول كينيا ونيجيريا وأوغندا وغانا ورواندا، وكذلك الإجراءات الخاصة بمنظمتي براءات الاختراع الأفريقيتين، ARIPO وOAPI، اللتين تغطيان 43 دولة أفريقية. تساعد هذه الشروحات المفصلة لمتطلبات التسجيل في كل دولة المخترعين على التواصل بكفاءة مع خبراء الملكية الفكرية مثل محامي براءات الاختراع ومكاتب الملكية الفكرية المعنية. بلغ عدد الطلاب الأفارقة المسجلين في الدورة التدريبية حتى الآن أكثر من 135 طالبًا، وقد شرع بالفعل العديد من خريجي برنامج QMIA السابقين في عملية الحصول على براءات اختراع لاختراعاتهم. قال وسيم شوربجي، النائب الأول للرئيس ورئيس كوالكوم في الشرق الأوسط وأفريقيا والنائب الأول للرئيس للشؤون الحكومية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: 'تعتبر مجموعة هذا العام من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة شهادة على البيئة الابتكارية المتنامية في أفريقيا. وأضاف قائلًا 'باستخدام تقنيات كوالكوم في الاتصالات الخلوية وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي على الحافة، فإن هذه الشركات الناشئة على وشك أن تحدث تحولًا جذريًا في قطاعات الزراعة والاستدامة وتغير المناخ والنقل والرعاية الصحية. إنه لمن دواعي سرورنا أن ندعم خطاهم نحو تطوير حلول رائدة لمستقبل أفضل.' وصرح جون أومو، الأمين العام للاتحاد الأفريقي للاتصالات (ATU)، قائلًا 'إن الاتحاد الأفريقي للاتصالات يفخر بشراكته مع كوالكوم في برنامج 'اصنع في أفريقيا 2025'. وأضاف قائلًا 'الابتكار هو أساس مستقبل أفريقيا، ومن الجلي أن الشركات الناشئة العشر في مجموعة هذا العام تمثل قوة هذا الابتكار. وتابع: في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأفريقي للاتصالات إلى تنسيق سياسات الطيف والمعايير الإقليمية وممارسات البيانات المفتوحة لتسهيل انتقال التقنيات الحديثة بسرعة من المختبر إلى السوق، فإننا نؤمن بأن تحقيق تقدم حقيقي يستلزم تضافر جهود واسعة. لذلك، ندعو الحكومات والأوساط الأكاديمية والمستثمرين والصناعة إلى دعم هذه المشاريع، وكل مبادرة تضع الإبداع الأفريقي في المقام الأول.'


مصراوي
منذ 3 ساعات
- مصراوي
لماذا يستمر البعض في استخدام أجهزة كمبيوتر قديمة الطراز؟
قد تستمر في الضغط على هذه المفاتيح، CTRL+ALT+DEL، للأبد. فمع تقدم التكنولوجيا، يقع البعض في فخ الاستمرار في استخدام برمجيات وأجهزة كمبيوتر عفا عليها الزمن. إليكم نظرة على عالم أجهزة ويندوز القديمة والغريبة. في وقت سابق من هذا العام، كنتُ في طريقي لإجراء فحص طبي في عيادة في مدينة نيويورك. وبينما كنت أصعد إلى الطابق الرابع عشر، لفتت انتباهي شاشة مدمجة في جانب المصعد. كانت تلك لمحةً من تاريخ الحوسبة. هناك، في مستشفىً فاخرٍ مليءٍ بأحدث الأجهزة، ظهرت رسالة خطأ من نظام تشغيلٍ صدر قبل ربع قرنٍ تقريبًا. كان المصعد يعمل بنظام ويندوز إكس بي. يصادف هذا العام الذكرى الـ50 لتأسيس مايكروسوفت. قد لا تتمتع الشركة بالمكانة الثقافية التي كانت تتمتع بها عند تركيب مصعد المستشفى، ولكن بعد عقدين من محاولة اللحاق بالركب، عادت مايكروسوفت إلى الصدارة. كان عملاق التكنولوجيا أول أو ثاني أكثر الشركات قيمة على وجه الأرض لما يقرب من 5 سنوات. واليوم، تراهن مايكروسوفت على الذكاء الاصطناعي لنقلها إلى الجيل التالي من الحوسبة. ومع ضخها عشرات المليارات من الدولارات في أحدث التقنيات، يرى البعض أن أحد أهم مكونات تركة مايكروسوفت التي ربما تبقى للأبد - قد يكون الآثار التي خلفتها في المجتمع منذ زمن بعيد. منذ إطلاقها عام 1975، تغلغلت مايكروسوفت في البنية التحتية الرقمية بشكل كامل لدرجة أن جزءاً كبيراً من عالمنا لا يزال يعتمد على برامج وأجهزة كمبيوتر ويندوز قديمة، بل عفا عليها الزمن أحياناً، تعمل ببطء، وتراكم عليها الغبار بعد فترة طويلة من تشغيلها. وبالنسبة لمن يستخدمون هذه الأجهزة، تُعد أشباح ماضي ويندوز سمة دائمة الحضور في حياتهم اليومية. وقال الأستاذ المشارك في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة لي فينسيل، الذي يدرس صيانة وإصلاح التقنيات القديمة: "بطريقةٍ ما، يُعد ويندوز البنية التحتية المثالية. ويمكن القول إن هذا هو سبب ثراء بيل غيتس". وأضاف: "نظم التشغيل التي يطورونها موجودة في كل شيء حولنا، ووجود كل هذه النماذج القديمة بين أيدينا هو سر نجاح الشركة بشكل عام. هذا هو سر تميز مايكروسوفت. لطالما كان ويندوز هو الوسيلة الوحيدة لإنجاز الأعمال". يقول إلفيس مونتيرو، وهو فنيّ صرّاف آلي ميداني يعمل في نيوآرك، في ولاية نيو جيرسي الأمريكية: "لا تزال العديد من أجهزة الصرّاف الآلي تعمل بأنظمة ويندوز القديمة، بما في ذلك ويندوز إكس بي وحتى ويندوز إن تي"، الذي أُطلق عام 1993. ويضيف مونتيرو: "يكمن التحدي في تحديث هذه الأجهزة في التكاليف الباهظة المرتبطة بتوافق الأجهزة، والامتثال للوائح التنظيمية، والحاجة إلى إعادة برمجة برامج الصرّاف الآلي الخاصة". أنهت مايكروسوفت الدعم الرسمي لنظام ويندوز إكس بي في 2014، لكن مونتيرو يقول إن العديد من أجهزة الصرّاف الآلي لا تزال تعتمد على هذه الأنظمة البدائية بفضل موثوقيتها واستقرارها وتكاملها مع البنية التحتية المصرفية. وهناك الكثير من التطبيقات المدهشة لمنتجات مايكروسوفت القديمة والتي تختبئ بين العناصر المكونة لحياتنا اليومية. ففي عام 2024، كان نظام التشغيل ويندوز وراء جدل واسع النطاق على الإنترنت في ألمانيا. بدأ ذلك بالإعلان عن وظيفة شاغرة لشركة السكك الحديد الألمانية (دويتشه بان). كان المنصب الشاغر هو مسؤول أنظمة تكنولوجيا المعلومات، مسؤول عن صيانة نظام عرض كابينة السائق في القطارات فائقة السرعة والقطارات الإقليمية. وكانت المشكلة في المؤهلات اللازمة لشغل هذه الوظيفة. كان من المتوقع أن يتمتع المتقدمون بخبرة في نظامي التشغيل ويندوز 3.11 ومايكروسوفت دوس، وهما نظامان صدرا قبل 32 و44 عاماً على الترتيب. وفي بعض مناطق ألمانيا، تعتمد وسائل النقل على نظم تشغيل تفوق في عمرها أعمار الكثير من الركاب. وقال متحدث باسم شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) إن هذا أمر متوقع، مضيفًا "قطاراتنا تتمتع بعمر خدمة طويل، وتصل مدة خدمتها إلى 30 سنة أو أكثر". "دويتشه بان تُحدّث قطاراتها بانتظام، لكن نظُم التشغيل التي تُلبي معايير السلامة وتُثبت كفاءتها يستمر تشغيلها"، بحسب المتحدث الذي أكد أن "نظام ويندوز 3.11 يستخدم حصرياً في عدد قليل من القطارات لتشغيل شاشات العرض فقط". ولا يقتصر الأمر على النقل العام الألماني فحسب. فعلى سبيل المثال، لا تبدأ قطارات مترو سان فرانسيسكو الخفيف (موني مترو) في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة - عملها صباحاً إلا بعد إدخال قرص مرن في جهاز الكمبيوتر الذي يُحمّل برنامج "DOS" على نظام التحكم الآلي في القطارات (ATCS) الخاص بالسكك الحديدية. وفي العام الماضي، أعلنت هيئة النقل المحلي في سان فرانسيسكو (SFMTA) عن خططها لإيقاف هذا النظام خلال العقد المقبل، لكن الأقراص المرنة لا تزال تعمل حتى اليوم. (لم تستجب هيئة النقل المحلي في سان فرانسيسكو لطلب التعليق). في غرفة شديدة الإضاءة في سان دييغو في كاليفورنيا الأمريكية، هناك اثنتان من أكبر الطابعات التي يمكن أن تراها في حياتك، وكل منهما متصلة بخوادم تعمل بنظام ويندوز 2000، وهو نظام تشغيل سُمّيَ نسبةً إلى عام إصداره. وقال جون واتس، الذي يتولى الطباعة عالية الجودة ومعالجة الصور لمصوري الفنون الجميلة: "نسميهما مرساة القارب". الطابعتان من نوع "LightJets"، وهي آلات عملاقة تستخدم الضوء، بدلاً من الحبر في الطباعة على ورق فوتوغرافي بأحجام كبيرة، مضيفاً أن النتيجة تكون صورة بجودة لا مثيل لها. وبعد توقف إنتاجها منذ فترة طويلة، تعتمد طابعات LightJet القليلة المتبقية على أنظمة تشغيل ويندوز التي كانت متوفرة عند بيع هذه الطابعات. وقال واتس: "قبل فترة، بحثنا أمر ترقية أحد أجهزة الكمبيوتر (المشغّلة لتلك الطابعات إلى (ويندوز فيستا) Windows Vista. وعند محاولة حساب المبلغ اللازم لشراء تراخيص جديدة لجميع البرمجيات، تبيّن أن التكلفة ستتراوح بين 50,000 و60,000 دولار أمريكي. لا أطيق أجهزة ويندوز، لكنني عالقٌ بها". إنها مشكلة شائعة مع الأجهزة المتخصصة. سكوت كارلسون، نجار في لوس أنجلوس لديه خبرة بمنتجات مايكروسوفت بسبب تعامله مع آلات التحكم الرقمي بالكمبيوتر، وهي أدوات روبوتية تستخدم في تقطيع وتشكيل الخشب ومواد أخرى بتعليمات من الكمبيوتر. وقال كارلسون: "جهازنا العملاق يعمل بنظام ويندوز إكس بي لأنه أقدم. إنه مثل الدبابة"، لكن ما قاله عن الجهاز لا ينطبق على نظام التشغيل. وأضاف: "اضطررنا لنقل الكمبيوتر من أجل إعادة بنائه بالكامل قبل بضع سنوات لأن نظام إكس بي كان يُظهر الكثير من الأخطاء"، مؤكداً أن الجهاز "أصبح شبه معطل". وبالنسبة لمستخدمي هذه التقنية القديمة، قد تكون الحياة شاقة. فعلى مدار أربع سنوات، كان الطبيب النفسي إريك زابريسكي يذهب إلى عمله في وزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية ويبدأ يومه بانتظار تشغيل جهاز الكمبيوتر. وقال زابريسكي: "كنت أضطر للوصول إلى العيادة مبكراً لأن تسجيل الدخول إلى الكمبيوتر كان يستغرق أحياناً 15 دقيقة. بمجرد دخولك، تحرص على ألا يؤدي أي شيء مهما كان إلى خروجك. كنت أتمسك بالحياة بشدة بينما كانت وتيرة التشغيل بطيئة للغاية". عندما يتعلق الأمر بنظم تشغيل الكمبيوتر القديمة في الشركات والمؤسسات الكبرى، فإن السبب الرئيسي في استمرار استخدامها هو "تأجيل الصيانة". سكوت فورد، مطوّر برمجيات متخصص في تحديث النظم القديمة. يقول: "تُركز المؤسسات كل اهتمامها على إضافة ميزات جديدة بدلاً من استثمار تلك الموارد في تحسين أساسيات النظم الحالية"، مما يؤدي إلى تراكم الكثير من هذه الأجهزة والبرمجيات داخل هذه المؤسسات واستمرار العمل بها. تُدير معظم المرافق الطبية التابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى السجلات الصحية باستخدام مجموعة من الأدوات التي أطلقتها الحكومة الأمريكية عام 1997 وتُسمَّى نظام سجلات المرضى المُحَوْسَب (CPRS). إلا أن هذا النظام يعمل على نظام أقدم يُسمى VistA - وهو نظام تشغيل مختلف عن نظام ويندوز فيستا - والذي ظهر لأول مرة عام 1985، وكان مبنياً في الأصل على نظام التشغيل MS-DOS. تُجري وزارة شؤون المحاربين القدامى الآن محاولتها الرابعة لإصلاح هذا النظام بعد سلسلة من المحاولات المتقطعة التي استمرت قرابة 25 عاماً. وتهدف الخطة الحالية إلى استبداله بنظام سجلات صحية تستخدمه وزارة الدفاع الأمريكية بحلول عام 2031. وصرّح بيت كاسبروفيتش، السكرتير الصحفي لوزارة شؤون المحاربين القدامى، قائلاً: "لا تزال وزارة شؤون المحاربين القدامى ملتزمة بتطبيق نظام فيدرالي حديث وقابل لتبادل البيانات (للسجلات الصحية الإلكترونية) لتحسين تقديم الرعاية الصحية والتأثير إيجاباً على رعاية المرضى". وأضاف أن النظام مُفعَّلٌ في ستة مواقع تابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى، وسيُنشر في 19 من أصل 170 منشأة بحلول عام 2026. وقال زابريسكي: "إن نظام CPRS يعمل، ولكن في بعض الأحيان كان [استخدامه] تجربة محبطة للغاية". فبينما تعتمد أنظمة السجلات الصحية الحديثة على واجهات بسيطة تعمل بنظام الضغط على مفاتيح افتراضية، كان زابريسكي يُضطر إلى كتابة "c://" ومسار الملف الكامل لعرض مستند. وقال: "نظام CPRS نصيٌّ بالكامل، وجميع أحرفه كبيرة. ويبدو كأنه معالج نصوص من التسعينيات أثناء التشغيل - كما يشبه استخدامه تعلم قيادة سيارة قديمة. وعليك أيضاً حفظ جميع هذه الأوامر، ودائماً ما تخطئ. فما يُفترض أن يستغرق دقيقة واحدة، قد ينتهي به المطاف إلى أن يستغرق نصف ساعة لأنك نسيت كتابة شرطة (—) في مكان ما". يُعدّ هذا مثالاً رئيسياً على مشكلة نقل المعرفة التي تظهر مع تقادم التكنولوجيا، وفقاً لفينسل. يقول: "في كثير من الأحيان، عندما لا نُحدّث البنية التحتية ونحافظ على سلامتها، ينتهي بنا الأمر في وضع لا يوجد فيه سوى شخص واحد في ولاية أخرى يعرف كيفية الحفاظ على تشغيل النظام". وأضاف فينسيل أن المنشآت الحكومية، على وجه الخصوص، تتمسك أحياناً بالبرمجيات القديمة لأن بساطتها تُسهل الحفاظ على أمنها. وتابع: "لكن فرص الفشل واردة هنا، خاصةً مع ازدياد تعقيد الأنظمة المتصلة بالإنترنت وتوقف الشركات عن دعم البرمجيات القديمة. ويُشكل الأمن السيبراني مصدر قلق بالغ في هذا الصدد". في بعض الحالات، يعد تشغيل أجهزة الكمبيوتر القديمة عملاً نابعاً من الحب. ففي الولايات المتحدة، تقضي دين جريجار، مديرة مختبر الأدب الإلكتروني في جامعة ولاية واشنطن في فانكوفر أيامها في غرفة مليئة بأجهزة كمبيوتر قديمة (تعمل بكامل طاقتها) يعود تاريخها إلى عام 1977. وقالت جريجار: "بمجرد أن حصل الناس على هذه الأجهزة، بدأوا في إنتاج الفن"، وهي ملتزمة بالحفاظ عليها. وفي بدايات استخدام الكمبيوتر، كان الفنانون والكُتّاب مع برمجيات الكمبيوتر هم من يحددون معنى الفن ورواية القصص في العالم الرقمي الجديد. وغيرت عناوين مثل "حديقة النصر" لستيوارت مولثروب أو "ظهيرة مايكل جويس"، وهي قصة من عالم الخيال، متحدية تعريف الأدب، من خلال عرض القصص عبر روابط إلكترونية، مما أتاح نوعاً جديداً من الكتابة التي تُشبه "اختر مغامرتك الخاصة"، والتي أرست قواعد جديدة للعصر الرقمي، وفقاً لغريغار. ولم يقتصر اهتمام جريجار على الكتب الإلكترونية التجريبية التي صدرت في بدايات استخدام الكمبيوتر. ويجمع مختبرها كل شيء من ألعاب الفيديو إلى مجلات إنستغرام. وتقول جريجار: "أستخدم اختصاراً لشرح ما يميز هذا البرنامج: Pie. إنه برنامج تفاعلي وتجريبي. لا يمكنك فصله عن الكمبيوتر وطباعته أو تعليقه على الحائط". وهناك برمجيات محاكاة - "Emulators" – تتيح لك تشغيل بعض البرمجيات القديمة على أجهزة كمبيوتر جديدة، لكن جريجار تقول إن ميزات مهمة للنُّسَخ القديمة تختفي أثناء هذه العملية. وأكدت: "إنها ببساطة تجربة مختلفة تماماً". يحتفظ مختبر جريجار للأدب الإلكتروني بـ61 جهاز كمبيوتر لعرض مئات الأعمال الإلكترونية وآلاف الملفات في المجموعة، والتي تحافظ عليها في حالة ممتازة. تبدو العديد من هذه الأجهزة وكأنها شُيّدت بالأمس، مع القليل من اصفرار العلب البلاستيكية التي قد تتوقعها من عصر الإلكترونيات ذات اللون البيج. الشيء الوحيد الذي ينقص مجموعة جريجار هو جهاز كمبيوتر يقرأ أقراصاً مرنة قياس 5 بوصات ورُبع. فرغم انتشارها على نطاق واسع، ينطوي العثور على أحد هذه الأجهزة على صعوبة بالغة. وقالت مديرة المختبر: "أبحث عنها على إيباي وكريغزلست، وأصدقائي يبحثون من أجلي، لكن دون جدوى. أبحث عنها منذ ست سنوات". إذا كان لديك أحد هذه الأجهزة القديمة، ولا يزال يعمل، فستسعد جريجار بسماع رأيك. وقال فورد إنه منذ البداية، كانت إحدى استراتيجيات الأعمال الرئيسية التي ميزت أبل عن غيرها هي ضرورة شراء أجهزة ماك في أغلب الأحيان لاستخدام برمجياتها. وأضاف فورد أن أبل أيضاً متشددة في التخلص من المنتجات القديمة. لكن مايكروسوفت اتبعت نهجاً يسمح للمؤسسات بالاستفادة من الأجهزة التي تمتلكها بالفعل، ويسعى للحصول على تراخيص البرمجيات. كما أنها تميل إلى توفير فترة زمنية طويلة جداً لتوفير الدعم لتلك الإصدارات". ومنح هذا النهج مايكروسوفت ميزة كبيرة في استقطاب عملاء من قطاع الأعمال. وأضاف فورد أن هذا أحد أسباب بقاء أجهزة ويندوز القديمة هذه لفترة طويلة، "مايكروسوفت مجرد شيء نَعْلق به".


جريدة المال
منذ 3 ساعات
- جريدة المال
«كلارنا» للتكنولوجيا المالية تتجه لتحقيق قفزة في الإيرادات
أعلنت شركة كلارنا، المتخصصة في مجال مجال التكنولوجيا المالية وتقديم خدمات 'اشترِ الآن وادفع لاحقًا'، عن نتائجها المالية الأحدث، وذلك عقب اعتمادها بصورة متزايدة على أنظمة الذكاء الاصطناعي المُطورة داخليًا والمدعومة بتقنية OpenAI، وذلك ضمن استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة عملياتها التشغيلية. وفي بيان رسمي لها، أكدت الشركة أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أسهم بشكل كبير في رفع كفاءة الأداء العام، مشيرةً إلى أنها في طريقها لتحقيق إيرادات تُقدّر بمليون دولار أمريكي لكل موظف خلال عام 2025، مقارنةً بـ575 ألف دولار في العام السابق، مرجعة هذا التحسّن إلى مجموعة من الإجراءات التقنية التي خفّضت النفقات، وعلى رأسها تقليص تكاليف خدمة العملاء. وكانت الشركة قد أعلنت العام الماضي عن نيتها استبدال نحو 700 موظف دعم بدوام كامل بروبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ضمن استراتيجية لخفض التكاليف دون التأثير على جودة الخدمة. ومع ذلك، عادت الشركة وأوضحت مؤخرًا أنها ستُعيد فتح قنوات التواصل مع موظفين بشريين استجابةً لاحتياجات العملاء، في خطوة تُشير إلى حرص كلارنا على الحفاظ على التوازن بين الأتمتة والتجربة الإنسانية. ولم تكتفِ الشركة بإنهاء تعاقدها مع منصة إدارة علاقات العملاء Salesforce CRM، بل قلّصت أيضًا من وتيرة التوظيف، مما أتاح للذكاء الاصطناعي تولي مهام عديدة كانت تُنفذ سابقًا بواسطة العنصر البشري. وفيما كانت الأنظار تتجه نحو الطرح العام الأولي المُرتقب للشركة في الولايات المتحدة، أفادت مصادر مطّلعة بأن كلارنا قد أرجأت تقديم أسهمها للاكتتاب العام، وذلك بسبب تقلبات السوق التي أعقبت إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة، مما أثار حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية. وعلى الرغم من ارتفاع إيرادات كلارنا بنسبة 13% في الربع الأول من عام 2025 لتصل إلى 701 مليون دولار أمريكي، لم تُحدّد الشركة موعدًا جديدًا لاستئناف خطة الطرح العام. ويرى المراقبون أن تجربة شركة كلارنا تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مساندة، بل أصبح عنصرًا مركزيًا في استراتيجيات النمو وتحسين الكفاءة. وبينما تُحقق الشركة مكاسب مالية ملموسة من خلال الأتمتة، فإن التحدي المقبل يكمن في تحقيق توازن مستدام بين التقنية واللمسة البشرية في خدمة العملاء.