
العدل والقسط في السياق القرآني
أما الرؤية الإسلامية فتنفرد بتصوّر متكامل منبثق من مصدر إلهي مطلق، حيث يُقدّم العدل منهجًا ربانيًا صالحًا لكل زمان ومكان، تُبنى عليه النظم والتشريعات.
وقد عكس القرآن هذا التصوّر مستخدمًا لفظين أساسيين: العدل والقسط؛ ورغم اعتبار كثير من المفسرين لهما مترادفين، فإن التدبر في السياق القرآني يكشف عن فروق دقيقة بينهما، وهو ما تسعى هذه الدراسة إلى بيانه، سائلين الله التوفيق والسداد.
المعنى اللغوي لـ"القسط" و"العدل"
قبل الخوض في صلب الموضوع، من الضروري الاطلاع على المعنى اللغوي للفظين؛ فكلمة القسط تطلَق على الحصة والنصيب، كما ذكر الإمام الجوهري في الصحاح، وهو يقابل الجور. أما كلمة العدل، فقد بيّن ابن منظور في "لسان العرب" أنها تدل على وضع الشيء في موضعه الصحيح، وضدها الظلم.
ومن ثمّ، فإن القسط يعبّر عن أحد وجوه العدل الذي يرتبط غالبًا بالمجال المادي، مثل الحصص والأنصبة التي تُعطى لمستحقيها، كالأراضي والنقود وما شابهها من الموجودات المحسوسة؛ فهو يشير إلى التوزيع العادل للحقوق.
ومن هذا المعنى جاءت لفظة الإقساط، أي العدل في القسمات والحكم. فمَن يتولَّ شؤون الناس فلا بد أن يقيمها بالقسط، فيوفّر لهم حاجاتهم صرفًا وعدلًا دون تفاوت، مما يجعل القسط غالبًا مظهرًا للعدالة الاجتماعية، وبابًا من أبواب العدل.
أما كلمة العدل فتتضمن معنًى أوسع مما يدل عليه القسط، إذ يحمل العدل أبعادًا معنوية وأخلاقية بالإضافة إلى المادية.
علاوة على ذلك، العدل من أسماء الله الحسنى، وقد سمّى الله، تعالى، نفسه بهذا الاسم؛ فهو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، ومن عدل الله، سبحانه وتعالى، تصويرنا الكامل في أرحام الأمهات، وإيجاد الأعضاء بدقة وتنظيم متقن، ثم وضعها بموضع صالح، وتكوين الكون وخلق الكواكب، وتحديد مساراتها بدقة بحيث لا تتقدّم ولا تتأخر، ولا تختلّ في نظامها، كل ذلك من تمام عدله، سبحانه وتعالى؛ إذ جعل لكل مخلوق قدرًا معلومًا ووظيفة محددة، فلا يظلم ربك أحدًا.
وإعطاء كل ذي حق حقه من أهم أنواع العدل؛ فمن هذا المنطلق، للروح عدل يجب القيام به، وللجسد عدل ينبغي رعايته، حتى يتحقق التوازن بينهما فلا يطغى أحدهما على الآخر.
فمن عدل الروح تغذيتها بالإيمان والعبادة وذكر الله، وصونها من المعاصي والشبهات، وتنمية الأخلاق والصفاء الداخلي، والسعي وراء العلم والمعرفة التي ترفع مكانتها.
ومن العدل للجسم تزويده بالغذاء الصحي والراحة والنوم الكافي، وحمايته من الأذى والعادات الضارة، وممارسته للحركة والرياضة التي تحفظ قوته، وعدم تكليفه فوق طاقته.
فخلاصة القول، إن كلمة العدل تشتمل نطاقًا أوسع مما تحتوي كلمة القسط؛ فكل قسط عدل، وليس كل عدل قسطًا.
القسط والعدل في ضوء القرآن الكريم
كما تقدّم، القسط هو القيام بالعدل في المعاملات والحقوق والمكيال والتوزيع، كما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ {سورة المائدة: ٨}.
فالآية تدعو المؤمنين إلى أن يقوموا لله شهداء بالقسط، أي أن تكون شهادتهم وأحكامهم خالصة لوجه الله، بعيدة عن الأهواء والمجاملات، سواء كان المحكوم له أو عليه صديقًا أو عدوًّا. والقسط هنا هو العدل الدقيق في الشهادة والحكم، أي إنصاف الناس في حقوقهم وتقسيماتهم ومعاملاتهم.
ثم جاء النهي: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾، أي لا يحملنكم بغض قوم أو عداوتهم على ترك العدل أو الميل إلى الجور. ثم أكد الأمر بقوله: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾، أي التزام العدل في كل الأحوال طريق للتقوى؛ لأنه يطهّر القلب من الهوى والظلم.
فالآية تضع أساسًا للعدالة الاجتماعية أن الميزان واحد للجميع، العدو والصديق سواء في الحقوق، وهذا ما يحقق القسط (العدل العملي) ويقرّب الإنسان من التقوى (العدل القلبي).
ولتوضيح ما قد يغمض في فهم فرق القسط والعدل، قال الله تعالى في آية النكاح: ﴿وإنْ خِفْتُمْ ألّا تُقْسِطُوا في اليَتامى فانْكِحُوا ما طابَ لَكم مِنَ النِّساءِ مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ فَإنْ خِفْتُمْ ألّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أوْ ما مَلَكَتْ أيْمانُكم ذَلِكَ أدْنى ألّا تَعُولُوا﴾ {سورة النساء: ٣}.
فالمراد بالقسط هنا العدل الدقيق في أموال اليتامى وحقوقهم وتقسيماتهم، وقد فسره صاحب "مفاتيح الغيب" فخر الدين الرازي- كما تقدم بيانه- أنه "الإنصاف والنصفة في القول والفعل والقسم".
أما العدل الوارد في نفس الآية فهو العدل الأوسع نطاقًا في النفقة والكسوة والمعاملة الطيبة والحقوق الزوجية، وهو يشمل الجانبين: المادي والمعنوي معًا. وقد أوضح ابن عاشور في "التحرير والتنوير" أن المقصود هو التسوية بين الزوجات في كل ما يدخل تحت قدرة المكلَّف، من نفقة وبشاشة ومعاشرة حسنة، دون الميل القلبي".
والحاصل: القسط هو العدل الدقيق القابل للقياس والوزن، وهو مظهر من مظاهر العدل الظاهرة، بينما العدل أعم من القسط، يمثل مبدأ ينطوي على جوانب متعددة في الحياة الإنسانية ظاهرًا وباطنًا، ويُنفَّذ في جميع العلاقات الإنسانية.
وفي الختام، يتضح أن القسط والعدل ركيزتان متلازمتان؛ القسط صورة من صور العدل تظهر في الحقوق والمعاملات الدقيقة، في حين أن العدل أوسع، يشمل القسط وغيره من جوانب الاستقامة القلبية والمعنوية. وقد ضرب القرآن أمثلة عملية لذلك، كالأمر بالقسط في الشهادة والميزان، والعدل في معاملة الزوجات.
فمن التزم العدل قلبًا والقسط عملًا، عاش متوازنًا في علاقاته مع الله ومع نفسه ومع الناس؛ كما في الحديث النبوي: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم"، حيث يجتمع العدل الباطن والقسط الظاهر في أسمى صورهما.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الراية
منذ 11 ساعات
- الراية
وزارة الأوقاف تختتم الدورة الصيفية الأولى لطلاب مركز النور القرآني التربوي لعام 2025
وزارة الأوقاف تختتم الدورة الصيفية الأولى لطلاب مركز النور القرآني التربوي لعام 2025 الدوحة - قنا : اختتمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فعاليات الدورة الصيفية الأولى لطلاب مركز النور القرآني التربوي، والتي استمرت نحو ثلاثة أسابيع، بمشاركة 30 طالبا قطريا من المسجلين في الحلقات المسائية بالمركز، ممن تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عاما. وكرمت الإدارة الطلاب المشاركين في ختام الدورة؛ تقديرا لجهودهم في إنجاز مقرر الحفظ والمراجعة، وتشجيعا لهم على مواصلة التميز في حفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه. وأوضح السيد يوسف حسن الحمادي، المشرف العام لمركز النور القرآني التربوي، أن الدورة استهدفت استثمار الإجازة الصيفية في تنمية مهارات الطلاب الإيمانية والسلوكية والثقافية، من خلال برنامج يومي بدأ من الثامنة صباحا وحتى قبيل صلاة الظهر، بمتوسط حفظ يومي بلغ صفحتين من القرآن الكريم، إلى جانب التركيز على مفاهيم قرآنية وقيم تربوية مثل النظام والعزة والثبات على الدين. وأشار إلى أن البرنامج الأسبوعي تضمن أياما مخصصة للحفظ والمراجعة، ويوم الثلاثاء للأنشطة القيمية والترفيهية والرحلات الخارجية، بالتعاون مع عدد من الجهات من بينها قوة الأمن الداخلي "لخويا"، التي قدمت دورة في الأمن السيبراني، كما تم توفير ملاعب رياضية ومسبح مبنى المنح الدراسية لتعزيز الفائدة البدنية. من جهته، قال فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد القادر الفرجابي، المشرف التربوي والأسري بالمركز، إن الدورة لم تقتصر على الجوانب العلمية والروحية فقط، بل شملت تعزيز السلوك القويم وآداب التعامل، من خلال تنظيم الإفطار الجماعي، وأداء صلاة الضحى والظهر جماعة، والمحافظة على الطهارة طوال فترة البرنامج. وأضاف أن مركز النور يواصل على مدار العام تقديم برامج شاملة تشمل تدريس العقيدة والفقه والسيرة والآداب الإسلامية، مشيدا بحرص أولياء الأمور على إشراك أبنائهم في هذه الفعاليات، وبالتزام الطلاب بمنهج الدورة. بدوره، ذكر الشيخ فهد محمد الحوصلي، رئيس مركز النور القرآني التربوي، أن الدورة اتسمت بالتنافس الإيجابي بين الطلاب، حيث تمكن أحد المشاركين من حفظ جزأين كاملين، فيما حفظ آخرون جزءا ونصفا، مشيرا إلى أن البرنامج تضمن كذلك تعليم الطلاب العبادات الأساسية عمليا، مثل الطهارة والوضوء، والغسل، وشروط الصلاة، وواجباتها.


العرب القطرية
منذ 14 ساعات
- العرب القطرية
تنتهي قبل اختبارات الدور الثاني.. مديرون لـ «العرب»: صيانة شاملة بالمدارس استعداداً للعام الأكاديمي الجديد
علي العفيفي أكد مديرو مدارس حكومية في الدولة، أن أعمال الصيانة والتجهيزات في المدارس تجري بوتيرة متسارعة وعلى مدار الساعة، بالتنسيق الكامل والمستمر مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بهدف ضمان جاهزية المباني المدرسية ومرافقها لاستقبال العام الأكاديمي الجديد في أفضل صورة ممكنة. وأوضحوا في تصريحات لـ»العرب»، أن خطط الصيانة الشاملة تتضمن تحديث وصيانة أنظمة التكييف لضمان عملها بكفاءة عالية، وتأهيل مبردات المياه المنتشرة في مختلف المرافق المدرسية لتوفير مياه باردة وصحية للطلاب، إضافة إلى إعادة تأهيل دورات المياه، وصيانة السلالم، ومعالجة أي تلفيات في النوافذ أو الأرضيات، بما يحقق أعلى معايير السلامة والراحة داخل البيئة المدرسية. وشددوا على أن هذه الجهود تأتي استجابةً لاحتياجات الميدان التربوي وحرصًا على تهيئة بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، خاصة مع انطلاق العام الدراسي في أجواء صيفية حارة تتطلب توفير وسائل الراحة للطلاب والمعلمين على حد سواء، مؤكدين أن الاستعدادات لا تقتصر على الصيانة فحسب، بل تشمل أيضا التحضيرات اللوجستية والفنية لاستقبال الطلاب في اختبارات الدور الثاني لمراحل النقل والثانوية العامة وتعليم الكبار. إبراهيم المحمدي: نعزز الأمن والسلامة َداخل الحرم المدرسي أكد الأستاذ إبراهيم المحمدي، مدير مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية، أن المدرسة أنهت بالكامل أعمال الصيانة الدورية لمرافقها وبنيتها التحتية قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، وذلك في إطار استعداداتها لتوفير بيئة تعليمية جاذبة وآمنة للطلبة. وأوضح المحمدي، أن أعمال الصيانة نُفذت عبر الشركات المعتمدة من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وشملت صيانة أجهزة التكييف بما يضمن جاهزيتها خلال فصول العام، وإعادة طلاء المباني المدرسية، وصيانة وتجديد دورات المياه، فضلًا عن تجديد بعض قطع الأثاث لتوفير بيئة صفية مريحة، وتركيب كاميرات مراقبة حديثة لتعزيز الأمن والسلامة داخل الحرم المدرسي، إلى جانب استبدال أرضيات الساحات الخارجية بأخرى جديدة تتناسب مع الأنشطة الطلابية. وفي سياق متصل، أشار مدير المدرسة إلى اهتمام الإدارة بالمعايير الصحية داخل المرافق الحيوية مثل دورات المياه والمقصف المدرسي، مؤكدًا أنها خضعت للمراجعة والتأكد من توافقها مع الاشتراطات الصحية المعتمدة، بما يضمن سلامة الطلبة والعاملين. وحول التوجه نحو المباني الصديقة للبيئة، أكد المحمدي أن المدرسة سباقة في هذا المجال من خلال إنشاء حديقة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية منذ عدة سنوات، موضحًا أن هناك خطة لتطوير هذه الحديقة خلال العام المقبل بعد تحويلها العام الماضي إلى «حديقة قرآنية مصغرة» تضم أشجارًا ورد ذكرها في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن المشروع سيشمل أيضًا إدخال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كنموذج عملي لتعليم الطلبة أهمية الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة. وبشأن الاستعدادات لاختبارات الدور الثاني، أوضح المحمدي أن المدرسة أكملت جميع الترتيبات اللازمة لاستقبال الطلبة، حيث جرى تحديد أرقام اللجان المختلفة وتوزيعها بما يضمن انسيابية أداء الامتحانات وتوفير بيئة هادئة تساعد الطلبة على التركيز. واختتم مدير مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية حديثه بالتأكيد على أن الإدارة حريصة على توفير بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين جودة البنية التحتية، والالتزام بالمعايير الصحية، والانفتاح على الأفكار المبتكرة التي تدعم توجه الدولة نحو التنمية المستدامة في قطاع التعليم. إبراهيم المهندي: الاهتمام بمبردات المياه والمكيفات لراحة الطلاب أكد الأستاذ إبراهيم المهندي، مدير مدرسة الكعبان للبنين، أن أعمال الصيانة في البنية التحتية للمبنى المدرسي تتواصل بوتيرة عالية وعلى قدم وساق، بالتنسيق الكامل والمستمر مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بهدف توفير بيئة تعليمية متكاملة تهيئ الطلاب لبداية مثالية للعام الأكاديمي الجديد. وأوضح المهندي أن خطة الصيانة الحالية شملت عدة محاور أساسية، من بينها تجهيز وتأهيل مبردات المياه داخل مختلف مرافق المدرسة، وصيانة أجهزة التكييف لضمان عملها بكفاءة عالية، بما يحقق الراحة القصوى للطلاب والمعلمين على حد سواء، خصوصًا في ظل الأجواء الحارة التي تتزامن مع بداية العام الدراسي. كما شملت الأعمال مراجعة المرافق العامة والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تسهم في تحسين جودة البيئة المدرسية. وأضاف أن المبنى المدرسي يتميز بحداثته واحتوائه على مرافق وإمكانيات متطورة، وأن أعمال الصيانة تأتي في إطار الحرص على استمرار جاهزية هذه المرافق وتحديثها بما يواكب التطور التعليمي ويعكس حرص الوزارة على توفير بيئة محفزة وآمنة. وأشار مدير المدرسة إلى أن الكعبان للبنين قد أكملت استعداداتها اللوجستية والبشرية لاستقبال الطلاب في اختبارات الدور الثاني لمراحل النقل والثانوية العامة وتعليم الكبار، حيث تم إعداد قاعات الامتحان وتجهيزها بجميع المستلزمات، وتقديم سلسلة من الإرشادات والتوجيهات الأكاديمية والنفسية للطلاب لمساعدتهم على تحقيق أفضل النتائج. كما أكد أن الطاقم الإداري والتدريسي في المدرسة على أتم الجاهزية لتقديم الدعم اللازم للطلاب خلال فترة الاختبارات. ناصر المالكي: تجديد النوافذ والسلالم لتوفير بيئة آمنة أكد الأستاذ ناصر المالكي، مدير مدرسة أحمد منصور الابتدائية، أن المدرسة شرعت منذ نهاية العام الماضي في تنفيذ خطة صيانة شاملة تستهدف رفع كفاءة جميع المرافق وتوفير بيئة تعليمية متكاملة وآمنة، استعدادًا لانطلاق العام الأكاديمي الجديد واختبارات الدور الثاني. وأوضح المالكي، أن أعمال الصيانة شملت استبدال الأرضيات القديمة بأخرى حديثة تتسم بالمتانة وسهولة التنظيف، وصيانة وتحديث أجهزة التكييف لضمان عملها بكفاءة عالية خلال مختلف فصول السنة، فضلًا عن استبدال زجاج النوافذ المتهالك لضمان السلامة الحرارية والصوتية داخل الفصول، وصيانة دورات المياه وفق أعلى المعايير الصحية، وتجديد السلالم بما يعزز معايير السلامة للطلاب والعاملين. وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة شاملة تم إعدادها بتنسيق مسبق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، التي تولي اهتمامًا بالغًا بتوفير بيئة مدرسية آمنة ومحفزة على التعلم، مضيفًا أن الوزارة تشرف أيضًا على تجهيز المقصف المدرسي عبر الشركة المسؤولة، مع الالتزام الصارم بالمعايير الصحية لضمان تقديم وجبات غذائية آمنة ومتوازنة للطلبة. وفي سياق حديثه عن التوجه نحو المدرسة الصديقة للبيئة، أوضح المالكي أن التحول الكامل يتطلب إعادة تأهيل شاملة للبنية التحتية، خاصة أن المدرسة تأسست قبل عام واحد فقط، إلا أنها تبادر منذ الآن إلى تنفيذ عدد من الممارسات البيئية الإيجابية، مثل برامج إعادة التدوير وتقليل الاعتماد على الورق في المعاملات اليومية، بهدف غرس قيم الاستدامة والحفاظ على الموارد في نفوس الطلاب منذ المراحل المبكرة. كما شدد المالكي على أن المدرسة أتمت جميع الاستعدادات اللازمة لاختبارات الدور الثاني، حيث جرى تجهيز القاعات الامتحانية وتوزيع اللجان بما يضمن انسيابية أداء الاختبارات في أجواء منظمة وهادئة، مع توفير كافة المستلزمات التي تعين الطلاب على التركيز وتحقيق أفضل النتائج. عبدالهادي الشناوي: تركيب أنظمة تكييف مركزي للممرات أكد الأستاذ عبدالهادي الشناوي، نائب المدير للشؤون الأكاديمية في مدرسة الرازي الإعدادية للبنين، أن المدرسة تُعد واحدة من ست مدارس تخضع حاليًا لمشروع الصيانة الشاملة الذي يمتد على مدى عام ونصف، ويشمل إعادة هيكلة كاملة للمبنى المدرسي. وأوضح الشناوي أن المشروع يتضمن تجديد المباني بشكل متكامل، بما في ذلك الأبواب والنوافذ والأسقف المعلقة، وصيانة دورات المياه، إضافة إلى تركيب أنظمة تكييف مركزي للممرات والفصول الدراسية والمعامل، مما سيجعل من المدرسة بيئة تعليمية جاذبة ومريحة للطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية على حد سواء. وأضاف أن المدرسة، وبحكم مشاركتها وفوزها بالمركز الثاني في مسابقة «ازرع وطنك»، تعمل على تعزيز مفهوم المباني الصديقة للبيئة، حيث تم إنشاء «بيت أخضر» داخل المدرسة يساهم في إنتاج محاصيل زراعية عضوية، تُستثمر في الأعمال الخيرية وتُستخدم في الحصص الدراسية لمادة العلوم، بما يربط الطلاب بشكل عملي بالمفاهيم البيئية والزراعية. وفيما يتعلق بأعمال الصيانة الدورية، أوضح الشناوي أن جزءًا منها قد تم بالفعل، بما في ذلك تطوير شبكة الإنترنت وصيانة أجهزة التكييف، في حين تُدرج بقية الأعمال ضمن خطة الصيانة الشاملة التي لا تزال قيد التنفيذ، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال ستسهم في رفع كفاءة البنية التحتية وضمان استدامتها. أما عن استعدادات المدرسة لاختبارات الدور الثاني، فأشار نائب المدير إلى أن الإدارة أعدت الكشوف الخاصة بالطلاب بعد إعلان نتائج الدور الأول، كما تم إعداد الاختبارات وطباعتها وفق أعداد الطلبة قبل بدء الإجازة الصيفية، لافتًا إلى أن المدرسة بانتظار استلام اختبارات التسارع التي ستزود بها المدارس من قبل هيئة تقييم الطلبة، وذلك لضمان جاهزية العملية الامتحانية وسيرها بسلاسة. واختتم الشناوي تصريحه بالتأكيد على أن مدرسة الرازي الإعدادية تسعى من خلال هذه الجهود إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين جودة المرافق، والالتزام بالمعايير البيئية، وتقديم الدعم الأكاديمي اللازم للطلبة بما يحقق أفضل النتائج التعليمية.


الراية
منذ 3 أيام
- الراية
«الماهر بالقرآن».. بيئة إيمانية للنشء
وزارة الأوقاف تواصل الدورة وسط إقبال كبير «الماهر بالقرآن».. بيئة إيمانية للنشء الدوحة – نشأت أمين: تواصلت فعاليات الدورة القرآنية الصيفية «الماهر بالقرآن»، التي تنظمها إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في مركزين صيفيين متخصصين، وسط إقبال واسع من الفئات العمرية المختلفة، من الراغبين في إتقان مراجعة كتاب الله تعالى، أو استكمال حفظه خلال الإجازة الصيفية. وجاءت هذه الدورة ضمن حزمة من البرامج القرآنية الصيفية التي أطلقتها الوزارة بهدف استثمار الإجازة الصيفية في تنمية المستوى العلمي والتربوي والأخلاقي للطلاب، وربطهم بكتاب الله تعالى، منها: برنامج «صيفنا على كيفنا»، ودورة «أبجد» لتعليم الأطفال مبادئ القراءة الصحيحة للحروف الأبجدية وللقرآن الكريم، و«الدورة الصيفية الأولى» بمركز النور القرآني التربوي، بالإضافة إلى دورة «الماهر بالقرآن» التي تقام في جامع جاسم الدرويش فخرو بمنطقة أبو هامور، وجامع محمد بن عبدالعزيز آل ثاني في منطقة حزم المرخية. وأوضح الشيخ عادل حسين الهجري، المشرف على دورة الماهر بالقرآن في مركز جاسم الدرويش فخرو بأبوهامور لـ الراية أن الدورة تُعنى بحفظ ومراجعة وتصحيح تلاوة القرآن الكريم، ويصاحبها أنشطة تربوية وترفيهية . وأضاف: تنقسم الدورة إلى مسارين، مسار المراجعة: لمراجعة القرآن الكريم حسب الفئات (القرآن الكريم كاملًا، 25 جزءًا، 20 جزءًا، 15 جزءًا، 10 أجزاء، 5أجزاء)، ومسار الحفظ والتلاوة: للطلاب المتقنين لمحفوظهم السابق كاملًا. ونوَّه بأن المركز يشهد مشاركة 76 طالبًا، لافتًا إلى أن الدورة تستمر لمدة شهر كامل، حيث بدأت في 13 يوليو الجاري، وتستمر حتى 13 أغسطس، بمعدل 4 أيام في الأسبوع من الأحد إلى الأربعاء، خلال الفترة الصباحية من الساعة 8:00 إلى 11:00، وهي موجهة إلى الذكور فقط ممن تنطبق عليهم شروط الالتحاق، ومن بينها: حفظ 10 أجزاء على الأقل لمسار المُراجعة، أو بلوغ 16 سنة لمسار الحفظ والتلاوة. ونوه بأن الدورة تشتمل على برنامج تربوي وتعليمي متكامل، متمثل في دراسة مجموعة من الكتب المُتعلقة بآداب القرآن منها: كتاب مُختصر أخلاق صاحب القرآن، وكتاب متن تحفة الأطفال في تجويد القرآن، وكتاب الآداب والأذكار، وكتاب الإتقان لألفاظ القرآن، وهذه الكتب تُعنى بعلوم القرآن وآدابه، وتُقدم بأسلوب تربوي يثري تجربة الطالب. وتهدف هذه البرامج إلى تنمية المهارات القرآنية وتعزيز الجانب الأخلاقي والتربوي لدى الطلاب، واستقطابهم للانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم التابعة لقسم القرآن الكريم وعلومه بالوزارة. وأوضح أنَّ هناك تكريمًا أسبوعيًا للطلاب المُتميزين بما يخلق تنافسًا لدى الطلاب حيث يتم تكريم نحو 11 طالبًا متميزًا في كل أسبوع وهذا بخلاف التكريم النهائي الذي سيجري في نهاية هذه الدورة في الثالث عشر من شهر أغسطس الحالي بأمر الله. ولفت إلى أن مثل هذه الدورات تجعل الطلاب يستثمرون أوقاتهم في ذكر الله وحفظ كتابه الكريم والتعرف على الصُحبة الصالحة من حفظة القرآن الكريم سواء من زملائهم الطلاب أو من المحفظين والمشرفين على مثل هذه الدورات فضلًا عن كونها تحفظهم من أصدقاء السوء ما أسهم في تكوين بيئة إيمانية في مثل هذه الدورات وأشار إلى أنَّ الدورة تضم 11 حلقة منها 4 حلقات تم تخصيصها لفئة الحفاظ الخاتمين ومن هؤلاء من ختم مراجعة حفظه للقرآن مرة واحدة خلال أيام الدورة ومنهم من سوف يختمه للمرة الثانية، لافتًا إلى أن هناك طائفة من الطلاب ليس لديهم مقدرة على المراجعة ولذلك فقد فتحت لهم الدورة حلقة للتلاوة وتصحيح الأداء والحفظ. برنامج متكامل أشاد عدد من الطلاب المشاركين في الدورة القرآنية الصيفية «الماهر بالقرآن»، التي تنظمها إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في جاسم الدرويش فخرو بأبوهامور، مشيرين إلى أنَّ الدورة تشتمل على برنامج تربوي وتعليمي مُتكامل، متمثل في دراسة مجموعة من الكتب المُتعلقة بآداب القرآن منها: كتاب مختصر أخلاق صاحب القرآن، وكتاب متن تحفة الأطفال في تجويد القرآن، وكتاب الآداب والأذكار، وكتاب الإتقان لألفاظ القرآن، وأكد الطلاب لـ [ أنَّ البرامج تهدف إلى تنمية المهارات القرآنية وتعزيز الجانب الأخلاقي والتربوي لدى المشاركين واستقطابهم للانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم وقال الطالب خالد محمد في الصف الثالث الثانوي بمدرسة طارق بن زياد إنه يحفظ نحو 14 جزءًا وقد ساعدته الدورة على مراجعة حفظه لكتاب الله تعالى. وقال: إن الدورة لا تتعلق بمراجعة حفظ كتاب الله تعالى بل تشتمل أيضًا على برنامج تربوي وتعليمي متكامل، متمثل في دراسة مجموعة من الكتب المتعلقة بآداب القرآن منها: كتاب مختصر أخلاق صاحب القرآن، وكتاب متن تحفة الأطفال في تجويد القرآن، بما يساعده في الاستفادة من وقته خلال الإجازة. إتقان الحفظ وأشار الطالب فيصل عبدالعزيز العولان بجامعة قطر أنه يحفظ 8 أجزاء من كتاب الله تعالى لافتًا إلى أن الدورة ساعدته على إتقان حفظه لكتاب الله تعالى وتثبيت ما يحفظه من أجزاء مشيدًا بمثل هذه الدورات الصيفية المتميزة التي تساعد الطلاب على شغل أوقاتهم في أشياء مفيدة بدلًا من أضاعتها هباءً، وربما في أشياء قد تعود عليهم بالسوء، وأشار إلى أن برنامج الدورة لا يقتصر على حفظ القرآن ومراجعته فحسب، بل إنه توجد هناك أنشطة وفعاليات مصاحبة تشمل مسابقات ثقافية ورياضية وحركية بما يسهم في تجديد نشاط الطلاب. آداب القرآن وذكر الطالب عبدالله توفيق عبدالله بالصف التاسع بمدرسة خالد بن أحمد الإعدادية أنه يحفظ من القرآن الكريم 25 جزءًا وقد بدأ مشواره مع حفظ كتاب الله وهو في عمر 4 سنوات لافتًا إلى أنَّ دورة الماهر بالقرآن ساعدته على مراجعة حفظه لكتاب الله تعالى كما أتاحت له الفرصة لدراسة مجموعة من الكتب المتعلقة بآداب القرآن منها: كتاب متن تحفة الأطفال في تجويد القرآن. البرنامج اليومي وقال الطالب عمر عبدالمنان محمد بمدرسة الدوحة الثانوية للبنين إنه يحفظ القرآن الكريم كاملًا وقد بدأت رحلته مع حفظ كتاب الله تعالى وهو في عمر 5 سنوات مشيرًا إلى أن الدورة ساعدته في مراجعة حفظه للقرآن الكريم وما قد يكون قد تفلَّت منه. وأوضح أن البرنامج اليومي للدورة بالمركز يشتمل على فقرات ثقافية ورياضية تساعد الطلاب المشاركين على تجديد نشاطهم لمواصلة بقية برامج الدورة كما تتضمن جوائز تحفيزية للمشاركين المُتميزين. وقال الطالب سعد محمد السوادي بمدرسة طارق بن زياد الثانوية للبنين إنه يحفظ من كتاب الله تعالى 10 أجزاء، مؤكدًا أن الدورة ساعدته على تثبيت حفظه لكتاب الله تعالى وكذلك التعرف على الصحبة الصالحة سواء من الطلاب أو المُحفظين والمشرفين على الدورة. الشيخ بسام محمد اليافعي: أنشطة وفعاليات مصاحبة للبرنامج قال الشيخ بسام محمد اليافعي مقدم برامج بوزارة الاوقاف والشئون الاسلامية أن برنامج الماهر بالقرآن هو برنامج يتميز بتكثيف المراجعة للطلاب بحيب يتمكنون خلال فترة الدورة والبالغة 4 أسابيع من مراجعة كل ما يحفظونه. وأوضح أن مثل هذه الدورات الصيفية تجعل الطلاب يستثمرون أوقاتهم في أشياء تعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم لاسيما وأنه ليس لديهم ما يشغل وقتهم في فترة الصيف وأشار إلى برنامج الماهر بالقرآن لا يقتصر على حفظ القرآن فقط ومراجعته فحسب بل أنه يوجد هناك أنشطة وفعاليات مصاحبة تشمل مسابقات ثقافية ورياضية وحركية بما يساهم في تجديد نشاط الطلاب لانهم يجلسون في الدورة نحو 4 ساعات متواصلة.