
مسارح دبي ومراكزها تحيي كلاسيكيات الفن
نجحت دبي ضمن توجهاتها وخططها في ميادين الثقافة والفنون الإبداعية المتفرقة، في صوغ وترسيخ ملمح متفرد، بات يميزها عالمياً، ويتمثل في طابع تنوع العروض والإبداعات والمهرجانات الثقافية والفنية التي تنظمها وتستضيفها، إذ إنها تجسيد الثقافات والشعوب كافة في عالمنا، ذلك علاوة على تميزها في تعزيز حضور أنماط فنية بديعة مؤثرة بانورامية تعتني معها في إبراز وإحياء روائع الكلاسيكيات الفنية والثقافية الشهيرة، والتي ربما غاب بريقها العالمي أخيراً بفعل تأثيرات التكنولوجيا العصرية.
وهكذا تحولت دبي، ممثلة بمؤسساتها ووجهاتها ومسارحها وهيئاتها الإبداعية المتنوعة، مقصداً رئيساً لأعرق الفرق الموسيقية والمسرحية والمؤسسات الثقافية، في المعمورة بأسرها، حيث أصبح الجميع يحرص على تنظيم عروض وفعاليات متخصصة بروائع كلاسيكيات الأدب والفن، في هذه المدينة العالمية التي تضم ثقافات البشرية بمجملها تحت خيمة الألفة والمحبة والإبداع والتعايش والتناغم.
ومن بين الأمثلة الملهمة في الصدد، العروض المسرحية وعروض الباليه والحفلات الغنائية، التي تستضيفها دبي أوبرا، بشكل مستدام، ومن بينها الباليه العالي الذي عرض مؤخراً «كارمينا بورانا»، ذلك إلى جانب فعاليات استوديوهات ومسارح وجهة السركال أفنيو التي تنشط بشكل لافت في هذا الخصوص موفرة باقات عروض تعكس ثقافات العالم جلها.
كما يبدو لافتاً جداً في هذا الحقل، التنوع الكبير والحيوية والتشويق المتميزين لعروض وحفلات مسرح زعبيل في نخلة الجميرا بدبي، والذي راح يستقطب أشهر العروض العربية والدولية، إذ أصبح محطة رئيسية مهمة لجميع الفنانين والمؤسسات الفنية في المعمورة.
من بين فعالياته المقبلة التي تعكس أهميته وأهمية فعالياته، حفل الفنانة البحرينية «بانة» برفقة أوركستراها، في الـ 27 من الشهر الجاري، حيث تقدم تجربة موسيقية فريدة تجمع بين روائع الموسيقى العربية وألحان الجاز، وذلك في عرض خاص موسوم بـ «جازيات» وذلك لليلة واحدة فقط، حيث سيتحول المكان إلى ردهة جاز أنيقة، ليقدم للجمهور أمسية من الحنين إلى الماضي والابتكار.
ويمثل «جازيات» إحياء فريداً من نوعه يُعيد تصور الكلاسيكيات العربية المحبوبة من خلال لغة الجاز التعبيرية. إذ يُشرف على إدارة هذا المشروع الموسيقي الموهوب كوينتين كولينز، المقيم في المملكة المتحدة، والذي سيعزف إلى جانب ثلاثة من أفضل عازفي الجاز في دبي خلال هذا الحفل.
كما تُقدّم الفنانة بانة، المعروفة بتفسيراتها العصرية للموسيقى العربية الكلاسيكية، عرضاً فنياً مميزاً تعرف معه بصوتها الساحر الجيل الجديد على الأعمال الخالدة لأساطير الفن العربي، مثل: أم كلثو، وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وأسمهان.
وذلك في توليفة ومزيج فريد، يمزج معها عرض «جازيات» الألحان الشرقية مع تناغمات الجاز الغنية، مُقدّماً لمسة معاصرة على التراث الموسيقي للمنطقة. فهو يستقي من تأثيرات من جميع أنحاء العالم العربي: من المغرب العربي إلى بلاد الشام، فيُعيد صياغتها في عمل فني جديد وحيوي وعميق التأثير.
نبذة
جدير بالذكر، أن المغينة بانة، هي فنانة عربية برزت كواحدة من أبرز الفنانات اللواتي نجحن في مزج روائع الفن الغنائي الكلاسيكي العربي، بالألحان الغربية، مقدمة أسلوباً موسيقياً جديداً يميزها عن غيرها، وقد عرضت بانة هذا المفهوم لدمج التقاليد الموسيقية الشرقية والغربية في العديد من المهرجانات والحفلات الموسيقية، حيث قامت بدمج الأسلوبين في مزيج ساحر من الكلاسيكيات من جميع أنحاء العالم.
وقد دخلت أغانيها المنفردة التسع، قوائم الأغاني الأبرز وحققت رواجاً واسعاً عبر المنصات الرقمية والتلفزيونية والإذاعية في العالم العربي. وحصدت ما مجموعه 11 مليون مشاهدة على يوتيوب، إضافة إلى قاعدة جماهيرية واسعة على إنستغرام ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 40 دقائق
- سكاي نيوز عربية
فيديوهات الذكاء الاصطناعي تلقى رواجا بين جمهور منصات التواصل
ترامب يشرب متة.. وبوتين بالزي السوري.. وتوم كروز بباب الحارة.. حتى أم كلثوم رجعت من الموت! كلها أحداث خيالية..


الإمارات اليوم
منذ 4 ساعات
- الإمارات اليوم
جلسات نقاشية مُلهِمة ضمن معرض «كلنا دوائر مفتوحة»
تنظّم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع متحف سيؤول للفنون «SeMA»، موضوعات الذاكرة والهوية والتحولات الثقافية والعمرانية المتعددة، من خلال جلستين حواريتين عميقتين ضمن البرنامج العام لمعرض «الوسائط المتعددة: كلنا دوائر مفتوحة»، المُقام بمنارة السعديات في أبوظبي، خلال الفترة من 16 مايو إلى 30 يونيو الجاري. تنطلق الجلستان في 14 و20 يونيو، بمشاركة نخبة من الفنانين والقيّمين والمفكرين الثقافيين، ضمن برنامج «حوارات متعدّدة»، الذي يوفّر منصة حوارية رفيعة للتفاعل مع أبرز الأصوات في مشهد الفن والثقافة المعاصرة. ويُعدّ المعرض ثمرة تنسيق مشترك بين المنسّقتين الفنيتين، كيونغ هوان يو، من متحف سيؤول للفنون، ومايا الخليل، ويضم 48 عملاً لـ29 فناناً كورياً، من بينهم روّاد، مثل نام جون بايك وبارك هيونكي، وأسماء معاصرة بارزة، مثل لي بول، وهيغي يانغ، وأيونغ كيم، وموكا لي، ويستمد المعرض عنوانه من المقولة الشهيرة للفنان الكوري الرائد نام جون بايك: «نحن في دوائر مفتوحة»، حيث يعيد طرح الوسيط الفني ليس كمجرد مادة، بل كنظام تواصلي يتقاطع مع الزمن والتكنولوجيا والجغرافيا والهوية. تستكشف جلسة المجتمع «كوسيط الأشياء كنقطة ارتكاز» الدور المستمر الذي تؤديه الأشياء، من القطع الطقسية إلى تفاصيل الحياة اليومية، بوصفها وسائط مادية محمّلة بالمعنى والذاكرة، تعبّر عن سرديات شخصية وجماعية تمتد عبر الزمن والجغرافيا، ويشارك في الجلسة كلّ من الفنانة سوجونغ جون والفنانة رند عبدالجبار، وتدير الحوار الدكتورة تينا شيرويل، المدير المشارك لبرنامج الماجستير في الفنون الجميلة في الفن والإعلام، والأستاذة المشاركة في جامعة نيويورك أبوظبي. أما الجلسة الحوارية «الفضاء كوسيط» فتتناول البُنى التحتية الخفية التي تُشكّل المدن المعاصرة وتُسهم في استدامتها. وانطلاقاً من المشهد الحضاري في منطقة الخليج، يناقش المتحدثون المدينة ليس فقط كحيّز عمراني مشيّد، بل كنظام متعدد الطبقات من الآليات المرئية وغير المرئية، يشارك في الجلسة الفنانة مينوك ليم، والمعماري وائل الأعور، الشريك المؤسس والمصمم الرئيس في «واي واي».


الإمارات اليوم
منذ 4 ساعات
- الإمارات اليوم
«اللوفر أبوظبي» يحتفي بـ «ملوك إفريقيا وملكاتها»
احتفل «اللوفر أبوظبي» بمعرضه «ملوك إفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه»، المستمر منذ أربعة أشهر، واستقطب أكثر من 182 ألفاً و391 زائراً، ما يعكس الإقبال المتزايد في المنطقة على استكشاف السرديات الثقافية العالمية. وزار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والشيخ محمد بن نهيان بن مبارك آل نهيان، المعرض الذي يقام بالتعاون مع متحف كيه برانلي - جاك شيراك، وكانت تلك المرة الأولى التي يُقام فيها مثل هذا المعرض في دولة الإمارات والمنطقة، حيث قدم لمحة استثنائية عن حياة وإرث أبرز الشخصيات المرموقة وأكثرها نفوذاً في إفريقيا، كما عمل متحف اللوفر أبوظبي أيضاً في إطار تعاون وثيق مع مؤسسات يقع مقرها في دولة الإمارات، بما في ذلك متحف جوجنهايم أبوظبي ومؤسسة الشارقة للفنون، إضافة إلى جهات خاصة لإعارة الأعمال الفنية، والعديد من المؤسسات الإفريقية الشهيرة. وأبرزت زيارة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ارتباط القيم التي يجسدها المعرض بالقيم الإماراتية المتعلقة بالانفتاح الثقافي، والشمول، والتعايش، حيث سلطت الضوء على أهمية تعميق الفهم المشترك بين مختلف الثقافات، والاحتفاء بالإرث الإنساني المشترك من خلال الفن، وشمل المعرض عرض مقتنيات ملكية تعكس مهارات حرفية رائعة، ورموزاً مقدسة للسلطة الروحية، وأغراض احتفالية تُجسد المكانة البارزة التي حظيت بها الأسر الملكية الإفريقية من منظور الثقافة، وكذلك من المنظور التاريخي. ومن المقرر أن تستمر رحلة معرض «ملوك إفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه»، حيث سيُقام المعرض في متحف كيه برانلي - جاك شيراك في باريس عام 2027، ما سيعزز بشكل أكبر الدور الذي يسهم به المعرض في تعزيز الحوار بين الحضارات وتعميق الفهم العالمي للإرث التاريخي الثري الذي تتميز به قارة إفريقيا.