
تدشين كتابي «د. ربيعة الكواري عاشق الصحافة» و«ترويدة»
الدوحة - العرب
العماري: إصدارات جديدة توثق مسيرة مؤسس «العرب»
نظّم المركز القطري للصحافة حفل توقيع لكتابين جديدين هما: 'د. ربيعة الكواري عاشق الصحافة والتراث' من إعداد الإعلامي بابكر عيسى، و'ترويدة' للكاتبة الصحفية هديل صابر، والذي يتضمّن مجموعة من المقالات السياسية التي تتناول تطورات المشهد الفلسطيني وتداعيات العدوان على غزة.
أقيم الحفل في قاعة الأستاذ ناصر بن محمد العثمان بمقر المركز، بحضور عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والمثقفين والمهتمين بالحراك الثقافي في الدولة، في مشهد يؤكد الدور المتنامي للمركز في دعم الإنتاج المعرفي، وإثراء المكتبة الصحفية القطرية.
وقال السيد صادق محمد العماري، المدير العام للمركز القطري للصحافة: 'نحتفل اليوم بتدشين كتابَين يضافان إلى رصيد المركز من الإصدارات النوعية، التي نهدف من خلالها إلى توثيق التجربة الصحفية، والتفاعل مع قضايا أمتنا وفي مقدمتها فلسطين'.
وأوضح أن الكتاب الأول يتناول سيرة ومسيرة الدكتور ربيعة بن صباح الكواري، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة قطر، الذي يُعدّ من رواد الصحافة والفكر في الدولة، حيث يضم الكتاب مقالات مهمة كتبها الراحل ووثّق من خلالها سير عدد من الشخصيات القطرية التي كان لها أثر واضح في بناء المجتمع.
أما الكتاب الثاني، فهو للزميلة هديل صابر من جريدة 'الشرق'، ويجمع مقالات سياسية كتبَتها خلال الأشهر الماضية حول فلسطين، بأسلوب أدبي سهل، استطاعت من خلاله إيصال صوت القضية الفلسطينية إلى القارئ العربي.
وأشار العماري إلى أن 'ترويدة' جاء ثمرة لمبادرة أطلقها المركز الصيف الماضي لطباعة كتب الصحفيين، وهي مبادرة لاقت تجاوبًا كبيرًا من الصحفيين في قطر، حيث تقدم لها نحو 60 كاتبًا وصحفيًا، وتم اختيار عدد من الأعمال لطباعتها ضمن سلسلة إصدارات المركز، منها 'ذاكرة وطن' للزميل محمد المهندي، و'شخصيات قطرية' لعلي المحمود، و'يوميات صحفي سوداني' لصديق محيسي، إلى جانب عدد آخر من الكتب التي سترى النور تباعًا.
وكشف مدير المركز القطري للصحافة عن أن المركز يخطط لإصدار مجموعة جديدة من الكتب قبل نهاية العام الجاري، من بينها كتب توثق السيرة المهنية والإنسانية لأسماء كبيرة في الصحافة القطرية، منهم: الأستاذ ناصر محمد العثمان، عميد الصحافة القطرية، والأستاذ عبدالله بن يوسف الحسيني، مؤسس مجلتي 'العهد' و'الجوهرة'، إلى جانب كتاب خاص بالراحل عبدالله بن حسين النعمة، مؤسس صحيفتَي 'العرب' و'العروبة'.
وأضاف: 'نعمل حاليًا على إصدار أول قصة للأطفال تتناول الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، وستكون بداية لسلسلة تهدف إلى بناء وعي الطفل القطري منذ سن مبكرة، باستخدام أدوات إبداعية ومحتوى جذاب'.
وأشاد العماري بالتعاون البنّاء بين المركز وعدد من الجهات الحكومية والثقافية، منها: المؤسسة القطرية للإعلام، ووزارة الثقافة ممثلة في إدارة المكتبات العامة ودار الكتب القطرية، بالإضافة إلى جامعة قطر، وعدد من الزملاء والشخصيات المهتمين بتوثيق تاريخ الصحافة القطرية.
من جانبه، استعرض الإعلامي بابكر عيسى أبرز محطات كتابه، مشيرًا إلى أن الدكتور ربيعة الكواري لم يكن مجرد أكاديمي، بل كان شغوفًا بالتوثيق وأدب الطفل منذ وقت مبكر. وقال: 'الحديث عن د. ربيعة لا تفيه كتب، لكننا حاولنا في 350 صفحة أن نرسم ملامح من سيرته وتاريخه الغني'.
وأوضح أن أسرة الراحل زوّدته بنسخة من سيرته الذاتية بخط يده، وعدد من المؤلفات النادرة، وهو ما أسهم في إثراء محتوى الكتاب وإخراجه بصورة تليق بمكانة الراحل في الساحتين الإعلامية والثقافية.
أما الكاتبة الصحفية هديل صابر، فأوضحت أن عنوان كتابها مستلهم من الفولكلور الفلسطيني، الذي كان يُستخدم كرسالة مشفّرة في وجه الاستعمار البريطاني، ثم لاحقًا في سجون الاحتلال. وقالت: 'ترويدة هي أبسط أدوات المقاومة التي أملكها كصحفية، وهي سلاحي الشخصي في مواجهة الظلم'.
وأضافت: 'الكتاب يضم 50 مقالاً سياسيًا كتبتها بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، بأسلوب أدبي بعيد عن الجفاف، مع الاستناد إلى شهادات تاريخية ومراجع مثل د. عبدالوهاب المسيري وعصام السخنيني، لإيصال صوت غزة بشكل واضح وإنساني'.
وقد عبّر عدد من الإعلاميين والمثقفين الحاضرين عن إعجابهم بجودة المؤلفَين وأهمية موضوعَيهما، مشيدين بدور المركز القطري للصحافة في التوثيق وإثراء الحياة الثقافية في الدولة، مؤكدين أن هذه المبادرات تشكل ركيزة مهمة لحفظ الذاكرة الصحفية وتعزيز الدور الثقافي للإعلام القطري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
تفكيك نظام التفاهة الرقمي
لم يكن ممكنًا الانتقال من القبيلة إلى الدولة الحديثة، ومن حكم الفرد إلى حكم المؤسسة، إلا بفضل اكتشاف الصحافة والإعلام، وهو ما بات ممكنًا بعد اكتشاف المطبعة، ذلك أن ثورة الطباعة وتداول المعلومة والخبر والفكر، هي في العمق الثورة التي أسست للدولة الحديثة، وما الحداثة والتنوير سوى خلفيات مرجعية لهذا التطور الذي عرفه الإنسان. بيد أن الإعلام، مع الثورة التكنولوجية والرقمية، لم يعد مجرد نقلٍ للخبر، أو توصيفٍ للحدث كما جرى ويجري في الواقع، بل بات صناعةً متحكمًا فيها، لها وسائلها وتقنياتها، ولها أهدافها وغاياتها، التي باتت في انفصال مستمر ومتزايد عن الواقع والحقيقة، بشكل أصبح الواقع بناء وتشكيلًا جديدًا وفق ما تبتغيه مدارات السلطة ورهاناتها، سواء كانت هذه السلطة سياسية أو اقتصادية، ثقافية أو اجتماعية، وسواء كانت نخبوية أو شعبية جماهيرية، وسواء كانت هذه السلطة داخلية أو خارجية، وطنية أو دولية، حيث كل شيء يمر عبر مسارات ومدارات تخفي أكثر مما تظهر، وحيث الشفافية التي ارتبطت بأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام في الزمن القديم، باتت، في زمن الحداثة السائلة، شفافية مضللة، وانعكاسية زائفة. فرجال الإعلام والصحافة كانوا في البداية كَتَبة وباعة بريد متجولين، سيرًا على الأقدام أو على ظهور الخيل؛ ثم جاء الحمام الزاجل حاملًا رسائل الملوك والأباطرة، إلى أن حل عهد اليونان القديمة، التي وجدت، وسيلة أخرى للتواصل السياسي، وهي التعبير المباشر بين السياسيين والجمهور، في "الأغورا"، حيث كان الهدف هو التعبير والتداول والإقناع والاقتناع. إعلان لقد كان الخطاب مفعمًا بالحيوية والدفء والعفوية، وسمحت الشفهية بأنماط معينة من المصداقية، وبنصيب كبير من العاطفة والأخلاق، كما سمحت أيضًا بالحضور السياسي عبر عظمة الخطابة والبلاغة، حيث كان للإلقاء واللهجة والإيقاع والعروض قوتها وأهميتها. وكان لأسلوب المواجهة السياسية ثقله على ما يجب قوله، وما لا يجب قوله، حسب السياق والمناسبة، وبالتأكيد، أيضًا على كيفية القول، وعلى المكونات الضرورية لنقل الخطاب بشكل أفضل. وقد كان من المقرر أن يستمر هذا بثبات إلى حد ما، بدءًا من الثورة الصينية وحتى الثورة الكوبرنيكية التاريخية، وتحديدًا اختراع الطباعة مع غوتنبرغ، قبل ستة قرون، حيث غيرت الصحافة هذا الوضع المتمثل في الخطاب والقول وجهًا لوجه من خلال خطاب تم نقله، إلى خطاب تم بناؤه وتوضيبه، بعدما لم يعد السياسي على اتصال مباشر مع جمهوره المحتمل، وتم تعديل الخطاب، بحكم الأمر الواقع، وتبديله، وحتى تشويهه في بعض الأحيان، إذ كان السياسي في الماضي يلقي خطابه حاضرًا، ويختار المعلومات التي يريد نقلها ويغفل ما من شأنه أن يعرض سلطته للخطر. بيد أن الصحافة اليوم غيرت الوضع، حيث نصبت نفسها على أنها "بائع" للمعلومات العامة، لخدمة عامة الناس، وأصبح الحضور غيابًا، والغياب حضورًا. لقد تم نفي الجسد إلى خارج مدارات العاطفة والأخلاق، وتم اختزال الحضور في الصورة. فإذا كان صانع القرار السياسي بالأمس هو وحده صاحب سلطة الكشف عن المعلومات أو إخفائها، فإن وسائل الإعلام دخلت في المنافسة وحاولت قدر الإمكان تقديم هذه المعلومات ذات الطابع السياسي، كجزء من خدمة المواطن، ولشروط الديمقراطية لم يعد للسياسيين نفس التعريف لكلمة "إعلام"، مثلما لم يعد للصحافة والإعلام نفس الهدف والمهمة، فبات الفضاء العام يعيش قصفًا جويًا وأثيريًا للأخبار "الكاذبة" القادرة على تعزيز موقف بعض السياسيين والإعلاميين ضد بعضهم الآخر، على حد سواء، ما دام الفضاء العام مجالًا للخطاب ونقد الخطاب وللسلطة ونقيضها. كان السياسي بحاجة إلى أن يتم تقديمه من خلال وسائل الإعلام لجمهوره: مناصريه ومعارضيه، بشكل يثمن حضوره ويقوي من حظوظه في السلطة، عبر مصداقية الصحافة المكتوبة: الجريدة والمنشورات والدوريات، التي ارتكزت كلاسيكيًا على أخلاقيات المهنة، والتي لم تكن لتعبّر بوفاء عن صورته وحقيقته كما يشتهي، لكن مع اختراع الراديو والتلفزيون، سيجد الطريقة الصحيحة لاستعادة صورته، بصوته وصورته المباشرة أو المؤجلة، معبرًا عما يخالجه وعن مقاصده بالشكل الذي يريد، بيد أن صناعة الإعلام وغرف التحرير وضغوطات المستشهرين والمستثمرين قد جعلت السياسي، كما كل الفاعلين، بما في ذلك الأنظمة والدول، يخضع لخط التحرير، الذي ليس سوى سياسة المصلحة. إن وجوده كصوت أو كصورة أمام الكاميرات وفي مواقع التصوير بكامل طاقته منحه المزيد من القوة والثبات. لكن عوامل التوقيت والمكان المخصص له في الأستوديو، وتقنيات التحرير، وخطة التصوير، وموقع الكاميرا، والمقاطعات المتكررة للصحفي في الموقع قلصت من هذا الحضور الكلي، وقللت من طموحاته السياسية. فماذا يبقى إذن من خطابه، إن لم يكن ما يسمح له الوسيط ببثه، كما أشار بيير بورديو عن حق؟. ولذلك أصبح الإعلام مع التطور التقني بنية ثابتة من بنيات الخطاب الإعلامي والسياسي للفاعل السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي. بيد أن الأمر مختلف تمام الاختلاف حين نتكلم عن الإعلام الجديد، أو الإعلام الرقمي. وبالرغم من أن التلفزيون والراديو، وحتى الصحافة المكتوبة، في ظل العصر الرقمي، قد خسرت المزيد والمزيد من الأرض والسلطة، فإن الخطاب السياسي ما فتئ يسعى بشدة إلى الاستفادة من هذه التقنيات الجديدة، مع العلم كما يقول المارشال ماك لوهان إن "الوسيلة هي الرسالة". وكما يعتقد جاك أتالي، فإن "أداة الاتصال هي قبل كل شيء مصدر للسلطة"، لذا يحاول السياسي التكيف مع وسائل الإعلام الجديدة ومزاياها ونقاط قوتها. بيد أن هذه السلطة لم تعد المجال الخاص للسياسي، يفعل ما يريد، ومثلما يريد، وحيثما يريد، بل أصبح الفضاء العام المرقمن- وقد انتقلت الجماهير من الواقعي إلى الافتراضي- منافسًا وخصمًا للسياسي ينازعه سلطته ويوجه إستراتيجياته بشكل باتت السياسة فن تدبير الجماهير، وتوظيف الخوارزميات، وكل جاهل بالعالم الرقمي بات ضحية لشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، وعلى رأسهم المثقف الذي لم يعد قادرًا على مسايرة تطورات خطاب هذا الإعلام، بعدما تراجع صوته وصورته وتوالى حضوره إلى خارج مدارات الرقمنة والتفاعلية الرقمية، مقتصرًا على حضوره الورقي في زمن باتت القراءة في تراجع مستمر، وفي زمن برز فيه فاعلون جدد ومؤثرون، جعلتهم شبكات التواصل الاجتماعي نجوم المرحلة، بعدما تحولت الجماهير إلى وقود أشعلت نار النجومية والشهرة وتسويق المبتذل والعوالم السفلية لجسد شبقي وغرائزي وتثمين الفضيحة في ظل نظام التفاهة بتعبير آلان دونو، إلى حد بتنا نعيش فيه زمن المجتمعات الفضائحية. إن الخبر الذي ارتبط في الصحافة القديمة والكلاسيكية بالأحداث والوقائع، كما كانت تجري حقيقة في المكان والزمان، أصبح اليوم صناعة وفذلكة وتوضيبًا، فمن خلال تركيب الصور وتوضيب الفيديوهات وفبركتها أصبح الخبر حقيقة مبنية ومصطنعة، وهو ما اصطلح عليه بالأخبار الكاذبة، أو الزائفة، أو "الفايك نيوز". ومن هنا بات الإعلام الجديد صناعة خطيرة بمثابة سيف ذي حدين، وجب أخذ خطورته بعين الاعتبار في مجال السلطة والسياسة والفكر. أكيد أن الإعلام الجديد قد أسهم في دمقرطة العمل السياسي والأداء الاجتماعي لفاعليات المجتمع المدني، كما أسهم في تثمين النقد والمتابعة وفتح مجال الحوار والسجال على كافة المستويات، مما زاد من منسوب الثقافة السياسية للمواطنين، بيد أن شبكات التواصل الاجتماعي، وقد تحولت إلى منفذ ومصدر للمعلومات والأخبار، لم تعد مجرد فضاءات شخصية، بقدر ما باتت إحدى البنيات المتحكمة في صناعة الأخبار والإعلام، بما في ذلك الأخبار الزائفة والتعبئة الجماهيرية المضللة، والتي تنال من الأفراد والجماعات، مثلما باتت تنال من هوية الأمم والشعوب والدول. إن شبكات التواصل الاجتماعي وما تقتضيه من مشاركة جماهيرية مفتوحة على كل الاحتمالات التأويلية والدلالية، باتت اليوم تتبع توجهات وتوجيهات الخوارزميات الموغلة في التجييش والتعبئة الغوغائية، ما دام كل متبحر في هذه العوالم الرقمية يملك صوتًا وصورة وسلطة الخطاب، حيث منحت شبكات التواصل الاجتماعي للمجانين والحمقى والأغبياء صوتًا وسلطة بتعبير إمبرتو إيكو، وهو ما يحتم علينا اليوم بناء مصفاة أخلاقية وقيمية، معنوية وقانونية ومؤسساتية، تمنع كل انحراف للإعلام الجديد من الغرق في بحر الأخبار الزائفة والدعاية المغرضة التي تمس الحياة الخاصة للأفراد والجماعات، وتنال من سمعة الفاعلين في المجال العام، وفق ما بات يعرف بتلويث السمعة الرقمية، التي أصبح لها جنود ومرتزقة، اصطلح عليهم بـ "الذباب الإلكتروني"، بما يجعلنا أمام حرب مفتوحة. إعلان يقتضي ما سبق أن نعيد الاعتبار لأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام، من جهة، ووجوب إنفاذ القانون فيما يخص الأخبار الزائفة والدعاية المغرضة وتلويث السمعة الشخصية والسياسية والاجتماعية للفاعلين في المجال العام. ذلك أن الانتصار للتكنولوجيات الحديثة في مجال الصحافة والإعلام، وفي مجال الثقافة والفكر، لن يتم إلا عبر تفكيك نظام التفاهة، الذي يبدو أنه أصبح يقود العالم نحو الهاوية، خاصة إذا تكلمنا عن مجتمعاتنا السائرة نحو التخلف المستديم.


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
محللان: إقالات ترامب "قرصة أذن" لنتنياهو وخلافهما يبقى تكتيكيا
أخذ الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منحى جديدا بعد إقالة الإدارة الأميركية مسؤولين كبارا معروفين بتأييدهم لإسرائيل داخل البيت الأبيض. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر إسرائيلية وصفتها بالمطلعة أن نتنياهو يشعر بقلق إزاء هذه الإقالات، وهي خطوة تراها تلك المصادر أنها تعكس اتساع الهوة بين سياسات واشنطن وتل أبيب. وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي إن رسالة ترامب لنتنياهو مفادها "عليك إعادة الحسابات، وألا تقوم بأي محاولات تهدد أميركا وتزيد الخلافات مع حلفائنا بالشرق الأوسط". وأشار الشايجي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن شخصية ترامب وجماعة " ماغا" المؤيدة له تمكنه من المناورة أكثر عبر إرسال رسائل بأنه "منزعج من سياسة نتنياهو وسلوكه، وليس حق إسرائيل بالوجود والدفاع عن نفسها". ونقلت الصحيفة عن مصادر أخرى أن سبب الإقالات لا يتعلق بموقف من إسرائيل وإنما بأجندة "أميركا أولا"، التي تعكس رغبة ترامب في تقليص التأثيرات الخارجية على إدارته. بدورها، قالت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي إن الإقالات كانت متوقعة، لكنها فاجأت الجميع من حيث سرعتها بعد بضعة أشهر على بدء ولاية ترامب الثانية. ولفتت وقفي إلى تصريحات ترامب الذي قال إن إقالة الموظفين تتم عادة بسبب عدم الكفاءة أو الولاء لجهات أخرى أو أفراد آخرين، مما أثار مزيدا من التكهنات بشأن الربط بين الإقالات ونتنياهو. وطالت الإقالات مورغان أورتاغوس نائبة ستيفن ويتكوف المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، إضافة إلى رئيسة قسم إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي ميراف سيرن، والمدير الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا داخل المجلس إريك تريجر. وكانت إدارة ترامب قد أقالت مايكل والتز المعروف بولائه الشديد لإسرائيل من منصبه رئيسا لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. من جانبه، قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي إن قلق إسرائيل ينبع من أنها "لم تعد جزءا من صناعة القرار في الإدارة الأميركية"، مؤكدا أن الخلاف بين نتنياهو وترامب لم ينحصر بالإقالات بل يعود إلى قبيل زيارة الرئيس الأميركي إلى الخليج. وتريد واشنطن إيصال رسالة مفادها بأن مصلحة إسرائيل "لم تعد تُقدر من حكومة نتنياهو، بل من الولايات المتحدة وفقا لمصالحها"، من خلال إيجاد نوع من المواءمة بين المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، حسب الشوبكي. لكن الشايجي -وهو خبير بالشؤون الأميركية- شدد على أن الخلافات تبقى شكلية وتكتيكية حول طريقة التعامل مع قطاع غزة ومقترح وقف إطلاق النار. وكذلك، فإن نتنياهو يحرض على شن ضربة عسكرية ضد منشآت إيران النووية، في وقت يعطي فيه ترامب فرصة للمفاوضات للتوصل لاتفاق مع إيران. وأكد أن ترامب لا يمكنه قطع العلاقة مع إسرائيل والانقلاب عليها، رغم الخلافات مع نتنياهو بشأن قضايا المنطقة مثل حرب غزة و الملف النووي الإيراني. أما الشوبكي فقال إن هناك قلقا لدى نتنياهو وحكومته، لكن لم يصل إلى حد القول إن هناك انعطافة أميركية باتجاه إسرائيل. أوراق نتنياهو وفي ضوء هذا المشهد، وصف الشوبكي إقالات ترامب بأنها "قرصة أذن" لم تصل إلى حد الإطاحة بنتنياهو وإظهاره بمظهر العاجز في المجتمع الإسرائيلي. وأشار إلى أن نتنياهو قادر على تحمل هذا الوضع من خلال اللعب على "المساحة الرمادية" بعدم معارضة الإدارة الأميركية، وكذلك عدم التخلي عن أهدافه في غزة، مما يهدد استقرار ائتلافه اليميني الحاكم. وبشأن تداعيات هذا الخلاف، أعرب الشوبكي عن قناعته بأن الولايات المتحدة لا ترى بدائل متمكنة في إسرائيل لخلافة نتنياهو، إذ لم تظهر المعارضة القوة الكافية لكي تزيحه عن المشهد. أما الشايجي فأعرب عن قناعته بأنه في غياب إستراتيجية واضحة لدى ترامب وتباين آرائه بشأن حرب غزة ومفاوضات النووي الإيراني، فإن نتنياهو سيلعب على هذا الهامش. كذلك، يمكن للوسطاء العرب تشكيل قناة تواصل مع إدارة ترامب بلغة مغايرة -وفق الشوبكي- وفتح مسار جديد بشأن العلاقة مع واشنطن يكون مرتبطا بإنهاء الحرب على غزة.


العرب القطرية
منذ 4 أيام
- العرب القطرية
تدشين كتابي «د. ربيعة الكواري عاشق الصحافة» و«ترويدة»
الدوحة - العرب العماري: إصدارات جديدة توثق مسيرة مؤسس «العرب» نظّم المركز القطري للصحافة حفل توقيع لكتابين جديدين هما: 'د. ربيعة الكواري عاشق الصحافة والتراث' من إعداد الإعلامي بابكر عيسى، و'ترويدة' للكاتبة الصحفية هديل صابر، والذي يتضمّن مجموعة من المقالات السياسية التي تتناول تطورات المشهد الفلسطيني وتداعيات العدوان على غزة. أقيم الحفل في قاعة الأستاذ ناصر بن محمد العثمان بمقر المركز، بحضور عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والمثقفين والمهتمين بالحراك الثقافي في الدولة، في مشهد يؤكد الدور المتنامي للمركز في دعم الإنتاج المعرفي، وإثراء المكتبة الصحفية القطرية. وقال السيد صادق محمد العماري، المدير العام للمركز القطري للصحافة: 'نحتفل اليوم بتدشين كتابَين يضافان إلى رصيد المركز من الإصدارات النوعية، التي نهدف من خلالها إلى توثيق التجربة الصحفية، والتفاعل مع قضايا أمتنا وفي مقدمتها فلسطين'. وأوضح أن الكتاب الأول يتناول سيرة ومسيرة الدكتور ربيعة بن صباح الكواري، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة قطر، الذي يُعدّ من رواد الصحافة والفكر في الدولة، حيث يضم الكتاب مقالات مهمة كتبها الراحل ووثّق من خلالها سير عدد من الشخصيات القطرية التي كان لها أثر واضح في بناء المجتمع. أما الكتاب الثاني، فهو للزميلة هديل صابر من جريدة 'الشرق'، ويجمع مقالات سياسية كتبَتها خلال الأشهر الماضية حول فلسطين، بأسلوب أدبي سهل، استطاعت من خلاله إيصال صوت القضية الفلسطينية إلى القارئ العربي. وأشار العماري إلى أن 'ترويدة' جاء ثمرة لمبادرة أطلقها المركز الصيف الماضي لطباعة كتب الصحفيين، وهي مبادرة لاقت تجاوبًا كبيرًا من الصحفيين في قطر، حيث تقدم لها نحو 60 كاتبًا وصحفيًا، وتم اختيار عدد من الأعمال لطباعتها ضمن سلسلة إصدارات المركز، منها 'ذاكرة وطن' للزميل محمد المهندي، و'شخصيات قطرية' لعلي المحمود، و'يوميات صحفي سوداني' لصديق محيسي، إلى جانب عدد آخر من الكتب التي سترى النور تباعًا. وكشف مدير المركز القطري للصحافة عن أن المركز يخطط لإصدار مجموعة جديدة من الكتب قبل نهاية العام الجاري، من بينها كتب توثق السيرة المهنية والإنسانية لأسماء كبيرة في الصحافة القطرية، منهم: الأستاذ ناصر محمد العثمان، عميد الصحافة القطرية، والأستاذ عبدالله بن يوسف الحسيني، مؤسس مجلتي 'العهد' و'الجوهرة'، إلى جانب كتاب خاص بالراحل عبدالله بن حسين النعمة، مؤسس صحيفتَي 'العرب' و'العروبة'. وأضاف: 'نعمل حاليًا على إصدار أول قصة للأطفال تتناول الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، وستكون بداية لسلسلة تهدف إلى بناء وعي الطفل القطري منذ سن مبكرة، باستخدام أدوات إبداعية ومحتوى جذاب'. وأشاد العماري بالتعاون البنّاء بين المركز وعدد من الجهات الحكومية والثقافية، منها: المؤسسة القطرية للإعلام، ووزارة الثقافة ممثلة في إدارة المكتبات العامة ودار الكتب القطرية، بالإضافة إلى جامعة قطر، وعدد من الزملاء والشخصيات المهتمين بتوثيق تاريخ الصحافة القطرية. من جانبه، استعرض الإعلامي بابكر عيسى أبرز محطات كتابه، مشيرًا إلى أن الدكتور ربيعة الكواري لم يكن مجرد أكاديمي، بل كان شغوفًا بالتوثيق وأدب الطفل منذ وقت مبكر. وقال: 'الحديث عن د. ربيعة لا تفيه كتب، لكننا حاولنا في 350 صفحة أن نرسم ملامح من سيرته وتاريخه الغني'. وأوضح أن أسرة الراحل زوّدته بنسخة من سيرته الذاتية بخط يده، وعدد من المؤلفات النادرة، وهو ما أسهم في إثراء محتوى الكتاب وإخراجه بصورة تليق بمكانة الراحل في الساحتين الإعلامية والثقافية. أما الكاتبة الصحفية هديل صابر، فأوضحت أن عنوان كتابها مستلهم من الفولكلور الفلسطيني، الذي كان يُستخدم كرسالة مشفّرة في وجه الاستعمار البريطاني، ثم لاحقًا في سجون الاحتلال. وقالت: 'ترويدة هي أبسط أدوات المقاومة التي أملكها كصحفية، وهي سلاحي الشخصي في مواجهة الظلم'. وأضافت: 'الكتاب يضم 50 مقالاً سياسيًا كتبتها بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، بأسلوب أدبي بعيد عن الجفاف، مع الاستناد إلى شهادات تاريخية ومراجع مثل د. عبدالوهاب المسيري وعصام السخنيني، لإيصال صوت غزة بشكل واضح وإنساني'. وقد عبّر عدد من الإعلاميين والمثقفين الحاضرين عن إعجابهم بجودة المؤلفَين وأهمية موضوعَيهما، مشيدين بدور المركز القطري للصحافة في التوثيق وإثراء الحياة الثقافية في الدولة، مؤكدين أن هذه المبادرات تشكل ركيزة مهمة لحفظ الذاكرة الصحفية وتعزيز الدور الثقافي للإعلام القطري.