
الخوف من العطش.. تغيرات المناخ تنعش صناعة تحلية المياه عالميا
وباتت تحلية المياه ضرورة بسبب تقلبات المناخ ونضوب مصادر المياه الجوفية، ما دفع الحكومات لاستثمار مليارات الدولارات في تطوير محطات التحلية.
قبرص مثال لنذرة المياه
وأفاد التقرير بأن قبرص -على سبيل المثال- ستضطر هذا الصيف إلى استيراد الطماطم والبطيخ ومنتجات أخرى كانت تُزرع محليا منذ زمن طويل بعد أن بات ري المحاصيل مستحيلا.
وقد خفضت الحكومة تخصيصات المياه الزراعية إلى النصف، وأدى هذا إلى قطع المياه عن المحاصيل الموسمية تماما.
ومع تغيّر المناخ وتراجع مصادر المياه الجوفية، تتسابق الحكومات عالميا للبحث عن حلول لضمان استمرار تدفق المياه، وهذا ينعش صناعة التحلية التي من المتوقع أن تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار بحلول عام 2027، مقارنة بأقل من 15 مليارا في 2024، وفق الصحيفة.
وأدّى ضعف الاستثمارات في قبرص وتشتّت السياسات والاعتماد على الأمطار إلى اقتراب النظام المائي من حافة الانهيار؛ إذ لم تكن خزانات البلاد الرئيسية الـ18 مملوءة سوى بنسبة 21.7 % في يونيو/حزيران الماضي، مقارنة بـ97% قبل 5 سنوات.
وأوضح التقرير أن الاعتماد على التحلية كثيفة الطاقة بات الخيار الوحيد المطروح، إذ تمتلك قبرص 4 محطات تحلية كبرى تُشغّلها خلال أزمات المياه، وتطمح وزيرة الزراعة ماريا باناجيوتوبو إلى تلبية كافة احتياجات الشرب عبر التحلية خلال عامين إلى 3 أعوام، من خلال التشغيل الدائم للمحطات.
الإجهاد المائي
قبرص ليست وحدها؛ فهي واحدة من عدد من الدول في منطقة متسعة من الإجهاد المائي تمتد من الهند إلى أميركا الشمالية وتشمل أجزاءً من المحيط الهادي وجنوب أفريقيا؛ إذ يعيش شخص من كل 10 في بلد يعاني من "إجهاد مائي مرتفع وحرج" بحسب الأمم المتحدة.
ولقد تطورت تقنية التحلية كثيرا في العقود الأخيرة وفق التقرير، وانتقلت من غلي مياه البحر إلى التناضح العكسي، الذي يعتمد على أغشية دقيقة لفصل الملح.
إعلان
ويُقدّر البروفيسور نضال هلال، مدير مركز أبحاث المياه في جامعة نيويورك أبو ظبي، أن قدرة التحلية العالمية تنمو سنويا بمعدل 6 إلى 12%.
ولكن سواء باستخدام الغليان أو التناضح العكسي، تبقى مشكلتان: الحاجة الهائلة للطاقة، وطرح محلول ملحي كثيف مضر بالبيئة.
ومع تزايد الطلب، تضخ الشركات والحكومات -خاصة في الشرق الأوسط – مليارات الدولارات لتوسيع البنية التحتية للتحلية، رغم آثارها البيئية الضارة.
تطورت تقنية التحلية كثيرا في العقود الأخيرة، وانتقلت من غلي مياه البحر إلى التناضح العكسي، الذي يعتمد على أغشية دقيقة لفصل الملح.
وأوضح التقرير أن المجتمعات المحيطة بالخليج هي القوة الدافعة وراء تحديث تحلية المياه؛ إذ يعتمد وجودها على هذه العملية.
وتمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا القاحلة اليوم حوالي 70% من القدرة العالمية لتحلية المياه، وفقا لمرصد الاقتصاد الأزرق للاتحاد الأوروبي.
واليوم، يمكن لأكبر محطات المنطقة إنتاج كمية كافية من المياه لتزويد أكثر من مليون شخص.
ويعتبر البحر في الخليج "أصعب ماء يمكن تحليته على الكوكب"، وفقا لنضال هلال من جامعة نيويورك أبو ظبي، فالخليج شبه المغلق أكثر ملوحة من المسطحات المائية الأكبر والأكثر انفتاحا مثل المحيط الأطلسي.
التناضح العكسي لتحلية المياه
وحاولت صناعة تحلية المياه تقليل استهلاك الطاقة عن طريق التحول إلى التناضح العكسي، كما في محطة "بركاء 4" في عُمان، والذي يعد أقل استهلاكا للطاقة؛ فهو يستهلك ربع أو خمس طاقة التحلية الحرارية.
وقد أدى تقليل استهلاك الطاقة إلى جعل إنتاج الماء المحلى أقل تلويثا من حيث انبعاثات الغازات الدفيئة، وقلل تكاليف الإنتاج.
وتعد الشركة الفرنسية متعددة الجنسيات التي تبلغ قيمتها 22.4 مليار يورو واحدة من شركات المرافق والهندسة التي تستفيد من تزايد هشاشة المياه في العالم؛ إذ تؤكد الشركة أن 18% من قدرة التحلية العالمية تعمل بالفعل على تقنيتها.
تمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا القاحلة اليوم حوالي 70% من القدرة العالمية لتحلية المياه، وفقا لمرصد الاقتصاد الأزرق للاتحاد الأوروبي.
وهناك آمال في أن يصبح التناضح العكسي لتحلية المياه أكثر كفاءة في استخدام الطاقة. ففي الولايات المتحدة، يتم تجربة تحلية مياه أعماق البحر باستخدام ضغط المحيط نفسه لدفع مياه البحر عبر الأغشية.
غير أن فوائد التحلية الأقل تكلفة لا يتمتع بها الجميع؛ إذ تستخدم قبرص التناضح العكسي لكنها تستورد الوقود الأحفوري لتشغيله، وهذا يعني أن كل متر مكعب يكلف 1.50 يورو لإنتاجه، أي ما يقرب من 5 أضعاف تكلفة محطة حصيان في دبي.
وتخطط الحكومة القبرصية لاستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل محطات الضخ، لكن ضيق المساحة وضعف قدرة الشبكة الكهربائية يعوق ذلك.
وأفاد التقرير أن الخليج لا يزال يعتمد على التكنولوجيا القديمة؛ إذ تحصل دبي على 86% من مياهها المحلاة من التقطير الحراري.
وتقول الشركات في المنطقة إنها تريد تغيير هذا الوضع والاتجاه نحو استخدام التناضح العكسي، لتقليل استخدام الوقود الأحفوري.
ووفق التقرير تؤكد صوفي برتراند، نائبة مدير التنسيق التجاري في شركة "سويز إنترناشونال"، أن استخدام الطاقة المتجددة يخفف الأثر البيئي لتحلية المياه بالتناضح العكسي في ظل التخلص التدريجي من محطات التقطير، مشيرة إلى أن معظم المناقصات الحالية تحدد التناضح العكسي كخيار رئيسي.
وأوضح التقرير أن محطات التحلية حول العالم تنتج نحو 150 مليون متر مكعب من المحلول الملحي يوميا، وفقا لأبحاث علمية.
وغالبا ما يُعاد تصريف هذا السائل الكثيف والمعكّر إلى البحر. وقد ربطت إحدى الدراسات بين المحلول الملحي الناتج عن التحلية وتبيّض الشعاب المرجانية في خليج العقبة، في حين كشفت دراسات أخرى عن تأثيرات سلبية على الكائنات البحرية في قاع البحر قرب نقاط التصريف.
محطات التحلية حول العالم تنتج نحو 150 مليون متر مكعب من المحلول الملحي يوميا، وفقا لأبحاث علمية.
شراكات ناجحة في الخليج
وفي الخليج، الذي يغذي أكثر من 800 محطة تحلية، أثار تصريف المحلول الملحي مخاوف من ارتفاع تركّز الملوحة وتأثيره على الأنواع الحساسة.
ويشير التقرير إلى أن أكاديميين في السعودية، أكبر منتج للمياه المحلاة، يحاولون معالجة مشكلة المحلول الملحي. ويعمل البروفيسور تشيبينغ لاي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على استخراج عناصر ذات قيمة تجارية مثل الليثيوم والبوتاسيوم.
ونقل التقرير عن لاي تأكيده على أن استخراج الليثيوم من المحلول قد يُعزز الجدوى الاقتصادية لحل المشكلة.
وتقول براكليانوف، الرئيسة التنفيذية لشركة "فيوليا"، إن دول الخليج اعتمدت نماذج ناجحة لتمويل مشاريع التحلية، تعتمد غالبا على شراكات بين القطاعين العام والخاص بآليات تمويل واتفاقيات شراء محددة.
وتقول شركة "فيوليا" إن سوق الشرق الأوسط كان الأسرع نموا العام الماضي عبر مختلف خدماتها. وتُعد "تقنيات المياه" من أسرع خدماتها نموا عالميا؛ إذ بلغت مبيعاتها نحو 5 مليارات يورو خلال العام الماضي.
ويخلص التقرير إلى أن التحلية ليست الحل الوحيد لأزمة المياه، إذ تستثمر الدول أيضا في تطوير البنية التحتية. فالبنك الأوروبي للاستثمار موّل مشاريع في إسبانيا بـ400 مليون يورو لتحديث شبكات المياه، وأنفقت كاليفورنيا 63 مليون دولار على إعادة التدوير والتخزين، في حين أطلقت اليونان مشاريع عاجلة تشمل التوعية ودمج مزودي الخدمة لتعزيز الكفاءة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
ترامب: مصارف كبيرة رفضت التعامل معي بعد ولايتي الأولى
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -أمس الثلاثاء- أنّ مصارف كبرى عديدة في الولايات المتّحدة رفضت التعامل مع شركاته بعد ولايته الأولى، معتبرا موقفها نتيجة انتهاجها سياسة تمييزية مناهضة للمحافظين. وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن بي سي" التلفزيونية إنّ هذه المصارف "تمارس تمييزا ضدّ العديد من المحافظين" متّهما بالاسم مصرفيْ "جي بي مورغان تشيس" و"بنك أوف أميركا". وأوضح أنّ "جي بي مورغان تشيس" أخبره بعد انتهاء ولايته الأولى أن "أمامه 20 يوما لوقف تعاملاته المصرفية" مع البنك. وأضاف الملياردير الجمهوري أنّه عندما حاول فتح حسابات لدى "بنك أوف أميركا" قوبل بالرفض كذلك. وتحدثت تقارير صحفية أن ترامب يتّجه لإصدار أمر تنفيذي "للتصدّي لهذه الممارسات" وأضافت أن "شخصيات من اليمين الأميركي تتعرض منذ فترة لمثل هذا التمييز" من مؤسسات مصرفية. وأشار ترامب إلى أنّ رفض التعامل معه حدث بعد ولايته الأولى، وعلى الأرجح بعد اقتحام حشد من أنصاره مبنى الكابيتول في واشنطن في يناير/كانون الثاني 2021، مما أثار انتقادات حادّة ودفع العديد من الجهات إلى النأي بنفسها عنه. وأكّد الرئيس أمس أنّه اتّصل مباشرة بكلّ من جيمي ديمون رئيس "جي بي مورغان" وبراين موينيهان رئيس "بنك أوف أميركا" ليتدخلا لصالحه، لكنّ محاولاته باءت بالفشل إذ لم يعدّل المصرفان موقفيهما. وأكد "بنك أوف أميركا" في وقت سابق أنّ "المعتقدات السياسية ليست عاملا في اتخاذ قرار بإغلاق حساب". وحسب "وول ستريت جورنال" أعدّ البيت الأبيض أمرا تنفيذيا رئاسيا يهدف إلى الضغط على البنوك التي يعتبر أنها تمارس تمييزا ضد المحافظين. وأّكدت الصحيفة أنّها اطّلعت على مسودة هذا الأمر التنفيذي، مشيرة إلى أنّ الرئيس قد يوقّعه هذا الأسبوع ما لم تغيّر الإدارة موقفها.


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
الذهب يهبط مع صعود الدولار وتهديدات ترامب ترفع النفط
تراجعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء مع صعود الدولار قليلا، بينما أحجم المستثمرون عن القيام برهانات كبيرة قبل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تعيينين في مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي). وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.28% إلى 3371.30 دولارا للأوقية، في أحدث تعاملات، بعد أن سجل أعلى مستوى في أسبوعين تقريبا أمس الثلاثاء، وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3424.80 دولارا. وانتعش الدولار من أدنى مستوى في أسبوع، الذي سجله في الجلسة السابقة، مما قلل من جاذبية الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. ونقلت وكالة رويترز عن العضو المنتدب في "غولد سيلفر سنترال" بسنغافورة، برايان لان، قوله "نرى أن أسعار الذهب تتماسك وهي في الواقع في اتجاه الصعود الطفيف". وأضاف "نتوقع أن يقترب الذهب في الواقع من أسعار أعلى مثل 3393 دولارا وقد نراه يصل إلى 3400 دولار". وقال ترامب أمس الثلاثاء إنه سيعلن قراره قريبا بشأن بديل لأدريانا كوغلر، وهي عضو في مجلس محافظي الاحتياطي الفدرالي قررت التنحي مبكرا، وكذلك عن اختياره للرئيس القادم للبنك المركزي. وبحسب أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة "سي إم إي" فإن احتمالات خفض الفائدة قد تبلغ في سبتمبر/أيلول المقبل 87% تقريبا، وذلك بعد بيانات نمو التوظيف التي صدرت يوم الجمعة وجاءت أضعف من المتوقع، والتي أقال ترامب على إثرها مفوضة مكتب إحصاءات العمل. وفيما يتعلق بالتجارة هدد ترامب مجددا بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات من الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، في حين وصفت نيودلهي هجومه بأنه "غير مبرر" وتعهدت بحماية مصالحها الاقتصادية. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، جاء أداؤها كالتالي: استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 79.79 دولارا للأوقية. ارتفع البلاتين 0.3% إلى 1327.41 دولارا. انخفض البلاديوم 0.26% إلى 1174.22 دولارا. النفط من جهة أخرى ارتفعت أسعار النفط منتعشة من أدنى مستوى في 5 أسابيع (المسجل أمس) وسط مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الهند بسبب مشترياتها من الخام الروسي. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 0.87% إلى 68.23 دولارا للبرميل، في أحدث تعاملات وقت كتابة التقرير، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.83% إلى 65.69 دولارا للبرميل. وانخفض كلا الخامين بأكثر من دولار أمس الثلاثاء مسجلين أدنى مستوى في 5 أسابيع عند التسوية، ومتكبدين خسائر لرابع جلسة، بسبب المخاوف من فائض المعروض بفعل زيادة إنتاج أوبك بلس المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل. وقال الخبير الاقتصادي لدى نومورا للأوراق المالية، يوكي تاكاشيما إن المستثمرين "يقيمون ما إذا كانت الهند ستقلل مشترياتها من الخام الروسي ردا على تهديدات ترامب، مما قد يؤدي إلى تقليص المعروض، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك سيحدث بالفعل". وأضاف "إذا ظلت واردات الهند ثابتة، فمن المرجح أن يبقى خام غرب تكساس الوسيط في نطاق بين 60 و70 دولارا لبقية الشهر". واتفق تحالف أوبك بلس -الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها-، يوم الأحد على زيادة إنتاج النفط بـ547 ألف برميل يوميا في سبتمبر/ أيلول، وهي خطوة ستنهي أحدث خفض للإنتاج في وقت مبكر عما كان مخططا له. وتضخ "أوبك بلس" حوالي نصف النفط العالمي، وكانت قد قلصت إنتاجها سنوات لدعم السوق، لكنها أقدمت على سلسلة من الزيادات المتسارعة في الإنتاج هذا العام لاستعادة حصتها السوقية. وقد تضطرب تدفقات الإمدادات بسبب مطالب الولايات المتحدة للهند بالتوقف عن شراء النفط الروسي، في حين تحاول واشنطن دفع موسكو لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا ، إذ قد تدفع هذه المطالب شركات التكرير الهندية إلى إيجاد بدائل ويعاد توجيه الخام الروسي إلى مشترين آخرين. وهدد ترامب أمس الثلاثاء مجددا بفرض رسوم جمركية أعلى على السلع الهندية في الساعات الـ24 المقبلة بسبب مشتريات البلاد من النفط الروسي، وقال ترامب أيضا إن انخفاض أسعار الطاقة قد يضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا. ووصفت نيودلهي تهديد ترامب بأنه "غير مبرر" وتعهدت بحماية مصالحها الاقتصادية. وأشار تاكاشيما أيضا إلى البيانات المتعلقة بمخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، باعتبارها داعمة لسوق النفط. وقالت مصادر نقلا عن أرقام معهد النفط الأميركي أمس الثلاثاء إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفضت 4.2 ملايين برميل الأسبوع الماضي، وكانت التقديرات في استطلاع أجرته رويترز قد أشارت إلى انخفاضها 600 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس/ آب. ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية بياناتها الأسبوعية عن المخزونات اليوم الأربعاء.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
رسوم ترامب الجمركية تعزز تفوق الصين في معالجة النحاس
قال تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن مسؤولين تنفيذيين كبارا في قطاع التعدين حذروا من أن رسوم دونالد ترامب على النحاس تُهدد بتعزيز هيمنة الصين على قطاع الصهر بدلا من تشجيع معالجة المعادن في الولايات المتحدة. وتُعدّ الرسوم البالغة 50% على بعض واردات النحاس -والتي أُعلن عنها الأسبوع الماضي- جزءا من مساعي الرئيس الأميركي لتطوير صناعة محلية وإنهاء اعتماد أميركا على الصين في العديد من المعادن الأساسية. لكن المسؤولين التنفيذيين والمحللين في قطاع التعدين قالوا إن رسوم النحاس لن تكون كافية لتوفير حافز لمصاهر النحاس الأميركية الجديدة، وهي منشآت كثيفة الاستهلاك للطاقة استثمرت فيها الصين مبالغ طائلة. ولدى الولايات المتحدة مصهران عاملان فقط، بينما تمتلك الصين العشرات. ونقلت فايننشال تايمز عن دنكان وانبلاد، الرئيس التنفيذي لشركة التعدين الكبرى "أنغلو أميركان"، قوله -بعد الإعلان عن تفاصيل الرسوم- إن تكلفة بناء مصاهر النحاس في الولايات المتحدة ستكون "مرتفعة بشكل غير عادي مقارنة بالمتوسط". وأضاف "عندما تتلاشى هذه التداعيات، سيتبين أن كل ما فعلناه هو ترسيخ بيئة تضخمية أكثر بكثير على المستوى العالمي". طاقة غير كافية وقال رئيس مجموعة "فورتسكيو ميتالز" الأسترالية للتعدين أندرو فورست إن الرسوم الجمركية"ستمنع نمو التصنيع في أميركا الشمالية" وستؤدي إلى "تصدير" الوظائف والصناعة، مضيفا أن تلك الرسوم "إيذاء للنفس". وفي حين أن الولايات المتحدة تُنتج بعض خام النحاس، فإنها لا تملك طاقة صهر كافية لتكرير كل النحاس الذي تستهلكه. وأعلن البيت الأبيض في 30 يوليو/تموز أن رسوما جمركية بنسبة 50% ستُطبق على منتجات النحاس شبه المصنعة مثل الأنابيب والأسلاك والكابلات، لكنه استثنى معدن النحاس المكرر من الضريبة، وهي خطوة صدمت الأسواق. إعلان وحسب مجموعة دراسة النحاس الدولية، استحوذت الصين ابتداء من عام 2023 على أكثر من 50% من إنتاج مصاهر النحاس العالمية، تليها اليابان بنسبة 7% وتشيلي بنسبة 5% وروسيا بنسبة 4%. ونصّ الأمر التنفيذي الصادر عن ترامب الأسبوع الماضي على ضرورة فرض الرسوم الجمركية نظرا "للتهديد المستمر بإغلاق المزيد من منشآت إنتاج النحاس المحلية"، إلى جانب "الممارسات التجارية غير العادلة في الخارج"، التي "أضعفت تكرير وصهر النحاس في الولايات المتحدة". تحد كبير لكن كاثلين كويرك، الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة "فريبورت ماكموران" الأميركية لإنتاج النحاس، قالت في يوليو/تموز إنه "ليس من المؤكد إمكانية تحقيق إنتاج عال من النحاس المكرر بسرعة كبيرة"، مضيفة أن بناء مصهر جديد في الولايات المتحدة سيكون "تحديا كبيرا"، مشيرة إلى أنها استثمارات طويلة الأجل. وأعربت شركة "نورسك هيدرو" الأوروبية لإنتاج الألمنيوم عن هذه المخاوف، مشيرة إلى أن الاستثمار في المصاهر "لا يمكن أن يتم على أساس التعريفات الجمركية وحدها، والتي قد تختفي بسرعة". وأدى ارتفاع طاقة صهر النحاس الصينية إلى نقص في الخام الذي يغذي المنشآت، حتى إن بعض المصاهر تدفع تكاليف معالجة الخام لمواصلة العمل بالنظر إلى كلفة المنشآت وصعوبة إيقافها، وغالبا ما لا يُعاد تشغيلها بعد ذلك. واضطرت مصاهر أخرى إلى الإغلاق بسبب المنافسة من الصين، بما في ذلك مصهر "باسار" التابع لشركة "غلينكور" في الفلبين، وقال أحد المديرين التنفيذيين إنه إذا اضطرت المصاهر إلى دفع ثمن الخام، فإن المزيد منها خارج الصين لن تصمد. وقال إيرك هايمليش رئيس قسم إمدادات المعادن الأساسية في مجموعة تحليل السوق "سي آر يو" إن الطاقة الإنتاجية الصينية ستستمر في النمو بينما قد تتقلص الطاقة الإنتاجية في أماكن أخرى. وأضاف أن "الجهات الفاعلة المملوكة للدولة (الصينية)، وهي الجهات الفاعلة الكبرى، قادرة على تحمل ظروف السوق القاسية لفترة طويلة جدا"، وفي يونيو/حزيران ارتفع نشاط صهر النحاس في الصين 1% وانخفض بأكثر من 2% في أماكن أخرى، وفقا لشركة البيانات "إيرث آي". وقال أحد تجار النحاس إنه لكي تتمكن الولايات المتحدة من بناء قطاع نحاس محلي مكتف ذاتيا، ستحتاج إدارة ترامب إلى تسريع إصدار تراخيص لمنشآت جديدة، وتشجيع بناء المصاهر بدعم طويل الأجل مثل الإعفاءات الضريبية، وحظر تصدير خردة النحاس، التي تذهب كميات كبيرة منها إلى الصين، مضيفا أن "الرسوم الجمركية وحدها لن تُجدي نفعا". وفي إطار إعلان الرسوم الجمركية هذا الأسبوع، قالت الإدارة الأميركية إنها ستشترط بيع ربع خردة النحاس عالية الجودة المنتجة في الولايات المتحدة محليا. وقال دانيال هاينز كبير إستراتيجيي السلع في بنك "إيه إن زد" إن "العقبات التي يضعها ترامب أمام السوق الأميركية ستُسهل على الصين على المدى الطويل تعزيز هيمنتها في العديد من هذه الأسواق".