logo
اللعب بالنار الأهلية

اللعب بالنار الأهلية

المدن٠٣-٠٥-٢٠٢٥

يجري زمن الأحداث، فلا تتحرّك مياه الحكاية اللبنانية. يُظْهِرُ المواطنون "الافتراضيّون" ثباتًا مدهشًا في سكون الكلام، ولا تهتزُّ "قصباتُ" نصوصهم، في حين أن مَدَّ الموجِ العاتِي يُلقي بالنصوص على رمال الشطآن. تبدو اللحظة المعيشة، ساقطةً من حساباتِ العيش، ويبدو إطارُ الصورة المحيطة بالأحياء، فراغًا، فلا تلتقطُ دواخلَه أعينُ المنشغلين عن الصورة، بأوهام أُطُرٍ وصُوَرٍ مفارقة لأصل الإطار الواقعي، وللبعد اليومي الذي تنتمي إليه الصورة.
الانشغالُ عن الموضوع، بما يقعُ خارجَ الموضوع، تطلعُ منه نتائجُ وخلاصات لا تتجاوز "مَوْرِدَ" أصحابها، ولا تتعدَّى سقفَ أهلها، الفقير ارتفاعًا، والمكبّل بأثقاله اجتماعًا.
رَسْمُ الإطار والصورة، بخطوط نافرة عارية، وبألوان متداخلة صافية، ليسَ في متناول الأهليّاتِ اليوم، مثلما لم يكنْ في متناولهم بالأمس، لذلك تُلْقَى مسؤوليةُ الرسم والتلوين، على عاتق من يقف قرب جملةٍ سياسية مشتركة "عابرة"، تقتضيها لحظة الاشتباك السياسي الأهلي، الراهنة.
والحال، ما المشتركُ الممكن الذي يمكن استنقاذه من "الخِلافي" العام؟ وما الأولويّاتُ المصيرية الداهمة، التي يجب تقديمها على الفرعيّات، من دون تجاهل لهذه الأخيرة، ومن دون إقصاء لمعانيها، أو لحساسيتها، في الأعراف الأهلية اللبنانية المعلومة.
العدوانية الدوليّة:
قراءة الوضع الدولي الراهن، عنوان للنقاش المشترك الذي يتطلب خطوط تفاهم متقاطعة حوله، فلقد بات واضحًا، وأكثر من أية فترة ماضية، أن الدولي يحتلّ مكانًا مقرّرًا في البنيات الوطنية، وأنّه يتحكم بالشطر الأوسع من عوامل استقرارها.
تحتل النزعة العدوانية المقام الأول في سياسة" الدولي"، وتتصدر الولايات المتحدة الأميركية هذه النزعة، بقيادة "الترمبية" التجاريّة، التي تجادل اليوم في "الأسعار والأجور والأرباح"، مثلما تجادل في جغرافيا الكيانات الوطنية، وفي سيادتها وفي ثرواتها.
الحرب التجارية التي أعلنتها الإدارة الأميركية، يجوز وصفها بالحرب العالمية الثالثة، حيث السلاح الأهم الضرائب والرسوم والعقوبات، ومن ثمّ الأسلحة النارية التقليدية، مباشرةً أو بالواسطة. ليس غريبًا عن السياق القول، إنها حرب "التدمير" الاقتصادي الشامل، لاستتباع كل اقتصاد، ما دامت حرب أسلحة "الإفناء المتبادل" متعذرة.
استرجاعيًّا، وللتذكير والذكرى، أشعلت العدوانية الرأسمالية الحربين العالميتين، الأولى والثانية، من أجل اقتسام البلاد وما ومن عليها، وتشبّهًا بالبارحة، واستنساخًا لأهدافها، تخوض الرأسمالية حرب سيطرة ناعمة وخشنة، على "العالم" وعلى أهله وعلى موارده.
تظهير اللحظة، يضع أمام من يريد أن يرى، صورة إعادة صياغة للمصالح، وإعادة ترسيم للكيانات، وإعادة تعريف للمشتركات التي صاغها المنتصرون بعد الحرب العالمية الثانية، وإعادة تعريف واعتراف، أو نفي لاعتراف، بشعوب كاملة وبأوطان تامّة.
تحت سماء هذه العدوانية، التي تتحرّك من دون ضوابط ولا قيود، ما هو الموضوع الضروري اللازم، الذي يجب أن يحرص الجميع على سلامة استقامة مندرجاته؟ لعلّه الحفاظ على ثبات الكيانات الوطنية، وحمايتها من التفتيت والتجزئة، وتحصينها في وجه تداعيات انفلات العدوانية، من خلال توفير مقوّمات الحصانة الوطنية الداخلية، ومن خلال المبادرة إلى سدّ المنافذ التي قد يتسرّب منها كَمٌّ من التداعياتٍ السلبيّة لأحداث المحيطين، العربي والإقليمي.
تقهقر الوطنيات العربية:
تلازم قراءة اللوحة العربية، مع قراءة اللوحة الدولية، شرط استكمالي للوصول إلى التدقيق في اللوحة الأهلية اللبنانية. في المجال العربي، ومن دون افتئات على الواقع، دخلت الأحوال العربية في مرحلة تقهقر متوالية تظهر علاماتها في تبدّل عناصر الروابط العربية المشتركة، وتقدّم المعالجات الفردية المحلية على الالتفات إلى ضرورات المعالجات الجمعيّة.
بداية التدهور الثاني للوضع العربي العام، كانت مع هزيمة الجيوش العربية في حرب 1967 ضد إسرائيل، فهذه أدّت في جملة ما أدّت إلى تراجع الطموحات الوحدوية، وإلى فشل التجارب الموسومة "بالإشتراكية"، وإلى خيبة جمهور "الثورة" من النتائج الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزتها الثورة. فشل الوعود، عوّضته الأنظمة بالقمع المنظّم، وبخنق الحريّات، وباستبداد تعددت نسخه، وتشابهت أفعاله، والنتائج المقيتة لهذه الأفعال.
انهيار المجموع العربي، أخذ البلاد إلى التبعيّة المالية والسياسية، ودفع البلاد نحو أزمات متفجّرة، اتخذت أشكالاً من الحروب الأهلية، المضبوطة والمنفلتة من كل عقال. شواهد ذلك ما زالت ماثلة للعيان، حيث القتال الأهلي ما زال مستمرّاً، وحيث الصراع الداخلي ما زال مفتوحاً، في أكثر من بلد عربي، بعد أن صمتت أصوات الأسلحة القتالية.
لقد فقدت الوطنيات العربية أجزاء هامّة من مناعتها، حيال الوضع الدولي، وحيال الصراع مع المشروع الإسرائيلي، وفي موقعها من الصراع مع المشروع الإيراني.
مواضع ضعف المناعة واضحة وجليّة في الاقتصاد وفي الاجتماع وفي اللحاق بركب التقدم التكنولوجي. ما يتوالى اليوم على شاشة الأحداث يقدم أدلّة دامغة على ذلك. مثال الحرب الإسرائيلية على لبنان وعلى غزّة واحد من الأدلة، والهجمات الأميركية في اليمن، وتهديد إيران بأقسى العواقب، دليل آخر، واضطرار المستهدفين من عرب وعجم، ومن شرق وغرب، إلى الانحناء للعاصفة، هو دليل إضافي على الآثار العملية التي نجمت عن الفاصل التكنولوجي الهائل، الذي صنع مسافة زمنية شاسعة بين التابع والمتبوع.
عود إلى التلازم بين سطوة الدولي، وكبوة العربي، للقول إن المدى الذي يضم العربي والإقليمي، يتحسس رقاب بلاده، لذلك تندّ عنه إشارات انخراط في صفّ الانضباط، من دون كبير مشاكسة لن تصل بالمشاكس إلاّ إلى المزيد من الخسائر، في ظل اللوحة الراهنة لتفوّق العوامل الدولية.
الفوضى اللبنانية:
اللبنانيون الذين يسعون إلى انتظام ما، يسلكون إلى ما يدّعون أنهم يجدّون في طلبه، دروباً غير متقاطعة، بحيث لا يوصل حاصل المسير إلى نقطة استراحة مشتركة. في غمرة هذه الفوضى، لا يبدو أن اللبنانيين على دراية بما يدور حولهم، فإن لم يصح الظن بلا درايتهم العامّة، صحّ "العلم" بدرايتهم المتفرقة التي يستند إليها كل فريق من أبناء الداخل.
هكذا نقترب من القول: إن كل طرف لبناني يهتم بما يناسب "خصوصيته"، ويُهمل ما يخص خصوصية الآخر، لذلك، يصير الدولي والإقليمي والعربي، عنصر استقواء في البحث الخصوصي الفردي، أي عنصر تباعد، بديلاً من أن تكون له قوّة الدفع الإيجابي لجداول الأهليّات المتفرقة، في سعيها إلى ابتكار مصبّ مشترك لمجاريها المتعدّدة.
ولأن للقول صلة، لا بأس من ذكر المواضيع الإشكالية التي استعادت زخمها بعد حرب الإسناد التي خاضها حزب الله في الجنوب، وبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في تشرين الفائت من العام الماضي، وفي ظل استمرار الأعمال العدوانية الإسرائيلية من دون رادع، وفي خرق فاضح كما نصّ عليه اتفاق وقف الأعمال القتالية.
ذكر المواضيع غايته فتحها على مصاريعها، من السلاح ونزعه أو احتوائه، أو إهماله، إلى الدولة وبنائها، إلى الانقسام لغةً وسياسةً ومواقفَ لامست حدود العداء... إلى انفراط الشعور الجمعي، بملامحه الإنسانية، أو بروابطه الوطنية التي لا تترك مجالاً للشماتة، أو للتخوين، أو استسهال دعوة العدو إلى تحطيم بشر وحجر "الشركاء" المختلفين.
في زمن مختلف، يختلف القول والشرح والأهداف. في هذا الزمن المختلف، كيف سيتصرف اللبنانيون لكي يصيروا لبنانيين، وليبقى لهم لبنان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رفع العقوبات لم يكن مكافأة بل شرطاً للنجاة
رفع العقوبات لم يكن مكافأة بل شرطاً للنجاة

المدن

timeمنذ 3 ساعات

  • المدن

رفع العقوبات لم يكن مكافأة بل شرطاً للنجاة

من السهل أن نُحمل السياسة مسؤولية الدمار، لكن الأصعب أن ندرك أن الاقتصاد حين يُخنق، يُحول المجتمعات إلى عبوات ناسفة. في سوريا، لم تكن العقوبات الاقتصادية مجرد أداة ضغط على النظام، بل تحولت إلى حصار وجودي ضرب ما تبقى من النسيج الاجتماعي، وأجهز على شرطٍ جوهري للاستقرار: الطبقة الوسطى. المجتمع السوري، بعد أكثر من عقد من الحرب، لم يعد ساحة حوار بين رؤى سياسية، بل ساحة صراع بين ثلاث طبقات لا تتواصل. طبقة عليا، وهي غالباً من أثرياء الحرب، تعيش فوق المجتمع وتتعامل مع الدولة بوصفها شركة خاصة، تراكم الثروة من أنقاض المؤسسات، ولا ترى في الاستقرار سوى تهديد لاحتكارها. وطبقة فقيرة، منهَكة، لا تملك ترف التفكير أو التنظيم، تُنفق طاقتها في تأمين الخبز، فتكون أكثر عرضة للتهميش أو حتى للتطرف كرد فعل على العوز والخذلان. أما الطبقة الوسطى، التي كانت يوماً ما صمّام الأمان، فقد تآكلت بفعل انهيار الاقتصاد وتدهور التعليم والتهجير، ومعها اختفى الفضاء الذي يسمح بالتعدد، بالاعتدال، وبفكرة الوطن المشترك. العقوبات، حين عطّلت السوق، لم تسقط النظام فقط، بل أسقطت البنية الاجتماعية التي تسمح بتوازن المصالح وتداول السلطة، وهجّرت الكفاءات، وخنقت المشاريع، وأبقت الناس أسرى لاقتصاد مافيوي مغلق. ومن هنا، فإن رفع العقوبات لا ينبغي أن يُفهم كمكافأة سياسية، بل كضرورة أخلاقية واستراتيجية لإعادة بناء التوازن المجتمعي. فالاقتصاد، حين يتحرك، لا يُنتج فقط فرص العمل، بل يُعيد الثقة، ويمنح الناس ما يخافون عليه، فيؤمنون بالتعايش بدل الانفجار. الاقتصاد هو السياسة بلغة أخرى، كما يقول علماء الاجتماع السياسي، وهو الذي يخلق المصالح المشتركة، ويفرض المساومة، ويحوّل التعدد إلى تفاهم لا إلى تنازع. التاريخ القريب يقدم لنا مثالاً مأساوياً في العراق. بين عامي 1990 و2003، أدى الحصار الاقتصادي إلى تفكك الطبقة الوسطى العراقية بالكامل. تفككت المدارس والمشافي، غادرت العقول الجامعات، وانسحب المجتمع من الفضاء العام. وحين جاء الغزو الأميركي، لم يجد مجتمعاً متماسكاً، بل بيئة مثالية لانفجار طائفي دمّر الدولة وأطلق يد الميليشيات. كان الحصار قد مهّد لذلك كله باسم "الضغط الدولي"، لكنه في الواقع أنهى ما تبقى من قدرة المجتمع على النجاة من العنف. على الطرف الآخر من هذا الطيف، تقف خطة مارشال كنموذج مضاد، تبنته الولايات المتحدة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. بدل العقوبات، اختارت الاستثمار في إعادة البناء، ليس فقط في البنية التحتية، بل في التعليم والصحة والمؤسسات الصغيرة، ما أدى إلى استعادة الطبقة الوسطى وولادة ديمقراطيات مستقرة. تحتاج سوريا اليوم، إلى خطة مارشال على مقاسها، لا بالضرورة من الغرب، بل من الداخل ومن شركاء الإقليم، تقوم على إعادة تحريك الإنتاج، وتمكين المشاريع الصغيرة، وتحقيق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية، وفصل الاقتصاد عن الولاءات العسكرية والسياسية. إعادة الطبقة الوسطى ليست ترفاً برجوازياً، بل ضرورة فلسفية وأخلاقية لأي عقد اجتماعي. فهذه الطبقة هي نقيض التطرف، لأنها لا تملك رغبة السيطرة المطلقة كالطبقة العليا، ولا تعاني من العدم الوجودي كالطبقة الفقيرة، بل توازن المصالح والخوف والواقعية. هي التي ترى في التعايش خياراً، وفي الوطن مشروعاً، وفي الغد إمكانية. العقوبات تطيل عمر النظام القديم، لكنها تمنع ولادة الجديد. ومن دون الطبقة الوسطى، تبقى سوريا جسداً بلا عمود فقري، ودولة بلا مجتمع.

"حماس": دعوة نائب أميركي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية
"حماس": دعوة نائب أميركي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية

الديار

timeمنذ 12 ساعات

  • الديار

"حماس": دعوة نائب أميركي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعربت حركة "حماس" عن إدانتها لتصريحات عضو الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري راندي فاين، التي دعا فيها إلى قصف غزة بالسلاح النووي. واعتبرت الحركة هذه "الدعوة المتطرفة جريمة مكتملة الأركان، ودليلا على العنصرية الفاشية التي تحكم تفكير بعض الساسة الأميركيين، وهو ما يستوجب الإدانة من الإدارة الأمريكية ومن الكونغرس، الذي بات منصة لتبرير جرائم الاحتلال وتشجيعها، عندما استقبل مجرم الحرب نتنياهو". وأضافت: "تمثل هذه التصريحات انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وتحريضا علنيا على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني". وأكد أنه "ورغم هذه الدعوات الوحشية، فإنها لن تُضعف عزيمة شعبنا، ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح مجددا الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه". ووصف فاين في وقت سابق القضية الفلسطينية بـ"الشريرة". وقال: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام مع النازيين، ولم نتفاوض مع اليابانيين. لقد استخدمنا القنابل النووية مرتين ضد اليابان من أجل تحقيق استسلام غير مشروط". وأضاف: "ينبغي أن يكون الموقف ذاته في هذا السياق، فهناك خلل عميق جداً في هذه الثقافة ويجب القضاء عليه".

"حماس" تندد بتصريحات فاين: تحريض صريح على الإبادة الجماعية
"حماس" تندد بتصريحات فاين: تحريض صريح على الإبادة الجماعية

المدن

timeمنذ 14 ساعات

  • المدن

"حماس" تندد بتصريحات فاين: تحريض صريح على الإبادة الجماعية

وصفت حركة "حماس"، دعوة النائب الجمهوري الأميركي راندي فاين إلى قصف قطاع غزة بالسلاح النووي، بأنها "جريمة مكتملة الأركان وتحريض صريح على الإبادة الجماعية"، مؤكدة أن هذه التصريحات "تعكس عنصرية فاشية تحكم عقل بعض الساسة الأميركيين". انتهاك صارخ للقانون الدولي وفي بيان رسمي، قالت الحركة، إن "هذه الدعوة المتطرفة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتحريضاً علنياً على استخدام أسلحة دمار شامل ضد أكثر من مليوني مدني في غزة"، داعية الإدارة الأميركية والكونغرس إلى التنديد الفوري بالتصريحات، التي عدّتها "استمراراً لتحول الكونغرس إلى منصة لتبرير جرائم الاحتلال وتشجيعها، لا سيما بعد استقباله مجرم الحرب بنيامين نتنياهو". وأكدت الحركة أن "مثل هذه الدعوات الوحشية لن تضعف عزيمة شعبنا الفلسطيني ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه". وكان عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية فلوريدا راندي فاين، قد دعا خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إلى التعامل مع غزة كما تعاملت الولايات المتحدة مع اليابان في الحرب العالمية الثانية، عبر قصفها بالقنابل النووية لتحقيق "استسلام غير مشروط". ووصف فاين القضية الفلسطينية بأنها "شر مطلق"، مضيفاً: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض مع النازيين ولا مع اليابانيين، بل استخدمنا القنابل النووية مرتين وهذا ما ينبغي أن يحدث هنا أيضاً". وجاءت تصريحاته رداً على سؤال بشأن جدوى مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في غزة، على خلفية حادثة إطلاق نار في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من موظفيها. إدانة غير رسمية أميركية من جهته، أدان مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) بشدة تصريحات فاين، واصفاً إياها بأنها "تحريض على الإبادة الجماعية"، داعياً الكونغرس إلى "إبعاده من جميع اللجان والكتل البرلمانية". وقال المجلس في بيان، إن "تصريح فاين يُمثل أحد أخطر التصريحات وأكثرها إهانة للإنسانية من قبل عضو حالي في الكونغرس، ويُعرض حياة المسلمين الأميركيين والفلسطينيين للخطر المباشر". وكان فاين قد فاز بالمقعد النيابي في انتخابات خاصة بولاية فلوريدا مطلع نيسان/أبريل الماضي، ويُعرف بدعمه الشديد للصهيونية، كما أثار جدلاً خلال حملته الانتخابية بعد مهاجمته خصمه الديمقراطي جوش ويل بسبب ديانته الإسلامية، واصفاً إياه بـ"الجهادي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store