
إصابات مباشرة في 4 مباني على الأقل في تل أبيب
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوجود إصابات مباشرة في 4 مباني على الأقل في تل أبيب نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 40 دقائق
- الغد
المستوطنات الجديدة تظهر نية إسرائيل تدمير الفلسطينيين
ترجمة: علاء الدين أبو زينة اضافة اعلان جيك جونسون* - (كومون دريمز) 30/5/2025مستوطنات غير قانونية جديدة تُظهر أن إسرائيل "تعمل بشكل سافر على تدمير الشعب الفلسطيني".قالت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم": "إن المجتمع الدولي يُمكّن جرائم إسرائيل من خلال وقوفه مكتوف اليدين بينما يتم إخضاع ملايين الفلسطينيين لهذا النظام العنصري والوحشي الذي تمثله الحكومة الإسرائيلية".* * *يوم الخميس، 29 أيار (مايو)، أكد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية أنهم وافقوا على أكبر عملية توسيع للمستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة منذ عقود، بما في ذلك بناء مستوطنات جديدة، و"شرعنة" البؤر الاستيطانية القائمة في الأراضي الفلسطينية بموجب القانون الإسرائيلي.تم اتخاذ هذا القرار، وفقًا للتقارير، خلال اجتماع سري لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي عُقد الأسبوع الماضي، وأثار ردود فعل غاضبة من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية. وقال متحدث باسم منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، إن التوسع الأخير في المستوطنات -الذي أدانته "محكمة العدل الدولية" باعتباره جزءًا من حملة ضم غير قانونية- يُظهر أن "إسرائيل تواصل تعزيز تفوق اليهود من خلال سرقة الأراضي الفلسطينية وتطهير الضفة الغربية عرقيًا".وأضاف المتحدث: "تعمل الحكومة الإسرائيلية بشكل علني وسافر على تدمير الشعب الفلسطيني، وكل فرصة لمستقبل طبيعي للناس الذين يعيشون بين نهر الأردن والبحر. والمجتمع الدولي يُمكّن جرائم إسرائيل من خلال وقوفه مكتوف اليدين بينما يتم إخضاع ملايين الفلسطينيين لهذا النظام العنصري والوحشي الذي تمثله الحكومة الإسرائيلية".تسارعت وتيرة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ الهجوم الذي قادته حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وقدّرت "مفوضية حقوق الإنسان" التابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل تقدمت بخطط لبناء أكثر من 20.000 وحدة سكنية في مستوطنات جديدة أو قائمة، بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 وتشرين الأول (أكتوبر) 2024.في التعليق، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لوكالة "رويترز" يوم الخميس: "هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تحاول بكل الوسائل منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة".وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن هذا هو بالفعل هدف الحكومة، مشيرًا إلى أن توسيع المستوطنات "يمنع إقامة دولة فلسطينية قد تُشكّل خطرًا على إسرائيل".سوف يشمل التوسيع الجديد ما يقرب من عشرين مستوطنة جديدة، بحسب وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يعيش في مستوطنة في الضفة الغربية ويؤيد علنًا ضم الأراضي الفلسطينية. وكتب سموتريتش في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس: "هذا يوم عظيم للمستوطنات، ويوم مهم لدولة إسرائيل".جاء هذا الإعلان وسط استمرار الغارات الإسرائيلية وعمليات هدم المنازل في الضفة الغربية، بالتوازي مع الهجوم المدمر الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد تسببت الهجمات الإسرائيلية في تشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتقريبًا جميع سكان قطاع غزة.لم تتضح بعد الأماكن التي ستبنى فيها المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية، بالنظر إلى أن القرار بالتوسيع تم اتخاذه في السر. وقد أشارت حركة "السلام الآن" المناهضة للاحتلال إلى أن السرية قد تكون نابعة من مخاوف بشأن الإجراءات الجارية في "المحكمة الجنائية الدولية" التي بدأت التحقيق في بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية بوصفها جرائم حرب محتملة.وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أفادت في الأسبوع الماضي بأن المدعي العام لـ"المحكمة الجنائية الدولية" يفكر في إصدار مذكرات توقيف بحق بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بسبب دورهما في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.وقالت "السلام الآن"، في بيان صدر الخميس: "لم تعد الحكومة الإسرائيلية تتظاهر بالعكس: إن ضم الأراضي المحتلة وتوسيع المستوطنات هو هدفها المركز. وسوف يعيد قرار الحكومة بإنشاء 22 مستوطنة جديدة -وهو الإجراء الأكثر اتساعًا من نوعه منذ اتفاقيات أوسلو التي التزمت فيها إسرائيل بعدم إقامة مستوطنات جديدة- تشكيل الضفة الغربية بشكل دراماتيكي ويُرسّخ الاحتلال بشكل أعمق".وأضافت المنظمة: "في وقت يطالب فيه كل من الشعب الإسرائيلي والعالم بأسره بوقف فوري للحرب، تُظهر الحكومة -مرة أخرى ومن دون أي تحفظ- أنها تُفضّل تعميق الاحتلال والمضي في الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية على السعي إلى تحقيق السلام".*جيك جونسون (Jake Johnson): هو كاتب ومحرر رفيع في موقع "أحلام مشتركة" (Common Dreams)، وهو موقع إخباري تقدّمي مستقل يُعنى بتحليل السياسات والشؤون الدولية من منظور العدالة الاجتماعية والاقتصادية. يركّز جونسون في تغطيته الصحفية على قضايا السياسة الأميركية، لا سيما ما يتعلق بالعدالة الطبقية، والسياسة الخارجية، وحقوق الإنسان، والفساد السياسي، بالإضافة إلى الحروب والتدخلات العسكرية. يُعرف بكتاباته الحادّة والمبنية على مصادر موثوقة، وغالبًا ما ينقل تقاريره عن دراسات بحثية، وتقارير حقوقية، ووثائق حكومية، ويُسهم في تسليط الضوء على السياسات المدمّرة التي غالبًا ما تُهمّش في الإعلام السائد.*نشر هذا المقال تحت عنوان: New Illegal Settlements Show Israel Is 'Blatantly Working to Destroy the Palestinian People'


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
ترامب وإيران.. لحظة الحسم أم التراجع؟
اضافة اعلان جون بولتون* - (الإندبندنت) 2025/6/11يظل خطر أن يبدو ترامب وكأنه تراجع أمام إيران قائماً. قد يراهن الرئيس الأميركي على الترويج لاتفاق نووي يقدمه على أنه أفضل من اتفاق أوباما، لكن هذا سيكون مقامرة سياسية داخلية محفوفة بالمخاطر. وحتى لو جرى تغليف الاتفاق بمصطلحات مثل "مؤقت"، أو "محدود زمنياً"، أو تزيينه بأي صيغة تجميلية، سيكون الاتفاق المموه بشكل ركيك نوعاً من التضليل الصريح، وسينكشف عاجلاً أو آجلاً، وعندها ستكون الكلفة السياسية على ترامب كبيرة وطويلة الأمد.***لا شك في أن العالم بات قريباً من لحظة معرفة ما إذا كانت إيران ستنجح مجدداً في التفاوض بمهارة واستنفاد صبر السياسيين الغربيين محدودي الحيلة والإبقاء على برنامجها النووي. في الخامس من حزيران (يونيو) الحالي، صرح دونالد ترامب بأن إيران "تتباطأ عمداً" في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. وقد انتهت المهلة التي منحها للمرشد الأعلى علي خامنئي، المحددة بشهرين، أو على وشك الانتهاء.أصبح القرار وشيكاً، ولكن ليست هناك مؤشرات واضحة بعد إلى الاتجاه الذي سيسلكه ترامب. هل سيوافق على أن تتدخل إسرائيل عسكرياً ضد البرنامج النووي الإيراني، سواء منفردة أو بالتنسيق مع الولايات المتحدة؟ أم أن ما يُعرف في "وول ستريت" باسم "صفقة تاكو" TACO -اختصار عبارة Trump Always Chickens Out (ترامب يجبُن دائماً) ستشهد فصلاً جديداً؟ في الواقع، حتى ترامب نفسه قد لا يملك جواباً واضحاً حتى كتابة هذه السطور.قد يراهن ترامب على الترويج لاتفاق نووي يقدمه على أنه أفضل من اتفاق باراك أوباما المعيب في العام 2015، لكن في هذا مقامرة سياسية داخلية محفوفة بالأخطار. فقبوله باتفاق يشابه في جوهره اتفاق أوباما، ويبقي على أي قدرة لإيران في تخصيب اليورانيوم، ناهيك عن التطور الكبير الذي حققته طهران حتى الآن، سيجعله مكشوفاً سياسياً أمام خصومه. وإذا سمح لطهران بمواصلة التخصيب بأي صيغة كانت، حتى عبر ترتيبات تحمل طابع "ائتلاف دولي"، فإن ادعاءاته بتفوقه على أوباما وكبحه فعلياً طموحات إيران النووية، ستتلاشى على الفور وتثبت زيفها.يبقى خطر أن يبدو ترامب وكأنه تراجع أمام إيران قائماً حتى لو جرى تغليف الاتفاق بمصطلحات مثل "مؤقت"، أو "محدود زمنياً"، أو تزيينه بأي صيغة تجميلية. فالاتفاق المموه بشكل ركيك يعد نوعاً من التضليل الصريح، وسينكشف عاجلاً أو آجلاً، وعندها ستكون الكلفة السياسية على ترامب كبيرة وطويلة الأمد. وقد دفع اندفاعه المحموم لإبرام صفقة حتى الجمهوريين في الكونغرس، على الرغم من ترددهم المعتاد في معظم القضايا، إلى التكتل خلف مطلب واضح: لا تخصيب لإيران تحت أي ظرف. وعلى الرغم من إصرار ترامب المتكرر على أنه لا يريد استخدام القوة، فإن الإطار الذي وضعه بنفسه لهذا الملف، إلى جانب المعطيات السياسية والعسكرية، قد يتركه بلا خيارات حقيقية قريباً.في هذا السياق، تفيد تقارير بأن دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط تعمل بهدوء خلف الكواليس، لتسهيل التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران. وبطبيعة الحال، سيكون رد دول الخليج العربية إيجاباً إذا سئلت عما إذا كانت تفضل إنهاء برنامج إيران النووي بطريقة سلمية. لكن الواقع يفرض عليها سؤالاً أكثر حساسية: إذا كان لا مفر من مواجهة خطر صدام مع إيران، فهل الأفضل أن يحدث ذلك قبل أن تمتلك طهران سلاحاً نووياً قابلاً للإطلاق أم بعده؟عند النظر إلى الأمر بعمق، لا يبدو أن هناك سوى إجابة واحدة معقولة، إلا إذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة للعيش تحت مظلة التهديد النووي الإيراني، أو الدخول في سباق تسلح شامل نحو امتلاك أسلحة نووية، وهو سباق ستكون فيه متأخرة كثيراً عن طهران.من غير المفاجئ أن يعبر قادة دول شبه الجزيرة العربية عن قلقهم من أنهم قد يتحولون إلى أهداف لهجمات إيرانية انتقامية إذا أقدمت إسرائيل أو الولايات المتحدة على ضرب البرنامج النووي. وبالنظر إلى الرؤية الغريبة والعدائية التي تحكم نظرة طهران إلى العالم، يخشى هؤلاء القادة أن يجدوا أنفسهم في مرمى نيرانها.وتشارك الولايات المتحدة هذا القلق، إذ تخشى أن تتعرض قواتها المنتشرة في الشرق الأوسط لهجمات مباشرة، أو أن توسع إيران من دعمها الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المأجورة العابرة للحدود. أما إسرائيل فلا تحتاج إلى تخمين: سوف تسعى طهران ووكلاؤها، وعلى رأسهم "حزب الله"، إلى الرد بأي وسيلة ممكنة.لكن تقييم رد الفعل الإيراني يجب ألا يقتصر على سرد الإجراءات التي قد تتخذها طهران، لأن ذلك يمنح مجموعة واسعة من التهديدات المحتملة وزناً وصدقية لا تستحقهما، ويصب عملياً في مصلحة إيران. الواقع أن طهران اليوم في أضعف موقع استراتيجي لها منذ الثورة الإسلامية في العام 1979: وكلاؤها من الجماعات المسلحة مثل "حماس" و"حزب الله" تعرضوا لضربات قاسية، وإن لم يتم القضاء عليهم بالكامل؛ ونظام بشار الأسد في سورية سقط؛ والحوثيون تم إضعافهم بشكل ملحوظ؛ وإيران نفسها تكبدت خسائر كارثية في منشآت إنتاج الصواريخ الباليستية، إلى جانب أضرار لحقت ببعض عناصر برنامجها النووي. فهل بإمكان نظام يعيش هذا الوضع الهش أن يتحمل الانتظام في مواجهة مع أربعة أو ستة أطراف جديدة؟ خصوصاً في ظل ما يعانيه داخلياً من تحديات تهدد بقاءه؟تبدو التهديدات الإيرانية، في ضوء هذا الواقع، جوفاء إلى حد كبير. ولذلك تتقاطع المصلحة الأميركية والخليجية الآن أكثر من أي وقت مضى، مما يستدعي أن تدمج واشنطن استراتيجيتها الدفاعية والردعية تجاه إيران مع شركائها في الخليج، بما في ذلك توفير الحماية لقواتهم في إطار الاتفاقات الدفاعية القائمة.يعتقد كثيرون أن إسرائيل لن تقدم على تحرك حاسم ضد البرنامج النووي الإيراني من دون موافقة أميركية صريحة، لكن هذا الاعتقاد خاطئ. تدرك إسرائيل، كدولة صغيرة جغرافياً، مثل سنغافورة ومعظم دول الخليج، ما يشكله السلاح النووي من تهديد وجودي. وقد تكون بضع قنابل نووية فقط كافية لإنهائها بالكامل. وكثيراً ما تصرفت إسرائيل بمفردها في مواقف مشابهة، فقد ضربت المفاعل النووي العراقي في العام 1981، واستهدفت منشأة نووية في سورية في العام 2007، وهاجمت أحد المواقع المرتبطة ببرنامج إيران النووي الذي لم يخضع يوماً لتفتيش "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" في قاعدة بارشين العسكرية في العام 2024.أمام التهديد الوجودي الذي تمثله إيران ستفعل إسرائيل ما تراه ضرورياً، بغض النظر عن المواقف الدولية. ويدرك بنيامين نتنياهو، على وجه الخصوص، تماماً المثل الأميركي القائل "من الأفضل أن تطلب الغفران من أن تطلب الإذن". وإذا امتنعت إسرائيل عن التحرك فلن يكون بإمكانها أن تلوم أحدًا سوى نفسها.*جون بولتون John Bolton: مستشار الأمن القومي الأميركي السابق.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
"لا سلام لفلسطين" شهادات حية للألمانية باومغرتن على بشاعة الحرب في غزة
عزيزة علي اضافة اعلان عمان – يعد كتاب "لا سلام لفلسطين: الحرب الطويلة ضد غزة"، من تأليف الألمانية هِلغى باومغَرتن، وقد ترجمَهُ محمد أبو زيد؛ شهادة حية وتحليلا عميقا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور إنساني وإنساني معاصر، مستند إلى تجربة المؤلفة، هلغى باومغارتن، التي تأثرت بشدة بالمقاومة الفلسطينية ضد عنف الاحتلال والتطهير العرقي في القدس الشرقية، وردة فعلها على الحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة.يسلط الكتاب الضوء على الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، والتي تتجاوز حدود النزاع السياسي لتصل إلى معاناة إنسانية عميقة تتمثل في فقدان الحرية، وعمليات التهجير القسري، والتمييز العنصري، والعنف المستمر.يعرض الكتاب الذي صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كيف تتصاعد مقاومة الفلسطينيين، رغم محاولات الاحتلال ومستوطنيه محو كل أشكالها، بما في ذلك أشكال المقاومة السلمية والتعبير الفني والثقافي.ويتناول أيضا الردود الألمانية، سواء من الإعلام أو المؤسسات، على هذه المقاومة، والتي كثيرا ما تميل إلى الإسكات أو تشويه الصورة، مما يعكس تعقيدات العلاقة الألمانية بالقضية الفلسطينية، وتأثير التاريخ والسياسة على التضامن والدعم.ويستعرض الكتاب دور مؤسسات حقوق الإنسان في فلسطين، وما تواجهه من مضايقات وملاحقات من قبل الاحتلال، وكذلك المواقف الألمانية المتباينة بين الحكومات المختلفة والجموع المدنية التي تصر على التضامن مع الفلسطينيين. ومن خلال هذا الكتاب، تحاول المؤلفة تقديم رؤية متعمقة وشاملة لهذا الصراع المركزي الذي ما يزال يشكل تحديا إنسانيا وسياسيا دوليا، وتسليط الضوء على أصوات فلسطينية ألمانية وشباب فلسطيني مولود في ألمانيا يقاومون من أجل العدالة والكرامة.في مقدمتها للكتاب، تقول هيلغى باومغارتن إن لكل كتاب قصته. وهذا الكتاب وُلد من التأثر بالمقاومة الفلسطينية في وجه عنف الاحتلال والتطهير العرقي في القدس الشرقية، وكان أيضا ردّ فعل على الحرب التي تشنّها إسرائيل ضد البشر في قطاع غزة.وتضيف أنها في مقابلة قصيرة، لم تتجاوز أربع دقائق، مع مجلة الظهيرة في القناة الألمانية الثانية (ZDF-Mittagsmagazin) بتاريخ 12 أيار(مايو) 2021، فوجئت بردّة فعل من عشرات الآلاف من الناس في ألمانيا. ردة فعل لم تكن متوقعة على الإطلاق، لكنها علمتها الكثير عن البلد الذي وُلدت فيه ونشأت.وتضيف: عدد لا يُحصى من المواطنين الألمان من المسلمين أرسلوا إليّ رسائل إلكترونية، ليعبروا ببساطة عن شكرهم على تلك المقابلة، التي كانت بالنسبة إليهم، على ما يبدو، تجربة غير متوقعة وجديدة. فقد كان من النادر، وربما غير المألوف، أن يُوجَّه نقد صريح للظلم، وفي هذه الحالة للاحتلال الإسرائيلي، عبر شاشة التلفزيون الألماني.وكان من المهم بالنسبة إليهم أنني قدّمت المسلمين الفلسطينيين في القدس بوصفهم أناسا عاديين، لا يختلفون عن غيرهم. ورويتُ كيف أنهم يرغبون في الاحتفال بأعيادهم، لكنهم يُمنَعون من ذلك، وكم هو مهين ومفزع بالنسبة إليهم العنف الذي يمارسه ضدهم حرس الحدود الإسرائيلي في باحة الحرم الشريف، وكيف يقاومونه. كتبوا إليّ مرارا وبصيغ متجددة، يروون كيف يُنظر إليهم في ألمانيا، وكيف يُعاملون كأشخاص من الدرجة الثانية، وكيف تصوّرهم وسائل الإعلام بوصفهم متطرفين.وتقول المؤلفة، لقد شعروا مرارا وتكرارا – كما يقولون – بالإهانة، رغم أنهم يطالبون بالاحترام والكرامة الإنسانية والاعتراف بحقهم فيها. وأخيرا، وليس آخرا، فإن هذا الكتاب هو جوابي على ذلك؛ إنه محاولتي لعرض هذا الصراع المركزي حول القدس وفلسطين وتحليله، من منظور ألماني، وبالنسبة للمسلمين أيضا، لأن وجهة نظرهم تُصوَّر غالبا كأنها وجهة نظر الضحية فقط.أما في مقدمة الطبعة العربية، فقد كتبت المؤلفة تقول إن شهر أيار(مايو) 2023 شهد جولة جديدة من الحرب الطويلة على غزة، أو بشكل أدق: الحرب المستمرة ضد غزة. ومرة أخرى، كان هناك العديد من الأطفال، من بيت حانون إلى رفح، ضحايا لهذه الحرب. فقد استُشهد 34 إنسانا، يشعر المرء بالألم لفقدانهم، من بينهم ستة أطفال وأربعة من نساء. أما حصيلة الجرحى فبلغت مائة شخص، بعضهم في حالة خطيرة، ومن بينهم أيضا عدد كبير من الأطفال (64 طفلا) والنساء (38 امرأة).ورأت باومغارتن أن عنف الاحتلال يزداد يوما بعد يوم في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس؛ فحتى يوم النكبة، في 15 أيار/مايو فقط، اغتيل أكثر من 100 شخص في الضفة الغربية والقدس. كما تُمارس عمليات تطهير عرقي جديدة التي تهدف إلى تشريد السكان من بيوتهم وأماكن إقامتهم، وتحويلهم إلى مهجّرين مشرّدين. ومن المؤلم والصادم أنه يجب توثيق هذه الممارسات السافرة في يطا جنوب الضفة الغربية، أو حاليا ضد سكان تجمع عين سامية، إلى الشرق من رام الله، حيث لم يتمكن سكانها البالغ عددهم نحو 200 نسمة من تحمّل العنف المتواصل من قبل المستوطنين المجاورين لهم، واضطروا إلى "النزوح". وهو ما يُعدّ دليلا متجددا على أن النكبة لم تتوقف منذ عام 1948.وتشير المؤلفة إلى أنه، في المقابل، يتزايد عدد الأشخاص الذين لا يتورّعون عن إبداء المقاومة في كل مكان من الضفة الغربية والقدس. إلا أن السلطات الإسرائيلية المتحكمة في حياة الفلسطينيين وموتهم تعمل على تحطيم كل أشكال المقاومة، حتى أبسطها وأكثرها سلمية، بما في ذلك الاحتجاج والتظاهر. بل إنها لا تتردد حتى في قتل من يفضحون جرائمها وسياساتها التعسفية.وتستشهد باومغارتن بحالة شيرين أبو عاقلة، الصحفية المقدسية التي قُتلت برصاصة بدم بارد أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين. لقد قُتلت عمدا، أو بالأحرى اغتيلت. وقد دفع هذا الحادث بعائلتها وزملائها، بل وبالناس عموما في فلسطين والعالم العربي، إلى إحياء ذكراها في مثل هذه الأيام من كل عام. وحتى اليوم، لم تُبدِ الولايات المتحدة الأميركية أي استعداد جاد لكشف ملابسات اغتيالها. وتختم المؤلفة بالقول: "فضيحة لا يريد لها أحد أن تنتهي!"وتضيف المؤلفة أن مؤسسات حقوق الإنسان التي ترصد انتهاكات الجيش الإسرائيلي وحقوق الإنسان عموما، تُوصَم تدريجيا بأنها "مؤسسات إرهابية"، ليُتاح لاحقا للجيش مداهمتها بعنف، ومصادرة محتوياتها، وفي نهاية المطاف إغلاقها. وقد حدث هذا بالفعل في عام 2022، مع مؤسسة "الحق" لحقوق الإنسان، ذات الشهرة العالمية في رام الله، إلى جانب مؤسسات أخرى كرّست عملها للدفاع عن حقوق الأطفال والمعتقلين.وترى باومغارتن أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة والعنصرية (منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022)، بل إن هذه السياسات القمعية "تَمتّنت" – بحسب تعبيرها – خلال فترة الحكومة السابقة، حكومة بينيت/لابيد، التي قدّمت نفسها على الساحة الدولية كحكومة يسارية–ليبرالية، ونجحت إلى حد كبير في الحفاظ على هذه الصورة رغم الواقع المغاير.وتقول المؤلفة: من ألمانيا، لا يأتي تضامن، بل يأتي عكسه تماما. فعندما يقوم فنانون فلسطينيون، مثل محمد الحواجري من غزة، برسم صور تجسّد الهجمات الجوية المدمّرة التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي، ويعنونها بـ"غرنيكا غزة"، في إشارة إلى مدينة "غرنيكا الإسبانية التي تعرّضت لقصف جوي من طائرات ألمانية في عام 1937 "، يتم تُعرض هذه الأعمال في معارض فنية دولية، مثل "دوكومنتا" في مدينة كاسل (وسط ألمانيا).وتقول باومغارتن إن رسومات الكاريكاتير للفنانين ناجي العلي وبرهان كركوتلي تم تحويلها إلى أمثلة تُستخدم لتبرير اتهامات بالعداء الفلسطيني والعربي للسامية. ومع ذلك، قررت النيابة العامة في مدينة كاسل في نيسان/أبريل 2023 أنه لا يوجد اشتباه أولي بارتكاب جنحة تستوجب الملاحقة الجنائية، ورفضت بناء على ذلك المباشرة بإجراءات التحقيق بناء على ذلك. وترى المؤلفة أن هذا القرار، رغم كونه إيجابيا، جاء متأخرا جدا، وهو أقل من اللازم، خصوصا في قضية كانت يجب تفاديها من الأساس.وتقول المؤلفة الألمانية، إنها تقف مذهولة أمام هذا الهجوم المتكرر والمخجل، الذي يشبه صراع الصغير مع الكبير. فالاحتلال الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة مستمر منذ أكثر من عام، في انتهاك واضح للقانون الدولي، حيث سُلب الفلسطينيون حريتهم. إسرائيل تمارس نظاما استيطانيا شاملا في المنطقة الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، مما يفرض على الفلسطينيين، حسب جميع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية المعترف بها، العيش تحت نظام من التمييز العنصري.وخلصت المؤلفة إلى أن هناك مجموعات قليلة وأفرادا محدودين في ألمانيا يقاومون هذا الواقع، ويصممون على التضامن مع الشعب الفلسطيني. هؤلاء لا يهابون حرمة مؤسسات مثل "باكس كريستي" (Pax Christi)، أو "نيب" (BP)، ولا منظمات مثل "اليهود من أجل السلام"، ولا من نداءات أطفال اللاجئين في لبنان، ولا مجموعات التضامن الألمانية الفلسطينية، ولا أهمية الشباب الفلسطيني المولود في ألمانيا. كما على سبيل المثال: فلسطين بتحكي.