logo
"لا سلام لفلسطين" شهادات حية للألمانية باومغرتن على بشاعة الحرب في غزة

"لا سلام لفلسطين" شهادات حية للألمانية باومغرتن على بشاعة الحرب في غزة

الغدمنذ 9 ساعات

عزيزة علي
اضافة اعلان
عمان – يعد كتاب "لا سلام لفلسطين: الحرب الطويلة ضد غزة"، من تأليف الألمانية هِلغى باومغَرتن، وقد ترجمَهُ محمد أبو زيد؛ شهادة حية وتحليلا عميقا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور إنساني وإنساني معاصر، مستند إلى تجربة المؤلفة، هلغى باومغارتن، التي تأثرت بشدة بالمقاومة الفلسطينية ضد عنف الاحتلال والتطهير العرقي في القدس الشرقية، وردة فعلها على الحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة.يسلط الكتاب الضوء على الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، والتي تتجاوز حدود النزاع السياسي لتصل إلى معاناة إنسانية عميقة تتمثل في فقدان الحرية، وعمليات التهجير القسري، والتمييز العنصري، والعنف المستمر.يعرض الكتاب الذي صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كيف تتصاعد مقاومة الفلسطينيين، رغم محاولات الاحتلال ومستوطنيه محو كل أشكالها، بما في ذلك أشكال المقاومة السلمية والتعبير الفني والثقافي.ويتناول أيضا الردود الألمانية، سواء من الإعلام أو المؤسسات، على هذه المقاومة، والتي كثيرا ما تميل إلى الإسكات أو تشويه الصورة، مما يعكس تعقيدات العلاقة الألمانية بالقضية الفلسطينية، وتأثير التاريخ والسياسة على التضامن والدعم.ويستعرض الكتاب دور مؤسسات حقوق الإنسان في فلسطين، وما تواجهه من مضايقات وملاحقات من قبل الاحتلال، وكذلك المواقف الألمانية المتباينة بين الحكومات المختلفة والجموع المدنية التي تصر على التضامن مع الفلسطينيين. ومن خلال هذا الكتاب، تحاول المؤلفة تقديم رؤية متعمقة وشاملة لهذا الصراع المركزي الذي ما يزال يشكل تحديا إنسانيا وسياسيا دوليا، وتسليط الضوء على أصوات فلسطينية ألمانية وشباب فلسطيني مولود في ألمانيا يقاومون من أجل العدالة والكرامة.في مقدمتها للكتاب، تقول هيلغى باومغارتن إن لكل كتاب قصته. وهذا الكتاب وُلد من التأثر بالمقاومة الفلسطينية في وجه عنف الاحتلال والتطهير العرقي في القدس الشرقية، وكان أيضا ردّ فعل على الحرب التي تشنّها إسرائيل ضد البشر في قطاع غزة.وتضيف أنها في مقابلة قصيرة، لم تتجاوز أربع دقائق، مع مجلة الظهيرة في القناة الألمانية الثانية (ZDF-Mittagsmagazin) بتاريخ 12 أيار(مايو) 2021، فوجئت بردّة فعل من عشرات الآلاف من الناس في ألمانيا. ردة فعل لم تكن متوقعة على الإطلاق، لكنها علمتها الكثير عن البلد الذي وُلدت فيه ونشأت.وتضيف: عدد لا يُحصى من المواطنين الألمان من المسلمين أرسلوا إليّ رسائل إلكترونية، ليعبروا ببساطة عن شكرهم على تلك المقابلة، التي كانت بالنسبة إليهم، على ما يبدو، تجربة غير متوقعة وجديدة. فقد كان من النادر، وربما غير المألوف، أن يُوجَّه نقد صريح للظلم، وفي هذه الحالة للاحتلال الإسرائيلي، عبر شاشة التلفزيون الألماني.وكان من المهم بالنسبة إليهم أنني قدّمت المسلمين الفلسطينيين في القدس بوصفهم أناسا عاديين، لا يختلفون عن غيرهم. ورويتُ كيف أنهم يرغبون في الاحتفال بأعيادهم، لكنهم يُمنَعون من ذلك، وكم هو مهين ومفزع بالنسبة إليهم العنف الذي يمارسه ضدهم حرس الحدود الإسرائيلي في باحة الحرم الشريف، وكيف يقاومونه. كتبوا إليّ مرارا وبصيغ متجددة، يروون كيف يُنظر إليهم في ألمانيا، وكيف يُعاملون كأشخاص من الدرجة الثانية، وكيف تصوّرهم وسائل الإعلام بوصفهم متطرفين.وتقول المؤلفة، لقد شعروا مرارا وتكرارا – كما يقولون – بالإهانة، رغم أنهم يطالبون بالاحترام والكرامة الإنسانية والاعتراف بحقهم فيها. وأخيرا، وليس آخرا، فإن هذا الكتاب هو جوابي على ذلك؛ إنه محاولتي لعرض هذا الصراع المركزي حول القدس وفلسطين وتحليله، من منظور ألماني، وبالنسبة للمسلمين أيضا، لأن وجهة نظرهم تُصوَّر غالبا كأنها وجهة نظر الضحية فقط.أما في مقدمة الطبعة العربية، فقد كتبت المؤلفة تقول إن شهر أيار(مايو) 2023 شهد جولة جديدة من الحرب الطويلة على غزة، أو بشكل أدق: الحرب المستمرة ضد غزة. ومرة أخرى، كان هناك العديد من الأطفال، من بيت حانون إلى رفح، ضحايا لهذه الحرب. فقد استُشهد 34 إنسانا، يشعر المرء بالألم لفقدانهم، من بينهم ستة أطفال وأربعة من نساء. أما حصيلة الجرحى فبلغت مائة شخص، بعضهم في حالة خطيرة، ومن بينهم أيضا عدد كبير من الأطفال (64 طفلا) والنساء (38 امرأة).ورأت باومغارتن أن عنف الاحتلال يزداد يوما بعد يوم في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس؛ فحتى يوم النكبة، في 15 أيار/مايو فقط، اغتيل أكثر من 100 شخص في الضفة الغربية والقدس. كما تُمارس عمليات تطهير عرقي جديدة التي تهدف إلى تشريد السكان من بيوتهم وأماكن إقامتهم، وتحويلهم إلى مهجّرين مشرّدين. ومن المؤلم والصادم أنه يجب توثيق هذه الممارسات السافرة في يطا جنوب الضفة الغربية، أو حاليا ضد سكان تجمع عين سامية، إلى الشرق من رام الله، حيث لم يتمكن سكانها البالغ عددهم نحو 200 نسمة من تحمّل العنف المتواصل من قبل المستوطنين المجاورين لهم، واضطروا إلى "النزوح". وهو ما يُعدّ دليلا متجددا على أن النكبة لم تتوقف منذ عام 1948.وتشير المؤلفة إلى أنه، في المقابل، يتزايد عدد الأشخاص الذين لا يتورّعون عن إبداء المقاومة في كل مكان من الضفة الغربية والقدس. إلا أن السلطات الإسرائيلية المتحكمة في حياة الفلسطينيين وموتهم تعمل على تحطيم كل أشكال المقاومة، حتى أبسطها وأكثرها سلمية، بما في ذلك الاحتجاج والتظاهر. بل إنها لا تتردد حتى في قتل من يفضحون جرائمها وسياساتها التعسفية.وتستشهد باومغارتن بحالة شيرين أبو عاقلة، الصحفية المقدسية التي قُتلت برصاصة بدم بارد أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين. لقد قُتلت عمدا، أو بالأحرى اغتيلت. وقد دفع هذا الحادث بعائلتها وزملائها، بل وبالناس عموما في فلسطين والعالم العربي، إلى إحياء ذكراها في مثل هذه الأيام من كل عام. وحتى اليوم، لم تُبدِ الولايات المتحدة الأميركية أي استعداد جاد لكشف ملابسات اغتيالها. وتختم المؤلفة بالقول: "فضيحة لا يريد لها أحد أن تنتهي!"وتضيف المؤلفة أن مؤسسات حقوق الإنسان التي ترصد انتهاكات الجيش الإسرائيلي وحقوق الإنسان عموما، تُوصَم تدريجيا بأنها "مؤسسات إرهابية"، ليُتاح لاحقا للجيش مداهمتها بعنف، ومصادرة محتوياتها، وفي نهاية المطاف إغلاقها. وقد حدث هذا بالفعل في عام 2022، مع مؤسسة "الحق" لحقوق الإنسان، ذات الشهرة العالمية في رام الله، إلى جانب مؤسسات أخرى كرّست عملها للدفاع عن حقوق الأطفال والمعتقلين.وترى باومغارتن أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة والعنصرية (منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022)، بل إن هذه السياسات القمعية "تَمتّنت" – بحسب تعبيرها – خلال فترة الحكومة السابقة، حكومة بينيت/لابيد، التي قدّمت نفسها على الساحة الدولية كحكومة يسارية–ليبرالية، ونجحت إلى حد كبير في الحفاظ على هذه الصورة رغم الواقع المغاير.وتقول المؤلفة: من ألمانيا، لا يأتي تضامن، بل يأتي عكسه تماما. فعندما يقوم فنانون فلسطينيون، مثل محمد الحواجري من غزة، برسم صور تجسّد الهجمات الجوية المدمّرة التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي، ويعنونها بـ"غرنيكا غزة"، في إشارة إلى مدينة "غرنيكا الإسبانية التي تعرّضت لقصف جوي من طائرات ألمانية في عام 1937 "، يتم تُعرض هذه الأعمال في معارض فنية دولية، مثل "دوكومنتا" في مدينة كاسل (وسط ألمانيا).وتقول باومغارتن إن رسومات الكاريكاتير للفنانين ناجي العلي وبرهان كركوتلي تم تحويلها إلى أمثلة تُستخدم لتبرير اتهامات بالعداء الفلسطيني والعربي للسامية. ومع ذلك، قررت النيابة العامة في مدينة كاسل في نيسان/أبريل 2023 أنه لا يوجد اشتباه أولي بارتكاب جنحة تستوجب الملاحقة الجنائية، ورفضت بناء على ذلك المباشرة بإجراءات التحقيق بناء على ذلك. وترى المؤلفة أن هذا القرار، رغم كونه إيجابيا، جاء متأخرا جدا، وهو أقل من اللازم، خصوصا في قضية كانت يجب تفاديها من الأساس.وتقول المؤلفة الألمانية، إنها تقف مذهولة أمام هذا الهجوم المتكرر والمخجل، الذي يشبه صراع الصغير مع الكبير. فالاحتلال الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة مستمر منذ أكثر من عام، في انتهاك واضح للقانون الدولي، حيث سُلب الفلسطينيون حريتهم. إسرائيل تمارس نظاما استيطانيا شاملا في المنطقة الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، مما يفرض على الفلسطينيين، حسب جميع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية المعترف بها، العيش تحت نظام من التمييز العنصري.وخلصت المؤلفة إلى أن هناك مجموعات قليلة وأفرادا محدودين في ألمانيا يقاومون هذا الواقع، ويصممون على التضامن مع الشعب الفلسطيني. هؤلاء لا يهابون حرمة مؤسسات مثل "باكس كريستي" (Pax Christi)، أو "نيب" (BP)، ولا منظمات مثل "اليهود من أجل السلام"، ولا من نداءات أطفال اللاجئين في لبنان، ولا مجموعات التضامن الألمانية الفلسطينية، ولا أهمية الشباب الفلسطيني المولود في ألمانيا. كما على سبيل المثال: فلسطين بتحكي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين اليهودية والصهيونية
بين اليهودية والصهيونية

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

بين اليهودية والصهيونية

ترجمة: علاء الدين أبو زينة سيث ساندروسكي* - (كاونتربنش) 30/5/2025 شرعتُ في قراءة كتاب "أن تكون يهوديًا بعد تدمير غزة "Being Jewish after the Destruction of Gaza من تأليف بيتر بينارت (منشورات كنوبف، 2025) بينما كانت حكومات كندا وفرنسا والمملكة المتحدة تعلن أن معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 19 شهرًا لم تعد تُحتمل. اضافة اعلان قد يقول متشائم إن هذا الموقف الذي ظهر أخيرًا يتعلق أكثر بالعلاقات العامة، ويهدف إلى حماية الرأي العام العالمي من صور الأطفال الفلسطينيين الذين يجري قتلهم وتجويعهم في غزة. إن ما يجري هناك هو نوع من تسييج المشاعات باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، أي إفقاد الفلسطينيين أراضيهم لصالح دولة إسرائيل من خلال وكيلها الأميركي، لخدمة نظام جيوسياسي صمّمه ويديره المستثمرون الخاصّون لتحقيق مصالحهم. وتشكل هذه الممارسة للقوة الأميركية عرَضًا لمرض ديمقراطية ليبرالية متعفنة متحللة، حيث نظام الحزبين يخدم الأثرياء والمليارديرات الذين تقوم أصواتهم التي امتلكوها بدولارات التبرعات بتكريس الحرب والعبث. بينما تتكشف إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة من غزة، يركّز الكاتب على دور كل من اليهودية والصهيونية وسط التوسع الإسرائيلي المدعوم بالمساعدات العسكرية من "العم سام"، والمغلف، حسب قوله، بـ"القصة التي نرويها، نحن اليهود، لأنفسنا لحجب صرخات الضحايا". ويركز بينارت على الصدام بين اليهودية والصهيونية. وينتقد، لهذه الغاية، الأيديولوجيا التفوقية التي تعتنقها الصهيونية، والتي تتم شرعنتها من خلال مساواتها الزائفة باليهودية، كديانة. في السياق الحالي لهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، تواجه الصهيونية -بصفتها رواية سائدة- ما قد يكون أكبر تحدٍ لشرعيتها، والذي يأتي من يهود أميركيين من جيل أصغر. ويدرك بينارت تمامًا طبيعة هذا التناقض. ثمة للبربرية الإسرائيلية التي تتكشف الآن ضد الفلسطينيين نظير أميركي. ولنأخذ مثلًا تاريخ كاليفورنيا الذي لم أتعلمه عندما كنت طفلًا. خلال حقبة "حُمى/ اندفاعة الذهب"، سرق المستوطنون البيض أراضي السكان الأصليين وسط موجة قتل جماعية. وقد انخفض عدد السكان القبليين من 150.000 إلى 30.000. وفي الوقت نفسه، كان هناك 3.000 إنسان من أصل أفريقي مستعبَدين يعيشون ويعملون في هذه الولاية التي يُزعم أنها "حرة". ["اكتشاف دانيال بلو: رحلتي في البحث عن القيمة والمعنى والإرث" (دار كيه. بي للنشر، 2025). يتصادم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي مع دعم الحزبين ومموليهما من الشركات، الذي يعادل بين انتقاد الصهيونية الإسرائيلية ومعاداة اليهودية، بل ويقطع شوطًا أبعد إلى حد مقارنة مقاومة الفلسطينيين بالنازية. يعارض بينارت هذا التزييف، ويفككه في كتابه المؤلف من خمسة فصول. ويسمّي الجماعات التي تعتمد رسائلها على تقديم المقاومة الفلسطينية للاستعمار الإسرائيلي زورًا بأنها معاداة لليهود، ويستشهد جزئيًا بالتلمود الذي يشكل نصًا محوريًا في اليهودية ومصدرًا لقوانينها ودراستها لله والإيمان. ثمة مسار تاريخي مرتبط بعنف الدولة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين يخدم مصالح رأس المال الذي يسعى إلى النمو من خلال إعادة إعمار غزة وإعادة توطينها. وقد أصبح ذلك معروضًا على شاشات رادار الرأي العام بفضل خطاب الرئيس ترامب الذي يتعامل مع الأمور بمنطق الصفقات. ولا يمكن تفويت رؤية تصريحه عن المستقبل "الجميل" الذي ينتظر المطورين والممولين الخاصين في العقارات الشاطئية في غزة بعد إزالة الفلسطينيين منها. ولنتأمل في هذا الإطار قوانين البرلمان البريطاني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، التي كانت مثالًا لممارسة قوة الدولة واستخدامها لما تعتبره عنفًا مشروعًا. لقد طردت هذه القوانين الفلاحين من الأراضي العامة التي أصبحت مُلكية خاصة للطبقة العليا، مع فرض عقوبات شديدة على المعارضين، بما فيها الإعدام. ثمة الآن عملية موازية، معدّلة لتناسب الواقع الراهن، تجري في غزة بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023. وقد أشرف رئيس أميركي ديمقراطي على إرسال شحنات من المساعدات العسكرية لإسرائيل، ويواصل خليفته الجمهوري فعل الشيء نفسه -جزئيًا بتزويد إسرائيل بقنابل تزن الواحدة منها 2.000 رطل من أجل بتر أطراف الفلسطينيين وقتلهم. أرى أن طرح بينارت حول التمرّد الأخلاقي ضد الصهيونية يأتي في سياق توجّه سياسي يميني متطرف إلى استبدال الليبرالية الديمقراطية بالتسلط المتطرف. وهذان الاتجاهان وجهان لعملة واحدة، يمثلان المعتقدات والممارسات الحاكمة لنظام يدمر مجتمع الكوكب، من غابات الأمازون إلى بحر القطب الشمالي، مرورًا بكل ما بينهما. وعلى سبيل المثال، يشكل المجمّع الصناعي العسكري الأميركي، مباشرة وبالوكالة كما في حالة إسرائيل، المنتِج الرئيسي لانبعاثات الكربون التي تطبخ كوكب الأرض. دفع تدمير إسرائيل لغزة بعد هجوم "حماس" المفاجئ -وغير المفاجئ- على مستوطنة إسرائيلية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حتى كتّابًا ليبراليين مثل بيتر بينارت إلى تكرار مزاعم عن الاغتصاب لا أساس لها ضد المهاجمين الفلسطينيين (الصفحة 90 من الكتاب). وللتوضيح، يظل العنف الجنسي أمرًا حقيقيًا ومنتشرًا، وتستحق المزاعم المتعلقة به كل اهتمام. لكنّ التلفيقات في هذا الشأن تخدم أيضًا كأداة دعائية لمصالح القوى الحاكمة من أجل السيطرة على الرواية خلال العمليات العسكرية التي يشنها قائم بالاستعمار (إسرائيل) ضد خاضع للاستعمار (الفلسطينيين). "لم تتمكن منظمة 'هيومن رايتس ووتش' من جمع معلومات يمكن التحقق منها من خلال مقابلات مع ناجين من أو شهود على حدوث حالات اغتصاب خلال الهجوم في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ولا يوجد سوى رواية علنية واحدة يُقال إنها من إحدى الناجيات". وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس بايدن كرر أيضًا هذه الاتهامات ضد مقاتلي "حماس"، مما ضاعف من أثر الرسالة وعمّق اتجاه نزع الإنسانية عن سكان غزة الفلسطينيين على المستوى الأيديولوجي. في نهاية المطاف، تعمل رؤية بينارت لدور الدولة في المجتمعات الرأسمالية -داخل إسرائيل وخارجها- كأداة لتوجيه نمو الاستثمار الخاص، على تقييد رؤيته لحلول التحرر التي تشمل المضطهَدين والظالمين معًا. ولذلك، تشكل دعوته إلى حلّ "روحي يهودي" للحروب الأبدية التي تقودها إسرائيل بدعم أميركي في الشرق الأوسط، من وجهة نظري، خطوة ضرورية، لكنها غير كافية. في كتابه، يقتبس بينارت بإيجابية الحاخام أبراهام جوشوا هيشل، الذي يتضمن رأيه في دور الأفراد في المجتمع الرأسمالي، الاقتباس التالي: "إن اللامبالاة تجاه الشر هي أسوأ من الشر نفسه، [و] في مجتمع حر، ثمة البعض مذنبون، لكن الجميع مسؤولون". ومع ذلك، تسيطر الطبقة الرأسمالية على الدولة وعلى الاستخدام القانوني للعنف. وفي المقابل، يفتقر الفقراء وطبقة العمال إلى قوة موازنة لتغيير السياسات والبنى السياسية للدولة الرأسمالية التي تشن حروبًا أبدية ضد الكوكب والإنسانية. ثمة حدود للحجج الأخلاقية الداعية إلى السلام والعدالة الاجتماعية وسط لحظة الانهيار البيئي والاجتماعي التي نعيشها اليوم. على سبيل المثال، يتطلب تغيير السياسة الخارجية للنظام السياسي الأميركي تعبئة جماهيرية تفرض مطالب على الدولة -مثل الرعاية الصحية والأجور الكافية للعيش الكريم للجميع، بدلاً من هدر الأموال على الحروب الإبادية في غزة. ولا شك في أن لدى المواطنين الذين يقيمون مواقفهم على الدين دورًا ليلعبوه. وقد تناول المؤرخ العظيم الراحل ألكسندر ساكستون هذه العلاقة في كتابه "الدين والمستقبل الإنساني" (مطبعة منثلي ريفيو، 2006). بإمكان المجتمعات اليهودية، وهي تفعل ذلك مسبقًا، أن تلعب دورًا في مثل هذا التحول، وهي عملية يشارك فيها بينارت كجزء منها وليس في انفصال عنها، كأكاديمي ومؤلف يتمتع بوصول إلى الإعلام السائد. وتقود الطريق جماعات دينية مثل "الصوت اليهودي من أجل السلام"، والمنظمات الشعبية التي يرأسها القس ويليام باربر الثاني، الرئيس والمحاضر الأول في منظمة "مُصلحون من أجل العدالة"، إلى جانب نشطاء أميركيين آخرين ذوي توجهات مماثلة مثل "المواطن العام" و"مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية"، الذين سئموا من الوضع القائم ويضغطون من أجل إحداث تغيير اجتماعي جذري يضع البشر قبل الأرباح. *سيث ساندروسكي Seth Sandronsky: صحفي من ساكرامنتو وعضو في وحدة العاملين المستقلين في نقابة عمال الإعلام في المحيط الهادئ. *نشر هذا المقال تحت عنوان: Between Judaism and Zionism اقرأ المزيد في ترجمات: وحده ترامب قادر على لجم إسرائيل

مشاورات مغلقة في مجلس الأمن لمناقشة انعدام الأمن الغذائي في غزة
مشاورات مغلقة في مجلس الأمن لمناقشة انعدام الأمن الغذائي في غزة

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

مشاورات مغلقة في مجلس الأمن لمناقشة انعدام الأمن الغذائي في غزة

يعقد مجلس الامن الدولي اليوم الاثنين جلسة مشاورات مغلقة تحت بند 'حماية المدنيين في النزاعات المسلحة' لمناقشة انعدام الأمن الغذائي في غزة. ويتوقع أن يستمع الأعضاء الى احاطة من مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جوييس ميسويا. كما يعقد المجلس جلسة مشاورات منفصلة اخرى في ساعات المساء حول الوضع الإنساني في السودان.

محللون: سيادة المملكة حق لا يقبل التأويل
محللون: سيادة المملكة حق لا يقبل التأويل

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

محللون: سيادة المملكة حق لا يقبل التأويل

أكد محللون ومختصون أن ما نشهده من كيل البعض للتهم والتشكيك بمواقف الدولة هو أمر مدفوع بأهداف ونوايا خبيثة تستهدف أمنه الوطني، مشيرين إلى أن الأردن، بمواقفه، كان دائما الأصدق في دعم السلام العادل في المنطقة والدفاع عن حقوق الفلسطينيين. ولفتوا في حديثهم إلى المواقف الدبلوماسية الأردنية، وما قدمه من إسناد ومساعدة للأهل في قطاع غزة والضفة الغربية، يعتبر خير شاهد على ذلك، مشيرين إلى الجهود الأردنية الدؤوبة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة من خلال كافة الوسائل السياسية والإنسانية المتاحة. وقالت رئيسة قسم العلوم السياسية في جامعة الزيتونة، الدكتورة رشا المبيضين، إن ثقتنا كبيرة بالإجراءات الرسمية والعسكرية للدولة في التصدي لأي محاولة تمس السيادة، في ظل ما شهدته المنطقة مؤخرا من تطورات. وأضافت أن موقف الأردن واضح ومعروف للجميع، وقد أعلن مرارا وتكرارا، بأنه لن يتردد في اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية سيادته من أي طرف كان. وشددت على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل على إيقاف التصعيد في المنطقة، لتجنب جرّها إلى حرب إقليمية، وذلك من خلال وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية. من جهته، استنكر الباحث والمختص في الشؤون الأمنية، الدكتور خالد الجبول، محاولات البعض المساس بأمن وسلامة الوطن تحت ذرائع غير صحيحة وأخبار زائفة، تحرف البوصلة عن مسارها، وتستخدم للنيل من الموقف الأردني الشجاع، مبينا أن الأردن هو السند للأهل في فلسطين. وأشار إلى المواقف السياسية والدبلوماسية المتقدمة التي يقودها الأردن لحشد الرأي العام الدولي، وكشف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان إسرائيلي متواصل وحرب إبادة جماعية. وبين أن الأردنيين يقفون خلف القيادة صفا واحدا لحماية أمن الوطن والدفاع عنه، مشيرا إلى أن قوة الأردن ومناعته تمثل دعمًا للأشقاء الفلسطينيين، وأن أي خلل يصيب الأردن، لا قدر الله، سيؤثر سلبا على فلسطين وصمود شعبها. وقال إن ما يقوم به البعض في الخارج من محاولات للتشكيك بالدولة ومواقفها، هو محاولة من أصحاب أجندات خاصة تهدف إلى النيل من إنجازات ومواقف الأردن القومية، وهذا أمر غير مقبول. وتابع الجبول، أن الأردنيين جميعًا موحدون خلف وطنهم وقيادتهم المظفرة، ولن يسمحوا لأي طرف كان بتعريض أمنهم وسلامة شعبهم لأي خطر. بدوره، أكد العقيد المتقاعد من سلاح الجو في القوات المسلحة، محمد الشرمان، أن حديث جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه بشخصيات سياسية وإعلامية في قصر الحسينية، تضمن رسائل واضحة ومباشرة تعكس ثوابت الدولة في التعامل مع التحديات الإقليمية والداخلية، مشيرا إلى أن الخطاب يحمل أبعادا استراتيجية في ظل التوترات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة. وأكد أن حديث الملك يرسل رسالة ردع صارمة، مفادها أن الأردن يمتلك أدوات رصد وقدرات عسكرية استباقية تجعله قادرا على سحق أي تهديد في مهده، وأن هذه الصلابة تترجم على الأرض، وتؤكد جاهزية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية للتعامل مع أي تهديد، مهما كان مصدره. وأوضح أن تأكيد الملك على أن الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه، هو بمثابة تحذير صريح لكل من تسوّل له نفسه تهديد أمن المملكة، سواء من الداخل أو الخارج، مؤكدا أن الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع، وهي رسالة صريحة وواضحة لجميع الأطراف. وأشار الشرمان إلى أن التهديدات اليوم هجينة (إلكترونية/أمنية/فكرية)، وتصريح الملك يؤكد أن الدولة تتكامل فيها الأذرع العسكرية والأمنية والدبلوماسية لتحصين الوطن، وأن النخب السياسية والإعلامية لها دور محوري في نقل الحقائق، وتعزيز الثقة بين المواطن والدولة، وهو ما يسهم في تحصين المجتمع من محاولات الإرباك أو التضليل. وفيما يتعلق بزيارة سمو ولي العهد للقيادة العامة للقوات المسلحة، أكد الشرمان، أنها تأتي في ظل ظرف دقيق وحساس في المنطقة، وتدل على أن القيادة الهاشمية في يقظة تامة للحفاظ على الوطن من كل شر، في ظل الظروف والتطورات الإقليمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store