
الحوثيون ليسوا من أنصار الله… بل أنصار أنفسهم
القرآن الكريم يكرر قاعدة ربانية ثابتة في قوله: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾، لتكون إنذارًا وتنبيهًا واضحًا بأن من يتجبر في الظلم، أياً كان نوعه، سيجد نفسه في النهاية بلا نصير ولا معين، لا في الدنيا وقت القصاص، ولا في الآخرة عند الحساب.
والظلم في المفهوم القرآني أوسع من مجرد الاعتداء على الحقوق المادية، فهو يشمل:
• الشرك بالله، وهو أعظم أنواع الظلم لأنه اعتداء على حق الله في العبادة.
• الطغيان السياسي والفساد، وهو قهر الناس وسلب إرادتهم.
• الاعتداء على حقوق العباد في الأموال والأعراض والأنفس، وهو ظلم اجتماعي واقتصادي.
• ليّ الحقائق وتشويه الدين، وهو ظلم فكري وأخلاقي يضلل الناس عن الحق.
هذه المعاني مجتمعة تجعل ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ قاعدة تحذيرية صارمة: فالظالمون محرومون من النصرة الحقيقية، ولا ينسبهم الله إلى أنصاره، لأن نصرة الله لا تكون إلا بالحق والعدل.
وقد وردت هذه القاعدة في مواضع عديدة من القرآن، منها:
• في آل عمران: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾.
• وفي نفس السورة: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾.
• وفي الحج: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَّصِيرٍ﴾.
• وفي الشورى: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.
• وفي غافر: ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾.
هذه النصوص تفضح كل من يرفع راية 'نصرة الله' وهو غارق في الظلم، لأن الله يتبرأ منهم ويجعلهم منبوذين حتى في ميدان النصرة.
فكيف لجماعة تمارس كل أشكال الظلم أن تدّعي أنها 'أنصار الله'؟
إن هذه الدعوى أشبه بقاتل يدّعي أنه نصير للحياة، أو لص يدّعي حماية الأمانة!
جماعة 'أنصار الله' الحوثية، التي نصّبت نفسها بهذا الاسم، هي في الواقع أنصار أنفسهم فقط، وممارساتهم تثبت أنهم لا ينصرون إلا مشروعهم الخاص:
• ادعوا الحق الإلهي واحتكروا السلطة، مخالفين مبدأ الشورى والاختيار الشعبي.
• ظلموا الناس بالقتل والقمع والاعتقالات التعسفية.
• نهبوا المال العام، وقيّدوا الحريات، وأفقّروا المجتمع بسياسات جباية مجحفة.
• استحوذوا على مؤسسات الدولة وثرواتها لصالح مجهودهم الحربي وفئة محدودة منهم، متجاهلين حقوق الشعب.
يزعم الحوثيون أنهم ينتسبون لآل بيت النبي ﷺ ويرفعون شعار 'النصرة'، لكن أفعالهم تكشف عكس ذلك:
– النبي ﷺ نهج العدل والرحمة، وهم ينتهجون القتل والقمع حتى مع أبناء وطنهم.
– النبي ﷺ دعا بالحكمة والموعظة الحسنة، وهم يفرضون فكرهم بالقوة والسلاح.
– النبي ﷺ حفظ أموال الناس وأعراضهم، وهم ينتهكون الأعراض وينهبون المال العام.
– النبي ﷺ وحد الأمة ونبذ العصبية، وهم قسموا الوطن وأثاروا الانقسامات والطائفية.
– النبي ﷺ تواضع وخدم الناس، وهم يستعلون ويدّعون حقًا إلهيًا في الحكم.
بهذا، لا ينتسبون للنبي ﷺ ولا لآله الأطهار، ولو كانوا منتسبين 'نطفة'، فإن اتباعهم وسلوكهم بعيد كل البعد عنه. لو كانوا صادقين في نصرة الرسول وآله لاقتدوا بأخلاقهم، لا أن يتحولوا إلى أنصار الظلم، والله لا يقبل نصرة الظالمين.
إن الآيات التي تختم بـ ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ ليست خبرًا عن الماضي فقط، بل هي قانون رباني يسري في كل زمان ومكان، وينطبق على واقعنا اليوم.
الظالمون المتزينون بشعارات الدين زورًا وسلبًا، سيسقطون كما سقط كل طاغية قبلهم، ولن يجدوا نصيرًا حين تحين ساعة الحق.
اليوم، ونحن نشهد جرائم جماعة الحوثي بحق اليمنيين، ندرك أن ادعاءهم 'أنصار الله' كذب بيّن، لأن الله لا يقبل نصرة الظالمين، ولا ينسبهم إليه، ولا هم أنصار رسوله وآله، بل أنصار أنفسهم ومصالحهم.
الله سبحانه لا تُخدعه الشعارات، ولا تنطلي عليه الألقاب، وهو القائل: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾.
وكما سجّل التاريخ سقوط فرعون وعاد وثمود، ستكتب صفحات الغد عن سقوط كل من سار في طريقهم، ولو بعد حين.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 227]
يومئذ، لن تنفعهم أسماء اخترعوها، ولا رايات رفعوها، ولا أكاذيب رددوها، وسيعلم العالم أنهم لم يكونوا يومًا أنصار الله، بل أنصار ظلمهم، وخصومًا لكل عدل ورحمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمنات الأخباري
منذ ساعة واحدة
- يمنات الأخباري
اختاروا الثمن الذي يناسبكم وتريدون لي أن ادفعه
أعرف أن الحقيقة لها ثمن ، وأعرف أن قولها قد يفتح أبواب الخطر. وكثيرون من الطيبين قالوا لي: 'انتبه لنفسك'. وانا دائماً أقول لهم: 'الحافظ الله ، سأنتبه لنفسي ، لكن الأهم أن أنتبه لآخرتي أكثر'. الخوف يسكن كل إنسان نعم ، لكن أعظم الخوف أن أقف أمام الله وقد كتمت حقاً أو سكت عن باطل. الحقيقة أمانة ، والأمانة حملٌ تخلّت عنه السموات والأرض والجبال وحملها الإنسان. منع 'الصدقة الجارية' واضح، وجهود البعض في عرقلة الخير الذي سعينا لتحقيقه للناس واضحة بيّنة ، والصمت عمّن يقف خلف كل ذلك خيانة للأمانة. أنا لا أزعم أنني أشجع من غيري، لكني أخاف الله أكثر من خوفي على نفسي، وإذا كان قول الحق ثمنه حياتي، فلتكن حياتي هي الثمن. اختاروا الثمن الذي يناسبكم وتريدون لي أن ادفعه ، وأنا جاهز … اليوم ، غداً ، أو بعد عام ،، المهم ألا يُمنع هذا الخير العظيم عن الناس. وقبل دفع الثمن اكرر اليوم ندائي الاخير من القلب ،، تعالوا جميعاً نتعاون وننفع المديرية بأكملها. اطمئنوا عبد العليم لا يملك مشروعاً سياسياً ، ولا ينتمي لحزب ولا يسعى لكسب الأصوات ،، ولا يفكر بالترشح في أي انتخابات ولا لأي منصب. أنا أعمل في شركة نفطية ، أداوم شهر وأعود في إجازة شهر ، وعهد الله ما في بالي أي غمار سياسي مستقبلاً. باختصار شديد: توفرت لي فرصة عظيمة أستطيع من خلالها تحقيق خير كبير للناس ، وقد مددت يدي للجميع وها أنا أمدها اليوم.. أدعو المسؤولين ، والمرجعيات ، وكل من في قلبه حب الخير وخدمة المجتمع ، أن نتعاون جميعاً و نستفيد معاً من هذه الفرصة ، وننفع الناس. وأعدكم أن أقول للناس كل جهد تبذلونه في سبيلهم ، وأن أوصل صوت وجهد كل من يمد يده للخير. البعض يحاول أن يتذرع أن سبب جهوده في عرقلة الخير هو قول الحقيقة أو بالاخص ما اكتبه في صفحتي بالفيس بوك ،، وقد قلت لبعضهم ممكن أن اتوقف عن الكتابة ، وعليهم التوقف عن عرقلة الخير ،، لا هم توقفوا عن العرقلة ولا من الحكمة أن اصمت ، بالرغم انني والله يشهد اني صمت عن مواقف عده ، وتغاضيت كثيراً وتجاهلت مواقف مخزية ضد هذا الخير ، ويعلم الله اني ما الجئ إلى الكتابة الا بعد أن احاول في السر وبعد أن انصح مراراً. عموما ومن باب التذكير الفقيد المرحوم الدكتور محمد عبده يماني رحمة الله عليه من عندنا من البلاد كان يشغل وزير الإعلام في المملكة وكان رئيس جمعية خيرية ، نفذ مشاريع خيرية كثيرة في أغلب البلدان من ضمنها اليمن محافظة حضرموت ،، كان يقول لمن يزوره من ابناء عمنا بنفسي اقدم خير في بلاد ابي واجدادي ،، حاول مرارا تنفيذ مشروع ماء شرب ، وحاربوووووه وعارضووووووه ومنعوا تنفيذ المشاريع و عرقلوا كل محاولاته ،، وعاده لا به لا فيسبوك ولا عبد العليم كان ينشر..


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
'الزينبيات'.. ذراع الحوثي النسوي الأخطر للقمع والتجسس والتهريب
المرسى- عدن كشف تقرير حديث، النقاب عن أبرز قيادات 'زينبيات الحوثي'، وهو أخطر جهاز قمعي يعتقل ويعذب النساء ويدير شبكات تجسس وتهريب. التقرير الصادر عن 'مركز PTOC اليمني للأبحاث والدراسات المتخصصة'، قدم تفاصيل موسعة وغير مسبوقة حول ما يعرف بـ'الزينبيات'، وهو التشكيل النسائي التابع للحوثيين والذي يوصف بأنه أخطر أذرع المليشيات الأمنية والاستخباراتية وأدتها الأبرز لقمع المجتمع اليمني، خصوصًا النساء، بغطاء أيديولوجي. وظهر تشكيل الزينبيات عقب سيطرة مليشيات الحوثي على صنعاء في سبتمبر 2014، وتم بناؤه على نموذج التنظيمات النسائية التابعة لحزب الله اللبناني، ليكون ذراعًا أمنيًا 'ناعمًا' ظاهريًا، لكنه شديد القسوة في مهامه الميدانية، وفقا للتقرير. أبرز وجوه 'الزينبيات' وأكد التقرير أن عناصر هذا الجهاز الحوثي 'تلقت تدريبات داخل اليمن وفي لبنان وإيران، تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، شملت أساليب القتال، جمع المعلومات، التحقيق، والتعبئة الفكرية'. وقدر التقرير 'عدد عناصر الزينبيات بنحو 4 آلاف امرأة، يعملن خارج إطار الشرطة النسائية الرسمية، ويرتدين في مهامهن عباءات سوداء ونقابًا أو لثامًا للتخفي'. وأشار إلى أن هذا 'التشكيل النسائي ينقسم إلى 4 أقسام رئيسية هي 'القسم العسكري، القسم الإلكتروني المعني بالدعاية والمراقبة، قسم الاعتقالات، وقسم التجسس الوقائي المكلف بجمع المعلومات عن المجتمع ومؤسساته'. وكشف التقرير أن من يشرف على هذا التشكيل هن 'قيادات نسائية بارزة من عائلات حوثية نافذة، من بينهن فاطمة حسين بدر الدين الحوثي، أبنة مؤسس المليشيات، والتي تشغل منصب نائبة جهاز الأمن والاستخبارات لقطاع المرأة والمنظمات'. كما تعد القيادية 'ابتسام المتوكل المشرفة على التعبئة في الجامعات، وهدى العماد التي تلعب دورًا محوريًا في عمليات التجنيد داخل الوسط الأكاديمي'، طبقا للتقرير. وأكد أن 'الزينبيات انتقلن من أدوار الدعم والمساندة إلى المشاركة المباشرة في الاقتحامات، والمداهمات، وعمليات الاعتقال، والتحقيق مع المعتقلات، وتنفيذ أعمال تعذيب بدنية ونفسية'. كما تشارك أعضاء هذا الجهاز في 'التجسس على النساء في الحياة العامة والخاصة، وإدارة حملات دعائية تستهدف الفتيات والطالبات عبر المدارس والجامعات ووسائل التواصل الاجتماعي'. جرائم 'الزينبيات' ووثقت تقارير محلية ارتكاب 'الزينبيات'، خلال الفترة ما بين 2017 و2022، ما يزيد عن 1444 انتهاكًا مباشرًا، بينها 571 حالة اعتقال وخطف، و290 مداهمة لمنازل، و118 حالة تعذيب في السجون، و86 إصابة جراء اعتداءات مباشرة، و48 حالة تحرش أو اغتصاب، إلى جانب 20 حالة تجنيد قسري، وأكثر من 300 حالة ابتزاز وتهديد ومراقبة. ومن أبرز الحوادث، وفقا للتقرير، اقتحام مدرسة خاصة في صنعاء في نوفمبر 2022 والاعتداء على مديرتها وطاقمها النسائي بصواعق كهربائية على خلفية نزاع مع مشرف حوثي، والاعتداء الوحشي على طبيبة في مدينة إب وتمزيق ملابسها، واقتحام مدرسة للبنات في همدان لمنع الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، وهدم منزل المواطن فايز المخلافي في يونيو 2025 وطرد النساء والأطفال منه رغم امتلاكه أوراق ملكية قانونية. وتلك الجرائم تضاف إلى الانتشار المسلح في صنعاء في سبتمبر 2023 لمنع النساء من رفع العلم اليمني، والاعتداء عليهن لفظيًا وجسديًا. تجنيد ومعسكرات ولا يقتصر دور الزينبيات على القمع المباشر، إذ يورد التقرير تورطهن في أنشطة إجرامية أوسع نطاقًا، منها تجنيد نساء من أصول أفريقية، خاصة من الصومال وإثيوبيا، لاستخدامهن في التجسس على منظمات دولية ومحلية، واختراق الأسر التجارية والقبلية الكبيرة عبر العمل كخادمات أو مربيات أطفال. وبالإضافة إلى 'تهريب المخدرات والحشيش من صنعاء إلى المحافظات المحررة، والمشاركة في شبكات الاتجار بالأعضاء البشرية، والإيقاع بشخصيات سياسية ودينية معارضة للحوثيين في مواقف محرجة بغرض الابتزاز'، طبقا للتقرير. وكشف التقرير أن الزينبيات يتلقين 'التدريبات داخل اليمن في مواقع أبرزها نادي بلقيس بصنعاء، إضافة إلى معسكرات سرية في مدارس ونوادٍ رياضية وثقافية، كما تلقت بعض العناصر تدريبات متقدمة في لبنان وإيران على يد عناصر من الحرس الثوري وحزب الله'. ويشير التقرير إلى استغلال مليشيات الحوثي لبرامج 'تمكين المرأة' التي تنفذها منظمات دولية في صنعاء لتدريب عناصر الزينبيات تحت غطاء العمل المدني. ولفت إلى أن 'المجتمع اليمني والقبائل تنظر إلى استغلال المرأة في أعمال القمع كـ'عار أسود' يتنافى مع القيم اليمنية الأصيلة، وتعتبر هذه الممارسات دخيلة ومنقولة من إيران، ومع ذلك اضطرت بعض النساء للانضمام إلى الزينبيات بسبب الفقر أو فقدان المعيل، خصوصًا في الأسر التي فقدت أبناءها في جبهات القتال الحوثية'. ودعا التقرير 'المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق مستقل وتصنيف الزينبيات كمنظمة إرهابية، وفرض عقوبات على قياداتها، ومراجعة برامج دعم وتمكين المرأة في مناطق مليشيا الحوثي'. كما دعا التقرير إلى 'توفير آليات حماية للضحايا، إضافة إلى دعوة الحكومة اليمنية لتوثيق الانتهاكات بشكل دوري، وتوعية المجتمع بخطر هذا التشكيل ورفض أي محاولة لتجنيد النساء فيه'.


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
الزُبيدي يُعزّي العميد عادل الحالمي في وفاة والدته
بعث اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية عزاء ومواساة إلى العميد عادل الحالمي وإخوانه، في وفاة والدتهم المغفور لها بإذن الله تعالى. وعبّر الزُبيدي في البرقية عن بالغ حزنه وصادق تعازيه ومواساته إلى أولاد الفقيدة، العقيد فضل، والأستاذ أبوبكر، والعميد عادل، والمحامي عارف، وإلى أسرة الفقيدة وذويها كافة. وابتهل الزُبيدي إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنها فسيح جناته، ويلهم اهلها وذويها الصبر والسلوان. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.