logo
الأمم المتحدة تحذر من احتمال إدراج الجيش الإسرائيلي على قائمة المشتبهين في ارتكاب "عنف جنسي"، وترامب لا يُمانع دخول الصحفيين لغزة

الأمم المتحدة تحذر من احتمال إدراج الجيش الإسرائيلي على قائمة المشتبهين في ارتكاب "عنف جنسي"، وترامب لا يُمانع دخول الصحفيين لغزة

شفق نيوزمنذ 3 أيام
حذرت الأمم المتحدة إسرائيل وروسيا من احتمال إدراج جيشيهما ضمن قائمة الأطراف المشتبه في ارتكابها "عنفاً جنسياً" في النزاعات، في ضوء أدلة موثوقة على وقوع انتهاكات بحسب تقرير نُشر الخميس.
وأشار التقرير الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن الدولتين معرضتان لخطر إدراجهما ضمن قائمة الأطراف التي يُعتقد أنها تستخدم "الاغتصاب والعنف الجنسي" في النزاعات.
وجاء في التقرير السنوي: "نظراً للمخاوف الكبيرة بشأن أنماط بعض أشكال العنف الجنسي التي ترتكبها القوات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، والقوات العسكرية والأمنية الروسية، فقد أُخطِرت هذه الأطراف باحتمال إدراجها ضمن القائمة في فترة التقرير المقبلة".
وأضاف التقرير أن "هذه المخاوف تتعلق في المقام الأول بالانتهاكات المسجلة في أماكن الاحتجاز".
وفي حالة إسرائيل، أكد التقرير وجود "معلومات موثوقة" تفيد بأن القوات العسكرية والأمنية ارتكبتا أنماطاً من العنف الجنسي، كـ"العنف التناسلي، والتعرية القسرية لفترات طويلة، وعمليات التفتيش المتكررة التي تُجرى بطريقة مسيئة ومهينة".
وفي فبراير/شباط، صرّح الجيش الإسرائيلي بأنه وجّه تهماً لخمسة جنود بإساءة معاملة سجين فلسطيني في موقع يُستخدم لاحتجاز الفلسطينيين عقب اندلاع حرب غزة، في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن بين التهم، ادعاءٌ بأن المتهم طعن رجلاً بأداة حادة "قرب الشرج".
كما ذكر التقرير وجود أدلة "موثوقة" على انتهاكات "ضد أسرى الحرب الأوكرانيين، في 50 مركز احتجاز رسمي و22 مركز احتجاز غير رسمي في أوكرانيا" وروسيا.
وأوضح أن "هذه الحالات شملت عدداً كبيراً من الحوادث الموثقة للعنف التناسلي، ومنها الصعق الكهربائي والضرب وحرق الأعضاء التناسلية، والتجريد القسري والتعري لفترات طويلة، فيما يُستخدم لإذلال السجناء وانتزاع اعترافات أو معلومات منهم".
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تعاونت مع ممثل خاص بشأن قضية العنف الجنسي في النزاعات، بينما لم تفعل روسيا ذلك.
وأضاف التقرير أن رفض إسرائيل منح المفتشين حق الوصول، عرقل قدرة الأمم المتحدة على تحديد الأنماط والاتجاهات. إذ رفضت إسرائيل ما خلص إليه التقرير، واصفة الرسالة المرفقة من غوتيريش بأنها "غير عادية".
وقال داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، إنه "على الأمم المتحدة التركيز على جرائم الحرب المروعة والعنف الجنسي الذي ارتكبته حماس، وعلى إطلاق سراح جميع الرهائن".
وأضاف: "لن تتهاون إسرائيل في حماية مواطنيها، وستواصل العمل وفقاً للقانون الدولي".
"لا أمانع في ذهاب الصحفيين لغزة"
Reuters
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إنه يود أن يرى الصحفيين يصلون إلى غزة لمتابعة الجهود الإنسانية في القطاع.
ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 منعت إسرائيل الصحفيين الأجانب بدخول القطاع، إلا في مرات قليلة جداَ كانت تحت حراسة عسكرية إسرائيلية.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "أود أن أرى ذلك يحدث. بالتأكيد. لا أمانع في ذهاب الصحفيين. كما تعلمون، إنه وضع خطير للغاية بالنسبة للصحفي، لكنني أود رؤيته".
"تحذير من المخطط التهويدي"
في غضون ذلك، أصدرت القوى والفصائل الفلسطينية المشاركة في محادثات القاهرة بياناً أكدت فيه على أن "الأولوية القصوى" في هذه المرحلة هي "الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ودون عوائق".
وأعربت الفصائل عن تقديرها للدور المصري والقطري في دعم القضية الفلسطينية والعمل على إنهاء معاناة الغزيين، وحثت على ضرورة التصدي لما وصفته بـ"مخططات العدو باتجاه إعادة احتلال قطاع غزة ومحاولة تهجير شعبنا أو قسم كبير منه تحت مسميات عديدة".
وحذرت القوى والفصائل الفلسطينية مما وصفته بـ"المخطط التهويدي الصهيوني في الضفة المحتلة، الذي يسعى لفرض السيطرة الكاملة، وتهجير السكان، ومصادرة الأراضي، وإدخال ملايين المستوطنين ضمن مخطط إحلالي متدرّج".
وأكدت القوى على ضرورة وضع خطط وطنية عاجلة لمواجهة "التهجير الصامت، ومصادرة الأراضي، وانتهاك المقدسات، وتقسيم الحرم القدسي زمانياً ومكانياً"، وحماية الوجود الفلسطيني والعربي وإجهاض "المخططات الاستعمارية".
ودعا البيان الذي جاء بعد الاجتماعات التي استمرت على مدار ساعات، مصر إلى احتضان اجتماع وطني طارئ للقوى والفصائل الفلسطينية كافة، للاتفاق على "الاستراتيجية الوطنية والبرنامج العملي لمواجهة مخططات الاحتلال ووقف الإبادة، واستعادة وحدتنا الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس" بحسب نص البيان.
وأشار البيان إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول "رؤية إسرائيل الكبرى"، واصفاً إياها بأنها "مشروع توسعي صهيوني يهدد الأمن القومي العربي وحقوق الشعب الفلسطيني".

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فاجعة الطبيبة-بان زياد -التي نكأت جرح آفات مجتمعية تسترعي الانتباه!
فاجعة الطبيبة-بان زياد -التي نكأت جرح آفات مجتمعية تسترعي الانتباه!

موقع كتابات

timeمنذ 41 دقائق

  • موقع كتابات

فاجعة الطبيبة-بان زياد -التي نكأت جرح آفات مجتمعية تسترعي الانتباه!

بداية لنتفق جميعا على أن الإنكباب الجماهيري وصب الاهتمام حول جريمة ما والعمل على بحثها على أنها حالة فردية،ومجرد حدث عابر سرعان ما ينسى ما بعده من أحداث جسام كل ما قبله ، ومناقشتها بمنأى عن محيطها، و بمعزل عن مدخلاتها ومخرجاتها بصفتها ظاهرة اجتماعية،وآفة أخلاقية ، وجائحة فكرية خطيرة يتحتم على جميع المتخصصين دراستها مليا وتحليلها عن كثب للحيلولة من دون تكرارها أو استنساخها مستقبلا ، يعد عبثا ، وتشتيتا للجهود ، وإضعافا للحلول وبكل ما تعني الكلمة من معنى ! ولاشك أن حادثة الطبيبة النفسية الدكتورة بان زياد طارق ،التي هزت الرأي العام العراقي والعربي قد نكأت جرح عقد نفسية خطيرة ،وآفات اجتماعية أخطر تستدعي التحرك العاجل و تسترعي الانتباه قبل فوات الأوان . – فإذا ما كانت هذه الواقعة التي أحزنت العراقيين جميعا وأدمت قلوبهم وشدت انتباههم كانت انتحارا بالفعل كما أشيع فهذا يستوجب الوقوف مليا على أسباب ودوافع 'آفة الانتحار' الآخذة بالإنتشار كالنار في الهشيم وبشكل غير مسبوق وبأساليب مختلفة وبالأخص بين شريحة الشباب ممن ينهون حياتهم انتحارا إما بالشنق أو باحتساء السموم ، أو تناول المهدئات والحبوب ، أو بالمشارط ، أو باطلاق النار، أو بالقفز من أعالي البنايات والجسور ، أو بالحرق ' والأخير تمارسه النساء بكثرة '، وقد كتبت العديد من المقالات بشأن جريمة الانتحار..الأسباب والدوافع والحلول ' !! – وأما إذا كانت هذه الجريمة كما أشاع بعضهم قد وقعت بتأثير تعاطي المخدرات أو المهدئات الناجمة عن كثرة الضغوط النفسية فهذا دافع آخر لمناقشة ظاهرتي الخمور والمخدرات الصناعية منها والطبيعية ودورها في شيوع ظواهر الانتحار = إنهاء الحياة اختيارا ، اضافة الى سلسلة لا حصر لها من الأمراض والجرائم والموبقات والحوادث المروعة . – وأما إذا كان الهدف من وراء الجريمة النكراء هو إلهاء الجماهير ، ومحاولة اشغالهم ، وصرف أنظارهم عن أحداث جسام أخطر بكثير وبما يهدد مستقبل الامة بأسرها بدولها وشعوبها كافة فهذا ما يستلزم فتح ملف 'مخاطر الإلهاء المتعمد وبرامج اشغال الجماهير' إذ لطالما صرفت أنظارهم تجاه حدث أحادي ما يركز عليه الإعلام وبما كان سببا رئيسا في تمرير مخطط خبيث على حين غفلة منهم ، وتنفيذ أجندة مشبوهة بعيدا عن أنظارهم المصوبة نحو الاحداث والوقائع الفردية أو الاحادية مقابل تطبيق بروباغندا مضرة جماعية ! – وأما إذا كانت هذه الحادثة الأليمة عبارة عن جريمة قتل متعمد عن سبق إصرار وترصد قد تم حبكها لتبدو على أنها انتحار وماهي كذلك فهذه آفة أخرى ألعن من سابقها وبما يستوجب ، وهذا ما أكدت عليه مرارا وتكرارا ' التعامل مع كل حادثة انتحار ابتداء وقبل أي شيء آخر على أنها جريمة قتل ،بمعنى 'أن الشخص المنتحر هو شخص مقتول لسبب ما حتى يثبت العكس !' ولا أنصح بغلق أي ملف من ملفات الانتحار قبل التأكد جيدا من إنها ليست جريمة قتل قد وقعت عمدا أو سهوا أو خطأ قبل أن تُلبس ثوب الانتحار من قبل الجناة لضمان فرارهم من قبضة العدالة ' ، لأنني أشك بأن ثلث عمليات الانتحار ولاسيما ما يتعلق منها بالفتيات القاصرات والنساء ، ومثلها ما يقع داخل الغرف المغلقة أو الأماكن الخاوية أو المناطق النائية بأن كثيرا منها عبارة عن جرائم قتل يحاول الجناة تصويرها على أنها عمليات انتحار لحرف مجريات التحقيق بشأنها وتضليل العدالة والإفلات من العقاب ، وأما قضية التعكز على دفاتر اليوميات والمذكرات الشخصية لإثبات يأس المنتحر من الحياة وكشاهد حي على عزمه على الانتحار ، فهذه ليست دليلا منطقيا ولا قاطعا على ذلك ، إذ لطالما كتب أشد المتعلقين بالحياة وأكثرهم إقبالا عليها ،قصائد حزن ومرثيات وقصصا قصيرة وخواطر غارقة باليأس والسوداوية إلا أنهم لم ينتحروا ولم يقدموا على ذلك قط ، بل على العكس من ذلك ولطالما كانت تلكم الخواطر بمثابة سكب عبرات ، ونفث زفرات ، وبوح ذاتي ، وتنفيس داخلي ، وفضفضة بمثابة ديالوج شخصي بين المرء ونفسه، وبما يعرف في علم النفس بـ writing therapy أو العلاج النفسي بالكتابة !! – وأما إذا كان للواقعة كما أشاع بعضهم علاقة بجرائم جنائية سابقة بشكل أو بـآخر لإسكات الشاهد الوحيد الحي فيها فهذه تندرج في سياق ما يعرف بتهديد الشهود ، وكتم الاصوات ، والضغط لتغيير الافادات والشهادات وشهود الزور والاكراه وبما يؤدي الى تغيير مجرى التحقيقات ، وهذه لوحدها آفة خطيرة يتوجب علاجها والاحاطة بها ومناقشتها جليا .. -وأما إذا كانت الحادثة قد وقعت كما أشيع على خلفية أفكار الحادية أو متطرفة باتت تلقى آذانا صاغية تروج لها الجماعات المنحرفة والمنظمات الشيطانية الضالة ( = رائيلية ، شهود يهود ،ساينتولوجي ، ويكا ، ايمو ، جوثيك ، بوابة السماء ، كنيسة مون ، هاري كريشنا ، البهائية ، جماعة القربان ، كنيسة الشيطان ، وأمثالهم ) فهذه آفة رابعة تستدعي البحث والتقصي عن مقدمات ونتائج هذه الطامة الكبرى التي باتت تتسلل الينا عبر ، 1- الالعاب الالكترونية الشيطانية ( = وأخطرها لعبة تحدي تشارلي ، الحوت الازرق ، مريم ، بوكيمون جو،جنية النار،اضافة الى المسلسل الأميركي المثير للجدل '13 ريزنز واي' و' تحدي مومو ' ، و' دوكي دوكي ) وغيرها وﻻ يفوتني الإشارة الى أن معظم ضحاياها يعانون من فقدان الحنان والتفكك الأسري وأصدقاء السوء وبعضهم عادة ما يلوحون بالانتحار لجلب الانتباه واستثارة العواطف التي يفتقرون اليها فقط لاغير ، 2- الدارك ويب ، 3-الديب ويب ،4- ما يسمى بأدب وأفلام ومسلسلات الرعب والسحر والتنجيم والأشباح والقصور المسكونة وتناسخ الأرواح وأوراق التاروت والحَلول والعوالم الموازية والجريمة المنظمة والسايكو دراما ، 5-ادمان ممارسة ما يعرف بالشاكرات والمانترات واليوغا ( =طقوس وشعائر الهندوس اليومية وبالتفصيل الممل ) كذلك الاعتقاد المطلق بكتب السحر والزوهار والكابالا والتنويم المغناطيسي و تحضير الارواح ، وبفوائد اليين واليانغ والبادوانجين والتشي كونغ على الصحتين النفسية والبدنية وكلها عبارة عن ( = طقوس الطاوية والكونفوشيوسية والبوذية والشنتو اليابانية والصينية القديمة ) ولطالما حذرت من تسلل طقوس وعبادات وشعائر البوذيين والهندوس – من خلال الحركات الباطنية والغنوصية التي يتزعمها الممخرقون ، وعلى منوالهم من يطلقون على أنفسهم اسم – التنويريون الجدد – اضافة الى حركات اليسار العالمية التي يقودها الملياردير الامريكي من أصول مجرية – جورج سوروس – الى عالمنا العربي والاسلامي وتسويقها على أنها – رياضات روحية …طب تكميلي …علاج شعبي وعشبي ونفسي وفيزياوي قديم – وما هي كذلك بالمرة ، لأنها وببساطة عبارة عن طقوس دينية وثنية تصدر إلينا على أنها رياضات روحية حديثة كل من يمارسها فهو – انسان موكبانغي تقدمي أنيق على الموضة متماهي مع العصر وكيوت ههههه -، والاعجب هو ادراجها ضمن ما يسمى بـ محاضرات التنمية البشرية ، حيث أن بعض ولا أقول كل التنمويين البشريين المفترضين،ممن يروجون لجل طقوس الأمم الطوطمية الغابرة ويصورونها لضحاياهم على أنها سر من أسرار النجاح والتألق والثراء السريع ، هم ذاتهم بشحمهم ولحمهم من يعمل جاهدا على التقليل من شأن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف ومهاجمتها صباح مساء ، واتحدى تنمويا بشريا من هؤلاء أن يدعو الناس الى صيام الفريضة والتطوع برغم فوائد الصيام التي لاتحصى وفقا للدراسات العالمية والطبية الجديدة ، وبما لايسعها كتب ومجلدات ، ولا الى مساعدة الفقراء والمساكين والعاطلين ، ومثلها اغاثة الملهوفين ، وتنفيس كرب المكروبين ، واطعام الجياع والمحرومين ، وكسوة العراة وسقي العطاش ورفع الظلم عن المظلومين ، وقضاء الدين عن المدينين المعسرين ، وقيام الليل ودعاء واستغفار السحر قبل اداء صلاة الفجر في وقتها والمشي الى مساجد الله تعالى في العتمة ليبدأ واحدهم يومه بنشاط بدني ، وصفاء ذهني ، وارتقاء روحي ، ونقاء قلبي ، ودفعة إيمانية هائلة 'ولا أقول طاقة ايجابية أو سلبية' كما يحلو لهم التركيز عليها والترويج لها كبديل عن مدارج السالك ، وأثر الذكر ، وصفاء الروح ، ونقاء القلب ، وحلاوة الايمان ، فمصطلح الطاقة السلبية والايجابية الذي شاع كثيرا في الاونة الاخيرة ضمن مناهج التنمية البشرية يشبه نعت الخمور بـ المشروبات الروحية قديما ، أيام ما كان يسمى بـ النضال والكفاح التي صدعوا رؤوسنا بها كبديل عن دفع الصائلين قبل أن تستعمر معظم بلداننا كلها بنضالاتهم وكفاحاتهم تلك المنطلقة من أحضان الغواني وبين جدران الحانات والمراقص والكابريهات ..ولو أمد الله تعالى في عمري فسأكتب عن 'نضالات حمراء وهمية كتبت بتأثير الحشيش والكؤوس الخمرية الجماعية !!' وتماما كما أشاعوا مصطلح – التنمر – كبديل عن مصطلح 'السخرية 'القرآني من الآخرين' لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ' ، وكبديل عن 'اللمز' و' الهمز' و'التنابز بالألقاب'،'والغيبة والنميمة' و ' التكبر والخيلاء والمشي في الارض مرحا والاستعلاء على الآخرين واحتقارهم ' ولكل واحد مما سبق مفهومه وأبعاده وآثاره النفسية والمجتمعية واحكامه الشرعية وبما لايستساغ صهره ببوتقة واحدة وتسويقه للناس تحت عنوان ضبابي واحد ' التنمر '،فأهانوا بذلك النمور التي لم تتصف يوما بجل ما تنعت به حاضرا من جهة،ولم ينقذوا البشرية من جهة آخرى لأنهم قد اختزلوا آفات آخلاقية ومجتمعية مدمرة وخلطوا حابلا بنابل ولكن بـ مصطلح فضفاض غامض واحد استشرى بين البشرية مؤخرا وعلى حين غرة ! وأحذر من أن بعض الألعاب الإلكترونية ،والمسلسلات المدبلجة ،ومثلها الروايات والأفلام السينمائية ، وبالأخص أفلام وروايات الرعب والجاسوسية والخيال العلمي والاكشن إنما تروج لكل ما تقدم وعلى مدار الساعة ، بل وتشرح تفاصيل الجرائم ، وأساليب القيام بها ، وآليات تنفيذها ، وكيفية النفاذ من عقوباتها ،وطرق اخفاء الادلة ليتهم بارتكابها آخرون أيضا ،وبالتفصيل الممل ، ولابد من تفعيل القوانين والعمل على تشريع أخرى رادعة للحد من كل هذا الهراء الذي بتنا نغرق في بركه الآسنة الى الاذقان وبما يهدد حاضر أجيالنا ومستقبلهم . ولعل الآفة الأخطر وفي هذا الوقت بالذات التي تدفع الشباب الى المروق والالحاد هي حرب العلماء الالكترونية = تسقيط العلماء للعلماء سوشيال ميديويا !! اليوم لو سألت أي مفكر وعالم واكاديمي وباحث عن أسباب جنوح ملايين الشباب ، وعن خلفيات بعدهم عن الدين الحنيف ولاسيما من جيل زد وألفا، لقالوا لك وبالإجماع 'لاشك أن السبب يعود الى كم المغريات الهائل ، والى الطغيان والاستبداد المركزي القمعي ، أو الى التحرر العلماني والليبرالي المفرط ، الى التغريب وتلاقح الثقافات بغثها وسمينها ، الى المؤامرة الكبرى على الفضيلة مقابل احياء الرذيلة ،ومثلها دور منصات التواصل الاجتماعي وصفحات السوشيال ميديا ، الى السينما والتلفزيون والمسرح العبثي وغير المسؤول،الى الجماعات الأخلاقية المنحرفة ،الى الحركات الفكرية الضالة ،ومثلها أدب الجنسانية والرعب والرذيلة والاستشراق والشعوبية ، الى التفكك الاسري والتشظي المجتمعي والجدب المعرفي وغياب الرقابة العائلية ، الى انتشار الجهل والامية والبطالة مقابل ضعف التوجيه والتربية والتعليم الرصين ، فضلا على أصدقاء وجيران وزملاء السوء ، وهلم جرا '. إلا أن أحدا قط ..قط لن يحدثك عن الآفة الأخطر من بين كل ما تقدم وبما سأذكرها حاليا ، و سأكررها وأشدد عليها مستقبلا في معظم كتاباتي أملا بتحريك البركة الراكدة وكبح جماح الظاهرة القمئة وأقول : – إنها وببساطة ظاهرة تسقيط علماء وأعلام ودعاة ووعاظ ومفكري وفقهاء وخطباء وكتاب وإعلاميي المدارس الدينية والفكرية المختلفة بعضهم بعضا هكذا عيانا بيانا وعلى مدار اليوم والاسبوع والشهر والعام على مرأى ومسمع من العالم وعلى رؤوس الاشهاد و بذرائع مختلفة حتى إذا ما تم تسقيط جميع العلماء السابقين واللاحقين على لسان بأقلام الجميع من دون الالتفات الى حجم ما يرتكبونه من خطأ فادح،وما يقترفون من خطيئة كبرى سيندمون عليها جميعا ولات حين مندم ، اتخذ المراهقون والشباب وعوام الناس بعد أن لم يبق أمامهم عالم واحد لم يصب في سمعته ، ولم يشكك في علمه ، ولم يحط من قدره ، رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغيرِ علم فضلوا وأضلوا !'،تماما كما جاء في حديث قبض وانتزاع العلم المتأتي من قبض العلماء ، ولا غرو أن التسقيط المتواصل للعلماء هو بمثابة قبض وتهميش وإقصاء متعمد لهم أخطر من قبضهم بالموت ..لماذا ؟ لأن العالم الذي يموت وكل من عليها فان ، فإن علمه سيظل باقيا بين دفتي كتبه ومؤلفاته ومصنفاته ودروسه ومحاضراته ، وفي صدور وعقول طلبته وتلامذته الى ما شاء ربك ، وإلا قلي بربك ' هل قبض علم الإمام مالك والشافعي وابو حنيفة واحمد بن حنبل والغزالي وابن حزم والنووي والجيلاني وغيرهم الآف مؤلفة من الصالحين والعلماء الأعلام على مر التاريخ بعد وفاتهم بقرون طويلة ؟'، الجواب المؤكد هو ' إن علمهم لم يقبض قط بقبضهم بالموت ' ولكن وفي حال اطلاق حملات مسعورة تلو أخرى ،بعضها عفوي ، وبعضها ممنهج ومبرمج ، لتسقيط العلماء في حياتهم، على لسان علماء آخرين حتى يكون التسقيط أشد تأثيرا ، وأبعد أثرا – وهنا مكمن الخطر الداهم – مشفوعا بتحذير الناس المتواصل من الانكباب على علومهم وكتبهم ومؤلفاتهم وشخوصهم وأفكارهم ومناهجهم ومدارسهم وعلومهم ، هنا فقط سيقبض علم العلماء جميعا ومن دون استثناء وإن كان مرموقا وغزيرا ورصينا وهم على قيد الحياة ولما يتوفاهم الله تعالى بعد ، فما بالكم إذا ما ماتوا وقبضوا ، فهل سيبقى بين الشباب من يتابع علومهم ليروي ظمأه المعرفي من معينهم الثر الدافق وقد أسقط الجميع بنظرهم وعلى لسان نظراء لهم في العلم آخرين ؟!! لقد تركت صفحات ومنصات دينية تلو أخرى وآخرها اليوم صباحا يجتهد من خلالها علماء ومعممون يبذلون وسعهم في تسقيط نظرائهم من علماء المدارس الأخرى جهارا نهارا ، وبما وصل الى التبديع والتفسيق والتضليل، وأحيانا التكفير ، فسألت نفسي عن سر هذا الاسفاف والترف الذهني والهراء ونحن نعيش في عصر الضياع والعبثية والوجودية واللا انتماء والاباحية والرذيلة بكل أشكالها وصورها ، وبما يستلزم إعلاء شأن العلماء ليحترمهم الناس ويوقرونهم ويجلونهم وبما يفضي الى احترام نصائحهم والإقبال على مواعظهم وعلومهم التي تصب في صالح البلاد والعباد بدلا من تسقيطهم جملة واحدة و لدوافع شتى ؟! وعليكم أن تضعوا نصب أعينكم جليا الجموع الغفيرة التي لاتحصى من المراهقين والشباب زيادة على ما يسمى بـ التنويريين والمستشرقين و الشعوبيين الجدد ممن يتربصون بكم الدوائر ، وهي تتابعكم عن كثب لتقتبس من كلامكم وتعيد نشره وتكراره كالببغاء فتشيعه بين الناس مع إضافة بعض التوابل الترندية المطلوبة عليه وتحت شعار ' وشهد شاهد من أهلها ' ولاسيما وأن كل ما تتفوهون به خلال – حرب التسقيط الإعلامية المستعرة – تلك عبارة عن قذف وسب وشتم وتفسيق وتبديع بحق علماء كبار يخالفونكم في الرأي والفكر والتوجه وبما بت أعزوا ثلث أسباب الالحاد إن لم يكن أكثر بين الشباب الى هذه الحرب الالكترونية – العلمائية – القمئة والى تلكم المعركة الفكرية السوشيال ميديوية الخاسرة ، ويافرحة النتن جدا ياهو وحا .. خاماته وحكومته اليمينية الفاشية المتطرفة وكل كتاب يمين ويسار العالم الغربي ومستشرقيه وملحديه ولا دينييه ولا ادرييه ووجودييه بخلافاتكم العلنية تلك !! والأعجب أنه وبعد كل دوامات وأعاصير وهزات كسر العظام – العلمائية – وطحنها على لسان علماء آخرين يخرج علينا – الطاحنون لعظام أقرانهم ، الآكلون للحومهم علانية – قائلين لنا ' احذروا فإن لحوم العلماء مسمومة!!'،وهل أبقيتم حرمة أو قيمة لكل هذه اللحوم التي تطبخونها وتأكلونها ،وتلوكون في عرضها،وتشوهون سمعتها ، وتقللون من شأنها، وتحذرون من علمها ومؤلفاتها وكتبها صباح مساء ، وعلى الهواء مباشرة ، وأمام أسماع وأنظار الملايين من البشر ؟!! أودعناكم أغاتي

قانون القوة في العراق المعاصر بين وهم الشعارات وحقائق الميدان
قانون القوة في العراق المعاصر بين وهم الشعارات وحقائق الميدان

موقع كتابات

timeمنذ 42 دقائق

  • موقع كتابات

قانون القوة في العراق المعاصر بين وهم الشعارات وحقائق الميدان

إنَّ ما جرى للعراق بعد عام 2003 يمثل تجسيدًا حيًّا للقاعدة التاريخية التي تقول إنّ من لا يمتلك أدوات القوة يصبح ساحة لتصفية الحسابات… ؛ فإسقاط نظام صدام الاجرامي لم يكن انتصارًا للشيعة أو للسنة أو لأي مكوّن محلي، بل كان قرارًا استراتيجيًا أمريكيًا، صُمّم وفق مصالح القوى الكبرى… ؛ وما أن انهار النظام، حتى تكشّفت حقيقة التوازنات: الشيعة، الذين ظنوا أن سقوط صدام يعني بداية عهد جديد لهم … ؛ حتى اكتشفوا أن الطريق إلى الحكم لم يكن مفروشًا بالورود، بل بالألغام والمفخخات والتفجيرات الانتحارية . أول هذه الألغام كان الإرهاب المنظم: الاف الانتحاريين الذين تدفقوا من دول عربية وإسلامية – وعلى رأسها فلسطين وسوريا والسعودية والأردن … الخ – فقد حوّلوا بغداد ومدن الجنوب إلى أنهار من دماء… ؛ وهنا برز السؤال المؤلم : لماذا يُستباح الدم الشيعي رغم أنهم لم يحاربوا هذه الشعوب يومًا؟! الجواب بسيط: لأن ميزان القوة مختل، ولأن حسابات السياسة العربية والإسلامية قامت على الطائفية ونزع الشرعية عن الشيعة مهما قدّموا من تضحيات في سبيل قضايا العراق او الامة العربية او الامة الاسلامية . ثم جاء اللغم الثاني: الاحتلال الأمريكي نفسه… ؛ فبينما حاولت بعض القيادات الشيعية الركون إلى أمريكا لضمان بقاء النظام الجديد… ؛ اكتشفوا سريعًا أن واشنطن تتعامل معهم كأدوات مؤقتة، وليس كشركاء دائمين … ؛ ومتى ما انتفت الحاجة، تُرك العراق لمصيره … ؛ وتخلصوا من الساسة بألف عذر وعذر … ؛ و لقد كان المشهد أشبه بما قاله كيسنجر: '… أن تكون صديقًا لأمريكا أمر قاتل'… ؛ فحين قررت الولايات المتحدة الانسحاب عام 2011 ، لم تترك وراءها عراقًا قويًا، بل عراقًا هشًا ممزقًا، محاطًا بالأعداء، ومخترقًا بالطائفية والفساد والجماعات المسلحة والعصابات الارهابية والمافيات الاجرامية . اللغم الثالث تمثل في الاندماج غير المدروس بمحور المقاومة… ؛ فالفصائل العراقية التي رفعت شعار مقاومة الاحتلال الأمريكي، ثم الانخراط في الصراع مع إسرائيل عبر التحالف مع إيران وحزب الله وسوريا واليمن … ؛ وجدت نفسها في قلب معركة إقليمية أكبر من حجمها… ؛ و هنا تكرر الخطأ التاريخي : التضحية بالدماء والقدرات في ساحات خارجية، بينما الداخل العراقي يغرق في الفساد والفوضى وضعف الدولة والتهديدات والتحديات الداخلية … ؛ والنتيجة: آلاف الشهداء العراقيين الذين سقطوا في سوريا واليمن ولبنان وغيرها ، لكن العراق لم يجنِ من ذلك إلا المزيد من العزلة والعداء، بل حتى حلفاؤه المفترضون لم يعترفوا له بفضل أو تضحية…!! وفي خضم هذه الألغام الثلاثة – الإرهاب، الاحتلال، المحاور الخارجية – تكشفت حقيقة مرّة: أن الشيعة، وهم الأغلبية العددية في العراق، ظلوا أضعف من أن يفرضوا مشروعًا وطنيًا جامعًا… ؛ فبدل من أن يوظفوا قوتهم الديموغرافية في بناء دولة مؤسسات، انجرّوا إلى صراعات جانبية، وانقسموا فيما بينهم على زعامات ومصالح فئوية… ؛ فصار الشيعي يحارب الشيعي، والفصيل يقاتل الفصيل، وكأنما أعادوا إنتاج مأساة التاريخ في نسخة جديدة. إنّ قراءة هذا المشهد تؤكد أن ما يجري ليس صدفة، بل هو تكرار لسنن القوة والضعف: ففي ثورة العشرين، اصطدم الشيعة بالإمبراطورية البريطانية بلا عُدة ولا سند، فدفعوا الثمن غاليًا… ؛ وفي العقود اللاحقة، زُجوا في معارك العرب وقضايا فلسطين، فلم ينالوا إلا الجفاء والاتهام… ؛ وفي الحاضر، أعادوا الخطأ نفسه بدخولهم في مواجهة مع أمريكا وإسرائيل عبر بوابة المحاور، فخسروا الداخل والخارج معًا. إن العراق اليوم بحاجة إلى مراجعة عميقة، لا تقوم على الشعارات أو العاطفة أو فكرة 'نصرة الآخرين'، بل على إعادة بناء القوة الذاتية : دولة قوية، جيش موحد، اقتصاد متين، وإرادة سياسية مستقلة… ؛ فالقوة وحدها هي التي تمنح الحق معناه، وتحوّل التضحيات إلى مكاسب، وتجعل الآخرين يحسبون حسابًا للعراق وأهله ألف حساب .

قمة ألاسكا: احتدام الاستقطاب الايديولوجي وسياسة تعميق التناقضات بين أمريكا وروسيا!
قمة ألاسكا: احتدام الاستقطاب الايديولوجي وسياسة تعميق التناقضات بين أمريكا وروسيا!

موقع كتابات

timeمنذ 42 دقائق

  • موقع كتابات

قمة ألاسكا: احتدام الاستقطاب الايديولوجي وسياسة تعميق التناقضات بين أمريكا وروسيا!

كان لانهيار الاتحاد السوفيتي آثارا انعكست على صعيد السياسة الخارجية الروسية واستراتيجيتها وسماتها، كما انعكست على واقع السياسة الدولية عموما والتي نجم عنها تفرد السياسة الدولية بقطب واحد هو الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الآثار في ظل الأزمات الداخلية الاقتصادية منها والسياسية التي عصفت بالاتحاد السوفيتي وورثتها روسيا عنه، جعل عملية صياغة الاستراتيجية الروسية في إطارها الخارجي ذات تناقضات ما بين الواقع الجديد والواقع السابق، وما بين الإمكانيات الجديدة ومتطلبات عملية التنمية الداخلية والإصلاحات المناطة بأي قيادة سياسية قادمة. والآن تحتل روسيا أهمية خاصة، ليس فقط لأنها لا تزال قوة عالمية عظمى بالمعيار العسكري، وبمعيار المساحة، والموارد الاقتصادية، والقدرات الكامنة العلمية والتكنلوجية، ولكن نظرا لما شهدته، منذ تولي فلاديمير بوتين رئاستها عام 2000، من خطوات جادة للعودة إلى مسرح السياسة العالمية بعد سنوات من تفكك الإمبراطورية. في السياق ذاته، تمتلك روسيا أهمية مضاعفة بالنظر إلى ما تمثله من ميراث الإمبراطورية السوفيتية التي ظلت تحتل مكانة القطب العالمي، في ظل عالم ثنائي القطبية لأكثر من نصف قرن. وعلى الرغم من حقيقة انتهاء صراع القطبية، وظهور عالم تعاوني جديد مختلف ومغاير، لا تزال المواقف الروسية في مجلس الأمن لها قوة لا يستهان بها. وفي السنوات الأخيرة، تبنت روسيا مواقف في سياستها الخارجية أحيت التطلعات بعودة التوازن إلى قمة العالم. إن روسيا بمنظورها الجديد تبحث عن توازن في إطار نظام دولي متوازن في تعدد القوى. خاصة في ظل حالة ضعف قبضة الولايات المتحدة الأمريكية على أرضية هذا العالم، وصعود قوى دولية أخرى كالصين والهند والبرازيل وغيرها، والتي باتت تشكل قوى تتقاسم النفوذ وتأخذ من الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من احتدام الاستقطاب الأيديولوجي وسياسة تعميق التناقضات هما السمة الغالبة على تاريخ العلاقات ما بين القطبين، فإن ذلك لم يمنع حدوث انفراج في العلاقات بينهما في بعض الأحيان. خير مثال على ذلك، زيارة الرئيس الأمريكي ريتشاردنيكسون لموسكو في عام 1973، وما نتج عنها من صياغة لمجموعة مبادئ تتعلق بتجنب المواجهة العسكرية والأزمات النووية ونبذ استخدام القوة، وما تبعها من زيارة الزعيم السوفيتي بريجنيف لواشنطن في عام 1973. إلا أن سرعان ما انتهت فترة الوفاق وعاد الاحتدام الأيديولوجي وسياسة تعميق التناقضات بينهما، وذلك بعد تدخل الاتحاد السوفيتي في أفغانستان عام 1979، وغزو فيتنام لكمبوديا. وقد أدت تلك الأحداث إلى اشتعال الحرب الباردة من جديد. وقام الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر باتباع سياسة تقوم على تعميق التناقضات بين الصين والاتحاد السوفيتي، وتكثيف التواجد النووي في كل من أوروبا ومنطقة الخليج. واستكمل رونالد ريغان هذه الاستراتيجية، وعمل على تسريع سباق التسلح وإطلاق مبادرة الدفاع الاستراتيجي عام 1983. وغير ذلك كان لروسيا حضور بارز في موضوع الملف النووي الإيراني الذي جرى التوصل إليه في يوليو عام 2014. لاسيما كانت مساعي بوتين في هذا الاتجاه، هي تغيير نهج السياسة الأمريكية، وتحديدا أن تتعامل واشنطن مع موسكو كشريك في الشأن الدولي. ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية، لاسيما أن تحرك بوتين اتجاه أوكرانيا له مبررات تاريخية، لأن الوقائع التاريخية تؤكد على أن هناك صلة وثيقة بين أوكرانيا مع روسيا سواء كانت روسيا القيصرية أو روسيا الشيوعية، بدليل أن كييف عاصمة أوكرانيا كانت تسمى (روسيا الكييفية). وإذا ما تحدثنا عن تبلور أول كيان سياسي في هذه المنطقة في القرن الثالث عشر هو (كييف روسيا) إلى درجة أن روسيا في أثناء الفترة الشيوعية تخلت طوعا عن أقاليم كانت تابعة لها مثل شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، مع العرض أن روسيا حصلت عليها بالحرب مع الإمبراطورية العثمانية. في الوقت نفسه يسعى الرئيس بوتين إلى عملية تصحيح استراتيجي، بمعنى أنه يرجع هذه التصحيح إلى ما انتهت به الحرب الباردة، تلك الحرب التي تركت أسئلة معلقة، وهذ الأسئلة تُذكرنا بنهاية الحرب العالمية الأولى والغرامات والتبعات الكبيرة التي كانت على عاتق ألمانيا، فحاولت ألمانيا تصحيح الطريقة التي انتهت بها الحرب العالمية الأولى والتي ترتب عليها الحرب العالمية الثانية، فأنتهى الأمر إلى خلق نظام دولي جديد. بمعنى أن الطريقة الخاطئة التي انتهت بها الحرب الباردة كانت نتائجها ما يشهده العالم اليوم من صراعات، وروسيا تحاول تصحيح الاخطاء مما سينتهي الأمر إلى خلق نظام دولي جديد. وفقا لما تقدم، كان من الطبيعي أن القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي عُقدت الجمعة في ولاية ألاسكا، لم تُسفر عن أي اتفاق والتوصل إلى حل أو لوقف الحرب في أوكرانيا. ولم ينتج عن المحادثات أي خطوات ملموسة لوقف إطلاق النار في الصراع، الذي وصفه ترامب قبل القمة بأنه الهدف الرئيسي من لقائه مع بوتين، مشيرا إلى أنه أكثر الحروب دموية تشهدها أوروبا منذ 80 عاما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store