
الحوثيون يزعمون جاهزيتهم للانخراط في حرب إيران ضد إسرائيل
الحوثيون يتوهمون خوض معركة كونية ويعرضون خدماتهم على إيران ضد إسرائيل!
في استعراض جديد لحجم الوهم الذي تعيشه مليشيا الحوثي، أعلن قادتها أنهم "جاهزون للتدخل" إلى جانب إيران في مواجهة إسرائيل، في مشهد بدا للبعض أشبه بمشاركة فريق هواة في نهائي كأس العالم.
وقال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للجماعة، في تصريحات لقناة الجزيرة مباشر، إن الحوثيين ينسقون مع طهران خلال تصعيدها العسكري مع إسرائيل، محذراً من أن استهداف منشآت نووية لا يهدد الدولة المستهدفة فقط، بل يشكل خطراً على العالم بأسره — وكأن العالم ينتظر تقييم الحوثي للأمن الإقليمي!
وفي استكمال لمشهد "استعراض البطولة الوهمية"، عقدت الجماعة في صنعاء اجتماعاً أمنياً لبحث "رفع الجاهزية" تحسباً لأي تهديدات إسرائيلية محتملة، وكأن إسرائيل تضع الحوثيين ضمن أولويات بنك أهدافها، بينما لا يتجاوز دور الجماعة عملياً إطلاق طائرات مسيّرة بدائية تهيم في أجواء البحر قبل أن تسقط في مكان ما.
وفي هذا السياق، خرج القيادي عبد الكريم الحوثي ليؤكد أن إسرائيل تسعى لإرباك الوضع الداخلي في اليمن، ضمن ما أسماه "مخططاً لإضعاف محور المقاومة"، فيما بدا وكأنه محاولة يائسة لإقحام الحوثيين في معادلات إقليمية تفوق قدراتهم بسنوات ضوئية.
أما مهدي المشاط، رئيس ما يُعرف بالمجلس السياسي الأعلى للجماعة، فقد سارع لطمأنة الإيرانيين بأنهم ليسوا "لقمة سائغة"، مضيفاً أن لإيران كامل الحق في الرد على من يعتدي عليها أو يساند "العدو الصهيوني"، وكأن الحوثيين أو غيرهم يملكون أصلاً حق توزيع الصكوك في معركة تقودها حسابات دولية معقدة تفوق بكثير حدود نفوذهم.
ويرى مراقبون أن الحوثيين يحاولون عبر هذه التصريحات إظهار أنفسهم كلاعب إقليمي ضمن محور طهران، بينما الواقع يكشف أن دورهم لا يتجاوز وظيفة أداة تخريبية تخدم المشروع الإيراني في اليمن، دون أن يكون لهم أي وزن فعلي في المعادلات الكبرى التي تدور على الساحة الدولية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحوة
منذ 2 ساعات
- الصحوة
اشتداد حدة التوتر بين مسلحين قبليين ومليشيا الحوثي في ذمار
وتطور الخلاف بين قبائل عنس ومليشيا الحوثي من احتجاجات محدودة إلى مواجهات مباشرة، شملت اقتحام مكاتب الجباية التي استحدثتها المليشيات، وطرد المسلحين الحوثيين، وصولًا إلى إضرام النيران في بعض النقاط والكانتينات. وبحسب مقاطع مصورة تداولها ناشطون، أظهرت مشاهد الاحتشاد الكبير لأبناء القبائل وإطلاق النار في الهواء، وهو ما دفع الأطقم العسكرية التابعة لمليشيا الحوثي للخروج والمغادرة. ورغم محاولات التهدئة، لا تزال حالة التوتر سائدة في المنطقة. - الجبايات المفروضة وممارسات المشرفين: فرضت ميليشيا الحوثي خلال الأشهر الأخيرة ضرائب باهظة على ناقلي مادة "النيس" من منطقة سامة بمديرية عنس، حيث رفع المشرف الحوثي داهم العمياء، والمُعيَّن من قبل المحافظ الحوثي محمد البخيتي، الرسوم بشكل غير مسبوق. وكانت الشاحنة تدفع مقابل كل حمولة، أو ما يعرف شعبيًا بـ(الزفة)، 25 ألف ريال فقط في السابق، قبل أن ترتفع إلى 50 ألف ريال، يُقسَّم ريعها بالتساوي بين مالكي الأرض والمشرف الحوثي، بحسب ما أفادت به مصادر خاصة لـ"الصحوة نت". وبدلاً من تحصيل الضرائب عبر نقاط رسمية كما كان يجري في السابق، استحدث المشرف الحوثي مكتبًا خاصًا داخل مطارح "النيس"، وأصبح يشرف على الجبايات بشكل مباشر، الأمر الذي أثار استياء سكان المنطقة وسائقي النقل. تؤكد المصادر أن القيادي الحوثي داهم العمياء، المعروف أيضًا بـ"أبو صلاح الجمل"، فرض على كل شاحنة غرامات إضافية تصل إلى 15 ألف ريال تذهب لحسابه الخاص، دون سند قانوني أو وثائق رسمية. - الغضب القبلي والانفجار الميداني: رفض أبناء قبائل عنس هذه الإجراءات، واعتبروها استهدافًا مباشرًا لمصادر دخلهم، وتدخلاً سافرًا في شؤونهم القبلية، فقاموا بتقديم شكوى إلى قيادة المحافظة التابعة للمليشيات، والتي بدورها غضت الطرف عما يجري بشكل كامل. بعد أيام من تجاهل الشكوى من قبل سلطات مليشيا الحوثي في ذمار، تصاعد غضب أبناء قبائل عنس، وهو ما اضطرهم لإزالة الظلم بأنفسهم، حيث احتشدوا وقاموا بطرد المشرف الحوثي وإغلاق مكتبه لأول مرة. في صباح اليوم التالي، عاد المشرف الحوثي "الجمل" مدعومًا بطقمين عسكريين لفتح المكتب بالقوة، ما فجّر المواجهة مجددًا، حيث هاجم أبناء القبائل المكتب، وأحرقوا غرف الجباية، وطردوا مسلحي مليشيا الحوثي. وشارك في الحملة الشيخ القبلي محمد حسين المقدشي، الذي ظهر في أحد الفيديوهات وهو يلقي خطابًا، يؤكد فيه أن "التحرك لا يخص فرداً بل حق عام يُنتزع"، لافتًا إلى ضرورة إزالة نقاط الجبايات قبل الحديث عن أي وساطة، قائلًا "الصنادق تُقتلع، وبعدها نشوف المحافظ ومدير الأمن". - الرد الحوثي.. عسكرة واعتقالات: وفقًا لمصادر خاصة، فقد أرسلت ميليشيا الحوثي، عقب المواجهة، حملة عسكرية كبيرة إلى المنطقة، في محاولة منها للسيطرة على الوضع، وسط تخوفها من اندلاع مواجهات واسعة النطاق مع قبائل عنس وما جاورها. وأفادت المصادر لـ"الصحوة نت"، أن وساطات قبلية من محافظتي ذمار والبيضاء، تدخلت وأفضت إلى اتفاق مؤقت تم بموجبه تسليم "تحكيم قبلي" يتضمن عشر بنادق إلى ما يسمى مدير أمن المحافظة التابع للحوثيين، مقابل عدم تأجيج الوضع والإفراج عن الشيخ القبلي "المقدشي"، الذي اعتقلته المليشيات عقب مشاركته في الحادثة. كما أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية على اعتقال عشرة من أبناء قبائل عنس واحتجازهم كـ"رهائن"، مقابل وعود من قيادات حوثية من ضمنها محمد علي الحوثي ومحمد البخيتي المعين محافظًا لذمار، بالإفراج عنهم حين يتم حل القضية نهائيًا. - تصدع الهيمنة الحوثية: تعود جذور الأزمة إلى إبريل الماضي، حين بدأ سائقو الشاحنات إضرابًا احتجاجًا على فرض ما يُسمى بـ"زكاة الركاز"، والتي تصل إلى 7200 ريال عن كل شاحنة، بالإضافة إلى مضاعفة الرسوم على المتر الواحد من النيس إلى 30 ألف ريال. مصادر محلية تتهم مليشيا الحوثي بإنشاء شبكة من المكاتب الوسيطة في قطاع الكسارات، لإدارة عمليات البيع وتوزيع الجبايات بين نافذين، أبرزهم داهم العمياء، والذي يُنظر إليه كواجهة لنفوذ أكبر. وفي السياق، يرى مراقبون أن ما جرى في عنس قد يتكرر في مناطق أخرى تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي، في ظل تنامي الرفض الشعبي لسياسات النهب والفيد والجبايات التي لا تقابلها أي خدمات على أرض الواقع.


اليمن الآن
منذ 7 ساعات
- اليمن الآن
الحوثيون يزعمون جاهزيتهم للانخراط في حرب إيران ضد إسرائيل
الحوثيون يتوهمون خوض معركة كونية ويعرضون خدماتهم على إيران ضد إسرائيل! في استعراض جديد لحجم الوهم الذي تعيشه مليشيا الحوثي، أعلن قادتها أنهم "جاهزون للتدخل" إلى جانب إيران في مواجهة إسرائيل، في مشهد بدا للبعض أشبه بمشاركة فريق هواة في نهائي كأس العالم. وقال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للجماعة، في تصريحات لقناة الجزيرة مباشر، إن الحوثيين ينسقون مع طهران خلال تصعيدها العسكري مع إسرائيل، محذراً من أن استهداف منشآت نووية لا يهدد الدولة المستهدفة فقط، بل يشكل خطراً على العالم بأسره — وكأن العالم ينتظر تقييم الحوثي للأمن الإقليمي! وفي استكمال لمشهد "استعراض البطولة الوهمية"، عقدت الجماعة في صنعاء اجتماعاً أمنياً لبحث "رفع الجاهزية" تحسباً لأي تهديدات إسرائيلية محتملة، وكأن إسرائيل تضع الحوثيين ضمن أولويات بنك أهدافها، بينما لا يتجاوز دور الجماعة عملياً إطلاق طائرات مسيّرة بدائية تهيم في أجواء البحر قبل أن تسقط في مكان ما. وفي هذا السياق، خرج القيادي عبد الكريم الحوثي ليؤكد أن إسرائيل تسعى لإرباك الوضع الداخلي في اليمن، ضمن ما أسماه "مخططاً لإضعاف محور المقاومة"، فيما بدا وكأنه محاولة يائسة لإقحام الحوثيين في معادلات إقليمية تفوق قدراتهم بسنوات ضوئية. أما مهدي المشاط، رئيس ما يُعرف بالمجلس السياسي الأعلى للجماعة، فقد سارع لطمأنة الإيرانيين بأنهم ليسوا "لقمة سائغة"، مضيفاً أن لإيران كامل الحق في الرد على من يعتدي عليها أو يساند "العدو الصهيوني"، وكأن الحوثيين أو غيرهم يملكون أصلاً حق توزيع الصكوك في معركة تقودها حسابات دولية معقدة تفوق بكثير حدود نفوذهم. ويرى مراقبون أن الحوثيين يحاولون عبر هذه التصريحات إظهار أنفسهم كلاعب إقليمي ضمن محور طهران، بينما الواقع يكشف أن دورهم لا يتجاوز وظيفة أداة تخريبية تخدم المشروع الإيراني في اليمن، دون أن يكون لهم أي وزن فعلي في المعادلات الكبرى التي تدور على الساحة الدولية.


اليمن الآن
منذ 10 ساعات
- اليمن الآن
مقالات فكرية: دعوة لقراءة الصراع (الإيراني – الإسرائيلي) بوعي .. الكاتب
يمن ديلي نيوز: في هذا المقال يدعو الكاتب 'سعيد ثابت سعيد' إلى قراءة الصراع (الإيراني – الإسرائيلي) بوعي يتجاوز الاصطفاف الطائفي والانخداع بالشعارات، سواء رُفعت باسم المقاومة أو تحت لافتة المظلومية، لأنها تُستخدم غالباً لتبرير الهيمنة أو تمرير النفوذ. يقول في مقال بعنوان 'حتى لا تضيع البوصلة… سُنّة التدافع… وتيه الأتباع' يعيد 'يمن ديلي نيوز' نشره إن كلا المشروعين (الإيراني – الإسرائيلي) في حقيقته، يسعى للهيمنة، ويستغل الدين أو التاريخ لتسويق مشاريع لا تعبّر عن آمال الأمة، ولا تستجيب لمطالب شعوبها. وأشار سعيد ثابت – وهو مدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن – إلى أن انتصار أحد الطرفين- الإيراني أو الإسرائيلي- سيعود بكلفة وصفها بـ'الخطيرة' على مصير أمتنا العربية الإسلامية؛ إذ سيُفضي إلى هيمنة طرف واحد يُعيد تشكيل الإقليم بمنطقه، ويُقصي بقية القوى من معادلة الفعل. أما هزيمتهما معا فتبقى احتمالا بعيدا، وإن حدث فسيترك فراغا مروعا في ساحة التأثير، في وقت تعاني فيه الأمة من وهن حضاري وتراجع سياسي وتخلف تنموي يعوق قدرتها على ملء ذلك الفراغ. نص المقال: حتى لا تضيع البوصلة … سُنّة التدافع… وتيه الأتباع الكاتب/ سعيد ثابت سعيد قال الله تعالى :﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ﴾. أقام الله بهذه السُنّة ميزان العدل، ودفع بها طغيان الظالمين، وحفظ بها عمران الأرض كلما استأثرت قوى البغي بالقوة والنفوذ. وقد جاء التعبير الإلهي بلفظ 'الناس' دون تقييد بالمؤمنين أو الكافرين، ليؤكد أن سُنّة التدافع لا تختص بجماعة دون غيرها، وإنما تشمل جميع البشر: مؤمنهم وكافرهم، صالحهم وطالحهم. فهي قاعدة كونية يجريها الله لحفظ التوازن، وكفّ الطغيان، ودفع الفساد عن الأرض. فالتدافع قد يقع بين أهل الإيمان والباطل، وقد يقع بين طائفتين متخاصمتين من الكافرين، كما قد يقع بين فئتين مؤمنتين- كما في قوله تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾- حين يحتدم الخلاف ويتجاوز حدود الشورى. والمقصد من هذه السُنّة يتجاوز منطق الغلبة؛ فهي تهدف إلى منع الفساد العام، ووقف استبداد طرف واحد بالقوة، وحماية حياة الناس وكرامتهم ومصالحهم من الانهيار. هكذا تظل سُنّة التدافع حارسة للتوازن، وضامنة للعدل، وجدارا يحول دون استفراد الباطل بالمشهد. في ضوء هذه القاعدة القرآنية، يبرز المشهد الراهن بين الدولة الإيرانية والكيان الإسرائيلي دعوة للتأمل، وفرصة للفهم، واختبارا للوعي السياسي بعيدا عن الاصطفاف العاطفي والتخندق الأيديولوجي. لقد كانت شعوبنا تأمل أن يُفضي هذا التدافع إلى كبح جماح المشروع الصهيوني، وتقييد تغوّله في جسد الأمة. لكن المشهد سرعان ما انقلب إلى مرآة قهر جديدة؛ إذ تقدّم عدونا الوجودي- إسرائيل- ليُجهز على خصمنا السياسي- إيران- الذي، رغم امتلاكه أدوات القوة، لم يوجّهها يوما نحو نهضة الأمة أو تحرير قرارها من التبعية. ولعل من أبرز شواهد هذا التناقض ما جرى عام 1981 حين دمّرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي؛ فقد التزمت طهران آنذاك صمتا لافتا، وبدت مرحبة ضمنيا بالضربة التي أضعفت خصمها في الحرب العراقية-الإيرانية (النظام العربي العراقي). وعلى الرغم من الخطاب العلني المعادي لإسرائيل لم تُصدر إيران موقفا مبدئيا من ذلك العدوان ما يكشف عن ازدواجية سياسية تُحكم سلوكها؛ إذ تستثمر شعارات 'القدس' و 'الممانعة' تبريرا لتمدد نفوذها بينما تُبنى السياسات الواقعية على اعتبارات المصلحة ولو تقاطعت مع أجندة العدو الوجودي. لقد جاءت الضربة الإسرائيلية على إيران في الثالث عشر من يونيو/حزيران الماضي سعيا إلى تفرد استراتيجي، وحرصا على ترسيخ واقع إقليمي تُدار فيه المعارك خارج حدودها، وتُستنزف فيه مقدرات الشعوب بهدف إطالة عمر الاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز التفوّق العسكري والسياسي للكيان الصهيوني. لهذا، يجب أن نقرأ الصراع الإيراني- الإسرائيلي بوعي يتجاوز الاصطفاف الطائفي والانخداع بالشعارات، سواء رُفعت باسم المقاومة أو تحت لافتة المظلومية، لأنها تُستخدم غالبا لتبرير الهيمنة أو تمرير النفوذ. فكلا المشروعين، في حقيقته، يسعى للهيمنة، ويستغل الدين أو التاريخ لتسويق مشاريع لا تعبّر عن آمال الأمة، ولا تستجيب لمطالب شعوبها. وفي ضوء هذا الاشتباك المفتوح تبدو كلفة انتصار أحد الطرفين- الإيراني أو الإسرائيلي- خطيرة على مصير أمتنا العربية الإسلامية؛ إذ سيُفضي إلى هيمنة طرف واحد يُعيد تشكيل الإقليم بمنطقه، ويُقصي بقية القوى من معادلة الفعل. أما هزيمتهما معا فتبقى احتمالا بعيدا، وإن حدث فسيترك فراغا مروعا في ساحة التأثير، في وقت تعاني فيه الأمة من وهن حضاري وتراجع سياسي وتخلف تنموي يعوق قدرتها على ملء ذلك الفراغ. الرهان الأجدى، في ظل هذا الواقع، هو أن تُفضي الحرب إلى استنزاف متبادل دون حسم؛ أي تعادل في تسجيل النقاط، وبقاء الطرفين في حالة مواجهة دائمة، مع تآكل قدراتهما العسكرية، وانكشاف ساحتيهما الأمنية. هذا السيناريو يوفّر فرصة نادرة أمام الأمة لتستعيد عافيتها، وتبني مشروعها الخاص، وتتحرّك لاستعادة موقع الريادة في ظل توازن مختل لا يسمح لأي من الطرفين بفرض سيطرته على المنطقة/الإقليم. فالمشروع الإيراني الصفوي يقوم على تصدير نفوذ طائفي يتجاوز الحدود الوطنية، ويُفعّل ميليشيات تابعة له لزعزعة استقرار المجتمعات، مستغلا الانقسامات المذهبية كوسيلة منهجية لتفكيك الدولة الوطنية وضرب النسيج الوطني. فيما يمضي المشروع الصهيوني في ترسيخ هيمنته عبر إدارة دقيقة لتوازنات الإقليم، ويسعى من خلالها لتحصين جبهته الداخلية، ويدفع دول المنطقة إلى دوامة استنزاف دائم تُبقيها عاجزة عن استعادة قرارها أو صياغة مستقبلها. وسط هذا التصارع، تفقد الأمة موقعها الفاعل كلما غابت عنها الرؤية، أو فقدت زمام قرارها، أو رضيت بدور المتفرج. وسُنّة التدافع لا تعمل لصالح من ينسحب من ميادين الفعل، ولا تخدم أمة فقدت استقلال قرارها، وارتضت لنفسها موقع التابع بدل الفاعل. ثمّة نزقٌ سياسي وتهوّر فكري يسيطر على بعض الخطابات في لحظة الخصومة مع إيران، يدفع أصحابها إلى الارتماء في حضن الدعاية الصهيونية، والتماهي مع سرديات العدو الوجودي، وكأن إسرائيل قد تصبح حليفا موضوعيا أو منقذا محتملا من الاستقطاب الطائفي أو الصراع الداخلي. هذا الوهم الخطير يغفل عن جوهر المشروع الصهيوني الذي لا يسعى لإضعاف خصم طائفي بقدر ما يطمح لتحقيق 'العصر الإسرائيلي' على أنقاض أمتنا كلها، دون تمييز بين عربي وفارسي أو سني وشيعي. إن الانخداع بخصومة اللحظة يُفقدنا بوصلة الصراع الحضاري، ويُربك الأولويات، ويُحوّل العدو الدائم إلى أداة انتصار مؤقت، بينما يُعدّ هو نفسه لمحو وجودنا من المعادلة التاريخية. لسنا ملزمين بالانحياز إلى 'العصر الصفوي' الذي يحاول فرض امتداد طائفي باسم المظلومية، ولا إلى 'العصر الإسرائيلي الصهيوني' الذي يُراكم أدوات الهيمنة باسم الأمن. إن الاستقلال لا تمنحه الخطابات، والكرامة لا تستعيدها الشعارات. ومن يفرّط في قراره خلال لحظات التحوّل الكبرى، تُخرجه القوى الفاعلة من معادلة المستقبل، وتتركه تابعا بلا تأثير ولا مكان. ولا تملك الأمة أن تستعيد موقعها إلا إذا حرّرت إرادتها من الارتهان، وبنت موقفها على رؤية واضحة ومصلحة نابعة من ذاتها لا من حسابات الآخرين. وحين تفعل ذلك، تُعيد ضبط البوصلة… وتصنع مستقبلها بيدها، لا بيد من يستثمر غيابها. المصدر: صفحته على الفيسبوك مرتبط إيران إسرائيل اليمن الأمة العربية والاسلامية الحرب الاسرائيلية الايرانية سعيد ثابت سعيد