
مقالات فكرية: دعوة لقراءة الصراع (الإيراني – الإسرائيلي) بوعي .. الكاتب
يمن ديلي نيوز:
في هذا المقال يدعو الكاتب 'سعيد ثابت سعيد' إلى قراءة الصراع (الإيراني – الإسرائيلي) بوعي يتجاوز الاصطفاف الطائفي والانخداع بالشعارات، سواء رُفعت باسم المقاومة أو تحت لافتة المظلومية، لأنها تُستخدم غالباً لتبرير الهيمنة أو تمرير النفوذ.
يقول في مقال بعنوان 'حتى لا تضيع البوصلة… سُنّة التدافع… وتيه الأتباع' يعيد 'يمن ديلي نيوز' نشره إن كلا المشروعين (الإيراني – الإسرائيلي) في حقيقته، يسعى للهيمنة، ويستغل الدين أو التاريخ لتسويق مشاريع لا تعبّر عن آمال الأمة، ولا تستجيب لمطالب شعوبها.
وأشار سعيد ثابت – وهو مدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن – إلى أن انتصار أحد الطرفين- الإيراني أو الإسرائيلي- سيعود بكلفة وصفها بـ'الخطيرة' على مصير أمتنا العربية الإسلامية؛ إذ سيُفضي إلى هيمنة طرف واحد يُعيد تشكيل الإقليم بمنطقه، ويُقصي بقية القوى من معادلة الفعل.
أما هزيمتهما معا فتبقى احتمالا بعيدا، وإن حدث فسيترك فراغا مروعا في ساحة التأثير، في وقت تعاني فيه الأمة من وهن حضاري وتراجع سياسي وتخلف تنموي يعوق قدرتها على ملء ذلك الفراغ.
نص المقال:
حتى لا تضيع البوصلة
…
سُنّة التدافع… وتيه الأتباع
الكاتب/ سعيد ثابت سعيد
قال الله تعالى :﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ﴾.
أقام الله بهذه السُنّة ميزان العدل، ودفع بها طغيان الظالمين، وحفظ بها عمران الأرض كلما استأثرت قوى البغي بالقوة والنفوذ. وقد جاء التعبير الإلهي بلفظ 'الناس' دون تقييد بالمؤمنين أو الكافرين، ليؤكد أن سُنّة التدافع لا تختص بجماعة دون غيرها، وإنما تشمل جميع البشر: مؤمنهم وكافرهم، صالحهم وطالحهم. فهي قاعدة كونية يجريها الله لحفظ التوازن، وكفّ الطغيان، ودفع الفساد عن الأرض.
فالتدافع قد يقع بين أهل الإيمان والباطل، وقد يقع بين طائفتين متخاصمتين من الكافرين، كما قد يقع بين فئتين مؤمنتين- كما في قوله تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾- حين يحتدم الخلاف ويتجاوز حدود الشورى. والمقصد من هذه السُنّة يتجاوز منطق الغلبة؛ فهي تهدف إلى منع الفساد العام، ووقف استبداد طرف واحد بالقوة، وحماية حياة الناس وكرامتهم ومصالحهم من الانهيار. هكذا تظل سُنّة التدافع حارسة للتوازن، وضامنة للعدل، وجدارا يحول دون استفراد الباطل بالمشهد.
في ضوء هذه القاعدة القرآنية، يبرز المشهد الراهن بين الدولة الإيرانية والكيان الإسرائيلي دعوة للتأمل، وفرصة للفهم، واختبارا للوعي السياسي بعيدا عن الاصطفاف العاطفي والتخندق الأيديولوجي.
لقد كانت شعوبنا تأمل أن يُفضي هذا التدافع إلى كبح جماح المشروع الصهيوني، وتقييد تغوّله في جسد الأمة. لكن المشهد سرعان ما انقلب إلى مرآة قهر جديدة؛ إذ تقدّم عدونا الوجودي- إسرائيل- ليُجهز على خصمنا السياسي- إيران- الذي، رغم امتلاكه أدوات القوة، لم يوجّهها يوما نحو نهضة الأمة أو تحرير قرارها من التبعية.
ولعل من أبرز شواهد هذا التناقض ما جرى عام 1981 حين دمّرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي؛ فقد التزمت طهران آنذاك صمتا لافتا، وبدت مرحبة ضمنيا بالضربة التي أضعفت خصمها في الحرب العراقية-الإيرانية (النظام العربي العراقي). وعلى الرغم من الخطاب العلني المعادي لإسرائيل لم تُصدر إيران موقفا مبدئيا من ذلك العدوان ما يكشف عن ازدواجية سياسية تُحكم سلوكها؛ إذ تستثمر شعارات 'القدس' و 'الممانعة' تبريرا لتمدد نفوذها بينما تُبنى السياسات الواقعية على اعتبارات المصلحة ولو تقاطعت مع أجندة العدو الوجودي.
لقد جاءت الضربة الإسرائيلية على إيران في الثالث عشر من يونيو/حزيران الماضي سعيا إلى تفرد استراتيجي، وحرصا على ترسيخ واقع إقليمي تُدار فيه المعارك خارج حدودها، وتُستنزف فيه مقدرات الشعوب بهدف إطالة عمر الاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز التفوّق العسكري والسياسي للكيان الصهيوني.
لهذا، يجب أن نقرأ الصراع الإيراني- الإسرائيلي بوعي يتجاوز الاصطفاف الطائفي والانخداع بالشعارات، سواء رُفعت باسم المقاومة أو تحت لافتة المظلومية، لأنها تُستخدم غالبا لتبرير الهيمنة أو تمرير النفوذ. فكلا المشروعين، في حقيقته، يسعى للهيمنة، ويستغل الدين أو التاريخ لتسويق مشاريع لا تعبّر عن آمال الأمة، ولا تستجيب لمطالب شعوبها.
وفي ضوء هذا الاشتباك المفتوح تبدو كلفة انتصار أحد الطرفين- الإيراني أو الإسرائيلي- خطيرة على مصير أمتنا العربية الإسلامية؛ إذ سيُفضي إلى هيمنة طرف واحد يُعيد تشكيل الإقليم بمنطقه، ويُقصي بقية القوى من معادلة الفعل. أما هزيمتهما معا فتبقى احتمالا بعيدا، وإن حدث فسيترك فراغا مروعا في ساحة التأثير، في وقت تعاني فيه الأمة من وهن حضاري وتراجع سياسي وتخلف تنموي يعوق قدرتها على ملء ذلك الفراغ.
الرهان الأجدى، في ظل هذا الواقع، هو أن تُفضي الحرب إلى استنزاف متبادل دون حسم؛ أي تعادل في تسجيل النقاط، وبقاء الطرفين في حالة مواجهة دائمة، مع تآكل قدراتهما العسكرية، وانكشاف ساحتيهما الأمنية. هذا السيناريو يوفّر فرصة نادرة أمام الأمة لتستعيد عافيتها، وتبني مشروعها الخاص، وتتحرّك لاستعادة موقع الريادة في ظل توازن مختل لا يسمح لأي من الطرفين بفرض سيطرته على المنطقة/الإقليم.
فالمشروع الإيراني الصفوي يقوم على تصدير نفوذ طائفي يتجاوز الحدود الوطنية، ويُفعّل ميليشيات تابعة له لزعزعة استقرار المجتمعات، مستغلا الانقسامات المذهبية كوسيلة منهجية لتفكيك الدولة الوطنية وضرب النسيج الوطني. فيما يمضي المشروع الصهيوني في ترسيخ هيمنته عبر إدارة دقيقة لتوازنات الإقليم، ويسعى من خلالها لتحصين جبهته الداخلية، ويدفع دول المنطقة إلى دوامة استنزاف دائم تُبقيها عاجزة عن استعادة قرارها أو صياغة مستقبلها.
وسط هذا التصارع، تفقد الأمة موقعها الفاعل كلما غابت عنها الرؤية، أو فقدت زمام قرارها، أو رضيت بدور المتفرج. وسُنّة التدافع لا تعمل لصالح من ينسحب من ميادين الفعل، ولا تخدم أمة فقدت استقلال قرارها، وارتضت لنفسها موقع التابع بدل الفاعل.
ثمّة نزقٌ سياسي وتهوّر فكري يسيطر على بعض الخطابات في لحظة الخصومة مع إيران، يدفع أصحابها إلى الارتماء في حضن الدعاية الصهيونية، والتماهي مع سرديات العدو الوجودي، وكأن إسرائيل قد تصبح حليفا موضوعيا أو منقذا محتملا من الاستقطاب الطائفي أو الصراع الداخلي.
هذا الوهم الخطير يغفل عن جوهر المشروع الصهيوني الذي لا يسعى لإضعاف خصم طائفي بقدر ما يطمح لتحقيق 'العصر الإسرائيلي' على أنقاض أمتنا كلها، دون تمييز بين عربي وفارسي أو سني وشيعي.
إن الانخداع بخصومة اللحظة يُفقدنا بوصلة الصراع الحضاري، ويُربك الأولويات، ويُحوّل العدو الدائم إلى أداة انتصار مؤقت، بينما يُعدّ هو نفسه لمحو وجودنا من المعادلة التاريخية.
لسنا ملزمين بالانحياز إلى 'العصر الصفوي' الذي يحاول فرض امتداد طائفي باسم المظلومية، ولا إلى 'العصر الإسرائيلي الصهيوني' الذي يُراكم أدوات الهيمنة باسم الأمن.
إن الاستقلال لا تمنحه الخطابات، والكرامة لا تستعيدها الشعارات. ومن يفرّط في قراره خلال لحظات التحوّل الكبرى، تُخرجه القوى الفاعلة من معادلة المستقبل، وتتركه تابعا بلا تأثير ولا مكان.
ولا تملك الأمة أن تستعيد موقعها إلا إذا حرّرت إرادتها من الارتهان، وبنت موقفها على رؤية واضحة ومصلحة نابعة من ذاتها لا من حسابات الآخرين.
وحين تفعل ذلك، تُعيد ضبط البوصلة… وتصنع مستقبلها بيدها، لا بيد من يستثمر غيابها.
المصدر: صفحته على الفيسبوك
مرتبط
إيران
إسرائيل
اليمن
الأمة العربية والاسلامية
الحرب الاسرائيلية الايرانية
سعيد ثابت سعيد

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
إلى متى سيبقى قرار الحرب والسلام في اليمن مرتهنًا لعواصم خارج حدوده؟
منذ اندلاع الحرب في اليمن، لم يكن القرار اليمني يومًا قرارًا حرًّا، على الرغم من شرعية دولية معترف بها، ومساندة تحالف إقليمي واسع، إلا أن زمام المبادرة ظل بعيدًا عن اليمنيين. كل خطوة نحو الحرب أو السلام، نحو التهدئة أو التصعيد، كانت تُصاغ خارج الإرادة اليمنية، محصورة في قبضة الرياض وأبوظبي، ولم تكن الشرعية اليمنية سوى ظل يتحرك داخل الفلك السعودي - الإماراتي، وما بدا كتحالف لاستعادة الدولة تحوّل تدريجيًّا إلى وصاية تعيد تشكيل الخارطة اليمنية سياسيًّا وعسكريًّا، وفقًا لمصالحها، والنتيجة: بلد على الهامش، وقضية منسية. الحكومة تحاصر نفسها يقول الصحفي والناشط السياسي وديع عطا: "واقع الحال يقول إن الحكومة الشرعية هي التي تحاصر نفسها، لأنها تستطيع أن تحرر القرار، وأن تتحرر كل الموارد التي يمكن أن تصل إليها أو تستطيع أن تسيطر عليها". وأضاف: "الشرعية اليوم تتواجد في محافظات منتجة، وفي محافظات تقريبًا تمثل عصب الحياة بالنسبة للجمهورية اليمنية كلها، كمأرب وحضرموت وشبوة كمصادر رئيسية للطاقة في عموم اليمن". وتابع: "صحيح أن مليشيا الحوثي تسيطر على القسم الديموغرافي الأكبر من حيث عدد السكان، ومن حيث ميناء الحديدة بأهميته، وكذلك مينائي رأس عيسى والصليف، لكن في الأخير، الشريان الرئيسي الذي يغذي هذه الموانئ الرئيسية، سواء رأس عيسى كميناء نفطي، أو غيره من الموانئ، هو يوجد في هذه المحافظات التي تتواجد فيها الشرعية". وأردف: "الشرعية بحاجة إلى أن تحرر قرارها، أن تحرر الروح القيادية الحقيقية، التي يُفترض أن يتحلى بها القائمون على أمر الشرعية، الذين أُسند إليهم هذا الأمر، بغض النظر الآن عن نقاش مسألة دستوريتهم أو شرعيتهم، لكن في الأخير، شاءت اللحظة التاريخية، وشاء الله أن يكونوا في هذه اللحظة هم المسؤولين عن هذا البلد، لذا عليهم مسؤولية أخلاقية ودستورية وقانونية". وزاد: "ما تحتمه اللحظة، والحاجة الإنسانية، والحاجة الإدارية للبلد، أن يكونوا عند مستوى المسؤولية تجاه الشعب في عموم اليمن كاملًا، حتى هم غير متحررين من مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه الناس في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي". وقال: "لذلك، هناك مسؤولية قائمة ومستمرة، وهناك كذلك أسئلة متكررة، وأسئلة مفتوحة، يُفترض أن إجابتها تتوفر لدى رشاد العليمي ومجلس الثمانية، ولدى مجلس الوزراء ورئيسه الجديد". وأضاف: "هناك كثير من الأسئلة المتعلقة بالوضع المعيشي، والوضع الاقتصادي، والوضع السياسي والعسكري، التي لا تزال تتجدد، أيضًا فيما يخص اللحظة التاريخية الراهنة، التي يُنادي بها الشارع اليمني بأن تلتقط القيادة اليمنية لحظة الضعف التي يُفترض أن تكون فيها مليشيا الحوثي، وأن تقوم بمعركة حاسمة تُعيد الأمور إلى نصابها سياسيًّا وعسكريًّا". ما وظيفة الحكومة؟ يقول الصحفي سلمان المقرمي: "الحكومة اليمنية ابتداء من 2013، وليس هذه الحكومة فقط، هي حكومة سلّمت كل شيء مجانًا بدون أي ثمن، وتنازلت عن الصلاحيات وعن المؤسسات، ودمّرت مستقبل الشعب اليمني، ومزّقت الدولة اليمنية، وفعلت كل ما لا يمكن أن يفعله عاقل، لأنها عبارة عن شخصيات غير سوية، ولم تجد أي مقاومة من الشعب اليمني، والقوى والنخب اليمنية". وأضاف: "الحكومة الشرعية اعتمدت على سياسة الإنهاك وإفقار الشعب اليمني، والتنصل، هناك من يرى أن في كلامي هذا قسوة على الشرعية، وخاصة أن هناك من يرى أنها لا تملك بيدها أي أوراق، لكن إلى متى سيظل هذا العذر أمام اليمنيين؟". وتابع: "الحكومة الشرعية ضعيفة، وأي حكومة في الدنيا ضعيفة، لكن وظيفة الحكومة هي أن توجد القوة وبناء القوة، وتوجد الحلول للمشاكل والتحديات التي تواجهها، فلا توجد حكومة في الدنيا، منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، لا توجد أمامها تحديات، أو لا توجد أمامها مشاكل". وأردف: "على الحكومة أن تعمل ليل نهار، عليها أن تواجه التحديات والتهديدات، وتعمل على بناء القوة؛ الحكومة اليمنية، خاصة مثل رشاد العليمي، هذه حكومة العائلات، لا تستطيع، وليس لديها طموح". وزاد: "هناك حكومات لا تستطيع أن تفعل، ولكنها تحاول، لكن هذه الحكومة، حتى ليس لديها طموح، وليس لديها أي حلم حتى في البقاء في اليمن، وليس لديها أي مسؤولية". وتساءل: "إلى متى سنظل نختلق الأعذار للحكومة اليمنية، ونتعذر بالتحالف والشرعية، والعوامل الخارجية؟". وقال: "الفلسطينيون في غزة لو تعذروا بهذه الأشياء لما نشأت مقاومة على الإطلاق، ولو أن السوريين تعذروا بما نتعذر به لما أنشأوا مقاومة، وكل الدول، وكل المجتمعات، وكل القوى، لو أن لديها أعذار، واستجابت لهذه الأعذار، وجعلت منها محددات لتحركاتها، لما كان هناك تدافع للحياة على الأرض أصلًا". وأضاف: "العبرة في الحكومة هي كيف تعمل على تجاوز التحديات الموجودة، بأقل الإمكانيات، عبر إطار أخلاقي ونظري ودستوري وقانوني، يُلبي متطلبات المجتمع الذي هي مسؤولة عنه". تحول كبير يقول الصحفي نشوان العثماني: "يبدو أن الإقليم والعالم اتجه، بدلًا من المواجهة مع الأذرع الإيرانية في المنطقة، إلى المواجهة مع المركز مباشرة". وأضاف: "نحن أمام تحول كبير في الشرق الأوسط، ولا نتحدث عن فرص كالتي سبقت، فالتحول واضح أنه يجري على قدم وساق، وربما نحن على مرحلة من تغيير المركز الذي غذى كل هذه الأذرع والجماعات". وتابع: "ربما هناك تدخل وشيك من قبل الولايات المتحدة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني، والقدرات الإيرانية التي لطالما عبثت في الشرق الأوسط وفي العديد من الدول، منها بلدنا، وهذا سيتيح متنفسًا كبيرًا جدًّا، وستكون الأطراف اليمنية في اللحظة المناسبة متحدة، وسنتجه إلى تحرير صنعاء". وأردف: "أنا متفائل جدًّا بكل هذه التغييرات التي تحدث، ومع الأسف الشديد فيما يخص انهيار العملة، التي وصلت اليوم مستوى قياسيًّا جديدًا، ولا شك أنه ينعكس سلبًا على الداخل، وعلى المواطن، وكل القطاعات". وزاد: "اليمن هي ضمن هذا الفلك الإقليمي الذي تضرر؛ لأن الدولة اليمنية كانت مترهلة، وتمت كل هذه الاختراقات، وسمح الفرقاء اليمنيون بما حدث، ولكن الآن، الذي أراه تحركًا أساسيًّا باتجاه تحرير صنعاء وصعدة".


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
تعرف على القنبلة الأمريكية 'جي بي يو-57' التي تهدد قلب ايران النووي 'فوردو'
يمن ديلي نيوز: تُطرح 'تساؤلات كثيرة عن مدى فاعلية الهجمات الإسرائيلية في ضرب القلب النابض للبرنامج النووي الإيراني'. فعلى عكس موقعَي نطنز وأصفهان في وسط إيران، تتجه الأنظار نحو منشأة فوردو التي توجد على عمق كبير يصل إلى نحو 100 متر تحت الأرض، ما يجعلها في مأمن من القنابل الإسرائيلية. و'جي بي يو 57″ وهي قنبلة خارقة للتحصينات، هي وحدها القادرة على الوصول إلى هذه المنشأة. فما الذي نعرفه عن هذا السلاح الفتاك؟ يجمع المراقبون أن القنبلة الاستراتيجية الخارقة للتحصينات، وهي من صنع أمريكي، وحدها القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض. وهو سلاح فتاك لا تملكه إسرائيل، واسم القنبلة 'جي بي يو-57' 'GBU-57'، التي تَزن 13 طنا وتستطيع اختراق الأرض عشرات الأمتار قبل أن تنفجر، لتحقيق هدفها المعلن من الحرب وهو منع طهران من حيازة السلاح النووي. ولاحظ الخبير في هذا المركز المحسوب على المحافظين الجدد أن 'كل الأنظار تتجه نحو منشأة فوردو' في جنوب طهران، وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد 'أية أضرار' في هذه المنشأة. منشأة في مأمن من الضربات الإسرائيلية فعلى عكس موقعَي نطنز وأصفهان في وسط إيران، تقع هذه المنشأة على عمق كبير يصل إلى نحو مئة متر تحت الأرض، ما يجعلها في مأمن من القنابل الإسرائيلية. وأكد الجنرال الأمريكي مارك شوارتز الذي خدم في الشرق الأوسط، ويعمل حاليا خبيرا في مركز 'راند كوربوريشن' للأبحاث لوكالة الأنباء الفرنسية أن 'الولايات المتحدة وحدها تمتلك القدرة العسكرية التقليدية' على تدمير موقع كهذا. ويقصد شوارتز بهذه 'القدرة التقليدية'، أي غير النووية، قنبلة 'جي بي يو-57'. ما هي قدرة قنبلة جي بي يو – 57؟ تتميز هذه القنبلة الأمريكية بقدرتها على اختراق الصخور والخرسانة بعمق كبير. ويوضح الجيش الأمريكي أن قنبلة 'جي بي يو-57' 'صممت لاختراق ما يصل إلى 200 قدم (61 مترا) تحت الأرض قبل أن تنفجر'. وعلى عكس الصواريخ أو القنابل التي تنفجر شحنتها عند الاصطدام، تتمثل أهمية هذه الرؤوس الحربية الخارقة للتحصينات بأنها تخترق الأرض أولا ولا تنفجر إلا لدى وصولها إلى المنشأة القائمة تحت الأرض. وتغلف هذه القنابل 'طبقة سميكة من الفولاذ المقوى تمكنها من اختراق طبقات الصخور' بحسب الخبير ماساو دالغرين. ويتجاوز وزنها 13 طنا، فيما يبلغ طولها 6,6 أمتار. وتكمن فاعليتها أيضا في صاعقها الذي لا يُفعّل عند الارتطام بل 'يكتشف (…)التجاويف' و'ينفجر عند دخول القنبلة إلى المخبأ'، بحسب تصريح دالغرين لوكالة الأنباء الفرنسية. وبدأ تصميم هذه القنبلة في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وطُلِب من شركة 'بوينغ' عام 2009 إنتاج 20 منها. كيف يتم إلقاء القنابل الخارقة للتحصينات؟ إلا أن ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أكد أن قاذفات 'بي-2' التي تُقلع من الولايات المتحدة تستطيع بفضل مداها البعيد 'الطيران حتى الشرق الأوسط لشن غارات جوية، وهي سبق أن فعلت ذلك'. وبإمكان كل طائرة 'بي-2' حملَ قنبلتَي 'جي بي يو-57'. وإذا اتُخذ قرار باستخدامها، 'فلن تكتفي بإلقاء قنبلة واحدة وينتهي الأمر عند هذا الحد، بل ستستخدم أكثر من قنبلة لضمان تحقيق الهدف بنسبة مئة في المئة'، وفقا لمارك شوارتز. ورأى هذا الجنرال المتقاعد أن التفوق الجوي الذي اكتسبته إسرائيل على إيران 'يُقلل من المخاطر' التي يمكن أن تُواجهها قاذفات 'بي-2'. وتوقع بهنام بن طالبلو أن 'تترتب عن تدخل أمريكي كهذا تكلفة سياسية باهظة على الولايات المتحدة'. ورأى أن ضرب منشآت البرنامج النووي الإيراني 'لا يشكل وحده حلا دائما'، ما لم يحصل حل دبلوماسي أيضا. وفي حال لم تُستخدَم هذه القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات في نهاية المطاف، يُمكن للإسرائيليين، بحسب الخبير نفسه، مهاجمة المجمعات الواقعة تحت الأرض على غرار فوردو، من خلال 'محاولة ضرب مداخلها، وتدمير ما يُمكن تدميره، وقطع الكهرباء'، وهو ما حصل على ما يبدو في نطنز. المصدر: فرانس 24 مرتبط فوردو - قلب ايران النووي - جي بي يو 57 -


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الحوثيون يزعمون جاهزيتهم للانخراط في حرب إيران ضد إسرائيل
الحوثيون يتوهمون خوض معركة كونية ويعرضون خدماتهم على إيران ضد إسرائيل! في استعراض جديد لحجم الوهم الذي تعيشه مليشيا الحوثي، أعلن قادتها أنهم "جاهزون للتدخل" إلى جانب إيران في مواجهة إسرائيل، في مشهد بدا للبعض أشبه بمشاركة فريق هواة في نهائي كأس العالم. وقال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للجماعة، في تصريحات لقناة الجزيرة مباشر، إن الحوثيين ينسقون مع طهران خلال تصعيدها العسكري مع إسرائيل، محذراً من أن استهداف منشآت نووية لا يهدد الدولة المستهدفة فقط، بل يشكل خطراً على العالم بأسره — وكأن العالم ينتظر تقييم الحوثي للأمن الإقليمي! وفي استكمال لمشهد "استعراض البطولة الوهمية"، عقدت الجماعة في صنعاء اجتماعاً أمنياً لبحث "رفع الجاهزية" تحسباً لأي تهديدات إسرائيلية محتملة، وكأن إسرائيل تضع الحوثيين ضمن أولويات بنك أهدافها، بينما لا يتجاوز دور الجماعة عملياً إطلاق طائرات مسيّرة بدائية تهيم في أجواء البحر قبل أن تسقط في مكان ما. وفي هذا السياق، خرج القيادي عبد الكريم الحوثي ليؤكد أن إسرائيل تسعى لإرباك الوضع الداخلي في اليمن، ضمن ما أسماه "مخططاً لإضعاف محور المقاومة"، فيما بدا وكأنه محاولة يائسة لإقحام الحوثيين في معادلات إقليمية تفوق قدراتهم بسنوات ضوئية. أما مهدي المشاط، رئيس ما يُعرف بالمجلس السياسي الأعلى للجماعة، فقد سارع لطمأنة الإيرانيين بأنهم ليسوا "لقمة سائغة"، مضيفاً أن لإيران كامل الحق في الرد على من يعتدي عليها أو يساند "العدو الصهيوني"، وكأن الحوثيين أو غيرهم يملكون أصلاً حق توزيع الصكوك في معركة تقودها حسابات دولية معقدة تفوق بكثير حدود نفوذهم. ويرى مراقبون أن الحوثيين يحاولون عبر هذه التصريحات إظهار أنفسهم كلاعب إقليمي ضمن محور طهران، بينما الواقع يكشف أن دورهم لا يتجاوز وظيفة أداة تخريبية تخدم المشروع الإيراني في اليمن، دون أن يكون لهم أي وزن فعلي في المعادلات الكبرى التي تدور على الساحة الدولية.