
السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة لـ"النهار": إسرائيل تُفجّر المنطقة لمنع أيّ أفق لحلّ الدولتين
حثّ السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الدول التي كانت تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر حلّ الدولتين الذي تم تأجيله بسبب الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، على القيام بهذه الخطوة بصرف النظر عن التأجيل. وأمل منصور خلال حديث لـ"النهار" في أن لا تؤثر الحرب الجارية على جهود الدفع بمسار حلّ الدولتين، محمّلاً "القيادة المتطرفة" في إسرائيل مسؤولية إجهاض أي مسعى نحو أفق سياسي للحلّ، عبر "تفجير المنطقة".
وكان مقرراً أن يعقد "تحالف حل الدولتين" مؤتمراً خاصاً بهذا الملف برئاسة السعودية وفرنسا، بدءاً من الثلاثاء 17 حزيران/يونيو الجاري إلى 20 منه، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لكنّ الهجوم الإسرائيلي على إيران ليل الخميس – الجمعة دفع الجهات المعنية إلى إرجائه حتى إشعار آخر.
وقال منصور: "العالم الآن مشغول في تطويق هذا العدوان واحتوائه ووقفه، لخطورة أن يتطور إلى حرب أوسع وأشمل وبالتالي تتعقد الأمور. نحن كنا نسير في اتجاه وقف العدوان على غزة وهذه لا تزال المهمة الأولى بالنسبة لنا، مع إدخال المساعدات الإنسانية ووقف التهجير القسري، ومن ثم تهيئة الظروف الأكثر ملاءمة للأفق السياسي لتنفيذ حل الدولتين. لكن القيادة المتطرفة في إسرائيل لا تريد لأي مسلك بأفق سياسي أن يسير، فتسعى إلى تفجير المنطقة".
ويستشهد على ذلك بأن إسرائيل "فعلت ذلك في الدول العربية المجاورة، سواء في لبنان حيث لا يزال لها وجود ندينه، ونحن نقف مع لبنان في أن يَخرج الاحتلال الإسرائيلي كاملاً من الأراضي التي يحتلها. وكذلك هناك احتلال لأجزاء من سوريا، وموقفنا مماثل. هذه الحكومة (الإسرائيلية) الأكثر تطرفاً تريد توسيع الحرب، ونحن نريد وقف العدوان في غزة وأن تتوقف هذه الحروب وكذلك الحرب على أهلنا في الضفة الغربية والقدس الشرقية كي نفتح المجال أمام أفق سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد حل الدولتين على الأرض، ومن ثم فتح أفق لسلام عادل وشامل في المنطقة".
السفير منصور متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 حزيران/يونيو الجاري. (أ ف ب)
التأثير على الاعتراف بدولة فلسطينية
وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر الحرب الجارية على حشد الدعم للمزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية؟ يجيب منصور: "لدينا 149 دولة معترفة بدولة فلسطين وهذا عدد هائل يفوق الثلثين. ويلوح في الأفق أن تعترف مجموعة أخرى من الدول في أوروبا وآسيا وفي أميركا الشمالية، وهنا أعني كندا، بما يقربنا إلى عدد 160، وهذا له قيمة سياسية مهمة في إطار أن الإرادة الدولية هي لتنفيذ حل الدولتين الذي يتطلب انتهاء الاحتلال الإسرائيلي. ولكن تأخير هذه الخطوة بسبب الأحداث التي نحن بصددها الآن لا يلغي أهمية الاعتراف وضرورة أن يتم، ولكننا لا نعرف توقيته. لا تزال الضرورة قائمة للاعتراف، ونطالب الدول التي بصدد ذلك أن تقدم على هذه الخطوة" بصرف النظر عن تأجيل المؤتمر.
من أبرز ما يُواجَه به الطرف الفلسطيني في سياق السعي إلى تكريس حل الدولتين والاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية، أن ثمة انقساماً فلسطينياً حاداً ولا سيما بين حركتي "فتح" و"حماس"، وكذلك مصير سلاح "حماس" بعد "طوفان الأقصى" وتداعياته التي لا تزال مستمرة. فكيف يتعامل الطرف الفلسطيني مع من يطرح هذه الإشكالية؟ يجيب السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة: "الدولة الفلسطينية قائمة، وأرضها تحت الاحتلال. الانقسام الفلسطيني الداخلي شأن فلسطيني، ونريد ونعمل من أجل أن نحله بالطرق الأخوية من خلال توحيد كل المكونات السياسية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير والالتزام ببرنامجها. القمة العربية والاجتماعات الإسلامية أقرت أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وأن السلطة الوطنية الفلسطينية - ذراع منظمة التحرير - هي المعنية بالشأن الفلسطيني وبالأرض الفلسطينية وكل مكوناتها بما في ذلك قطاع غزة والقيام بمسؤولياتها هناك كاملة، بما فيها المسؤوليات الأمنية والاقتصادية والإعمارية".
ويرى منصور أن هذه المسائل "صارت مهيّأة أكثر فلسطينياً وآمل أن تنجز عبر المناقشات الأخوية بين مختلف المكونات السياسية الفلسطينية، لكننا نعيش في بحر من التغيرات والاضطرابات والعدوان كما يقع الآن. نحن مصرون على توحيد الصف الفلسطيني والقيام بواجباتنا كممثلين لدولة فلسطين في رعاية مصالح شعبنا وشؤونه في كل أجزاء الأرض الفلسطينية المحتلة، وقطاع غزة جزء أصيل منها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيار اورغ
منذ 43 دقائق
- تيار اورغ
لاكروا في بيروت اليوم
يصل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إلى بيروت اليوم في زيارة تستمر نحو أسبوع، قبل نحو شهرين من موعد التجديد لقوات «اليونيفل» العاملة في الجنوب. وقد فرض اندلاع المواجهة بين إيران واسرائيل تعديلات جوهرية على أجندة الزيارة، شكلاً ومضموناً. بحسب 'الاخبار' فإنه في الشكل، كان مُنتظراً قيام لاكروا بجولة ميدانية على بعض المواقع الحدودية، ككفركلا وتلة الحمامص واللبونة، في أول زيارة من نوعها بعد وقف إطلاق النار. إلا أن عبور الصواريخ الإيرانية فوق الجنوب باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة دفع المعنيين إلى إعادة النظر في هذه الجولة، مرجّحين اختصارها بزيارتين لمقر «اليونيفل» في الناقورة وثكنة الجيش اللبناني في صور. أما في المضمون، فتتمحور مهمة لاكروا حول طمأنة الأوساط المحلية والدولية الى أن التصعيد بين طهران وتل أبيب لن يجرّ لبنان إلى مواجهة مفتوحة، في وقت تُطرح فيه تساؤلات جدية عن مصير الجبهة الجنوبية في ظل تصاعد التوتر الإقليمي.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
آخر حروب الشرق الأوسط
لم يكن يحيى السنوار يتصوّر، ليلة السادس من أكتوبر من العام 2023، أن فكرته العبقرية تكتيكياً، الحمقاء استراتيجياً، ستكون شرارة انطلاق سلسلة من الأحداث المتتالية تنهي عملياً تاريخ الحروب الكبرى في الشرق الأوسط الحديث. من الحروب العربية - الإسرائيليّة في عامي 1967 و 1973، إلى الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات، إلى حرب اجتياح العراق في العام 2003، وما بينهما وما لحق بها من حروب أهلية اثنيّة الطابع. إن الحرب الإسرائيلية - الإيرانية المندلعة الآن، ستكون على الأرجح (إلا إذا حدث طارئ غير متوقّع) آخر حروب هذه المنطقة من العالم. إذا إنها ستنتهي بشبه استسلام نظام الملالي في إيران، ليس فقط بالمعنى النووي بل بمثلّث قوته الاستراتيجية: برنامج التخصيب النووي، القدرات الباليستية والمسيرات، وأذرعها الميليشياوية في المنطقة العربية. يبقى السؤال مفتوحاً في ما خصّ الجهود الرامية إلى تغيير النظام (بالرهان على عناصر قوّة داخليّة تستفيد من الزخم العسكري الإسرائيلي)، مع أن السيناريو الأرجح هو السيناريو الصربي بعد حرب كوسوفو. بحيث جرّد زعيم المشروع التوسعي - الاثني سلوبودان ميلوسيفيتش من كل مكامن قوّته الإقليميّة والعسكرية في العام 1999، وما لبث أن اسقطه الشعب الصربي في ثورة شعبية في العام التالي، ومن ثم اعتقله الأمن الصربي وأرسله إلى لاهاي في العام 2001. منذ ذلك اليوم لم تشهد منطقة البلقان أي أعمال عنف استراتيجية الطابع بين الدول أو بداخلها، ما عدا بعض الأحداث هنا وهناك. منذ عقدين إلى يومنا هذا شكّلت إيران الخمينية العمود الفقري للحروب في منطقة الشرق الأوسط، أكان ذلك بمعنى استمرارية الصراع مع إسرائيل أو الحروب الأهلية المتعدّدة التي رعتها. ولم تكتفِ إيران هذه بإشعال تلك الحروب، بل عملت جاهدة على تعطيل أي إمكانية لتبلور مشروع السلام في المنطقة، بدءاً من تفجيرات حماس في بداية التسعينات رداً على اتّفاقية أوسلو وصولاً إلى عمليّة السابع من أكتوبر من العام 2023. وفي ذلك الجهد كانت إيران الخمينيّة شريكاً فعالاً لليمين الإسرائيلي المتطرّف، الذي واكبها في كل مغامراتها المعادية لإنهاء الصراع: من مقتل عميد السلام الإسرائيلي إسحاق رابين على يد متطرّف يهودي في العام 1995 (من نفس نسل الوزراء سموتريتش وبن غفير)، إلى "اجتياح" إسرائيل في عملية "طوفان الأقصى"، والذي أتى رداً ليس على الظلم بحقّ الفلسطينيين (كانت حماس قد اتمّت للتو اتفاقية تسمح لأهل غزّة بالعمل في إسرائيل) بل - وباعتراف قادة حماس بعد العمليّة – رداً على التقدّم الجدي في المفاوضات السعودية - الإسرائيليّة. و قد أدّت عملية 7 أكتوبر إلى إعادة إحياء اليمين الإسرائيلي الذي كان على مشارف الانتحار - الانهيار السياسي مع بلوغ التظاهرات المعادية له داخل إسرائيل ذروتها. يكفي الاطلاع على شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في استطلاعات الرأي قبيل العملية (نعم في إسرائيل استطلاعات رأي حقيقيّة وموثوقة) ومقارنتها بشعبيّته اليوم، بعد أن أدار شخصياً أنجح عمليّة سياسية - عسكرية لتغيير وجه الشرق الأوسط منذ انتهاء الحرب الباردة. لم تكتفِ إيران بذلك على مدى عقود. بل أنشأت (حزب الله في لبنان) أو رعت (أنصار الله في اليمن) مجموعة كبيرة من الميليشيات الطائفيّة التي كان جزء أساسي من وظيفتها منع استفراد إيران في أي مواجهة مع إسرائيل أو الولايات المتّحدة. ولكن العنصر الأيديولوجي معطوفاً على عدم قدرة هذه الميليشيات على الإمساك بالدول المتعدّدة إثنياً بالطرق الديمقراطية أدى بطبيعة الحال إلى نشوء سلسلة حروب أهلية في لبنان والعراق واليمن وسوريا، حوّلت المنطقة بأكملها إلى بركان متنقّل من التقاتل الأهلي العابر للحدود الوطنية. مع انهيار قدرة إيران على التمدّد والتوسّع عسكرياً وعقائدياً ومالياً، سيبدأ العمل الجديّ على إنهاء كل هذه الصراعات، تماماً كما حصل مع انهيار نظامي صربيا وكرواتيا إبّان حروب البلقان. لا يعني ذلك أن إدارة الدول المتنوّعة إثنياً ستكون سهلة أو تلقائية، إلا أن انتهاء عصر الأيديولوجيا المطعّمة مذهبياً والعابرة للحدود سيسهّل بنسبة كبيرة حلّ هذه المعضلات، كما أنه (على الأقل) سيمنع تحوّلها إلى بحر من الدماء. إننا نشهد بهذا المعنى جزءاً من "نهاية التاريخ" الشرق أوسطي. التحديات المقبلة على صعيد بناء الدول والمجتمعات الناجحة والمتطوّرة والحديثة كثيرة. ولكن ما يسهّل إنتاجها هو "النموذج الخليجي" الذي استطاع بناء دول على تماس مع تحديات القرن الواحد والعشرين. أما لبنان، فهو المستفيد الأول والأكبر، إذا نجحت التجربة السياسية الناشئة حديثاً في استغلال التطورات الجارية في المنطقة. بانتظار ذلك، يكفينا سعادة أن نخوض أول تجربة حياد عملي في صراعات المنطقة منذ العام 1973 (ولو حزب الله محيّد بالقوّة الإسرائيلية وليس بالدولة اللبنانية أو القناعة الذاتية). من "وحدة الساحات" إلى "حياد لبنان" في بضعة أشهر، فكيف لنا ألّا نتفاءل؟ صالح المشنوق - نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
لبنان يتحصّن لتحييده عن الحرب ويستعين بالأميركي برّاك للجم إسرائيل (الشرق الأوسط)
تحييد لبنان عن الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل يتصدر جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة. وقد علمت « الشرق الأوسط » أن مروحة الاتصالات، التي تولاها بشكل أساسي رئيس الجمهورية جوزاف عون، لتحييد لبنان وعدم الزجّ به في الحرب، تتلازم مع انصراف القيادات الأمنية الرسمية إلى الاتصال بالفصائل والمجموعات الفلسطينية على اختلافها، وإبلاغها رسالة سياسية واضحة تحت عنوان تحذيرها من اللعب بالنار، لما يترتب عليه من موقف لبناني رسمي يتجاوز الإنذار باتخاذ تدابير رادعة، استبقها بزنار من الإجراءات المشددة حول المخيمات، خصوصاً عين الحلوة. وقالت مصادر لبنانية رسمية إن الاتصالات تشمل حركتَيْ «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إضافة إلى الجناح العسكري لـ«الجماعة الإسلامية». وأكدت أنه «لا مجال للتهاون مع من يحاول استغلال الحرب بين إيران وإسرائيل لتسجيل المواقف الارتجالية». في هذا السياق، يراهن لبنان، كما تقول المصادر، على «المباحثات التي سيجريها السفير الأميركي لدى تركيا، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى سوريا، توماس برّاك، في زيارته المرتقبة إلى بيروت في الساعات المقبلة، واجتماعه بالرؤساء الثلاثة، وذلك للاستعانة به للجم إسرائيل وكبح جماحها في تهديدها بتوسيع اعتداءاتها بتوجيه ضربات هي الأقسى للبنان، متذرعةً بإطلاق الصواريخ عليها، مع أن لبنان لا يترك وسيلة إلا ويستخدمها للسيطرة على الوضع؛ لقطع الطريق على استخدام أراضيه لضرب استقراره». ولفتت المصادر إلى أن الاهتمام الرسمي اللبناني بعدم توريط البلد في هذه الحرب، «يترافق مع تحصين الساحة الداخلية؛ باتخاذه الإجراءات الاحتياطية الاستباقية للحؤول دون حصول اختراقات من شأنها أن تعيد لبنان ساحةً لتبادل الرسائل، التي يراد منها تصفية الحسابات، وإقحامه مجدداً في صراع المحاور». وقالت إن «الحرب تدخل حالياً مرحلة من الاستنزاف مفتوحة على أكثر من احتمال ما لم تتحرك الوسائط الدولية لوقفها». وكشفت المصادر عن أن تحييد لبنان عن الحرب سيحضر بامتياز على جدول أعمال لقاءات السفير براك في زيارته الموعودة إلى بيروت.