
الكنيسة الكاثوليكيّة تبحث عن "بابا" جديد... ولبنانيّ الأصل على لائحة الخلافة 7 أيار: بدء الكونكلاف لاختيار خليفة فرنسيس... والدخان الأبيض يُحتمل خلال 3 أيام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
تنتظر الكنيسة الكاثوليكية في العالم بلهفة، فتح صفحة جديدة من تاريخها المسيحي بعد رحيل البابا فرنسيس يوم إثنين القيامة، وانتهاء فترة الحداد لمدّة 9 أيّام وتُعرف بالـ 'نوفيميال'. هذا البابا المتواضع الذي حمَل لواء السلام في العالم، واحتضن الفقراء والمشرّدين ودافع عن حقوق المهاجرين، وعن كرامة المثليين، وناصر المرأة، ودعا الى بناء الجسور بدلاً من إنشاء الجدران التي تُقفل أي باب للحوار والغفران والمسامحة وفهم متطلّبات الآخر. والسؤال الذي يطرح نفسه، قبل انعقاد "الكونكلاف" لانتخاب البابا الذي سيخلف البابا فرنسيس، ليس جنسية البابا الجديد، وهل سيكون من القارة الأوروبية أو الأفريقية أو الآسيوية فحسب، إنّما ما ستكون عليه رسالته خلال حبريته، انطلاقاً من حاجات الكنيسة الكاثوليكية الجامعة اليوم. وثمّة من يتساءل أيضاً، هل سينتخب الكرادلة باباً يُكمل مسيرة البابا فرنسيس الذي مشى على خطى المسيح، وتابع مسار البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني، أم سيفتح مساراً جديداً في تاريخ الكنيسة؟
يبدأ المجمع السرّي (أي الكونكلاف) لانتخاب البابا الرقم 267 في الكنيسة الكاثوليكية، بعد أن كان خورخي ماريو بيرغوليو (البابا فرنسيس) البابا رقم 266، وهو أول بابا من القارة الأميركية (وُلد في الأرجنتين- بوينس أيريس من أصول إيطالية)، وأول بابا من خارج أوروبا منذ ما يقرب الألف عام، على ما تقول مصادر كنسية مطّلعة، يوم الأربعاء المقبل في 7 أيّار الجاري. وقد أكّد مدير مكتب الصحافة في الفاتيكان ماتيو بروني أنّ إثنين من الكرادلة الناخبين (ما دون سنّ الثمانين) لن يتمكّنا من دخول كنيسة سيستينا لانتخاب البابا لأسباب صحيّة، وبذلك يُصبح عدد الكرادلة 133 ناخباً بدلاً من 135. وبالتالي فإنّ النصاب القانوني للإنتخاب ينخفض من 90 صوتاً الى 89، أي أغلبية الثلثين على الأقلّ.
وإذ تشهد روما حالياً الإجتماعات العامّة التي تسبق المجمع المغلق، والتي يُشارك فيها جميع الكرادلة تقريباً وعددهم 255 كاردينالاً، لم يتمكّن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على ما أشارت، وبسبب الكسر في وركه الذي تعرّض له يوم أحد القيامة، من المشاركة فيها. ويجري خلالها تعرّف الكرادلة الى بعضهم بعضا، ويعرض عدد منهم أفكاره في مواضيع عديدة تتعلّق بشؤون الكنيسة، ليتكوّن لدى الناخبين فكرة أولّية عن الكاردينال الذي يستحق أن يُنتخب الحبر الأعظم الجديد على كرسي بطرس.
هذا وجرى إغلاق كنيسة سيستينا حيث سيُعقد الكونكلاف، أمام الزوّار، وتمّ تجهيزها لاستضافة الانتخابات. كما وُضعت المواقد بداخلها التي منها سيخرج يومياً الدخان الأسود الى حين خروج الدخان الأبيض. وقبل انعقاد المجمع، على ما أوضحت المصادر، سيقوم جميع المسؤولين والموظفين في المجمع، من رجال دين وعلمانيين بأداء قسم اليمين في كنيسة بولين في القصر الرسولي، عند الخامسة والنصف من مساء يوم الاثنين في 5 أيار الجاري (بتوقيت روما). ومن ثمّ سيتمّ الإحتفال بالقدّاس الإلهي العاشرة من صباح الأربعاء في 7 أيّار في كنيسة القدّيس بطرس من قبل عميد الكرادلة جيوفاني باتيستا راي. وعند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم نفسه، يأخذ الكرادلة الـ 133 أماكنهم في كنيسة سيستينا ويؤدّون القَسَم. ويطلب بعدها رئيس الإحتفالات الليتورجية المونسينور دييغو رافيلي من جميع الحاضرين باستثناء الكرادلة الناخبين مغادرة الكنيسة، معلناً "الخروج الكامل" للجميع. ويتولّى الكاردينال الهندي جورج جاكوب، كونه الأخير في ترتيب الشمامسة، مهمّة إغلاق البابا لإفساح المجال للتصويت الأول.
وفي الوقت الذي تكثر فيه التكهّنات حول مدة انعقاد الكونكلاف، وحول من سيكون البابا الجديد، مع التداول بلوائح المرشّحين المحتملين لخلافة البابا فرنسيس، وما جرى خلال انتخابه ومن كان يُنافسه على البابوية، الى جانب الحديث عن القوى المحافظة والتقدمية داخل الكنيسة وأيّ منها سيفوز، تتوقّع المصادر الكنسية خروج الدخان الأبيض والإعلان عن أنّه 'أصبح لدينا بابا' خلال يومين أو ثلاثة من بدء المجمع كحدّ أقصى، أي قبل 10 أيّار الجاري، بحسب التقديرات، سيما أنّ أجواء "التناغم والهدوء وتقييم الوضع" تسود بين الناخبين. فالآراء مختلفة لكن ليس من مواقف متعارضة تماماً. غير أنّ المفاجآت تبقى واردة.
ومن الأسماء البارزة التي يتمّ التداول بها والتي يمكن أن تحظى بثلثي أصوات الكرادلة الناخبين خمسة أساسية، ويقوم البعض بتوسيع اللائحة لتضمّ 11 كاردينالاً، هم:
1- بيترو بارولين (إيطاليا- 70 عاماً)، وهو ديبلوماسي محنّك يشغل منصب وزير خارجية الفاتيكان منذ 2013. يُعتبر شخصية معتدلة قادرة على تحقيق التوازن بين الإصلاح والاستقرار.
2 - لويس أنطونيو تاجلي (الفيليبين- 67 عاماً). يُقال إنّه الأوفر حظاً بنسبة مراهنة 3:1. يُعرف بتوجّهه التقدمي، وقد شغل مناصب بارزة داخل الفاتيكان، منها إدارة مجمع تبشير الشعوب. وقد يكون امتداداً طبيعياً لنهج البابا فرنسيس المنفتح.
3- بيتر إردو (المجر- 72 عاماً)، وهو الوجه المحافظ في السباق البابوي، يشتهر بخلفيته القانونية وصلابته اللاهوتية. يمثل خياراً لمن يسعون إلى عودة الكنيسة إلى النهج التقليدي.
4- بيتر توركسون (غانا- 76 عاماً). يُعتبر أيقونة العدالة الاجتماعية داخل الكنيسة، عُرف بمواقفه الصريحة بشأن الفقر وتغير المناخ. فوزه سيكون سابقة تاريخية كأول بابا أفريقي منذ أكثر من 1500 عام.
5- أنجيلو سكولا (إيطاليا- 82 عاماً). كان الأكثر حظّاً في اجتماع عام 2013 الذي انتخب البابا فرنسيس. يتمتع رئيس أساقفة ميلانو السابق، بجذور لاهوتية عميقة، ويحظى بقبول واسع من أنصار كنيسة أكثر مركزية وتسلسلاً هرمياً. غير أنّ سنّه قد تقف عائقاً ضدّ انتخابه.
6- ماتيو زوبّي (إيطاليا- 70عاماً)، ويقول أحد العارفين إنّه من أصل لبناني من عائلة الزغبي. رُقي زوبي إلى رتبة كاردينال عام 2019، ويعتقد بعض الخبراء أن البابا فرنسيس كان سيُرشّحه لخلافته، لكن البابا لم يُدل برأيه علناً في هذا الشأن. يُعرف بتركيزه على القيم الإنسانية مثل نبذ الكراهية والتضامن والانفتاح الديني، مع الاهتمام بالفئات المهمشة مثل المهاجرين.
7- جان- مارك أفيلين (فرنسا- 67 عاماً). من مواليد سيدي بلعباس، غرب الجزائر، من عائلة مهاجرة. يُعرف بقربِه الخاص من البابا فرنسيس. وهو مُدافع عن الحوار بين الأديان ويُشدّد على واجب استقبال المهاجرين.
8- روبرت سارة (غينيا- 79 عاماً). يُعتبر حاملًا للواء الروحي واللاهوتي للكاثوليك المحافظين، حيث جادل منتقدو فرنسيس بأن البابا الراحل تأثر بشدة بالعلمانية الحديثة. يُفضّله المحافظون، وسبق وأن ترأس مكتب الفاتيكان للأعمال الخيرية.
9- ريموند ليو بيرك (الولايات المتحدة الأميركية). هو محام قانوني. يُنظر اليه على أنّه صوت للتقليدية. كثيراً ما تُعتبره بعض وسائل الإعلام الرئيسية زعيماً فعلياً للجناح المحافظ في الكنيسة.
10- جوزيف توبين (الولايات المتحدة). من بين الأسماء المرشّحة، وهو رئيس أساقفة نيوارك في ولاية نيوجيرسي. علماً أنّه لم يسبق أن تولّى أي أميركي بابوية روما.
11- ماريو غريك (مالطا- 68 عاماً). يشغل منصب الأمين العام لسينودوس الأساقفة منذ العام 2020. رفعه البابا فرنسيس إلى رتبة كاردينال في 28 ت2 2020.
وتبرز أسماء أخرى مثل بيار باتيستا بيتسابالا (إيطاليا- 60 عاماً)، وفريدولين أمبونجو (الكونغو) وسواهما.
أمّا معايير اختيار البابا فلا تتبع منطق الأصل الجغرافي، لأنّ الكنيسة عالمية، على ما تلفت المصادر الكنسية، غير أنّها تأخذ سنّ البابا الجديد بالإعتبار كونه يقوم بمهام كثيرة. وإذ تبقى نتيجة أصوات الناخبين غير مؤكّدة الى حين انتخاب البابا من وراء أبواب كنيسة سيستينا المغلقة، والتي تعزل الكرادلة عن العالم الخارجي ليستمعوا الى إلهامات الروح القدس، ترى أنّ الفصائل الإيديوليوجية ستقيّم خياراتها بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية خلال المرحلة المقبلة بين الإستمرارية أو العودة الى النهج التقليدي الأكثر تحفّظاً. على أن البابا الجديد سيُواجه تحديات عديدة تتعلّق بالكنيسة التي تُصارع تراجع نفوذها في الدول الأوروبية وأميركا الشمالية، ونموّها في جنوب العالم، والنقاشات المستمرّة حول مستقبلها وكيفية تأثيرها في عنصر الشباب. كما سيتعيّن عليه التوفيق بين الحاجة إلى الوحدة وقيادة شعب الله الذي يريد السير في طريق فرنسيس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 43 دقائق
- الديار
نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في قضاءَ جزين
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نشرت وزارة الداخلية والبلديات نتائج الانتخابات البلديّة والاختياريّة للعام 2025 في قضاءَ جزين. *للاطلاع على النّتائج إضغط على الرّابط التالي:* ?


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
الداخلية تنشر نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في قضاءَي مرجعيون وبنت جبيل
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نشرت وزارة الداخلية والبلديات نتائج الانتخابات البلديّة والاختياريّة للعام 2025 في قضاءَي مرجعيون وبنت جبيل. للاطلاع على النّتائج إضغط على الرّابط التالي:


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
"أمل": الأراضي التي تحتلها إسرائيل لبنانية ولن نقبل بأن تكون شريطاً عازلاً
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب وجّهت "حركة أمل"، بمناسبة الذّكرى الخامسة والعشرين لعيد التّحرير، تحيّةً إلى "إمام المقاومة والوطن السيّد موسى الصدر، وإلى شهداء أفواج المقاومة اللّبنانيّة أمل الّذين تناوبوا على حمل الرّاية من تلال الطّيبة وشلعبون ومسعود وربثلاثين وخلدة، إلى الشّهداء الّذين ارتقوا خلال الحرب العدوانيّة الإسرائيليّة الّذين ما بدّلوا تبديلًا دفاعًا عن لبنان، إلى كل الشّهداء المقاومين وشهداء المؤسّسة العسكريّة والمدنيّين". ووجّهت أيضًا في بيان، تحيّة "لصمود اللّبنانيّين ولعظيم تضحياتهم الّتي بُذلت في سبيل إنجاز تحرير الأرض والإنسان، وصون السّيادة الوطنيّة وزودًا عن لبنان كل لبنان. وأشارت الحركة إلى أنّ "عيد التّحرير لهذا العام الّذي نحييه في أعقاب الحرب التّدميريّة الإسرائيليّة الّتي استهدفت لبنان على مدى أكثر من خمسة عشر شهرًا، في محاولة إسرائيليّة مكشوفة للإطاحة بكل الإنجازات الّتي حقّقها اللّبنانيّون بتحرير معظم أرضهم من الاحتلال الإسرائيلي، وتُوّجت باندحاره في الخامس والعشرين من أيّار، يتزامن مع إنجاز اللّبنانيّين لواحد من أهمّ الاستحقاقات الوطنيّة والدّستوريّة، الّتي تمثّل واحدة من أهمّ الرّكائز في مسيرة التّنمية والنّهوض المجتمعي، وإطارًا تمثيليًّا يرسّخ مفهوم المواطنة والشّراكة، حيث تمكّنت لوائح "التّنمية والوفاء" الّتي تمّ التّوافق عليها مع الأخوة في "حزب الله"؛ من تحقيق فوز باهر في المحافظات اللّبنانيّة كافّة". ولفتت إلى أنّ "انطلاقًا من هذين الاستحقاقَين الوطنيَّين، بما يمثّلان من أهميّة في كل ما يتّصل بتاريخ لبنان واللّبنانيّين وحاضرهم ومستقبلهم، نؤكّد على ما يلي: - أوّلًا: إنّ اندحار قوّات الاحتلال الإسرائيلي عن معظم الأراضي اللّبنانيّة في الخامس والعشرين من أيّار عام 2000، هو فعل سيادي صنعه اللّبنانيّون بسواعد أبنائهم المقاومين وصمود أهل الأرض، بدعم ومؤازرة من الأصدقاء والأشقّاء وأحرار العالم، وهو أبدًا لم يكن ولن يكون انتصارًا للبناني على آخر، بل كان انتصارًا للبنان وكل اللّبنانيّين. وان الدّفاع وحماية المكتسبات الّتي تحقّقت في هذا اليوم التّاريخي، هما مسؤوليّة وطنيّة جامعة. - ثانيًا: إنّ الوقائع والقواعد الّتي حاول العدو الإسرائيلي فرضها طيلة خمسة عشر شهرًا من العدوان، ويستمر يائسًا من خلال مواصلة عدوانه اليومي، مسؤوليّة مواجهتها يجب أن تكون فعلًا وطنيًّا جامعًا على مختلف المستويات، وفي مقدّمها ممارسة كل أشكال الضّغط على المجتمع الدولي والدّول الرّاعية لإتفاق وقف إطلاق النّار، لإلزام إسرائيل ووقف إجرامها وعدوانها، وفرض الانسحاب من الأراضي الّتي لا تزال تحتلّها في المناطق الحدوديّة مع فلسطين، وهي أراضٍ لن نقبل إلّا أن تكون لبنانيّةً؛ ولن نقبل بأن تكون شريطًا عازلًا أو أرضًا محروقة مهما غلت التّضحيات". - ثالثًا: في الشّأن المتّصل بإنجاز استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، والفوز الباهر الّذي حقّقته لوائح "التّنمية والوفاء" بلديًّا واختياريًّا في المناطق اللّبنانيّة كافّة، تتوجّه الحركة قيادةً ومجاهدين بالشّكر والتّقدير من الأهل والعائلات والعشائر والقوى الأهليّة والسّياسيّة، على منحهم اللّوائح التّوافقيّة ثقتهم الغالية، وهي بمثابة أمانة في أعناقنا نحملها من أجل لبنان ومن أجل الإنسان، في سبيل تنميتهما ونهوضهما؛ بما يليق بأحلام الشّهداء وتطلّعات اللّبنانيّين ببناء وطن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص".