
إسبانيا في مواجهة الإرهاب الرقمي: ست عمليات أمنية تكشف عن التهديد الخفي
إيطاليا تلغراف
عبد القادر الفرساوي
لم تعد المعركة ضد الإرهاب تقتصر على المداهمات الأمنية والأسلحة والمخبرين، بل أصبحت تمتد إلى الفضاء الرقمي، حيث تتسلل الأفكار المتطرفة إلى العقول عبر خوارزميات الشبكات الاجتماعية، مستهدفة الأفراد الأكثر هشاشة. في يناير 2025، شهدت إسبانيا ست عمليات أمنية كبرى لمكافحة الإرهاب الجهادي، أسفرت عن اعتقال 11 شخصا في مدريد، بالنثيا، سانتياغو، بونتيبيدرا، توليدو، وسبتة المحتلة، وفقا لتقرير المرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب .
يكشف تحليل هذه العمليات عن نمط متكرر يفرض نفسه بقوة: الإرهاب لم يعد بحاجة إلى معسكرات تدريب في الجبال، بل يكفيه حسابٌ على 'تيك توك' أو 'تلغرام' أو 'إنستغرام' أو فيسبوك ليصبح الانترنت معسكرا للجهاد الرقمس لبث دعايته وإيجاد أتباع جدد.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك كان في مدريد (22 يناير)، حيث اعتقل 'مؤثر' في وسائل التواصل الاجتماعي يملك عشرات الآلاف من المتابعين، كان يستخدم شهرته في نشر دعاية داعشية، ممزوجة برسائل تحفيزية عن الرياضة واللياقة البدنية، ما جعله قادرا على استقطاب شريحة واسعة من الشباب.
في طوليدو (16 يناير)، ألقي القبض على ثلاثة أفراد، أحدهم قاصر، كانوا في مرحلة متقدمة من الراديكالية، مستغلين حسابات على شبكات التواصل لتوزيع دعاية متطرفة والترويج لتـنظيم 'داعش'. المفاجأة أن التحقيق كشف عن جهد المخابرات المغربية في مساعدة الأمن الإسباني، ما يشير إلى أن التجنيد لم يعد مقتصرا على بيئة واحدة، بل أصبح عابرا للحدود، مستفيدا من اللغات والثقافات المختلفة لجذب مؤيدين جدد.
التجنيد الإلكتروني… من العزلة إلى التطرف
التطرف لم يعد يبدأ في بعض المساجد أو في حلقات مغلقة، بل بات رحلة شخصية تبدأ من العزلة الاجتماعية وتنتهي بالتفاعل مع الدعاية الجهادية على الإنترنت.
في بونتيبيدرا (24 يناير)، اعتقل الأمن الإسباني ثلاثة
أشخاص كانوا ينشطون في نشر المحتوى الجهادي عبر الإنترنت، إضافة إلى التحريض المباشر على تنفيذ هجمات إرهابية. لم يقتصر نشاطهم على الفضاء الافتراضي، بل امتد إلى اللقاءات المباشرة مع أفراد آخرين، ما يؤكد أن الإرهاب الرقمي ليس مجرد 'غسيل دماغ افتراضي'، بل أداة لخلق خلايا نائمة جاهزة للتحرك في اللحظة المناسبة.
في مالاغا (29 يناير)، سقطت خليتان منفصلتان بتهمة الترويج للإرهاب عبر منصات التواصل. أحد الموقوفين كان مهووسا بدعاية 'داعش'، يستهلك المحتوى الجهادي بشكل مستمر قبل أن يبدأ في إعادة نشره على حساباته الشخصية. القضية الأخطر أن أحد المعتقلين كان قد بدأ فعليا في تجنيد أفراد جدد، ما يعني أنه تجاوز مرحلة 'الاستهلاك السلبي' إلى المشاركة الفعالة في نشر الفكر المتطرف.
بينما تؤكد الحكومة الإسبانية نجاح هذه العمليات، تبقى إسبانيا بين المطرقة والسندان، تبقى الأسئلة: هل يمكن وقف التطرف الرقمي؟ هل يمكن للقبضة الأمنية وحدها وقف مدّ الإرهاب الرقمي؟
على الرغم من كفاءة الأجهزة الأمنية، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في مراقبة المحتوى المتطرف على الإنترنت دون انتهاك الحريات الفردية. فقد أصبح الإنترنت أكبر ساحة معركة للإرهاب الحديث، حيث يمكن لأي شخص، من أي مكان، أن يصبح متطرفا دون الحاجة إلى الاتصال بشبكة فعلية من الجهاديين.
التقارير الأمنية تشير إلى أن هذه العمليات قد تكون مجرد جزء من شبكة أوسع، حيث لا تزال السلطات تراقب منصات الإنترنت بحثا عن أفراد آخرين في مراحل مختلفة من التطرف.
ورغم أن إسبانيا لم تشهد هجمات إرهابية كبيرة في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الاعتقالات تكشف عن خطر كامن، يهدد بالانفجار في أي لحظة إذا لم يتم التعامل معه بجدية أكبر. فالتطرف لم يعد بحاجة إلى معسكرات ولا لقاءات سرية، بل أصبح متاحا بضغطة زر، من خلف شاشة هاتف ذكي.
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: إلى متى ستظل إسبانيا في حالة مطاردة مستمرة؟ وهل يمكنها حقا إيقاف الخطر قبل أن ينتقل من العالم الافتراضي إلى الواقع؟
إيطاليا تلغراف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 6 ساعات
- إيطاليا تلغراف
رسالة في الظلام: كيف كسرت RTVE جدار الصمت الأوروبي عن غزة؟
إيطاليا تلغراف عبد القادر الفرساوي في مساء كان يفترض أن يكون مخصصا للأغاني والبهجة، وفي لحظة كان الجمهور الأوروبي ينتظر فيها استعراض الألوان والأنغام، اختارت شاشة RTVE الإسبانية أن تفتح جرحا كان يراد له أن يندمل بالصمت. لم تبث القناة نشيدا ولا لحنا، بل بثّت لحظة صمت حادة كسكين الحقيقة، أطفأت شاشتها وأعلنت، بحروف بيضاء على خلفية سوداء: 'Frente a los derechos humanos, el silencio no es una opción. Paz y Justicia para Palestina.' 'أمام حقوق الإنسان، الصمت ليس خياراً. سلام وعدالة لفلسطين.' في وقت تعالت فيه أصوات الموسيقى الأوروبية في مهرجان 'اليوروفيزيون'، كانت هناك أصوات أخرى تُدفن تحت الأنقاض في غزة. أطفال تُنتزع أرواحهم من بين الركام، نساء يصرخن بحثا عن فلذات أكبادهن، وشعب بأكمله يقف وحيدا في وجه آلة عسكرية لا ترحم. وفي المقابل، كانت هناك محاولة منظمة لجعل العالم يصمّ آذانه، ويحوّل وجهه إلى الجهة الأخرى، بإسم الفن، وبإسم 'الحياد'. لكن الحياد أحيانا يكون أقبح الوجوه. الحياد حين يُطلب من إعلامي أن لا يذكر الدم، أن لا يدين القتل، أن لا يعكّر أجواء الغناء بذكر الحقيقة، هو ليس حيادا… بل تواطؤ. اتحاد البث الأوروبي (UER) كان واضحا في تهديده: إذا تحدثت RTVE مجددا عن المجازر في غزة أثناء بثّ اليوروفيزيون، ستواجه بعقوبات مالية صارمة. لقد أرادوا حفلا نقيا من 'السياسة'، لكنه كان حفلا ملطخا بالصمت المذنب، حيث يصفّق الجمهور لأغان عابرة، بينما تُقصف أحياء بأكملها في غزة، ودولة الاحتلال تصعد على المسرح كما لو أنها حملت آلة موسيقية لا طائرات مسيّرة. ومع ذلك، لم تصمت RTVE كليا. امتثلت للصيغة القانونية، لكنها رفضت أن تُطفئ ضميرها. اختارت أن تقول كلمتها، لا عبر تعليق صوتي،بل عبر مشهد بصري قاتم وأبدي. اختارت أن يكون احتجاجها صامتا لكن موجعا، مثل صمت أم فلسطينية فقدت أولادها ولم يبق لها سوى النظر إلى السماء. وما جعل هذا الموقف أكثر نبلاً هو أنه لم يأت من بلد عربي، ولا من قناة محسوبة على تيارات النضال، بل من قناة رسمية أوروبية، تموَّل من ضرائب مواطنيها، وتعرف جيدا أن هذه الخطوة قد تفتح عليها أبواب العتاب والضغوط، وربما أكثر. الرسالة كانت واضحة: إذا كان ممنوعا علينا أن نقول الحقيقة، فسوف نكتبها على الشاشة، ونجعل المشاهدين يرونها رغما عن الجميع. مجالس RTVE المهنية بدورها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل أدانت محاولات تكميم أفواه الصحفيين، وأكدت أن المذيعين الإسبان الذين أشاروا سابقا إلى المجازر في غزة، مارسوا حقهم وواجبهم في نقل ما يحدث في العالم، لا ما يُراد لنا أن نراه فقط. وهنا يطرح السؤال نفسه: كيف تحوّل مهرجان الغناء إلى ساحة مواجهة أخلاقية؟ الجواب ليس في الحدث نفسه، بل في السياق. حين يُستخدم الفن لتبييض صورة دولة تقتل، ويُمنع الحديث عن الضحايا بحجة 'الاحتفال'، تصبح المنصات الفنية أخطر من المنصات الحربية، لأنها تُخدر الشعوب، وتُزين المجرم، وتمنح الشرعية للمحتل. وإذا كان الفن تعبيرا عن إنسانية الإنسان، فإن تغييب القضية الفلسطينية من هذه المنصات هو نفي للإنسانية ذاتها. قد لا تغيّر شاشة سوداء مجرى التاريخ، لكنها كافية لفضح التواطؤ، ولتذكير الجمهور أن هناك من يموت في مكان ما، بينما تُرفع أعلام الاحتلال على منصات النفاق الدولي. وربما، بعد سنوات، حين يُكتب تاريخ هذه المرحلة، سيُقال إن الفلسطينيين لم يكونوا وحدهم، بل كان هناك دائما صوت يتسلل من شاشة سوداء، منسجما مع وجعهم، ولو لحظات. إيطاليا تلغراف


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
النيابة تلتمس تأييد الحكم بـ 3 سنوات حبسا للمتهمة 'وحيدة قروج '
إلتمست النيابة العامة بمجلس على مستوى الغرفة الجزائية الأولى بمجلس قضاء الجزائر اليوم الأربعاء، تأييد الحكم. في حق عارضة الأزياء والمؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي المتهمة 'وحيدة قروج ' الموقوفة بسجن النساء بالقليعة حاليا. لمتابعتها قضائيا من طرف مدير أعمالها المدعو ' ز.أحمد' المقيم ببلدية خميس الخشنة ببومرداس. حيث مثلت المتهمة ' وحيدة قروج' أمام ذات الهيئة القضائية، في محاكمة استئنافية، بعد استئناف وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة في الحكم الابتدائي الصادر في حقها والذي قضى بادانتها بعقوبة الحبس النافذ 3 سنوات و500 ألف دج غرامة مالية نافذة عن جنحة نشر خطاب الكراهية عن طريق تكنولوجيات الاعلام الآلي وجنحة المساس بحرمة الحياة الخاصة عن طريق التقاط وتسجيل صور لشخص في مكان خاص بغير اذنه أو رضاه ومخالفة الضرب والجرح العمدي في حين تم الحكم على شقيقها غيابيا المتهم الثاني ' ق.عبد الغفور' بب5 سنوات حبسا نافذا مع إصدار أمر بالقبض الجسدي ضده، قبل أن يعارض المتهم في الحكم الابتدائي بغد توقيفه من طرف مصالح الأمن بالعاصمة. وفي الجلسة اعترفت ' قروج ' بضربها الضحية مدير أعمالها بتلك الطريقة التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد بث الفيديو على أنظار الجمهور، بسبب خيانته لها، لسرقته أموال تعود من عائدات الإشهار. كما أكد الضحية في تصريحاته للقاضي أنه تعرّض للضّرب والسّب من طرف المتّهمة ' وحيدة قروج ' بعد استدراجه إلى مسكنها العائلي برفقة شقيقها ' عبد الغفور'، متمسكا بطلباته الأولية ومتابعة المتهمين كما تأسس الوكيل القضائي للخزينة العمومية طرفا مدنيا في القضية للمطالبة بتعويضات مالية مكتوبة. وبعد السماع لأطراف القضية أحال رئيس الجلسة القضية للمداولة للنطق بالحكم بتاريخة11 جوان المقبل. وبالرجوع إلى تفاصيل القضية التي عرضتها ' النهار' ، فقد كشفت تحقيقات قضائية التي انجزتها الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بأولاد فايت، في قضية اختطاف الضحية المدعو ' ز.أحمد' 29 سنة، من طرف الحلاقة عارضة الأزياء، والمتهمة' وحيدة قروج ' وقائع مثيرة، توصل لها المحققون في إطار التحقيق الذي باشروه، إنطلاقا من الشكوى التي قيدها الضحية، والمرفقة بشهادة طبية بها عجز طبي لمدة 6 أيام، جراء التعنيف الجسدي الذي تعرض له من طرف المتهمة ' وحيدة قروج ' في مسكنها العائلي الواقع بأولاد فايت بالطابق الأول منه، في حدود الساعة 23.30 ليلة 25 فيفري 2025، بعد عملية استدراج محكمة حبكتها لضحيتها، عبر مكالمة هاتفية من تطبيقة ' واتساب' طالبة منه مقابلته افقدم إليها برجليه برفقة صديقه وامرأتين، انطلاقا من مسكنه الكائن مقره بخميس الخشنة ولاية بومرداس، ظنا منه أنه لقاء كسائر الأيام باعتباره مسيّر أعمالها منذ سنوات وليس بينهما أي خلافات أو عداوة. قبل أن يظهر الضحية ' ز.أحمد' في وضعية الشخص المحتحز تحت طائلة التهديد، على مواقع التواصل الاجتماعي في فيديو تم تداوله بشكل واسع، مخلفا حالة ذعر وهلع بين الجمهور، فكانت ردود الفعل منافية ومنددة، للفعل الذي ارتكبته المتهمة ' قروج وحيدة ' وشقيقها المتواجد في حالة فرار لحد الساعة المدعو ' ق.ع الغفور' الذي تقاسم معها الدور من خلال تهديد الضحية المختطف بسكين لتخويفه. حيث دعا العشرات من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تحرك السلطات الوصية ومعاقبة الفاعلين. 'العثور على فيديوهات توثق الحادثة ' كما توصّل المحققون من خلال الخبرة الإلكترونية المنجزة على هاتفي المتهمة، بعد تم تصفح موقع التواصل الاجتماعي 'تيك توك' ، فيديوهات توثق الحادثة، أين تم العثور على مقطعي فيديو الأول مدته دقيقتين يظهر قيام المتهمة بضرب ضحيتها و إهانته ، كما تظهر في مقطع فيديو ثاني على موقع 'فيسبوك' مدته دقيقة تصرح فيه بأن هاتف الضحية بحوزتها ولن تمنحه له بأي طريقة كانت. واتضح أن أسباب الجريمة، هو مبالغ مالية لا تتعدى 97 الف سنتيم، كانت المتهمة 'قروج' تريد استردادها من 'المانجير' ، ولدى وصوله الى مسكنها استقبله المتهم الفار 'عبد الغفور ع.' بالمطبخ ، حينها تبادلوا أطراف الحديث عن الأرباح التي جنوها جراء الإشهار لبعض مبيعات الصفحات عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، وفجأة قامت بالصراخ في وجهه وتوجيه هاتفها النقال في وجه الضحية وتسجيل فيديو له، لتقوم بصفعه على وجه واهانته وإرغامه على الكلام ،حينها قامت والدة المتهمين بالتدخل وقامت بإمساك إبنها الذي كان يلوّح بالسكين، حينها إستغل الضحية الفرصة ولاذ بالفرار حينها قام المتهم ' عبد الغفور' باللحاق بغية الإساك به، غير أن الضحية أكمل طريقه مشيا على الاقدام إلى غاية وصوله إلى بلدية بابا حسن ، أين إتصل بأخيه وقام بإصاله إلى منزله العائلي . والخطير في الوقائع المنسوبة للمتهمين، فإن الموقوفة ' وحيدة قروج ' حسب اعترافاتها وتصريحات الضحية، فإنها قامت بالسطو على حقيبتين لمسيّر أعمالها بهما أغراضه الشخصية من بينها هاتفه النقال الذي عرضته على أنظار الجمهور، متهمة الضحية بأنه يقوم بتحريض صفحات عليها، ويقوم بتسريب أمور تخصنا، الأمر الذي سبب لها مشاكل مع زوجها -حسب ادعاءاتها- ياسمينة دهيمي


الشروق
منذ 2 أيام
- الشروق
تقرير ينفي العثور على وثائق إعدام حفيد الأمير عبد القادر بتوقيع بشار الأسد
نفى تقرير حول صحة الأخبار نشرته منصة 'تأكد' عثور وزارة الداخلية السورية على وثائق إعدام حفيد الأمير عبد القادر بتوقيع الرئيس المخلوع بشار الأسد. وتداولت مواقع إخبارية عربية وصفحات كبرى عبر منصات التواصل الاجتماعي، وشخصيات بارزة الخبر يوم 17 ماي الجاري، ما أثار ضجة واسعة. وبحسب ما أفادت منصة تأكد، لم يظهر البحث المتقدم باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء في المعرفات الرسمية لوزارة الداخلية السورية على موقع فيسبوك و تطبيق تيليغرام، أي نتائج تدعم الادعاء. وأضافت أن مصدرا رسميا من وزارة الداخلية السورية نفى في تصريح للمنصة الإعلان عن العثور على وثائق تؤكد إعدام محمد خلدون الجزائري في سجن صيدنايا من قبل وزارة الداخلية. وضجت منصات التواصل الاجتماعي بالحديث عن عثور وزارة الداخلية السورية على وثائق رسمية تتعلق بإعدام حفيد الأمير عبد القادر الجزائري بسجن صيدنايا خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد. وأظهرت البيانات المسجلة في الوثائق اسم الشهيد، وتاريخ دخوله إلى سجن صيدنايا، إضافة إلى أمر الإعدام الصادر بحقه، مع الإشارة إلى أن تنفيذ الحكم تم بتوجيه من مدير مكتب الأمن القومي في النظام السابق، علي مملوك، وبالتوقيع الشخصي للأسد. وتعليقا على الخبر الصادم قال نشطاء إن إعدام حفيد أحد رموز الحرية والمقاومة داخل أقبية الرعب في سجن صيدنايا، يعتبر جريمة جديدة في سجل الطغاة. جريمة جديدة في سجل الطغاة وزارة الداخلية في نظام الأسد تعترف رسميًا بإعدام الدكتور محمد خلدون مكي الحسني الجزائري، حفيد البطل المقاوم الأمير عبد القادر الجزائري، داخل أقبية الرعب في سجن صيدنايا. الوثيقة التي كُشف عنها تحمل أمر الإعدام الصريح موقّعًا من المجرم 'علي مملوك' وتوقيع… — Eng. Mohammed Madwar (@Mhdmadwar) May 17, 2025 وفي جانفي الماضي، عاد اسم الشيخ خلدون الحسني الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر، للظهور مجددا في واجهة الأحداث، بعد العثور على وثيقة تثبت إعدام النظام السوري البائد له بسجن صيدنايا عام 2015. وفي تدوينة نشرتها عبر حسابها على منصات التواصل، أكدت آسيا زهور بوطالب، الناطقة باسم مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري، نبأ وفاة الشيخ خلدون في سجن صيدنايا سيء السمعة في سوريا ، بالقول: 'لقد كشفت أرشيفات السجن أن الشيخ خلدون تم اعتقاله عام 2012 وتوفي في 2015'. أما والدة الشيخ الذي يعتبر الأقرب في ملامحه من جده الأمير عبد القادر، فقد تحدثت في تصريحات سابقة عن فرار زوجته بسمة بنت عماد الدين الرواسي المدني رفقة أبنائهما السبعة (عبد الله، مكي، فاطمة، صفية، زينب، ميمونة وسمية)، خوفا من انتقام السلطات من العائلة، وانقطاع أخبارهم. منع من التدريس والخطابة لانتقاده نظام الأسد أبو إدريس، واسمه الكامل محمد خلدون محمد مكي الحسني الجزائري، طبيب أسنان وباحث أكاديمي في العلوم الشرعية الإسلامية وفقيه مالكي جامع للقراءات القرآنية العشر. وباحث ذو خبرة في الراجح بأخبار الرجال وأحوالهم وفي تحقيق الآثار والأنساب والتاريخ، وخصوصا أنساب آل البيت، وهو أيضا باحث متخصص في تاريخ جده الأمير عبد القادر. عرف عن الرجل انتقاده لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، فمُنع من الخطابة والتدريس وحتى إقامة الدروس في منزله، واعتقل مرتين، قضت في الثانية محكمة عسكرية بإعدامه عام 2012. ولد في دمشق في الثاني من جانفي 1970. والده مكي الحسني عالم فيزيائي نووي ولغوي، ومن أوائل من حصلوا على دكتوراه في الفيزياء النووية في الوطن العربي، وأمين مجمع اللغة العربي في دمشق، وأمه هالة بن عبد الحميد بك المتولي العلمي، وله أخت وأخوان. حسب بعض المؤرخين، فإن عائلة الشيخ خلدون تنتسب إلى الأدارسة الذين يمتد نسبهم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديدا إلى إدريس الأكبر بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط بن علي بن أبي طالب، وأم إدريس فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم. البحث عن الحقيقة والدليل اهتم بدراسة الحديث الشريف، وكان يتجنب الخوض في علم الكلام أو الاهتمام بكتبه وأبحاثه على منهج الإمامين مالك بن أنس وسفيان الثوري في الامتناع عن الخوض في المسائل غير المكلّف بها أو التي تتعلق بذات الله تعالى. وعرف عنه أنه دائم البحث عن الحقيقة والدليل، وهذا ما ظهر في أبحاثه، مع التزامه بالمذاهب الأربعة دون تعصب لأي منها ولا لغيرها. بدأ دراسة العلم الشرعي في وقت مبكر من عمره، فحفظ مختصر صحيح مسلم للمنذري وعمره آنذاك 14 عاما، وتتلمذ على عدد من العلماء والمشايخ في سوريا، أبرزهم عمه عبد الرحمن بن عبد المجيد الحسني، الذي تأثر به تأثرا شديدا وبقي ملازما له حتى وفاته، وتلقى منه علوم القرآن والفقه المالكي، وقرأ عليه القرآن بسنده إلى شيخ قرّاء الشام أحمد الحلواني ومحمد فايز الديرعطاني. كما قرأ على عمه كتب الفقه المالكي (متنا وشرحا) وأجازه بها، وقرأ عليه كتاب الموطأ بإسناده للإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي، ثم برواية أبي مُصعَب الزهري. ثم قرر الجزائري التعمق في دراسة المذهب حتى أجازه عمه بالفتوى على المذهب المالكي. استطاع جمع القراءات القرآنية العشر على يد الفقيه الحنفي محمود بن جمعة عبيد إمام جامع الروضة بأسانيده، وتلقى منه رواية حفص بوجوهها الـ21، وبسنده إلى الشيخ عبد العزيز عيون السود. وبقي الشاب ملازما الشيخ عبيد سنوات. وإلى جانب الفقه المالكي، درس الفقه الشافعي على يد أبرز علمائه من أهل الشام، منهم صادق حبنّكة الذي لازمه 7 سنوات، ومصطفى البغا الذي لازمه 5 سنوات، ومحمد شقير. الدكتور محمد خلدون الحسني الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري،طبيب أسنان جرَّاح، وفقيه مالكي مجاز بالفتوى على مذهب الإمام مالك،وجامع للقراءات القرآنية العشر، ومتخصص في تاريخ جده الأمير عبد القادر الجزائري..اعتقل في 2012 وتوفي في 2015، في سجون النظام السوري. — الطاهر عيادي (@AltahrYady75149) January 8, 2025 برع في دراسة علوم تفسير القرآن عن الشيخ محمد كريم راجح، من عام 1989 حتى اعتقاله، ودرس علوم الحديث ومصطلحه عند عبد القادر الأرناؤوط، وكان قريبا منه وحريصا على حضور خطبه لصلاة الجمعة في جامع المحمدي بحي المزة غربي دمشق. وتلقى على يد الشيخ التونسي عبد المجيد بن سعد الأسود نزيل دمشق لسنوات عدة، وقرأ عليه المطولات والشروح، وكتبا في الفقه الشافعي وعلوم اللغة وقواعدها، وغيرها من الكتب في علوم الشريعة الأخرى. وقرأ على والده بعضا من كتب الفيزياء والرياضيات والفلك، إضافة إلى بحوث أبيه ومؤلفاته في اللغة العربية، وحصل منه على إجازة عامَّة، وإجازات خاصة في كلّ ما قرأه عليه. ودرس الجزائري طب الأسنان وجراحتها في جامعة دمشق وتخرج فيها حاصلا على شهادة الدكتوراه عام 1993. كتب نحو 50 بحثا ورسالة علمية ركّز فيها على تحقيق المسائل المشكلة في معظم العلوم التي تلقاها، وكتبا منها: ـ 'إلى أين أيها الحبيب الجفري'، وهو رد علمي على كتاب اليمني الحبيب علي الجفري 'معالم السلوك للمرأة المسلمة'. ـ 'البارق السَّني من حياة مكي الحسني' عن والده. ـ 'رجال من الأسرة الإدريسيّة الزكية والعِترَة الحسنيّة الشريفة'. اعتقل الشيخ خلدون للمرة الأولى أشهرا عدة من أمام منزله في دمشق يوم 26 أوت 2008، وذكرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن آراءه المضمنة في كتابه 'إلى أين أيها الجفري' ربما كانت السبب وراء اعتقاله. واعتقله النظام السوري السابق للمرة الثانية من أمام منزله بمشروع دمر بدمشق في السادس من جوان 2012، مع مصادرة سيارته، قبل أن تقتاده إلى مكان مجهول، لتظهر وثيقة تثبت إعدامه مع سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي. وفي نفس العام قالت والدته في اتصال هاتفي مع 'الشروق'، إن 'ولدها خلدون الجزائري الحسني، الذي صدر بحقه حكم الإعدام من محكمة عسكرية سورية اعتقل ظلما وفي ظروف غامضة، وحوكم في صمت، ولم نسمع بحكم الإعدام إلا من خلال الإذاعات المحلية وشاشات التلفزيون التي أذاعت الخبر'. وأضافت أم خلدون، أن ابنها اعتقل وهو في طريقه لبيته قادما إليه من عيادته بدمشق، حيث يشتغل طبيب أسنان، مشيرة إلى أنه لم تعط لعائلته أي معلومات لا عن اعتقاله ولا عن الأسباب التي وقفت وراء ذلك، و'حتى عن محاكمته التي سمعنا عنها فقط عبر وسائل الإعلام'. وأوضحت أن ابنها كان كل همه الطب والكتابة عن جده الأمير ولا علاقة له بأي تنظيمات قد تجعل السلطات السورية تعتقله لأجلها. وأضافت أن الأمير عبد القادر، يعتبر مفخرة للجزائر ولكل الجزائريين، ومن أجل الأنساب، وابنها طلب عدة مرات الجنسية لكنه قيل له صعب، وحين قصدوا السفارة لمساعدة العائلة، أخبرتهم السفارة أن خلدون لا يملك الجنسية الجزائرية، وبذلك السفارة غير ملزمة بالتدخل ولا تستطيع لأنه رعية سوري وليس جزائريا، متسائلة 'إذا كان نسب الأمير لا يكفي لإثبات جزائريته فأي نسب سيكفي'.. بمن نستنجد، رسالتنا للرئيس لم تجد جوابا'، صارخة 'دخليكم.. أنقذوا ولدي المظلوم.. ليس ذنبه أنه لم يمنح الجنسية'. شهادات في حق الشيخ خلدون قال عنه الباحث السوري الأصولي في الفقه الشافعي مصطفى الخن إن 'دماثته وحسن خلقه لم تقف حاجزا له عن الصدع بالحق.. ثم إن نشأته العلمية وتلقيه العلم عن أكابر العلماء واستشارته إياهم فيما يعترضه، مع ما وهبه الله من جرأة في الحق وغيرة على شرع الله وسنة نبيه، إضافة إلى أنه سليل بيت النبوة، وحفيد أمير المجاهدين الأمير عبد القادر الجزائري، كل ذلك جعله أهلا ليكون من النَّصَحَة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم'. وقال عنه شيخ قرّاء الشام الأديب والفقيه اللغوي السوري محمد كريم راجح إنه 'فقيه مالكي جيد، مطلع على كتب المالكية، ومستحضر للأحكام الفقهية فيها، ثم تفقَّه بعد ذلك وأطال النظر في مذهب الشافعي عليه رحمة الله، ثم له اطلاع جيد جدا على علم الحديث ورجاله وأسانيده، وهو جامع للقراءات العشر، ثم هو لا يكاد يقرأ المسألة إلا ويعود للأدلة، ذلك أنه مستمسك بالدليل، ولا يرى حكما إلا ودليله معه'. يذكر أن الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، له علاقة وثيقة بسوريا، التي استقر فيها منذ العام 1855 بعد نفيه من الجزائر من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية. أصبح شخصية مؤثرة في المجتمع السوري، واشتهر بدوره الإنساني في حماية المسيحيين خلال فتنة 1860 بدمشق، حيث أنقذ الآلاف من المجازر الطائفية. توفي بدمشق ودفن بها قبل أن يُنقل رفاته إلى الجزائر عام 1966، لكن ذكراه ظلت حية في تاريخ سوريا الحديث.