
ترمب يصعّد التوتر النووي مع اقتراب مهلة روسيا
اضافة اعلان
وكان ترمب قد صرح الأسبوع الماضي بأنه سيرسل غواصتين "نوويتين" إلى قرب روسيا، ردًا على خطاب تهديدي من مسؤول كبير في الكرملين. ويوم الأحد، أكد أن الغواصتين أصبحتا "في المنطقة".
ولم يتضح ما إذا كان ترمب يشير إلى غواصات مسلّحة نوويًا أم غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية، إلا أن هذا الغموض يضيف إلى فحوى التهديد، الذي يتزامن مع المهلة التي حددها الرئيس ليوم الجمعة، والتي تُطالب روسيا بإنهاء الحرب أو مواجهة مزيد من العزلة الاقتصادية.
ويرى خبراء أن هذه استراتيجية محفوفة بالمخاطر، ومن غير المرجح أن تغيّر موقف بوتين، الذي يُعرقل تعهد ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض.
وقالت إيرين دامباكر، الزميلة البارزة في الأمن النووي في مجلس العلاقات الخارجية: "لا أرى الكثير من الفوائد في مثل هذه التصريحات، فروسيا تعلم جيدًا منذ عقود أن لدينا غواصات نووية قادرة على ضرب أهدافها الحساسة."
وأضافت: "أرى أن المخاطر هنا تفوق المكاسب."
وعلى الرغم من أن الخبراء لا يرون تهديدًا وشيكًا، إلا أنهم يحذرون من أن التصريحات المتهورة قد تؤدي إلى حسابات خاطئة ومواجهات خطيرة.
قال النائب الديمقراطي السابق جون تيرني، المدير التنفيذي لمركز مراقبة التسلح ومنع الانتشار النووي، في مكالمة مع صحيفة ذا هيل: "هل يعني هذا أننا يجب أن نهرع إلى الأقبية ونغلق الأبواب؟ بالتأكيد لا."
وأضاف في بيان سابق: "الخطاب النووي المفرط قد يؤدي بسهولة إلى أخطاء كارثية. تفاعل ترمب اللفظي مع سياسي روسي لا يمتلك سلطة فعلية أمر غير مناسب وغير مفيد. نحن بحاجة إلى قيادة رزينة لا شخص يندفع بسبب الإهانات الشخصية."
من المتوقع أن يتوجه ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب الخاص لمهام السلام، إلى موسكو في وقت لاحق هذا الأسبوع للضغط على بوتين لقبول وقف إطلاق النار.
وإذا فشلت تلك الجهود، يأمل مؤيدو أوكرانيا أن يُقدم ترمب على فرض "رسوم ثانوية" على الدول التي تستورد النفط من روسيا، بهدف خنق قدرة الكرملين على تمويل الحرب.
من جهته، قلل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الاثنين من أهمية تحريك الغواصات الأميركية إلى المياه القريبة، قائلاً إن بلاده لا ترغب في الانجرار إلى تصعيد متبادل.
وقال بيسكوف للصحفيين، بحسب وكالة رويترز: "بشكل عام، لا نرغب في الانخراط في هذا النوع من الجدل ولا نريد التعليق عليه بأي شكل من الأشكال. وبالطبع، نعتقد أن على الجميع توخي الحذر الشديد في الخطاب النووي."
وأضاف أن روسيا لا ترى حاليًا أن هذا التحرك يمثل تصعيدًا، "من الواضح أن قضايا معقدة وحساسة للغاية تتم مناقشتها، ويتم التعامل معها بانفعالات كبيرة من قبل كثيرين."
وجاء إعلان ترمب عن تحريك الغواصات بعد تصريحات وصفها بـ"شديدة الاستفزاز" من الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي.
وكان ميدفيديف قد انتقد سياسة ترمب الخارجية وتهديداته بفرض عقوبات. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قلّص ترمب المهلة المحددة لروسيا من 50 يومًا إلى 10 فقط، بعد سلسلة من الانتقادات اللاذعة لبوتين بسبب مواصلة الهجمات على أوكرانيا.
ميدفيديف، المعروف بخطابه المعادي للغرب والذي يُعتقد أن له نفوذًا محدودًا في الحكم، قال إن ترمب "يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: 50 يومًا أو 10"، محذرًا من خطر نشوب حرب بين "خصوم مسلّحين نوويًا".
كما أشار ميدفيديف إلى قدرات روسيا فيما يُعرف بـ"اليد الميتة" — نظام يعود للحرب الباردة يُتيح إطلاق ضربة نووية حتى في حال مقتل القيادة الروسية.
ورد ترمب في منشور على تروث سوشيال: "الكلمات مهمة للغاية، وغالبًا ما تؤدي إلى نتائج غير مقصودة. آمل ألا يكون هذا أحد تلك الحالات."
سبق لترمب أن استخدم الترسانة النووية الأميركية كورقة ضغط، لا سيما في محاولاته لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي خلال ولايته الأولى، حين هدّدها بـ"النار والغضب"، وأكد أن لديه "زرًا نوويًا أكبر وأكثر قوة".
ويرى الخبراء أن تحريك الغواصات الأميركية قرب روسيا لن يثير قلقًا كبيرًا في موسكو، لأن مثل هذه الدوريات تجري بشكل يومي في البحار الدولية.
لكن ارتفاع حدة الخطاب يسلّط الضوء على فجوات مقلقة في أنظمة ضبط الأسلحة النووية ومنع انتشارها.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم الاثنين أنها لم تعد ملتزمة بالقيود المفروضة على الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، في ما اعتبره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ردًا على مناقشات أميركية بشأن نشر صواريخ تقليدية بعيدة المدى في أوروبا.
وكانت تلك الصواريخ محظورة بموجب معاهدة القوى النووية المتوسطة، التي انسحب منها ترمب خلال ولايته الأولى بحجة انتهاكات روسية.
كما أن معاهدة "نيو ستارت" بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي تحد من الترسانة النووية للطرفين وتسمح بالتفتيش المتبادل، من المقرر أن تنتهي في فبراير المقبل.
وقد علّقت روسيا مشاركتها في المعاهدة عام 2023، وردّت الولايات المتحدة بإجراءات مماثلة علّقت فعليًا مشاركتها، ما أثار قلق الخبراء بشأن مستقبل ضبط التسلح.
وقالت دامباكر: "لا أرى نقاشًا كافيًا حول ما سيحدث بعد انتهاء المعاهدة، سواءً من حيث الحفاظ على المستويات الحالية أو الحد منها."
وأضافت أن روسيا ليست طرفًا في الاتفاق الذي صاغته الولايات المتحدة والصين، والذي ينص على أن "القرار باستخدام الأسلحة النووية يجب أن يبقى بيد الإنسان، لا الذكاء الاصطناعي".
وأشارت إلى أهمية أن تلتزم كل دولة نووية بتدابير بناء ثقة مماثلة، مؤكدة:
"يجب أن نتعهد جميعًا بعدم تسليم قرار استخدام السلاح النووي للآلات."
ورغم التصعيد، لا يزال ترمب يضع قضية ضبط التسلح النووي ضمن أولوياته، حيث أعلن في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في يناير أنه يسعى لإجراء محادثات مع روسيا والصين لتقليص الترسانة النووية.
روز غوتيمولر، التي شغلت منصب نائب الأمين العام لحلف الناتو بين 2016 و2019، أشارت إلى أن ترمب نجح عام 2019 في إقناع بوتين بتجميد جميع الرؤوس النووية، كما أنه أشار مؤخرًا إلى عدم رغبته في توسيع الترسانة الأميركية.
وكتبت غوتيمولر في مقال نشرته في Bulletin of the Atomic Scientists: "الواقع السياسي الأميركي الحالي يتطلب أن تكون أي معاهدة جديدة للحد من التسلح مملوكة بالكامل للرئيس ترمب كي تنجح."
وختمت بالقول: "بالنظر إلى استعداد ترمب لمعالجة قضية تقليص الرؤوس النووية، فإن الإدارة الأميركية الحالية تملك فرصة حقيقية لفتح آفاق جديدة في مجال ضبط الأسلحة النووية."- وكالات
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 4 ساعات
- الرأي
نداء إلى ماكرون لفرض عقوبات فورية على إسرائيل
حثّ السفير الإسرائيلي السابق لدى فرنسا إيلي بارنافي والمؤرخ فانسان لومير الثلاثاء الرئيس الفرنسي على فرض عقوبات على إسرائيل، مؤكدَين على "الضرورة القصوى" لهذا الاجراء نظرا إلى الوضع الإنساني الكارثي للسكان وللرهائن الإسرائيليين في غزة. وكتبا في مقال نُشرته صحيفة لوموند الفرنسية الثلاثاء "سيادة الرئيس، إذا لم يتم فرض عقوبات فورية على إسرائيل، فستضطرون إلى الاعتراف بمقبرة. يجب التحرك الآن لاتاحة وصول الطعام ومستلزمات الرعاية الصحية إلى غزة على نحو واسع". واضافا "كما تعلمون، أن العقوبات الفورية والملموسة وحدها هي التي ستؤثر على الرأي العام الإسرائيلي، وبالتالي على الحكومة الإسرائيلية، لتغيير الوضع بشكل حقيقي. من أجل إنهاء المجاعة وضمان وقف إطلاق نار دائم والإفراج عن جميع الرهائن وحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وإنقاذ إسرائيل من نفسها". واعتبرا أن "ذريعة غياب إجماع أوروبي لم تعد مجدية" في حين حشد الرئيس الفرنسي "زخما دبلوماسيا" في 24 تموز/يوليو بإعلانه أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، وانضمت اليه لاحقا بريطانيا وكندا. أضاف بارنافي ولومير "يمكنكم إطلاق وقيادة تحالف من الراغبين بين الدول الأوروبية. عليكم التحرك الآن، لأن الأمر ملح للغاية"، مشيرين إلى الدعوة لضم الضفة الغربية التي أقرّها البرلمان الإسرائيلي في 23 تموز/يوليو، "بأغلبية 71 صوتا مقابل 13". كما نددا بـ "ازدواجية المعايير" حينما أصدر الاتحاد الأوروبي 18 حزمة عقوبات ضد روسيا ولم يفرض أي عقوبة ضد إسرائيل. ومع ذلك، اعتبرا أن العزلة الجغرافية لإسرائيل ستجعل العقوبات "فعالة وملحوظة على الفور، في جميع متاجر البلاد". واوضحا "سيادة الرئيس، لا تخلطوا بين الضجيج الدبلوماسي والواقع الميداني. منذ إعلانكم في 24 تموز/يوليو، تغير كل شيء على الصعيد الدبلوماسي ولكن في غزة لم يتغير شيء" مضيفين "الوعد بالاعتراف لا يغني من جوع". عمل بارنافي سفيرا لإسرائيل في فرنسا بين عامي 2000 و2002. ولومير هو مؤرخ في جامعة باريس أست غوستاف-إيفل، وأدار مركز الأبحاث الفرنسي في القدس من العام 2019 حتى آب/أغسطس 2023.


الغد
منذ 4 ساعات
- الغد
رواندا تبرم اتفاقا مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرا
قالت المتحدثة باسم الحكومة الرواندية ومسؤول بالبلاد لرويترز إن واشنطن وكيجالي اتفقتا على قبول البلد الإفريقي ما يصل إلى 250 مهاجرا مرحلين من الولايات المتحدة، في وقت تتخذ فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهجا متشددا تجاه الهجرة. اضافة اعلان وقال المسؤول الرواندي، الذي تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن مسؤولين أميركيين وروانديين وقعوا على الاتفاق في كيجالي في حزيران، مضيفا أن واشنطن أرسلت بالفعل قائمة أولية تضم 10 أشخاص للنظر في أمرهم. وقالت يولاند ماكولو المتحدثة باسم الحكومة الرواندية "اتفقت رواندا مع الولايات المتحدة على قبول ما يصل إلى 250 مهاجرا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن كل أسرة رواندية تقريبا عانت من مشاق النزوح، وقيمنا المجتمعية تقوم على إعادة الإدماج والتأهيل". وأضافت "بموجب الاتفاق، بوسع رواندا أن توافق على كل فرد يتم اقتراح إعادة توطينه. وسيتم تزويد من تتم الموافقة عليهم بتدريب القوى العاملة والرعاية الصحية ودعم الإقامة لبدء حياتهم في رواندا، مما يتيح لهم الفرصة للمساهمة في أحد أسرع الاقتصادات نموا في العالم خلال العقد المنصرم". ولم يصدر تعليق بعد من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأميركية. وأحالت وزارة الأمن الداخلي الأسئلة إلى وزارة الخارجية. ويسعى ترامب إلى ترحيل ملايين المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وسعت إدارته إلى تكثيف عمليات الترحيل إلى دول ثالثة، مثل إرسال المجرمين المدانين إلى جنوب السودان وإسواتيني، المعروفة سابقا باسم سوازيلاند. * منحة أميركية لرواندا قال المسؤول إن الولايات المتحدة ستدفع أموالا لرواندا في شكل منحة، لكنه أحجم عن الإفصاح عن قيمتها. وأضاف المسؤول أن واشنطن وكيجالي يمكنهما توسيع الاتفاق بالتراضي ليتجاوز 250 شخصا، وأن المرحلين إلى رواندا ليسوا ملزمين بالبقاء هناك ويمكنهم المغادرة في أي وقت. وقال المسؤول إن كيجالي ستقبل فقط أولئك الذين انتهت مدة عقوبتهم في السجن أو الذين لا يواجهون قضايا جنائية، إذ لا يوجد اتفاق مع واشنطن يسمح للأشخاص بقضاء مدة عقوبتهم الصادرة في الولايات المتحدة في رواندا. ولن يتم قبول أي من مرتكبي الجرائم الجنسية ضد الأطفال. وتضغط إدارة ترامب على دول أخرى لاستقبال المهاجرين. ورحلت أكثر من 200 فنزويلي متهمين بالانتماء إلى عصابات إلى السلفادور في آذار، حيث تم سجنهم حتى إطلاق سراحهم في عملية تبادل للسجناء الشهر الماضي. وسمحت المحكمة العليا في حزيران لإدارة ترامب بترحيل المهاجرين إلى دول ثالثة دون منحهم فرصة لإثبات أنهم قد يتعرضون للأذى. ولكن يجري الطعن في شرعية عمليات الترحيل في دعوى قضائية اتحادية مرفوعة في بوسطن. اتفاق قبول المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة ليس أول اتفاق من نوعه تبرمه رواندا. فقد وقعت كيجالي اتفاقا مع بريطانيا في عام 2022 لاستقبال الآلاف من طالبي اللجوء، وهو اتفاق ألغاه العام الماضي رئيس الوزراء المنتخب حديثا آنذاك كير ستارمر. ولم يتم إرسال أي شخص إلى رواندا بموجب الخطة بسبب تقديم طعون قانونية على مدى سنوات. رويترز


الغد
منذ 4 ساعات
- الغد
المطلوب الأول لروسيا.. من هو أرمين بابرجر أهم مورّد أسلحة لأوكرانيا؟
تسعى روسيا إلى قتله وفق تقارير، ويدير شركة دفاعية تسلح أوكرانيا، حتى بات أهمّ مورّد للأسلحة إلى كييف، وهو ما جعل الألماني، أرمين بابرجر، هدفاً لأكثر من عملية اغتيال "فاشلة حتى الآن". حقق بابرجر (62 عاماً) ثروة طائلة في عمله بتوريد السلاح، وتُقدّر الآن بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، بنحو 12 مليار دولار. في أبريل/نيسان عام 2024، تعرّض بابرجر لمحاولة اغتيال حيث يقيم في حي سكني أنيق في هيرمانسبورغ، وهي قرية ألمانية يبلغ عدد سكانها حوالي 8 آلاف نسمة، إذ أشعل المهاجمون النيران في المنزل الخشبي، مستهدفين الرئيس التنفيذي لشركة راينميتال إيه جي، أكبر شركة دفاع في ألمانيا. اضافة اعلان ولم يكن بابرجر، وهو مهندس ممتلئ الجسم ذو شعر أبيض، في المنزل في ذلك الوقت، فقد جعلته حرب أوكرانيا مشغولاً على الدوام، "يحوّل عملاقًا صناعياً نائماً إلى آخر دفاعي دولي يضعه على المسار الصحيح لتحقيق 11.6 مليار دولار". ووفق "بلومبيرغ"، فقد جاءت محاولة اغتيال بابرجر، بعد أن زوّدت شركته أوكرانيا بمركبات مدرعة وشاحنات عسكرية وذخيرة، ثمّ أتبعها بإعلانه عن خطط لإنشاء أربعة مواقع لإنتاج الأسلحة داخل البلاد. وسرعان ما ظهرت رسالة مجهولة المصدر على منصة إنترنت يسارية، تعلن مسؤوليتها عن الحريق المتعمد، إذ هاجمت الرسالة شركة راينميتال بشدة لتربحها من الحرب الروسية الأوكرانية، وكتب الجناة المجهولون عن بابرجر: "مكانه غير آمن". بعد بضعة أشهر، كشفت شبكة "سي إن إن" أن وكالات الاستخبارات الأمريكية حذّرت ألمانيا في وقت سابق من العام من أن روسيا تُعدّ لاغتيال بابرجر، وهي الخطة الأكثر تطوراً ضمن سلسلة من الخطط لاغتيال مسؤولين تنفيذيين في قطاع الدفاع في جميع أنحاء أوروبا. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أكد جيمس أباثوراي، الذي ترأس استجابة حلف الناتو للحرب الهجينة، علناً خلال جلسة للبرلمان الأوروبي، أن روسيا كانت تخطط لقتل بابرجر. وقال "جميع الدلائل تشير إلى أن الروس لديهم رغبة أكبر بكثير في المخاطرة بأرواح مواطنينا، ورد فعل قوي للغاية من جانبنا لتحقيق أهدافهم". المطلوب الأول يصف تقرير "بلومبيرغ"، بابرجر بأنه "أبرز هدف معروف في العصر الجديد"، مشيراً إلى دوره المحوري في جهود أوروبا لتسليح أوكرانيا، كما أنه المستفيد الرئيس من أكبر استثمار للقارة في مجال الدفاع منذ عقود.وبينما حرص المسؤولون التنفيذيون المنافسون على البقاء في منازلهم، كان يقود حملة إعادة التسليح الأوروبية بصخب، ويشتري المنافسين، ويزيد الإنتاج، بل ويرحب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.وقد أدى هذا، إلى جانب إعلان الحكومة الألمانية الأخير عن أنها ستزيد الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، إلى جنون المستثمرين، فقد ارتفع سهم راينميتال بأكثر من 18 ضعفاً منذ بدء الحرب، وهي الآن شركة الدفاع الأكثر قيمة في أوروبا، بقيمة سوقية تبلغ حوالي 81 مليار يورو.أعرب بابرجر عن أسفه لتجاهل المستثمرين لصناعة الدفاع لسنوات. وقال لمجلة بيزنس ويك: "أصبحنا الآن لاعبين رئيسيين في دورة صناعة الدفاع العالمية، كنا دائماً على أهبة الاستعداد، وهذا يؤتي ثماره الآن". على مدار العامين الماضيين، استثمرت راينميتال، أكبر شركة لإنتاج الذخيرة في أوروبا، أكثر من 8 مليارات يورو في صفقات وإنتاج جديد، وأوضح بابرجر أن شركته بصدد بناء أو توسيع 10 مصانع بشكل كبير. يعتبر بابرجر نفسه مدافعاً عن النظام الدولي القائم على القواعد. وقال: "لطالما كان واضحاً لنا أن المجتمعات الحرة يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها. فالسلام والحرية لا يأتيان مجاناً". البداية 1990 قبل خمس سنوات، بدت راينميتال وكأنها شركة آفلة في مجالات غير موفقة تماماً، ففي ذلك الوقت، لم يكن أحد لينصح بالاستثمار في الذخيرة التي "أصبحت من الماضي"، بحسب وصف فرانسيس توسا محرر مجلة "ديفينس أناليسيز".انضم بابرجر إلى الشركة عام 1990 كمهندس في إدارة مراقبة الجودة، وتدرج في المناصب بثبات. في عام 2010، ارتقى إلى مجلس إدارة وحدة الدفاع، ثم تولى منصب الرئيس التنفيذي عام 2013، وأعاد هيكلة الشركة لتعزيز سيطرته.ويقول المطلعون إنه يدير راينميتال كما لو كانت شركة عائلية، ويتخذ القرارات الكبيرة والصغيرة بمجلس إدارة مكون من أربعة أعضاء.يرتدي بابرجر عادة ملابس غير رسمية، الجينز والقميص بأزرار، ويتجول أحياناً في مصانع الشركة للحديث عن عملية الإنتاج والتواصل مع العمال واللحامين. يُعرف بصراحته، لكنه يفقد صبره أحياناً إذا شعر أن المديرين يضيعون وقته في اجتماعات الاستراتيجية، كما يقول أشخاص على دراية بأسلوبه.وهو مدمن عمل، يرسل أحياناً رسائل بريد إلكتروني في الرابعة صباحًا يقول فيها: "أحتاج إلى س و ص". وبأسلوب رواد الأعمال، يطرح أسئلة على العمال من جميع المستويات الإدارية: "لو كانت هذه أموالكم، فهل ستستثمرونها في هذا؟". وكالات