
كيف تحصن إستراتيجية الطاقة القطاع من الهجمات السيبرانية؟
رهام زيدان
اضافة اعلان
مع تصاعد الاعتماد على الأنظمة الرقمية في تشغيل وإدارة قطاع الطاقة الأردني، تتزايد التهديدات الإلكترونية التي قد تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار هذا القطاع الحيوي.وفي ظل هذه التحديات، أطلقت وزارة الطاقة والثروة المعدنية استراتيجية وطنية متكاملة للأمن السيبراني، تمتد حتى العام 2028، وتهدف إلى حماية البنية التحتية الحيوية وضمان استمرارية الخدمات في مواجهة الهجمات المتطورة.وبحسب خبراء، تشكل هذه الاستراتيجية إطارا تنظيميا وتقنيا لتأمين قطاع الطاقة من خلال بناء قدرات مؤسسية وتشريعية وفنية قادرة على التصدي للهجمات السيبرانية. وهي تركز على تحديد الأدوار والمسؤوليات بوضوح، وتطبيق منظومة متكاملة من السياسات والتشريعات والممارسات الفضلى، بما يتوافق مع المعايير الدولية.وتسعى الاستراتيجية إلى إنشاء بنية تحتية متخصصة للأمن السيبراني، تتضمن مراكز عمليات أمنية، وفريق استجابة للطوارئ، ونظام إنذار مبكر، إضافة إلى تطوير برامج تدريب وتأهيل مستمرة لكوادر القطاع، وفق منهجيات قابلة للتقييم والتطوير الدوري.وتستند الاستراتيجية إلى الإطار الوطني للأمن السيبراني 2024، والاستراتيجية الوطنية للطاقة 2020-2030، وتحدد مجموعة من التحديات التي تعيق حماية هذا القطاع، منها غياب التشريعات التنظيمية المتخصصة، والقيود الاقتصادية، والتعقيدات الفنية الناتجة عن التداخل بين أنظمة تكنولوجيا المعلومات (IT) والتكنولوجيا التشغيلية (OT)، إضافة إلى نقص الكفاءات المتخصصة.كما تبرز تهديدات متقدمة تواجه القطاع، أبرزها الهجمات التي تستهدف الشبكات الذكية وأجهزة إنترنت الأشياء، ما يستوجب بناء نظام رقابة وسيطرة متكامل.ووضعت الاستراتيجية خريطة طريق واضحة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية، تمثلت بتعزيز الحوكمة والسياسات التنظيمية، وتتضمن إنشاء سجل مركزي موحد للأصول، وإجراء تقييمات دورية للمخاطر، وإدماج متطلبات الأمن السيبراني ضمن السياسات التشغيلية.والمحور الثاني بناء قدرات تشغيلية عبر إنشاء مراكز عمليات أمنية، وتطوير آليات الاستجابة للحوادث، وجمع المعلومات الاستخباراتية حول التهديدات.أما المحور الثالث، فهو تأهيل الكوادر البشرية من خلال برامج تدريبية مستمرة تعتمد على التقييم والتطوير، بما يضمن جاهزية العاملين لمواجهة التحديات السيبرانية.من جانبه، قال الدكتور أحمد السلايمة، أستاذ الهندسة الكهربائية في الجامعة الأردنية "إن الاستراتيجية تمثل خطوة مهمة في تنظيم هذا القطاع الحساس"، لافتا إلى أن التحول الرقمي في الطاقة يجعل القطاع عرضة لهجمات سيبرانية تهدد استقراره.وأضاف أن ما حدث مؤخرا من انقطاع واسع في الكهرباء في كل من إسبانيا والبرتغال، قد يكون نتيجة لهجمات سيبرانية، ما يبرز خطورة التهديدات على الأنظمة الكهربائية.وأكد السلايمة أن التعليمات التنظيمية التي وضعتها الاستراتيجية توضح الأدوار والمسؤوليات لمختلف الجهات، وتحدد السياسات وآليات إدارة المخاطر، معتبرا أنها تشكل بداية جيدة لبناء منظومة تشريعية فعالة.كما أشار إلى أهمية الاستعداد لمواجهة تحديات متعلقة بالعدادات الذكية، التي تجمع من خلالها بيانات ضخمة عن سلوك الاستهلاك، داعيا إلى حماية هذه البيانات من أي اختراق.ولفت السلايمة إلى أن تطبيق الاستراتيجية سيكشف عن ثغرات تستوجب المعالجة، مؤكدا أهمية مشاركة الأطراف المعنية كافة، وتنظيم دورات تدريبية متخصصة لموظفي تكنولوجيا المعلومات في شركات الطاقة.وأشار إلى أن التحديات لا تقتصر على الجانب التقني، بل تشمل أبعادا قانونية واقتصادية وبيئية، غير أن تجاوزها ممكن من خلال مراجعة التعليمات وتعزيز التدقيق والتدريب.أما الدكتور فراس بلاسمة، المستثمر والخبير في قطاع الطاقة، فاعتبر أن الاستراتيجية تمثل تحولا نوعيا في حماية البنية التحتية الحيوية، خاصة في ظل ازدياد التهديدات مع تسارع التحول الرقمي.وقال "إن قطاع الطاقة يعد من أكثر القطاعات تعرضا للهجمات السيبرانية على مستوى العالم، وأي خلل فيه قد يؤدي إلى شلل اقتصادي". وأكد أن الاستراتيجية توفر إطارا وقائيا لحماية أنظمة SCADA، والعدادات الذكية، وشبكات الطاقة، والمراكز الوطنية للتحكم.وأوضح بلاسمة أن الاستراتيجية تتكامل مع الرؤية الوطنية للتحول الرقمي، وتعزز ثقة المستثمرين، ولا سيما في مشاريع الطاقة المتجددة. كما تتوافق مع أطر دولية مثل NIST وGDPR وSOC-CMM، ما يسهل التعاون الدولي والتمويل الخارجي.وأشار إلى أن الاستراتيجية لا تفرض نموذجا واحدا للتنفيذ، بل تتيح خيارات مرنة بحسب قدرات المؤسسات، كما توصي بتبني نهج "الاختبار التهديدي الواقعي"، على غرار النموذج البريطاني CBEST، وإجراء اختبارات اختراق دورية.بدوره، شدد خبير الأمن السيبراني الدكتور معاوية الضلاعين على أن حماية البنية التحتية لقطاع الطاقة تمثل أولوية قصوى، إذ إن أي خلل في نظام الكهرباء يهدد شرايين الحياة الأساسية.وأكد أن إطلاق الاستراتيجية خطوة طال انتظارها، مشيرا إلى أن مركز وطن للأمن السيبراني، رغم حداثته، بدأ يسير في الاتجاه الصحيح، خاصة مع تعزيز بناء الكفاءات وتطوير البنية التحتية وتحسين الحوكمة.وأشار الضلاعين إلى أن الكثير من أنظمة الطاقة ما تزال تعتمد على أنظمة قديمة تحتوي على ثغرات خطيرة، تتطلب تحديثا شاملا ودمجا تقنيا دقيقا بين الأنظمة القديمة والحديثة.وأكد الضلاعين أهمية وجود كوادر مؤهلة ومدربة، مبينا أن الجامعات الأردنية بدأت بتخريج دفعات من المتخصصين في الأمن السيبراني، إلى جانب دورات احترافية في حماية البيانات الحساسة.وأشار إلى أن تنفيذ الاستراتيجية يتطلب أنظمة لرصد الحوادث والاستجابة لها، وإجراء تدريبات دورية لفرق العمل، باستخدام أدوات تحليل الفجوات (Gap Analysis)، لمعرفة نقاط الضعف ومعالجتها بالتدريب أو التوعية.وختم الضلاعين بالقول "إن تطبيق الاستراتيجية حتى العام 2028 يجب أن يترافق مع تقييم مستمر، وخطط حماية مرنة، تضمن استمرار عمل أنظمة الطاقة الحيوية حتى في حال تعرضها لهجوم إلكتروني".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 32 دقائق
- الغد
وزارة العمل تؤكد استمرار برنامج "عمل أفضل" لقطاع المحيكات
أكد الناطق الإعلامي لوزارة العمل محمد الزيود أن برنامج "عمل أفضل" مستمر في أعماله، حرصا من الوزارة على ضمان توفر بيئة عمل لائقة وصحية وسليمة للعاملين في صناعة الألبسة والمحيكات في المملكة في المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ). اضافة اعلان وبين الزيود أن البرنامج الذي تأسس في عام 2008 كبرنامج شراكة ما بين منظمة العمل الدولية ووزارة العمل والمعنيين بقطاع الألبسة في الأردن يهدف إلى تحسين ظروف العمل في قطاع صناعة الألبسة، وتعزيز التنافسية في هذا القطاع، وتوفير فرص عمل لائقة، وتمكين المرأة، وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة. مضيفا أن البرنامج يساهم في رفع قدرات أطراف الإنتاج الثلاثة– الحكومة والعمال وأصحاب العمل – لتعزيز نتائج العمل اللائق.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
الاردن: الذهب يسجل انخفاضا على اسعاره في التسعيرة الثانية
اظهرت التسعيرة اليومية لبيع الذهب في الاردن لهذا اليوم، الصادرة عن النقابة العامة لاصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات اسعار عيارات الذهب الاربعة المتداولة في السوق الاردني. وعلى النحو التالي : وبلغ سعر بيع الذهب عيار '24' للغرام الواحد 77.500 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '21' للغرام الواحد 68.300 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '18' للغرام الواحد 59.700 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '14' للغرام الواحد 45.600 دينار.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
تسجيل 30 براءة اختراع في أول خمسة أشهر من العام الحالي
بلغ عدد براءات الاختراع المسجلة في أول 5 أشهر من العام الحالي 30 براءة، واحدة منها محلية. وبحسب بيانات مديرية حماية الملكية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين بلغ عدد العلامات التجارية المسجلة 1734 علامة حتى نهاية أيار الماضي، فيما بلغ إجمالي العلامات المجددة في نفس الفترة 2730 علامة تجارية. وجددت المديرية 250 براءة اختراع، ومنحت 7 رخص استعمال علامة تجارية، ملكية صناعية، وسمحت بتغيير اسم وعنوان 472 ملكية صناعية، ونقل ملكية 837. وبلغ عدد العلامات التجارية المسجلة العام الماضي 5687، وعدد العلامات التجارية المجددة 6245، فيما بلغ عدد براءات الاختراع المسجلة 111 منها 8 محلية. ووفقاً للقانون، فإن براءة الاختراع هي: أية فكرة إبداعية يتوصل إليها المخترع في أي من مجالات التقنية وتتعلق بمنتج أو بطريقة صنع أو بكليهما تؤدي إلى حل مشكلة معينة في أي من هذه المجالات. وتسجيل براءة اختراع يقصد به كل الإجراءات المتعلقة بطلبات براءات الاختراع التي تقدم للمكتب ابتداء من المرحلة التي يتم فيها إرشاد المخترعين لكيفية تقديم طلب البراءة وانتهاء بإصدار شهادة البراءة النهائية. وهذه الإجراءات تتضمن مجموعة من العمليات الفنية والشكلية تتعلق بفحص الطلب للتأكد من استيفائه جميع الشروط المنصوص عليها في القانون، كما تتضمن مجموعة من العمليات المرتبطة بطلبات براءات الاختراع والتي يتم تنفيذها لتلبية حاجات الطرف الثالث من الجمهور (الجمهور باستثناء طالبي التسجيل والوكلاء والمخترعين) مثل النشر بالجريدة الرسمية أو إجراءات الاطلاع على السجل. أما العلامة التجارية، فهي أي إشارة ظاهرة يستعملها أو يريد استعمالها أي شخص لتمييز بضائعه أو منتجاته أو خدماته عن بضائع أو منتجات أو خدمات غيره.