
أخبار العالم : ليس في أمريكا..أين يقع أقدم منتزه وطني في العالم؟
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتعلّم العديد من أطفال المدارس الأمريكيين أن "يلوستون" كان أول منتزه وطني في العالم. لكن في الجانب الآخر من العالم، في منغوليا جنوب العاصمة أولان باتور، هناك جبل يطالب بهذا اللقب.
وكما هو الحال في منغوليا، لهذا الجبل صلة بجنكيز خان، مؤسس الإمبراطورية المغولية في القرن الثالث عشر، والذي لا يزال اسمه وصورته منتشرين في منغوليا حتى اليوم.
وكان توغرول، المعروف أيضًا باسم وانغ خان، وهو صديق مقرّب وحليف لوالد خان، يحمي ويجِلّ جبل "بوجد خان".
جبل بوجد خان يقع في الضواحي الجنوبية لمدينة أولان باتور، وربما يكون أقدم منتزه وطني في العالم.
Credit: Guenter Fischer/imageBROKER/Shutterstock
وفقًا للعمل التاريخي "الحياة السرية للمغول"، وهو أقدم كتاب موجود في منغوليا، فقد منع توغرول أي شخص من الصيد وقطع الأشجار، من بين أنشطة أخرى، منذ وقت مبكر من القرن الثالث عشر.
واليوم، يُعد دخول جبل"بوجد خان"، الذي تم الاعتراف به كمحمية محيط حيوي من قِبل اليونسكو في عام 1996، وسيلة للهروب من زحام العاصمة وتلوثها.
ويشق نهر "Terelj" طريقه عبر غابات كثيفة من أشجار الصنوبر والبتولا والحور. وتدور الفراشات البيضاء في جماعات.
وبفضل المكانة المرموقة طويلة الأمد الذي حظي بها هذا المنتزه، فقد ازدهرت العديد من النباتات والحيوانات المحلية، حيث حُميت من الصيد والزراعة. ومن بينها الأيل المسكي النادر، المعروف بأسنانه الشبيهة بالأنياب، والأرنب القطبي.
وينبغي للزوار الانتباه أيضًا إلى النسور، والنسور الجارحة، والمرموط، والخنازير البرية.
منتزه "بوجد خان" الوطني
كانت منطقة المنتزه الوطني محمية من قبل الحكومة منذ القرن الثالث عشر.
Credit: Lilit Marcus/CNN
يقول سارول-إردينه مياغمار، وهو من سكان أولان باتور الأصليين والخبير في شؤون منغوليا يعمل في مكتبة الكونغرس بواشنطن العاصمة: "جبل بوجد خان مقدّس ورمزي لجميع المنغوليين".
كلمة "بوجد" تعني "القدّيس" في اللغة المنغولية، و"أول" تعني "جبل"، أما "خان" فهي لقب احتفالي يُمنح للحكّام. يمكن ترجمة اسم جبل "بوجد خان" إلى "جبل القدّيس الخاص بالحاكم".
وماذا عن الادعاء بأن جبل "بوجد خان" أقدم من منتزه يلوستون؟
بالقرب من المدخل الشمالي للمنتزه يقع نصب زيسان التذكاري، وهو مكرّس لجنود منغوليا والاتحاد السوفيتي الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية.
Credit: Lilit Marcus/CNN
وفي عام 1778، كتب النبلاء المنغوليون إلى إمبراطور سلالة تشينغ (المانشو)، التي كانت تحكم المنطقة آنذاك، طالبين أن يُعلن جبل بوجد خان أول منطقة محمية رسمية. وقد وافق الإمبراطور على ذلك.
أما منتزه "يلوستون"، الذي يمتد عبر أجزاء من ولايات وايومنغ وأيداهو ومونتانا، فقد أنشئ عام 1872. وبالمقارنة، حصلت أستراليا على أول منتزه وطني لها في عام 1879، وكندا في عام 1885، وفرنسا في عام 1963، ومصر في عام 1983.
وفي منطقة الكاريبي، هناك منافس آخر، إذ تعد محمية غابة ريدج الرئيسية في توباغو، التي أُنشئت في عام 1776، من أقدم المناطق المحمية في العالم.
لكن العديد من المنغوليين يتجاهلون تاريخ 1778 ويعتبرون بداية "الوضع المحمي" لـ"بوجد خان" قد بدأ في القرن الثالث عشر، ما يضع هذا المنتزه في الصدارة متقدماً على منافسيه بعدة قرون.
وعلى عكس متنزه يلوستون والمتنزهات الشهيرة الأخرى، لا يزال متنزه "بوجد خان أول" غير معروف نسبيًا في بقية أنحاء العالم. ويرتبط ذلك بشكل كبير بموقع منغوليا، إذ أن هذه الدولة الباردة غير الساحلية، المحصورة بين الصين وروسيا، لم تشهد عددًا كبيرًا من الزوار الدوليين. كما أن الكثير من المعلومات حول المتنزه وتاريخه متوفرة فقط باللغة المنغولية.
ومع ذلك، فإن هذا الوضع آخذ في التغير. إذ تستثمر منغوليا بشكل كبير في قطاع السياحة، وتأمل أن يسهم هذا القطاع بنسبة 10% في اقتصادها بحلول عام 2030.
وقد زار منغوليا حوالي 808 ألف سائح أجنبي في عام 2024، وهو أعلى رقم في تاريخها.
بالنسبة للمغوليين مثل مياغمار، فإن أهمية الجبل لا تتعلق فقط بما إذا كان بالفعل أقدم حديقة وطنية في العالم أم لا.
ويقول: "حتى قبل البوذية، كان هناك الشامانية. والمعتقد القديم جداً هو أن لكل جبل ونهر مالك خاص به. إنه يشبه الشبح تقريباً. ومالك جبل بوجد خان هو رجل عجوز أبيض. وإذا أغضبنا هذا المالك، فإن أشياء سيئة كثيرة قد تحدث".
ولا يزال الإرث الروحي للمنتزه قائماً حتى اليوم. إذ تنتشر في جبل "بوجد خان" ما يُعرف بـ"أوفو"، وهي تلال مقدسة مصنوعة من الصخور وقطع الخشب وبقايا قماش ملون.
ويُعتبر من إساءة الأدب، بل ومن سوء الحظ أحياناً، أن يترك الزوار القمامة، أو أن يستخدموا الحمام خارج الأماكن المخصصة، أو أن يعبثوا بـ"أوفو".
رحلات المشي
تنتشر في الجبل مجموعات كثيفة من أشجار الحور الرجراج، والصنوبر، والبتولا، والأشجار الأخرى.
Credit: Lilit Marcus/CNN
يحرص العديد من المسافرين الذين يقيمون في وسط المدينة بدمج زيارة الحديقة الوطنية مع التوقف عند تلة "زيسان"، والتي تضم نصباً يحمل الاسم نفسه.
هذا النصب التذكاري المبني على طراز العمارة الوحشية يتميز بجدرانه الداخلية المزينة بلوحات ملونة، وهو مكرّس للجنود السوفييت والمغوليين الذين قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.
داخل النصب التذكاري، تصور فسيفساء البلاط المنغوليين والسوفييت يعيشون معًا في وئام.
Credit: Lilit Marcus/CNN
ويقع هذا النصب في قمة تلة، ما يجعله موقعا مناسباً للحصول على رؤية بانورامية للمدينة وتحديد الاتجاهات. إلا أن ذلك يعتمد بدرجة كبيرة على حالة الطقس في ذلك اليوم، فغالباً ما تكون السماء في "يو بي"، كما يسميها السكان المحليون، مليئة بالضباب والدخان.
ومن نصب "زيسان"، يمكن الوصول بسهولة سيراً على الأقدام إلى المدخل الشمالي لـ"بوجد خان أول". وهناك مسارات متنوعة تتراوح بين السهلة والصعبة، وجميعها محددة بوضوح.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 3 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ما بين الفخامة والنسيان.. مصورة توثق كنوز مصر المعمارية المهجورة
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند التفكير في مصر، يتبادر إلى الذهن مباشرة إرثها المعماري العريق، من المعابد والأهرامات التي خلّدها المصريون القدماء، وصولًا إلى روائع العمارة الإسلامية كجامع الأزهر. مع ذلك، تخفي مصر كنوزًا معمارية أخرى أقل شهرة، تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، لا تزال تحكي فصولًا مدهشة من تاريخها الحديث. يسلط كتاب "Dust" الضوء على مباني منسية في مصر. Credit: Xenia Nikolskaya هذه المباني هي محور كتاب "Dust" للمصورة الروسية السويدية المقيمة في القاهرة، زينيا نيكولسكايا، ويسلط الضوء على ما يُعرف عادةً بـ"العمارة الكوزموبوليتانية"، وفقًا لما ورد في موقعها الرسمي على الإنترنت. بدأت المصورة الروسية السويدية، التي شعرت بضرورة ملحة لتوثيق هذه المعالم بسبب تدهورها، العمل على هذا المشروع في عام 2006. فترة قصيرة من تاريخ مصر وثّقت المصورة زينيا نيكولسكايا، المقيمة في القاهرة، هذه المشاهد. Credit: Xenia Nikolskaya عند تواجدها في العاصمة المصرية القاهرة لأول مرة، اندهشت نيكولسكايا بمدى التشابه بين المكان ومدينة سانت بطرسبرغ الروسية التي تنحدر منها. ما أشعل اهتمامها نحو العمارة المهملة في مصر بالذات هو عدم تصديقها للحالة التي وصلت إليها، إذ قالت في مقابلة مع موقع CNN بالعربية أنّها بدأت تتساءل: "ما السبب وراء كون العديد من الأماكن غير مستخدمة ومهجورة"؟ بدأت المصورة هذا المشروع في عام 2006. Credit: Xenia Nikolskaya رأت المصورة الروسية السويدية، التي تُدرّس التصوير الفوتوغرافي في الجامعة الألمانية بالقاهرة، أنّ هذه المعالم "جزء من التاريخ المصري الذي يعرفه الناس بدرجة أقل من غيره. فهي ليست من التراث الفرعوني أو الإسلامي، بل تمثل فترة قصيرة جدًا في تاريخ مصر". قصر الأمير سعيد باشا حليم. Credit: Xenia Nikolskaya في مجموعتها الفوتوغرافية، تبرز مبانٍ عديدة قديمة ومهملة، لكنها لا تزال تحتفظ بآثار فخامتها ورقيّها السابق، بمراياها الضخمة، وستائرها الحمراء المخملية. يبدو الأمر كما لو أنّها تُذكِّر النّاظر إليها بما كانت عليه قبل أن تمتد إليها معالم النسيان. قصر سراج الدين. Credit: Xenia Nikolskaya أكّدت نيكولسكايا: "رؤيتي الفنية تقوم على تصوير الأشياء كما هي. ما يجذبني ليس التدهور بحد ذاته، بل حالة عدم اليقين التي تعيشها هذه المباني. الزمن متوقف فيها، وليس من المعروف ما تنتظره... كما لو أنّها في فيلم رعب". قصر السكاكيني. Credit: Xenia Nikolskaya شملت المباني التي وثقتها المصورة الروسية السويدية قصر الأمير سعيد باشا حليم، وقصر السكاكيني، وقصر سراج الدين، وغيرها. قد يهمك أيضاً عند الحديث عن التحديات التي واجهتها أثناء العمل على الكتاب، مزحت نيكولسكايا قائلةً إنّ العملية التي جرت وراء الكواليس تستحق كتابًا بحد ذاته. إلى جانب إجراء أبحاث معمّقة شملت قراءة الكتب، وإجراء مقابلات مع أشخاص عاشوا في مبانٍ مشابهة، ومعماريين، ومؤرخين، استغرق تأمين الوصول إلى بعض هذه المواقع أيامًا أو حتى أشهرًا في بعض الأحيان، وهو ما حدث عند رغبتها في توثيق "فيلا كاسداغلي" على سبيل المثال. يُذكر أنه تم هدم عدد من المواقع التي وثقتها المصور الروسية السويدية كجزء من الكتاب، بينما خضعت مواقع أخرى لعمليات تجديد وتحديث. رغم أنّ مستقبل المباني الباقية غير مؤكد، تمنح نيكولسكايا هذه المعالم فرصة جديدة للحياة، ولو عبر صورة.


نافذة على العالم
منذ 3 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ليس في أمريكا..أين يقع أقدم منتزه وطني في العالم؟
الأحد 20 يوليو 2025 04:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتعلّم العديد من أطفال المدارس الأمريكيين أن "يلوستون" كان أول منتزه وطني في العالم. لكن في الجانب الآخر من العالم، في منغوليا جنوب العاصمة أولان باتور، هناك جبل يطالب بهذا اللقب. وكما هو الحال في منغوليا، لهذا الجبل صلة بجنكيز خان، مؤسس الإمبراطورية المغولية في القرن الثالث عشر، والذي لا يزال اسمه وصورته منتشرين في منغوليا حتى اليوم. وكان توغرول، المعروف أيضًا باسم وانغ خان، وهو صديق مقرّب وحليف لوالد خان، يحمي ويجِلّ جبل "بوجد خان". جبل بوجد خان يقع في الضواحي الجنوبية لمدينة أولان باتور، وربما يكون أقدم منتزه وطني في العالم. Credit: Guenter Fischer/imageBROKER/Shutterstock وفقًا للعمل التاريخي "الحياة السرية للمغول"، وهو أقدم كتاب موجود في منغوليا، فقد منع توغرول أي شخص من الصيد وقطع الأشجار، من بين أنشطة أخرى، منذ وقت مبكر من القرن الثالث عشر. واليوم، يُعد دخول جبل"بوجد خان"، الذي تم الاعتراف به كمحمية محيط حيوي من قِبل اليونسكو في عام 1996، وسيلة للهروب من زحام العاصمة وتلوثها. ويشق نهر "Terelj" طريقه عبر غابات كثيفة من أشجار الصنوبر والبتولا والحور. وتدور الفراشات البيضاء في جماعات. وبفضل المكانة المرموقة طويلة الأمد الذي حظي بها هذا المنتزه، فقد ازدهرت العديد من النباتات والحيوانات المحلية، حيث حُميت من الصيد والزراعة. ومن بينها الأيل المسكي النادر، المعروف بأسنانه الشبيهة بالأنياب، والأرنب القطبي. وينبغي للزوار الانتباه أيضًا إلى النسور، والنسور الجارحة، والمرموط، والخنازير البرية. منتزه "بوجد خان" الوطني كانت منطقة المنتزه الوطني محمية من قبل الحكومة منذ القرن الثالث عشر. Credit: Lilit Marcus/CNN يقول سارول-إردينه مياغمار، وهو من سكان أولان باتور الأصليين والخبير في شؤون منغوليا يعمل في مكتبة الكونغرس بواشنطن العاصمة: "جبل بوجد خان مقدّس ورمزي لجميع المنغوليين". كلمة "بوجد" تعني "القدّيس" في اللغة المنغولية، و"أول" تعني "جبل"، أما "خان" فهي لقب احتفالي يُمنح للحكّام. يمكن ترجمة اسم جبل "بوجد خان" إلى "جبل القدّيس الخاص بالحاكم". وماذا عن الادعاء بأن جبل "بوجد خان" أقدم من منتزه يلوستون؟ بالقرب من المدخل الشمالي للمنتزه يقع نصب زيسان التذكاري، وهو مكرّس لجنود منغوليا والاتحاد السوفيتي الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية. Credit: Lilit Marcus/CNN وفي عام 1778، كتب النبلاء المنغوليون إلى إمبراطور سلالة تشينغ (المانشو)، التي كانت تحكم المنطقة آنذاك، طالبين أن يُعلن جبل بوجد خان أول منطقة محمية رسمية. وقد وافق الإمبراطور على ذلك. أما منتزه "يلوستون"، الذي يمتد عبر أجزاء من ولايات وايومنغ وأيداهو ومونتانا، فقد أنشئ عام 1872. وبالمقارنة، حصلت أستراليا على أول منتزه وطني لها في عام 1879، وكندا في عام 1885، وفرنسا في عام 1963، ومصر في عام 1983. وفي منطقة الكاريبي، هناك منافس آخر، إذ تعد محمية غابة ريدج الرئيسية في توباغو، التي أُنشئت في عام 1776، من أقدم المناطق المحمية في العالم. لكن العديد من المنغوليين يتجاهلون تاريخ 1778 ويعتبرون بداية "الوضع المحمي" لـ"بوجد خان" قد بدأ في القرن الثالث عشر، ما يضع هذا المنتزه في الصدارة متقدماً على منافسيه بعدة قرون. وعلى عكس متنزه يلوستون والمتنزهات الشهيرة الأخرى، لا يزال متنزه "بوجد خان أول" غير معروف نسبيًا في بقية أنحاء العالم. ويرتبط ذلك بشكل كبير بموقع منغوليا، إذ أن هذه الدولة الباردة غير الساحلية، المحصورة بين الصين وروسيا، لم تشهد عددًا كبيرًا من الزوار الدوليين. كما أن الكثير من المعلومات حول المتنزه وتاريخه متوفرة فقط باللغة المنغولية. ومع ذلك، فإن هذا الوضع آخذ في التغير. إذ تستثمر منغوليا بشكل كبير في قطاع السياحة، وتأمل أن يسهم هذا القطاع بنسبة 10% في اقتصادها بحلول عام 2030. وقد زار منغوليا حوالي 808 ألف سائح أجنبي في عام 2024، وهو أعلى رقم في تاريخها. بالنسبة للمغوليين مثل مياغمار، فإن أهمية الجبل لا تتعلق فقط بما إذا كان بالفعل أقدم حديقة وطنية في العالم أم لا. ويقول: "حتى قبل البوذية، كان هناك الشامانية. والمعتقد القديم جداً هو أن لكل جبل ونهر مالك خاص به. إنه يشبه الشبح تقريباً. ومالك جبل بوجد خان هو رجل عجوز أبيض. وإذا أغضبنا هذا المالك، فإن أشياء سيئة كثيرة قد تحدث". ولا يزال الإرث الروحي للمنتزه قائماً حتى اليوم. إذ تنتشر في جبل "بوجد خان" ما يُعرف بـ"أوفو"، وهي تلال مقدسة مصنوعة من الصخور وقطع الخشب وبقايا قماش ملون. ويُعتبر من إساءة الأدب، بل ومن سوء الحظ أحياناً، أن يترك الزوار القمامة، أو أن يستخدموا الحمام خارج الأماكن المخصصة، أو أن يعبثوا بـ"أوفو". رحلات المشي تنتشر في الجبل مجموعات كثيفة من أشجار الحور الرجراج، والصنوبر، والبتولا، والأشجار الأخرى. Credit: Lilit Marcus/CNN يحرص العديد من المسافرين الذين يقيمون في وسط المدينة بدمج زيارة الحديقة الوطنية مع التوقف عند تلة "زيسان"، والتي تضم نصباً يحمل الاسم نفسه. هذا النصب التذكاري المبني على طراز العمارة الوحشية يتميز بجدرانه الداخلية المزينة بلوحات ملونة، وهو مكرّس للجنود السوفييت والمغوليين الذين قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية. داخل النصب التذكاري، تصور فسيفساء البلاط المنغوليين والسوفييت يعيشون معًا في وئام. Credit: Lilit Marcus/CNN ويقع هذا النصب في قمة تلة، ما يجعله موقعا مناسباً للحصول على رؤية بانورامية للمدينة وتحديد الاتجاهات. إلا أن ذلك يعتمد بدرجة كبيرة على حالة الطقس في ذلك اليوم، فغالباً ما تكون السماء في "يو بي"، كما يسميها السكان المحليون، مليئة بالضباب والدخان. ومن نصب "زيسان"، يمكن الوصول بسهولة سيراً على الأقدام إلى المدخل الشمالي لـ"بوجد خان أول". وهناك مسارات متنوعة تتراوح بين السهلة والصعبة، وجميعها محددة بوضوح.


الشرق الأوسط
١٤-٠٧-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
سفير مصر بباريس لـ(أ ش أ): رفع دير "أبو مينا" من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر يأتي تتويجا لجهود مصر
باريس في 12 يوليو /أ ش أ/ أكد السفير علاء يوسف سفير جمهورية مصر العربية في باريس ومندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أن اعتماد لجنة التراث العالمي التابعة للمنظمة، قرارا برفع موقع دير "أبو مينا" الأثري من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، يأتي تتويجا للجهود المتواصلة والحثيثة للحكومة المصرية على مدار السنوات الماضية لتحسين حالة الحفاظ على الموقع ووصولها إلى المستوى المنشود. وأشاد السفير علاء يوسف - في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس اليوم /السبت/ - بالتعاون البناء بين مختلف الجهات المصرية المختصة، وعلى رأسها وزارتا الخارجية والسياحة والآثار، والذي ساعد على تحقيق ذلك الإنجاز. وأعرب السفير المصري عن تقديره للجنة التراث العالمي لاعتماد ذلك القرار الهام، مثنيا على التعاون البناء القائم بين وفد مصر الدائم لدى منظمة اليونسكو وبين مركز التراث العالمي ومكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (الإيكوموس)، وعلى نحو أسهم في تحقيق ذلك الإنجاز، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة لحل مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالموقع وإعداد خطط الإدارة والصيانة على نحو أدى إلى رفع الموقع من قائمة التراث المهدد بالخطر التي أدرج فيها منذ عام 2001، وهو ما أوضحته زيارة بعثة الرصد التفاعلي المشتركة من مركز التراث العالمي والإيكوموس التي تم تنظيمها للموقع في أبريل الماضي. وتم اعتماد القرار المشار إليه بشأن موقع دير "أبو مينا" بمدينة برج العرب بالإسكندرية، خلال الدورة الـ 47 للجنة التراث العالمي، والتي تعقد خلال الفترة من 6 إلى 16 يوليو 2025 بمقر المنظمة في باريس، والتي يمثل مصر فيها وفدها الدائم لدى اليونسكو ووفد من وزارة السياحة والآثار. كما تجدر الإشارة إلى أن مصر لديها 7 مواقع مسجلة في قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي، و10 ملفات مسجلة في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو. وقد اعتمدت لجنة التراث العالمي رسميا قرارا برفع ثلاثة مواقع في كل من مصر ومدغشقر وليبيا من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، وذلك بفضل جهود مكثفة بذلتها الدول الأعضاء إلى جانب دعم اليونسكو من أجل التخفيف إلى حد كبير من الخطر الذي يهدد هذه المواقع. يعد موقع دير "أبو مينا" الأثري، المدرج على قائمة التراث العالمي منذ عام 1979، من ضمن المواقع التي تم رفعها من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بعدما أضيف إليها عام 2001 نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالموقع. وقد أشار التقرير الصادر عن بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع لعام 2025، إلى ما تحقق من تقدم ملحوظ في أعمال الحفاظ والصون بالموقع، من أبرزها إنشاء نظام رصد ومراقبة فعال لاستقرار منسوب المياه الجوفية، والذي أثبت نجاحه من خلال القياسات الدورية المستمرة. كما أشاد التقرير بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية في تنفيذ التوصيات المطلوبة من قبل في هذا الإطار، مؤكدا أن حالة الصون المطلوبة لإزالة الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر قد تحققت بالكامل.. وبالتالي، اعتمدت لجنة التراث العالمي قرار رفع موقع دير "أبو مينا" من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، مهنئة الدولة المصرية على هذا الإنجاز الهام الذي يعكس التزامها بحماية وصون تراثها الثقافي وفقا للمعايير الدولية. ومن جانبه.. أوضح الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن منطقة دير "أبو مينا" تُعد أحد أبرز المواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية والثقافية الاستثنائية، إذ كانت تُعد المحطة الثانية للحج المسيحي بعد مدينة القدس، وقد تم إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو منذ عام 1979، تقديرًا لأهميته الدينية والمعمارية. ومن بين أبرز الاكتشافات المعمارية والأثرية التي كشفت عنها الحفائر في دير "أبو مينا" هي البئر الذي يحتوي على قبر القديس مينا، الكنيسة الكبرى، وساحة الحُجاج، والتي تعكس جميعها عمق الأهمية الروحية والعمرانية للموقع. وقد أدى التوسع في أنشطة استصلاح الأراضي والاعتماد على أساليب الري بالغمر في محيط الموقع، إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل كبير، مما أثّر سلبا على البنية الأثرية ونتج عنه إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2001. وفي إطار الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة المصرية للحفاظ على هذا الإرث الفريد، وحماية المكونات الأثرية للموقع والحفاظ على سلامته، تم البدء الفعلي لمشروع خفض منسوب المياه الجوفية عام 2019 بعد الانتهاء من جميع الدراسات اللازمة لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض منسوب المياه الجوفية، وتم تشغيله تجريبيا في منتصف شهر نوفمبر 2021، وافتتحه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق عام 2022، كما تم تنفيذ أعمال ترميم شاملة للعناصر المعمارية المتبقية بالدير، في خطوة هامة ساهمت بشكل مباشر في استيفاء متطلبات رفع الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر. وبالإضافة إلى موقع دير "أبو مينا"، تم رفع الغابات المطيرة في أتسينانانا (مدغشقر) التي أدرجت على قائمة التراث العالمي منذ عام 2007 وعلى قائمة الخطر عام 2010 جراء أنشطة قطع الأشجار والاتجار بالأخشاب قبل أن تشهد تحسنا ملحوظا بعد تطبيق خطة عمل صارمة أسهمت في استعادة 63 % من الغطاء الحرجي المفقودة. وفي ليبيا.. تم رفع مدينة "غدامس" القديمة (المدرجة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1986)، من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بعدما أدرجت عليها في عام 2016؛ بسبب النزاع وحرائق الغابات حيث نفذت أعمال ترميم موسعة بدعم من السلطات المحلية وشركاء دوليين شملت تعزيز البنية التحتية والتدريب وبناء القدرات. وفي هذا السياق.. أكدت المدير العام لليونسكو أودري أزولاي - في بيان صحفي - أن سحب هذه المواقع من القائمة يعد انتصارا كبيرا للجميع، للدول والمجتمعات المحلية المعنية ولليونسكو، لافتة إلى الجهود الخاصة المبذولة من أجل إفريقيا، من حيث تدريب الخبراء ودعم الاستراتيجيات الرامية إلى إخراج بعض المواقع من دائرة الخطر، مؤكدة أن هذه الجهود تُؤتي ثمارها اليوم. هن/ م ع ى/عزم /أ ش أ/