logo

خطاب الهولوكوست في زمن الإبادة: شهادة إسرائيلية

بقلم: صبحي حديدي
ليس البتة عادياً أو مفتقراً إلى جسارة أخلاقية وسياسية وتاريخية ذلك السؤال الذي طرحه مؤخراً عاموس غولدبرغ الأكاديمي والمؤرخ الإسرائيلي المختصّ على نحو متميز بأسئلة الهولوكوست وشتى إشكالياته: ما معنى ذاكرة الهولوكوست في الواقع الراهن حين تكون إسرائيل ومعظم الغرب خاصة الولايات المتحدة وألمانيا ـ وهما بلدان جعلا ذاكرة الهولوكوست مكوّناً مركزياً في هويّتيهما واشتراطاً أخلاقياً على العالم ــ ترتكب الإبادة الجماعية؟ .
كان في المقابل سيبدو مألوفاً وبالتالي مدعاة قدح وذمّ وتعريض وتحريض لو أتى السؤال من مستنكر رافض لحرب الإبادة التي تواصل دولة الاحتلال ارتكابها في قطاع غزّة منذ أكثر من 22 شهراً متعاقبة أو لو صدر السؤال من متعاطف مع أطفال ونساء وشيوخ القطاع ضحايا جرائم حرب التدمير العشوائي الممنهج والتجويع والتعطيش والتهجير والحصار وحظر إدخال المساعدات وقصف المشافي ومخيمات اللجوء بصرف النظر عن جنسية الرافض أو المتعاطف. لكن غولدبرغ ليس يهودياً إسرائيلياً معارضاً على طريقة أمثال عاموس عوز ودافيد غروسمان من جماعات الاكتفاء بـ العتب على سياسات الاحتلال والاستيطان والعنصرية الإسرائيلية بل هو أكاديمي ومؤرخ راديكالي صاحب نظرة متوازنة إلى مآسي المحرقة اليهودية والنكبة الفلسطينية على حدّ سواء.
ضمن أبرز مؤلفاته كما تابعتها هذه السطور في ترجمات إلى الإنكليزية ثمة كتابه تسويق الشرّ: ذاكرة الهولوكوست في عصر العولمة 2015 و الصدمة (تروما) في ضمير المتكلم: كتابة المذكرات خلال الهولوكوست 2017 ثمّ والأهمّ ربما بتأليف مشترك مع الأكاديمي الفلسطيني بشير بشير: الهولوكوست والنكبة: الذاكرة الهوية القومية والشراكة اليهودية ـ العربية 2017 أيضاً. وبعض أهمية هذا الكتاب قد تبدأ من أنه شكّل سابقة لكتاب مشترك لاحق أشرف غولدبرغ وبشير على تحريره وصدر سنة 2018 بعنوان الهولوكوست والنكبة: نَحْوٌ جديدٌ للصدمة والتاريخ ساجلا فيه حول ذاكرة فلسطينية ـ إسرائيلية بديلة تفضي إلى ثنائية قومية متساوية تحلّ محلّ ذاكرة هولوكوست غربية وإسرائيلية سائدة .
* المكوّنات الاستعمارية الإجرامية للصهيونية
وسؤال غولدبرغ الأحدث المشار إليه أعلاه والذي جاء في مقال نُشر مؤخراً بعنوان ذاكرة الهولوكوست في زمن الإبادة الجماعية يرتبط في يقينه مع حرب الإبادة الراهنة في قطاع غزّة وهو جوهري اليوم أكثر من أي وقت مضى . وذاك الزمن الذي يقصده غولدبرغ هو السنوات الأكثر مغزى في تأطير الهولوكوست وترسيخ ذاكرته طواعية أو قسراً أحياناً خلال عقدين بين 1980 و2005 حين اُنشئت معاهد ومؤسسات وظهرت أعمال فنية وترسخت أجواء جماعية: فيلم كلود لانزمان المحرقة 1985 إطلاق مجلة دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية 1986 افتتاح متحف ذاكرة الهولوكوست في واشنطن 1993 إنتاج فيلم لائحة شندلر ذلك العام أيضاً تأسيس مجموعة عمل التعاون حول تعليم واستذكار وأبحاث الهولوكوست 1998 تدشين نصب اليهود القتلى في أوروبا برلين 2005 افتتاح متحف ياد فاشيم الجديد في القدس تلك السنة وأخيراً قرار الأمم المتحدة باعتبار 27 جانفي يوماً عالمياً لاستذكار الهولوكوست.
غير أنه ومنذ البدء وقع توتر بين الطرازين لأنّ الأول لاح كونياً والثاني أخذ يقتصر على المنفرد ويركز حصرياً على اليهود وتوجّب تالياً أن تسعى ذاكرة الهولوكوست إلى المصالحة بينهما أو التوفيق أو حتى تعميم المفرد على الجمع خاصة حين يتصل الأمر بدولة الاحتلال. ويذكّر غولدبرغ بذلك التوسيع الحاسم في اعتبار التعاطف والتضامن مع الكيان الصهيوني بمثابة ردّ أخلاقي أقصى على نزعة العداء للسامية في أوروبا والتي بلغت اوجها في الهولوكوست ذاته. ولكن حين تعمّق الاحتلال وصار منظومة أبارتيد صريحة وعادت ذاكرة النكبة إلى الظهور مجدداً باتت إسرائيل تُرى كدولة لاديمقراطية بازدياد تنتهك جدياً حقوق الإنسان للفلسطينيين .
وهكذا يتابع غولدبرغ أخذ يتجاور مع خطاب الهولوكوست خطابٌ جديد دخل الأكاديمية والثقافة في الغرب خلال السنوات ذاتها هو خطاب ما بعد الاستعمار الذي انبثق أولاً في جنوب العالم ثمّ هاجر إلى الجامعات الأمريكية والأوروبية وأحدث ثورة في كيفية نظرة الغربيين إلى أنفسهم وثقافتهم وتاريخهم بطريقة أكثر نقداً . ولقد تطوّر احتقان بين خطاب الهولوكوست وخطاب ما بعد الاستعمار حول مرجعيات مادية أو رمزية عموماً ثمّ بصفة خاصة حول قضية فلسطين/ إسرائيل. ويبنما عملت دولة الاحتلال على تثبيت صورتها كبلد للناجين من الهولوكوست وطن لضحايا آخَر أوروبا مستأثرة بقيمة أخلاقية أو حتى شبه مقدسة في خطاب الهولوكوست سلّط خطاب ما بعد الاستعمار الأضواء على المكوّنات الاستعمارية الإجرامية للصهيونية ودولة الاحتلال ذاتها خاصة في جانب الاستعمار الاستيطاني.
*القبة الحديدية الخطابية
وضمن إطار ما يطلق عليه غولدبرغ تسمية القبة الحديدية الخطابية التي اعتمدتها دولة الاحتلال خلال مواجهاتها مع الخطابات التي لا تُدرج القراءة الإسرائيلية الاحتكارية لسردية الهولوكوست انتقلت مضامين الاحتقان والتوتر إلى مستويات أعلى من الصدام مع تعاظم الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية عامة وارتكاب جرائم الحرب هنا وهناك وفي قطاع غزّة خصوصاً. وأحد ميادين التصارع كان مثابرة دولة الاحتلال ومجموعات الضغط الصهيونية الموالية لها على تحويل أيّ نقد للسياسات والانتهاكات الإسرائيلية إلى عداء للسامية حتى إذا صدر عن شخصيات يهودية.
وذات يوم من باب الذكرى أيضاً كاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن يدخل التاريخ اليهودي بوصفه أوّل زعيم عربي يزور متحف الهولوكوست في واشنطن فيدشّن خطوة تصالح رمزية بالغة الدلالة بين الضمير العربي والضمير اليهودي من جهة وبين التاريخ الفلسطيني وتاريخ الهولوكوست من جهة ثانية وبصفة خاصة. كان هذا على الأقلّ هو الغرض الأبعد الذي سعى إليه دنيس روس ومساعده أرون ميلر إذْ حثّا عرفات على القيام بالزيارة فكلاهما يهودي وكلاهما عضو في مجلس إدارة المتحف وكلاهما كان يشغل منصباً رفيعاً في الخارجية الأمريكية.
ما حدث بعدئذ أسقط مقترح الرمز والتصالح وعزّز الحكايات العتيقة المتأصلة حول احتكار اليهودي لعقدة الضحية وممارسة دور الجلاد في آن معاً. في البدء وافقت إدارة المتحف (وهو للإيضاح مؤسسة فدرالية أمريكية وليس ملكية خاصة) ثم حجبت حقّ عرفات في معاملة الـ VIP المخصصة لكبار الزوار وتفضلت عليه بحقّ الدخول كأيّ زائر عادي ثم تلكأت وتأتأت حتى اقتنع عرفات أنّ الزيارة في صيغتها هذه سوف تنطوي على مهانة شخصية له قبل إهانة شعبه.
غولدبرغ لا يستذكر هذه الواقعة حين يتحدث عن أيّ مستوى للتصالح بين ذاكرة الهولوكوست وذاكرة النكبة أو على الأقلّ تطوير حسّ ضئيل بالتنازل عن احتكار موقع الضحية والتشارك فيه مع الآخرين ما دام من المحال على الكيان الصهيوني أن يتوقف عن الإجرام الاستعماري والاستيطاني والعنصري في سائر فلسطين. لكن غولدبرغ يفصّل القول في أنّ الطور الراهن من خطاب الهولوكوست الصهيوني والإسرائيلي في أوّل المطاف وآخره يتابع ستراتيجيات التمويه والتزييف والتحوير ذاتها حين تكون فظائع الإبادة الجماعية وأهوال جرائم الحرب أشدّ وحشية وعنفاً وهمجية من أن يغطي عليها أي ترحيل إلى ذاكرة الهولوكوست.
وليست آراء مؤرخ وأكاديمي مثل غولدبرغ سوى شهادة من داخل دولة الاحتلال ومن خلف المتاريس ذاتها التي تسيّج الغالبية الساحقة من مؤسسات إنتاج الخطاب الصهيوني الانفرادي: حول الهولوكوست واحتكار عذاباته وتجميل آلام فلسطينية ليست أقلّ فظاعة والاستمرار في الإبادة وكأنّ خطاب الهولوكوست ساتر و… قبّة وقاية وردع وعربدة.
حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ناشط يمني يكشف كيف يستغل الحرس الثوري الايراني ثغرات آلية التفتيش الأممية لتهريب السلاح إلى الحوثيين؟
ناشط يمني يكشف كيف يستغل الحرس الثوري الايراني ثغرات آلية التفتيش الأممية لتهريب السلاح إلى الحوثيين؟

خبر للأنباء

timeمنذ 4 ساعات

  • خبر للأنباء

ناشط يمني يكشف كيف يستغل الحرس الثوري الايراني ثغرات آلية التفتيش الأممية لتهريب السلاح إلى الحوثيين؟

قال الناشط اليمني وائل البدري، إن الإجراءات التشغيلية لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) تعاني من ثغرات جوهرية تجعلها عاجزة عن منع عمليات تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية لمليشيا الحوثي، ذراع الحرس الثوري الإيراني في اليمن، رغم الكلفة المالية الباهظة التي تجاوزت مئات الملايين من الدولارات، بينها 2.7 مليون دولار خصصت لكلاب الكشف فقط. وأوضح البدري، في منشور على حسابه على (فيسبوك)، أن الآلية تعتمد أساسًا على الإبلاغ الطوعي وتقديم الوثائق من قبل الشركات أو وكلاء السفن، وهو ما يفتح الباب أمام التزوير أو الإخفاء المتعمد لمكونات الشحنة، حيث يمكن تقديم مستندات سليمة شكليًا، ثم تنفيذ عمليات تحميل لاحقة أو نقل عبر طرق بحرية ثانوية. وأضاف أن هناك تلاعبًا واسعًا بأنظمة التعريف الآلي للسفن (AIS) عبر إيقافها أو تغيير الأعلام أو تزوير الإحداثيات، وهو ما وثقته تقارير تحقيقية لسفن نفذت رحلات مشبوهة قبل وصولها إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وأشار البدري إلى أن السفن الكبيرة التي تخضع للتفتيش يمكنها بعد ذلك الالتقاء بقوارب تقليدية أو سفن أصغر في المياه الدولية لتحميل الأسلحة، مستغلة ما سماه "الفجوة الرقابية بعد منح التصريح"، حيث تنعدم المتابعة بين التفتيش والوصول إلى الميناء. كما لفت إلى أن الإجراءات التشغيلية لا تشمل القوارب الصغيرة (أقل من 100 طن)، وهي الوسيلة المفضلة لعمليات التهريب. وبيّن البدري أن قدرات الفاعلين مثل الحرس الثوري الإيراني وشبكات التهريب متقدمة وقادرة على التكيف مع أي إجراءات، من خلال تنويع وسائل النقل بين البحرية والبرية، واستخدام قواعد لوجستية في دول ثالثة مثل عمان والصومال وجيبوتي لتضليل المسارات. وأكد أن ضعف صلاحيات آلية التفتيش وغياب سلطة احتجاز أو إنفاذ حقيقي، بعد انسحاب قطع التحالف البحرية من محيط موانئ الحديدة عام 2022، أضعف الردع وأتاح للسفن الانحراف عن مسارها أو رفض التفتيش. ولفت البدري إلى أن التفتيش الأولي يعتمد غالبًا على مراجعة الوثائق وأنظمة التعريف الآلي فقط، دون فحص فعلي للحاويات أو الشحنات، ما يسمح بإخفاء المواد الممنوعة داخل حاويات مموهة. وأشار إلى أن فريق آلية التفتيش صغير للغاية (4 مفتشين) ومجهز فقط بأجهزة محمولة وكلاب للكشف عن المتفجرات، دون امتلاك معدات متطورة لفحص الحاويات كاملة أو اكتشاف القطع والمكونات ذات الاستخدام المزدوج في التصنيع الحربي. وختم البدري تصريحه بالتأكيد أن أداء الحكومة اليمنية في هذا الملف "محبط للغاية"، وأن وزارات وهيئات النقل وخفر السواحل والأمن لا تبدي أي متابعة جادة، معتبرًا أن عمليات الضبط التي تمت لا تتجاوز 1% من حجم التهريب الفعلي، ومعظمها تم بناءً على معلومات استخباراتية من أطراف خارجية.

معرض التجارة البينية بالجزائر يبرز القدرات الاقتصادية لإفريقيا
معرض التجارة البينية بالجزائر يبرز القدرات الاقتصادية لإفريقيا

المساء

timeمنذ يوم واحد

  • المساء

معرض التجارة البينية بالجزائر يبرز القدرات الاقتصادية لإفريقيا

أكد كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، من أوازا (تركمنستان)، على ضرورة تقديم الدعم التقني والتكنولوجي للدول النامية غير الساحلية للرفع من مساهمتها في سلاسل القيمة العالمية، وفق ما أفاد به أمس بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية. وحسب البيان، فقد شارك السيد شايب في أشغال المائدة المستديرة عالية المستوى المنعقدة في إطار أشغال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالدول النامية غير الساحلية في أوازا والتي تناولت موضوع "الاستفادة من الإمكانات التحويلية للتجارة وتسهيل التجارة والتكامل الإقليمي لصالح البلدان النامية غير الساحلية"، حيث أكد خلالها على "ضرورة العمل بروح التضامن والتعاون وتقديم الدعم التقني والتكنولوجي لهذه الدول، للرفع من مساهمتها في سلاسل القيمة العالمية". وذكر كاتب الدولة -يضيف البيان- بالمناسبة بـ«المجهودات التي بذلتها الجزائر في فضاءات انتمائها من أجل المشاركة الفعالة في مشاريع البنية التحتية لفك العزلة عن الدول غير الساحلية الإفريقية"، مضيفا أن "الجزائر التي لطالما رافعت لإقامة نظام اقتصادي عالمي عادل ومتوازن، تعمل اليوم جاهدة على الانخراط في المساعي الهادفة لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية للمواد الهامة ولاسيما الطاقوية منها". كما أشار السيد شايب إلى أن الجزائر تستعد لاحتضان المعرض الإفريقي للتجارة البينية، من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، "الحدث الذي سيشكل فرصة سانحة لإبراز القدرات التجارية للقارة الإفريقية"، حسب ذات البيان. كما شارك كاتب الدولة في اختتام أشغال هذا المؤتمر الأممي أمس والذي توج بالإعلان عن اعتماد "البيان السياسي لأوازا" وعن دخول حيز التنفيذ لـ«خطة عمل أوازا (2024-2034)"، التي تم اعتمادها من خلال قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الفارط. تطوير التعاون جنوب - جنوب وأبرز كاتب الدولة في كلمته التي ألقاها، أول أمس، أهمية تطوير التعاون جنوب-جنوب باعتباره عنصرا أساسيا لتحقيق الجهود والمبادرات الرامية لرفع التحديات التي تواجهها البلدان النامية، باستعمالها لمقدراتها الخاصة مشيرا إلى أن هذا المسعى يعد من بين الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للجزائر، في ظل التوجيهات السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في هذا المجال. كما أكد شايب، على أن قناعة الجزائر الراسخة بضرورة تعزيز التعاون جنوب-جنوب جسدته على أرض الواقع بإنشاء وكالة مكلفة بالتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، التي تهدف إلى دعم البنية التحتية والمشاريع التنموية في العديد من الدول الإفريقية خاصة تلك التي تقع في خانة الدول النامية غير الساحلية. ومن جهة أخرى، نوه سفيان شايب، بأن الرهان على التعاون جنوب-جنوب لن يكفي لوحده في إزالة مختلف الحواجز والعوائق التي تكبل هذه الدول، والتي تستلزم ترقية أطر تعاون دولية جريئة وعملية تضطلع من خلاها الدول المتقدمة بمسؤولياتها والتزاماتها اتجاه هذه الفئة، من أجل المساهمة في رفع التحديات الكبرى المرتبطة بالأمن الغذائي والتغير المناخي، وكذا تلك المرتبطة بالطاقة مثلما أوضح البيان. كما أشاد كاتب الدولة بتشكيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، باعتبارها إطارا أساسيا لإعطاء زخم جديد للتعاون جنوب-جنوب، وكذا آلية التقييم الافريقية من قبل النظراء التي تترأس الجزائر حاليا منتداه وإطلاق الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا -نيباد-، كونها آليات لتعزيز الحوكمة والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة وتمثل حلولا إفريقية لمشاكل إفريقية.

شايب يشارك في لقاء أممي رفيع المستوى حول الدول النامية غير الساحلية
شايب يشارك في لقاء أممي رفيع المستوى حول الدول النامية غير الساحلية

الشروق

timeمنذ يوم واحد

  • الشروق

شايب يشارك في لقاء أممي رفيع المستوى حول الدول النامية غير الساحلية

شارك كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، في أشغال المائدة المستديرة عالية المستوى المنعقدة، في إطار أشغال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالدول النامية غير الساحلية، في اوازا بتركمنستان، والتي تناولت موضوع 'الاستفادة من الإمكانات التحويلي للتجارة وتسهيل التجارة والتكامل الإقليمي لصالح البلدان النامية غير الساحلية'. ووفقا لما أفادت به وزارة الخارجية، أكد شايب خلال هذا اللقاء، الرفيع المستوى، على ضرورة العمل بروح التضامن والتعاون وتقديم الدعم التقني والتكنولوجي لهذه الدول، للرفع من مساهمتها في سلاسل القيمة العالمية. كما ذكر بمجهودات الجزائر في فضاءات انتماءها عبر مشاريع البنية التحتية لفك العزلة عن الدول غير الساحلية الإفريقية، مضيفا أن الجزائر التي لطالما رافعت لإقامة نظام اقتصادي عالمي عادل ومتوازن تعمل اليوم جاهدة على الانخراط في المساعي الهادفة لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية للمواد الهامة ولاسيما الطاقوية منها. كما ذكر شايب أن الجزائر، تستعّد لاحتضان المعرض الإفريقي للتجارة البينية، من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، وهو الحدث الذي سيشكل فرصة سانحة لإبراز القدرات التجارية للقارة الإفريقية. كما شارك السيد كاتب الدولة في اختتام اشغال هذا المؤتمر الأممي يومه الجمعة 8 أوت، والذي توج بالإعلان عن اعتماد البيان السياسي لاوازا وعن دخول حيز التنفيذ لخطة عمل أوازا '2024-2034″، التي تم اعتمادها من خلال قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الفارط، حسب ذات المصدر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store