
البحرين والإمارات.. روابط أعمق
نسعد كثيراً بالزيارات الأخوية لقادتنا مع بعضهم البعض، وتبادل الزيارات بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظهما الله ورعاهما، فهذه الزيارات عميقة جداً، وتتميز بأجواء من الألفة والمحبة، وهذه حال الزيارات ذات الطابع الأصيل والجميل حيث تعبر عن عمق الروابط والاحترام المتبادل، وكثيراً ما تسعدنا هذه الزيارات التي تؤكد على عمق العلاقات البحرينية الإماراتية، وتعزز الروابط وتشعرك بعمق العلاقات التي كالجسد الواحد والنبض الواحد، فالعلاقات البحرينية الإماراتية نموذج فريد تتجلى فيه الروابط الأسرية والثقافية والاجتماعية في كل جانب من جوانب الحياة، وتعكس هذه العلاقات التفاهم والاحترام المتبادل بين البلدين والشعبين الشقيقين، مما يسهم في بناء مستقبل مشترك مزدهر.
لا شك في أن هناك تعاوناً سياسياً يهم البلدين وقضايا سياسية إقليمية ودولية مشتركة وهناك تعاون أمني وتجاري وكذلك في العديد من المجالات التي تحقق التعاون المشترك، وتعزز التعاون وتخدم التنمية وتطلعات الشعبين الشقيقين نحو مزيد من التطور والتقدم، حيث يبقى الاحترام المتبادل والقيم الأساسية والروابط الإنسانية حجر الأساس في بناء علاقات قوية ومستدامة، وهذا هي العلاقات البحرينية الإماراتية، قيادة وحكومة وشعباً، دائماً تقوم على الاحترام، والود المتبادل، وتمثل الروابط العميقة جداً التي تستمر وتنمو بإذن الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 10 ساعات
- البلاد البحرينية
د. علي بن تميم اللغة من الطفولة: حين تتقدم الهوية بخطى واثقة الأحد 13 يوليو 2025
من بين القرارات التي لا تقف عند حدود الجداول المدرسية، بل تنفذ إلى عمق المشروع الحضاري للأمم، يبرز القرار الذي اتّخذته وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات بإلزام المدارس الخاصة بتدريس اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والمفاهيم الاجتماعية في مرحلة رياض الأطفال، بوصفه فعلًا تربويًّا متقدمًا يستند إلى رؤية ثقافية شاملة ترى أن البناء الحقيقي يبدأ من الطفولة، وأن اللغة ليست أداة تعليم، بل نواة وجود وهوية. فاللغة، في جوهرها، ليست ترفًا مدرسيًّا، ولا تمارين قواعد، بل هي الوعاء الأول الذي يتشكّل فيه الوعي، وتتكوّن داخله علاقات الإنسان بمحيطه، وبالزمن، وبذاته. من هنا، فإن تخصيص 300 دقيقة أسبوعيًّا لتعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة، وصولًا إلى العام الدراسي 2027 - 2028، لا يمكن قراءته بوصفه زيادة كمّيّة فحسب، بل يجب فهمه باعتباره تأسيسًا عميقًا لمنظومة تربوية جديدة، تنظر إلى اللغة باعتبارها قلب العملية التعليمية وروحها. وقد أحسن القرار حين ربط تعليم العربية بتجربة الطفل اليومية، ودمجها بالجغرافيا، والأسرة، والتاريخ المحلي، في سياقٍ تفاعُليّ حيّ، يجعل اللغة حاضرةً لا بوصفها مادة دراسية منفصلة، بل كجزء من تكوين الطفل الحسي والوجداني والإدراكي. وهنا يكمن جوهر الفعل الحضاري: أن تكون اللغة مشهدًا يوميًّا، لا مناسبة احتفالية عابرة؛ أن تكون هي الوسيط الذي يرى الطفل من خلاله العالم، ويعبّر به عن نفسه، وينتمي عبره إلى مجتمعه. لقد أدركت القيادة الإماراتية، وعلى رأسها سمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، منذ وقت مبكّر، أن النهضة لا تقوم على الاقتصاد وحده، بل على الثقافة أوّلًا، وأن اللغة ليست مجرد رصيد تراثي، بل هي رهان مستقبلي. فمجتمع لا يعرف لغته، لا يمكنه أن يبني ذاته، ولا أن يدير علاقته بالعالم بثقة. ومن هنا، فإن هذا القرار يعكس استشعار القيادة العميق لأهمية ترسيخ الانتماء الثقافي واللغوي منذ اللحظة الأولى في عمر الإنسان. إن الدول التي أدركت أهمية الطفولة في صياغة المستقبل، كانت على وعي بأن اللغة الأم لا تُؤجَّل، بل تُمنح للطفل كما يُمنح الهواء والماء. في الصين، وفي كوريا، وفي فنلندا، لم يكن التعليم المبكر ممكنًا من دون تربة لغوية صُلبة. وفي كل هذه التجارب، كانت البداية من الطفولة، حيث تصاغ الحكايات الأولى، وتُبنى ذاكرة الإنسان اللغوية والثقافية، لا بالحشو والتلقين، بل بالحب والاكتشاف والمتعة. ولا يمكننا في هذا السياق أن نغفل الدور الجوهري الذي تضطلع به الأسرة، بوصفها الشريك الأول في تشكيل علاقة الطفل بلغته. فاللغة التي تُقرأ في البيت، وتُتداول في الحديث اليومي، وتُغنى في الأناشيد، وتُروى في الحكايات، هي اللغة التي تَرسَخ في القلب قبل العقل. ومن هنا، فإن نجاح هذا القرار مرهون أيضًا بإحياء الثقافة الأسرية التي تؤمن بأن اللغة ليست شأنَ المدرسة وحدها، بل مشروع جماعي تشترك فيه كل أطراف المجتمع. ولعل من أبرز ما يميز هذه المبادرة الإماراتية أنها لا تفصل بين اللغة والهوية والقيم. فقد جاء القرار متكاملًا، إذ نَصّ على تدريس التربية الإسلامية، وغرس المفاهيم الاجتماعية، ضمن بنية تعليمية تراعي سِنّ الطفل، وتدمج المعرفة بالقيم، والتعليم باللعب، والمعلومة بالانتماء. وهذا ما يجعل من التجربة الإماراتية نموذجًا يستحق التوقف: نموذج يرى أن تعليم اللغة ليس فعلًا تقنيًّا، بل فعل انتماء ومسؤولية حضارية. إن قرارًا بهذا العمق لا يمكن أن يُتَرجَم إلى واقع من دون شراكات مؤسسية متكاملة، تضع على عاتقها تطوير المحتوى، وتأهيل المعلم، وبناء مناهج تُقدِّم العربية للطفل بلغة يحبها ويقبل عليها. وهنا يأتي دور المؤسسات الثقافية في الدولة، وفي طليعتها مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يواصل جهوده في إنتاج المعارف، وتصميم البرامج، وبناء الشراكات، بوصفه ذراعًا وطنية تعزّز حضور اللغة في المجالين التعليمي والثقافي معًا، وتدفع باتجاه جعل اللغة العربية لغة حياة لا حصة تعليم. وما نحتاجه اليوم هو أن نحمي هذه الخطوة الطموحة من أن تتحول إلى إجراء شكلي، أو عبء إداري، وأن نمنحها الحياة التي تستحقها. فليست المسألة مسألة حصّة مدرسية، بل مشروع لغوي واجتماعي يراد له أن يُعيد ترتيب علاقة الأجيال المقبلة بلغتها، وبهويتها، وبالفضاء الذي تعيش فيه. إن تعليم اللغة العربية للأطفال ليس فعل تحصين فقط، بل فعل تمكين. تمكين من التفكير، من التعبير، من الحلم، من المشاركة. الطفل الذي يتقن لغته، يكون أكثر ثقة في ذاته، وأكثر وعيًا بمن حوله، وأكثر قدرة على التواصل مع العالم من موقع راسخ. واللغة، حين تُغرس في الوجدان في لحظة التكوين الأولى، لا تغادره، بل تظل رفيقته في الطريق. وهكذا، فإن الإمارات، بهذا القرار، تؤكّد مرّةً أخرى أن مشروعها التنموي لا ينفصل عن مشروعها الثقافي، وأن التعليم فيها ليس مدخلًا للمعرفة فقط، بل للهوية أيضًا. وهذه فلسفة تستحقّ أن تُحتذى، لأنها تضع الإنسان في قلب السياسات، وتعيد الاعتبار للغة كمرآة للذات، وكجسر نحو المستقبل.


البلاد البحرينية
منذ 11 ساعات
- البلاد البحرينية
أيام في القاهرة
منذ أيام وأنا في القاهرة، أتجول في شوارعها وأزقتها وميادينها العريقة. أحياؤها الشعبية، وشعبها الأصيل، سهراتها وصخبها ونيلها الجميل، هكذا منذ أيام وأنا أعيد قراءة قاهرة المعز وكأنني أتصفحها لأول مرة، نعم أول مرة بعد عشرات الزيارات من قبل، وعلى الرغم من آلاف الإطلالات على سحر تاريخها وعادات رموزها، وآثار أجدادها، لم أختر لنفسي صفحة بعينها كي أفحص فيها تفصيلة فاطمية صغيرة، ولا بردية فرعونية كي أتتبع حضارة خالدة منذ آلاف السنين، ولا ورقة توت غامضة كشفت عن عورات المتربصين الطامعين، لقد قلتها مرات ومرات أن مصر القوية هي العرب الأقوياء، وها أنا أعيدها مرارا وتكرارا، إن مصر القوية هي العرب الأقوياء، ليس لأنني هنا في القاهرة الطاهرة أعيش الشجن بكل روعته، وليس لأنني أسعى لمجاملة أحد بعد أن مر قطار العمر الطويل ولم تعد لنا مصالح ولا أطماع إلا رضا رب كريم، وقولة حق لا يراد بها أي شيء آخر. إنه الاستغناء في أبهى صوره وأقدس أيامه، أيام رائعة في قاهرة المعز، وأحلامي لها مازالت وتظل، قلب العروبة النابض، محور المراكز ومركز الريادة الإقليمية شاء من شاء وأبى من أبى، فلتر العثرات كلها والنكبات والأحزان العربية كلها، فمن هنا تبدأ الحرب ومن هنا يبدأ السلام، هكذا تعلمنا من تاريخ الأولين قاهرة التتار والصليبيين، صاحبة المشروع القومي العربي في مهده المخضب بالكفاح والدعاء والرجوع لأولياء الله الصالحين. بها مدافن أهل البيت الكرام، وفي منطقة الابجية أمام قلعة صلاح الدين على شارع صلاح سالم تتقاطع البركة مع قداسة المكان لينضم إليهما مختلف الصروح العمرانية والطرق الواسعة السريعة لتصل بنا إلى المدن الجديدة الخلابة كالرحاب و 'مدينتي' والتجمع الخامس والعاصمة الإدارية الجديدة، هذا كله في الشرق من قاهرة المعز الجديدة أما في الغرب فمدينة السادس من أكتوبر العملاقة التي تضم مدينة الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات الحديثة طيب الله ثراه، مدينة على الطراز العمراني ما بعد الحديث، مدينة ذكية بها كل المعالم الحضارية والقسمات العربية الأوربية المختلطة بوعي معماري فريد، ناهيك عن الإنسان الذي تقاطعت روحه مع عبقرية المكان. لم يكن العلامة المصري جمال حمدان غافلا عن أهمية الجغرافيا في صياغة عبقرية مصر، فمثلما أطلق عليها هيرودوت أنها هبة النيل، جاءت موسوعة حمدان لتؤكد أن موقع مصر الفريد هو سر عظمتها، هو المحدد لدورها الإقليمي وقيمتها الدولية على رأس إفريقيا وجنوب أوروبا وغرب الجزيرة العربية وأرض الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، هو ما أكسبها تلك القيمة وذاك الموقع الفريد بين ثلاث قارات، وهو ما جعلها مطمعا لكل غاصب ومطمحا لكل حاقد، ومرتعا خصبا لكل شرير. مصر الكنانة وقاهرتها الساحرة الساهرة مهبط العلوم والفنون والآداب، قضيت أو أقضي هذه الأيام فيها أياما لا تنسى، بين القديم والجديد تجولت، بين الماضي والحاضر تحولت، لأصبح شأني في ذلك شأن أي عربي محب، إلى نسخة عميقة التأثر بالمكان عندما يشترك مع الزمان والإنسان في تكوين محتوى عربي من كل حدب وكل صوب، ومن كل لون وكل جنس لتطل علينا قبل أن نودعها، إلى لقاء قريب بإذن الله.


الوطن
منذ 13 ساعات
- الوطن
ترامب يهدد بسحب الجنسية من مقدمة البرامج الحوارية روزي أودونيل
هدَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم (السبت)، بسحب الجنسية من مقدمة البرامج الحوارية روزي أودونيل بعد أن انتقدت تعامل إدارته مع هيئات التنبؤ بالطقس في أعقاب فيضانات تكساس التي حصدت أرواح العشرات. وهذا هو أحدث خلاف في عداء مستمر لسنوات بين الاثنين على وسائل التواصل الاجتماعي. كتب ترامب، على منصة «تروث سوشيال»: «نظراً لأن تصرف روزي أودونيل ليس في مصلحة بلدنا العظيم، فإنني أفكر جدياً في سحب جنسيتها»، مستحضراً مبدأ الترحيل الذي تلجأ إليه الإدارة الأميركية عند محاولات إبعاد محتجين مولودين في الخارج عن البلاد. وقال، وفقاً لوكالة «رويترز»: «إنها تُشكِّل تهديداً للإنسانية، ويجب أن تبقى في بلدها الرائع أيرلندا، إذا كانوا يريدونها. بارك الله في أمريكا!». وبموجب القانون الأمريكي، لا يمكن لرئيس الولايات المتحدة أن يسحب الجنسية من أمريكي مولود هناك. ووُلدت أودونيل في ولاية نيويورك. ووجه ترامب إهانات وانتقادات لأودونيل، التي انتقلت إلى أيرلندا في وقت سابق من هذا العام مع ابنها البالغ من العمر (12 عاماً)، بعد توليه الرئاسة للمرة الثانية. وقالت أودونيل، في مقطع فيديو على تطبيق «تيك توك» في مارس (آذار) الماضي، إنها ستعود إلى الولايات المتحدة «عندما يصبح الوضع آمناً لجميع المواطنين للحصول على حقوق متساوية». وردَّت أودونيل على تهديد ترمب في منشورَين على حسابها على «إنستغرام»، قائلة إن الرئيس الأمريكي يعارضها؛ لأنها «تعارض مباشرة كل ما يمثله». ويعود ازدراء الرئيس لأودونيل إلى عام 2006 عندما سخرت مقدمة برنامج «ذا فيو»، في ذلك الوقت، من ترامب؛ بسبب تعامله مع الجدل المتعلق بفائزة في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة. ويبدو أن تهديد ترمب بسحب الجنسية منها رد على مقطع فيديو نشرته أودونيل على تطبيق «تيك توك» تنعى فيه 119 شخصاً توفوا في سيول تكساس هذا الشهر. وألقت باللوم على التخفيضات الواسعة التي أجراها ترمب في وكالات البيئة والعلوم، المعنية بالتنبؤ بالكوارث الطبيعية الكبرى. وواجهت إدارة ترامب والمسؤولون المحليون ومسؤولو الولايات تساؤلات متزايدة حول إجراءات كان يمكن اتخاذها لحماية وتحذير السكان قبل الفيضانات التي حدثت بسرعة هائلة في ساعات ما قبل فجر عطلة يوم الاستقلال، في الرابع من الشهر الحالي، مما أودى بحياة كثيرين، من بينهم عشرات الأطفال.