
البرنامج النووي الإيراني.. مسار بدأته أميركا وقد تنهيه: 10 أسئلة
شكلت الضربات الأميركية على منشآت البرنامج النووي الإيراني لحظة انفجار لصراع عمره عقود بين الغرب المتشكك في نيات طهران النووية، والنظام الإيراني الذي يتمسك بما يسمه الحق في امتلاك برنامج نووي سلمي، ويكرر نفي الرغبة في امتلاك قنبلة نووية. وفي خضم الحرب الحالية يبدو البرنامج النووي الإيراني محور الصراع بين طهران وتل أبيب، وبينهما الولايات المتحدة، التي أعلن رئيسها دونالد ترمب فجر اليوم الأحد أن بلاده قصفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية هي: فوردو ونطنز وأصفهان.
وأكد ترمب أن المنشآت الثلاث "دمرت بشكل تام وكامل"، وحذر إيران في كلمة من البيت الأبيض قائلاً "على إيران أن تختار بين السلام أو المأساة، ستكون الضربات أشد وأعنف مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية. تذكروا لا تزال هناك أهداف كثيرة متبقية".
1- كيف بدأ البرنامج النووي الإيراني؟
أطلقت إيران برنامجها النووي السلمي عام 1957، خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وذلك بدعم من الولايات المتحدة، إذ اشترت طهران مفاعلاً بحثياً من واشنطن عام 1959، وأقر الشاه خطة لبناء 23 مفاعلاً بحلول التسعينيات من القرن الماضي، لكن الدعم الأميركي لتطوير برنامج الطاقة النووية الإيراني توقف عام 1979 بسقوط الشاه.
وحسب تقرير لمركز الأبحاث التابع للكونغرس الأميركي فقد خفتت المخاوف في شأن برنامج نووي مسلح لإيران خلال الفترة بين الثورة الإيرانية ونهاية الحرب مع العراق 1988.
وعلى رغم توقيع طهران معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية عام 1968، فقد ثارت شكوك الغرب حول نياتها إنتاج أسلحة نووية، بخاصة بعد إعلان معارضين إيرانيين بالخارج عام 2002 عمل النظام على إنشاء موقعين ضمن البرنامج النووي هما منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، ومرفق المياه الثقيلة في أراك.
وفي العام التالي، وافقت طهران على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع تعثر مسار التفاوض بين إيران والثلاثي الأوروبي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) أُحيل الملف إلى مجلس الأمن الدولي عام 2006 الذي أقر عقوبات لعدم امتثال طهران لقرار تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم.
ومع وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السلطة في 2009، بدأ اتباع نهج أكثر دبلوماسية تجاه البرنامج النووي الإيراني، مما أثمر عن التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة التي عرفت باتفاق فيينا عام 2015 بين إيران من جهة، والدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا، من جهة أخرى التزمت بموجبه الإبقاء على نسبة تخصيب اليورانيوم عند 3.67 في المئة، بعدما كان يقارب 20 في المئة، علماً أن اليورانيوم لا يصلح لصناعة القنابل إلا عند تخصيبه بنسبة 90 في المئة. وفي عام 2018 انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق مما دفع إيران إلى تكثيف تخصيب اليورانيوم.
2- ما أهم المنشآت النووية الإيرانية؟
تتوزع المنشآت النووية الإيرانية على مواقع متفرقة من البلاد، وتنقسم إلى مراكز للبحث ومفاعلات ومواقع لتخصيب اليورانيوم، وهو برنامج لتوليد الطاقة وفق المعطيات الرسمية، إذ لا تعترف طهران بأية أغراض عسكرية لأنشطتها النووية.
خريطة المنشآت النووية الإيرانية تشمل أول محطة نووية في بوشهر على الخليج العربي، التي مثلت مهد البرنامج النووي، الذي انطلق عام 1974 بدعم ألماني، قبل أن يتعطل لاحقاً بفعل سقوط الشاه عام 1979 ودخول الحرب مع العراق، ثم عاد المشروع بالتعاون مع روسيا في التسعينيات من القرن الماضي. ومنذ 2013 يعمل مفاعل بوشهر بكامل طاقته حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويولد 700 ميغاواط من الكهرباء.
أما مفاعل خونداب المعروف سابقاً بمفاعل أراك فيحتوي الوقود المستنفد منه على مادة البلوتونيوم التي يمكن استخدامها في صنع قنبلة نووية. ويقع في شمال غربي البلاد، ويضم محطة لإنتاج الماء الثقيل لخدمة المفاعل. وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تشغيله عام 2014، وخلال العام التالي وقع الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية الكبرى، الذي وافقت بموجبه طهران على إيقاف البناء وإزالة قلب مفاعل خونداب وملئه بالخرسانة، لكن انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق دفع طهران إلى إبلاغ الوكالة عزمها تشغيل المفاعل بحلول عام 2026.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الموقع الرئيس لتخصيب اليورانيوم في إيران هو منشأة نطنز الواقعة على بعد 250 كيلومتراً جنوب طهران، وتتكون من مبانٍ تحت الأرض ومصنع فوق الأرض، وتستطيع تشغيل 50 ألف جهاز طرد مركزي لتنقية اليورانيوم حتى نقاء خمسة في المئة، إلا أنها تحوي حالياً 14 ألف جهاز منها 11 ألفاً قيد التشغيل، وفق وكالة "رويترز". واستهدف المفاعل من قبل في هجوم سيبراني عام 2010 يعتقد أنه كان بتنفيذ إسرائيلي، كذلك تعرضت المنشأة لحريق عام 2020 قالت السلطات الإيرانية إنه نتاج عمل تخريبي سيبراني.
وعلى مشارف أصفهان ثاني أكبر مدن البلاد يوجد مركز كبير لإنتاج ألواح الوقود النووي ومنشأة لمعالجة اليورانيوم، إضافة إلى آلات لصنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي. وتراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية محطة أصفهان منذ عام 2013.
ويعد مفاعل فوردو من المواقع التي توصف بالحصينة، إذ يقع داخل منطقة جبلية جنوب العاصمة طهران. وكانت السلطات الإيرانية تنكر في البداية وجود الموقع الذي بني سراً، لكنها اضطرت إلى الاعتراف خلال سبتمبر (أيلول) 2009 بعد ظهور صور أقمار اصطناعية. وقد صمم لتشغيل 3 آلاف جهاز طرد مركزي. ووافقت إيران على وقف تخصيب اليورانيوم في فوردو لمدة 15 عاماً بموجب اتفاق 2015، إلا أنه بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق استؤنفت أنشطة التخصيب لتصل إلى 60 في المئة بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
3- هل تمتلك إيران أسلحة نووية؟
تكرر طهران على لسان مسؤوليها أن برنامجها النووي سلمي، وأنها لا تسعى إلى الحصول على السلاح النووي، إذ ذكر الرئيس مسعود بزشكيان في وقت سابق أن العقيدة الدفاعية لإيران لا تحوي السلاح النووي، وكشفت طهران أمام مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2005 عن إصدار المرشد علي خامنئي فتوى تحرم إنتاج وحيازة واستخدام السلاح النووي، وأنهت طهران البرنامج النووي العسكري عام 2003.
على رغم ذلك، يتشكك الغرب في نيات طهران، إذ طالبت الولايات المتحدة في جولات التفاوض غير المباشرة مع إيران في الفترة بين أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين بإنهاء تخصيب اليورانيوم، على رغم تمسك المفاوض الإيراني بما يسميه حق بلاده في التكنولوجيا النووية السلمية.
موقف الولايات المتحدة لخصه الرئيس ترمب في أن إيران كانت على بعد أسابيع أو أشهر من امتلاك قنبلة نووية، فيما أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، خلال شهادتها العلنية أمام الكونغرس في مارس (آذار) الماضي، أن إيران لم تتخذ قراراً بالمضي قدماً في تصنيع قنبلة نووية، لكنها تراجعت بعد اندلاع الحرب. معلنة وجود معلومات تظهر أن إيران وصلت إلى مرحلة يمكنها فيها إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع إلى أشهر.
أما إسرائيل فقد زعمت بعد اندلاع الحرب مع إيران أنها خصبت يورانيوم بما يكفي لصنع تسع قنابل نووية، فيما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لا تستطيع التأكد من أن البرنامج الإيراني سلمي تماماً، لكنها في الوقت نفسه لا تملك مؤشراً إلى وجود برنامج أسلحة نشط.
4- ما المتاح لإيران من تخصيب اليورانيوم؟
بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وافقت إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 في المئة، لكن بعد انسحاب ترمب من الاتفاق عام 2018، زادت إيران مستويات التخصيب، لتصل في النهاية إلى 60 في المئة، فيما يبلغ المستوى اللازم لتخصيب اليورانيوم اللازم لصنع الأسلحة النووية 90 في المئة.
5- ماذا استهدفت إسرائيل في هجومها على إيران؟
أعلنت إسرائيل إصابة أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة "نطنز" النووية في محافظة أصفهان، فيما كشفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن معظم الأضرار الناجمة عن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض في نطنز على مستوى السطح.
وتشير تقارير استخباراتية غربية إلى تعطيل جزئي في أنظمة التبريد في منشأة أراك للماء الثقيل، التي تستخدم لإنتاج البلوتونيوم، كجزء من البرنامج البديل لتخصيب اليورانيوم جراء ضربة إسرائيلية، كذلك استُهدف مركز الأبحاث والمرافق المرتبط بمفاعل الماء الثقيل في منشأة أراك.
6- لماذا احتاجت إسرائيل إلى تدخل أميركا لقصف المنشآت النووية الإيرانية؟
تعتبر منشأة فوردو أبرز مواقع البرنامج النووي الإيراني، إذ تضم نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي، تخصب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة منذ عام 2022، ويستخدم هذا اليورانيوم رسمياً وقوداً لمفاعل أبحاث طبي في طهران.
تقع منشأة فوردو تحت الأرض في منطقة جبلية محصنة جنوب العاصمة الإيرانية طهران، مما يجعلها محمية من الضربات العسكرية. وبعد أيام من اندلاع الحرب قال مسؤولون إسرائيليون إن عدم ضرب مفاعل فوردو يعني نجاة المشروع النووي الإيراني.
تضع إسرائيل منشأة فوردو النووية على رأس قائمة أهدافها، لكنها لا تملك القنابل الخارقة للتحصينات، لذلك احتاجت إلى القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات GBU-57 A/B التي تزن نحو 30 ألف رطل (13.6 طن) والمخصصة لمهاجمة المخابئ والأنفاق المدفونة على عمق كبير والمحصنة. ويعتقد أن هذه القنبلة قادرة على اختراق نحو 200 قدم (61 متراً) تحت سطح الأرض قبل أن تنفجر.
ولا تمتلك إسرائيل قاذفات قادرة على حمل وزن القنبلة، وفي الوقت الحالي، قامت القوات الجوية الأميركية بتجهيز وبرمجة قاذفة واحدة فقط لإطلاقها، وهي القاذفة الشبح B-2 Spirit، والتي قالت تقارير إعلامية إن واشنطن استخدمتها في الهجمات التي شنتها فجر الأحد بتوقيت طهران.
7- لماذا مفاعل بوشهر النووي خارج الاستهدافات؟
بوشهر هي محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران التي تقع على الخليج العربي، وهي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة لتوليد الكهرباء في إيران. وتستخدم تلك المحطة وقوداً روسياً تسترده موسكو بعد الاستهلاك للحد من أخطار الانتشار النووي.
في ديسمبر (كانون الأول) 2007، بدأت موسكو بتسليم أسطوانات اليورانيوم المخصب، وجرى ربط المفاعل بشبكة الكهرباء الوطنية الإيرانية في سبتمبر 2011، ليولد 700 ميغاواط من الكهرباء. وفي أغسطس (آب) 2013 أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المفاعل يعمل بكامل طاقته.
وحذر رئيس شركة "روس آتوم" الروسية الحكومية للطاقة النووية الخميس الماضي من أن يتسبب هجوم إسرائيلي على محطة بوشهر النووية الإيرانية في "كارثة على غرار تشرنوبيل". وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه جرى استهداف الموقع، لكن مسؤولاً عسكرياً إسرائيلياً قال لاحقاً إنه "كان من الخطأ" القول إن الموقع تعرض للقصف، وأضاف أنه لا يستطيع تأكيد أو نفي الأمر.
8- ما تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لالتزام إيران النووي؟
قبل ساعات من شن إسرائيل أولى هجماتها على المنشآت والعلماء النوويين الإيرانيين، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، انتهاك إيران التزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقارب 20 عاماً.
وقرر مجلس محافظي الوكالة، الذي يضم 35 دولة عضواً، أن "إخفاقات إيران العديدة منذ عام 2019 في الوفاء بالتزاماتها تقديم التعاون الكامل وفي الوقت المناسب للوكالة في ما يتعلق بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة غير معلنة في إيران، يشكل عدم امتثال لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات مع الوكالة".
وبعد شن إسرائيل هجماتها، اتهمت الخارجية الإيرانية مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بأنه جعل الوكالة "شريكاً في عدوان ظالم تنفذه إسرائيل".
9- كم يبلغ مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران؟
أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الشهر الماضي، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة قد ارتفع الآن إلى 408 كيلوغرامات، ما يكفي لصنع تسعة أسلحة نووية إذا ما خصب إلى نسبة 90 في المئة وفقاً لمعيار الوكالة.
في عام 2023، أعلنت الوكالة العثور على جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة نقاء 83.7 في المئة في منشأة نووية إيرانية، وأعلنت في ذلك الوقت ارتفاع مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة إلى 128.3 كيلوغرام.
10- ما الدعم الذي تقدمه روسيا للبرنامج النووي الإيراني؟
تعتبر موسكو الشريك الأول لطهران في برنامجها النووي، من خلال دعم حق إيران في برنامج نووي سلمي، وتعد محطة بوشهر للطاقة النووية أبرز مظاهر ذلك التعاون، وشُغلت المحطة رسمياً في 2013، إذ تزود شركة "روس آتوم" الروسية المحطة بالوقود النووي، وتتولى إدارة النفايات النووية، مع التزام معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووقع البلدان اتفاقات تعاون طويلة الأمد في مجال الطاقة النووية، تشمل تطوير البنية التحتية النووية وتبادل الخبرات التقنية. كذلك تساعد روسيا إيران في تحويل بعض المنشآت النووية، مثل فوردو، إلى مراكز أبحاث لإنتاج نظائر مشعة للأغراض الطبية والصناعية، وذلك تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان الاستخدام السلمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 44 دقائق
- Independent عربية
تقرير استخباري أميركي يشير إلى أن الضربات لم تدمر البرنامج النووي الإيراني
خلص تقرير استخباري أولي أميركي سري إلى أن الضربات الأميركية على إيران أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء، ولم تدمره كما قال الرئيس دونالد ترمب. وأوردت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء نقلاً عن أشخاص مطلعين على تقرير وكالة استخبارات الدفاع قولهم إن الضربات التي نفذت الأحد لم تدمر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصب. ووفق التقرير فقد أغلقت الضربات مداخل بعض من المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض. لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت شددت على أن هذا التقييم "خاطئ تماماً وكان مصنفاً سرياً للغاية وعلى رغم من ذلك تم تسريبه". وجاء في منشور لليفيت على منصة إكس أن "تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترمب وتشويه سمعة طياري المقاتلات الشجعان الذين نفذوا بشكل مثالي مهمة لتدمير برنامج إيران النووي". وتابعت "الكل يعلم ما يحدث عندما تلقي 14 قنبلة زنة الواحدة منها 30 ألف رطل على نحو مثالي على أهدافها: تدمير كامل". وقصفت قاذفتان من نوع بي-52 موقعين نوويين إيرانيين بقنابل جي بي يو-57 الخارقة للتحصينات الأحد، فيما ضربت غواصة موقعاً ثالثاً بصواريخ موجهة من نوع توماهوك. ووصف ترمب الهجمات الأميركية بأنها "نجاح عسكري باهر"، مؤكداً أنها "دمرت بشكل تام وكامل" ثلاث منشآت نووية في إيران، فيما قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن القوات الأميركية "دمرت البرنامج النووي الإيراني". لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال دان كين كان أكثر تحفظاً إذ قال إن "التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين". من جهتها، أعلنت الحكومة الإيرانية الثلاثاء أنها "اتخذت الإجراءات اللازمة" لضمان استمرار برنامجها النووي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي إن "خطط إعادة تشغيل المنشآت كانت معدة مُسبقاً وتقضي استراتيجيتنا بضمان عدم انقطاع الإنتاج والخدمات". وقال مستشار للمرشد الأعلى علي خامنئي إن بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب رغم الهجمات الأميركية، وإن "اللعبة لم تنته". الهجمات ربما أعادت البرنامج النووي للوراء لأشهر فقط قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ "رويترز" إن تقييماً استخياراتياً أميركياً أولياً خلص إلى أن الهجمات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية مطلع الأسبوع أعادت برنامج طهران النووي للوراء لأشهر فقط. وذكر اثنان من المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ليتسنى لها مناقشة أمور سرية، أن التقرير الأولي أعدته وكالة استخبارات الدفاع، ذراع الاستخبارات الرئيسية لوزارة الدفاع (البنتاغون) وواحدة من 18 وكالة مخابرات أميركية. وقال مسؤول أميركي اطلع على التقييم إنه يتضمن عدداً من التحفظات والاحتمالات، وذكر أنه من المتوقع صدور تقارير أكثر دقة في الأيام والأسابيع المقبلة. وأوضح محللون أنه إذا كان التقييم يستند إلى صور الأقمار الصناعية، فإنه لن يكشف بالضرورة عن مدى الضرر الذي لحق بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة تحت الأرض. ومن المتوقع أن يكون تقييم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية في فوردو وأصفهان ونطنز مهمة صعبة، ووكالة الاستخبارات الدفاعية ليست الوكالة الوحيدة المكلفة بهذه المهمة. وقال أحد المصادر إن التقييم لم يكن مقبولاً بشكل عام وأثار خلافاً كبيراً. وقال مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة لا تعرف مدى الضرر حتى الآن. ومع ذلك، أشار التقييم الأولي إلى أن الهجمات ربما لم تكن ناجحة بالقدر الذي تتحدث عنه إدارة ترمب. وقال أحد المصادر إنه لم يتم القضاء على مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران، وفي الواقع ربما يكون البرنامج النووي الإيراني قد تراجع شهراً أو شهرين فحسب. ونفت وزارة الدفاع أن يكون الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني طفيفاً، لكنها لم تنكر وجود تقييم وكالة استخبارات الدفاع. وقد تتغير التقييمات العسكرية الأولية مع ظهور المزيد من المعلومات، ومن الوارد للغاية أن تتباين الآراء بين مختلف وكالات الاستخبارات الأميركية. وأطلقت إسرائيل في 13 يونيو (حزيران) حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مستهدفة مواقع نووية وعلماء وكبار القادة العسكريين في محاولة منها لتعطيل الجهود النووية الإيرانية. وطوال أسابيع فتح ترمب المجال أمام الجهود الدبلوماسية لإيجاد اتفاق بديل لذاك الذي انسحب منه في العام 2018 ونص على رفع العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني. لكن الرئيس الأميركي قرر في نهاية المطاف التدخل عسكرياً. وقال كين إن العملية العسكرية الأميركية شاركت فيها 125 طائرة بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات إمداد جوي بالوقود وغواصة صواريخ موجهة وطائرات استخبارات ومراقبة واستطلاع.


المدينة
منذ ساعة واحدة
- المدينة
لا.. للحرب المجنونة!!
في الوقت الذي كان يُفترض أن يكون هناك تفاوض أمريكي - إيراني في مسقط - الأحد ١٥ يونيو- لتحقيق السلام والأمن في المنطقة، وهي الأولوية لجميع القادة والشعوب العربية والإسلامية، وإذا بالمكر والخداع الإسرائيلي، كدولةٍ مارقة وفوق القانون الدولي، تقوم بهجوم فجر الجمعة ١٣ يونيو، أسمته (الأسد الصاعد)؛ وبعشرات من المقاتلات، واغتالت أكثر من 19 من القادة العسكريين البارزين وعلماء نويين، بمسيّرات حددت أهدافها بدقة، وتم تدمير أهدافاً عسكرية حسَّاسة في إيران، مما يُدلِّل على خرق واضح من قِبَل الموساد الإسرائيلي للاستخبارات الإيرانية.وكان الرد الإيراني جاهزاً وبنفس القوة، واستهدف مواقع إستراتيجية في يافا، وحيفا وتل أبيب، والقدس، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية، وحمايةً للأمن القومي الإيراني، والمكتسبات الحضارية الإيرانية، حيث أعلنت مراراً على أنه من حقها تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية.. ومع ذلك لا تريد إسرائيل أن تكون أي دولة في المنطقة لها قدرات نووية.. بينما تملك إسرائيل مفاعلاً نووياً في (ديمونا)، ولا تُفصح مطلقاً عن قدراته؛ بينما يغض حلفائها الطرف عن ربيبتهم المدللة؛ في ازدواجية للمعايير.وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستهداف ثلاث مفاعلات نووية إيرانية، منها مفاعل (فوردو) الأكبر والأكثر أهمية في إيران، مما عقَّد المشهد العسكري، وجعل الباب مفتوحاً أمام حرب إقليمية قد لا تُبقي ولا تذر!.. فروسيا حذرت من تدخل أمريكا في الحرب.ولكن ما أعلنته إسرائيل، من تغيير ملامح الشرق الأوسط، هو الذي أجَّج الصراع في المنطقة، فالبداية كانت من غزة وما مارسته من قتلٍ ودمار وتجويع بأبشع صور شاهدها العالم، وهي ممارسات خارجة عن القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. ثم حوَّلت البوصلة الآن إلى إيران، التي لن تقبل المساس بأمنها الوطني.. ويستمر الدك والتدمير من كلا الجانبين في حربٍ لم يشهدها الإسرائيليون في حياتهم منذ أن قامت إسرائيل عام ١٩٤٨م.وكان قد أدلى نتنياهو بتصريح خطير للغاية، وهو إن كانت إيران هي المستهدفة الآن، فإن الدولة القادمة هي باكستان، لأنه لا يمكن لأنظمة راديكالية إسلامية - حسب قوله - أن تمتلك سلاحاً نووياً.وقد ادانت واستنكرت السعودية هذه الاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه إيران، والتي تمثل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية، واجرى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان، أكد خلاله إدانة السعودية واستنكارها لهذه الاعتداءات التي تمس سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقدم تعازيه ومواساته للشعب الإيراني.وحسب مجريات الأحداث أرى أن القوتين متكافئتين، فكما تستطيع إسرائيل ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، تستطيع إيران ضرب المفاعل الإسرائيلي (ديمونا) والذي أقامته في صحراء النقب عام ١٩٥٨م، وكذلك ضرب الداخل الإسرائيلي.. ولكن هذا الجنون الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، الذي يُفاخر أنه يُحارب على أكثر من جبهة، لابد أن يُوقظه حلفاؤه من غفلته، لأن الحرب النووية تعني دماراً للكوكب والبشرية، وأن ما حدث من دمارٍ شامل في هيروشيما وناجازاكي، هو سيناريو قد تُواجهه المنطقة - لا قدر الله- إذا تم استخدام النووي في الحرب القائمة.لماذا لا تتم معالجة الأمور بالحكمة والرشد، فمن حق الكائنات في كوكب الأرض – أياً كانت- العيش بسلام.. أما العقيدة الصهيونية التي تهدف للسيطرة على العالم، يجب مواجهتها من المجتمع الدولي وإيقافها حتى لا ترتد عليهم.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
بوسطن: أمر قضائي يعرقل منع الأجانب من دخول هارفارد
يأتي القرار الأحدث بعد أن أعلن ترمب يوم الجمعة أن إدارته يمكن أن تعلن عن اتفاق مع هارفارد "خلال الأسبوع المقبل أو نحو ذلك" بما يضمن إنهاء الحملة التي يشنها البيت الأبيض ضد الجامعة التي تخوض معارك قانونية ضد الإجراءات المختلفة التي اتخذتها الإدارة ضدها، وتضمنت الإجراءات حظر دخول الطلاب الأجانب إلى الولايات المتحدة للدراسة في هارفارد أو المشاركة في برامج تبادل الزوار لفترة أولية مدتها ستة أشهر، فضلا عن توجيه وزير الخارجية ماركو روبيو للنظر في ما إذا كان سيتم إلغاء تأشيرات الطلاب الدوليين المسجلين بالفعل في هارفارد. لكن بوروز قالت إن إدارة ترمب تنتهك على الأرجح حقوق حرية التعبير التي يكفلها التعديل الأول للدستور الأميركي. وقالت "هذه القضية في جوهرها تتعلق بالحقوق الدستورية الأساسية التي يجب حمايتها: حرية الفكر، وحرية التعبير، وحرية التعبير، وكل منها يشكل ركيزة أساسية للديمقراطية الفعالة وحماية أساسية ضد الاستبداد". وأوضحت جامعة هارفارد أن الحكم سيسمح لها بمواصلة استضافة الطلاب والباحثين الأجانب ريثما تستكمل إجراءات هذه القضية، وأضافت أنها ستواصل الدفاع عن حقوق الجامعة وطلابها وباحثيها. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلبات للتعليق. من جهة أخرى، أفسحت المحكمة العليا الأميركية الطريق أمام استئناف إدارة الرئيس ترمب لترحيل المهاجرين إلى دول أخرى غير دولهم دون منحهم فرصة لعرض الأضرار التي يمكن أن يتعرضوا لها، مما يمنحه نصرا آخر في مساعيه الحثيثة للترحيل الجماعي، وألغى القضاة أمرا قضائيا كان يلزم الحكومة بمنح المهاجرين المقرر ترحيلهم إلى ما يسمى "بدول ثالثة" "فرصة جدية" للتوضيح للمسؤولين ما إذا كانوا معرضين لخطر التعذيب في وجهتهم الجديدة. وكان براين مورفي قاضي المحكمة الجزئية في بوسطن قد أصدر الأمر في 18 أبريل. وفي معارضة شديدة اللهجة، انتقدت القاضية سونيا سوتومايور، التي انضم إليها قاضيا المحكمة الآخران، القرار ووصفته بأنه "إساءة استخدام جسيمة" للسلطة التقديرية للمحكمة. وبعد أن تحركت وزارة الأمن الداخلي في فبراير لتكثيف عمليات الترحيل السريع إلى بلدان ثالثة، رفعت جماعات تدافع عن حقوق المهاجرين دعوى قضائية جماعية نيابة عن مجموعة من المهاجرين الذين يسعون إلى منع ترحيلهم لمثل هذه الأماكن دون إشعار وفرصة للتعبير عن الأضرار التي يمكن أن يتعرضوا لها. ووجد مورفي في 21 مايو أن الإدارة الأميركية انتهكت أمره الذي ينص على اتخاذ مزيد من الإجراءات بسعيها لإرسال مجموعة من المهاجرين إلى جنوب السودان غير المستقرة سياسيا، وهي دولة تحذر وزارة الخارجية الأميركية من السفر إليها "بسبب الجريمة والاختطاف والنزاع المسلح". ودفع تدخل القاضي الحكومة الأميركية إلى إبقاء المهاجرين في قاعدة عسكرية في جيبوتي.