logo
جسر بين مدينتين

جسر بين مدينتين

صحيفة الخليجمنذ 5 ساعات

ارتجل القلم وعانق اليراع وانهمر الحبر بين جنبي السبابة والإبهام حتى كلما ارتفعت الريشة عادت من جديد لتعانق القرطاس لتحكي قصة الجسر بين عاصمتين، عاصمة النور وعاصمة الثقافة، هما مدينتان مرتبطتان بقلب واحد ينبض بحب الثقافة، يتنفس الأدب والشعر والفن والمسرح، فهي قصة بُنيت بين باريس والشارقة، فكأنما تلك الجدة الضاربة في عمق الفن والشعر لم تُرد أن تشيخ بل أرادت أن يكون جزء من نورها في إمارة بعيدة المسافة قريبة الفكر والكلمة.
هي الشارقة التي أحيا فيها حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نبض الثقافة والفن والشعر والأدب، بل أحيا فيها الكلمة والتاريخ والمسرح والعلم والفلك وكل فنون الثقافة، فكانت الرؤية وكان العمل. حقاً إنه الفارس النبيل الذي حمل على عاتقه بناء أمة، فهنا إمارة أضاءت بثقافتها الرمال والتلال وأجرت بين جنباتها أودية العلم حتى لم يبق على أرضها إلا من يبحر في العلم والثقافة.
إنها شارقة سلطان بناها بفكره المتقد وبعلمه الواسع فكأنما أنشأها سابقاً في مخيلته ولم يبق إلا أن تكون واقعاً، ففتحت الجامعات والمؤسسات الثقافية والمسارح ودور النشر والجمعيات الأدبية والفنية والثقافية، وجسدت الشارقة هويتها ببنائها الإسلامي العريق تعلو فيها المآذن وتتزين المساجد بالقباب، فإذا كانت باريس موطن التحف والأعمال الفنية ومتحف اللوفر وقصر فرساي وحدائقه الفريدة، ففي الشارقة تطل علينا المتاحف ومراكز الآثار التي جمعت مقتنياتها من أراضيها المحلية والعربية والإسلامية، بل جمعت في مجامع تحوي نفائس المخطوطات والكتب والمصاحف كمجمع القرآن الكريم ومركز المخطوطات الذي يحكي للأجيال أن للشارقة حضوراً في التاريخ، وحضوراً بأنها جمعت نفائس الكتب العربية والإسلامية.
وإن افتخرت باريس بإطلالة كاتدرائيتها عند قمة تلة مونمارت، فإن الشارقة شيدت أيقونة المساجد في زاوية تلتقي حولها الدروب ليشد الرحال إلى مسجد الشارقة عبادة وتعبداً، فكأنها روحانية الإسلام تتردد من بعيد لينادي الأذان حي على الصلاة، وتستمر معالم الشارقة وباريس تشابهاً واختلافاً، تربطهما روح الإبداع إلا أن كلاً منهما تعكس هويتها وثقافتها، فهما يلتقيان في جمال الفن المعماري حتى سُجلت مناطق الدولتين ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي ومدى اهتمامهما بالتراث، كما يلتقيان في قنواتهما المائية وحدائقهما الغناء في كل زاوية، بل أصبحت الشارقة تستكمل بشباب نشوئها مشاريع جديدة في قنواتها المائية وحدائقها المعلقة ومساحاتها الخضراء، فما أجمله من جسر بين الشرق والغرب، بين البحر والنهر، بين الشواطئ والضفاف، إنها الشارقة التي نُقشت ورُسمت بإبداع فنان سبق عصره في فكره وثقافته، فهنيئاً لنا بسلطان الثقافة بل أمير العلم لأنه وضع الشارقة موازية لباريس.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجم والي: أدب الحرب وفن الكتابة عن الديكتاتور
نجم والي: أدب الحرب وفن الكتابة عن الديكتاتور

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

نجم والي: أدب الحرب وفن الكتابة عن الديكتاتور

الحرب تجربة إنسانية مؤلمة بها الكثير من العناصر الروائية ولكن الكاتب الروائي العراقي المقيم في برلين نجم والي مزج تجربته الخاصة في الهروب من الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات بكثير من الخيال في رواياته.

جسر بين مدينتين
جسر بين مدينتين

صحيفة الخليج

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة الخليج

جسر بين مدينتين

ارتجل القلم وعانق اليراع وانهمر الحبر بين جنبي السبابة والإبهام حتى كلما ارتفعت الريشة عادت من جديد لتعانق القرطاس لتحكي قصة الجسر بين عاصمتين، عاصمة النور وعاصمة الثقافة، هما مدينتان مرتبطتان بقلب واحد ينبض بحب الثقافة، يتنفس الأدب والشعر والفن والمسرح، فهي قصة بُنيت بين باريس والشارقة، فكأنما تلك الجدة الضاربة في عمق الفن والشعر لم تُرد أن تشيخ بل أرادت أن يكون جزء من نورها في إمارة بعيدة المسافة قريبة الفكر والكلمة. هي الشارقة التي أحيا فيها حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نبض الثقافة والفن والشعر والأدب، بل أحيا فيها الكلمة والتاريخ والمسرح والعلم والفلك وكل فنون الثقافة، فكانت الرؤية وكان العمل. حقاً إنه الفارس النبيل الذي حمل على عاتقه بناء أمة، فهنا إمارة أضاءت بثقافتها الرمال والتلال وأجرت بين جنباتها أودية العلم حتى لم يبق على أرضها إلا من يبحر في العلم والثقافة. إنها شارقة سلطان بناها بفكره المتقد وبعلمه الواسع فكأنما أنشأها سابقاً في مخيلته ولم يبق إلا أن تكون واقعاً، ففتحت الجامعات والمؤسسات الثقافية والمسارح ودور النشر والجمعيات الأدبية والفنية والثقافية، وجسدت الشارقة هويتها ببنائها الإسلامي العريق تعلو فيها المآذن وتتزين المساجد بالقباب، فإذا كانت باريس موطن التحف والأعمال الفنية ومتحف اللوفر وقصر فرساي وحدائقه الفريدة، ففي الشارقة تطل علينا المتاحف ومراكز الآثار التي جمعت مقتنياتها من أراضيها المحلية والعربية والإسلامية، بل جمعت في مجامع تحوي نفائس المخطوطات والكتب والمصاحف كمجمع القرآن الكريم ومركز المخطوطات الذي يحكي للأجيال أن للشارقة حضوراً في التاريخ، وحضوراً بأنها جمعت نفائس الكتب العربية والإسلامية. وإن افتخرت باريس بإطلالة كاتدرائيتها عند قمة تلة مونمارت، فإن الشارقة شيدت أيقونة المساجد في زاوية تلتقي حولها الدروب ليشد الرحال إلى مسجد الشارقة عبادة وتعبداً، فكأنها روحانية الإسلام تتردد من بعيد لينادي الأذان حي على الصلاة، وتستمر معالم الشارقة وباريس تشابهاً واختلافاً، تربطهما روح الإبداع إلا أن كلاً منهما تعكس هويتها وثقافتها، فهما يلتقيان في جمال الفن المعماري حتى سُجلت مناطق الدولتين ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي ومدى اهتمامهما بالتراث، كما يلتقيان في قنواتهما المائية وحدائقهما الغناء في كل زاوية، بل أصبحت الشارقة تستكمل بشباب نشوئها مشاريع جديدة في قنواتها المائية وحدائقها المعلقة ومساحاتها الخضراء، فما أجمله من جسر بين الشرق والغرب، بين البحر والنهر، بين الشواطئ والضفاف، إنها الشارقة التي نُقشت ورُسمت بإبداع فنان سبق عصره في فكره وثقافته، فهنيئاً لنا بسلطان الثقافة بل أمير العلم لأنه وضع الشارقة موازية لباريس.

الشارقة تبني جسراً ثقافياً مع «عاصمة النور»
الشارقة تبني جسراً ثقافياً مع «عاصمة النور»

الإمارات اليوم

timeمنذ 7 ساعات

  • الإمارات اليوم

الشارقة تبني جسراً ثقافياً مع «عاصمة النور»

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن الشارقة حريصة على تطوير مشاريع نوعية تُسهم في توسيع حضور الثقافة العربية في المشهد العالمي، وترسيخ موقع الشارقة كجسر حي بين الشرق والغرب، مضيفة: «نؤمن في الشارقة بأن المكتبات ليست مراكز لحفظ الكتب، بل فضاءات حيّة للتفاعل الحضاري، وحلقات وصل بين الذاكرة الإنسانية والمستقبل». جاء ذلك خلال زيارة الشيخة بدور القاسمي، مقر مكتبة «ريشيليو» التابع للمكتبة الوطنية الفرنسية (BnF)، أحد أعرق المراكز البحثية في أوروبا، إذ التقت عدداً من كبار مسؤولي المكتبة لبحث آفاق التعاون والعمل المشترك في عدد من المحاور الثقافية والمهنية، بما يعكس التزام الشارقة بتعزيز شراكاتها المعرفية مع أبرز المؤسسات الفكرية العالمية. واتفق الجانبان خلال اللقاء على فتح جسور جديدة مستدامة من العمل الثقافي المشترك عبر تطوير برامج مشتركة في مجالات المخطوطات والمقتنيات الثقافية، وأدب الطفل، إلى جانب تنظيم فعالية «أيام الشارقة الأدبية» في باريس، لتكون منصة دورية للتبادل الثقافي والحوار الأدبي بين الشارقة وباريس. وفي خطوة تعكس رؤية الشارقة تجاه تقدير المؤسسات الثقافية العالمية، قدّمت الشيخة بدور القاسمي نسخاً من المعجم التاريخي للغة العربية إلى المكتبة الوطنية الفرنسية القديمة والحديثة، في تقدير لدورها الرائد في صون التراث المكتوب، واحتفاءً بتكامل الجهود في دعم اللغة العربية على المستوى العالمي. ورافق الشيخة بدور القاسمي خلال الزيارة، الرئيس التنفيذي للهيئة، أحمد بن ركاض العامري، ووفد من هيئة الشارقة للكتاب. وأكدت الشيخة بدور القاسمي أن التعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية يشكّل خطوة نوعية في مسار الشارقة لبناء شراكات ثقافية راسخة مع المؤسسات المعرفية العالمية، مضيفة: «(المعجم التاريخي للغة العربية) رسالة حوار حضاري بلغتنا، وإهداؤه إلى المكتبة الوطنية الفرنسية هو دعوة مفتوحة للتواصل بين الحضارات عبر لغتها ومعارفها، فنحن نثمّن الدور الريادي لهذه المؤسسة العريقة في صون التراث المكتوب، ونؤمن بأن تكامل جهودنا سيفتح آفاقاً جديدة في المجالات التي تمس جوهر الهوية الثقافية للإنسان». واتفق الجانبان على سلسلة محاور رئيسة، أبرزها تنظيم معارض مشتركة، رقمية وميدانية، تتضمن إعارات من المخطوطات والوثائق النادرة من مقتنيات المكتبة الوطنية الفرنسية لعرضها في الشارقة، ومقتنيات ومخطوطات من الشارقة للعرض في باريس، بما يتيح للجمهور الاطلاع على إرث إنساني غني ومتنوع، ويعزز جسور التبادل بين الثقافتين العربية والفرنسية عبر نافذة الكتاب والوثيقة التاريخية. كما اتفق الجانبان على التعاون في مجال أدب الطفل وتنمية القراءة باللغة الأم لدى الأجيال الجديدة، من خلال تطوير برامج متخصصة تُعنى بتكثيف حضور المحتوى الإماراتي والعربي للأطفال واليافعين في فرنسا، وكذلك تعزيز حضور أدب الأطفال الفرنسي في الشارقة ودولة الإمارات، إلى جانب تنظيم ورش عمل وفعاليات ميدانية وزيارات تبادلية. وتُعدّ المكتبة الوطنية الفرنسية (BnF) واحدة من أعرق المؤسسات الثقافية في أوروبا والعالم، إذ تعود جذورها إلى القرن الـ14، وتأسست رسمياً بصيغتها الحديثة عام 1537 في عهد الملك فرانسوا الأول، الذي أصدر مرسوماً يُلزم كل ناشر بإيداع نسخة من مؤلفاته لدى المكتبة، ما جعلها من أولى المكتبات التي اعتمدت نظام الإيداع القانوني في التاريخ. وتضم المكتبة اليوم أكثر من 40 مليون مادة وثائقية، تتنوع بين كتب ومخطوطات وخرائط وصحف وصور وتسجيلات، تغطي جميع فروع المعرفة. بدور القاسمي: . الشارقة حريصة على تطوير مشاريع تُسهم في توسيع حضور ثقافتنا في المشهد العالمي. . 40 مليون مادة وثائقية تضمها المكتبة الوطنية الفرنسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store