
جفاف الدماغ... مؤشّر مبكر لاضطرابات عصبيّة خطرة؟
يُشير مصطلح "جفاف الدماغ" إلى انخفاض في حجم أو مرونة السائل الدماغي الشوكي أو أنسجة الدماغ نفسها، وقد يُستخدم مجازيًا لوصف حالة من التراجع في الوظائف الإدراكية أو الذهنية نتيجة لأسباب صحية متعدّدة. على الرغم من أن "جفاف الدماغ" ليس تشخيصًا طبيًا دقيقًا بحد ذاته، إلا أن بعض الحالات العصبية المرتبطة بتلف خلايا الدماغ أو نقص ترويته قد يُشار إليها بهذا التعبير.
تتعدد الأعراض التي قد تظهر على الشخص الذي يعاني مما يُطلق عليه "جفاف الدماغ"، وتشمل غالبًا تراجع القدرة على التركيز، صعوبات في التذكّر، نسيان الأسماء أو الأحداث، شعور دائم بالإرهاق الذهني، بطء في التفكير أو الاستجابة، إضافة إلى صداع مزمن وشعور بـ"ضبابية" في الوعي. قد يشعر المصاب بأن دماغه "لا يعمل كالسابق"، وهي شكوى شائعة بين كبار السن وبعض المصابين بأمراض مزمنة أو عصبية.
ترتبط هذه الحالة بعدة عوامل ومسبّبات، أبرزها نقص الترطيب، حيث ان عدم شرب كميات كافية من الماء يؤدي إلى انخفاض في حجم السائل الدماغي الشوكي، ما يؤثر في عمل الدماغ. كذلك، سوء التغذية ونقص الفيتامينات الأساسية مثل فيتامين B12 وD، بالإضافة إلى التوتر المزمن وقلة النوم، كلها عوامل تؤثر سلبًا في صحة الدماغ.
من جهة أخرى، فإن أمراض الشيخوخة، مثل ضمور الدماغ الناتج من تقدم العمر أو بعض أنواع الخرف المبكر، قد تُفسّر أيضًا هذه الأعراض. كذلك، يُمكن أن تؤدي الإصابات الدماغية أو السكتات الصغيرة غير المُشخّصة إلى ضعف تدريجي في القدرات الإدراكية.
هذا وتزداد احتمالية ظهور أعراض جفاف الدماغ لدى كبار السن، بسبب التغيرات الطبيعية المرتبطة بتقدم العمر، من بينها تراجع تدفّق الدم إلى الدماغ وفقدان بعض الخلايا العصبية. كما أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بسبب تأثير هذه الأمراض على الأوعية الدموية الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة غير صحي، يشمل قلّة الحركة، النوم غير المنتظم، وتناول أطعمة فقيرة بالعناصر الغذائية، يكونون أيضًا في دائرة الخطر. كما تُعتبر الأمراض النفسية، كالاكتئاب والقلق المزمن، من العوامل التي تؤثر في وظائف الدماغ وتؤدي إلى مظاهر شبيهة بـ"الجفاف الذهني".
أما السؤال الذي يشغل بال كثيرين فهو ما إذا كان جفاف الدماغ يمهّد الطريق للإصابة بمرض ألزهايمر. من المهم التوضيح أن جفاف الدماغ ليس سببًا مباشرًا لألزهايمر، لكنه قد يُشكّل عاملًا مساعدًا في تدهور الوظائف الإدراكية، خاصة إذا تُرك دون علاج.
تشير الأبحاث إلى أن التدهور المستمر في وظائف الدماغ نتيجة لنقص التغذية أو الترطيب أو بسبب أمراض وعوامل عصبية مزمنة، قد يُسرّع من ظهور علامات الخرف لدى من لديهم استعداد وراثي للإصابة بألزهايمر. ولذلك، فإن رصد هذه الأعراض في مراحلها المبكرة والتعامل معها بجدية يمكن أن يُقلل من خطر التدهور المعرفي طويل الأمد.
رغم أن "جفاف الدماغ" ليس مصطلحًا طبيًا رسميًا، إلا أن الأعراض المرتبطة به تشير إلى خلل حقيقي في وظائف الدماغ يجب عدم تجاهله. إن الفهم الصحيح لأسبابه، والوعي بعوامل الخطر، والاهتمام بالترطيب الجيد، والنظام الغذائي المتوازن، والنوم الكافي، والمتابعة الطبية المنتظمة، قد تُشكّل جدار حماية حقيقيًا ضد التدهور الذهني والإدراكي.
الوقاية تبدأ من أسلوب الحياة، والعقل السليم يبدأ من الاهتمام اليومي بصحة الدماغ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 3 ساعات
- ليبانون 24
الأكل الصحي أثناء الحمل... مفتاح لصحة الأم والطفل
تُعد فترة الحمل من أهم مراحل حياة المرأة، حيث تتطلب عناية خاصة بالصحة والغذاء، لأن الغذاء الصحي لا يؤثر فقط على صحة الأم، بل يُساهم بشكل مباشر في نمو الجنين وتطوره بطريقة سليمة. أولاً: ما هو الأكل الصحي للحامل؟ الأكل الصحي للحامل هو تناول وجبات متوازنة تحتوي على: البروتينات (كاللحوم، البيض، البقوليات) الكربوهيدرات المعقدة (كالخبز الأسمر ، الأرز الكامل) الدهون الصحية (مثل زيت الزيتون ، الأفوكادو، المكسرات) الفواكه والخضار الطازجة شرب كميات كافية من الماء مع التقليل من: السكريات الزائدة الأطعمة المصنعة والمقلية المشروبات الغازية والمنبهة ثانياً: فوائد الأكل الصحي للحامل 1. نمو سليم للجنين التغذية الجيدة توفّر الفيتامينات والمعادن الأساسية لنمو الدماغ، والأعضاء، والعظام لدى الجنين، مثل حمض الفوليك، والحديد، والكالسيوم. 2. تقليل خطر التشوهات الخلقية حمض الفوليك الموجود في الخضار الورقية والفواكه يقلل من خطر إصابة الجنين بتشوهات في الدماغ أو العمود الفقري. 3. تقوية مناعة الأم والجنين الأطعمة الغنية بفيتامين C وE والزنك تساعد في تعزيز المناعة، ما يقلل من خطر العدوى. 4. توازن الوزن أثناء الحمل يساعد الأكل الصحي في السيطرة على زيادة الوزن بطريقة صحية وآمنة، مما يقلل من خطر الإصابة بسكري الحمل أو ارتفاع الضغط. 5. الوقاية من فقر الدم الحديد الموجود في اللحوم والخضار الورقية يمنع فقر الدم، وهو أمر شائع بين النساء الحوامل. 6. تحسين الحالة النفسية والمزاج الغذاء الجيد ينعكس إيجابيًا على نفسية الحامل ويقلل من التوتر والاكتئاب. 7. تسهيل الولادة والتعافي جسم الأم الذي حصل على تغذية سليمة يكون أقوى وأقدر على تحمل الولادة والتعافي بعدها بشكل أسرع.


بيروت نيوز
منذ 5 ساعات
- بيروت نيوز
دراسة تكشف فوائد غير متوقعة لمنتجات الألبان
أظهرت دراسة نُشرت نتائجها في المجلة الأوروبية للتغذية الإكلينيكية، أن كلاً من الألبان كاملة الدسم وقليلة الدسم ترتبط بتحسن صحة القلب، في حين أن منتجات الألبان المخمّرة مثل الزبادي قدّمت أكبر الفوائد الصحية للأشخاص الذين يتناولونها بانتظام. ووجدت الدراسة روابط مثيرة للاهتمام بين استهلاك أنواع معينة من الألبان وبعض النتائج الصحية. لكن عند النظر إلى استهلاك الألبان بشكل عام، أظهرت معظم الدراسات أن تناول أي نوع من الألبان يُقلل من مخاطر مشكلات صحية مثل أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان (مثل المثانة، الثدي، والقولون والمستقيم)، بالإضافة إلى السكري من النوع الثاني والسمنة. الحليب تناولت 51 دراسة استهلاك الحليب تحديداً، ومن خلال هذه الدراسات وغيرها، لاحظ الباحثون 13 ارتباطاً إيجابياً بين استهلاك الحليب وانخفاض خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية، بما في ذلك تقليل احتمالات الإصابة بسرطانات الفم والمثانة والقولون والمستقيم. ومع ذلك، وجدت غالبية الدراسات أنه لا يوجد تأثير كبير للحليب على النتائج الصحية. الجبن في موازاة ذلك أظهر استهلاك الجبن نتائج واعدة في 20 دراسة، حيث وجدت العديد منها أنه يساهم في تقليل خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل أمراض القلب وحتى بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم. الزبادي كما برزت الزبادي بشكل خاص كخيار مفيد، حيث أظهرت 25 دراسة أنها تقلل من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان، مثل سرطان المثانة والثدي والقولون والمستقيم. منتجات الألبان المخمرة فيما أظهرت منتجات الألبان المخمرة الفوائد الأكثر ثباتاً، حيث خُصصت لها 13 دراسة. ووجد الباحثون أن هذه المنتجات ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بنتائج صحية سلبية، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان، مثل سرطان المثانة والثدي. (العربية)


بيروت نيوز
منذ 5 ساعات
- بيروت نيوز
أهمية الثوم في الوقاية والعلاج
يُعد الثوم من أقدم النباتات التي استُخدمت في الطب والغذاء، ويُعرف بخصائصه العلاجية والغذائية القوية. فهو لا يُستخدم فقط لإضفاء نكهة مميزة على الطعام، بل يُعدّ كنزًا طبيعيًا للصحة. أولاً: القيمة الغذائية للثوم الثوم غني بعدة مركبات مفيدة، من أبرزها: الأليسين: مركب كبريتي نشط له خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات. الفيتامينات: مثل فيتامين C، وفيتامين B6. المعادن: كالكالسيوم، والحديد، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم. مضادات الأكسدة: تحارب الجذور الحرة وتدعم المناعة. ثانياً: أهم فوائد الثوم الصحية 1. تعزيز جهاز المناعة يساعد الثوم على تقوية جهاز المناعة، ويُقلل من خطر الإصابة بنزلات البرد والأمراض الموسمية. 2. خفض ضغط الدم تناول الثوم بانتظام يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب. 3. تقليل مستويات الكولسترول الثوم يساعد في خفض الكولسترول الضار (LDL) وزيادة الكولسترول الجيد (HDL)، مما يدعم صحة الشرايين. 4. مضاد طبيعي للميكروبات الثوم يحتوي على مركبات تقتل البكتيريا والفيروسات والفطريات، ويُستخدم منذ القدم كمضاد حيوي طبيعي. 5. الوقاية من السرطان تشير بعض الدراسات إلى أن المركبات الكبريتية في الثوم قد تُساهم في تقليل خطر بعض أنواع السرطان، مثل سرطان المعدة والقولون. 6. تحسين الهضم الثوم يساعد في تنشيط الجهاز الهضمي وتطهير الأمعاء من السموم والجراثيم. 7. تنقية الجسم من السموم يساعد الثوم على إزالة المعادن الثقيلة من الجسم مثل الرصاص والزئبق عند تناوله بانتظام.