
في الذكرى الثامنة للبيعة.. المرأة السعودية من التمكين إلى الريادة
على مدار ثماني سنوات، شهدت السعودية تحولاً نوعيًا في مختلف القطاعات لاسيما تمكين المرأة الذي أولت إلقه القيادة اهتمامًا كبيرًا بمشاركتها الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ومع حلول الذكرى الثامنة للبيعة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، برزت المرأة السعودية كشريك رئيسي في النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد، مستفيدة من الفرص التي أتاحتها رؤية السعودية 2030.
نجاحات مشهودة في تمكين المرأة
خلال السنوات الثماني الماضية، سجلت المرأة السعودية إنجازات غير مسبوقة في شتى المجالات، مؤكدة قدرتها على العطاء والمنافسة متى ما أتيحت لها الفرصة المناسبة.
وأطلقت المملكة سلسلة من الإصلاحات والمبادرات التي عززت حضور المرأة في سوق العمل، وأسهمت في ارتفاع نسبة مشاركتها إلى 36%، متجاوزة بذلك المستهدفات المحددة ضمن رؤية 2030.
ولم تقتصر هذه الإصلاحات على توفير فرص التوظيف، بل شملت أيضًا تسهيل بيئة العمل، حيث أطلقت المملكة برامج داعمة مثل 'قرة' لضيافة أطفال المرأة العاملة، و'وصول' لتخفيف أعباء التنقل، مما ساعد العديد من النساء على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية.
المرأة في ميادين القيادة والاقتصاد
لقد لعبت المرأة السعودية دورًا بارزًا في تنشيط الاقتصاد، حيث ارتفع عدد السجلات التجارية النسائية إلى 46.8% من إجمالي السجلات الجديدة، مما يعكس تنامي ريادة الأعمال بين السعوديات.
وعززت الدولة فرص صعود المرأة إلى مواقع قيادية في مختلف القطاعات، حيث شغلت مناصب مؤثرة في صنع القرار، مثل تعيين الدكتورة حنان الأحمدي مساعدًا لرئيس مجلس الشورى، والدكتورة إيمان المطيري نائبًا لوزير التجارة، إضافة إلى تعيين سعوديات في مناصب دبلوماسية رفيعة، مثل إيناس الشهوان سفيرة للمملكة، وآمال المعلمي سفيرة لدى النرويج.
حضور قوي في الأمن والسياحة والصناعة
وفي المجال الأمني، أثبتت المرأة السعودية جدارتها في قطاع الأمن السيبراني، حيث حصلت على تدريبات متقدمة ساعدتها في تعزيز قدرات المملكة الرقمية، فيما شهد القطاع العسكري انخراط المرأة في صفوف وزارة الدفاع برتب متعددة، مع تخريج أول دفعة نسائية من مركز تدريب القوات المسلحة.
أما قطاع السياحة، فقد ساهمت المملكة في تأهيل مئات السعوديات للعمل كمرشدات سياحيات، مما عزز دور المرأة في تنمية السياحة المستدامة، بينما شهد القطاع الصناعي مبادرات داعمة للاستثمارات النسائية، مثل إنشاء واحات صناعية متخصصة، وتوفير حاضنات أعمال لرواد الأعمال السعوديات.
المرأة في الثقافة والرياضة
لم يكن المجال الثقافي بعيدًا عن نجاحات المرأة السعودية، حيث تولت الدكتورة سوزان اليحيى إدارة المعهد الملكي للفنون التقليدية، وأسهمت أحلام ينكصار في تمثيل المملكة في الأمم المتحدة، فيما نجحت الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن في تسجيل 'حياكة السدو' ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
أما في الرياضة، فقد برزت أضواء العريفي كوكيلة لوزارة الرياضة للتخطيط الاستراتيجي والاستثمار، وأسهمت في تعزيز الرياضة النسائية، وتمكين المرأة من المشاركة في البطولات الدولية.
آفاق المستقبل
مع استمرار المملكة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، يزداد دور المرأة السعودية في التنمية المستدامة، حيث باتت عنصرًا أساسيًا في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتعزيز جودة الحياة، ورفع مستوى المعيشة للأسر السعودية.
لقد أثبتت المرأة السعودية أنها قادرة على تحمل المسؤولية والمساهمة بفاعلية في مسيرة التقدم، لتواصل المملكة مسيرتها نحو مستقبل أكثر إشراقًا، يعكس ريادتها في تمكين المرأة على المستوى الإقليمي والعالمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 2 ساعات
- الوئام
باحث سياسي: نتنياهو يُحاصر غزة بالمجاعة رغم دخول المساعدات
الوئام – خاص تستمر معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وسط قصف إسرائيلي مكثف، حيث يشهد القطاع تصعيدًا غير مسبوق في استهداف التجمعات السكنية ومراكز الإيواء، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى خلال الساعات الماضية، معظمهم من النساء والأطفال. ورغم الإعلان عن دخول مساعدات غذائية وطبية، تبقى هذه الخطوة محاطة بالغموض، في ظل استهداف ممنهج لحياة الفلسطينيين، وتفعيل الحصار الإسرائيلي الخانق الذي يحد من تدفق الإغاثة الإنسانية بشكل حقيقي. محاولة لتحسين الصورة يقول أحمد سلطان، الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، إن سماح إسرائيل بدخول تسع شاحنات فقط محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال الساعات الماضية، لا يمثل أكثر من محاولة يائسة لتحسين صورتها أمام الرأي العام الدولي، خصوصًا بعد تصاعد الانتقادات حتى من قبل حلفائها التقليديين. ويؤكد أن هذه الخطوة لا تغيّر من واقع المجاعة المتعمّدة التي تفرضها حكومة بنيامين نتنياهو على أكثر من مليوني إنسان في غزة، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني. قطرة في محيط ويضيف سلطان، في حديث خاص لـ'الوئام'، أن القطاع بحاجة إلى مئات الشاحنات يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وليس مجرد عدد رمزي. ويتابع: 'وصف الأمم المتحدة لهذه الكميات المحدودة بأنها قطرة في محيط يعكس بدقة حجم الأزمة، ويكشف زيف الرواية الإسرائيلية'. جريمة موثقة ويشدد الباحث في الشؤون الدولية على أن استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين يُعد جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما يُشكّل انتهاكًا جسيمًا للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة. وأشار إلى أن محاولات إسرائيل للتضليل الإعلامي من خلال السماح بدخول عدد محدود من الشاحنات، لا تلغي الطابع القانوني للجريمة ولا تُبرّر استمرار الحصار الخانق.

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن
ووفقا للتقارير فقد تعرض الموظفان، وهما رجل وامرأة، لإطلاق نار ولقيا حتفهما في منطقة قريبة من المتحف. وكتبت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في منشور على إكس "قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية بلا إحساس الليلة بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة". وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كاش باتل إنه جرى إطلاعه هو وفريقه على تفاصيل إطلاق النار. وكتب على إكس "بينما نعمل مع شرطة العاصمة للاستجابة ومعرفة المزيد، نرجو منكم الدعاء للضحيتين وعائلتيهما الآن". ووصف داني دانون مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة إطلاق النار بأنه "عمل إرهابي معاد للسامية". وكتب على موقع إكس "إيذاء الدبلوماسيين والجالية اليهودية يتجاوز الخط الأحمر. ونحن على ثقة بأن السلطات الأمريكية ستتخذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي".


الشرق السعودية
منذ 5 ساعات
- الشرق السعودية
"إندبندنت عربية" تكشف هوية المنظمة البريطانية التي دربت الشرع سياسياً
كشفت مصادر مطلعة لـ"إندبندنت عربية" عن أن المنظمة البريطانية التي قدمت الدعم والتأهيل السياسي إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، هي منظمة "إنتر ميديت" ومقرها لندن. وكان السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد أشار في وقت سابق هذا الشهر، إلى عمله مع المنظمة لتقديم المشورة للشرع قبل نحو عامين من إسقاطه نظام بشار الأسد. مؤسسها مستشار الأمن القومي البريطاني الحالي و"إنتر ميديت" هي منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في الوساطة والتفاوض في النزاعات المعقدة وفق موقعها الرسمي الذي اطلعت عليه "إندبندنت عربية"، وأسسها عام 2011 جوناثان باول الذي شغل سابقاً منصب كبير الموظفين لدى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وغادر جوناثان باول المنظمة في ديسمبر عام 2024 بعدما عيّنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مستشاراً للأمن القومي، إذ يشرف على تنسيق ملفات السياسة الخارجية والأمن والدفاع والعلاقات الأوروبية والشؤون الاقتصادية الدولية من مقر رئاسة الوزراء في "10 داونينج ستريت". وشارك في تأسيس "إنتر ميديت" أيضاً الدبلوماسي البريطاني مارتن جريفيث، المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ حتى يوليو عام 2024. تخصص في عقد الحوارات السرية وتعرّف "إنتر ميديت" نفسها بأنها منظمة تركز على حل النزاعات الأكثر خطورة وتعقيداً، والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها. وبحسب موقعها، "تضم المؤسسة نخبة من أبرز خبراء التفاوض والحوار في العالم، وتعمل بفريق صغير ومرن يسعى إلى ملء الفراغ في مشهد حل النزاعات". وتؤكد المنظمة البريطانية أنها تسعى إلى إطلاق "حوارات مجدية وسرية"، بخاصة في الصراعات التي تفتقر إلى قنوات فاعلة، مما يبرر غموض دورها في سوريا. كما يفيد موقعها الرسمي بأنها "تعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم. وتعتمد على خبرة ومعرفة كبار السياسيين والدبلوماسيين والخبراء، وتستجيب لحاجات الأطراف من خلال مشاركة تجاربها في عمليات السلام السابقة". مديرة تنفيذية جديدة أصولها فلسطينية - يهودية وبالتزامن مع مغادرة باول، أعلن مجلس أمناء المنظمة تعيين كلير حجاج مديرة تنفيذية جديدة اعتباراً من الثاني من ديسمبر 2024، وبحسب موقع المنظمة، فإن حجاج من أصول فلسطينية ويهودية، وانضمت إلى المنظمة عام 2018، حيث عملت كمديرة للسياسات ثم نائبة للرئيس التنفيذي، وكانت مسؤولة عن قيادة الاستراتيجية والإشراف على أبرز مشاريع في مناطق متعددة من العالم، من هايتي إلى غزة. وبدأت حجاج مسيرتها المهنية في مجال حل النزاعات والتفاوض ضمن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2002، حيث عملت مع لجنة مكافحة الإرهاب. وعلى مدى أكثر من 20 عاماً، أسهمت في مفاوضات إنسانية وسياسية وأمنية في مناطق النزاع في العالم، بما في ذلك لبنان وكوسوفو والعراق وميانمار ونيجيريا وأفغانستان وباكستان. وعملت مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق في ذروة التمرد بعد الغزو الأميركي. ويشير موقع "إنتر ميديت" أنها تسعى إلى الاستفادة من موارد المنظمات الكبرى، مثل الحكومات والمؤسسات الدولية التي تنفق مليارات الدولارات سنوياً للتعامل مع آثار النزاعات، عبر جهود حفظ السلام والتدخلات الإنسانية. روبرت فورد يكشف عن كواليس الدور البريطاني وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشف السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد خلال جلسة لـ"مجلس العلاقات الدولية في بالتيمور" عن أن منظمة بريطانية متخصصة في حل النزاعات، لم يسمِّها حينها، كانت وراء مبادرة لدمج أحمد الشرع في الحياة السياسية، بعد أعوام من انخراطه في جماعات مصنفة إرهابياً على المستوى الدولي. وأكد السفير السابق أنه كان متردداً في البداية في الانضمام إلى المبادرة ولقاء الشرع، لكنه وافق لاحقاً على تقديم المساعدة بدعوة من المنظمة البريطانية. مدينة حماة السورية وكان فورد أول دبلوماسي غربي يزور مدينة حماة السورية في بدايات الثورة عام 2011، في خطوة أثارت غضب النظام السوري، مما دفع واشنطن لاحقاً إلى سحبه لأسباب أمنية، وهو اليوم من أبرز الأصوات الأميركية في الشأن السوري، ويعمل باحثاً في عدد من مراكز الفكر والسياسات. من جانبها وصفت الرئاسة السورية تصريحات فورد حول لقاءاته مع الرئيس الشرع بأنها "غير صحيحة" وأن الجلسات التي حضرها كانت مخصصة لتجربة إدلب مع وفود أجنبية زائرة، مشيرة إلى أن الدبلوماسي المتقاعد كان ضمن وفد تابع لمنظمة بريطانية للدراسات والأبحاث. وحاولت "إندبندنت عربية" التواصل مع منظمة "إنتر ميديت"، لكنها لم تتلقَّ رداً. دور المنظمات غير الحكومية وعن دور المنظمات غير الحكومية، أشار الباحث في الشأن السوري تشارلز ليستر إلى أن منظمات عدة غير حكومية مرموقة شاركت خلال الأعوام الأخيرة في حوارات مع الأطراف السورية، ولا يقتصر ذلك على "هيئة تحرير الشام" آنذاك بقيادة الشرع، بل حتى مع نظام الأسد و"قوات سوريا الديمقراطية"، بهدف فهم أجنداتهم السياسية وإشراكهم في المفاوضات. أضاف، "بصفتي شخصاً قضى سنوات طويلة منضوياً بعمق في إدارة مثل هذه الحوارات في الماضي، أستطيع أن أؤكد بثقة أن هذه العمليات تقوم بدور بالغ الأهمية في تمهيد الطريق نحو تفاهم أفضل، بعيداً من انعدام الثقة والعداء، وفي نهاية المطاف بناء الثقة اللازمة لتحقيق تقدم دبلوماسي حقيقي". هذا المحتوى من "إندبندنت عربية"