
ماذا سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟
أخذ الصراع بين إيران وإسرائيل مساراً تصاعدياً آخر، بعد الاصطفاف الأمريكي إلى جانب تل أبيب، وقصف المنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي عدته طهران خلطاً للأوراق، وتوعدت بالرد بقوة، ولم تستبعد غلق مضيق هرمز.
ما هو مضيق هرمز؟
يقع مضيق هرمز بين سلطنة عمان وإيران، ويربط الخليج العربي بخليج عمان وصولاً إلى بحر العرب. يبلغ عرضه 33 كيلومتراً عند أضيق نقطة، وتُبحر السفن الكبيرة عبر مساحة لا تتجاوز 10 كيلومترات عرضاً. يمر عبر هذا المضيق الحيوي نحو 3000 سفينة شهرياً. ويُعد المضيق شرياناً رئيسياً للطاقة العالمية.
البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق المضيق
وافق البرلمان الإيراني على قرار إغلاق مضيق هرمز، وفوّض المجلس الأعلى للأمن القومي باتخاذ القرار النهائي، وفق ما أوردت وسائل إعلام محلية نقلاً عن إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في مجلس النواب، فيما اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إغلاق المضيق سيكون «خطوة انتحارية» للاقتصاد الإيراني.
أهمية مضيق هرمز
يمر عبر المضيق نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أظهرت بيانات من شركة «فورتيكسا» أن ما يقرب من 17.8 إلى 20.8 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والوقود تدفقت عبر المضيق يومياً، منذ بداية 2022 وحتى الشهر الماضي.
وأثارت الهجمات على إيران التي شنتها إسرائيل ثم الولايات المتحدة، قلق المستثمرين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للنفط بنحو 10%، وسط مخاوف من أن ترد إيران بتعطيل حركة الشحن في مضيق هرمز.
وحسب منظور الاقتصاد العالمي، لا توجد أماكن تُضاهي أهمية مضيق هرمز من الناحية الاستراتيجية.
وفي أعقاب الغارات الجوية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية، ارتفع سعر خام برنت، وهو المؤشر العالمي، لفترة وجيزة فوق 80 دولاراً للبرميل، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ يناير. وقبل الصراع، تراوحت الأسعار إلى حد كبير بين 60 و75 دولاراً للبرميل منذ أغسطس/ آب 2024.
«تهديدات مرتفعة»
وصنفت القوة البحرية المشتركة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، التهديدات ضد الشحن التجاري المرتبط بواشنطن في البحر الأحمر وخليج عدن بأنها «مرتفعة»، عقب الغارات الأمريكية.
وقالت شركة «ميرسك» العالمية للشحن إنها تواصل الإبحار عبر مضيق هرمز، لكنها «تراقب الموقف» وقد تعيد التقييم بناء على المستجدات الميدانية.
في الأثناء، ساد القلق بين مالكي السفن؛ فقد أفادت وكالة «أسوشيتد برس» أن بعض السفن شددت إجراءاتها الأمنية، في حين ألغت أخرى رحلاتها عبر المضيق.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر بحرية أن التشويش الإلكتروني في أنظمة الملاحة البحرية التجارية قد تصاعد خلال الأيام الماضية في المنطقة المحيطة بالمضيق والخليج الأوسع، ما أثر في حركة السفن في المنطقة.
أكثر الدول تضرراً من إغلاق مضيق هرمز
ويتّجه نحو 84 % من النفط العابر في مضيق هرمز قبالة سواحل إيران إلى بلدان آسيوية، أبرزها الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، وهي اقتصادات حسّاسة جدّاً إزاء أيّ قيود قد تفرض على الملاحة البحرية في حال تصاعد حدّة النزاع في الشرق الأوسط.
في ما يأتي، أبرز البلدان الآسيوية التي توجّه إليها صادرات النفط العابرة في المضيق:
الصين
بحسب تقديرات الخبراء، يمرّ أكثر من نصف النفط المستورد إلى آسيا الشرقية عبر المضيق.
وهي خصوصاً حال الصين التي استوردت في الربع الأول من العام 5,4 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر المضيق، بحسب الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة، في حين تشتري الصين، أكثر من 90 % من صادرات إيران النفطية.
الهند
في الربع الأول من العام، استوردت الهند 2,1 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز، بحسب بيانات الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة. وهي تعوّل كثيراً على هذا المعبر الاستراتيجي، ما يضع نيودلهي في وضع حرج في ظلّ تصاعد التوتّرات في المنطقة، رغم ازدياد الواردات النفطية الروسية إلى الهند منذ ثلاث سنوات.
وقال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري على «إكس»: «سنتّخذ كلّ التدابير اللازمة لضمان استقرار إمدادات الوقود لمواطنينا». وأكد «نوّعنا مصادر الإمداد في السنوات الأخيرة... ويتمتّع موزّعونا باحتياط يكفي لأسابيع وهم يعتمدون على سبل عدة للإمداد»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
كوريا الجنوبية
بحسب أرقام قطاع النفط الوطني، يعبر نحو 68 % من واردات النفط الخام إلى كوريا الجنوبية عبر مضيق هرمز، أي نحو 1,7 مليون برميل في اليوم وفق تقديرات الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الطاقة الكورية الجنوبية «ما من اختلالات راهناً في واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، لكن أزمة إمداد قد تطرأ بحسب تطوّر الوضع».
وأشار البيان إلى أن «الحكومة والجهات المعنية في القطاع أعدّت العدّة لحالات الطوارئ مبقية على احتياط استراتيجي من النفط يوازي نحو مئتي يوم من الإمدادات ومخزون كاف من الغاز الطبيعي المسال».
اليابان
تستورد اليابان 1,6 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز، بحسب الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة. وبالاستناد إلى بيانات الجمارك اليابانية، كان 95 % من النفط الخام الوارد إلى الأرخبيل العام الماضي يأتي من الشرق الأوسط.
وبدأت شركات شحن منتجات الطاقة في البلد تكيّف ترتيباتها. وأفادت مجموعة «ميتسوي او اس كاي»: «نتّخذ تدابير لنخفّض قدر المستطاع فترات بقاء سفننا في الخليج».
بلدان أخرى
استوردت بلدان أخرى في آسيا مليوني برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز في الربع الأول من العام كانت أبرزها تايلاند والفلبين. لكن أوروبا (0,5 مليون) والولايات المتحدة أيضا (0,4 مليون) كان لهما أيضاً حصّة من النفط العابر في المضيق.
بدائل محدودة
قد تحاول البلدان الآسيوية تنويع مصادر الإمداد، لا سيّما من خلال زيادة مشتريات النفط الأمريكي، لكن من المستحيل تعويض إجمالي الكمّية الواردة من الشرق الأوسط.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 34 دقائق
- صحيفة الخليج
الأسهم الأمريكية ترتفع مع هدوء الرد الإيراني.. والنفط يهبط 6%
ارتفعت الأسهم الأمريكية، يوم الاثنين، مع انخفاض أسعار النفط، عقب ردّ إيران المُتحفظ على الهجمات الأمريكية. ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 305 نقاط، أي ما يعادل 0.7%. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.7%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المُركّب بنسبة 0.9%. ردّت إيران يوم الاثنين بمهاجمة قاعدة أمريكية في قطر واعتبر المستثمرون والمراقبون هذا الردّ أكثر هدوءاً مما كان متوقعاً. انخفضت أسعار النفط الأمريكي بنسبة 6% إلى 69.3 دولار، حيث راهن المُتداولون على أن إمدادات النفط الخام لن تتأثر بشكل كبير بسبب الصراع الدائر.


الإمارات اليوم
منذ 34 دقائق
- الإمارات اليوم
سلطنة عمان: نتضامن مع دولة قطر فيما تتخذه من إجراءات تحفظ أمنها واستقرارها
أعرب ناطق رسمي بوزارة الخارجية عن استنكار سلطنة عُمان للتصعيد الإقليمي المتواصل الذي تشهده المنطقة والذي تسببته إسرائيل في الثالث عشر من شهر يونيو الجاري بهجومها الصاروخي اللا مشروع على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتبادل الهجمات الصاروخية المتواصلة منذ ذلك الحين، بما في ذلك القصف الصاروخي الإيراني الأخير لمواقع سيادية في دولة قطر الشقيقة، والذي تعتبره سلطنة عُمان عملاً مرفوضًا ومُدانًا ينتهك سيادة دولة شقيقة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويتنافى مع سياسة حسن الجوار وينذر بتوسيع رقعة الصراع الذي لا طائل منه سوى مزيد من الأضرار والدمار وتقويض قواعد الأمن والاستقرار وسلامة شعوب المنطقة. وأعرب الناطق عن تضامن سلطنة عُمان مع دولة قطر وفيما تتخذه من إجراءات تحفظ أمنها واستقرارها. كما دعا الناطق إلى ضرورة الوقف الفوري للأعمال العسكرية والصاروخية جميعها وتغليب الحكمة في اللجوء إلى المفاوضات السلميّة والاحتكام للقانون الدولي في معالجة أسباب الصراع وتحقيق التسوية العادلة بالوسائل المشروعة.


الإمارات اليوم
منذ 35 دقائق
- الإمارات اليوم
"مجلس التعاون" يدين ويستنكر الهجوم الصاروخي الإيراني على أراضي قطر
أدان جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بأشد عبارات الإدانة والاستنكار الهجوم الصاروخي الذي قامت به إيران ضد أراضي دولة قطر. وأكد البديوي أن هذا الاعتداء يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر، ومساسًا مباشرًا بأمن دول المجلس كافة، مجددًا التأكيد على أن أمن دول مجلس التعاون كلٌ لا يتجزأ، وأن المجلس يقف صفًا واحدًا مع دولة قطر في مواجهة أي تهديد لأمنها وسلامة أراضيها. وقال "إنه في الوقت الذي تقوم به دولة قطر ودول مجلس التعاون بإدانة شديدة للهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، وتبذل كل جهودها لوقف إطلاق النار والوساطة، تتفاجأ بهذا الهجوم الصاروخي الإيراني عليها والذي يعد خرقًا لجميع الأعراف والمعاهدات والقوانين الدولية والأممية". ودعا البديوي المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته في إدانة هذا العمل العدواني، واتخاذ خطوات فاعلة لردع التصرفات الإيرانية غير المسؤولة، والعمل على استعادة الاستقرار ومنع مزيد من التصعيد في المنطقة، وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية، حفاظًا على أمن المنطقة وسلام شعوبها.