logo
ترامب في الخليج ، صفقات بلا سلام، وصمت مدوٍّ تجاه غزة ، بقلم : د. خالد جاسر سليم

ترامب في الخليج ، صفقات بلا سلام، وصمت مدوٍّ تجاه غزة ، بقلم : د. خالد جاسر سليم

شبكة أنباء شفا١٧-٠٥-٢٠٢٥

ترامب في الخليج ، صفقات بلا سلام، وصمت مدوٍّ تجاه غزة ، بقلم : د. خالد جاسر سليم
مقدمة
جاءت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات بين 13 و15 أيار/مايو في لحظة سياسية شديدة الحساسية، إذ نجح خلالها في حشد التزامات استثمارية تجاوزت ثلاثة تريليونات دولار، وأعاد تفعيل الدور الأمريكي في الخليج في سياق تنافسي حاد مع القوى الدولية الكبرى، لا سيما على المستويين الاقتصادي والجيوسياسي. لكن الزيارة التي تزامنت مع استمرار العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة، الذي دخل شهره العشرين، في ظل حصار وتجويع وتدمير ممنهجين، ومحاولات متواصلة للتهجير والتطهير العرقي. هذه الزيارة التي اثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية؛ حيث اعتبرها البعض مؤشرًا على تحول استراتيجي وانحسار لدور إسرائيل لصالح تفاهمات إقليمية ودولية تجري بمعزل عنها، وان حالة الفتور التي تعتري العلاقة بين ترامب ونتنياهو تعكس تحولا في السياسات الامريكية نحو مقاربة اكثر استقلالية في إدارة الملف الفلسطيني. في المقابل، يرى فيها آخرون توزيعا للادوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وانطلاقًا من هذا التباين في القراءات، تسعى هذه المقالة إلى فحص كلا الاتجاهين من خلال تحليل مضمون شامل للخطابات الأربعة التي ألقاها الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته إلى الخليج – في مؤتمر الاستثمار السعودي–الأمريكي في الرياض، وقاعدة العديد الجوية في قطر، ولقاءيه مع أمير قطر ورئيس دولة الإمارات – والتي بلغ مجموع مدتها نحو 120 دقيقة، من خلال الاستماع الكامل والتفكيك المنهجي للمضامين السياسية المعلنة والضمنية، بهدف فهم كيفية تقديم ترامب لموقفه من العدوان على غزة، وكيفية تعامله مع ملف التسوية السياسية وحل الدولتين، وما إذا كانت خطاباته تعكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقة الأمريكية مع إسرائيل. كما يناقش التحليل الآثار المترتبة على هذه المقاربة في المدى القريب والمتوسط والبعيد، ويختم بطرح سؤال محوري: ما الرد الفلسطيني المطلوب لمواجهة ما يبدو محاولة ممنهجة لإعادة تعريف الصراع وتصفية القضية الفلسطينية ضمن هندسة إقليمية جديدة؟
كيف نظر ترامب إلى العدوان على غزة؟
قدّم دونالد ترامب في خطاباته إدانة صريحة للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، محمّلًا إياها المسؤولية الكاملة عن هجوم 7 أكتوبر، الذي وصفه بأنه 'واحد من أسوأ الأيام في تاريخ الشرق الأوسط'. وقد كرّر مرارًا مقولته: '7 أكتوبر لم يكن ليحدث لو كنت أنا رئيسًا… لأن إيران كانت مفلسة، لم تكن قادرة على تمويل حماس.' هذا التكرار يعكس تبنّيًا كاملًا لمعادلة الأمن الإسرائيلي، ويعيد تأطير الصراع ضمن ثنائية مبسّطة بين إسرائيل و'وكلاء إيران'، متجاهلًا السياق البنيوي المتمثل في الاحتلال، والحصار، والتجويع، وسياسات الإبادة والتطهير العرقي المتواصلة منذ أكثر منذ اكثر من تسعة عشر شهرًا.
وفي اطار تبنّيه الكامل للسردية الإسرائيلية، خلت خطابات ترامب من أي مطالبة صريحة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، واقتصرت الإشارات إلى المأساة الإنسانية على تعبيرات عاطفية منفصلة عن أي موقف سياسي واضح. فعلى الرغم من قوله: 'الناس في غزة يُعاملون بطريقة فظيعة… إنه أمر مروّع'، فإن هذا التصريح، عند قراءته في سياق شخصيته النرجسية، يبدو تعاطفًا شكليًا يفتقر إلى مضمون إنساني حقيقي، ويخلو من أي التزام أخلاقي تجاه الضحايا. ويتعزز هذا الانطباع بإسراعه إلى تحميل حركة حماس مسؤولية المعاناة، بقوله: 'لكن ذلك لا يمكن أن يحدث طالما أن قادتهم يختطفون ويعذبون الأبرياء.' وهو خطاب يُفرغ التعاطف من أي بعد حقوقي، ويعيد إنتاج الرواية الإسرائيلية التي تُدين المقاومة وتُبرّئ الاحتلال، من دون أن يتضمّن أي دعوة لوقف العدوان أو لمحاسبة الجهة المعتدية.
وفي سياق لاحق، أطلق ترامب تصريحًا أثار جدلًا واسعًا، اعتبره بعض المراقبين تراجعًا جزئيًا أو إعادة صياغة مخففة لدعوة سابقة للتهجير، حيث قال: 'لدي مفاهيم جيدة جدًا لغزة… اجعلوها منطقة حرية. دعوا الولايات المتحدة تأخذ غزة وتحولها إلى منطقة حرية.' كما عبّر عن قلقه من تدهور الأوضاع بقوله: 'الكثير من الناس يتضورون جوعًا في غزة… هناك الكثير من الأشياء السيئة تحدث.' ومع ذلك، فإن هذه التصريحات، رغم لغتها المختلفة نسبيًا، لم تُقدّم طرحًا سياسيًا متكاملًا، بل جاءت في سياق مستمر من تحميل الفلسطينيين مسؤولية مصيرهم، دون أي إشارة لدور إسرائيل عن الكارثة الإنسانية الممتدة.
كيف نظر إلى القضية الفلسطينية وحل الدولتين في خطاباته؟
فضلا عما سبق، يكشف تحليل الخطابات عن تغييب متعمّد لأي إشارة إلى حل الدولتين أو الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. فعلى الرغم من أن رئيس مجلس التعاون الخليجي، خلال الاجتماع الذي جمع ترامب بقادة دول المجلس، وجّه دعوة صريحة إلى وقف العدوان الإسرائيلي والتوصل إلى حل عادل ينهي الاحتلال ويقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، تجاهل ترامب هذا المطلب كليًا. لم يقدّم أي تصور لتسوية سياسية، ولا حتى إعادة تكرار أو تعديل لـ'صفقة القرن' التي طرحها في ولايته الأولى. في هذه المرة، غابت أية مبادرة، حتى الشكلية منها، ليقتصر خطابه على الترويج لاتفاقيات 'أبراهام' بوصفها المسار الوحيد الممكن للسلام، وفق معادلة 'السلام مقابل التطبيع'، دون ربطها بإنهاء الاحتلال أو ضمان الحقوق الفلسطينية.
وفي هذا الإطار، حرص ترامب على استحضار تجربته السابقة في إطلاق الاتفاقات، وعبّر صراحة عن تطلّعه لانضمام السعودية بشكل علني وكامل إليها، موجّهًا نداءً علنيًا لولي العهد السعودي بقوله: 'سيكون من دواعي سروري الكبير أن تنضم السعودية إلى اتفاقيات أبراهام… أتمنى أن يتحقق ذلك قريبًا.' كما ألمح إلى إمكانية انضمام دول أخرى مثل سوريا، مقابل رفع العقوبات، ما يعكس مقاربة تقوم على صفقات ثنائية لا على إطار قانوني دولي أو رؤية شاملة لحل الصراع. وهكذا، أعاد ترامب تعريف الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي ضمن مقاربة أمنية–إقليمية، يفرغ القضية الفلسطينية من محتواها السياسي التحرري ويحوّلها إلى ملف قابل للإدارة بدلًا من كونها قضية تتطلب حلاً جذريًا وعادلًا، كشرط ومتطلب للاستقرار والتنمية الإقليمية.
هل تعكس الخطابات تحولًا استراتيجيًا في العلاقة مع إسرائيل؟
لقد تناولت هذا السؤال بإسهاب في مقالة سابقة بعنوان 'الخلاف مع نتنياهو لا يعني الخلاف مع إسرائيل'، وأشرنا فيها إلى أن الرهان على وجود تحوّل استراتيجي في موقف ترامب من إسرائيل نتيجة التباين مع نتنياهو ينطوي على مبالغة كبيرة في التقدير. فالعلاقة الأمريكية–الإسرائيلية، كما تؤكد خطابات ترامب الأربعة خلال زيارته الخليجية، تظل علاقة بنيوية تحكمها مصالح مؤسسية راسخة، تتجاوز الحسابات الشخصية أو الظرفية. ويعزز هذا الثبات تحالف اللوبي الإسرائيلي داخل مؤسسات صنع القرار الأمريكية عبر الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلى جانب الدعم العقائدي من التيارات الإنجيلية التي ترى في إسرائيل تجسيدًا لنبوءات دينية، فضلا عن كونها القاعدة المتقدمة للغرب في منطقتنا. لم تحمل خطابات ترامب أي مؤشرات على مراجعة هذا التحالف، بل جاءت دعواته العلنية لتوسيع اتفاقيات أبراهام كإعادة تأكيد على إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية ودمج إسرائيل في هذا النظام كفاعل رئيسي.
ما هي الآثار المباشرة والمتوسطة والبعيدة المدى لهذه المقاربة؟
أعادت خطابات ترامب الأربعة خلال زيارته الخليجية رسم معادلة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي بشكل يُضفي شرعية ضمنية على العدوان الإسرائيلي من خلال تجاهل كامل لانتهاكات الاحتلال وإدانة صريحة لحركة حماس، ما وفّر غطاءً سياسيًا لاستمرار العدوان، ومحاولات التهجير والتطهير، وتسريع سياسات الضم 'غير المعلن' للضفة الغربية تحت غطاء تشريعي متدرّج. على المدى المتوسط، أدى تغييب أي إشارة لحل الدولتين أو تسوية سياسية، مقابل الترويج لاتفاقيات أبراهام كالمسار الوحيد للسلام، إلى تفريغ القضية من بعدها التحرّري وتحويلها إلى أزمة إدارية–إنسانية، مع تهميش الحقوق الوطنية وغياب الأفق السياسي. أما على المدى البعيد، فإن هذه المقاربة تؤسس لدمج إسرائيل في النظام الإقليمي دون أي التزام بإنهاء الاحتلال أو قيام دولة فلسطينية، ما يعني بقاء جذور الصراع قائمة وقابلة للانفجار مجددًا، وإن بأدوات وفاعلين جدد، طالما لم يُعالَج جوهر الصراع المتمثل في استمرار الاحتلال وإنكار الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
ما الرد الفلسطيني المطلوب لمواجهة محاولات تصفية القضية؟
تفرض التحولات في خطاب القوى الدولية، كما تعكسها مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، ضرورة عاجلة لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني كخيار استراتيجي لا يحتمل التأجيل. فعلى المدى القريب، تبرز الحاجة إلى وقف العدوان على غزة، وتكثيف جهود الإغاثة وتعزيز الصمود، بالتوازي مع تحرّك دبلوماسي نشط لاستثمار المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين (17–20 حزيران، برئاسة سعودية–فرنسية) لتعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في ظل ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني عبر توافق وطني حقيقي، لا تقاسم وظيفي. وعلى المدى المتوسط، يتطلب الواقع الفلسطيني الراهن تجديد النظام السياسي، وتجاوز حالة التآكل التنظيمي وفقدان الشرعية، من خلال إعادة الهيكلة على أسس الشراكة والتمثيل الديمقراطي، كما نصّ عليه اتفاق الفصائل الفلسطينية في بكين (23 تموز/يوليو 2024)، وأن تنتقل القيادة السياسية من موقع المراقبة والتوصيف والإدانة إلى موقع الفعل والمبادرة. أما على المدى البعيد، فإن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كإطار جامع ومعبر عن 'الكل الفلسطيني' بين البحر والنهر وفي الشتات، وبلورة استراتيجية مقاومة وطنية متعددة الأدوات، يشكّلان مدخلًا أساسيًا لإعادة تموضع القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، على قاعدة الاعتراف والحقوق المتبادلة، ورفض الاعتراف الأحادي والالتزامات غير المتكافئة.
وفي خضم هذا المسار الطويل والمعقد، لا بد من استحضار ما كتبه القائد الفلسطيني صلاح خلف (أبو إياد) في كتابه فلسطيني بلا هوية: 'ذات يوم سيكون لنا وطن.' تلك العبارة لم تكن وعدًا حالمًا، بل تعبيرًا مكثفًا عن إصرار سياسي وتاريخي على أن المشروع الوطني، رغم كل محاولات الطمس والتصفية، سيظل قابلًا للاستعادة والتجدد ما دام هناك شعب يقاوم، ونخبة تؤمن بأن الوطن يُنتزع ولا يُمنح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السعودية تقدم دفعة من المنحة المقدمة لدولة فلسطين بقيمة 30 مليون دولار
السعودية تقدم دفعة من المنحة المقدمة لدولة فلسطين بقيمة 30 مليون دولار

قدس نت

timeمنذ 2 ساعات

  • قدس نت

السعودية تقدم دفعة من المنحة المقدمة لدولة فلسطين بقيمة 30 مليون دولار

الخميس 26 يونيو 2025, 12:57 م تسلّم وزير المالية عمر البيطار، اليوم الخميس، دفعة من المنحة المقدمة لدولة فلسطين من المملكة العربية السعودية بقيمة 30 مليون دولار، في إطار الدعم السعودي المستمر لدولة فلسطين للعام 2025. وجرى تسليم الدفعة في مقر سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة الأردنية عمّان ، خلال لقاء جمع الوزير البيطار مع القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة المملكة لدى الأردن محمد بن حسن مونس. وأشاد البيطار بالدعم المالي والسياسي المتواصل للمملكة، مؤكداً على أهمية هذه المساهمة في التخفيف من حدة الأزمة المالية التي تمر بها دولة فلسطين ، في ظل السياسات الإسرائيلية الأخيرة، معبراً عن تقديره العميق للموقف التاريخي الثابت للمملكة تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق. وثمن، الموقف التاريخي الثابت للمملكة العربية السعودية تجاه فلسطين، ودعم حقوقها المشروعة وإقامة دولتها المستقلة، ناقلاً تحيات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد مصطفى إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على دعمهما السياسي والاقتصادي والإنساني الدائم. من جانبه، أوضح مونس أن هذه الدفعة تأتي في إطار حرص المملكة على دعم الحكومة الفلسطينية وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها المالية، مشيراً إلى أهمية هذه المساعدات في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناتهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية. وأكد على التزام بلاده الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية قدمت نحو 5.3 مليار دولار خلال السنوات الماضية، شملت تقديم مساعدات إنسانية واغاثية وتنموية ضمن دعمها لدولة فلسطين. ويُذكر أن المملكة العربية السعودية تقدم دعماً مالياً لفلسطين لدعم قطاعات حيوية، وعلى رأسها قطاعي الصحة والتعليم، ويتضمن تغطية نفقات المستشفيات، وشراء الأدوية والمعدات الطبية، وصرف رواتب الطواقم الطبية والمعلمين والإداريين في وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى تغطية نفقات تشغيل المدارس. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عمّان

حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة ، بقلم : راسم عبيدات
حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة ، بقلم : راسم عبيدات

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 3 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة ، بقلم : راسم عبيدات

حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة ، بقلم : راسم عبيدات الحرب التي يشنها المستوطنون على شعبنا في الضفة الغربية والقدس وحتى الداخل الفلسطيني -48 -،والتي لن تكون قرية كفر مالك – رام الله اخرها،والتي استشهد فيها 3 مواطنين واصيب 7 اخرين،بالإضافة الى حرق العديد من المنازل والممتلكات في تلك القرية. هذه العمليات الدموية،ليست فقط نتاج انفلات هذه القطعان وتطرفها،بل هي نتاج سياسة حكومية تغطي مثل الهجمات وتحميها، في إطار المخططات الرامية الى طرد وتهجير شعبنا الفلسطيني،فوزير مالية الإحتلال وعراب الإستيطان الديني سموتريتش،خيّر شعبنا الفلسطيني في إطار سياسة ' الهندستين' الجغرافية والديمغرافية المستمرة في شمال الضفة الغربية ومخيماتها وبلداتها وقراها،بين الموت في القتال أو الطرد والتهجير للخارج،ومن يتبقى منهم ملزم بالعمل كحطابين وسائقين عند دولته،ووزير حرب الإحتلال كاتس كافىء المستوطنين،بمنع اعتقالهم ادارياً ،وكذلك كل العمليات التي ينفذها هؤلاء المستوطنين لا تجري لهم اي اعتقالات او محاكمات على خلفية تلك الإعتداءت،والرئيس الأمريكي المأفون ترامب،ألغى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي السابق بايدن،والمتضمن لعقوبات ناعمة وشكلية بحق عدد من المستوطنين والمنظمات الإستيطانية،بسبب اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية،حيث هناك حالة من التماهي بين اليمين المتطرف التلمودي التوراتي الصهيوني الديني وبين اليمين المتطرف الأمريكي الإنجليكاني المسيحي،وليس أدل على ذلك ،قول ترامب بعد شن الحرب العدوانية الأمريكية الإسرائيلية على ايران' الأصيل والوكيل'،حاربنا معاً من اجل انقاذ وجود اسرائيل،وسأحارب من أجل انقاذ نتنياهو،وعدم محاكمته، فهو يعتبر تلقيه هدايا بقيمة 300 الف دولار، قضايا سخيفة وتافه سيجار ودمية،وهو حقيقة محق في هذا الجانب امام فساد الحكام والقيادات العربية والفلسطينية،حيث المبلغ المتهم به نتنياهو ،لا يساوي 1 %،من قيمة فساد القيادات العربية وحكامها. حرب المستوطنين على شعبنا،بعد توقف الحرب العدوانية على ايران، ستزداد شدة وضراوة وتطرفاً،في إطار خطة الحسم والتهويد والضم للضفة الغربية ،التي يقودها من جانب الحكومة سموتريتش وبن غفير،سموتريتش يزرع الضفة بالمستوطنات ويشرعن بؤر استيطانية قائمة،ويخطط لإغراقها بمليون مستوطن،ويغير اسمها من الضفة الغربية إلى اسم توراتي' يهودا والسامرة' ،وبن غفير يقوم بإطلاق يد المستوطنين،لكي يقوموا بزرع الرعب والخوف في صفوف المواطنين الفلسطينيين،بتكثيف الإعتداءات عليهم،عبر عمليات إطلاق نار يقتل ويجرح فيها مواطنين فلسطينيين،حيث قتل حتى الان 30 مواطن فلسطيني،بنيران هؤلاء المستوطنين،المشبعين بالحقد والعنصرية والتطرف،واعتداءاتهم مستمرة ولا تتوقف حرق منازل وتدمير ممتلكات وسرقة محاصيل وتسميم حيوانات،وقطع طرقات، وحتى حرق بشر،كما حصل في عملية حرق عائلة دوابشة احياء في قرية دوما،وانتقلت تلك العمليات لتغطي كل مساحة الضفة الغربية، جريمة حرق منازل وممتلكات بلدة حواره،ومن ثم تواصلت تلك الجرائم في بروقين وترمسعيا ورمون وقريوت وسنجل وبيتا وبيتين وبيت فوريك والفندق وقرى شرق بيت لحم ومسافر يطا في الخليل . اعتداءات،يوفر جيش الإحتلال الحماية لها ولا يقوم لا بلجمها ولا وقفها،في ظل بيت فلسطيني اتسع فيه'الفتق على الراتق'،بيت يحتاج الى تحصين داخلي ،وغياب رأس قيادي موحد،قادر على استشراف المخاطر المحدقة بشعبنا وقضيتنا،والتي تمر في اخطر مراحلها،مرحلة لا تحتاج الى شعارات وبيانات و'ببروغندا'، بقدر حاجتها الى فعل يُمكن من تعزيز صمود شعبنا وحماية وجوده،وهذا يتطلب القفز عن كل المهاترات والسجالات وتحميل المسؤوليات والتحريض والتحريض المضاد،والإبتعاد عن سياسة الإستجداء والخنوع،تلك السياسة التي لا تجلب لشعبنا سوى المزيد من النزف ودفع الأثمان،ففي الوقت الذي يقول فيه الفلسطينيين،انهم مع حل يضمن لهم إقامة دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين التاريخية،تضمن لهم الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة،تقول الحكومة الإٍسرائيلية المتطرفة والتي يتماها معها مجتمعها، بانهم لن يسمحوا بإقامة دولة فلسطينية ما بين النهر والبحر،و'قوننوا' ذلك عبر برلمانهم ' الكنيست' بالقراءات الثلاثة، برفض اقامة دولة فلسطينية،واي قرار يبطل ذلك،يحتاج الى موافقة 80 عضو كنيست من اصل 120 عضو،بالإضافة الى تصويت المستوطنين في الضفة الغربية،وأبعد من ذلك سموتريتش يقول بأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني،وهذا اختراع عمره اقل من مئة عام،وفي سياقه رفضه لإقامة دولة فلسطينية،قال لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية على جزء من 'أرض اسرائيل التاريخية'،وبالمناسبة الإدارة الأمريكية تتماهى مع الرؤيا الإسرائيلية تماماً ،ورغم كل الوضوح والعداء السافر للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية،نجد هناك من يقدم الترليونات من الدولارات لتلك الإدارة،ويقول عن رئيسها المأفون ترامب، بأنه رجل سلام ويعمل على تحقيق السلام. هي حالة عربية رسمية منهارة،لأنظمة فاقدة لإرادتها وقرارها السياسي، 'تجتر' نفس العبارات والبيانات والإسطوانات المشروخة في كل قمة تعقدها عربية واسلامية، ندين ونشجب ونستنكر وندعو ونحمل المجتمع الدولي المسؤولية،دون أن تتحمل مسؤولياتها،او تقوم بواجباتها،او تستخدم طاقاتها وإمكانياتها وعلاقاتها وثرواتها،في ممارسة ضغوط جدية على امريكا وحلفائها،لوقف حرب الإبادة والتجويع والحصار بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية ومدينة القدس ،وتطبيق قرارات الشرعية الدولية على قاعدة المساواة وبعيدا عن إزدواجية المعايير والإنتقائية. هذه المواقف العربية الرسمية البائسة،تجعل الموقف الدولي الصامت في قسم منه والمتواطىء في قسم أخر،وعلى كل علاته،نجده احياناً متقدم على المواقف العربية والإسلامية،لا يتخذ مواقف متشددة من اسرائيل وانتهاكها السافر للقانون الدولي والدولي الإنساني والإتفاقيات والمواثيق الدولية. بعد توقف الحرب العدوانية الأمريكية – الإسرائيلية على ايران،تلك الحرب التي قال المأفون ترامب، بانه خاضها مع 'بيبي' من أجل حماية وجود اسرائيل،والذي يطالب أيضاً بإلغاء محاكمته،ويعتبر ذلك شيء مخجل ،فالقضايا المتهم بها نتنياهو،تلقيه هدايا سيجار فاخر ودمية وتغطية اعلامية منحازة وغيرها،قضايا تافة لا تستحق المحاكمة. الحرب على شعبنا من قبل المستوطنين وبقرار وتغطية حكومية، ستصبح أكثر شدة وضراوة في الضفة الغربية والقدس،حيث اعتبر قادة اسرائيل بأن عام 2025 ،ومع مجيء ادارة المأفون ترامب،عام الحسم والسيطرة والسيادة على الضفة الغربية،فهل تنبعث قيادة فلسطينية،ترتقي الى حجم المخاطر والتحديات،بعيداً عن لغة المزايدات والكليشهات المكررة،أم ستبقى تسير في نفس المسار الذي أثبت عدم جداوه،وان تستخدم نفس الأدوات،لن يقود الى نتائج مغايرة،لن يقود الى نتائج مغايرة،فهذه ادوات استهلكت وعفى عليها الزمن. فلسطين – القدس المحتلة

السعودية تقدم 30 مليون دولار لفلسطين
السعودية تقدم 30 مليون دولار لفلسطين

معا الاخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • معا الاخبارية

السعودية تقدم 30 مليون دولار لفلسطين

عمان - معا- تسلّم وزير المالية عمر البيطار، اليوم الخميس، دفعة من المنحة المقدمة لدولة فلسطين من المملكة العربية السعودية بقيمة 30 مليون دولار، وذلك في إطار الدعم السعودي المستمر لدولة فلسطين للعام 2025. وجرى تسليم الدفعة في مقر سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة الأردنية، عمّان، خلال لقاء جمع البيطار مع القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة المملكة لدى الأردن محمد بن حسن مونس. وأشاد البيطار بالدعم المالي والسياسي المتواصل للمملكة، مؤكداً أهمية هذه المساهمة في التخفيف من حدة الأزمة المالية التي تمر بها دولة فلسطين، في ظل السياسات الإسرائيلية المتصاعدة، معبراً عن تقديره العميق للموقف التاريخي الثابت للمملكة تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق. كما ثمن البيطار الموقف التاريخي الثابت للمملكة العربية السعودية تجاه فلسطين، ودعم حقوقها المشروعة وإقامة دولتها المستقلة، ناقلاً تحيات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد مصطفى إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء على دعمهما السياسي والاقتصادي والإنساني الدائم. من جانبه، أوضح مونس أن هذه الدفعة تأتي في إطار حرص المملكة على دعم الحكومة الفلسطينية وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها المالية، مشيراً إلى أهمية هذه المساعدات في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته في مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية. وأكد التزام المملكة الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية قدمت نحو 5.3 مليار دولار خلال السنوات الماضية، شملت تقديم مساعدات إنسانية واغاثية وتنموية ضمن دعمها لدولة فلسطين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store