logo
كارثة صحية جديدة تلوح في الأفق

كارثة صحية جديدة تلوح في الأفق

الدستور١٦-٠٧-٢٠٢٥
تعيش غزة، تلك البقعة الصغيرة المليئة بالتاريخ والتحديات، أزمات متلاحقة يعاني منها أهلها منذ سنوات عدة، لكنها تفاقمت في الأونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، يأتي في مقدمة هذه الأزمات، تحذيرات جديدة أطلقتها وزارة الصحة الفلسطينية، حيث تسلط الضوء على خطر داهم يهدد المنظومة الصحية في قطاع غزة، فالنقص الحاد في الوقود جعل المستشفيات في موقف كارثي، حيث يُهدد بإغلاقها التام خلال الساعات القليلة القادمة، مما يعكس حالة الانهيار الوشيك للمنظومة الصحية.
يقف وراء هذه الأزمة المستمرة حصار إسرائيلي مشدد يفرض قيودًا صارمة على دخول الوقود إلى القطاع، ترتكز هذه القيود على مزاعم بأن الوقود قد يُستخدم من قبل حركة حماس في تصنيع الأسلحة، وهو ما تنفيه منظمات الإغاثة الدولية، التي تطالب بضرورة السماح بإدخال الإمدادات الإنسانية بشكل فوري وغير مشروط.
إن أزمة الوقود التي تعصف بقطاع غزة، ليست بالأمر الجديد، لكن الوضع بلغ ذروته في الآونة الأخيرة، ليؤثر بصورة مباشرة على قدرة المستشفيات على تشغيل مولداتها الكهربائية، التي أصبحت تعتمد عليها بشكل كامل نتيجة انقطاع الكهرباء المتواصل، لم تقتصر التداعيات على نقص الوقود، بل امتدت لتشمل أيضًا صعوبات في تأمين قطع الغيار اللأزمة لتشغيل هذه المولدات، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع الصحي في القطاع.
ليس الوضع الصحي وحده ما يثير القلق، بل يتعداه إلى الوضع البيئي المتدهور في المدينة، فقد حذرت بلدية غزة من كارثة صحية محتملة بسبب طفح أكبر تجمع لمياه الصرف الصحي والأمطار، فمع ارتفاع منسوب هذه المياه بشكل ملحوظ، تعجز الفرق العاملة عن تصريف هذه المياه بسبب نقص الوقود والإمكانيات، إن تفشي مياه الصرف الصحي في الشوارع يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث تُعتبر هذه المياه بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض.
تعيش غزة في ظل أزمة خانقة لا تُحتمل، حيث طالت أزمة الوقود جميع مناحي الحياة، بما في ذلك إنتاج المياه، فقد أكد مسؤول في سلطة المياه بغزة، أن هناك انخفاضًا بنحو 70% في إنتاج آبار المياه، وهذا يعود بشكل رئيسي إلى منع الاحتلال الإسرائيلي من تزويدها بالوقود اللأزم، وذلك منذ أن استأنف عملياته العسكرية في مارس الماضي.
تعتمد سلطة المياه في غزة في الوقت الحالي على مخزون السولار المتاح لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في جنوب القطاع، إلا أن هذا المخزون لن يكفي لأكثر من أسبوع، مما يشير إلى خطر وشيك إذا لم يُسمح بدخوله.
إلى جانب أزمة الوقود، خلفت العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي المستمر آثارًا مدمرة على القطاع الصحي، فقد أدى القصف إلى خروج 22 مستشفى من أصل 38 مستشفى عن الخدمة، مما جعل النظام الصحي على حافة الانهيار، واستمرار الصراع يضع ضغطًا أكبر على المستشفيات المتبقية، والتي تستقبل تدفقًا كبيرًا من الجرحى، ومع تصاعد النزاع، تزداد الحاجة إلى دعم عاجل وسريع من المجتمع الدولي لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية.
يتفاقم الوضع الإنساني بشكل يومي في القطاع، مما جعل الحياة اليومية لكثير من الأسر الفلسطينية تكاد تكون غير محتملة، إذ تعي السلطات الإسرائيلية، أن بقاء الكتلة السكانية في قطاع غزة، يشكل خطرًا مستمرًا على أمنها، مما يدفعها لتكثيف الاجراءات التي تهدف إلى زعزعة هذه الكتلة وتفكيكها، حيث تسعى هذه السياسات إلى إيجاد حالة من الإحباط والضعف بين السكان، ما قد يدفعهم إلى الرحيل أو التهجير.
تتواصل الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بصورة متزايدة ودون رحمة، إن الأفعال الإجرامية التي تتمثل في القتل والهدم والترحيل، تؤكد على التحديات المستمرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، حيث يحمل المشهد العام دلالات واضحة على أن النزيف الفلسطيني مفتوح على مصراعيه، وأن الألم والمعاناة في تزايد مستمر.
في ظل الانتهاكات الجسيمة التي تمارس بحق الفلسطينيين، يبدو أن الدول العربية تتفرج ولا تتحرك بشكل فعلي لوقف هذا الإجرام، فقد ساهم هذا الصمت العربي في منح إسرائيل الشعور بالحصانة تجاه أفعالها، مما يزيد من جموح سلوك المستعمر الإجرامي، الأمر الذي يطرح التساؤلات الآتية: هل سيستمر هذا الوضع إلى ما لا نهاية؟ إلى متى سيبقى الإجرام الإسرائيلي ينتشر بلا رادع؟ متى ستتحرك الأمة العربية بشكل جاد لإنهاء هذا النزيف المستمر بفعالية وحزم؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كلمة عابرة معونات خالية من القيمة الغذائية!
كلمة عابرة معونات خالية من القيمة الغذائية!

بوابة الأهرام

timeمنذ 13 ساعات

  • بوابة الأهرام

كلمة عابرة معونات خالية من القيمة الغذائية!

آخر التفاصيل المُكْتَشَفَة لجريمة التجويع التى تَشنُّها إسرائيل فى غزة، وبرضوخها شكلياً، تحت الضغط العالمى، وبتحايلها بمنح ما أطلقت عليها (مؤسسة غزة الإنسانية)، حصرياً، مهمة توزيع الغذاء على الفلسطينيين، وبزعم الرقابة على محتويات صندوق المعونة الغذائية، لعبت الأيادى الإسرائيلية فى تحديد المكونات الغذائية لأغراض شيطانية! فقد نُقِل عن تقرير لـ(بى بى سى/ عربى)، استطلعت فيه آراء خبراء فى التغذية، أن الصندوق الذى يصل بصعوبة إلى قليل من الفلسطينيين، فى حين أنه يملأ المعدة، إلا أنه نظام غذائى فارغ، وأن أخطر ما فيه ما يفتقده من قيم غذائية، لأنه مُصَمَّم فقط لوقف النزيف الناتج عن الجوع الحاد، وأن الاستمرار فى هذا النظام لأسبوع أو أكثر يُعَرِّض لجوع خفى، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل فقر الدم والاسقربوط (نقص فيتامين سى). كما أن محتويات الصندوق تفتقر إلى الكالسيوم والحديد والزنك والفيتامينات، ولا تُلَبِّى احتياجات الأطفال الصغار! وهكذا تَفَتَّقت الأدمغة الإسرائيلية عن إيجاد مخرج لها للاستمرار فى جريمة التجويع! أى أن الأمر ليس كما تَوَهَّم البعض بأن الضمير العام الإسرائيلى قد استيقظ لفداحة الجريمة، أو حتى أنه استجاب للضغوط، وإنما، فقط، إدراكاً منهم للخطر الذى قد يلحق بهم من تفشى فضيحتهم فى العالم مع الانتشار المتزايد لمناظر الجوعى، وخاصة الهياكل العظمية للأطفال الموتى والمشرفين على الموت. فخشيت إسرائيل من توابع كل هذا، بما يهدد صورتها المفبركة كدولة تمثل الحضارة الحديثة وسط إقليم ليس كذلك! كما أضافت أيضاً، لتضمن استمرار حرب التجويع تحت غطاء الترويج للدور الإنسانى لهذه الشركة، إصدار التعليمات لجنودها بإطلاق الرصاص على الذاهبين لتلقى المعونة! وقد اعترف جنود إسرائيليون فى صحف إسرائيلية بأنهم تلقوا أوامر بإطلاق الرصاص على فلسطينيين مدنيين معدمين متهالكين من الجوع ليس هناك اشتباه على حملهم أى سلاح! مما جعل بعض منابر الإعلام الغربية تطلق على هذه الطريقة لتقديم المعونات (مصائد الموت)! وقد سجلت الأمم المتحدة مقتل 1045 شخصاً حتى 21 يوليو الحالى، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، منهم 766 قُتِلوا بالقرب مما يُسَمَّى مراكز توزيع مؤسسة غزة الإنسانية!.

وزير الخارجية يلتقي نظيره الباكستاني بنيويورك لبحث تطورات غزة وتعزيز التعاون الثنائي
وزير الخارجية يلتقي نظيره الباكستاني بنيويورك لبحث تطورات غزة وتعزيز التعاون الثنائي

أهل مصر

timeمنذ 14 ساعات

  • أهل مصر

وزير الخارجية يلتقي نظيره الباكستاني بنيويورك لبحث تطورات غزة وتعزيز التعاون الثنائي

التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الإثنين، بالسيد محمد إسحاق دار، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية باكستان، وذلك على هامش فعاليات المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، المنعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وخلال اللقاء، أعرب الوزير عبد العاطي عن تقديره لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين مصر وباكستان، مشيدًا بتقارب الرؤى إزاء العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكد أهمية مواصلة التشاور من خلال الآليات الثنائية، خاصة اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، إلى جانب التنسيق في المحافل متعددة الأطراف. كما عبّر الوزير عن تطلع القاهرة لأن تسهم إسلام آباد، في ضوء رئاستها الحالية لمجلس الأمن الدولي، بدور فعال في دعم القضايا ذات الأولوية، وفي مقدمتها الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، وضرورة ضمان وصول المساعدات إلى الشعب الفلسطيني بشكل آمن ودون عوائق. وفي الشأن الاقتصادي، شدد عبد العاطي على أهمية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، داعيًا الجانب الباكستاني إلى زيادة استثماراته في مصر، خاصة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإعادة تفعيل مجلس الأعمال المصري-الباكستاني. كما ناقش الوزيران فرص التعاون في مجال الصحة والصناعات الدوائية، لا سيما في مكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي". وتناول اللقاء كذلك آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي الجهود المصرية المستمرة، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأشار إلى اعتزام مصر تنظيم مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، فور التوصل إلى التهدئة، من أجل حشد الدعم الدولي لتنفيذ خطة الإعمار العربية الإسلامية.

تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية بين القاهرة وإسلام آباد
تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية بين القاهرة وإسلام آباد

خبر صح

timeمنذ 15 ساعات

  • خبر صح

تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية بين القاهرة وإسلام آباد

التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، اليوم بالسيد محمد إسحاق دار، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، خلال فعاليات المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، الذي يُعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية بين القاهرة وإسلام آباد من نفس التصنيف: نائب رئيس فلسطين يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة في بداية اللقاء، أشاد الوزير عبد العاطي بمستوى التعاون والتنسيق المستمر بين مصر وباكستان، مؤكداً على التقارب الكبير في وجهات النظر حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وشدد على حرص مصر على مواصلة التشاور عبر الآليات الثنائية، خاصة اللجنة الوزارية المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين، بالإضافة إلى دعم التعاون في الإطارات متعددة الأطراف. ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية وأكد وزير الخارجية المصري على أهمية دور باكستان خلال رئاستها الحالية لمجلس الأمن الدولي، متطلعاً إلى أن تسهم في الدفع بالقضايا ذات الأولوية للبلدين، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني بأمان واستدامة، ودون أية عوائق. من الجانب الاقتصادي، أعرب عبد العاطي عن تطلعه لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، داعياً الجانب الباكستاني إلى زيادة الاستثمارات في مصر، خصوصاً في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. شوف كمان: البيت الأبيض ينتقد تقرير واشنطن بوست بشأن الضربات النووية الإيرانية سبل تعزيز التعاون كما أكد على أهمية إعادة إحياء مجلس الأعمال المصري-الباكستاني وتحفيز القطاع الخاص الباكستاني للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في السوق المصري، وناقش الوزيران أيضاً سبل تعزيز التعاون في مجالات الصحة والصناعات الدوائية، مع التركيز على مكافحة فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي). وفيما يتعلق بالتطورات الراهنة في قطاع غزة، استعرض الوزير عبد العاطي جهود الوساطة المصرية بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأشار إلى اعتزام مصر عقد مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، بهدف حشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة بناء القطاع .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store