
كارثة صحية جديدة تلوح في الأفق
يقف وراء هذه الأزمة المستمرة حصار إسرائيلي مشدد يفرض قيودًا صارمة على دخول الوقود إلى القطاع، ترتكز هذه القيود على مزاعم بأن الوقود قد يُستخدم من قبل حركة حماس في تصنيع الأسلحة، وهو ما تنفيه منظمات الإغاثة الدولية، التي تطالب بضرورة السماح بإدخال الإمدادات الإنسانية بشكل فوري وغير مشروط.
إن أزمة الوقود التي تعصف بقطاع غزة، ليست بالأمر الجديد، لكن الوضع بلغ ذروته في الآونة الأخيرة، ليؤثر بصورة مباشرة على قدرة المستشفيات على تشغيل مولداتها الكهربائية، التي أصبحت تعتمد عليها بشكل كامل نتيجة انقطاع الكهرباء المتواصل، لم تقتصر التداعيات على نقص الوقود، بل امتدت لتشمل أيضًا صعوبات في تأمين قطع الغيار اللأزمة لتشغيل هذه المولدات، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع الصحي في القطاع.
ليس الوضع الصحي وحده ما يثير القلق، بل يتعداه إلى الوضع البيئي المتدهور في المدينة، فقد حذرت بلدية غزة من كارثة صحية محتملة بسبب طفح أكبر تجمع لمياه الصرف الصحي والأمطار، فمع ارتفاع منسوب هذه المياه بشكل ملحوظ، تعجز الفرق العاملة عن تصريف هذه المياه بسبب نقص الوقود والإمكانيات، إن تفشي مياه الصرف الصحي في الشوارع يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث تُعتبر هذه المياه بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض.
تعيش غزة في ظل أزمة خانقة لا تُحتمل، حيث طالت أزمة الوقود جميع مناحي الحياة، بما في ذلك إنتاج المياه، فقد أكد مسؤول في سلطة المياه بغزة، أن هناك انخفاضًا بنحو 70% في إنتاج آبار المياه، وهذا يعود بشكل رئيسي إلى منع الاحتلال الإسرائيلي من تزويدها بالوقود اللأزم، وذلك منذ أن استأنف عملياته العسكرية في مارس الماضي.
تعتمد سلطة المياه في غزة في الوقت الحالي على مخزون السولار المتاح لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في جنوب القطاع، إلا أن هذا المخزون لن يكفي لأكثر من أسبوع، مما يشير إلى خطر وشيك إذا لم يُسمح بدخوله.
إلى جانب أزمة الوقود، خلفت العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي المستمر آثارًا مدمرة على القطاع الصحي، فقد أدى القصف إلى خروج 22 مستشفى من أصل 38 مستشفى عن الخدمة، مما جعل النظام الصحي على حافة الانهيار، واستمرار الصراع يضع ضغطًا أكبر على المستشفيات المتبقية، والتي تستقبل تدفقًا كبيرًا من الجرحى، ومع تصاعد النزاع، تزداد الحاجة إلى دعم عاجل وسريع من المجتمع الدولي لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية.
يتفاقم الوضع الإنساني بشكل يومي في القطاع، مما جعل الحياة اليومية لكثير من الأسر الفلسطينية تكاد تكون غير محتملة، إذ تعي السلطات الإسرائيلية، أن بقاء الكتلة السكانية في قطاع غزة، يشكل خطرًا مستمرًا على أمنها، مما يدفعها لتكثيف الاجراءات التي تهدف إلى زعزعة هذه الكتلة وتفكيكها، حيث تسعى هذه السياسات إلى إيجاد حالة من الإحباط والضعف بين السكان، ما قد يدفعهم إلى الرحيل أو التهجير.
تتواصل الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بصورة متزايدة ودون رحمة، إن الأفعال الإجرامية التي تتمثل في القتل والهدم والترحيل، تؤكد على التحديات المستمرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، حيث يحمل المشهد العام دلالات واضحة على أن النزيف الفلسطيني مفتوح على مصراعيه، وأن الألم والمعاناة في تزايد مستمر.
في ظل الانتهاكات الجسيمة التي تمارس بحق الفلسطينيين، يبدو أن الدول العربية تتفرج ولا تتحرك بشكل فعلي لوقف هذا الإجرام، فقد ساهم هذا الصمت العربي في منح إسرائيل الشعور بالحصانة تجاه أفعالها، مما يزيد من جموح سلوك المستعمر الإجرامي، الأمر الذي يطرح التساؤلات الآتية: هل سيستمر هذا الوضع إلى ما لا نهاية؟ إلى متى سيبقى الإجرام الإسرائيلي ينتشر بلا رادع؟ متى ستتحرك الأمة العربية بشكل جاد لإنهاء هذا النزيف المستمر بفعالية وحزم؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوفد
منذ 9 ساعات
- الوفد
غزة .. ثلاثية الإبادة
محارق وجوع وعطش .. ونصف مليون كيس من الطحين غير كافية أسبوعيًا تحذيرات دولية تراوح مكانها.. والفلسطينيون فى مرمى التهجير لا تزال الابادة الصهيونية الجماعية تواصل حصد ارواح اهالى قطاع غزة لليوم 657 على التوالى وسط كارثة انسانية مروعة بثلاثية القتل والجوع والعطش وإن وجد الماء فهو قليل وناقل للأوبئة مما ينذر بتفشى امراض جديدة وفيروسات يصعب تشخيصها فى ظل انهيار المنظومة الصحية. شن الاحتلال الإسرائيلى سلسلة من الغارات والقصف المدفعى والمروحى استهدفت مناطق واسعة من القطاع غزة، بما فى ذلك منازل مأهولة، خيام نازحين، وأماكن انتظار المساعدات، ما أسفر عن ارتقاء عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، فى ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن تسجيل حالتى وفاة جديدتين بسبب المجاعة وسوء التغذية فى القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة فى بيان مقتضب، أن العدد الإجمالى لشهداء المجاعة وسوء التغذية فى القطاع، ارتفع إلى 115 حالة وفاة. وكشفت بيانات الوزارة خلال الفترة بين يناير يونيو من العام الجارى عن تراجع حاد فى أعداد الولادات، حيث سجل 17 ألف ولادة فقط، مقارنة بـ29 ألفًا فى ذات الفترة من عام 2022، أى بانخفاض نسبته 41% كما سجلت وفاة ما لا يقل عن 20 مولودًا خلال 24 ساعة من ولادتهم، بينما ولد نحو 5,560 طفلًا – أى 33% من إجمالى المواليد – قبل أوانهم، أو بأوزان منخفضة، أو احتاجوا إلى رعاية مكثفة. واعلنت انه من المقرر وعبر منظمة الصحة العالمية WHO، إدخال شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية الى مستشفيات القطاع. مؤكدة: «لا تحتوى على أى أصناف غذائية». وشددت صحة غزة فى تصريح صحفي: «الأصناف المتوقع وصولها على درجة كبيرة من الأهمية والاحتياج العاجل لاستمرار تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى وإنقاذ الحياة». وناشدت بالفلسطينيين وكافة الوجهاء والعائلات والجهات المعنية بذل الجهد لحماية القافلة؛ «لعدم التعرض للشاحنات، وتمكين وصولها الآمن للمستشفيات لإنقاذ حياة المرضى والجرحى». وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى بالقطاع، عن أن حدة المجاعة زادت فى محافظات بالتزامن مع إغلاق الاحتلال لجميع المعابر بشكل كامل منذ 145 يوماً، ومنع إدخال حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية، مؤكدا أن المجاعة تتفاقم، وأن احتياجات الطحين تتجاوز 500 ألف كيس أسبوعياً. وحذرت منظمة «أوكسفام» من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، مؤكدة أن المجاعة باتت منتشرة فى أنحاء القطاع منذ فترة، وأدت إلى وفاة العديد من المدنيين بسبب الجوع. وأشارت الى ارتفاع نسبة الأمراض المنقولة بين اهالى غزة عن طريق المياه لنحو 150%. كما تشير المعطيات الحقوقية إلى أن أكثر من 96% من المياه فى قطاع غزة غير صالحة للشرب، فى ظل انهيار كامل للبنية التحتية، وإغلاق المعابر والتعنت الإسرائيلى فى إدخال الوقود لتشغيل ما تبقى من محطات للتحلية. ونشرت وكالات الأنباء AFP، AP، BBC News، وReutersبيانا مشتركا أعربت فيه عن قلقها بشأن تجويع صحفييها وعائلاتهم فى غزة، وطالبت السلطات الإسرائيلية بالسماح للصحفيين بالدخول إلى غزة والخروج منها. وحذر صندوق الأمم المتحدة لسكان الدول العربية من أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الأمهات والمواليد الجدد فى قطاع غزة، فى ظل الانهيار الشامل فى المنظومة الصحية، واستمرار الحصار الذى يحرم السكان من الغذاء والرعاية الأساسية. وأشار الصندوق إلى أن 70% من الأدوية الأساسية غير متوفرة، ونصف الأجهزة الطبية متضررة، ما يحدّ بشدة من القدرة على توفير رعاية حرجة لحديثى الولادة. كما أن غالبية المستشفيات إما مدمرة أو تعمل جزئيًا فقط. ويفاقم من الأزمة انهيار خدمات الإحالة والنقل، ما يمنع النساء الحوامل من الوصول إلى المشافى أو الحصول على رعاية ما قبل الولادة، وهو ما يحوّل الحالات القابلة للعلاج إلى وفيات يمكن تجنبها. وقال الصندوق إن لديه 170 شاحنة محمّلة بمستلزمات الإغاثة. وشددت «ليلى بكر»، المديرة الإقليمية للصندوق على أن حجم معاناة الأمهات الجدد وأطفالهن فى غزة يفوق الوصف، مضيفة: «ما نشهده هو حرمان ممنهج من الحقوق الأساسية، يدفع جيلاً كاملاً إلى حافة الهاوية». ودعا الصندوق حكومة الاحتلال إلى السماح بدخول المساعدات دون عوائق وبشكل مستدام، بما يشمل الوقود، والأدوية، والغذاء، والتوقف عن عسكرة توزيع المساعدات. وختم البيان بالتحذير من أن كل لحظة تأخير تعنى المزيد من الأرواح المهددة، ومعاناة لا يمكن تصورها للفئات الأكثر هشاشة. وأعلنت البرازيل عن أنها تضع اللمسات النهائية على طلبها للانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد ممارسات إسرائيل فى غزة أمام محكمة العدل الدولية. واتهمت الحكومة البرازيلية فى بيان لها، إسرائيل بانتهاك القانون الدولى «مثل ضم أراضٍ بالقوة»، وعبّرت عن «سخطها العميق» إزاء العنف الذى يتعرض له السكان المدنيون. ورفعت جنوب إفريقيا الدعوى عام 2023، وطلبت فيها من المحكمة إعلان أن إسرائيل انتهكت التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948. وجاء فى الدعوى، أن إسرائيل فى حربها على قطاع غزة تتجاوز استهداف حركة حماس إلى مهاجمة المدنيين، إذ تشن غارات على المدارس، والمستشفيات، والمخيمات، والملاجئ. وسعت دول أخرى، مثل إسبانيا وتركيا وكولومبيا، إلى الانضمام إلى الدعوى ضد إسرائيل.


فيتو
منذ 11 ساعات
- فيتو
الجوع في غزة، قتل منتظري الطحين ومنظمات أممية تطالب بأفعال بدلا من الاستنكار
قالت مديرة المكتب الإعلامي الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود، 'نحتاج دخول المساعدات إلى غزة فورا'، مشددة على أن ما يحدث في القطاع تجويع متعمد وينعكس على كل السكان. أطباء بلا حدود تطالب بأفعال لإنقاذ غزة وتابعت مديرة المكتب الإعلامي الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود، نحتاج في غزة أفعالا، بدل توصيف الوضع والاستنكار. في ذات السياق، أفاد مجمع ناصر الطبي فى غزة، بارتفاع عدد الشهداء إلى 8 أشخاص في إطلاق النار على منتظري المساعدات جنوبي مدينة خان يونس. فيما قال مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية، إن أزمة الجوع في غزة غير مسبوقة، وإن المزيد من الناس يعانون من الجوع الشديد في القطاع المحاصر. مصر تستنكر محاولة تشويه دورها تجاه القضية الفلسطينية من جهته، أعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة، اليوم الخميس، عن استهجانها الدعاية المغرضة الصادرة عن بعض القوى والتنظيمات التي تستهدف تشويه الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية. واستنكرت الاتهامات غير المبررة بأن مصر ساهمت، أو تساهم، في الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية. وشددت مصر، في هذا السياق، على سطحية وعدم منطقية تلك الاتهامات الواهية، والتي تتناقض في محتواها مع الموقف، بل ومع المصالح المصرية، وتتجاهل الدور الذي قامت، وما زالت تقوم به مصر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، سواءً فيما يتعلق بالجهود المضنية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، أو من خلال عمليات الإغاثة وتوفير وإدخال المساعدات الإنسانية التي قادتها مصر عبر معبر رفح، أو جهود الإعداد والترويج لخطة إعادة إعمار القطاع التي تم اعتمادها عربيًا وتأييدها من عدد من الأطراف الدولية، والتي استهدفت وتركزت على إنقاذ الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة، وإدخال المساعدات، وبدء مراحل التعافي المبكر وإعادة الإعمار، في إطار الموقف الثابت الهادف لتوفير إمكانات البقاء والصمود للشعب الفلسطيني على أرضه، ومقاومة محاولات التهجير القسري والاستيلاء على الأرض وتصفية القضية الفلسطينية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


مصر اليوم
منذ 13 ساعات
- مصر اليوم
الذهب مقابل رغيف العيش.. 80 طفلا فى غزة ماتوا من الجوع
قال مسؤولون صحيون في غزة، إن أكثر من 110 فلسطينى لقوا حتفهم بسبب الجوع بما في ذلك 80 طفلا، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة Independent. ووصف الفلسطينيون الجوعى الرعب المتفاقم في غزة بأن مستويات الجوع الكارثية تجبرهم على المخاطرة بالموت من أجل المساعدات وتداول ذهبهم الشخصي مقابل الدقيق. بلغت معدلات الجوع المتزايدة في قطاع غزة ذروتها في الأيام الأخيرة، ووفق مسؤولين صحيين فلسطينيين، سُجِّلت معظم الوفيات المرتبطة بالجوع، وعددها 111 حالة، في الأسابيع الأخيرة، وكان من بينهم 80 طفلاً. فرضت إسرائيل قيودًا صارمة على كمية الغذاء والمساعدات المسموح بدخولها إلى غزة، حيث حدّت من دخول المساعدات إلى بضع شاحنات يوميًا بعد حصار شامل دام أحد عشر أسبوعًا في وقت سابق من هذا العام، ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن المساعدات التي تُدخل القطاع لا تُمثل سوى قطرة في بحر ما هو مطلوب. قتلت القوات الإسرائيلية مئات الفلسطينيين أثناء اندفاعهم للحصول على الطعام من العدد المحدود من شاحنات المساعدات، وفقًا لمصادر ميدانية، مما أثار إدانة واسعة النطاق، بما في ذلك من العديد من حلفائها. كما استمرت الهجمات في الضفة الغربية، حيث قتلت القوات الإسرائيلية فتيين فلسطينيين، أحمد الصلاح (15 عامًا)، ومحمد خالد عليان عيسى (17 عامًا)، وفقًا لمسؤولين صحيين فلسطينيين. وبينما طالبت أكثر من 100 منظمة لحقوق الإنسان وجمعية خيرية بمزيد من المساعدات في رسالة يوم الأربعاء، تحدثت صحيفة الإندبندنت إلى سكان غزة الذين يعانون يوميا وهم يتطلعون إلى توفير احتياجات عائلاتهم الجائعة. قال وجيه النجار (70 عاماً) من مدينة غزة، وهو المعيل لأسرة مكونة من 13 فرداً، نعيش في جوع ومعاناة يومية، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني لا يستطيع أي مواطن غزي، سواء كان موظفاً أو عاطلاً عن العمل، أن يتحمله، بشكل لا يمكن فهمه". وقال: "يضطر الناس إلى الموت بحثا عن بعض المساعدات"، معربا عن أسفه لارتفاع أسعار الدقيق "بشكل جنوني"، والذي يقول إنه ارتفع من 35 شيكل (7.74 جنيه إسترليني) إلى 180 شيكل (39.80 جنيه إسترليني) للكيلو. وأكد النجار، الذي فقد ربع وزنه - من 85 كيلوجرامًا إلى 62 كيلوجرامًا - إنه لا يستطيع الحصول على وجبة كاملة لنفسه، مؤكدا لصحيفة اندبندنت: "ماذا عن الأطفال الذين يحتاجون إلى الطعام أكثر منا 3 مرات يوميًا؟" يتذكر الرجل السبعيني أن أحفاده طلبوا منه شراء الدقيق، وهو ما لم يكن بمقدوره تحمله، وزع ما تبقى من خبز العائلة بينهم، لكنه لم يكن كافيًا لإشباع جوعهم الشديد. قال النجار: "أصبنا جميعًا بالجوع، وبالكاد نستطيع تناول وجبة واحدة يوميًا إن استطعنا تحمل تكلفتها، لم نعد نتحدث حتى عن السكر، فقد وصل سعره في السوق إلى ما يقارب 100 دولار للكيلو". وأوضح، أن أسعار الخضراوات والفواكه باهظة أيضًا، "نحن أفقر منطقة جغرافية، ولدينا أغلى السلع الغذائية في العالم". حذرت أكثر من 100 منظمة إغاثة وجماعة حقوق إنسان يوم الأربعاء من انتشار "المجاعة الجماعية" في غزة. نناشد العالم أجمع العمل على إدخال المساعدات بأسرع وقت ممكن حتى لا يموت أطفالنا، نريد من العالم أن يضغط على الاحتلال للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، هذا ما ناشد به النجار المجتمع الدولي، مضيفا، إن "الطعام الذي نتناوله لا يناسب أجسامنا جميعنا نعاني من نقص الوزن". أكدت هناء المدهون، 40 عامًا، إن الغزيين يقايضون ممتلكاتهم الشخصية، بما فيها ذهبهم، لشراء الدقيق. مضيفة، أن الدقيق "أساس كل شيء"، لكنه "غالي الثمن ويصعب تأمينه". وتستمر الأسعار في الارتفاع بشكل خارج عن السيطرة، كما ارتفعت ندرة الغذاء إلى مستوى غير مسبوق في قطاع غزة، في الشهر الحادي والعشرين من الغزو الإسرائيلي المدمر والقصف الذي يقول مسؤولون صحيون فلسطينيون إنه أسفر عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص. إيهاب عبد الله، مُحاضر جامعي يبلغ من العمر 43 عامًا، ومعيل عائلة من تسعة أفراد، يقول إنه يسأل كل ليلة قبل أن ينام: "كيف سأُعيل أطفالي اليوم؟ أستطيع تحمّل الجوع، ولكن ماذا عن أطفالي؟" أصبحنا عاجزين عن شراء الطعام أو إيجاده في الأسواق، نعيش في جوع يومي لأن أهم سلعة، الدقيق، غير متوفر بكميات كافية، نحن في وضع لا نستطيع فيه شراء الطعام حتى لو كان لدينا مال، من يملك المال ومن لا يملكه سواء، لقد اختفت القيمة الشرائية. أضطر للمشي لمسافات طويلة لأحصل على كيلوجرام واحد من العدس والفاصوليا، أعمل محاضرًا جامعيًا، وأحتاج إلى 100 دولار على الأقل يوميًا لشراء العدس، الذي وصل سعره إلى 30 دولارًا للكيلو، بالإضافة إلى الحطب. يقول يونس أبو عودة، وهو نازح يبلغ من العمر 32 عاماً في غزة، إنه يشعر وكأن سكان غزة "وضعوا في مزرعة دجاج وتضوروا جوعاً". وأوضح عودة لصحيفة اندبندنت: "نعيش حرب إبادة ومجاعة وحربًا نفسية، حرب تهجير، وحرب خيام، وحرب حر وشمس"، وفي يوم الأربعاء، وقعت أكثر من 100 منظمة على رسالة تدعو إلى تقديم المزيد من المساعدات إلى غزة التي تواجه "مجاعة جماعية". ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.