
المسيرة الغريبة لمالكوم... من برشلونة إلى روسيا إلى التألق مع الهلال
ولعل قصة «سندريلا» تحديداً تُجسد رمزية مناسبة لمسيرة مالكوم؛ ففي هذه المرحلة من مشواره، يبدو الهلال وكأنه البيئة المثالية له، حيث يزدهر بعيداً عن ضوضاء أوروبا.
وبحسب شبكة «The Athletic»، فقد سُمي تيمّناً بالبطل الأميركي مالكوم إكس، أحد أبرز رموز حركة الحقوق المدنية. وقد تألق مالكوم بالفعل في أميركا خلال هذه البطولة. فأمام ريال مدريد وباتشوكا وريد بول سالزبورغ قدّم أداءً واعداً، واقترب من التسجيل بتسديدات يسارية قوية، لكن مباراته ضد مانشستر سيتي التي انتهت بفوز الهلال 4-3 والتأهل إلى ربع النهائي، كانت لحظة تألقه القصوى؛ ففي أول 20 دقيقة بعد الاستراحة، كان له تأثير حاسم تقريباً بمفرده؛ فبعد 30 ثانية فقط من بداية الشوط الثاني، راوغ رايان آيت-نوري من منتصف الملعب، وتخطى مدافعين آخرين قبل أن يمرر الكرة التي عادت إليه ليسددها، فتتهادى إلى ماركوس ليوناردو الذي سجل هدف التعادل. بعدها بخمس دقائق، استغل اندفاع سيتي خلال ركلة ركنية لهم، وانطلق في سباق سرعة لمسافة 60 ياردة، متفوقاً على آيت-نوري وتيغاني ريندرز، قبل أن يضع الكرة بهدوء تحت الحارس إيديرسون.
ورغم خروجه المبكر، فإن كل انطلاقة له نحو المرمى كانت تبث الحماسة في زملائه وفي آلاف السعوديين الحاضرين في المدرجات. وكان ذلك تذكيراً بما يمتلكه من موهبة، تلك التي أقنعت برشلونة في عام 2018 بدفع 41 مليون يورو لضمه. لكن تجربته في برشلونة لم تدم طويلاً. كان انضمامه مفاجئاً لمدرب الفريق آنذاك إرنستو فالفيردي الذي علم بالأمر من صحيفة «سبورت» أثناء إفطاره مع مساعديه؛ إذ تسللت إدارة النادي في اللحظات الأخيرة لتخطف اللاعب من إشبيلية و«مونتشي»، ليقع مالكوم في حب اللعب بجوار ميسي. لكنه لم يبدأ سوى ست مباريات في «الليغا»، وسجل أربعة أهداف في 24 ظهوراً بجميع المسابقات.
بدأت ملامح موهبته تظهر منذ أن كان في السادسة عشرة، حين لمع في بطولة «كوبينيا» للشباب مع كورينثيانز، وخطف أنظار الكشّافين... بل تلقى، حسبما صرّح لاحقاً، مئات الرسائل من طالبات المدارس بعد أن أصبح اسمه معروفاً! انضم سريعاً للفريق الأول قبل أن يتم عامه السابع عشر، وساهم في تتويج الفريق بلقب الدوري البرازيلي عام 2015، لكن بعد 70 مباراة فقط، كان واضحاً أن مستقبله سيكون في أوروبا. اختار فرنسا، حيث انتقل إلى بوردو مقابل 5 ملايين يورو مقابل نصف بطاقته فقط، وهناك أظهر نضجاً هجومياً كبيراً وسجّل أهدافاً بعيدة المدى ضد ليون وتولوز وسانت إيتيان وديجون. لكن لم تخلُ مسيرته من بعض السذاجة؛ فبعد خسارة بوردو بسداسية أمام باريس سان جيرمان، التقط مع عائلته صورة مع نيمار نجم الفريق الباريسي؛ ما أثار انتقادات حادة. ورغم اهتمام توتنهام وآرسنال به، فإن برشلونة فاز بالسباق، وسرعان ما حصل على استدعاء دولي مع البرازيل. وبعد أن سجل هدفه الأول بقميص «البارسا» أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال، قال إن قصته «بدأت تواً»، لكن الواقع كان عكس ذلك تماماً؛ فقد غادر أوروبا مبكراً، وهو في الـ22 من عمره، ليبدأ فصلاً جديداً في روسيا، ثم السعودية، حيث دافع عن ألوان أكبر الأندية في البلدين؛ زينيت سان بطرسبورغ، ثم الهلال. رأى في تجربته القصيرة مع برشلونة «جسراً» رفع من قيمته عند انتقاله لزينيت مقابل 40 مليون يورو، وهناك أمضى سنوات ناجحة، تُوج فيها بأربعة ألقاب دوري متتالية، واختير أفضل لاعب في الدوري الروسي 2022-2023، حين سجل 23 هدفاً في 27 مباراة.
وحين بحث الهلال عن صفقة قوية ضمن استراتيجيته الجديدة المدعومة من «صندوق الاستثمارات العامة»، كان مالكوم هدفاً مثالياً، خاصة بعد تعقّد وضعه في روسيا على خلفية غزو أوكرانيا. وقد اجتمع مجدداً مع نيمار في الرياض، اللاعب الذي كان معجباً به حد التهور. لكن للأسف، تعرض نيمار لتمزق في الرباط الصليبي، ولم يتزاملا سوى لفترة قصيرة على أرضية الميدان.
أما مالكوم، فكان هو البرازيلي الذي قاد الهلال إلى المجد؛ فسجل في دور الـ16 والربع والنصف النهائي من دوري أبطال آسيا، وقاد الفريق للفوز بالدوري السعودي، وسجل «هاتريك» في أول مباراة له، مؤكّداً أنه سيكون من نجوم الدوري.
ورغم اعتبار البعض انتقاله إلى السعودية تراجعاً عن طموح تمثيل المنتخب، خصوصاً بعد تتويجه بذهبية أولمبياد طوكيو 2020، فإن سلوكه في المملكة لم يدلّ على أي استسهال؛ فقد جلب معه معالجاً شخصياً يُدعى إيغور، ليقيم معه في الرياض بدوام كامل ويهتم بجاهزيته البدنية بأقصى درجات الحرفية.
يقول إيغور: «مالكوم شخص طيب القلب ويقدّر العائلة كثيراً. هو مؤمن فعلاً بهذا المشروع الطموح الذي يضم أسماءً كبيرة من عالم كرة القدم. لم يكن ليقبل بهذه التحديات لو لم يرَ فيها هدفاً حقيقياً ورغبة في تطوير الدوري».
ويضيف: «نعم، الجانب المالي حاضر، كما هو الحال في أي مسيرة احترافية. لكن كان هناك أيضاً دافع قوي في أن يكون جزءاً من دوري يتطور بسرعة غير مسبوقة. رأينا هذا في مباريات عالية المستوى، مثل مواجهة مانشستر سيتي. إنها حقاً حقبة جديدة لكرة القدم في المنطقة، ومالكوم يشارك بقوة في صناعتها».
وإن تمكن من قيادة الهلال للفوز على فلومينينسي الجمعة في أورلاندو، فسيكون الفريق على بُعد انتصارين فقط من كتابة واحدة من أعظم المفاجآت في تاريخ البطولة، وقد يعيد ذلك النظر في نظرة العالم إلى «نجوم المشروع السعودي».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المرصد
منذ 18 دقائق
- المرصد
بالفيديو.. تعليق إنزاغي بعد خسارة الهلال أمام فلومينينسي
بالفيديو.. تعليق إنزاغي بعد خسارة الهلال أمام فلومينينسي المرصد الرياضية: علق الإيطالي سيموني إنزاغي مدرب فريق الهلال، على خسارة فريقه أمام فلومينينسي البرازيلي ضمن ربع نهائي كأس العالم للأندية. وخلال ظهوره في لقاء تليفزيوني عقب المباراة قال إنزاغي: مواجهة فلومينينسي حسمت بـ'لقطة' واحدة في الشوط الثاني. وأضاف إنزاغي: لاعبو الهلال قدموا كل ما لديهم في البطولة ويستحقون التحية.


المرصد
منذ 18 دقائق
- المرصد
أول تعليق من فهد بن نافل بعد خروج الهلال من مونديال الأندية
أول تعليق من فهد بن نافل بعد خروج الهلال من مونديال الأندية المرصد الرياضية: علق فهد بن نافل رئيس نادي الهلال على خروج الفريق الهلالي من الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم للأندية، بعد الخسارة أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة 2-1. وعبر حسابه الرسمي على منصة إكس نشر بن نافل تغريدة قال فيها: الحمدلله على كل حال..أداء مشرّف قدمه ممثل الوطن في أكبر المحافل العالمية، رفع به راية المملكة، وقارع أعتى المنافسين، عاكسًا ما وصلت إليه رياضة المملكة من نهضة رياضية غير مسبوقة.


حضرموت نت
منذ 33 دقائق
- حضرموت نت
أول تعليق من سيموني إنزاجي عقب وداع الهلال لكأس العالم للأندية
أعرب الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال السعودي، عن فخره الكبير بأداء لاعبيه، رغم الخسارة أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة 2-1، في ربع نهائي كأس العالم للأندية المقامة بالولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن الفريق قدم بطولة استثنائية وكان يستحق التأهل. إنزاجي : فخور بلاعبي الهلال وقال إنزاجي في تصريحاته عقب اللقاء: 'لاعبي الهلال يستحقون التحية، قدموا كل شيء داخل الملعب، وأنا فخور جدًا بما قدموه طوال البطولة. لقد ظهرنا بصورة رائعة في هذا المونديال، ويحق لي أن أعبّر عن فخري بالهلال ولاعبيه'. وأضاف: 'أهنيء لاعبيني على الأداء والروح، وسعيد للغاية لتواجدي في هذا النادي الكبير، وبما قدمناه خلال مشوارنا في كأس العالم للأندية'. وتابع مدرب الهلال: 'قدمنا بطولة استثنائية، وكنا رائعين بكل معنى الكلمة. كنا نستحق أكثر بكثير هذه الليلة. قلبي حزين للخسارة والخروج، لكن الفخر بكوننا هلاليين يبقى كبيرًا'. ووجّه إنزاجي رسالة إلى جماهير الهلال، قائلًا: 'يجب أن يفخروا بفريقهم. منذ وصولنا إلى أمريكا وهم خلفنا، دعمهم كان مذهلًا ومنحنا القوة'. وعن مستقبل الفريق، كشف إنزاجي: 'سنقوم بتقوية الفريق في الصيف من خلال تعاقدات كبيرة، ومع ذلك فريقي الحالي مذهل وأثبت قيمته'. وعلّق المدرب الإيطالي على أداء التحكيم قائلًا: 'قرارات الحكم كانت صعبة للغاية، من المؤلم تقبّلها لأنها قاسية ومجحفة'. كما حرص على تقديم الشكر لبعض لاعبيه قائلًا: 'أشكر نيفيز وكانسيلو على مشاركتهما في المباراة، تألمنا جميعًا بسبب المأساة التي تعرّض لها ديوغو جوتا'. واختتم تصريحاته: 'المباراة كانت مليئة بالشد والجذب ولم تكن سهلة على الإطلاق'.