logo
صوت الإنسانية

صوت الإنسانية

صحيفة الخليجمنذ 4 ساعات

لأن الحرب بين إيران وإسرائيل تتصاعد بوتيرة متسارعة، وتهدد المنطقة والعالم بكوارث قد تكون غير مسبوقة في ما إذا دخلت الولايات المتحدة طرفاً في هذه الحرب إلى جانب إسرائيل، وخصوصاً إذا ما تم استهداف المنشآت النووية الإيرانية، لذلك فإن دولة الإمارات تجدد التحذير من مغبة التداعيات العميقة لهذا التصعيد على البلدين والمنطقة بأسرها، وتدعو إلى الحكمة والمسؤولية لوقف هذه الحرب فوراً والانخراط في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، وهو ما أكده الدكتور أنور قرقاش المستشار السياسي لصاحب السمو رئيس الدولة في تدوينة له على منصة (إكس) مشيراً إلى أن «تجارب المنطقة تعلمنا ذلك».
هذا النداء - الموقف يعبّرعن نهج إماراتي ثابت بتغليب الدبلوماسية والحكمة والتعقل في مواجهة أزمات المنطقة والعالم، وإيجاد حلول سياسية لخفض التصعيد وإنهاء الحروب، لأن الإصرار على تصعيد الحرب، وأخذها إلى مديات مجهولة سوف تؤدي حتماً إلى نتائج كارثية على الجميع.
إننا في الواقع نعيش لحظات فارقة وحاسمة، ولا بدّ بالتالي من كبح جماح من يصّر على الحرب وتوسيعها وتصعيدها حرصاً على عدم الدخول في حروب مدمرة لن تكون في مصلحة أحد.
إن ما تعبّر عنه الإمارات يمثل صوت الإنسانية التي تتوق للسلام والأمن والحرية والعدالة والمساواة والتسامح، والرافض لكل أشكال العنف والحروب والكراهية والتطرف والعنصرية.
إن البشرية التي تواجه في هذه المرحلة من التاريخ أشد وأعتى المخاطر من حروب وصراعات وفوضى، وتهديد مناخي، بحاجة إلى صوت عاقل وحكيم مثل صوت الإمارات، التي تدرك ما تعنيه هذه المخاطر على العالم في حال لم يسارع المجتمع الدولي والدول الكبرى ومنظمة الأمم المتحدة إلى التحرك لوقف هذه الحرب، ووضع حد للجنون الذي يخيم على عقول من يتعمد تأجيجها، خصوصاً إذا ما بلغ الجنون حد استهداف منشأت نووية، الأمر الذي يعرض المنطقة إلى إشعاعات نووية كارثية قد تودي بحياة الملايين.
كما إن تحذيرات روسيا من مغبة الإستخدام المحتمل للأسلحة النووية التكتيكية في إيران، لأن ذلك سوف يكون «تطوراً كارثياً» ليس من قبيل التحذير فقط، بل هو رسالة إلى العالم بأن الوضع قد يخرج عن السيطرة.
وجاء الموقف الروسي تعليقاً على تقارير إعلامية تحدثت عن اللجوء إلى مثل هذا الإحتمال في أي عملية أمريكية ضد المنشأت النووية الإيرانية.
إن الإنزلاق إلى صراع مفتوح قد يتجاوز الحدود التقليدية للصراعات العسكرية، وقد يتجاوز إيران وإسرائيل إلى المنطقة والعالم، لا سيما في منطقة غنية بالطاقة وحساسة جيوسياسياً، كما أنها بؤرة صراع على النفوذ، وهي تقع في قلب مخططات إسرائيلية - أمريكية لتغيير هويتها ودورها.
من جديد، إن الموقف الإماراتي الواضح والصريح يشكل بقعة ضوء وسط هذا الظلام الدامس، ويحمل ملامح أمل في إنقاذ المنطقة من مصير مجهول.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«قضاء أبوظبي» ووزارة العدل تبحثان توظيف التقنيات
«قضاء أبوظبي» ووزارة العدل تبحثان توظيف التقنيات

صحيفة الخليج

timeمنذ 28 دقائق

  • صحيفة الخليج

«قضاء أبوظبي» ووزارة العدل تبحثان توظيف التقنيات

أبوظبي: «الخليج» استقبل المستشار يوسف سعيد العبري، وكيل دائرة القضاء في أبوظبي، مبارك علي عبدالله النيادي، وكيل وزارة العدل، وذلك في إطار بحث تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في توظيف التقنيات الحديثة والذكية في المجالات القضائية والعدلية، بما يسهم في تقوية دعائم العدالة وسيادة القانون. أكد المستشار يوسف العبري أن الزيارة تعكس الحرص على دعم التكامل بين مؤسسات السلطة القضائية المحلية والاتحادية، وتطوير القدرات المؤسسية وصولاً إلى تطبيق أفضل الممارسات المعتمدة في المجال القضائي، وذلك تماشياً مع رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس دائرة القضاء في أبوظبي، بتوطيد التعاون مع المؤسسات القضائية والعدلية المختلفة لتعظيم أوجه الاستفادة، بما يرسخ المكانة التنافسية للدولة على المستوى العالمي. وأشار إلى اهتمام الدائرة بتطوير شراكاتها وتبادل الخبرات، ونقل تجاربها الرائدة في تبني أفضل الأساليب التكنولوجية واعتماد أفضل الممارسات الدولية لدعم الجهود التطويرية في مختلف قطاعاتها، بما يسهم في دعم الأسس القضائية وترسيخ دعائم العدالة. فيما تعرف وكيل وزارة العدل، خلال جولة بمبنى الدائرة الرئيسي في أبوظبي، إلى أفضل ممارسات تحسين وتطوير الأداء المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي ومتابعة مؤشرات الأداء الشهرية، واستمع إلى شرح حول إدارة المنظومة القضائية والخدمات العدلية وسهولة إنجاز المعاملات. كما حضر جلسة زواج مدني بمحكمة الأسرة المدنية واطلع على الأنظمة الرقمية في طلبات الزواج المدني، ونتائج المؤشرات القضائية العالمية. واطلع على ملامح الخطة الاستراتيجية للدائرة 2024-2026، والمشاريع والمبادرات التي توظف أفضل التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن التقنيات والخدمات الإلكترونية المستحدثة، والتي تعزز سهولة الوصول إلى العدالة.

سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟

وتسارع الولايات المتحدة لتعزيز دفاعات إسرائيل بإرسال المزيد من السفن الحربية القادرة على إسقاط الصواريخ البالستية إلى المنطقة، في ظل استنزاف الهجمات الإيرانية مخزون إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية. ووصلت مدمرة إضافية تابعة للبحرية الأميركية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، الجمعة، لتنضم إلى 3 مدمرات أخرى في المنطقة ومدمرتين في البحر الأحمر. وقال مسؤول عسكري أميركي إن هذه السفن "تعمل على مقربة كافية من إسرائيل، مما يسمح لها باعتراض الصواريخ التي تطلقها إيران". وحسب "وول ستريت جورنال"، فإن معظم المدمرات الأميركية مسلحة بمجموعة من الصواريخ الاعتراضية، التي يمكنها إسقاط الصواريخ البالستية وغيرها من التهديدات الجوية، فضلا عن صد الصواريخ التي تحلق فوق الغلاف الجوي في منتصف مسارات طيرانها. ومن جهة أخرى، جددت الولايات المتحدة مخزون الصواريخ الاعتراضية الأرضية لنظام " ثاد" المضاد للصواريخ، الذي أنشأته في إسرائيل العام الماضي. ويتم تشغيل هذا النظام من قبل الجيش الأميركي ، وهو مصمم لاعتراض الصواريخ داخل أو خارج الغلاف الجوي أثناء مرحلتها الأخيرة من الطيران. وكان مسؤول أميركي قال لـ"وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل "تخاطر باستنفاد مخزونها من صواريخ آرو 3 الاعتراضية المتطورة في الأسابيع المقبلة، إذا لم يتم حل صراعها مع إيران واستمرت الأخيرة في إطلاق وابل من الصواريخ". وتستخدم إسرائيل أنظمة دفاعية مختلفة "متعددة الطبقات"، إذ يعمل نظام القبة الحديدية على الصواريخ قصيرة المدى والمسيّرات، بينما يعترض نظام مقلاع داود الصواريخ والمسيّرات على ارتفاعات أكبر. لكن "آرو"، المصمم لاعتراض الصواريخ فوق الغلاف الجوي للأرض، يعد أقوى نظام دفاعي إسرائيلي، إذ يمكنه تحييد التهديدات قبل عبورها المجال الجوي الإسرائيلي ، كما يمنح الأنظمة الأخرى وقتا للصد إذا أخطأت الدفاعات الأولى. وقال الباحث في جامعة هامبورغ تيمور كاديشيف، الذي درس نظام "آرو": "من دون صواريخ آرو 3 ستكون المشكلة. لديك وقت أقل لإسقاط صاروخ قادم لأنك تصده فقط في المرحلة النهائية". ولم تستجب شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، المصنعة لصواريخ "آرو 3" الاعتراضية، لطلبات التعليق، كما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على مخزونات الصواريخ الاعتراضية لديه، لكنه قال لـ"وول ستريت جورنال" إنه "مستعد للتعامل مع أي سيناريو". وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإجابة عما إذا كانت إسرائيل قد استنفدت صواريخ "آرو 3" الاعتراضية. وقال: "أود دائما الحصول على المزيد والمزيد". وقدّر نتنياهو أن إسرائيل دمرت حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ في إيران منذ بدء الصراع الحالي، مما قلل من التهديد الذي تشكله ترسانة صواريخ طهران.

أضرار الحروب
أضرار الحروب

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

أضرار الحروب

منذ أن حرق «نيرون» روما في عام 64 م، كان للحروب البشِعة بعض الدوافع الشخصية، ذلك أن الامبراطور الروماني الخشِن كانت له أهداف خاصة يعرفها كثيرون، ولا مجال للدخول في تفاصيلها الآن. وعلى الدوام كان للحروب شعارات وطنية أو أُممية، تُنشِد الدفاع عن أرض الوطن وعن الشعب ومصالحه. ومَن لا يتذكر خطابات الفوهرر النازي أودلف هتلر قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية التي أبلت البشرية بمآسٍ لم تندمل جراحها حتى اليوم؟ ونكبات أهل فلسطين وآخرها مذبحة غزة المستمرة على يد قوات الاحتلال، شواهد إضافية على أضرار الحروب التي تُطلق برعونة غير محسوبة، وتنتهي بالموت والدمار. الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران مشهدٌ آخر لمسرحية العنف البغيضة، بصرف النظر عن نتائجها غير المعروفة بعد. والمنطقة برمّتها تقع تحت وطأة ضربات صواريخها المُدمرة، من دون أن يكون لهذه المنطقة وشعوبها أيُّ ذنب. وبعض دوافع هذه الحرب اللعينة، مرتبطة بطموحات شخصية وميثولوجية واضحة وموجودة عند أفرقاء النزاع على اختلافهم، ولا يعني هذا إعفاء مُتطرفي الحكومة الإسرائيلية من المسؤولية الأولى عما يحدث، وقول رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ بأن «إسرائيل تدافع عن الشرق الأوسط وعن الإنسانية وعن السلام» لا يُقنِع أحداً، بل هو مثار سخرية وتهكُّم من المتابعين الذين يعرفون بعض خفايا الأحداث. ما يجري حرب وحشية مُدمّرة، يدفع ثمنها الأبرياء، ويستغلها الرُعناء، وهي تُهدِّد الاستقرار في المنطقة، وربما في العالم، برمّته. والتفاوض على حلّ سلمي وفق منطوق ميثاق الأمم المتحدة، هو الطريقة الأنجع لتوفير أرضية مؤاتية لتحقيق استقرار دائم، بعيداً عن الطموحات الانفلاشية من جهة، ومن دون جنوح إجرامي مغلَّف بشعارات واهية من جهة أُخرى. وفائض القوة الذي يشعر به قادة إسرائيل، لا يُبرِّر على الإطلاق محاولات الهيمنة على مقدرات المنطقة برمّتها، أما صناعة الشرق الأوسط الجديد – كما يحلو لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو القول – فلا يمكن أن يحصل على يدِ المنغمسين في لعبة الموت والعدوان، ولا الذين يتجاوزون في أعمالهم كل قواعد القانون الدولي والأعراف الإنسانية. ليس هناك تشخيص موحد لدوافع الحرب الحالية، ولا لأسبابها. ومن الواضح وجود اعتبارات غير مُعلنة لها، تتجاوز المُبررات المُعلنة، وأخطاء الأفرقاء بمناسبة المفاوضات التي سبقت الحرب، غير كافية لتبرير ما حصل، ذلك أن أطرافاً متعددة – لاسيما إسرائيل – اعترفوا بأن التخطيط لما يجري من الناحية العسكرية والاستخباراتية بدأ منذ سنوات، وهو ما يؤكد النوايا والخلفيات السياسية وربما الشخصية التي تقف وراء ما يجري. فهناك مَن يحلم بأن يكون «ملك بني إسرائيل» من جهة، وهناك مَن يؤمن بوجود حق تاريخي لبعض الأمم بأن يكون لها نفوذ يتجاوز حدودها التاريخية. الأضرار السياسية للحرب، قد تكون أكثر من أضرارها الميدانية، برغم أهمية الخسائر البشرية والمادية التي تحصل. والرؤى التي تتخيلها بعض القوى المؤثرة للمستقبل، غير واقعية، ولا يمكن لمنطقة أساسية من العالم - بل يمكن أن تكون الأهم من بين المناطق الأخرى - أن تكون حبيسة في مدى حيوي لجهة واحدة، مهما عظُم شأن هذه الجهة. والمصالح الدولية والإقليمية والعربية لا تسمح بهيمنة أُحادية الجانب على وسط العالم. أما حقوق الشعوب التاريخية في السيادة على أرضها ومقدراتها، فهي ثوابت لا يمكن تجاهلها مهما طال الزمن، والاستباحة الرقمية والسيبرانية، كما تراجع أهمية الحدود الجغرافية، لا تسمح بتوليف سيناريوهات استبدادية. فالمنطقة العربية واحة مفتوحة أمام الأُمم، وقواها مُحبة للسلام والتعاون، ولا يمكن لها أن تكون حاجزاً يحجُب التعاون بين الشرق والغرب، وهذا الدور التواصلي الطبيعي غير مرتبط بوجود أي نظام مهما كانت أهميته. سبق لحروب سابقة أن حملت شعارات كبيرة تتعلَّق بالحِرص على السلام والأمن العالميين، ولكنها بالواقع كانت تخفي أهدافاً مختلفة ليس لها علاقة بهذه الشعارات. والمراقبون يلاحظون أن شعار إيقاف برنامج ايران النووي، لا يكفِي لتبرير كل ما يحصل اليوم، وهناك طُرق مختلفة يمكنها الوصول إلى هذا الهدف سلمياً، أو بوسائل أخرى، وبغير الطريقة الحالية التي تجري فيها الحرب، ونيران هذه الحرب تطال مواقع مختلفة ليس لها أي علاقة بالبرنامج النووي ومنشآته، كما أن هذه الحرب تجري بعد أن مُنيت القوى المؤيدة لإيران بخسائر كبيرة في لبنان وسوريا وفلسطين، واندفاعة المحور تراجعت إلى الحدود الدُنيا. يمكن للقوى الدولية التي بذلت جهوداً كبيرة للوصول إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني عام 2015، أن تُعيد مجهوداتها، وظروف الوصول إلى تفاهمات جديدة في هذا السياق مناسبة، بما في ذلك تطبيق اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتضمن نقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى الأراضي الروسية، وقيل إن ايران تجاوبت مع هذا الاقتراح، بينما رفضه الطرف الآخر. الاستفراد بالهيمنة، وسياسة عدم احترام التوازنات، فيهما مغامرات غير محسوبة النتائج، بينما الحوار وإشراك الأطراف المعنية الأخرى – لاسيما الأمم المتحدة – هو الطريقة الفضلى لحل المشكلات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store