logo
المهيدات يكتب :حوكمة القطاع العام ودورها في الحد من الفساد

المهيدات يكتب :حوكمة القطاع العام ودورها في الحد من الفساد

بقلم : عمر المهيدات
تتشكل معالم الأمم وتتحدد مسارات تقدمها بمدى نجاعة قطاعها العام وشفافيته، إذ يمثل هذا القطاع عصب الخدمات وعمود الدولة التنموي، مما يجعل تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة فيه ليس خيارًا ترفيًا، بل ضرورة حتمية وأداة استراتيجية فائقة الأهمية في معركة استئصال الفساد وبناء "الأردن الذي نريد". هذا الأردن، الذي يتطلع إليه المواطن، هو دولة المؤسسات القوية القائمة على سيادة القانون، والشفافية المطلقة، والمساءلة الفاعلة، والعدالة الاجتماعية، حيث تكون الفرص متاحة للجميع بناءً على الكفاءة والنزاهة، بعيدًا عن المحسوبية والواسطة. ولا يمكن تحقيق هذه الرؤية الطموحة دون تفعيل آليات الحوكمة في القطاع العام بشكل منهجي وعميق، لتحويله من بيئة قد تكون مهيأة لاستشراء الممارسات اللاواضحة إلى حصن منيع ضد الانحراف المالي والإداري.
تتجلى حوكمة القطاع العام في تطبيق منظومة متكاملة من المبادئ والمعايير الدولية، تشمل الشفافية التامة في جميع العمليات، بدءًا من إعداد الموازنات العامة ومرورًا بعمليات المناقصات والمشتريات الحكومية وانتهاءً بتوظيف الكوادر. وهذا يستلزم تفعيل حق الحصول على المعلومات كأساس للرقابة المجتمعية، واعتماد النشر الإلكتروني التفصيلي للبيانات المالية والإدارية. كما تقوم الحوكمة على المساءلة الصارمة، والتي تعني وجود آليات واضحة لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين أو المخالفين، سواء عبر الرقابة الداخلية الفاعلة، أو الرقابة البرلمانية المستندة إلى أدلة ومعلومات دقيقة، أو الرقابة القضائية المستقلة التي تضمن عدم إفلات أي مخالف من العقاب. ويأتي تعزيز سيادة القانون والمساواة أمامه كحجر زاوية، مما يستدعي تجويد التشريعات لسد الثغرات ومواكبة المستجدات، وتطبيقها بصرامة وحياد على الجميع دون استثناء أو تمييز، بما يتماشى مع التزامات الأردن الدولية، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNCAC) التي صادق عليها الأردن، والتي تضع معايير عالية في مجالات الوقاية والتجريم والتعاون الدولي واسترداد الأموال.
لترجمة هذه المبادئ إلى واقع ملموس، يتطلب الأمر خطة عمل وطنية شاملة ومفصلة تتضمن: أولًا، تعزيز الاستقلالية والكفاءة للمؤسسات الرقابية كديوان المحاسبة وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، ويكون ذلك من خلال توفير الموارد الكافية وضمان استقلاليتها الحقيقية في التحقيق والإحالة، وحماية تقاريرها من أي تدخل أو تهميش. ثانيًا، إصلاح وتحديث نظم إدارة الموارد البشرية في القطاع العام، عبر اعتماد مبادئ الجدارة والمنافسة الشريفة في التعيين والترقية، وتطوير أنظمة تقييم الأداء المرتبطة بالمكافآت والمساءلة، والاستثمار في بناء قدرات الموظفين وتوعيتهم بأخلاقيات الوظيفة العامة وأخطار الفساد. ثالثًا، توطين التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات وإدارة العمليات المالية والإدارية، عبر أنظمة متكاملة مثل أنظمة المشتريات الإلكترونية، ومنصات الخدمات الحكومية الإلكترونية الموحدة، حيث تقلل التفاعل البشري المباشر وتحد من فرص التلاعب، وتوفر سجلات رقمية قابلة للتتبع والمراجعة. رابعًا، تعزيز الرقابة المجتمعية والمشاركة المدنية، عبر تفعيل دور الإعلام المستقل، ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة في الرقابة والدفاع عن المال العام، وإشراك المواطنين في رصد الانحرافات من خلال قنوات شكاوى آمنة وفعالة، بل وتطوير آليات مثل الموازنة التشاركية في بعض المشاريع المحلية. خامسًا، إجراء مراجعات وتقييمات دورية مستقلة لمؤشرات الحوكمة ومخاطر الفساد في المؤسسات العامة، بنشر نتائجها علنًا، وربط التمويل والتقييم بمدى التقدم في تطبيق خطط الإصلاح.
إن الطريق إلى "الأردن الذي نريد"، الأردن القوي القائم على العدل والنزاهة والكفاءة، يمر حتمًا عبر إصلاح جذري لقطاعه العام وفقًا لمبادئ الحوكمة الرشيدة. وإن هذا ليس مجرد شعار برّاق، بل خطة عمل وطنية تتطلب إرادة سياسية حقيقية غير قابلة للتراجع، وتضافرًا لكل جهود المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والمواطن الواعي. كما إن الاستثمار في حوكمة القطاع العام هو استثمار في مستقبل الأردن، في استقراره وازدهاره، وفي ثقة أبنائه بمؤسسات وطنهم. وهو السبيل الوحيد لتحويل شعار مكافحة الفساد من رد فعل جزئي إلى استراتيجية وقائية شاملة، تضمن أن تكون موارد الوطن ومقدراته وقفًا على التنمية ورفاهية المواطنين، بعيدًا عن أي استغلال أو إهدار، ونُدرك جيدًا أن تحقيق ذلك هو التحدي الأكبر، ولكنه أيضًا الأساس المتين لنهضة الأردن الحقيقية التي نطمح جميعًا لبنائها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن بوست: تسليح إسرائيل لأبناء عشائر في غزة يحمل مخاطر فقدان السيطرة عليها وعدم قبول المجتمع الفلسطيني لها
واشنطن بوست: تسليح إسرائيل لأبناء عشائر في غزة يحمل مخاطر فقدان السيطرة عليها وعدم قبول المجتمع الفلسطيني لها

أخبارنا

timeمنذ 2 ساعات

  • أخبارنا

واشنطن بوست: تسليح إسرائيل لأبناء عشائر في غزة يحمل مخاطر فقدان السيطرة عليها وعدم قبول المجتمع الفلسطيني لها

أخبارنا : نشرت صحيفة "واشنطن بوست' تقريرًا أعدته كلير باركر وميريام بيرغر وسهام شملخ، قالت فيه إن دعم وتسليح إسرائيل لجماعات عشائرية في غزة، بزعم خلق معادل لحركة "حماس'، يهدف – كما يقول النقاد – إلى تمزيق الوطنية الفلسطينية. وأشارت الصحيفة إلى اهتمام الإعلام الإسرائيلي بياسر أبو شباب، الذي يصف نفسه بأنه "محرر إنساني'، فيما تزعم منظمات الإغاثة الإنسانية أنه يقف وراء النهب المنظّم لقوافل المساعدات التي دخلت قطاع غزة في الخريف الماضي. ولكن الإعلام الإسرائيلي يروج له على أنه البديل عن "حماس'. وظهر أبو شباب في الأشهر الأخيرة في قلب جهود إسرائيل لتقوية العشائر الفلسطينية وتسليحها، والتي يرى النقاد أنها محاولة لتمزيق المجتمع الفلسطيني. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بداية حزيران/يونيو، إن إسرائيل تسلح أفراد العشائر، كثقل موازٍ لـ "حماس'. وأضاف في مقطع فيديو نشر على منصة "إكس': "بناءً على نصيحة من مسؤولي الأمن، دعمنا العشائر في غزة التي تعارض "حماس'. ما الخطأ في ذلك؟ إنه أمر جيد. إنه ينقذ أرواح الجنود' في الجيش الإسرائيلي، مع أنه لم يذكر اسم أبو شباب وجماعته المسلحة. رشيد الخالدي: إنها أقدم إستراتيجية استعمارية في التاريخ، وقد نجحت في زرع فوضى عارمة ونقلت الصحيفة عن زعيم الميليشيا الصغيرة قوله، في الشهر الماضي، إنه لم يتلقَ دعمًا من إسرائيل أو أسلحة منها. وقال إن هذه مزاعم نشرتها "حماس' وإعلامها لتخويف الناس منه. وأضاف أن "حماس' تريد أن تُظهر أن جماعته تنفذ أجندة خارجية. ورغم زعمه أنه يعمل في أرض فلسطينية حرة، فإن القاعدة التي يعمل منها في جنوب غزة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وفي الأشهر الأخيرة، امتنعت القوات الإسرائيلية عن التدخل عندما قام أبو شباب ورجاله المسلحون ببنادق "إيه كي–47' بدوريات في منطقة مهمة وأوقفوا مركبات الأمم المتحدة والصليب الأحمر عند نقاط تفتيش مؤقتة، وفقًا للعديد من عمال الإغاثة في غزة. وتقول الصحيفة إن جماعة أبو شباب هي واحدة من عدة جماعات تلوّح الآن بالسلاح علانية وتتحدى "حماس'، في ظل الفراغ الأمني الذي خلفه استهداف إسرائيل لشرطة "حماس' ومؤسسات أخرى في غزة، حسبما نقلت الصحيفة عن محللين وعمال إغاثة ومقابلات مع أعضاء الجماعات المسلحة. ويقول المحللون والمؤرخون إن دعم العشائر هو جزء من نهج إسرائيلي قديم، فقد قدمت في عدة مراحل من تاريخها الأسلحة والمال وغيرها من أشكال الدعم للجماعات المحلية لتقسيم الفلسطينيين وتقويض تطلعاتهم الوطنية. ونقلت الصحيفة عن رشيد الخالدي، أستاذ كرسي إدوارد سعيد الفخري للدراسات العربية الحديثة بجامعة كولومبيا: "إنها أقدم إستراتيجية استعمارية في التاريخ'، وقد تعلمتها إسرائيل من البريطانيين. وأضاف أن المبادرة الأخيرة نجحت في "زرع فوضى عارمة'، ما قد يعقد الجهود المبذولة لتمركز السلطة الفلسطينية لحكم غزة. وقال إن إسرائيل تريد "حالة من الفوضى، لأنه إذا كان الفلسطينيون موحدين، فقد يضطرون إلى التفاوض معهم أو التعامل معهم فعليًا'. بدأ نتنياهو في الحديث علنًا عن دعم العشائر الفلسطينية لتحل محل "حماس' العام الماضي، قائلًا إن قادة الجيش الإسرائيلي عرضوا عليه هذا الاقتراح ووافق عليه. ويرى محللون أن دعم إسرائيل لأبو شباب ومنافسي "حماس' الآخرين في غزة يعيد التذكير بجهودها السابقة لإنشاء "روابط القرى' في الضفة الغربية لمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية في سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي. ففي ذلك الحين، منحت إسرائيل أموالًا وامتيازات إدارية وحق حمل السلاح لممثلين مختارين من العشائر ورؤساء المجالس في قرى الضفة الغربية، في محاولة لإنشاء "إقطاعيات' تحت السيطرة الإسرائيلية الشاملة وتقويض احتمال قيام دولة فلسطينية. وقد باءت تلك الجهود بالفشل، وحتى الآن، لم يحظَ اقتراح تمكين عشائر غزة بقبول واسع لدى السكان الفلسطينيين. وأشارت الصحيفة إلى أن أبو شباب، البالغ من العمر 35 عامًا، ينحدر من عشيرة الترابين الممتدة ما بين غزة وسيناء في مصر. ويقول محللون إسرائيليون وفلسطينيون إن أبو شباب كان متورطًا في تهريب المخدرات والأسلحة قبل الحرب، وأنه وبعض شركائه تعاملوا مع فرع تنظيم "الدولة الإسلامية' في سيناء. بعد المقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست'، أُرسلت طلبات لأبو شباب للتعليق على هذه الادعاءات، لكنه لم يرد. واشتهر أبو شباب، في خريف 2024، بأنه قائد عصابة إجرامية نهبت شاحنات المساعدات، حسبما ذكرت الصحيفة في تشرين الثاني/نوفمبر. في ذلك الوقت، قال إنه كان مدفوعًا باليأس "للأخذ من الشاحنات'، على الرغم من أنه نفى أن يكون رجاله قد هاجموا السائقين. وبمجرد ظهور أبو شباب على الساحة، أصبح في مرمى نيران "حماس'. في أواخر الخريف، بدأ أعضاء قوة جديدة مرتبطة بـ "حماس' تسمى وحدة "السهم الثاقب' باستهداف أقاربه وشركائه، وفقًا لعمال الإغاثة والطاقم الطبي وحساب الوحدة على "تليغرام'. وقال موظف في مشرحة المستشفى الأوروبي في غزة، حيث نُقلت جثته، إن الوحدة قتلت شقيق أبو شباب في كانون الأول/ديسمبر. وعندما دخل وقف إطلاق النار لمدة شهرين حيّز التنفيذ في كانون الثاني/يناير، وتمكنت قوات "حماس' الأمنية من العمل دون خوف من الهجوم الإسرائيلي، قاموا بضرب ما يقرب من عشرين عضوًا من جماعة أبو شباب في موجة من الانتقام، وفقًا لمقاطع فيديو للعقوبات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وشاهد عيان. واختفى أبو شباب ورجاله إلى حد كبير حتى أواخر أيار/مايو، حيث استأنفت إسرائيل الحرب. أعادت مجموعته تسمية نفسها باسم "القوات الشعبية'، وبدأ الأعضاء في تصوير أنفسهم على أنهم يريدون تحرير سكان غزة من حكم "حماس' الإسلامي. واليوم، يحاول أبو شباب تقديم نفسه على أنه السلطة الفعلية في جنوبي غزة، حيث قام رجاله بإنشاء حواجز لتفتيش قوافل عمال الإغاثة الدوليين الداخلين إلى غزة، وفقًا لمقطع فيديو التقطته مجموعة أبو شباب، ونشرته صحيفة "واشنطن بوست'، وأكده مسؤولون في الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وزعمت المجموعة أنها توفر الأمن لشاحنات المساعدات، وتقول وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إنها لا تتعاون مع المجموعة. وقال مسؤول في الأمم المتحدة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لديه ميليشيات مسلحة جاهزة للعمل، مدعومة بالكامل من إسرائيل'. وأعلن أبو شباب في بداية حزيران/يونيو أنه أنشأ منطقة محمية في الجزء الشرقي من مدينة رفح يمكن للمدنيين النازحين جراء الهجوم الإسرائيلي العودة إليها. وسرعان ما أطلق حملة تجنيد لتعيين موظفين في "اللجان الإدارية والمجتمعية'. وزعم في تصريحات للصحيفة، الشهر الماضي، أن أكثر من 2,000 مدني يعيشون في منطقته، التي قال إنها تمتد لأكثر من ميلين بقليل على طول الحدود مع مصر. وقال لصحيفة "واشنطن بوست': "نسعى للحصول على دعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية'. ولطالما لعبت العائلات المؤثرة دورًا في المجتمع الفلسطيني. ففي غزة، يتشكل المشهد من مزيج من شبكات العائلات الممتدة، المعروفة باسم "الحمايل'، والقبائل البدوية. وعندما سيطرت "حماس' على قطاع غزة عام 2007، سرعان ما استقطبت الحركة هذه العشائر وأخضعتها، حسب عزمي قيشاوي، الباحث في شؤون غزة لدى مجموعة الأزمات الدولية. أبو شباب: نسعى للحصول على دعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية لكن الحرب في غزة، التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 ردًا على هجوم "حماس' على جنوب إسرائيل، واستهداف قوى الشرطة وقوات الأمن الداخلي، التي كانت تُبقي الجهات المسلحة الأخرى في غزة تحت السيطرة. ويقول المحللون إن انهيار القانون والنظام قد صاحبه نزوح متكرر للمدنيين، وقيود على المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وهجمات على المؤسسات الحكومية. وقال محمد شحادة، الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "النتيجة هي في الأساس انهيار مجتمعي'. بالإضافة إلى ميليشيا أبو شباب، ظهرت عشائر أخرى في خان يونس ودير البلح في هذا الفراغ، تحمل السلاح علانية وتهدد، أو تصطدم مباشرة، مع القوات التابعة لـ "حماس'، وفقًا لمحللين وعمال إغاثة ومقابلات مع أعضاء من الجماعات المسلحة. ويرى محللون ومندوبون ورجال عشائر ورجال أعمال في غزة أن الكثير من الفلسطينيين ينظرون إلى أبو شباب باعتباره رجلًا خائنًا ولصًا، وقد شجبته بشدة مجموعة متنوعة من القبائل في غزة، بما فيها قبيلته. ونقلت عن عادل الترابين، أحد قيادات قبيلة الترابين: "ياسر أبو شباب لا يمثلنا، إنه يمثل نفسه فقط'. فهو رجل مستهدف، غير قادر على الخروج من منطقته تحت الحماية العسكرية الإسرائيلية دون خوف من السجن أو الاغتيال على يد "حماس' أو الوحدات التابعة لها. وقد أصدرت "حماس' والجماعات المسلحة المتحالفة معها في غزة إشعارات مطلوبين لأبو شباب ورفاقه. ورفض أبو شباب أهمية هذه الإشعارات، قائلًا: "نحن لا نعترف بالإرهابيين أو شرعيتهم'. ومع ذلك، حذر قادة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من مخاطر دعم جماعات مسلحة مثل أبو شباب. وجادلوا بأنها لن تكون بديلًا عن السلطة الوطنية. وهناك احتمال فقدان إسرائيل السيطرة على هذه الجماعات، حسب ميخائيل ميلشتاين، المستشار السابق للشؤون الفلسطينية في الجيش الإسرائيلي. ويرى ميلشتاين أوجه تشابه مع تسليح الولايات المتحدة للمقاتلين في أفغانستان ضد النظام المتحالف مع الاتحاد السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي. وقد شكّل هؤلاء المقاتلون لاحقًا حركة طالبان.

غزة.. استشهاد 55 فلسطينيا بينهم 27 من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال منذ فجر الأحد-
غزة.. استشهاد 55 فلسطينيا بينهم 27 من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال منذ فجر الأحد-

أخبارنا

timeمنذ 2 ساعات

  • أخبارنا

غزة.. استشهاد 55 فلسطينيا بينهم 27 من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال منذ فجر الأحد-

أخبارنا : غزة: استشهد 55 فلسطينيا، بينهم 27 من منتظري المساعدات، وأصيب عشرات آخرون، جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ فجر الأحد. يأتي ذلك في إطار الإبادة الجماعية التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها ضد الفلسطينيين في القطاع للشهر الـ22، وفق ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان. وفي أحدث الهجمات، استشهد 7 فلسطينيين بإطلاق نار إسرائيلي على منتظري المساعدات جنوب القطاع. وفي وقت سابق، انتشلت الطواقم الطبية والدفاع المدني، جثامين 22 فلسطينيا من حيي الشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة، بينهم 5 استشهدوا في قصف جديد استهدف تجمعا مدنيا بحي الزيتون. وقبل ذلك، استشهد 48 فلسطينيين في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين، ومقرا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس. ووفق المصادر، استشهد 20 فلسطينيا وأصيب 44 آخرون بإطلاق نار نفذه الجيش الإسرائيلي على تجمعات لمنتظري المساعدات، قرب نقطتي توزيع في وسط وجنوب القطاع. وأشارت إلى أن من بين الشهداء 9 فلسطينيين غربي مدينة رفح جنوبا، و6 آخرين على شارع صلاح الدين جنوبي منطقة وادي غزة وسط القطاع، و5 في منطقة السودانية شمال القطاع. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ'مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من قِبل الأمم المتحدة. ومنذ بدء هذه الآلية، وصل عدد الشهداء إلى 1422 فلسطينيا وأكثر من 10 آلاف مصاب، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي المتكرر للنار على منتظري المساعدات، بحسب وزارة الصحة في غزة. وفي مدينة غزة قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 فلسطينيين بقصف جوي استهدف تجمعا مدنيا في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. قصف مدرسة ومقر للهلال الأحمر وفي وقت سابق، استشهد فلسطينيان جراء قصف استهدف مدرسة "الأمل' في منطقة الحي الياباني بمدينة خان يونس. كما استشهد موظف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأصيب 3 آخرون، إثر قصف طال مقر الجمعية في خان يونس، ما أدى إلى اندلاع حريق في الطابق الأول من المبنى، وفق بيان للجمعية. عمليات تدمير في خان يونس وغزة وخلال ساعات الليل، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف لمنازل الفلسطينيين بمناطق متفرقة شرقي خان يونس، ما أدى إلى تطاير الشظايا ووصولها إلى مناطق غربي المدينة، وتسبب ذلك في إصابات بين النازحين، حسب شهود عيان. كما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات تفجير ونسف لمبان سكنية ومنشآت في منطقة شرق حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة، بحسب الشهود. ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية'. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

50 شهيدا في مجازر جديدة بحق المجوّعين والنازحين بغزة / شاهد
50 شهيدا في مجازر جديدة بحق المجوّعين والنازحين بغزة / شاهد

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 4 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

50 شهيدا في مجازر جديدة بحق المجوّعين والنازحين بغزة / شاهد

#سواليف استشهد ما لا يقل عن 50 فلسطينيا منذ فجر اليوم الأحد في #مجازر جديدة ارتكبها #جيش_الاحتلال الإسرائيلي بحق #المجوعين و #النازحين في قطاع #غزة. وأفادت مصادر طبية بأن 22 من #الشهداء من الباحثين عن الطعام، وقد جرى استهدافهم قرب مركزين للتحكم في المساعدات في جنوب القطاع ووسطه. وفي التفاصيل، قال جهاز الإسعاف والطوارئ إن 9 فلسطينيين استشهدوا -صباح اليوم- بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمالي رفح. ووقعت هذه المجزرة بعد يومين من زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لأحد المراكز القريبة التي تديرها ما تسمى 'مؤسسة غزة الإنسانية' الأميركية. وبالتزامن تقريبا، أفادت مصادر في مستشفيي العودة وشهداء الأقصى باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين قرب مركز توزيع المساعدات شرق مخيم النصيرات في ما يسمى محور نتساريم (وسط قطاع غزة). وتواترت في الآونة الأخيرة المجازر بحق المجوّعين بمحيط مراكز المساعدات التي تديرها المؤسسة الأميركية أو خلال احتشادهم في مسار قوافل الإغاثة النادرة التي تدخل القطاع. وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 38 فلسطينيا من منتظري المساعدات أمس. ومنذ تولي مؤسسة 'غزة الإنسانية' التحكم في تدفق المساعدات في مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من 1500 فلسطيني وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين بنيران جيش الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع المؤسسة، وفق الأمم المتحدة ووزارة الصحة بالقطاع المنكوب. استهداف نازحين في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين إثر قصف قوات الاحتلال فجر اليوم مدرسة فيصل التي تؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس. إعلان ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صور مصابين -بينهم أطفال- نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة. كما أفاد مصدر طبي بمستشفى الأمل في خان يونس باستشهاد أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وإصابة 3 آخرين إثر قصف إسرائيلي استهدف فجر اليوم مقر الجمعية في حي الأمل (غرب خان يونس). وقال مصدر بالجمعية إن الطابق الأول في المبنى الإداري تعرض لقصف إسرائيلي مباشر -دون سابق إنذار- مما أدى إلى اشتعال النيران في الطابق المستهدف. كما استهدف قصف إسرائيلي دراجة هوائية بالقرب جنوب خان يونس مما أدى إلى استشهاد شخص، وفقا لمصادر فلسطينية. وفي تطورات أخرى، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بانتشال جثامين 5 شهداء إثر قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وأفاد المصدر نفسه بانتشال جثامين 22 شهيدا قضوا في قصف سابق من أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون في المناطق الشرقية للمدينة. وفي منطقة المخابرات شمال غرب مدينة غزة، قصف الاحتلال مجموعة من عناصر تأمين المساعدات مما أسفر عن شهيدين ومصابين، وفق ما نقلته قناة الأقصى الفضائية. 🔴 اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غرب مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد أحد طواقمها وإصابة آخرين#غزه_تباد_وتحرق — ساحات – عاجل 🇵🇸 (@Sa7atPlBreaking) August 2, 2025 ووسط القطاع المدمر، تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات. وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 62 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال أمس السبت. ومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس/آذار الماضي، استشهد أكثر من 9200 فلسطيني وأصيب نحو 37 ألفا آخرين، حسب وزارة الصحة في القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store