logo
تجنيد «الحريديم» يضع حكومة نتنياهو على «شفا الانهيار»

تجنيد «الحريديم» يضع حكومة نتنياهو على «شفا الانهيار»

الرأي٠٥-٠٦-٢٠٢٥

أعلن حزب «يهودية التوراة المتحدة»المتشدد، انسحابه من الائتلاف الحاكم بسبب تأخر إقرار قانون يُعفي المتدينين اليهود (الحريديم) من الخدمة العسكرية، مما يهدد بقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في السلطة.
وقال كبار الحاخامات، أمس، إن الحزب سيسحب دعمه للحكومة وسط خلاف في شأن إجبار الرجال المتشددين على الخدمة.
ويشغل الحزب، الذي يمثل «الحريديم»، 7 مقاعد من أصل 120 في الكنيست.
وتشغل حكومة نتنياهو اليمينية حالياً 68 مقعداً، مما يعني أن انسحاب «يهودية التوراة المتحدة» سيجعل الغالبية على المحك.
وفي الوقت نفسه، أعلنت المعارضة، وفي مقدمها أحزاب«يش عتيد»بزعامة يائير لابيد، و«يسرائيل بيتينو»، و«العمل»، أنها ستطرح الأسبوع المقبل، اقتراحاً لحل الكنيست، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن نتنياهو قد يخسر انتخابات أكتوبر المقبل.
ولطالما كانت قضية تجنيد المتدينين، نقطة توتر داخل ائتلاف نتنياهو.
ويرى كثير من المتشددين أن الخدمة العسكرية تهدد نمط حياتهم الديني، ويعود ذلك جزئياً إلى أن النساء والرجال يخدمون معاً في الجيش.
معرض «لوبورجيه»
في سياق آخر، ذكرت صحيفة «يديعوت آحرونوت»، أن قلقاً بالغاً يسود تل أبيب من إمكانية محاولة باريس منع الشركات الأمنية الإسرائيلية من المشاركة في معرض «لوبورجيه» الجوي، الذي يعقد بين 16 و22 يونيو الجاري، في ضوء التوتر بين البلدين في شأن الحرب على غزة.
وفي اليوم الـ79 من استئناف «حرب الإبادة» على غزة، استشهد أكثر من 41 فلسطينياً منذ فجر أمس، جراء القصف المتواصل على مناطق عدة في القطاع، كما قصفت مسيّرات إسرائيلية مبنى بمستشفى شهداء الأقصى في ديرالبلح وسط غزة.
في المقابل، قتل جندي وأصيب 4 آخرون في مخيم جباليا للاجئين إثر إلقاء مسيّرة لـ"كتائب القسام" عبوة ناسفة على قوة عسكرية.
إنسانياً، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 100 في المئة من سكان غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، مضيفاً أن 70 ألف طفل يتوقع أن يحتاجوا إلى علاج عاجل.
وذكرت منظمة «أنقذوا الأطفال»، أن «أطفال غزة يتمنون الموت وعمق المعاناة التي يعيشونها لا يقاس».
ودعت الحكومة البريطانية إلى أن توقف فوراً كل عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الأسد الصاعد»... رواية إسرائيل التاريخية وانقلاب النظام وانعكاسات الشرق الأوسط
«الأسد الصاعد»... رواية إسرائيل التاريخية وانقلاب النظام وانعكاسات الشرق الأوسط

الرأي

timeمنذ 2 أيام

  • الرأي

«الأسد الصاعد»... رواية إسرائيل التاريخية وانقلاب النظام وانعكاسات الشرق الأوسط

- الإسرائيليون يريدون مُشاركة أميركية كاملة... وطهران تٌفضّل تجنّب أيّ مُواجهة مُباشرة مع واشنطن - الضربة لا تقتصر على تدمير البنى التحتية النووية والصاروخية - المرة الأولى منذ 1973 التي تحارب فيها إسرائيل ضد دولة وليس ضد كيان غير حكومي صواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية، الآن، تسيطر على سماء إسرائيل، تماماً كما يُسيطر سلاح الجو الإسرائيلي وطائراته المسيّرة على المجال الجوي الإيراني... خلال النهار، تقصف إسرائيل أهدافاً منتقاة من بنك أهدافها. طائراتها المسيّرة، المنتشرة في قاعدة قريبة على الحدود الغربية وأخرى تعمل داخل البلاد، تدار من شبكة تجسس مكلفة بعمليات التخريب، تبحث عن أهداف اغتيال محددة وتسعى لتدمير منصات صواريخ للتخفيف من تأثير الرد الإيراني. تحافظ إسرائيل على اليد العليا: ففي اليوم الأول، دمّرت مسيراتها معظم أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، واغتالت علماء نوويين ومسؤولين عسكريين وقادة شرطة في محاولة لإحداث حالة فوضى وحالة تأهبٍ دائمة، مما أزال أي شعور بالأمان داخل إيران. لكن، كل ليلة منذ بدء الحرب، ترافق مشاهد الدمار غير المسبوق في إسرائيل - تدمير لم تشهده منذ تأسيس الدولة - لا يمكن تجاهُله، خصوصاً لدى الحلفاء الأميركيين لإسرائيل. علاوة على ذلك، أطلق الحوثيون من اليمن، عقب موجتي الصواريخ الإيرانية الأولى والثانية، صاروخاً على مدينة حيفا. وجاءت الضربة في اللحظة التي وُجه فيها الأمر للإسرائيليين بمغادرة الملاجئ، مما أثار فوضى تامة وتضارباً في التعليمات، وأحدث ذعراً غير مسبوق. هذه هي المرة الأولى منذ عام 1973 التي تحارب فيها إسرائيل ضد دولة، وليس ضد كيان غير حكومي. وهو ما كشف عن هشاشتها رغم امتلاكها أحدث منظومات التسليح ودعم بلا حدود من الدول الغربية. لم تشهد إسرائيل من قبل وقوع 250 قتيلاً وجريحاً في ليلة واحدة - وفي غضون ثوانٍ معدودة - كما حصل خلال القصف الإيراني ليل السبت - الأحد. ومع ذلك، يبقى السؤال المركزي: هل ستنضم الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حربها على إيران؟ وإذا كان الجواب نعم، فما هو الهدف النهائي؟ الانتقام التاريخي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ الحرب على إيران، وسمّاها عملية «الأسد الصاعد». العبارة لا تشكّل مجرد اسم عسكري، يجمع بين رواية تاريخية ورمزية وطنية، وتلمّح خفية للماضي الإيراني ما قبل الثورة... إنها إشارة إلى حملة لا تستهدف البنية التحتية النووية والصاروخية فحسب، بل الجمهورية الإسلامية كأيديولوجيا. لم تكن هذه حرباً معلنة تستهدف أجهزة الطرد المركزي النووية وحدها؛ بل جاءت كفعل خطابي ربط الفعل العسكري بإطار أيديولوجي يسعى لتغيير النظام والانتقام التاريخي. استمدت العملية اسمها مباشرةً من سفر العدد 23:24: «هُوَذَا شَعْبٌ يَصْعَدُ كَأَسَدٍ، وَكَشُبٍّ رَفِيعِ الأَظْهُرِ. لاَ يَضْطَجِعُ حَتّى يَأْكُلَ طَعَامَهُ، وَيَشْرَبَ دَمَ مَنْ قُتِلَ». هذه الآية، المنسوبة للنبي بلعام في شأن صعود إسرائيل، تُعدّ دعوة كلاسيكية للانتقام الإلهي والقصاص العادل. إذ تصوّر إسرائيل ليس كدولة ردّة فعل، بل كقوة مُقدّرة تاريخياً، نُودِيت لكي تنهض وتضرب أعداءها بعزمٍ مقدّس. عزز نتنياهو هذا التأطير بشكله السياسي، عبر وضعه ورقة تحتوي على الآية نفسها في حائط المبكى قبل تنفيذ الضربات. كانت هذه خطوة منسقة كتحريض سياسي ورواية إستراتيجية، ربطت الفعل العسكري بالتبرير اللاهوتي. لكنّ رمزية «الأسد الصاعد» تتجاوز اليهودية. إذ كان الأسد عنصراً مركزياً في هوية إيران الإمبراطورية قبل عام 1979، في فترة تميّزت بعلاقات ممتازة بين طهران وتل أبيب. كان رمز الأسد والشمس - الذي يصوّر أسداً يحمل سيفاً تحت الشمس المشرقة - شعار المملكة البهلوية، وظهر على العلم الإيراني حتى استُبعد من قبل الجمهورية الإسلامية. بإحيائها رمز الأسد كرمز للنهوض، تعيد إسرائيل ضمنياً استحضار ماضي إيران الخاص - زمن قبل الحكم الديني، قبل ولاية الفقيه، قبل الحرس الثوري. إنها مواءمة سردية، تشير إلى أن الضربة لا تقتصر على تدمير البنى التحتية النووية والصاروخية، بل هي إيماءة نحو انقلاب النظام. بهذه الطريقة، تربط العملية بين أسد إسرائيل الكتابي والماضي العلماني الملكي لإيران، ناقلة تاريخ البلدين إلى إطار موضّح لمقاومة النظام الحالي في طهران. إسرائيل، باستحضارها الأسد، تُبرِز رغبتها ليس فقط في إضعاف إيران عسكرياً، بل في تفكيك النظام الأيديولوجي الذي يحكمها. الرسالة الأكثر عمقاً في «الأسد الصاعد» هي أن إسرائيل لم تعد تعتبر الملف النووي الإيراني مسألة تقنية يمكن تداركها، بل مشكلة نظام يجب مواجهتها. فالأسد لا يتفاوض مع فرائسه، بل يلتهمها. وبالتالي، فإن تسمية العملية لم تكن تمهيداً لمفاوضات مناسبة دبلوماسية، بل إعلاناً بأنه لا يمكن التعايش مع جمهورية إسلامية قادرة نووياً. هذه حرب ناعمة على الشرعية، تُشن ليس فقط عبر الصواريخ، بل عبر الرموز. مع ذلك، تجد إسرائيل نفسها في صراع محموم مع إيران، التي قضت عقوداً في تطوير منظومات الصواريخ البالستية والفرط صوتية - تخزيناً لردع أعدائها، أو للاستخدام في حرب غير متوقعة. وبالنسبة لها، الجيش الإسرائيلي معركة وجود، بعد أن دعا العديد من رؤساء إيران ومسؤوليها إلى تدمير إسرائيل. يقدّم نتنياهو هذه الحرب بحنكة كبيرة داخلياً وخارجياً. داخلياً، المجتمع الإسرائيلي والساسة - حتى المعارضين الأشد لسياساته - يقفون خلف هذه الحرب، ويدعمونها. كما أن الدول العربية وشعوبها، بغض النظر عن اختلافاتها مع طهران، تقف ضد المعتدي الذي بدأ الحرب ويُعلن نفسه أنه يريد «السيطرة على الشرق الأوسط بالقوة العسكرية»، كما صرح قبل اندلاع الحرب. وفي حال خسرت إيران، سيظهر نتنياهو كملك إسرائيل الجديد، بلا حواجز تعترض طريقه. بالنسبة لإيران، وجودها على المحك أيضاً: قبول شروط للتفاوض تحت مسار شروط أميركية - إسرائيلية يعني شل برامجها النووية والصاروخية. لذلك، ليس أمامها سوى رفع راية الاستسلام، وهي تدرك أن الأيام السوداء تنتظرها، حيث يمكن استهداف بنيتها التحتية للطاقة واقتصادها. وفي أسوأ الحالات، قد تدخل الولايات المتحدة الحرب إذا نجحت إسرائيل بجرها إليها. مشاركة أميركية كاملة! وتعتقد المصادر الإيرانية، أن الإسرائيليين لا يتوقعون أقل من مشاركة كاملة من واشنطن، وأن أي مشاركة ستدفعها للغوص أكثر وتوريطها. فلا يمكن لإسرائيل أن تحارب وحدها؛ فهي تحتاج إلى استخدام قواعد أميركية في سوريا أو العراق، أو التزود بالوقود من الطائرات الأميركية في الجو - إذ لا يمكن لأي طائرة إسرائيلية أن تكمل رحلة ذهاب وإياب تستغرق أربع ساعات من دون تزود جوي - لكنها أيضاً تعتمد على الاستخبارات الأميركية والإمداد المستمر بالذخيرة (صواريخ الاعتراض وتجديد القنابل) كحقّ لها بصفة عضو في قيادة القيادة المركزية ومِحور الحليف الأقرب للأميركيين. ومع ذلك، قد يجد البيت الأبيض صعوبة في البقاء على الهامش، بفضل ضغوط سياسية داخلية متزايدة. وتفضل طهران تجنب أيّ مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، لما قد تسببه من أضرار أعمق لها، وتجبرها على فتح أكثر من جبهة صاروخية وتجزئة جهودها الحربية، إضافة إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية مدمرة - مثل إغلاق مضيق هرمز، كما يطالب بعض الأعضاء في مجلس الشورى. من المتوقع أن تكون الأيام المقبلة من هذه الحرب التي بدأتها إسرائيل أكثر عنفاً، مع مستويات دمار لم تشهدها المنطقة من قبل. فإيران عاشَت حرباً مع العراق، لكن التقنية وكمية القنابل المستخدمة اليوم - من كلا الطرفين - أكبر بكثير، وأشد تدميراً. وتحديد الأهداف الاقتصادية والبنية التحتية للطاقة وتدميرها بات أسهل بكثير مقارنة بحرب الثمانينيات. ومع ذلك، تتمتع إيران بميزة جغرافية: فهي تمتد على مساحة 1.6 مليون كيلومتر مربع وتتحمل الخسائر، بينما تبلغ مساحة إسرائيل 20 ألف كيلومتر مربع. لذلك، ورغم امتلاك إسرائيل منظومات اعتراض متعددة الطبقات، فإن إطلاق بضعة صواريخ من بين مئة أو أكثر، كافية لإحداث دمار غير مسبوق داخلها. السؤال الكبير يبقى: من سيصرخ أولاً؟ وهل ستتسع رقعة الحرب لتطول أجزاء أخرى من جغرافية واقتصاد الشرق الأوسط؟

قبل إيران... «بيبي» ربح المواجهة مع ترامب!
قبل إيران... «بيبي» ربح المواجهة مع ترامب!

الرأي

timeمنذ 3 أيام

  • الرأي

قبل إيران... «بيبي» ربح المواجهة مع ترامب!

ما بعد الضربة الإسرائيلية لإيران ليس كما قبلها. تماماً مثلما أنّ قبل هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته «حماس» على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزّة، ليس كما قبله. من «طوفان الأقصى»، الذي قاده باسم «حماس» الراحل يحيى السنوار، في السابع من أكتوبر 2023، إلى حرب غزّة، إلى هزيمة «حزب الله» في لبنان وفرار بشّار الأسد، من دمشق وسقوط النظام العلوي في سوريا... إلى الضربة التي تلقتها «الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران، يوجد حبل غليظ يربط بين كلّ هذه الأحداث. هذا الحبل الغليظ حبل إيراني، لكنّه يُشكّل في الوقت ذاته دليلاً على العلاقة العضوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. صحيح أنّ إسرائيل نفّذت الضربة، لكنّ ذلك لم يكن ممكناً لولا الدعم الأميركي، خصوصاً عبر القنابل الضخمة. هل تتعظ إيران وتستوعب أنّها خسرت الحروب التي شنتها على هامش حرب غزّة وأنّها تحولت إلى ضحيّة من ضحايا تلك الحرب وبات عليها الاعتراف بالأمر الواقع؟ يعني الاعتراف بالأمر الواقع أن لا اسم آخر للهزيمة غير الهزيمة. ليست الضربة سوى هزيمة نهائيّة للمشروع التوسّعي الإيراني الذي هزم نفسه في الداخل الإيراني قبل أن يسقط خارج إيران... إن في العراق وإن في سوريا وإن في لبنان وإن في اليمن. قبل كلّ شيء، كشفت الضربة، أقلّه في ضوء توقيتها، تفوق الأجندة الإسرائيلية على الأجندة الأميركيّة. لم تنتظر حكومة بنيامين نتنياهو، جولة المفاوضات الجديدة الأميركيّة – الإيرانيّة التي كانت مقرّرة في الخامس عشر من الشهر (يونيو) كي تنفذ ضربتها. إذا كانت الضربة الإسرائيلية لإيران أظهرت شيئاً، فهي أظهرت رفض الاعتراف بالهزيمة من جهة وعدم تصديق وجود واقع جديد في المنطقة من جهة أخرى. يتمثل هذا الواقع في خروج إيران من سوريا وذلك للمرّة الأولى منذ العام 1979 تاريخ قيام «الجمهورية الإسلاميّة» نتيجة سقوط نظام الشاه بحسناته وسيئاته. ينطبق التفكير الإيراني على تفكير «حزب الله». يسعى الحزب إلى إثبات أنّه لايزال موجوداً في لبنان وأن سلاحه الجديد – القديم المتمثل في «الأهالي»، الذين يعتدون على عناصر القوة الدولية الموقتة في جنوب لبنان (UNIFIL)، لايزال وسيلة ضغط على الدولة اللبنانيّة. ولإثبات أن الحزب لم يتخلّ عن الهدف الذي قام من أجله. إنّه هدف الانتصار. بغض النظر عن الجمود الذي يتحكّم بالوضع الداخلي اللبناني، ليس بعيداً اليوم الذي سيأخذ فيه «حزب الله» علماً بأنّ الحرب مع إسرائيل من أجل السيطرة على لبنان انتهت وأنّ هناك ثمناً للهزيمة لا بدّ من دفعه. آكثر من ذلك، على الحزب استيعاب أنّ عليه تفادي توريط لبنان في حرب أخرى ستكون وبالاً عليه وعلى أبناء الطائفة الشيعية وعلى اللبنانيين عموماً. ما كان صالحاً في صيف العام 2006 لم يعد صالحاً في السنة 2025، أقلّه لسبب واحد يعود إلى تبدّل الوضع السوري. لم تعد سوريا جسراً يمرّ عبره السلاح والمال إلى الحزب. لم تعد الشراكة بين الحزب والنظام السوري موجودة، لا في ما يخص تهريب المخدرات إلى الخليج والسلاح إلى الأردن. توجد سوريا جديدة لا يتردّد رئيسها أحمد الشرع في الاعتراف بأنّ العدو الأوّل لبلده هو إيران التي سعت إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للبلد. متى يعترف «حزب الله» بهزيمته ويقدم خدمة حقيقية للبنان واللبنانيين الذين عانوا طويلاً، المسألة مسألة وقت لا اكثر. يستطيع الحزب تسليم سلاحه اليوم بدل أن يضطر إلى ذلك لاحقاً... بناء على طلب إيراني. يستطيع الحزب البدء من الآن في التفكير كيف يمكن المساعدة في إعادة إعمار القرى التي دمرتها إسرائيل بدل السعي إلى المتاجرة بالاحتلال الإسرائيلي بغية تبرير الاحتفاظ بسلاحه. يسير «حزب الله» على نهج «الجمهوريّة الإسلاميّة» التي ترفض دفع ثمن الهزائم التي لحقت بها في الحروب التي شنتها على هامش حرب غزّة. خسرت إيران كلّ حروبها قبل دخول الولايات المتحدة على خط الضربة الأخيرة. تبيّن بكل وضوح أنّ دونالد ترامب، لا يستطيع لجم «بيبي» الذي استطاع قبل 48 ساعة من الضربة التي استهدفت إيران منع المعارضة من إسقاط حكومته في الكنيست. حال ذلك دون انتخابات نيابيّة باكرة. قبل الضربة الإسرائيلية لإيران، كان هناك تساؤل يتعلّق بما إذا كانت الإدارة الأميركيّة في وارد ممارسة أي ضغوط على الحكومة الإسرائيلية. بعد الضربة، لم يعد من مجال لأخذ ورد. لم يعد ترامب يتردّد في القول أنّه أكثر رئيس أميركي يدعم إسرائيل. ربح «بيبي» المواجهة مع الرئيس الأميركي قبل أن يربح المواجهة التي قرّر خوضها مع «الجمهوريّة الإسلاميّة». يبقى سؤال أخير في ضوء هزيمة «حزب الله» وهزائم إيران. ما الذي ستفعله إسرائيل بانتصارها؟ ليس ما يشير، أقلّه إلى الآن، إلى قدرة إسرائيل، في ظلّ حكومتها الحالية، على الاستثمار سياسياً في ما حقّقته. لا وجود لعقل سياسي يحسن الاستفادة من الفرصة المتاحة، التي يفترض أن تنتج سلاماً مع الشعب الفلسطيني، مثلما لا يوجد عقل سياسي إيراني يستوعب معنى الهزائم المتلاحقة التي كشفت أنّ العالم لم يعد مستعداً لقبول برنامج نووي إيراني سلمي أو غير سلمي في أي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة!

حرب نتنياهو على إيران
... المفاجآت والمعارك المقبلة
حرب نتنياهو على إيران
... المفاجآت والمعارك المقبلة

الرأي

timeمنذ 3 أيام

  • الرأي

حرب نتنياهو على إيران ... المفاجآت والمعارك المقبلة

- إيران ليست «حزب الله»... القيادة استوعبت الضربة وبدأت بالمواجهة - الضربات استهدفت الهياكل السطحية في ناتانز بينما بقيت المنشآت تحت الأرض «محمية» - هل يُحقّق نتنياهو أهدافه أم ستنجح إيران في قلب الطاولة لمصلحتها؟ الحملة الجوية المفاجئة والضخمة ضد إيران، التي تهدف إلى تحييد برنامجها النووي والبالستي وتدمير قدراتها الصاروخية، ليست عملية محدودة، بل قرعت جرس الحرب الشاملة التي أعلنتها إسرائيل، ويشمل هدفها الإستراتيجي التسبب في تغيير النظام، وليس مجرد كبح طموحات طهران النووية، كما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حين توجه بخطاب موجه للشعب الإيراني ليثور على حكامه. في خدعة متقنة نسّقتها مع الولايات المتحدة، شنّت إسرائيل هجومها بعد وقت قصير من إعلان الرئيس دونالد ترامب، علناً عن تفاؤله بإمكان التوصل إلى اتفاق نووي، في خطوة تهدف إلى «خداع» إيران وجعلها تنام بطمأنينة، ليعود في اليوم التالي ويصرح بأنه كان على علم بالتفاصيل وبأنه ينصح طهران بالتوقيع على الاتفاق النووي قبل فقدان كل شيء. وبالفعل، بعد ساعات عدة، في الثالثة صباحاً من فجر الجمعة، بتوقيت إيران، شنت إسرائيل ضربات جوية على مئات الأهداف عبر البلاد، مازالت متواصلة. ضربة الافتتاح أدهشت إسرائيل، إيران، وتمكنت من استهداف الهياكل السطحية لموقع تخصيب اليورانيوم في ناتانز، بينما بقيت المنشآت تحت الأرض محمية. كما قُتل علماء ذرة ونحو 20 قائداً عسكرياً رفيع المستوى، ضمن ضربات دقيقة، من بينهم قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ما تسبب بحال طوارئ كبيرة وإرباك موقت ضرب قيادة القوات المسلحة. كما استهدفت الضربة بنية القيادة والتحكم، بما في ذلك غرفة العمليات المسماة «خاتم الأنبياء»، مشجعة بذلك على تدمير بنية مماثلة للقيادة التابعة لـ«حزب الله» قبل أشهر عدة، والتي على إثرها قُتل أمينه العام السيد حسن نصرالله. وفي الوقت نفسه، قام عملاء جهاز «الموساد» داخل إيران بتخريب منظومات دفاع جوي أساسية، ما سمح للطائرات الإسرائيلية بتحقيق حرية أكبر وتقليل مخاطر المواجهة، لتصبح الأجواء الإيرانية شبه مفتوحة للطائرات الإسرائيلية. إيران تُردد الرد... حتى الآن في الساعات الحرجة التالية للضربات، اختارت إيران عدم الرد الفوري، وعكفت قيادة الحرس الثوري الجديدة على تُنظيّم صفوفها. فالدستور الإيراني يُعطي ولي الفقيه السيد علي خامنئي، وفقاً للمادة 110، حق الموافقة على إعلان الحرب والسلام وتعيين القادة. وقد تم تعيين العميد محمد باكبور (2009 - 2025)، القائد السابق للقوات البرية للحرس الثوري، رئيساً جديداً للحرس، غير أنه احتاج إلى الوقت للاستيعاب الكامل لمسؤولياته الواسعة قبل إصدار أوامر الرد والتنسيق مع الوحدات الأخرى. أما العميد سيد عبدالرحيم موسوي، قائد الجيش (أرتش)، فتم تعيينه رئيساً للأركان العامة خلفاً لمحمد باقري الذي اغتالته إسرائيل. وعمل المسؤولون على تقويم ما تبقى من الأسلحة البالستية وقدراتهم الحربية بعد مئات الضربات الإسرائيلية. ورغم شدة الضربة، فإن البرنامج النووي لم يُدمر. فلم تسجل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي انبعاث مشع جديد نتيجة لمسميات الأضرار السطحية في ناتانز أو فوردو، ما يدل على أن المنشآت مازالت قادرة على العمل. ومنشأة فوردو، المستودعة العميقة لأجهزة الطرد المركزي قرب قم، لم تمسّ، فهي تحت الأرض ومحمية، وهذا ما يُعد نقطة محورية لعدم القدرة على القضاء الكامل على البرنامج النووي، ما يعني أن هدف نتنياهو قد تبدل... فالحرب لم تعد على أجهزة الطرد، بل قلب النظام نفسه. استهداف مواقع بالستية في تبريز كما نُفذت ضربات على مواقع إنتاج الصواريخ البالستية في تبريز، خصوصاً الصواريخ ذات الوقود الصلب التي تُعرف بسرعتها وسهولة استخدامها، ولهذا السبب تعتبرها إسرائيل أهدافاً ذات أولوية لأن تدميرها يؤدي إلى تراجع القدرة الردعية لإيران. أدركت طهران أنه ينبغي عليها الردّ بسرعة، أو سيُفقد النظام مصداقيته داخلياً وإقليمياً. وبدأت بضرب تل أبيب وقواعد عسكرية في وسط إسرائيل، ما تسبب بقتل وجرح عدد كبير من السكان. وقد وصفت القيادة الداخلية، الدمار، بأن إسرائيل لم تشهده قط من قبل. وللمرة الأولى لا تستطيع تل أبيب نقل المعركة إلى أرض الآخرين فقط، ويبدو أن نجاحها بتحقيق أهدافها لم يتم بهذه السرعة لتصبح الحرب عض اصابع ومن يصرخ أولاً. من هنا، فإن المخاطر كبيرة. فإذا كانت الردود الإيرانية غير كافية ومستمرة بايلام إسرائيل، فقد تطور تل أبيب هجومها إلى أبعد من ذلك لتفرض نظاماً جديداً على طهران، عند أول إشارة ضعف إيرانية. حرب الاستنزاف في المحصلة، لا تدور الحرب فقط حول المنشآت النووية. فالموضوع الأساسي هو من يمتلك النفس الطويل. لقد نفذت إسرائيل عملية تكتيكية استثنائية وناجحة. فالضربات على قادة الحرس الثوري كانت مؤثرة. لكن إيران ليست «حزب الله»، فقد استعادت القيادة العسكرية «القيادة والسيطرة» وبدأت بالمواجهة. والسؤال الآن: هل تستطيع طهران تنظيم رد مدروس يومي ومؤلم يكون ردعاً حقيقياً لإسرائيل؟ في الأيام المقبلة، سيتضح إذا كان نتنياهو سيتمكن من تحقيق أهدافه أو إذا كانت إيران ستنجح في قلب الطاولة لمصلحتها؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store