
فرنسا: "تعرضت إلى مواقف عنصرية في الشارع والعمل"... مسلمو أميان يؤدون صلاة العيد وسط صدمة مقتل مهاجرين
الساعة تشير إلى الثامنة صباحا في مدينة أميان (120 كلم شمال العاصمة الفرنسية باريس). وسط أشعة شمس صباحية بعيدة ونسمات باردة، توجه المسلمون نساء ورجالا، شيبا وشبابا وأطفالا إلى الملعب المجاور لمسجد "الفتح" أكبر مساجد المدينة، لأداء صلاة عيد الأضحى، الشعيرة الأكبر للمسلمين. أقيمت الصلاة في الملعب المجاور للمسجد لضيق مساحته، ولاستيعاب الآلاف من المصلين.
حل عيد هذا العام في جو من الصدمة وسط المسلمين، بعد أيام قليلة من مقتل الحلاق التونسي هشام الميراوي في منطقة "لوفار" قرب مدينة تولون الساحلية، جنوب شرق البلاد، على يد رجل فرنسي مسلح. فيما تحقق الشرطة في الجريمة على أنها "إرهابية على صلة بالعنصرية".
وفي جنوب شرق البلاد أيضا قرب مدينة نيم، قتل المهاجر المالي أبو بكر سيسي، وهو يصلي في مسجد في جريمة عرفت إدانة واسعة في البلاد ربطت أيضا بالعنصرية.
الجريمة التي أزهقت روح المهاجرين أحدثت صدمة كبيرة في صفوف الجالية المسلمة في فرنسا ، البلد الذي توجد به أكبر جالية مسلمة في أوروبا.
في باب الملعب، كان ريجيس دوبي المعروف باسم "جيلالي"، رئيس جمعية مسجد الفتح، في استقبال المصلين.
وقال هذا الفرنسي (60 عاما) الذي اعتنق الإسلام منذ ثلاثة عقود عن عيد هذا العام: "على غرار عيد الفطر، قررنا تنظيم الصلاة في الملعب لاستيعاب كل المصلين. فمسجد أميان لا يستطيع أن يستوعب أكثر من 300 شخص. لكن هنا في الملعب استقبلنا 3000 مصل في صلاة عيد الفطر، والعدد نفسه تقريبا خلال صلاة عيد الأضحى".
وأضاف بخصوص الجريمتين اللتين وقعتا في جنوب شرق فرنسا: "لا يوجد أي مسجد بفرنسا في منأى عن التعرض لهجوم 'إرهابي'. يجب أن نبقى حذرين في خضم الأحداث خلال الأسابيع الماضية ولا نصاب بالبارانويا".
"حماية أمنية ظاهرة للعيان"
وخصصت محافظة المدينة سيارات وعناصر شرطة لتأمين الصلاة وفق "جيلالي" الذي تابع: "أود أن أشكر مديرية الشرطة التي خصصت لنا حماية أمنية ظاهرة للعيان. وهي أكثر من المعتاد خصوصا في صلاة الجمعة والأعياد".
ويؤكد هذا الفرنسي الذي اعتنق الإسلام، عدم تسجيل أي حادث عنصري في المدينة، مشددا في نفس الوقت على ضرورة اليقظة والحذر.
وكثيرا ما يصطحب المصلون أبناءهم الصغار في صلاة العيد لمشاركة جو الفرحة وإبقاء صلتهم بالبعد الروحاني.
عمر الزواوي ( 55 عام) يعمل موظفا في بلدية أميان منذ 15 عاما. أكد أنه بات يتوخى حذرا أكبرعندما يذهب إلى المسجد خصوصا في أيام الجمعة.
وقال لفرانس24: "شعرت بصدمة كبيرة بعد مقتل المصلي أبو بكر سيسي في جنوب البلاد. لكن رغم ذلك وحتى قبل وقوع هذا الحدث، كنت أتوخى الحذر عندما أتوجه للمسجد".
التقينا أيضا مع موسى دومبيا، وهو مهاجر من ساحل العاج يعيش في مدينة أميان. عبر عن صدمته من مقتل أبو بكر سيسي في مسجد قرب مدينة نيم الجنوبية. وقال: "صدمني ما حدث لأبو بكر سيسي وهو يصلي في المسجد. إنه أمر مروع. يجب أن تحقق العدالة في هذا الحادث".
وواصل: "عندما أذهب إلى المسجد، أبقى حذرا وأقول لنفسي كل شيء وارد. ورغم الخوف، سأستمر في الذهاب إلى المسجد لأنني فخور بديني. هنا في أميان، لم أتعرض إلى حد الآن لموقف عنصري".
"عنصرية في العمل وفي الشارع"
أما عمر الزواوي، التونسي الأصل، و الذي يعيش في فرنسا منذ أكثر من ربع قرن ويحمل جنسيتها منذ عقدين، فلن ينسى المواقف العنصرية التي تعرض إليها في بداية إقامته لفرنسا: وروى لفرانس24: "كنت أعمل سائق شاحنات عندما وصلت إلى البلاد، قدمت سيرة ذاتية إلى صديق يعمل في شركة نقل. وبعد أسابيع من الانتظار، اعترف صديقي أن مالك الشركة التي يعمل فيها لا يرغب في تشغيل موظفين من أصول عربية. أما الآن وبسبب نقص سائقي الشاحنات، أصبح مضطرا لتشغيل أصحاب الأصول المغاربية والأفريقية".
وبعيدا عن الحياة المهنية، يؤكد الزواوي، أحمر البشرة وصاحب العينين الخضراوين أنه تعرض لمواقف عنصرية في حياته اليومية خصوصا بسبب لهجته المختلفة.
وقال في هذا الشان: "في إحدى المرات، كنت جالسا في مقهى مع أصدقاء أحد أصحابي. وعندما بدأوا يطلقون شتائم عنصرية عن العرب، لم يتوقعوا بأنني عربي أيضا وذلك بسبب لون بشرتي وعيناي. لكن فاجأتهم وقلت لهم أنا أيضا عربي".
ويحمّل اليمين المتطرف ممثلا في حزب التجمع الوطني، المهاجرين مسؤولية عجر الموازنة في البلاد ويطالب بتقليص المساعدات الاجتماعية المقدمة لهم وعدم منح بطاقات إقامة للمهاجرين غير النظاميين والتقليص من تدفق المهاجرين.
وبات التجمع الوطني الحزب الأول في فرنسا من حيث الشعبية، وحصل على عشرة ملايين صوت في آخر انتخابات تشريعية في الصيف الماضي.
في منطقة "لا سوم" التي تتبع لها مدينة أميان، تحصل اليمين المتطرف على 44 بالمائة من الأصوات في الدورة الأولى و47 بالمائة في الثانية.
"أشعر بنظرة عنصرية حتى دون كلام"
التقينا خالد ويبة، 45 عاما، مهاجر تونسي آخر يعيش في فرنسا منذ عشرة أعوام. قضى نصف هذه المدة دون وثائق إقامة قبل الحصول عليها سنة 2020.
يعمل في مطعم بباريس ويستقل القطار يوميا للذهاب إلى عمله. حدثنا عن تعرضه لبعض المواقف العنصرية في القطار. وقال: "عندما أجلس في القطار إلى جانب فتاة أوامرأة، تقوم بتغيير مكانها وهذا يجعلني أشعر بالإحراج. أرى ذلك في عيون الناس حتى إن كانوا لا يصرحون بذلك".
في خطبة العيد، ركز الإمام الطيب لفقير، 65 عاما، على قيم التسامح ومكارم الأخلاق وصلة الرحم التي يدعو إليها الإسلام.
وقال لفرانس24: "العيد هو يوم فرح وعبادة وسرور. في عيد هذه السنة، أقول لمسلمي فرنسا، إننا دعاة لله. ننشر الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال. ننشر الإسلام الذي يرى أن الناس جميعا أبناء آدم. وفي حال حدوث أي اعتداء، فلا نحمل المسؤولية للشعب الفرنسي بأكمله، بل لمرتكبه فقط. فالشخص غير المعتدل لن يفهم نفسه في الحياة، ولن يعرف قيمة الإنسان. في كل الأحوال، يجب على المسلم أن يكون يقظا وعليه أن يحافظ على نفسه وعلى إخوانه. فالمسلم لا ينتقم ولا يظلم. الظلم في ثقافتنا جريمة".
"نعيش في سلام في مدينة أميان"
على الرغم من تصاعد شعبية اليمين المتطرف في المدينة، وحوادث العنصرية التي تحدث عنها عمر الزواوي، اندمج جزء كبير من أفراد الجالية المسلمة في المدينة، خصوصا من أصحاب الأصول المغاربية حيث يشغلون مناصب في الإدارة والبلدية. كما انتخبت زاهية حمدان صاحبة الأصول المغاربية لنيل مقعد في الجمعية الوطنية عن تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري.
هنا يقول الإمام طيب لفقير: "الحمد لله، لدينا مجتمع مثالي وهادئ، ليس لدينا مشكلة لا مع السلطات ولا مع أي جهة من الجهات، نحن نعيش هنا في سلام".
"وسائل الإعلام تغذي خطاب الكراهية ضد المسلمين"
إبراهيم شريف طيبة، 45 عا، جاء مع ولديه إلى صلاة العيد، ويعيش في المدينة منذ 15 عاما وبدأ بالدعاء لانتهاء الحرب في غزة ولبنان.
وقال عن الجريمتين بحق هشام الميراوي وأبو بكر سيسي: "العنصرية وخطاب الكراهية ضد المسلمين يتمدد بسبب الخطاب السائد في وسائل الإعلام. كثيرا ما نشهد حوادث عنصرية هنا في أميان سواء كان في الشارع أو في أماكن العمل. يجب أن نتحلى بالتضامن مع الإبقاء على قيم التسامح والإخاء".
وبعد نهاية الصلاة، قدمت الجمعية التي يديرها "جيلالي" تمورا ومشروبات ومياه للمصلين لإضفاء جو من الفرحة على المناسبة الدينية. كما فتح باب التبرعات لبناء مسجد أميان الكبير الذي يتطلب الكثير من الأموال لإنجازه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 21 ساعات
- فرانس 24
فرنسا: "تعرضت إلى مواقف عنصرية في الشارع والعمل"... مسلمو أميان يؤدون صلاة العيد وسط صدمة مقتل مهاجرين
الساعة تشير إلى الثامنة صباحا في مدينة أميان (120 كلم شمال العاصمة الفرنسية باريس). وسط أشعة شمس صباحية بعيدة ونسمات باردة، توجه المسلمون نساء ورجالا، شيبا وشبابا وأطفالا إلى الملعب المجاور لمسجد "الفتح" أكبر مساجد المدينة، لأداء صلاة عيد الأضحى، الشعيرة الأكبر للمسلمين. أقيمت الصلاة في الملعب المجاور للمسجد لضيق مساحته، ولاستيعاب الآلاف من المصلين. حل عيد هذا العام في جو من الصدمة وسط المسلمين، بعد أيام قليلة من مقتل الحلاق التونسي هشام الميراوي في منطقة "لوفار" قرب مدينة تولون الساحلية، جنوب شرق البلاد، على يد رجل فرنسي مسلح. فيما تحقق الشرطة في الجريمة على أنها "إرهابية على صلة بالعنصرية". وفي جنوب شرق البلاد أيضا قرب مدينة نيم، قتل المهاجر المالي أبو بكر سيسي، وهو يصلي في مسجد في جريمة عرفت إدانة واسعة في البلاد ربطت أيضا بالعنصرية. الجريمة التي أزهقت روح المهاجرين أحدثت صدمة كبيرة في صفوف الجالية المسلمة في فرنسا ، البلد الذي توجد به أكبر جالية مسلمة في أوروبا. في باب الملعب، كان ريجيس دوبي المعروف باسم "جيلالي"، رئيس جمعية مسجد الفتح، في استقبال المصلين. وقال هذا الفرنسي (60 عاما) الذي اعتنق الإسلام منذ ثلاثة عقود عن عيد هذا العام: "على غرار عيد الفطر، قررنا تنظيم الصلاة في الملعب لاستيعاب كل المصلين. فمسجد أميان لا يستطيع أن يستوعب أكثر من 300 شخص. لكن هنا في الملعب استقبلنا 3000 مصل في صلاة عيد الفطر، والعدد نفسه تقريبا خلال صلاة عيد الأضحى". وأضاف بخصوص الجريمتين اللتين وقعتا في جنوب شرق فرنسا: "لا يوجد أي مسجد بفرنسا في منأى عن التعرض لهجوم 'إرهابي'. يجب أن نبقى حذرين في خضم الأحداث خلال الأسابيع الماضية ولا نصاب بالبارانويا". "حماية أمنية ظاهرة للعيان" وخصصت محافظة المدينة سيارات وعناصر شرطة لتأمين الصلاة وفق "جيلالي" الذي تابع: "أود أن أشكر مديرية الشرطة التي خصصت لنا حماية أمنية ظاهرة للعيان. وهي أكثر من المعتاد خصوصا في صلاة الجمعة والأعياد". ويؤكد هذا الفرنسي الذي اعتنق الإسلام، عدم تسجيل أي حادث عنصري في المدينة، مشددا في نفس الوقت على ضرورة اليقظة والحذر. وكثيرا ما يصطحب المصلون أبناءهم الصغار في صلاة العيد لمشاركة جو الفرحة وإبقاء صلتهم بالبعد الروحاني. عمر الزواوي ( 55 عام) يعمل موظفا في بلدية أميان منذ 15 عاما. أكد أنه بات يتوخى حذرا أكبرعندما يذهب إلى المسجد خصوصا في أيام الجمعة. وقال لفرانس24: "شعرت بصدمة كبيرة بعد مقتل المصلي أبو بكر سيسي في جنوب البلاد. لكن رغم ذلك وحتى قبل وقوع هذا الحدث، كنت أتوخى الحذر عندما أتوجه للمسجد". التقينا أيضا مع موسى دومبيا، وهو مهاجر من ساحل العاج يعيش في مدينة أميان. عبر عن صدمته من مقتل أبو بكر سيسي في مسجد قرب مدينة نيم الجنوبية. وقال: "صدمني ما حدث لأبو بكر سيسي وهو يصلي في المسجد. إنه أمر مروع. يجب أن تحقق العدالة في هذا الحادث". وواصل: "عندما أذهب إلى المسجد، أبقى حذرا وأقول لنفسي كل شيء وارد. ورغم الخوف، سأستمر في الذهاب إلى المسجد لأنني فخور بديني. هنا في أميان، لم أتعرض إلى حد الآن لموقف عنصري". "عنصرية في العمل وفي الشارع" أما عمر الزواوي، التونسي الأصل، و الذي يعيش في فرنسا منذ أكثر من ربع قرن ويحمل جنسيتها منذ عقدين، فلن ينسى المواقف العنصرية التي تعرض إليها في بداية إقامته لفرنسا: وروى لفرانس24: "كنت أعمل سائق شاحنات عندما وصلت إلى البلاد، قدمت سيرة ذاتية إلى صديق يعمل في شركة نقل. وبعد أسابيع من الانتظار، اعترف صديقي أن مالك الشركة التي يعمل فيها لا يرغب في تشغيل موظفين من أصول عربية. أما الآن وبسبب نقص سائقي الشاحنات، أصبح مضطرا لتشغيل أصحاب الأصول المغاربية والأفريقية". وبعيدا عن الحياة المهنية، يؤكد الزواوي، أحمر البشرة وصاحب العينين الخضراوين أنه تعرض لمواقف عنصرية في حياته اليومية خصوصا بسبب لهجته المختلفة. وقال في هذا الشان: "في إحدى المرات، كنت جالسا في مقهى مع أصدقاء أحد أصحابي. وعندما بدأوا يطلقون شتائم عنصرية عن العرب، لم يتوقعوا بأنني عربي أيضا وذلك بسبب لون بشرتي وعيناي. لكن فاجأتهم وقلت لهم أنا أيضا عربي". ويحمّل اليمين المتطرف ممثلا في حزب التجمع الوطني، المهاجرين مسؤولية عجر الموازنة في البلاد ويطالب بتقليص المساعدات الاجتماعية المقدمة لهم وعدم منح بطاقات إقامة للمهاجرين غير النظاميين والتقليص من تدفق المهاجرين. وبات التجمع الوطني الحزب الأول في فرنسا من حيث الشعبية، وحصل على عشرة ملايين صوت في آخر انتخابات تشريعية في الصيف الماضي. في منطقة "لا سوم" التي تتبع لها مدينة أميان، تحصل اليمين المتطرف على 44 بالمائة من الأصوات في الدورة الأولى و47 بالمائة في الثانية. "أشعر بنظرة عنصرية حتى دون كلام" التقينا خالد ويبة، 45 عاما، مهاجر تونسي آخر يعيش في فرنسا منذ عشرة أعوام. قضى نصف هذه المدة دون وثائق إقامة قبل الحصول عليها سنة 2020. يعمل في مطعم بباريس ويستقل القطار يوميا للذهاب إلى عمله. حدثنا عن تعرضه لبعض المواقف العنصرية في القطار. وقال: "عندما أجلس في القطار إلى جانب فتاة أوامرأة، تقوم بتغيير مكانها وهذا يجعلني أشعر بالإحراج. أرى ذلك في عيون الناس حتى إن كانوا لا يصرحون بذلك". في خطبة العيد، ركز الإمام الطيب لفقير، 65 عاما، على قيم التسامح ومكارم الأخلاق وصلة الرحم التي يدعو إليها الإسلام. وقال لفرانس24: "العيد هو يوم فرح وعبادة وسرور. في عيد هذه السنة، أقول لمسلمي فرنسا، إننا دعاة لله. ننشر الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال. ننشر الإسلام الذي يرى أن الناس جميعا أبناء آدم. وفي حال حدوث أي اعتداء، فلا نحمل المسؤولية للشعب الفرنسي بأكمله، بل لمرتكبه فقط. فالشخص غير المعتدل لن يفهم نفسه في الحياة، ولن يعرف قيمة الإنسان. في كل الأحوال، يجب على المسلم أن يكون يقظا وعليه أن يحافظ على نفسه وعلى إخوانه. فالمسلم لا ينتقم ولا يظلم. الظلم في ثقافتنا جريمة". "نعيش في سلام في مدينة أميان" على الرغم من تصاعد شعبية اليمين المتطرف في المدينة، وحوادث العنصرية التي تحدث عنها عمر الزواوي، اندمج جزء كبير من أفراد الجالية المسلمة في المدينة، خصوصا من أصحاب الأصول المغاربية حيث يشغلون مناصب في الإدارة والبلدية. كما انتخبت زاهية حمدان صاحبة الأصول المغاربية لنيل مقعد في الجمعية الوطنية عن تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري. هنا يقول الإمام طيب لفقير: "الحمد لله، لدينا مجتمع مثالي وهادئ، ليس لدينا مشكلة لا مع السلطات ولا مع أي جهة من الجهات، نحن نعيش هنا في سلام". "وسائل الإعلام تغذي خطاب الكراهية ضد المسلمين" إبراهيم شريف طيبة، 45 عا، جاء مع ولديه إلى صلاة العيد، ويعيش في المدينة منذ 15 عاما وبدأ بالدعاء لانتهاء الحرب في غزة ولبنان. وقال عن الجريمتين بحق هشام الميراوي وأبو بكر سيسي: "العنصرية وخطاب الكراهية ضد المسلمين يتمدد بسبب الخطاب السائد في وسائل الإعلام. كثيرا ما نشهد حوادث عنصرية هنا في أميان سواء كان في الشارع أو في أماكن العمل. يجب أن نتحلى بالتضامن مع الإبقاء على قيم التسامح والإخاء". وبعد نهاية الصلاة، قدمت الجمعية التي يديرها "جيلالي" تمورا ومشروبات ومياه للمصلين لإضفاء جو من الفرحة على المناسبة الدينية. كما فتح باب التبرعات لبناء مسجد أميان الكبير الذي يتطلب الكثير من الأموال لإنجازه.


فرانس 24
منذ 3 أيام
- فرانس 24
هذا ما حصل.. طلقة نارية من الجيش الإسرائيلي أثناء إعداد تقرير لفرانس24 في الضفة الغربية
هذا ما حصل.. طلقة نارية من الجيش الإسرائيلي أثناء إعداد تقرير لفرانس24 في الضفة الغربية الشرق الأوسط لعرض هذا المحتوى من اليوتيوب من الضروري السماح بجمع نسب المشاهدة وإعلانات اليوتيوب. قبول أعدل اختياراتي يبدو أن إحدى التطبيقات الموجودة في متصفح الإنترنت الذي تستخدمه تمنع تحميل مشغل الفيديو. لتتمكن من مشاهدة هذا المحتوى، يجب عليك إلغاء استخدامه. إعادة المحاولة 02:13 ريبورتاج © فرانس24 02:13 دق من برنامج أثناء إعداد تقرير تلفزيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تعرض فريق فرانس24 إلى إطلاق رصاص من قبل الجيش الإسرائيلي. نتعرف ما حصل في تقرير مراسلتنا أميرة سويلم.


فرانس 24
منذ 4 أيام
- فرانس 24
السلطات الفرنسية تحتجز رجلا بتهمة إحراق مصحف داخل مسجد قرب ليون
احتجزت السلطات الفرنسية رجلا يشتبه في تورطه بإحراق مصحف داخل مسجد فيلوربان بالقرب من مدينة ليون (وسط البلاد)، وذلك بعد توقيفه الثلاثاء ووضعه قيد الحبس الاحتياطي. وأوضح كل من مكتب المدعي العام في ليون ومصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية أن المشتبه به، وهو رجل بالغ لم يعلن عن عمره، تم القبض عليه قبيل الساعة التاسعة ليلا (19,00 ت غ) في فيلوربان، وقد بدا عليه "الهشاشة النفسية" بحسب المصادر. وجاء القبض على الرجل عقب إعلان مسؤولي المسجد عن سرقة نسخة من القرآن من قبل مجهول وإحراقها. وذكر مجلس مساجد إقليم رون في بيان أن شخصا مكشوف الوجه دخل قاعة الصلاة بمسجد الرحمة ليل الأحد-الإثنين قبيل الفجر، واستولى على نسخة من المصحف، ثم أشعل فيها النار وتركها خارج المبنى قبل أن يفر. ونشرت إدارة مسجد الرحمة عبر موقعه الإلكتروني إدانة لهذه الحادثة، ووصفتها بأنها "عمل خطير وعدائي ضد الإسلام (...) في سياق يتسم بالعنف المتزايد ضد جاليتنا"، كما أكدت تقديم شكوى رسمية. وشدد مصدر في الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية على أن الشكوى قد قدمت بالفعل، معلنا عن فتح تحقيق في الواقعة. بدوره، أدان رئيس بلدية فيلوربان الاشتراكي سيدريك فان ستيفينديل "عملا عدائيا جديدا ضد الإسلام"، معبرا عن تضامنه مع رواد المسجد عبر منشور بموقع "بلو سكاي". وسجل في عام 2024 رسميا وقوع 173 حادثة عدائية ضد المسلمين في فرنسا، حيث شكلت الاعتداءات على الممتلكات 52% من هذه الحالات، بينما استهدفت الاعتداءات على الأشخاص 48%، وفقا لبيانات وزارة الداخلية الفرنسية. واعترف وزير الداخلية برونو روتايو بأن الأرقام المسجلة "أقل من الواقع بلا شك"، مسلطا الضوء على أن الإسلام يعد ثاني أكبر ديانة في فرنسا، ويضم ما بين خمسة إلى ستة ملايين شخص متدين وغير متدين، استنادا إلى عدة دراسات. وأفادت السلطات أن تونسي الجنسية قتل السبت الماضي في جنوب شرق البلاد برصاص جاره، وأصيب في الحادث أيضا جار آخر يحمل الجنسية التركية. وذكر قاض أن المشتبه به، وهو فرنسي من مواليد عام 1971 وموقوف لدى الشرطة، نشر مقطعي فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي قبل وبعد الحادثة، تضمنا مضامين عنصرية ومحرضة على الكراهية. وصرح الوزير روتايو يوم الثلاثاء أن جريمة القتل تمثل "جريمة عنصرية بوضوح"، مرجحا أن تكون "معادية للمسلمين أيضا"، وقد تصنف كذلك "جريمة إرهابية".