
بيان إلى الرأي العام… الذكرى 13 لثورة 19 تموز
وفي الوقت الذي اتجهت فيه سوريا نحو مسار مجهول من الفوضى والانزلاق نحو حرب أهلية مُدمِّرة، جاءت هذه الثورة ــ التي تُعدُّ تتويجاً للفكر الثوري لحركة حرية كردستان وأثمر الانطلاقة المجتمعية بانتفاضة قامشلو في آذار ٢٠٠٤ ضد نظام الاستبداد المركزي البعثي ــ لتكون في جانبٍ أساسي منها بمثابة منع انحراف الثورة السورية في منتصف آذار ٢٠١١.
إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD وبهذه المناسبة نحيي الآلاف من شهداء الحرية الذين قدموا دماءهم فداءً لحرية الشعب وتحقيق تطلعاته المشروعة، كما نتذكر بشرف وتمجيد الانطلاقة الأولى التي سطّرها شعبنا في مدينة المقاومة كوباني وانطلقت الشرارة بعدها إلى الجزيرة وعفرين التي باتت في موعد قريب لعودة مأمولة لشعبنا إلى ترابها ومائها وزيتونها.
إن ثورة ١٩ تموز شكلت منذ اللحظة الأولى اللبِنة الأساسية للتغيير والتحول الديمقراطي المنشود الذي يلزم سوريا ويعكس تطلعات شعبها المشروعة، ولأنها جسَّدت قِيم ومعاني وفلسفة الثورة؛ فقد جسدّت بدورها مشروع الأمة الديمقراطية المتمثلة في شمال وشرق سوريا، هذا المشروع الذي هندسه ورتبه المفكر والفيلسوف القائد 'عبد الله أوج آلان' لحل مشكلات الشرق الأوسط، وهو ما يُعدُّ الحل الناجع لإيصال سوريا إلى الاستقرار وبناء مجتمع ديمقراطي، ويقدم نموذج التغيير ويحرص على إدارة الشعب لنفسه بنفسه، ويحدث قطيعة تامة مع كل تفصيل يؤدي إلى اعادة انتاج نظام شديد المركزية، وفي الوقت نفسه لن يكن بالمقبول أن يتم اختطاف الثورة وقيمها لصالح التنميط الذي يمثله جماعات الاسلام السياسي، والتي اثبتت التجربة في أنها على علاقة تكامل مع نظام الاستبداد المركزي البعثي الشوفيني.
كما أحدثت ثورة ١٩ تموز وتجسيدها المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا نموذجاً فعالاً لوحدة سوريا الجغرافية وحماية كرامة شعبها وتحقق تغييراً يصون تنوع شعب سوريا 'القومي والاثني والديني والطائفي' ونموذجاً لحل جميع القضايا السورية في مقدمتها حل عادل ومستدام للقضية الكردية كقضية وطنية سورية حان وقت حلها دون أي امكانية لتأجيلها أو تسويفها أو تحجيمها.
إن المجلس العام لحزبنا يحي الذكرى ال١٣ لثورة ١٩ تموز لأنها ثورة المرأة وقامت بريادتها وأصبحت نموذجاً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ومشروعاً يحتذى به في مناطق كثيرة من العالم لأنها من أكبر الثورات التي لامست جوهر التغيير الديمقراطي وعَدّتْ حرية المرأة مقياساً في ذلك ومعياراً يتحقق من خلاله الحرية المجتمعية بمختلف مستوياتها.
كما إننا نستذكر ذكرى ثورة ١٩ تموز في وقت عصيب تمر به المنطقة وسوريا بشكل خاص؛ بالرغم من أنها الذكرى الأولى في وقت سقوط نظام الاستبداد البعثي ووجود إدارة انتقالية وحكومة مؤقتة؛ سوى أن هذه الإدارة الانتقالية تخطو خطوات غير مقبولة وخاصة فيما يتعلق بالأحداث المأساوية السابقة في الساحل السوري واليوم في الجنوب السوري من منطقة السويداء. وهنا نؤكد بأن مجتمعات سوريا العلوية والدرزية وأي مجتمع آخر يجب أن يتم صون جميع حقوقها بشكل دستوري عادل، وإننا نرفض أي مقاربة أخرى ونعدها بغير الوطنية. وأن السبيل القويم لحل الأزمة السورية وحل جميع إشكالياتها متمثل بالحوار الوطني الجاد، وبإعلان دستوري جديد يعكس مفاصل التغيير وإرادة شعوب سوريا وحل قضاياها سبيلاً إلى العقد الاجتماعي السوري الجديد وانطلاقة مهمة نحو عهد وطني واستقلال حقيقي، بالإضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تدير دفة البلاد نحو الأمان والسلام.
إننا بهذه المناسبة العظيمة نجدِّدُ تحياتنا ووفاءنا لشهداء الحرية ونعاهدهم بالسير في دربهم حتى تحقيق جميع الأهداف التي استشهدوا من أجلها.
١٨ تموز ٢٠٢٥
المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 8 ساعات
- ساحة التحرير
نساء الصبر!ثامر الحجامي
نساء الصبر! ثامر الحجامي في كل المراحل التاريخية للبشرية كانت المرأة شريكة للرجل في كل المحطات المهمة المؤثرة في التاريخ، فآدم عليه السلام لم ينزل الى الارض إلا وحواء معه، وإبراهيم عليه السلام كانت شريكتاه في أيام النبوة هاجر وسارة، وعيسى عليه السلام جاء من رحم السيدة مريم العذراء ، والسيدة خديجة كانت شريكة النبي محمد صلى الله عليه واله في المحنة ونشر رسالة الاسلام. وهكذا في كل المحطات التاريخية وكل المجتمعات البشرية كانت المرأة عنصرا فاعلا ومؤثرا، لكنها وبسبب المتغيرات التاريخية والحروب والصراعات كانت الأكثر عرضة للإعتداء والتعنيف والتنكيل، وأحيانا تغييب دورها الكبير في بناء المجتمع، وبغياب هذا الدور تعاني معظم المجتمعات من الجهل والمشاكل المجتمعية، وعدم النمو والتطور، نتيجة غياب التوازن الذي خلقت عليه البشرية. ولعل أبرز مظاهر العنف ما تعرضت له نساء العترة الطاهرة في واقعة كربلاء، حين شاركن الإمام الحسين عليه السلام في الحدث الأبرز والمعركة الأشرف التي خاضها الامام الحسين عليه السلام ضد طاغية عصره، حين كانت السيدة زينب والسيدة الرباب والسيد ليلى هن شريكات الامام الحسين وأبي الفضل العباس في هذه المعركة وساترهم الخلفي وفريق الدعم الذي وقف معهم، يجسدن الدور الحقيقي للمرأة ووقوفها مع الرجل في خندق واحد, فتعرضن الى ما تعرضن له من سبي وإعتداء وتنكيل. من هذا المنطلق يقام مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف في الأول من صفر يوم دخول سبايا أهل البيت عليهم السلام الى الشام، وهو يهدف الى نبذ أساليب العنف خاصة العنف الأسري والمجتمعي التي تواجه المرأة وأخذ دورها في بناء المجتمع، وإعادة تمكين المرأة في ممارسة دورها الذي تستحقه، وإزالة مظاهر الجور والتنكيل والحرمان التي تعرضت لها في الأزمنة السابقة، ونفض الغبار عن المرتكز الثاني لأي مجتمع، بل هو المرتكز الأبرز لبناء المجتمعات المتطورة، نتيجة تعدد الأدوار التي تقوم بها المرأة. هذه الدعوات التي تدعو الى مناهضة العنف يجب أن تأخذ دورا عمليا وفعليا، سواء على المستوى الإجتماعي أو على المستوى الحكومي، من خلال إصدار جملة من التشريعات التي تحمي حقوق المرأة، وتعزيز مشاركتها في الحياة الإجتماعية والسياسية، وجعلها شريكة في البناء والقرار، وإزالة ترسبات الماضي التي كانت تجعل من حقوق المرأة قضية هامشية. 2025-07-24


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 2 أيام
- حزب الإتحاد الديمقراطي
اجتماع جماهيري موسع في مركدة لمناقشة المستجدات السياسية والتحديات التي تواجه المنطقة
نظم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD اجتماع جماهيري موسع في ناحية مركدة، بهدف شرح آخر المستجدات السياسية على الساحتين الإقليمية والعالمية، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط وسوريا. بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، بمشاركة أعضاء وعضوات حزبنا PYD و ممثلين وممثلات عن مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، إلى جانب حضور واسع من أهالي المنطقة. من ثم تطرق عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD 'عبد الغني أوسو' لشرح الوضع السياسي الراهن بشكل عام، وسلط الضوء على التحديات الراهنة وسبل مواجهتها ضمن إطار المشروع الديمقراطي. وأكد المشاركون خلال مداخلاتهم على أهمية مواصلة العمل السياسي والتنظيمي، وتعزيز روح المقاومة المجتمعية، والتكاتف لمواجهة التهديدات التي تستهدف مكتسبات شعوب شمال وشرق سوريا.


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 2 أيام
- حزب الإتحاد الديمقراطي
احتفالية ثورة 19 تموز في زيورخ السويسرية
نظم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في سويسرا احتفالية جماهيرية بمناسبة ثورة 19 تموز،وذلك بمدينة زيورخ السويسرية الأحد 20/يوليو، واقيمت الاحتفالية بمشاركة ممثل عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ ايران السيد عزيز أحمدي، وممثل عن حزب الحياة الحرة الكردستاني ـ ايران السيد حكيم هتوتي، وممثل عن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي ـ سوريا السيد شيخموس شيخ علي، وأيضاُ الدكتور مرشد معشوق الخزنوي وبحضور جمع جماهيري غفير. هذا وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء بدأت الاحتفالية بالقاء الكلمات حيث ألقى الرفيق علي عمر والرفيقة كلستان اداريا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في سويسرا كلمات باسم الحزب واللجنة المنظمة، رحبا فيها بالحضور وممثلي الأحزاب والشخصيات. كما تناولت الكلمات نبذة عن ثورة 19 تموز والتي انظلقت من مدينة المقاومة كوباني وانتشرت في كل أصقاع روج آفا، كما تطرقت الى الأوضاع السياسية الراهنة وماحققته ثورة 19 تموز من مكتسبات للشعب الكردي وكل مكونات شمال وشرق سوريا. كما تناوب الضيوف ممثلو الأحزاب الكردية لالقاء الكلمات والتي ركزت بمجملها على الأوضاع السياسية الراهنة وما حققته ثورة 19 تموز من مكتسبات لشعبنا، وأكدت الكلمات على ضرورة الحفاظ على هذه المكتسبات الادارية والعسكرية، مشيرة الى أهمية وحدة الصف الكردي والكردستاني في هذه المرحلة التي يتعرض فيها شعبنا لمخاطر جمة، منوهةً الى المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتق المجتمع وتماسكه والتفافه حول قواه السياسية والعسكرية. وكذلك ألقى الدكتور مرشد معشوق الخزنوي كلمة أثنى فيها على ثورة روج آفا والمكتسبات التي حققتها والدور المحوري الذي تلعبه الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وكذلك قوات سوريا الديمقراطية الحصن المنيع والمدافع عن شعبنا وشعوب شمال وشرق سوريا. واستمرت الاحتفالية بفقرات فنية شارك فيها الفنانين هجال علانه، وكاوا أورمية