logo
تأكيد على أهمية تكامل القطاعات لتعزيز المدن الذكية واستعراض نماذج ناجحة في الابتكار والتنمية المستدامة

تأكيد على أهمية تكامل القطاعات لتعزيز المدن الذكية واستعراض نماذج ناجحة في الابتكار والتنمية المستدامة

شهدت جلسات العمل في اليوم الثاني من فعاليات قمة البحرين الثامنة للمدن الذكية 2025، التي عُقدت يومي 15 و16 أبريل، مناقشات حول أهمية تكامل القطاعات المختلفة لتعزيز المدن الذكية، بالإضافة إلى استعراض إنجازات مملكة البحرين في مختلف المجالات التي تسلط الضوء على التوجه المستمر نحو التطوير والتنمية، إلى جانب تقديم نماذج لتجارب بارزة على الصعيدين الخليجي والعالمي.
وأكد المشاركون أن الجلسات نجحت في تناول مواضيع حيوية تلامس الواقع والمستقبل، مشيرين إلى الجهود المبذولة لتحقيق رؤية تنموية مستقبلية ومستدامة عبر تنمية المبادرات الحكومية، لمواكبة الاتجاهات العالمية وإيجاد الحلول الذكية لتحقيق أهداف المدن الأكثر ذكاءً.
الخطة الوطنية السادسة للاتصالات (NTP6): تمكين المدن الذكية
افتتحت الجلسات بورقة عمل قدمها المهندس محمد جاسم المهيزع، رئيس مشاريع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بوزارة المواصلات والاتصالات، تناول فيها دور الخطة الوطنية السادسة للاتصالات (NTP6) في دعم المدن الذكية والنقل الذكي بمملكة البحرين، حيث شكل قطاع النقل والاتصالات 7.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023 بقيمة بلغت 2.68 مليار دولار.
وتحدث المهيزع عن المراحل التطويرية التي مر بها القطاع منذ إعادة هيكلته عام 2012، وصولًا إلى تحقيق تغطية شاملة لخدمات الجيل الخامس بنسبة 100% في 2022.
وأشار إلى أن الخطة ترتكز على ست ركائز أساسية تتضمن ثلاثين مبادرة تشمل تعزيز البنية التحتية الدولية، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني، والحوكمة المؤسسية، وجذب الاستثمارات، والرقمنة الخضراء.
وأكد على نجاح الخطة من خلال مؤشرات مثل نسبة انتشار الهواتف المحمولة التي بلغت 161%، ونسبة استخدام الإنترنت التي وصلت إلى 100%. مشيرًا إلى أن NTP6 تُعد أساسًا لتحقيق المدن الذكية عبر الابتكار والتنمية المستدامة، من خلال خفض التكاليف، وتقليل انبعاثات الكربون، وإنشاء بنية تحتية قابلة للتوسع.
المدن الذكية في الخليج: ابتكارات وتحديات واستدامة
تضمنت الجلسات عرض تجارب خليجية في المدن الذكية، من خلال أوراق عمل بحثية تناولت التشريعات التنظيمية لتحقيق الاستدامة الحضرية. كما تطرقت أوراق العمل إلى موضوع تشجير المدن الذكية من خلال تقنيات الري الذكي.
وشدد المشاركون على ضرورة تبني التكنولوجيا والتخطيط الذكي لتحقيق أهداف المدن الذكية، مع التركيز على تقنيات التشجير لتحسين جودة الحياة، والوصول إلى هدف توفير مساحات خضراء بنسبة 100% بحلول 2035، وتقليل الانبعاثات بنسبة 40%.
وأكد الخبراء على أهمية وضع سياسات تعزز التوازن بين التطور الحضاري وموارد البيئة، مع تبني لوائح تدعم الاستدامة الحضرية مثل تنظيم المباني، وتركيب ألواح الطاقة الشمسية، واستخدام مواد البناء المستدامة.
كما استعرضت جلسات اليوم الثاني لقمة البحرين للمدن الذكية 2025، ورقتي عمل مقدمة من جهاز المساحة والتسجيل العقاري، بعنوان: "نظام الذكاء الاصطناعي لمراقبة التغيرات في المدن الذكية"، و"حلول ذكية لإدارة تسجيل الأراضي".
وسلطت الجلسة الضوء على دور نظام الكشف عن التغييرات ومخالفات البناء باستخدام الذكاء الاصطناعي، في تحسين الكفاءة والشفافية عبر إدارة المدن الذكية، ودوره في دعم الاستدامة وتعزيز السلامة.
مكافحة الجرائم الإلكترونية وابتكارات حكومية مهمة
قدم العقيد د. محمد العبد الله، رئيس قسم الجرائم المالية بوزارة الداخلية، ورقة بحثية تناولت "فن الاحتيال الإلكتروني"، مستعرضًا جهود الوزارة في مكافحة الجرائم الاقتصادية. وتضمنت الورقة عرضًا لتقنيات الاحتيال الشائعة مثل المواقع الإلكترونية المزيفة، ورسائل التصيد الاحتيالي (phishing)، واستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو احتيالية، مؤكدًا أهمية التصدي لهذه الجرائم من أجل حماية المجتمع وتعزيز أمنه.
كما تناولت الجلسات دور الحكومة البحرينية في الابتكار، حيث تم عرض أهمية البيانات الذكية في دعم المدن الذكية عبر قاعدة بيانات العقارات الوطنية. كما تم تقديم ورقة عمل حول استراتيجية تنفيذ أنظمة النقل الذكية في البحرين.
وتطرقت النقاشات إلى تحليل شبكة الطرق الحالية ومشاكلها مثل الازدحام وزيادة الانبعاثات، مع تسليط الضوء على تطوير نظام نقل مستدام ومرن يعزز الكفاءة والرفاهية الاجتماعية.
البنية التحتية التاريخية وتكنولوجيا العقارات
وتضمنت الجلسات ورقة عمل حول جهود مملكة البحرين في إعادة إعمار المدن التاريخية منذ عام 2021، بما يشمل مرافق صحية ومدارس. وركزت الورقة على دمج التقنيات الحديثة مع الحفاظ على المواد التاريخية، بما يوازن بين التراث الثقافي ومتطلبات الاستخدام الحديث.
واختتمت الجلسات بعرض أوراق عمل متنوعة حول تمكين الدفع الإلكتروني، واستخدام الجولات الافتراضية ثلاثية الأبعاد، والاتصال الذكي بالإنترنت عبر "eSIM"، وموضوع تحويل النفايات إلى مواد مفيدة.
وأكد المشاركون أهمية الشراكات الإقليمية في دعم التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين التكنولوجيا والبيئة، مشيرين إلى دور قمة البحرين الثامنة للمدن الذكية 2025 كمنصة لتعزيز الابتكار وتبادل الخبرات لبناء مدن ذكية ومستدامة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'بوينغ': تسوية بـ 1.1 مليار دولار لتفادي 'قضية تحطم طائرتين'
'بوينغ': تسوية بـ 1.1 مليار دولار لتفادي 'قضية تحطم طائرتين'

البلاد البحرينية

timeمنذ 4 ساعات

  • البلاد البحرينية

'بوينغ': تسوية بـ 1.1 مليار دولار لتفادي 'قضية تحطم طائرتين'

توصلت وزارة العدل الأميركية إلى اتفاق مع شركة بوينغ، يسمح للشركة بتفادي الملاحقة الجنائية بشأن مزاعم مرتبطة بتحطم طائرتين من طراز '737 ماكس'، وفقًا لوثائق قضائية. وقالت الوزارة إنه بموجب الاتفاق، الذي لم يتم الانتهاء منه بعد، ستدفع شركة صناعة الطائرات الأميركية أو تستثمر أكثر من 1.1 مليار دولار، بما في ذلك مبلغ إضافي قيمته 444.5 مليون دولار لأسر ضحايا الحادث. وكان الحادثان اللذان وقعا في أكتوبر 2018 ومارس 2019، قد أسفرا عن مقتل 346 شخصًا. وقالت وزارة العدل الأميركية، إن بعض أسر الضحايا تؤيد التسوية، لكن تعهدت أسر أخرى بمعارضتها عبر الإجراءات القانونية. يُشار إلى أنه وقت وقوع الحادث، تجنبت شركة بوينغ الملاحقة القضائية عبر التعهد بتطبيق برنامج 'الامتثال والأخلاقيات'، ودفعت أيضًا غرامة قيمتها 243.6 مليون دولار بالإضافة إلى 500 مليون دولار لأسر الضحايا.

بزنس الهيدروجين الأخضر
بزنس الهيدروجين الأخضر

الوطن

timeمنذ 6 ساعات

  • الوطن

بزنس الهيدروجين الأخضر

تشغل دول الخليج العربي مكانة متقدمة ضمن قائمة الدول المنتجة والمصدرة للهدروجين عالمياً، وسط رهانات على اتّساع حجم تجارة الهيدروجين مع زيادة الإنتاج واتّساع نطاق استعمالاته في قطاعات الصناعة والنقل وغيرها، وتسجل هذه التجارة زيادة سنوية وصلت لـ 71% في العام 2024 مقارنة بالعام 2023، مع إجمالي صفقات بـ 300 مليون دولار سنويا بحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" (IRENA). وشهدنا في الآونة الأخيرة زيادة في النماذج الناجحة على التقدم نحو جعل الخليج مركزاً لتجارة وإنتاج الهيدروجين، فقد وقّعت عُمان مؤخراً اتفاقيات اقتصادية مع هولندا في مجال الهيدروجين المُسال وتطوير البنية الأساسية لنقل الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون عبر خطوط الأنابيب، لإنشاء أول ممر تجاري لتصدير الهيدروجين المسال في العالم يربط عُمان وهولندا وألمانيا، كما وقّعت المملكة العربية السعودية وألمانيا مذكرة تفاهم "الجسر السعودي ـ الألماني للهيدروجين الأخضر"، فضلاً عن أن دولة الإمارات تستحوذ على 25% من سوق الهيدروجين العالمي في عام 2030 وهي تمتلك أول محطة في الشرق الأوسط لإنتاج الهيدروجين الأخضر. وتضع مملكة البحرين خطوات ثابتة نحو التحول إلى لاعب رئيسي في سوق الهيدروجين، فتطوير هذه الصناعة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخطة الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060، كما يتوافق هذا المسار مع استراتيجيات الطاقة المتجددة التي تهدف إلى توفير احتياجات الكهرباء من مصادر نظيفة. ومع الاستثمارات الكافية ستتمكن البحرين من التحول إلى مصدر عالمي للطاقة النظيفة، مع ما تملكه من موقع استراتيجي بين الأسواق الكبرى، وخبرة طويلة في صناعة الطاقة، وبيئة أعمال جاذبة للاستثمار الأجنبي، وكوادر بشرية مؤهلة في القطاع النفطي والصناعي، وهذا التحوّل لن يحقق فقط الأهداف البيئية، بل سيوفر آلاف الوظائف الجديدة، ويجذب استثمارات نوعية لتعزيز التنوع الاقتصادي. دراسة لشركة "ديلويت" توقعت أن تتمكن منطقة الشرق الأوسط وتحديداً دول الخليج العربي من تصدير نصف إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وعلى الرغم من أن دول شمال إفريقيا وأستراليا الأقوى والأوسع إنتاجاً، لكن دول الخليج ستكون في موضع الصدارة بحلول عام 2050 بحسب الدراسة. ودول الخليج قادرة على تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات في هذا المجال، فالمنطقة الخليجية لديها ارتباط قوي مع الاقتصادات المتقدمة في أوروبا، وتوفر شبكة الموانئ والبنية التحتية لخطوط الأنابيب للمنطقة إمكان الوصول إلى الأسواق سريعة النمو في آسيا وإفريقيا. في الواقع، يكتسب الهيدروجين زخماً متزايداً في دول مجلس التعاون الخليجي، خاصةً وأنها تسعى إلى وضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تطوير سوق الهيدروجين في المنطقة وتأهيل نفسها لتصدير الهيدروجين في المستقبل، إذ تتمتع المنطقة بالعديد من المزايا التنافسية التي تمكّنها من أداء دور رئيس حتى في اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي، فلديها مقومات تجعلها سبّاقة في مجال إنتاج الهيدروجين، علاوةً على تمتعها بدرجة سطوع شمسي عالمي مرتفع، وتشهد العديد من المواقع في جميع أنحاء المنطقة ظروف رياح قوية ومتّسقة لإنتاج كهرباء متجددة موثوقة.

الذكرى السنوية لمجلس التعاون تجسيد لنجاح الشراكة الاستراتيجية
الذكرى السنوية لمجلس التعاون تجسيد لنجاح الشراكة الاستراتيجية

البلاد البحرينية

timeمنذ 14 ساعات

  • البلاد البحرينية

الذكرى السنوية لمجلس التعاون تجسيد لنجاح الشراكة الاستراتيجية

أكد عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية النائب أحمد صباح السلوم، على أن المجلس يمثل نموذجاً فريداً للتكامل الإقليمي، ويعكس مسيرة غنية بالإنجازات الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد والأمن والسياسة. وأشار النائب السلوم في الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس مجلس التعاون، إلى أن البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبدعم الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أولت اهتماماً كبيراً بتعزيز التعاون الخليجي، من خلال دعم المبادرات المشتركة وتطوير التشريعات والسياسات التي تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمجلس، بما في ذلك المشاركة في إطلاق الرؤية الاقتصادية الخليجية المشتركة 2030، والاستراتيجية الأمنية الموحدة، ومشاريع الربط الكهربائي والسكك الحديدية الخليجية. وأوضح النائب السلوم أن مجلس النواب البحريني يحرص على دعم كافة الجهود التي تعزز من مكانة البحرين ضمن المنظومة الخليجية، مشيراً إلى أن اللجنة المالية والاقتصادية عملت على دراسة مشروعات قوانين تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، وتوفير البيئة المناسبة للاستثمار، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني. كما نوّه النائب السلوم إلى أن حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون تجاوز 130 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لبيانات الأمانة العامة لمجلس التعاون، وهو ما يعكس تنامي العلاقات الاقتصادية الخليجية. كما أشار إلى أن اتفاقية السوق الخليجية المشتركة ساهمت في دعم التوظيف وزيادة نسب التوطين، لافتاً إلى أن نسبة التوطين في القطاع الخاص بالبحرين بلغت نحو 30% وفق إحصائيات وزارة العمل. وفي الجانب الأمني، ثمّن السلوم الدور الحيوي الذي تضطلع به قوة دفاع البحرين في صون أمن المملكة واستقرارها، مشيراً إلى أنها تُعد صرحاً عسكرياً متقدماً ضمن المنظومة الدفاعية الخليجية، وتلعب دوراً محورياً في تعزيز الجاهزية والاستعداد للتحديات الإقليمية. كما نوه بالمستوى المتقدم لمنظومات التعاون الأمني بين دول المجلس، وفي مقدمتها المركز الخليجي للأمن السيبراني ونظام الإنذار الأمني الموحد، لما لها من أثر فاعل في تعزيز قدرة دول الخليج على التصدي للتهديدات والمخاطر الحديثة. كما أشاد النائب السلوم بالكلمة السامية التي ألقاها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم خلال القمة الخليجية الأمريكية، مؤكداً أنها جسدت رؤية استراتيجية ثاقبة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وعكست ثبات مواقف البحرين وحرصها على ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. واختتم النائب السلوم تصريحه بالتأكيد على أن البحرين ستواصل دعمها لمسيرة مجلس التعاون، والعمل على تعزيز التكامل بين دوله في مختلف المجالات، ومشدداً على أن التحديات الإقليمية تتطلب مزيداً من التنسيق والتضامن، تحقيقاً لتطلعات شعوب المنطقة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store