logo
سيناريو مرسوم وتبادل أدوار في الجلسة

سيناريو مرسوم وتبادل أدوار في الجلسة

المركزيةمنذ 6 أيام
الثلثاء 5 آب 2025 لا يشبه أبدًا الأربعاء 7 أيار 2008، الفارق بين التاريخين 17 عامًا صحيح، لكنه أكثر من ذلك بكثير في ميزان الدولة 'القادرة'.
فدولة الأمس المستزلمة، الخاضعة، المطيعة لفائض القوة ولَّت، وبدأت معالم الدولة القويّة، القادرة، تتكشّف وأولى خطواتها، القرار الذي اتخذته الحكومة بسحب سلاح 'حزب الله'ومطالبة الجيش بوضع خطة تنفيذية قبل نهاية آب الحالي، وجدول زمني لسحب السلاح لا يتعدى بداية العام المقبل!
تنفّس اللبنانيون الصعداء بهذا القرار، فللمرة الأولى منذ سنوات، يشعر اللبنانيون بالدولة القادرة، بأداء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام في جلسة الساعات الخمس ونصف الساعة!
السيناريو بدا مرسومًا ومتفقًا عليه، ووزعت الأدوار بين المعنيين، وأولهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فالرئيس جوزاف عون لعب دور 'الإطفائي' الجاهز لإطفاء نيران حريق السجال كلما اشتعل داخل الجلسة، ورئيس الحكومة لعب دور 'هجوم خط أول' ضد 'الدويلة' و'دفاع خط أول' مع الدولة!
'طحش' سلام بدعمٍ من وزراء 'القوات' و'الكتائب' و'الاشتراكي' وأصر على موقفه ليس فقط في البحث بسحب سلاح 'حزب الله' إنما أيضًا باتخاذ الحكومة قرارًا واضحًا بسحب السلاح وبوضع جدول زمني له!
والدليل على تنسيق عون – سلام ، هو مد الرئيس عون سلام بالمساندة كلما احتاج إليها في مسار الجلسة، فكانت النتيجة: 'القرار للدولة وللدولة فقط!'.
وفي تفاصيل الجلسة، علمت 'نداء الوطن' أن النقاش احتدم أكثر من مرة، فوزير الصحة ركان ناصر الدين كان الأكثر كلامًا والأكثر تمسكًا والأكثر شراسةً بالدفاع عن سلاح 'حزب الله'! وحصل تلاسن بينه وبين سلام!
ناصر الدين بدأ بالمطالبة بتأجيل البحث ببند سحب السلاح وبورقة 'برّاك' لمدة 48 ساعة، لتتسنى له قراءة ورقة 'برّاك' والتعديلات عليها، إلا أن سلام رفض وقال لناصر الدين: 'لأ، البحث بدو يصير هلّأ، وما رح يتأجّل'.
ليجيب ناصر الدين متوجهًا بكلامه إلى رئيسي الجمهورية والحكومة: 'أعطونا مهلة يومين، أنا ليش جبتوني وزير؟ مش لأني طبيب بالجامعة الأميركية وهيك بكون ما عندن مشكل الأميركان معي؟ أنا ما بفهم بالسياسة، ومش شغلتي، عم تحطوني بوجه بيئتي وجماعتي، ما إنتو يا فخامة الرئيس ويا دولة الرئيس عم تحكوا مع بري و'الحزب'، كملوا احكوا معهن، وما تحرجوني مع بيئتي'.
ليجيبه سلام بإصرار: 'لأ، بدنا ناخد القرار هلّأ'.
هنا علا صوت ناصر الدين بوجه سلام قائلاً: 'قوم إنت شوف المسيّرات فوق راسنا، قوم طلاع عالجنوب شوف الشهداء!' ليرد سلام: 'قوم إنتَ!' ما تزايد عليي،ما أنا سموني قاضي 'حزب الله' لما حكمت نتنياهو!'.
وعلى وقع الصراخ، وفي ما يشبه التهديد قال ناصر الدين: 'في الشارع كمان!' ليرد سلام عليه بانفعال: 'ما حدا يحكيني بالشارع، في شارع مقابل شارع كمان!'.
هنا، ترك ناصر الدين مقعده، متوجهاً إلى باب القاعة ليغادر الجلسة فتدخل رئيس الجمهورية طالبًا منه العودة إلى مقعده، فأذعن ناصر الدين وعاد إلى مقعده وهدأت الأمور.
بالتوازي، حاولت وزيرة البيئة تمارا الزين المحسوبة على 'أمل' مساندة زميلها فطالبت أيضاً بتأجيل البحث ببند سحب السلاح لكن طرحها قوبل أيضًا بالرفض من قبل عون وسلام اللذين أكدا للوزيرين أن طرحهما غير وارد!
استحوذ الموضوع على الكثير من الأخذ والرد، وعلى وقع ضغوط مارسها 'الثنائي' وتحديدًا 'حزب الله' على المعنيين لسحب البند وتأجيل البحث به، وعلى وقع محاولات كثيرة لإقناع الرئيسين عون وسلام بتأجيل البحث ببند سحب سلاح 'حزب الله' صمد الرجلان، وعلى خط الهجوم دخل سلام مجددًا وقال للوزراء الذين بدأ بعضهم يلين ويتجه نحو الإذعان للتأجيل: 'إنتوا عم تشتغلوا 'Business as usual' اليوم ما عاد في هيك، وبدكن تفهموا إنو أنا نواف سلام' ما بشتغل 'Business as usual' وهيك ما بيمشي الحال معي!'.
ففهم الحاضرون إصرار سلام على المضي حتى النهاية بمعركة سحب السلاح، فما كان من وزيري 'الثنائي' ناصر الدين والزين إلا أن أعربا عن نيتهما الانسحاب من الجلسة، وبكلام ودي تجاه زملائهما في المجلس قالا: 'منحترم الجميع، ولكن رح ننسحب من الجلسة' وقال ناصر الدين: 'ما فيي إحمل هيك قرار من الحكومة ع كتافي، وعهالحالة منفضّل ننسحب!' فانسحبا من الجلسة، وبعدها اتخذت الحكومة بالتصويت، قرار سحب السلاح بجدول زمني!
وكان لافتًا إعلان مصادر الوزيرين لـ 'نداء الوطن' أنهما لم ينسحبا من الحكومة بل من الجلسة، الأمر الذي يعزز فرضية أن ما حصل مرسوم ومتفق عليه، حفاظًا على ماء وجه الوزيرين وبيئتهما وجمهورهما!
واللافت أن الوزير فادي مكّي، المعروف بالوزير الشيعي الخامس الذي اتفق عليه عند تشكيل الحكومة، لم ينسحب، وأثبت ولاءه لرئيس الحكومة وليس للثنائي، بحيث اكتفى بالتحفظ عن وضع مهلة زمنية لتسليم السلاح قبل أن يتقدم الجيش باقتراحه وقبل استكمال النقاش في حضور جميع الوزراء في الجلسة المقبلة.
وكذلك لم يقبل مكّي، تماماً كزميليه ناصر الدين والزين، أي موافقة مبدئية على الورقة الأميركية قبل استكمال بحثها في الجلسة المقبلة وفي حضور جميع الوزراء.
لكن بالنتيجة، بقي 'مكّي' وحافظ على ميثاقية الجلسة والقرار الحكومي، وملكَ 'الوزير الملك' قراره وبدّى الدولة على 'الدويلة' بعكس ما فعل يومًا، ذات وزيرٍ سمّي بالملك!
على خطّ آخر، حضر كلام الأمين العام لـ 'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم في الجلسة بحيث قرأ سلام للوزراء ما ورد في خبر عاجل نقلًا عن قاسم وقال سلام للوزراء: 'قال عم يقول إنو نحنا عم نطلب يسلّموا السلاح لإسرائيل!، معقول هيك؟' ليعلن بعد ذلك على الملأ أمام الجميع، المضي بمناقشة بند السلاح والإصرار على أن تتخذ الحكومة قرارًا بشأنه الآن، في هذه الجلسة!
هذا وأكدت وزيرة البيئة لـ 'نداء الوطن' أنها ستحضر جلسة الخميس بما أن على جدول أعمالها بنداً وحيداً هو استكمال النقاش بالبند الأول وورقة 'برّاك'، وبالحديث عن ورقة 'برّاك' أكد مصدر وزاري لـ 'نداء الوطن' أن الورقة ستبحث الخميس وإن لم يسر 'الثنائي' بها، فسيتم التصويت عليها وإقرارها بالأكثرية! ويضيف المصدر: 'القرار اتخذ، الحكومة صاحبة القرار، ونقطة انتهى!'
ومع ختام الجولة الأولى من معركة 'الدولة' على 'الدويلة'، ثمة من يتخوف من أن يبقى قرار الحكومة حبرًا على ورق، في وقتٍ يؤكد أكثر من وزير لـ 'نداء الوطن' أن 'قرار الحكومة لن يكون كذلك، فالزّمن الأول تحول'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جيش الكونغو ومتمردون "أم-23" يتبادلون الاتهامات بشأن الاشتباكات وتعزيز القوات
جيش الكونغو ومتمردون "أم-23" يتبادلون الاتهامات بشأن الاشتباكات وتعزيز القوات

الميادين

timeمنذ 26 دقائق

  • الميادين

جيش الكونغو ومتمردون "أم-23" يتبادلون الاتهامات بشأن الاشتباكات وتعزيز القوات

اتهم الجيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية متمردي "أم-23" بتنفيذ هجمات متعددة في شرق الكونغو، وقال إنها "تنتهك الاتفاقات التي وقعت في واشنطن والدوحة"، وحذّر من أنه يحتفظ بـ"الحق في الرد على الاستفزازات". وجاء بيان الجيش الكونغولي بعد يوم من اتهام "أم-23" للقوات الكونغولية بتعبئة المزيد من القوات وانتهاك شروط إعلان المبادئ الذي وُقّع في 19 تموز/يوليو في الدوحة والذي أعرب عن دعم وقف إطلاق النار الدائم. اليوم 15:57 اليوم 00:01 ووفقاً لوكالة "رويترز"، جاءت هذه التصريحات المتضاربة في الوقت الذي تأجلت فيه محادثات السلام التي كان من المقرر استئنافها في الدوحة الأسبوع الماضي. وفي إعلان المبادئ، تعهدت الكونغو وحركة "أم-23" ببدء المحادثات بحلول 8 آب/أغسطس الجاري، والسعي إلى التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 18 من الشهر نفسه. وأشار بيان الجيش إلى أن "حركة أم-23 تشن هجمات شبه يومية على مواقعها". في حين قال بيان سابق للمتمردين إن "جيش الكونغو نفذ تحركات كبيرة للقوات ونشر معدات عسكرية في ستة مواقع مختلفة". يذكر أن زعيم حركة "أم-23"، بيرتراند بيسيموا، قال الأسبوع الماضي إن "المتمردين لم يتلقوا دعوة للمشاركة في المحادثات". وقال زعيم آخر للمتمردين، طلب عدم الكشف عن هويته، إن المجموعة لن تذهب إلى الدوحة "حتى تبدأ كينشاسا في احترام إعلان المبادئ، الذي ينص على إطلاق سراح أعضائنا المعتقلين".

بيرم: لولا المقاومة ‏لكانت إسرائيل الآن في بعبدا وبيروت
بيرم: لولا المقاومة ‏لكانت إسرائيل الآن في بعبدا وبيروت

المردة

timeمنذ 44 دقائق

  • المردة

بيرم: لولا المقاومة ‏لكانت إسرائيل الآن في بعبدا وبيروت

أحيا 'حزب الله' ‏الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على ‏طريق القدس مفوض منطقة ‏جبل عامل الأولى في كشافة الإمام المهدي القائد الكشفي ‏إسماعيل ‏دياب، والذي أقيم في النادي الحسيني لبلدة خربة سلم ‏الجنوبية، بمشاركة الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم، ‏مفوض منطقة ‏جبل عامل الأولى أحمد غضبون، إلى جانب قادة كشفيين من تلامذة ‏وزملاء الشهيد دياب، ‏وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وممثلون عن ‏جمعيات شبابية وكشفية وتربوية، وعائلة الشهيد وعوائل ‏شهداء ‏وحشود من بلدتي حولا وخربة سلم والقرى المجاورة.‏ بيرم وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى الوزير بيرم كلمة أشار فيها ‏إلى 'أننا من خلال مقاومتنا لبينا نداء ‏النصرة لكل مظلوم ومستضعف ‏في ظل نداء 'هل من ناصر ينصرنا'، النداء الذي يحاربوننا لأجل أننا ‏‏لبيناه، وقد وضعونا في عين الاستهداف، وبات يتآمر علينا الأغراب ‏والأعراب وبعض من في هذا البلد، إلا ‏أننا نتصرف بحكمة'.‏ وقال الوزير بيرم: 'سكوتنا ليس ضعفا، بل لأننا نملك الحكمة، وحكمتنا ‏تقتضي أن نصبر، والإنسان الصبور ‏يعمل بشكل صحيح لأنه يفكر ‏بشكل صحيح، وفي حين أننا لا نعمل بانفعال أو انطلاقًا من ردة فعل، ‏هناك ‏خط أحمر لا يجوز لأحد تجاوزه، وهو كرامتنا ووجودنا وحجّيتنا ‏وعزتنا التي يعبر عنها سلاح المقاومة، ‏فهو وسيلة تدل على أننا نتمسك ‏بهذه القيم'.‏ ولفت بيرم إلى 'أن شعبنا عندما وجد أن السلطة لا تدافع عنه أخذ ‏المبادرة في الدفاع عن نفسه دون أن ينتظر ‏إذنًا من أحد، لأنه هو من ‏يعطي المشروعية والقانونية، ولا ينتظر من أحد أن يمنحه ذلك، فهو ‏أساس الدولة'.‏ وتابع بيرم: 'إن قادة المقاومة تقدموا الصفوف مع أبنائهم قبل أبناء ‏الناس، لذلك تجد الناس تواليهم وتجد بيئة ‏المقاومة تحب المقاومة ‏وقادتها، لأنها وجدت فيها الصدقية والمشروعية والصدق والإيمان ‏والإخلاص ‏والمسابقة في عملية البذل'.‏ وشدد الوزير بيرم على 'أن المقاومة هي التي تمثل السيادة، وتوجه ‏للذين يسألون ماذا قدمت المقاومة، وقال:' ‏فلتعرفوا أنه لولا المقاومة ‏لكانت إسرائيل الآن في بعبدا وبيروت، ولتنظروا إلى التجربة في ‏جارتنا سوريا، ‏سوريا التي لم تطلق رصاصة واحدة على الكيان، ‏هاجمتها إسرائيل وأصبحت تحتل مساحات واسعة منها ‏تعادل مساحة ‏لبنان أو أكثر دون أن تنتظر ذرائع، فهي عدو توسعي احتلالي ‏عنصري لا يحترم ‏المستسلمين، ولا مكان للمستسلمين في هذا الزمن، ‏لذا فإن خيارنا هو التمسك بالمقاومة ونهجها لأنها هي ‏التي تصنع دولة ‏قادرة ومقتدرة وعزيزة'.‏ وأردف الوزير بيرم: 'نجد في الواقع أن هناك قرارًا بعدم تسليح الجيش ‏اللبناني، فبالنسبة للأمريكيين ‏شرطهم إذا أعطوا الجيش سلاحا هو أ‏لا يتمّ تلقيم هذا السلاح بوجه إسرائيل، ولكن أمام هذا الواقع من ‏الذي ‏سيدافع عن اللبنانيين، وهذا أمر يعدّ خلافًا للفطنة والمنطق والإنسانية، ‏ولا يمكن أن نسمح به أبدًا لأننا ‏نحن من مدرسة العز والكرامة ونحن ‏حريصون على هذا البلد، وبالتالي فإن هناك خطًا أحمرًا ممنوع على ‏‏أحد أن يتجاوزه'.‏ وختم الوزير بيرم: 'حبذا لو تأتي الدولة لتدافع عنا حتى لا نبقى نحن ‏لوحدنا ندفع ضريبة الدفاع عن لبنان، ‏ولكن في الوقت الذي تعجز ‏الدولة عن القيام بهذه المهمة وتفقد القدرة على ذلك، تأتي لتقول لنا ‏سلموا ‏سلاحكم، في ما يشكل خلافًا للمنطق وللميثاقية لأننا كمكوّن ‏حريص على البلد، وكمكوّن أكثر من قدم ‏التضحيات من أجل هذا البلد ‏منذ الطائف إلى الآن، دون أن نساوم أو نستبدل ذلك بمناصب، ولأن ‏قطرة دم ‏كل شهيد من شهدائنا تساوي كل ما في هذا البلد من مناصب، ‏نحن نعمل بالحكمة والوعي والاقتداء، لكن ‏أيضًا بالحزم عندما يتطلب ‏الأمر، ونحن الآن نبالغ في النصيحة وننصح من كل قلوبنا لأننا ‏حريصون على ‏البلد، ولأننا نعتقد أننا كلنا في سفينة واحدة لا نسمح ‏لأحد أن يحدث ثقبًا فيها، لأن إحداث الثقب فيها سيغرق ‏الجميع'.‏ غضبون بدوره، ألقى مفوض منطقة جبل عامل الأولى القائد أحمد غضبون كلمة ‏توجّه في مقدمتها بالتحية 'للشهيد ‏الحاج إسماعيل دياب الذي أخلص لله ‏فاصطفاه واختاره شهيدًا على طريق أشرف قضية كما كان يتمنى'، ‏‏معتبراً أنه 'ليس من باب الصدفة أن ينال الحاج إسماعيل وسام الشهادة ‏مع كوكبة من القادة في قافلة سيد ‏شهداء الأمة الذي عشقه، فلم تحتمل ‏روحه العيش إلا حيث يكون فمضى إليه مطمئنًا'.‏ وقال غضبون: إننا اليوم، وبعد أن أسلمت روحك يا حاج واحتضنك ‏تراب حولا التي كانت دائمة الحضور ‏في وجدانك، نعاهدك أن نواصل ‏درب التضحية، أنت الذي جمعت وسام الأسر والجهاد والشهادة، ‏لتجسد ‏البذل في شخصيتك في أعلى مستوياته. ولذلك، فإننا في ‏مفوضية جبل عامل الأولى، لن نترك الراية التي ‏حملتها، بل سنكمل ‏الطريق رغم كل التحديات، ولن نتوانى عن خدمة أهلنا بل سنقف إلى ‏جانب أشرف ‏الناس، ونساهم في إعادة الحياة إلى قرانا وأفواجنا'.‏ وختم غضبون: مفوضيتك اليوم، حاضرة وبقوة برغم كل التحديات ‏الكبيرة، تؤدي دورها في تربية هذا ‏الجيل، وتزرع الأمل وإرادة الحياة ‏في المجتمع كي يزداد منعة وصلابة أمام كل هذه الرياح العاتية. نعم ‏‏المسؤولية كبيرة، لكن قضيتنا المقدسة تستحق، فهي وصية سيدنا ‏الأقدس وصفيه الهاشمي، وهي عهدنا ‏ووعدنا ورايتنا التي لن نتركها ‏أو نتخلى عنها، المسيرة التي قدّم قادتها شهداء لن تُهزم أو تتراجع، بل ‏إن ‏النصر سيبقى مطبوعًا على جبينها حتى ظهور القائم من آل محمد'.

بيرم: لولا المقاومة ‏لكانت إسرائيل الآن في بعبدا وبيروت
بيرم: لولا المقاومة ‏لكانت إسرائيل الآن في بعبدا وبيروت

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

بيرم: لولا المقاومة ‏لكانت إسرائيل الآن في بعبدا وبيروت

أحيا "حزب الله" ‏الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على ‏طريق القدس مفوض منطقة ‏جبل عامل الأولى في كشافة الإمام المهدي القائد الكشفي ‏إسماعيل ‏دياب، والذي أقيم في النادي الحسيني لبلدة خربة سلم ‏الجنوبية، بمشاركة الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم، ‏مفوض منطقة ‏جبل عامل الأولى أحمد غضبون، إلى جانب قادة كشفيين من تلامذة ‏وزملاء الشهيد دياب، ‏وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وممثلون عن ‏جمعيات شبابية وكشفية وتربوية، وعائلة الشهيد وعوائل ‏شهداء ‏وحشود من بلدتي حولا وخربة سلم والقرى المجاورة.‏ وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى الوزير بيرم كلمة أشار فيها ‏إلى "أننا من خلال مقاومتنا لبينا نداء ‏النصرة لكل مظلوم ومستضعف ‏في ظل نداء "هل من ناصر ينصرنا"، النداء الذي يحاربوننا لأجل أننا ‏‏لبيناه، وقد وضعونا في عين الاستهداف، وبات يتآمر علينا الأغراب ‏والأعراب وبعض من في هذا البلد، إلا ‏أننا نتصرف بحكمة".‏ وقال الوزير بيرم: "سكوتنا ليس ضعفا، بل لأننا نملك الحكمة، وحكمتنا ‏تقتضي أن نصبر، والإنسان الصبور ‏يعمل بشكل صحيح لأنه يفكر ‏بشكل صحيح، وفي حين أننا لا نعمل بانفعال أو انطلاقًا من ردة فعل، ‏هناك ‏خط أحمر لا يجوز لأحد تجاوزه، وهو كرامتنا ووجودنا وحجّيتنا ‏وعزتنا التي يعبر عنها سلاح المقاومة، ‏فهو وسيلة تدل على أننا نتمسك ‏بهذه القيم".‏ ولفت بيرم إلى "أن شعبنا عندما وجد أن السلطة لا تدافع عنه أخذ ‏المبادرة في الدفاع عن نفسه دون أن ينتظر ‏إذنًا من أحد، لأنه هو من ‏يعطي المشروعية والقانونية، ولا ينتظر من أحد أن يمنحه ذلك، فهو ‏أساس الدولة".‏ وتابع بيرم: "إن قادة المقاومة تقدموا الصفوف مع أبنائهم قبل أبناء ‏الناس، لذلك تجد الناس تواليهم وتجد بيئة ‏المقاومة تحب المقاومة ‏وقادتها، لأنها وجدت فيها الصدقية والمشروعية والصدق والإيمان ‏والإخلاص ‏والمسابقة في عملية البذل".‏ وشدد الوزير بيرم على "أن المقاومة هي التي تمثل السيادة، وتوجه ‏للذين يسألون ماذا قدمت المقاومة، وقال:" ‏فلتعرفوا أنه لولا المقاومة ‏لكانت إسرائيل الآن في بعبدا وبيروت، ولتنظروا إلى التجربة في ‏جارتنا سوريا، ‏سوريا التي لم تطلق رصاصة واحدة على الكيان، ‏هاجمتها إسرائيل وأصبحت تحتل مساحات واسعة منها ‏تعادل مساحة ‏لبنان أو أكثر دون أن تنتظر ذرائع، فهي عدو توسعي احتلالي ‏عنصري لا يحترم ‏المستسلمين، ولا مكان للمستسلمين في هذا الزمن، ‏لذا فإن خيارنا هو التمسك بالمقاومة ونهجها لأنها هي ‏التي تصنع دولة ‏قادرة ومقتدرة وعزيزة".‏ وأردف الوزير بيرم: "نجد في الواقع أن هناك قرارًا بعدم تسليح الجيش ‏اللبناني، فبالنسبة للأمريكيين ‏شرطهم إذا أعطوا الجيش سلاحا هو أ‏لا يتمّ تلقيم هذا السلاح بوجه إسرائيل، ولكن أمام هذا الواقع من ‏الذي ‏سيدافع عن اللبنانيين، وهذا أمر يعدّ خلافًا للفطنة والمنطق والإنسانية، ‏ولا يمكن أن نسمح به أبدًا لأننا ‏نحن من مدرسة العز والكرامة ونحن ‏حريصون على هذا البلد، وبالتالي فإن هناك خطًا أحمرًا ممنوع على ‏‏أحد أن يتجاوزه".‏ وختم الوزير بيرم: "حبذا لو تأتي الدولة لتدافع عنا حتى لا نبقى نحن ‏لوحدنا ندفع ضريبة الدفاع عن لبنان، ‏ولكن في الوقت الذي تعجز ‏الدولة عن القيام بهذه المهمة وتفقد القدرة على ذلك، تأتي لتقول لنا ‏سلموا ‏سلاحكم، في ما يشكل خلافًا للمنطق وللميثاقية لأننا كمكوّن ‏حريص على البلد، وكمكوّن أكثر من قدم ‏التضحيات من أجل هذا البلد ‏منذ الطائف إلى الآن، دون أن نساوم أو نستبدل ذلك بمناصب، ولأن ‏قطرة دم ‏كل شهيد من شهدائنا تساوي كل ما في هذا البلد من مناصب، ‏نحن نعمل بالحكمة والوعي والاقتداء، لكن ‏أيضًا بالحزم عندما يتطلب ‏الأمر، ونحن الآن نبالغ في النصيحة وننصح من كل قلوبنا لأننا ‏حريصون على ‏البلد، ولأننا نعتقد أننا كلنا في سفينة واحدة لا نسمح ‏لأحد أن يحدث ثقبًا فيها، لأن إحداث الثقب فيها سيغرق ‏الجميع".‏ بدوره، ألقى مفوض منطقة جبل عامل الأولى القائد أحمد غضبون كلمة ‏توجّه في مقدمتها بالتحية "للشهيد ‏الحاج إسماعيل دياب الذي أخلص لله ‏فاصطفاه واختاره شهيدًا على طريق أشرف قضية كما كان يتمنى"، ‏‏معتبراً أنه "ليس من باب الصدفة أن ينال الحاج إسماعيل وسام الشهادة ‏مع كوكبة من القادة في قافلة سيد ‏شهداء الأمة الذي عشقه، فلم تحتمل ‏روحه العيش إلا حيث يكون فمضى إليه مطمئنًا".‏ وقال غضبون: إننا اليوم، وبعد أن أسلمت روحك يا حاج واحتضنك ‏تراب حولا التي كانت دائمة الحضور ‏في وجدانك، نعاهدك أن نواصل ‏درب التضحية، أنت الذي جمعت وسام الأسر والجهاد والشهادة، ‏لتجسد ‏البذل في شخصيتك في أعلى مستوياته. ولذلك، فإننا في ‏مفوضية جبل عامل الأولى، لن نترك الراية التي ‏حملتها، بل سنكمل ‏الطريق رغم كل التحديات، ولن نتوانى عن خدمة أهلنا بل سنقف إلى ‏جانب أشرف ‏الناس، ونساهم في إعادة الحياة إلى قرانا وأفواجنا".‏ وختم غضبون: مفوضيتك اليوم، حاضرة وبقوة برغم كل التحديات ‏الكبيرة، تؤدي دورها في تربية هذا ‏الجيل، وتزرع الأمل وإرادة الحياة ‏في المجتمع كي يزداد منعة وصلابة أمام كل هذه الرياح العاتية. نعم ‏‏المسؤولية كبيرة، لكن قضيتنا المقدسة تستحق، فهي وصية سيدنا ‏الأقدس وصفيه الهاشمي، وهي عهدنا ‏ووعدنا ورايتنا التي لن نتركها ‏أو نتخلى عنها، المسيرة التي قدّم قادتها شهداء لن تُهزم أو تتراجع، بل ‏إن ‏النصر سيبقى مطبوعًا على جبينها حتى ظهور القائم من آل محمد". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store