
برونو ريتيلو.. رجل «الاحتياط» على خط إحماء رئاسة فرنسا
بمزيج من "استراتيجية الصدمة" و"الأفكار اليمينية"، يصعد برونو ريتيلو، درجات السياسة الفرنسية بسرعة، بعد أن ظل لسنوات على دكة الاحتياط.
ففي مارس/أذار الماضي، استهل وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو، في أمسية سريعة، إحدى فعاليات الحملة الانتخابية ببعض النكات السياسية التي قارن فيها بين بنيته البدنية النحيفة وبنية رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه الذي بدا أنه تقبل المزاح بروح الدعابة.
بعد ذلك، انتقل المرشح الرئاسي المحتمل عن حزب يمين الوسط الفرنسي المنهك 'الجمهوريون' إلى نقاط الحوار الرئيسية للمحافظين، وانتقد الحجاب الإسلامي باعتباره "رمزًا للقمع" علي حد وصفه، وشدد على أهمية حماية 'الفتوحات العظيمة للغرب'.
واستمتع الجمهور داخل القاعة التي اكتظت بـ800 مقعد بكل ما قاله، وكونه رجلا "استفزازيا ذو شخصية كاريزمية" يعد بإعادة فرنسا إلى أمجادها القديمة، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقال ريتيلو أمام معجبيه "إن ما نؤمن به يؤدي أحيانًا إلى الجدل - وهذا أمر جيد".
كان التجمع في ضاحية فيليزي-فيلاكوبله الباريسية الميسورة الحال محطة في جولة حملة ريتيلو الانتخابية ليصبح الزعيم القادم لحزب الجمهوريين، وهو حزب يمين الوسط الذي كان مهيمنًا على السياسة الفرنسية في السابق.
لكن الحزب الذي يرتبط بالزعيم الفرنسي الراحل شارل ديغول، تدهور بشكل سريع في العقد الأخير، بعد أن قلب انتخاب إيمانويل ماكرون المشهد السياسي الفرنسي رأسًا على عقب.
تصويت... ولكن
والتصويت لتعيين الزعيم القادم للحزب يوم السبت، مفتوح فقط لحوالي 100,000 من أعضائه الذين يحملون بطاقة الحزب.
لكن الأجواء المشحونة في أمسية مارس/أذار وخلال محطات الحملة الانتخابية الأخرى لريتيلو، تشجع المطلعين على الحزب على الأمل في أنهم وجدوا أخيرًا شخصًا يمكنه أن يتحدى مارين لوبان زعيمة أقصى اليمين، ليكون أقوى سياسي يميني في فرنسا، وربما يفوز بالرئاسة في 2027.
وقال مسؤول في الحملة الانتخابية، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب بروتوكول الحملة الداخلية، لـ"بوليتيكو"، 'لم نشهد هذا القدر من الحماس منذ [الرئيس السابق نيكولا ساركوزي]،'
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة بعد أقل من عامين، يحلم الجمهوريون بالعودة إلى السلطة بمرشح يدمج الليبرالية الاقتصادية مع سياسة مناهضة للهجرة تقترب من سياسة التجمع الوطني (أقصى اليمين).
ووفق "بوليتيكو"، يبدو في الوقت الحالي، أن ريتيلو هو ذلك الرجل، الذي يستعد للاستفادة من تحول فرنسا وأوروبا إلى اليمين.
"لكنه شخصية غامضة. إذ ظل هذا الكاثوليكي الملتزم البالغ من العمر 64 عامًا والذي يرتدي نظارة طبية، لسنوات على مقاعد الاحتياط، قبل أن يقرر مؤخرا التخلي عن شخصيته ذات الطابع الكتابي والدراسي، ليصعد على المسرح".
المسار السياسي
لسنوات، عمل ريتيلو وأستاذه، فيليب دي فيلييه، معًا لسنوات في إدارة الحركة من أجل فرنسا، وهو حزب صغير ولكن صاخب، دافع عن السيادة الوطنية والتشكيك في أوروبا بالإضافة إلى حظر الهجرة وزواج المثليين.
ونشط الحزب بكثافة خلال محاولتي دي فيلييه الفاشلتين للرئاسة في عامي 1995 و2007. إلا أن الطموح فرّق بين الرجلين لاحقا.
في عام 2009، كان رئيس الوزراء آنذاك فرانسوا فيون، وهو عضو في حزب الجمهوريين، يتطلع إلى ريتيلو، الذي كان عضوًا في مجلس الشيوخ الفرنسي آنذاك، لتولي وزارة صغيرة.
لكن دي فيلييه، الذي كان لا يزال جريحا بعد أن حصل بالكاد على 2 في المئة من الأصوات في حملة رئاسية كارثية قبل عامين، لم يستطع تحمل نجاح تلميذه.
لذلك، عارض دي فيلييه بشدة هذا الترشيح، وتراجع فيون عن الترشيح لتجنب 'حرب نووية' مع حليف سياسي مهم على حد تعبيره.
خلاف وانسحاب
وما أعقب ذلك كان خلافًا علنيًا للغاية. تخلى ريتيلو عن الحركة من أجل فرنسا بعد ذلك بوقت قصير، متذرعًا بالخلافات الاستراتيجية، وانضم إلى حزب الجمهوريين في عام 2011.
وفي نهاية المطاف أصبح نائبًا لفيون في حملته الرئاسية الفاشلة في عام 2017.
بالنسبة لباتريك لويس، العضو السابق في البرلمان الأوروبي والأمين العام السابق للحركة من أجل فرنسا الذي ظل مخلصًا بشدة لدي فيلييه، فإن تغيير ريتيلو للحزب لا يعني أن معتقداته قد تغيرت.
وفي السنوات الماضية، انتظر ريتيلو دوره بصبر، وظهر بانتظام في وسائل الإعلام في محاولة عبثية لكسب شهرة خارج الدوائر السياسية الفرنسية، وفق "بوليتيكو".
نقطة تحول
وبدأت الأمور تتحسن فجأة في الصيف الماضي، عندما عاد حزب الجمهوريين إلى الحكومة بأعجوبة إلى حد ما بعد أن أسفرت الانتخابات المبكرة عن برلمان معلق.
إذ أبرم الجمهوريون اتفاقًا مع معسكر ماكرون لتشكيل ائتلاف ومنع الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية الفائزة في الانتخابات، من الاستيلاء على السلطة.
وإثر ذلك، عيّن ماكرون ميشيل بارنييه رئيسًا للوزراء في سبتمبر/أيلول، والذي بدوره عيّن ريتيلو لوزارة الداخلية.
وفي الأشهر التي تلت ذلك، ارتفعت شعبية ريتيلو بشكل كبير.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن دعوة ريتيلو إلى حظر الحجاب الإسلامي في ألعاب القوى، وإعادة النظر في حق المواطنة بالميلاد، بالإضافة إلى تعليقاته التي تحدث فيها عن 'أوقات سعيدة' في استعمار فرنسا لأفريقيا الذي استمر لقرون، أبقته في العناوين الرئيسية منذ أن أصبح وزيرًا للداخلية.
هذه الاستراتيجية لا تخلو من المخاطر: فقد تعرض ريتيلو لانتقادات بعد تباطئه في الرد على مقتل رجل مسلم طعناً في مسجد في فرنسا الشهر الماضي، مما أثار انتقادات حتى من داخل معسكره.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز ريتيلو في سباق زعامة حزب 'الجمهورية إلى الأمام' وينقل الحزب إلى عمق اليمين عندما يتعلق الأمر بقضايا الهجرة والحرب الثقافية.
ومع ذلك، يقول التجمع الوطني إنه لا يرى فيه تهديدًا عندما يحين وقت السباق على الإليزيه.
aXA6IDgyLjI3LjIxNy4xNzkg
جزيرة ام اند امز
CR

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
سر غياب ماسك عن الأضواء.. خيار أم إقصاء؟
تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/20 04:34 م بتوقيت أبوظبي حتى وقت قريب كان دونالد ترامب وإيلون ماسك الشخصيتين الرئيسيتين على الإنترنت وفي واشنطن العاصمة ثم بدأ أغنى رجل في العالم بالتلاشي. في الأيام الأولى لولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية كان ظهور مستشاره المقرب إيلون ماسك لافتا فهو حاضر في كل مكان سواء في المكتب البيضاوي أو اجتماعات مجلس الوزراء أو على متن طائرة الرئاسة لكن الآن أصبح نادرا ما يتم ذكره. وعلى منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، حيث يُعرف ترامب بمشاركة أفكاره الصريحة، كان الرئيس يذكر ماسك كل بضعة أيام، لكنه الآن لم ينشر عنه أي شيء منذ أكثر من شهر كما توقفت عملية جمع التبرعات لترامب إلى حد كبير عن إرسال رسائل البريد الإلكتروني التي تذكر اسم الملياردير، الذي غاب أيضا عن إحاطات البيت الأبيض التي كان يوما ما عنصرًا أساسيًا فيها وحتى أعضاء الكونغرس أسقطوه من نشراتهم الإخبارية. ويعد هذا الغياب تحولا ملحوظا للرجل الذي كان حاضرا في حفل التنصيب، ثم في خطاب حالة الاتحاد حين أشاد به ترامب الذي التقط لاحقا صورة مع ماسك وصف من سيارات تسلا في حديقة البيت الأبيض وهو ما يشير إلى أن حضور ماسك البارز في واشنطن قد انتهى، وفقًا لتحليل أجرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية. قد يكون لتراجع حضور ماسك فوائد سياسية للحزب الجمهوري خاصة بعدما كشفت استطلاعات الرأي عن تراجع شعبيته بشكل متزايد يفوق تراجع شعبية ترامب والشهر الماضي، خسر الجمهوريون سباقًا قضائيًا رئيسيًا في ولاية ويسكونسن حيث أصبح ماسك ممولًا رئيسيًا وقضية رئيسية في حملته الانتخابية. وفي واشنطن، استمرت جهود خفض التكاليف التي تبذلها وزارة كفاءة الحكومة التي كان يقودها ماسك، لكنها تراجعت أمام الرسوم الجمركية ومعركة الميزانية. وقد يعقد غياب ماسك جهود الديمقراطيين لاستخدامه كأداة سياسية ومع ذلك فمن غير المرجح أن يختفي الرجل الذي يحظى بمتابعة هائلة على منصته للتواصل الاجتماعي "إكس"، تمامًا ويقول الديمقراطيون إنهم لا يزالون قادرين على استخدامه كشخصية مخيفة واستحضاره في انتخابات هذا العام في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، وانتخابات التجديد النصفي العام المقبل. وكان ابتعاد إدارة ترامب عن ماسك دراماتيكيًا ففي فبراير/شباط ومارس/آذار، نشر ترامب عن مستشاره بمعدل 4 مرات أسبوعيًا تقريبًا ومنذ بداية أبريل/نيسان لم يذكره مرة واحدة على "تروث سوشيال" وعند سؤاله عن السبب لم يذكر البيت الأبيض ماسك مباشرةً. كما توقف كبار مستشاري الرئيس، والحسابات الرسمية للبيت الأبيض، إلى حد كبير عن نشر الصور والمحتوى الذي يذكر ماسك كما توقف فريق ترامب عن استخدام اسم الرجل لجمع الأموال. في فبراير/شباط الماضي، استشهدت حملة جمع التبرعات الخاصة بترامب باسم ماسك في رسائل بريد إلكتروني موجهة إلى مؤيديه بشكل شبه يومي مما يشير إلى أن رجل الأعمال كان ن مصدر إلهام لجمع التبرعات لكن ذكر ماسك في حملات جمع التبرعات توقف فجأة في أوائل مارس/آذار. ومع تراجع دور ماسك في البيت الأبيض علنًا، انخفض عدد عمليات البحث عنه على غوغل وتراجع ذكره في الأخبار. ويعتبر بعض الجمهوريين أن لماسك تأثير سياسي سلبي يحاول الديمقراطيون استغلاله حيث تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي بين جميع الفئات وأظهر استطلاع أجرته شركة "نافيجيتور ريسيرش" هذا الربيع أن عمل ماسك يصبح أقل شعبية عند ارتباطه باسمه. وأظهر استطلاع أجرته شركة "داتا فور بروجرس" أواخر أبريل/نيسان أن معظم الناخبين يريدون إبعاد ماسك عن الحكومة في نهاية فترة الـ 130 يومًا كموظف خاص، والتي من المقرر أن تنتهي في نهاية مايو/أيار أو حتى قبل ذلك. وقال فرانك لونتز، خبير استطلاعات الرأي بالحزب الجمهوري "دعم الناخبين جهود خفض الإنفاق لكنهم لم يدعموا الطريقة التي تم بها ذلك" وقال السيناتور الجمهوري جيم جاستس وهو حليف بارز لترامب، إن ماسك "وطني" لكنه أقر بأنه أثار حفيظة البعض. بالإضافة إلى المخاوف السياسية المُحتملة من تأثيره على الناخبين مثلما حدث في ويسكونسن، فإن جزءًا من ابتعاد ماسك عن الأضواء يعكس التغيرات السريعة في أولويات القضايا خلال الأشهر الأولى من رئاسة ترامب. فبعدما كان عمل وزارة الكفاءة الحكومية على رأس أولوياتها فإن الأضواء مسلطة الآن على قضايا أخرى مثل الرسوم الجمركية التي تهز السوق وعمليات الترحيل المثيرة للجدل. ورغم تراجع مكانة ماسك العامة، فإن هذا لا يعني افتقاره إلى الوصول أو النفوذ ففي الأسبوع الماضي كان من بين الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا الذين انضموا إلى ترامب في المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن تستمر جهود وزارة الكفاءة الحكومية لخفض التكاليف، بقيادة موظف عينه ماسك، كما يتوقع الجمهوريون والديمقراطيون أن يواصل ملياردير التكنولوجيا، دوره كلاعب سياسي. وهذا أحد أسباب عدم قلق الديمقراطيين فلا يزال ماسك خصمًا لهم ولا يزال اسمه يُذكر بانتظام في إعلانات المرشحين الديمقراطيين للكونغرس لكنه لم يعد الشرير الرئيسي في هذه الإعلانات. aXA6IDgyLjIyLjIwOC44OSA= جزيرة ام اند امز FR


العين الإخبارية
منذ 3 أيام
- العين الإخبارية
«الجمهوريين» الفرنسي ينتخب وزير الداخلية رئيسا تمهيدا للرئاسيات
انتخب حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي الأحد وزير الداخلية برونو ريتيلو رئيسا للتشكيل، متغلبا على رئيس كتلته في البرلمان لوران فوكييه. وبانتصاره في الانتخابات الداخلية يعزز ريتيلو مكانته كمرشح محتمل لخوض الاستحقاق الرئاسي في 2027. وحصل ريتيلو (64 عاما) على 74,3% مقابل 25,7% لمنافسه، وتجاوزت نسبة المشاركة 80% من أعضاء الحزب البالغ عددهم 120 ألفا. وبذلك يخلف الزعيم السابق إريك سيوتي الذي اختار قبل نحو عام التحالف مع حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) لخوض الانتخابات التشريعية المبكرة بعد حل الجمعية الوطنية في يونيو/ حزيران 2024. وخلال إعلان النتائج، قالت الأمينة العامة للحزب، آني جينفار، الحريصة على تجنب الجمهوريين للانقسامات الداخلية التي قوضت اليمين الفرنسي لأكثر من عقد إن "الوحدة ضرورية أكثر من أي وقت مضى، وهي ضمان لمصداقيتنا وفعالية جهودنا في خدمة فرنسا". ومن معقله في بوي-أون-فيلاي (وسط شرق)، أقر فوكييه بهزيمته ودعا إلى تجنب "آفة الانقسام (الذي) لطالما أضعف اليمين". ورحب رئيس الوزراء فرنسوا بايرو بهذا "النصر الرائع". وكثف ريتيلو إجراءاته كوزير للداخلية، وشدد قوانين منح الجنسية للأجانب، ودعا دون جدوى إلى مواجهة علنية لإجبار الجزائر على استعادة مواطنيها الملزمين بمغادرة البلاد. ويمثل الانتصار الساحق لروتايو فرصة قوية لخوض السباق الرئاسي عن اليمين. وينافسه من اليمين رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، المرشح الأوفر حظا في استطلاعات الرأي. aXA6IDE2OC4xOTkuMjQ1LjIzMCA= جزيرة ام اند امز GB


العين الإخبارية
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
برونو ريتيلو.. رجل «الاحتياط» على خط إحماء رئاسة فرنسا
بمزيج من "استراتيجية الصدمة" و"الأفكار اليمينية"، يصعد برونو ريتيلو، درجات السياسة الفرنسية بسرعة، بعد أن ظل لسنوات على دكة الاحتياط. ففي مارس/أذار الماضي، استهل وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو، في أمسية سريعة، إحدى فعاليات الحملة الانتخابية ببعض النكات السياسية التي قارن فيها بين بنيته البدنية النحيفة وبنية رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه الذي بدا أنه تقبل المزاح بروح الدعابة. بعد ذلك، انتقل المرشح الرئاسي المحتمل عن حزب يمين الوسط الفرنسي المنهك 'الجمهوريون' إلى نقاط الحوار الرئيسية للمحافظين، وانتقد الحجاب الإسلامي باعتباره "رمزًا للقمع" علي حد وصفه، وشدد على أهمية حماية 'الفتوحات العظيمة للغرب'. واستمتع الجمهور داخل القاعة التي اكتظت بـ800 مقعد بكل ما قاله، وكونه رجلا "استفزازيا ذو شخصية كاريزمية" يعد بإعادة فرنسا إلى أمجادها القديمة، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية. وقال ريتيلو أمام معجبيه "إن ما نؤمن به يؤدي أحيانًا إلى الجدل - وهذا أمر جيد". كان التجمع في ضاحية فيليزي-فيلاكوبله الباريسية الميسورة الحال محطة في جولة حملة ريتيلو الانتخابية ليصبح الزعيم القادم لحزب الجمهوريين، وهو حزب يمين الوسط الذي كان مهيمنًا على السياسة الفرنسية في السابق. لكن الحزب الذي يرتبط بالزعيم الفرنسي الراحل شارل ديغول، تدهور بشكل سريع في العقد الأخير، بعد أن قلب انتخاب إيمانويل ماكرون المشهد السياسي الفرنسي رأسًا على عقب. تصويت... ولكن والتصويت لتعيين الزعيم القادم للحزب يوم السبت، مفتوح فقط لحوالي 100,000 من أعضائه الذين يحملون بطاقة الحزب. لكن الأجواء المشحونة في أمسية مارس/أذار وخلال محطات الحملة الانتخابية الأخرى لريتيلو، تشجع المطلعين على الحزب على الأمل في أنهم وجدوا أخيرًا شخصًا يمكنه أن يتحدى مارين لوبان زعيمة أقصى اليمين، ليكون أقوى سياسي يميني في فرنسا، وربما يفوز بالرئاسة في 2027. وقال مسؤول في الحملة الانتخابية، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب بروتوكول الحملة الداخلية، لـ"بوليتيكو"، 'لم نشهد هذا القدر من الحماس منذ [الرئيس السابق نيكولا ساركوزي]،' ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة بعد أقل من عامين، يحلم الجمهوريون بالعودة إلى السلطة بمرشح يدمج الليبرالية الاقتصادية مع سياسة مناهضة للهجرة تقترب من سياسة التجمع الوطني (أقصى اليمين). ووفق "بوليتيكو"، يبدو في الوقت الحالي، أن ريتيلو هو ذلك الرجل، الذي يستعد للاستفادة من تحول فرنسا وأوروبا إلى اليمين. "لكنه شخصية غامضة. إذ ظل هذا الكاثوليكي الملتزم البالغ من العمر 64 عامًا والذي يرتدي نظارة طبية، لسنوات على مقاعد الاحتياط، قبل أن يقرر مؤخرا التخلي عن شخصيته ذات الطابع الكتابي والدراسي، ليصعد على المسرح". المسار السياسي لسنوات، عمل ريتيلو وأستاذه، فيليب دي فيلييه، معًا لسنوات في إدارة الحركة من أجل فرنسا، وهو حزب صغير ولكن صاخب، دافع عن السيادة الوطنية والتشكيك في أوروبا بالإضافة إلى حظر الهجرة وزواج المثليين. ونشط الحزب بكثافة خلال محاولتي دي فيلييه الفاشلتين للرئاسة في عامي 1995 و2007. إلا أن الطموح فرّق بين الرجلين لاحقا. في عام 2009، كان رئيس الوزراء آنذاك فرانسوا فيون، وهو عضو في حزب الجمهوريين، يتطلع إلى ريتيلو، الذي كان عضوًا في مجلس الشيوخ الفرنسي آنذاك، لتولي وزارة صغيرة. لكن دي فيلييه، الذي كان لا يزال جريحا بعد أن حصل بالكاد على 2 في المئة من الأصوات في حملة رئاسية كارثية قبل عامين، لم يستطع تحمل نجاح تلميذه. لذلك، عارض دي فيلييه بشدة هذا الترشيح، وتراجع فيون عن الترشيح لتجنب 'حرب نووية' مع حليف سياسي مهم على حد تعبيره. خلاف وانسحاب وما أعقب ذلك كان خلافًا علنيًا للغاية. تخلى ريتيلو عن الحركة من أجل فرنسا بعد ذلك بوقت قصير، متذرعًا بالخلافات الاستراتيجية، وانضم إلى حزب الجمهوريين في عام 2011. وفي نهاية المطاف أصبح نائبًا لفيون في حملته الرئاسية الفاشلة في عام 2017. بالنسبة لباتريك لويس، العضو السابق في البرلمان الأوروبي والأمين العام السابق للحركة من أجل فرنسا الذي ظل مخلصًا بشدة لدي فيلييه، فإن تغيير ريتيلو للحزب لا يعني أن معتقداته قد تغيرت. وفي السنوات الماضية، انتظر ريتيلو دوره بصبر، وظهر بانتظام في وسائل الإعلام في محاولة عبثية لكسب شهرة خارج الدوائر السياسية الفرنسية، وفق "بوليتيكو". نقطة تحول وبدأت الأمور تتحسن فجأة في الصيف الماضي، عندما عاد حزب الجمهوريين إلى الحكومة بأعجوبة إلى حد ما بعد أن أسفرت الانتخابات المبكرة عن برلمان معلق. إذ أبرم الجمهوريون اتفاقًا مع معسكر ماكرون لتشكيل ائتلاف ومنع الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية الفائزة في الانتخابات، من الاستيلاء على السلطة. وإثر ذلك، عيّن ماكرون ميشيل بارنييه رئيسًا للوزراء في سبتمبر/أيلول، والذي بدوره عيّن ريتيلو لوزارة الداخلية. وفي الأشهر التي تلت ذلك، ارتفعت شعبية ريتيلو بشكل كبير. وبحسب المجلة الأمريكية، فإن دعوة ريتيلو إلى حظر الحجاب الإسلامي في ألعاب القوى، وإعادة النظر في حق المواطنة بالميلاد، بالإضافة إلى تعليقاته التي تحدث فيها عن 'أوقات سعيدة' في استعمار فرنسا لأفريقيا الذي استمر لقرون، أبقته في العناوين الرئيسية منذ أن أصبح وزيرًا للداخلية. هذه الاستراتيجية لا تخلو من المخاطر: فقد تعرض ريتيلو لانتقادات بعد تباطئه في الرد على مقتل رجل مسلم طعناً في مسجد في فرنسا الشهر الماضي، مما أثار انتقادات حتى من داخل معسكره. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز ريتيلو في سباق زعامة حزب 'الجمهورية إلى الأمام' وينقل الحزب إلى عمق اليمين عندما يتعلق الأمر بقضايا الهجرة والحرب الثقافية. ومع ذلك، يقول التجمع الوطني إنه لا يرى فيه تهديدًا عندما يحين وقت السباق على الإليزيه. aXA6IDgyLjI3LjIxNy4xNzkg جزيرة ام اند امز CR