logo
"الهجيني" الحوراني بنكهة "الأسمرانيّة" سهير صالح

"الهجيني" الحوراني بنكهة "الأسمرانيّة" سهير صالح

العربي الجديدمنذ 17 ساعات

سهير صالح ممثلة شابة شاركت في أعمال درامية، أهمها: "غفوة القلوب" و"مع وقف التنفيذ"، إضافةً إلى مسلسل "النسيان" من نمط الـ"بان آراب" (Pan-Arab) في بيروت. ولديها في السينما فيلم "سارة"، حصلت بفضله على تنويه خاص بوصفها أفضل ممثلة من لجنة مهرجان الإسكندرية، وفيلم "تحت سماء دمشق" للثلاثي طلال ديركي وهبة خالد وعلي وجيه، الذي عُرض في
مهرجان برلين
، وحصل على جوائز عديدة، ورُشّح للقائمة الطويلة ل
جائزة الأوسكار
.
موسيقياً، لها أغنيات خاصة مثل: "أسمرانية"، "سبع آهات يا شام"، و"كافي"... ولا تزال تتلمّس طريقها، وتحلم بأن تقود مشروعاً فنياً يخصّ السوريين جميعاً، لتتحدث عنهم إلى العالم.
تتحدث الممثلة الشابة سهير صالح لـ"العربي الجديد" عن بدايات شغفها طفلةً تستكشف ما حولها، فتقول: "كنتُ في عرسٍ بمنطقة حوران، وشاهدت نساءً يُغنين ويبكين، سألت والدتي: ما الذي يحدث؟ فأجابت: إن هذا يُسمّى هجيني الوداع، وهناك هجيني الفرح...". وهكذا بدأت تبحث لتفهم أكثر، لكنّ المراجع المتعلقة بالخريطة الموسيقية السورية وتنويعاتها الهائلة قليلة جداً، وتعتقد صالح أن قلة المراجع سببها أن النظام السياسي السابق كان يُهمّش الجنوب السوري، ويكتم صوت الجمال المخزون فيه عن الوصول إلى باقي السوريين، الذين قد لا يعرفون عن بعضهم سوى "معلومات سلبية ومشوّهة".
لهذا السبب، شعرت الفنانة الشابة أن من واجبها إيصال تلك التفاصيل والمنمنمات المتعلقة باللباس والطعام والغناء إلى الناس. وقد حصلت على منحة من مؤسسة "اتجاهات – ثقافة مستقلة" لتتبع معنى وطريقة غناء "الهجيني" الحوراني (التسمية مشتقة من كلمة "الهِجِن/الجِمال" وطريقة مشيها في البادية). وكانت مخرجات منحتها أغنيتين ومادة مصوّرة تشرح معنى هذا النمط الغنائي.
سينما ودراما
التحديثات الحية
"سماء بلا أرض" لأريج السحيري: محاولة لم تفارق المعتاد
تواصل سهير صالح حكايتها مشيرة إلى أن كون والدها من قرية تابعة لمدينة جبلة على الساحل السوري ووالدتها من قرية في حوران وضعها منذ البداية في موقع وسط بين كل شيء. وتضيف: "الوسط منطقة صعبة... وسط باللهجة، وسط بالعادات، وسط بالانتماء. لكنني توازنتُ بمساعدة أمي، وبدأت أفهم معنى الوسط بوصفه تنوعاً اجتماعياً، لا أمراً ضاغطاً وسلبياً. ثم تحوّل هذا التمازج لاحقاً إلى ميزة إيجابية جعلتني أتفهم الآخرين وأحبهم، لأننا كلما استطعنا أن نحب؛ سنحب دائماً".
الحزن العميق على حال السوريين جميعاً هو النبع الذي تسرّبت ماؤه في أغانيها. ولهذا لم تكن متأكدة دوماً من لحظات السعادة التي تشعر بها عند تفاعل الناس مع ما تغنيه، ولكن "ما يعنيني هو صدق اللحظة التي جعلتني أغني بالشكل العفوي المخزون في ذاكرتي من أيام طفولتي (مواليد 1993)، المنتبهة لتفاصيل كثيرة، مثل لباس ولهجات أهلي المتنوعة". مؤكدة أن أكثر ما يريحها هو مشاركة المحبّين لما تغنيه وما تنشره على صفحتها في "
فيسبوك
" أو قناتها على "
يوتيوب
"، رغم شكله الأقرب للأداء منه إلى الغناء الاحترافي.
بعض ما تغنيه صالح ليس تراثاً، بل هو مكتوب خصيصاً لها، لكنه يستفيد من موضوع تراثي معين، مثل مقطوعة "ع القوزلّة يا حنّا"، فهي من كلمات حيدر خليل وتلحينها. لكنها أدتها بلهجة معيّنة، فاعتقد البعض أنها فولكلور قديم.
وعن أثر دراستها التمثيل في إنضاج أدائها الأغنيات المستلهمة من روح التراث السوري، تقول: "جعلتني الدراما أفهم أكثر معاني الكلمات في
الغناء الشعبي
، وأتأثر عاطفياً بالحسيّة العالية المتضمّنة فيه. الغناء خُلق معي بالطبيعة، في الجينات، لأن أهل والدي جميعهم يمتلكون أصواتاً جميلة، وأهل والدتي كذلك لديهم بفطرتهم مخزون غنائي مميز، من لون الصوت إلى طريقة تقديمه بطلاقة وعفوية في جلساتهم وسهراتهم وعزائهم".
وترى سهير صالح أن ما تفعله سيصل، لأن هدفها هو أن يفهم الناس ثقافات وتقاليد بعضهم البعض. ففي فترة ما، صارت التكتلات والكراهية هي السائدة. وعندما بدأت الغناء باللهجة الحورانية، صار الناس في الساحل وفي محافظات سورية مختلفة يسألونها عن "معانيها، ومتى تُغنّى، وكيف حفظتها".
وتكمل سردها قائلة: "والعكس أيضاً... عندما يسمعون تلك الأغاني الساحلية يعشقونها، ويسألونني عن تفاصيلها وحكاياتها. كل الناس الذين التقيتهم لتوثيق مشروعي، أو الذين أجالسهم ويعرفون ما أقوم به، يتمنّون ألّا يضيع تراثهم أو يُهمَل. وكانوا يقولون لي: البسوا لباسنا، وثّقوا حكاياتنا، وغنّوا أغانينا... وهذه هي فكرتي عن تقريب السوريين بعضهم من بعض. فالجهل بالآخرين يورّثنا العداوة والكراهية، في حين أن التعرّف على عاداتهم وتقاليدهم هو ما سيجعلهم يفهمون اختلافاتهم، ويقرّبهم خطوةً إضافية نحو المحبة المتبادلة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الهجيني" الحوراني بنكهة "الأسمرانيّة" سهير صالح
"الهجيني" الحوراني بنكهة "الأسمرانيّة" سهير صالح

العربي الجديد

timeمنذ 17 ساعات

  • العربي الجديد

"الهجيني" الحوراني بنكهة "الأسمرانيّة" سهير صالح

سهير صالح ممثلة شابة شاركت في أعمال درامية، أهمها: "غفوة القلوب" و"مع وقف التنفيذ"، إضافةً إلى مسلسل "النسيان" من نمط الـ"بان آراب" (Pan-Arab) في بيروت. ولديها في السينما فيلم "سارة"، حصلت بفضله على تنويه خاص بوصفها أفضل ممثلة من لجنة مهرجان الإسكندرية، وفيلم "تحت سماء دمشق" للثلاثي طلال ديركي وهبة خالد وعلي وجيه، الذي عُرض في مهرجان برلين ، وحصل على جوائز عديدة، ورُشّح للقائمة الطويلة ل جائزة الأوسكار . موسيقياً، لها أغنيات خاصة مثل: "أسمرانية"، "سبع آهات يا شام"، و"كافي"... ولا تزال تتلمّس طريقها، وتحلم بأن تقود مشروعاً فنياً يخصّ السوريين جميعاً، لتتحدث عنهم إلى العالم. تتحدث الممثلة الشابة سهير صالح لـ"العربي الجديد" عن بدايات شغفها طفلةً تستكشف ما حولها، فتقول: "كنتُ في عرسٍ بمنطقة حوران، وشاهدت نساءً يُغنين ويبكين، سألت والدتي: ما الذي يحدث؟ فأجابت: إن هذا يُسمّى هجيني الوداع، وهناك هجيني الفرح...". وهكذا بدأت تبحث لتفهم أكثر، لكنّ المراجع المتعلقة بالخريطة الموسيقية السورية وتنويعاتها الهائلة قليلة جداً، وتعتقد صالح أن قلة المراجع سببها أن النظام السياسي السابق كان يُهمّش الجنوب السوري، ويكتم صوت الجمال المخزون فيه عن الوصول إلى باقي السوريين، الذين قد لا يعرفون عن بعضهم سوى "معلومات سلبية ومشوّهة". لهذا السبب، شعرت الفنانة الشابة أن من واجبها إيصال تلك التفاصيل والمنمنمات المتعلقة باللباس والطعام والغناء إلى الناس. وقد حصلت على منحة من مؤسسة "اتجاهات – ثقافة مستقلة" لتتبع معنى وطريقة غناء "الهجيني" الحوراني (التسمية مشتقة من كلمة "الهِجِن/الجِمال" وطريقة مشيها في البادية). وكانت مخرجات منحتها أغنيتين ومادة مصوّرة تشرح معنى هذا النمط الغنائي. سينما ودراما التحديثات الحية "سماء بلا أرض" لأريج السحيري: محاولة لم تفارق المعتاد تواصل سهير صالح حكايتها مشيرة إلى أن كون والدها من قرية تابعة لمدينة جبلة على الساحل السوري ووالدتها من قرية في حوران وضعها منذ البداية في موقع وسط بين كل شيء. وتضيف: "الوسط منطقة صعبة... وسط باللهجة، وسط بالعادات، وسط بالانتماء. لكنني توازنتُ بمساعدة أمي، وبدأت أفهم معنى الوسط بوصفه تنوعاً اجتماعياً، لا أمراً ضاغطاً وسلبياً. ثم تحوّل هذا التمازج لاحقاً إلى ميزة إيجابية جعلتني أتفهم الآخرين وأحبهم، لأننا كلما استطعنا أن نحب؛ سنحب دائماً". الحزن العميق على حال السوريين جميعاً هو النبع الذي تسرّبت ماؤه في أغانيها. ولهذا لم تكن متأكدة دوماً من لحظات السعادة التي تشعر بها عند تفاعل الناس مع ما تغنيه، ولكن "ما يعنيني هو صدق اللحظة التي جعلتني أغني بالشكل العفوي المخزون في ذاكرتي من أيام طفولتي (مواليد 1993)، المنتبهة لتفاصيل كثيرة، مثل لباس ولهجات أهلي المتنوعة". مؤكدة أن أكثر ما يريحها هو مشاركة المحبّين لما تغنيه وما تنشره على صفحتها في " فيسبوك " أو قناتها على " يوتيوب "، رغم شكله الأقرب للأداء منه إلى الغناء الاحترافي. بعض ما تغنيه صالح ليس تراثاً، بل هو مكتوب خصيصاً لها، لكنه يستفيد من موضوع تراثي معين، مثل مقطوعة "ع القوزلّة يا حنّا"، فهي من كلمات حيدر خليل وتلحينها. لكنها أدتها بلهجة معيّنة، فاعتقد البعض أنها فولكلور قديم. وعن أثر دراستها التمثيل في إنضاج أدائها الأغنيات المستلهمة من روح التراث السوري، تقول: "جعلتني الدراما أفهم أكثر معاني الكلمات في الغناء الشعبي ، وأتأثر عاطفياً بالحسيّة العالية المتضمّنة فيه. الغناء خُلق معي بالطبيعة، في الجينات، لأن أهل والدي جميعهم يمتلكون أصواتاً جميلة، وأهل والدتي كذلك لديهم بفطرتهم مخزون غنائي مميز، من لون الصوت إلى طريقة تقديمه بطلاقة وعفوية في جلساتهم وسهراتهم وعزائهم". وترى سهير صالح أن ما تفعله سيصل، لأن هدفها هو أن يفهم الناس ثقافات وتقاليد بعضهم البعض. ففي فترة ما، صارت التكتلات والكراهية هي السائدة. وعندما بدأت الغناء باللهجة الحورانية، صار الناس في الساحل وفي محافظات سورية مختلفة يسألونها عن "معانيها، ومتى تُغنّى، وكيف حفظتها". وتكمل سردها قائلة: "والعكس أيضاً... عندما يسمعون تلك الأغاني الساحلية يعشقونها، ويسألونني عن تفاصيلها وحكاياتها. كل الناس الذين التقيتهم لتوثيق مشروعي، أو الذين أجالسهم ويعرفون ما أقوم به، يتمنّون ألّا يضيع تراثهم أو يُهمَل. وكانوا يقولون لي: البسوا لباسنا، وثّقوا حكاياتنا، وغنّوا أغانينا... وهذه هي فكرتي عن تقريب السوريين بعضهم من بعض. فالجهل بالآخرين يورّثنا العداوة والكراهية، في حين أن التعرّف على عاداتهم وتقاليدهم هو ما سيجعلهم يفهمون اختلافاتهم، ويقرّبهم خطوةً إضافية نحو المحبة المتبادلة".

غاي بيرس يدعو قطاع الترفيه لرفع الصوت من أجل غزّة
غاي بيرس يدعو قطاع الترفيه لرفع الصوت من أجل غزّة

العربي الجديد

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

غاي بيرس يدعو قطاع الترفيه لرفع الصوت من أجل غزّة

دعا الممثل الأسترالي غاي بيرس زملاءه في قطاع الترفيه إلى عدم الصمت والتحدّث علناً عن العدوان الجاري في غزة، الذي خلّف حتى الاثنين 52 ألفاً و567 شهيداً، و118 ألفاً و610 إصابات، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي منشور له على منصة إكس اليوم الثلاثاء، حثّ بيرس زملاءه المبدعين على استخدام منصاتهم قائلاً: "أدعو الجميع في قطاعي للتحدث علناً. هذه ليست دعوة للسياسة، بل دعوة للضمير. بصمتنا، نُطبّق هذه الإبادة الجماعية ونُدين شعب فلسطين وإسرائيل بمعاناة أبدية. كل يوم في فلسطين، يُذبح الأطفال ويُشوّهون ويُجوّعون حتى الموت". وتابع غاي بيرس في تغريدته: "نشهد استهدافاً متواصلاً لشعبٍ محاصَر أصلاً، وأول ضحاياه هم الأطفال. إنه لأمرٌ مؤسفٌ أن أعترف بأننا نخذل إخواننا وأخواتنا في فلسطين بالسماح باستمرار هذه الفظائع. يجب أن نُعرِب عن استيائنا الشديد ونبذل قصارى جهدنا لوقفها. إنه واجبنا وشرفنا بصفتنا فنانين ذوي ضمير حي. وبصفتنا بشراً"، "أرجوكم، دعونا نقف معاً". — Guy Pearce (@TheGuyPearce) May 5, 2025 نجوم وفن التحديثات الحية فرقة "نيكاب" ترد على المحرضين بعد تضامنها مع الفلسطينيين غاي بيرس المتضامن دائماً مع غزة هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها غاي بيرس عن تضامنه مع الفلسطينيين، إذ في مارس/آذار، سار النجم على السجادة الحمراء خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار مرتدياً دبوساً صغيراً على ياقة سترته، كان عبارة عن حمامة بيضاء مطلية بالمينا تحمل عبارة "الحرية لفلسطين" بخط عريض. وتكرّرت هذه البادرة في مناسبات رئيسية عدّة، بما في ذلك حفل توزيع جوائز بافتا البريطانية. وخلال حديثه لوسائل الإعلام قال إن "إظهار دعمي للمضطهدين في غزة هو أقل ما يمكنني فعله للوقوف إلى جانبهم". غاي بيرس ارتدى أيضاً دبوساً عليه علم فلسطين في مهرجان كان السينمائي في دورة 2024، لكن تقارير صحافية رصدت صورة له نشرتها مجلة فانيتي فير الفرنسية وقد أُزيل منها الدبوس من خلال التعديل الرقمي للصورة، وقد تسببت هذه الخطوة بجدل في مواقع التواصل، وردّ بيرس عليها في بيان لـ"سي أن أن" قال فيه إنه "من المؤسف للغاية أن تحاول مجلة مرموقة مثل فانيتي فير فرنسا حجب الدعم الذي أقدمه أنا أو أي شخص آخر".

الجيش الإسرائيلي يطلق سراح حمدان بلال مخرج فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار
الجيش الإسرائيلي يطلق سراح حمدان بلال مخرج فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار

BBC عربية

time٢٥-٠٣-٢٠٢٥

  • BBC عربية

الجيش الإسرائيلي يطلق سراح حمدان بلال مخرج فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار

أفرج الجيش الإسرائيلي عصر اليوم عن المخرج الفلسطيني حمدان بلال، مخرج فيلم "لا أرض أخرى"، وذلك بعد اعتقاله مساء أمس خلال مواجهات اندلعت بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين في قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا، جنوبي الضفة الغربية. وذكر الناشط في منظمة "بتسيلم"، نصر نواجعة، لـبي بي سي، أن حمدان نُقل إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل لإجراء فحوصات طبية، بعدما أصيب قبل اعتقاله جراء تعرضه للضرب، مما أسفر عن إصابته في الرأس والفك السفلي. وأضاف نواجعة أن الحالة الصحية لحمدان مستقرة، وأن الأطباء سمحوا له بمغادرة المستشفى بعد استكمال الفحوصات اللازمة. وكانت قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، قد شهدت يوم الإثنين تجدد اعتداءات مجموعات من المستوطنين، لثلاث مرات طوال اليوم، ووقع أخر اعتداء مع حلول موعد الإفطار في شهر رمضان، إذا اقتحم عشرات المستوطنين أحد المنازل في القرية وألقوا الحجارة على المنازل والمركبات، وانتهى الأمر باعتقال الجيش الإسرائيلي للمخرج الفلسطيني حمدان بلال بعد ضربه وإصابته من قبل المستوطنين. كما سُجِّل عددٌ من الإصابات بين صفوف الفلسطينيين إثر اعتداء المستوطنين، وفق تأكيد المصادر الطبية الفلسطينية وأهالي قرية سوسيا. وكان المخرج بلال قد فاز بجائزة الأوسكار عن فيلم "لا أرض أخرى"، مع مخرج فلسطيني وآخر إسرائيلي. "خطفوا حمدان دون أن نعرف مصيره" الفلسطيني باسل عدرا، أحد مخرجي فيلم "لا أرض أخرى" كذلك، كان موجوداً في قرية سوسيا لحظة اعتداء المستوطنين الأخير. وقال باسل لبي بي سي : "بدأ اعتداء المستوطنين بإلقائهم الحجارة على المنازل والمواطنين والمركبات في القرية بينما كنا نستعد لتناول وجبة الإفطار، ثم وصلت قوات من الجيش الإسرائيلي والشرطة ولم يفعلوا شيئا لحمايتنا بل صوبوا أسلحتهم تجاهنا، بينما واصل المستوطنون رشقنا بالحجارة بكثافة". وأضاف: "عندها تفرقنا وهربنا، وبينما عاد حمدان إلى منزله اعتُدِيَّ عليه بالضرب من المستوطنين والجيش الإسرائيلي، وأطلقوا النيران بكل اتجاه وخطفوا حمدان دون أن نعرف مصيره. وجدنا دماءاً على باب منزله". وتابع : "كانت هناك خطة من المستوطن الذي اعتدى على حمدان لأنه يعرفه جيدا ويريد الانتقام منه بشكل شخصي خاصة بعد نجاح فيلمنا (لا أرض أخرى) وإيصال قصة سوسيا للعالم". وأضاف: "منذ حصولنا على جائزة الأوسكار، هناك اعتداء كل يوم إن كان بشكل شخصي ضد حمدان أو بقية المواطنين ومنازل البلدة المستهدفة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، فكلما كان لدينا نشاط يسلط الضوء على معاناتنا تتكثف الإعتداءات ضدنا وكأنه انتقام منا جميعاً". "اعتقلنا حمدان لإلقائه الحجارة " وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن منطقة سوسيا شهدت مساء الإثنين مواجهات عنيفة بين إسرائيليين وفلسطينيين تبادلاً التراشق بالحجارة، وتدخلت قوات الجيش والشرطة لتفريق المواجهات واعتقلت ثلاثة فلسطينيين من بينهم حمدان بلال، المشتبه بإلقائه الحجارة بالإضافة الى اعتقال إسرائيلي متورط بالأحداث. وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى إصابة إسرائيلي بجروح نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج، نافياً إعتقال أي فلسطيني من داخل سيارة إسعاف. "تهجير أهالي مسافر يطا" نشر الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، وهو أحد منتجي فيلم "لا أرض أخرى"، عبر منصة "إكس" تغريدة قال فيها: "هاجمت مجموعة من المستوطنين بلال وضربته على رأسه وأنحاء جسده وعندما وصلت سيارة الإسعاف لنقله وهو ينزف، اقتحمها الجنود وأعتقلوه ومنذ ذلك الوقت لا نعرف عنه شيئاً، الاعتداء على بلال جزء من حملة عنف ممنهجة تهدف إلى تهجير أهالي مسافر يطا لصالح الاستيطان، الجيش والمستوطنون يعملون بالتنسيق مع بعضهم، أحدهم يهدم المنازل والآخر يهاجم السكان". من ناحيته قال رئيس المجلس القروي لقرية سوسيا، جهاد نواجعة لبي بي سي : "ما حدث هو محاولة من المستوطنين لسرقة أغنام أحد المواطنين في القرية، واعتداءهم على المواطنين والمنازل والمركبات بإلقاء الحجارة". وأضاف: "حاول المواطنون ومن بينهم حمدان التصدي للمستوطنين ومنع سرقة الأغنام، وسارعت للاتصال بالشرطة والجيش الإسرائيلي لنجدتنا، لكن ما حدث كان استمرارالاعتداءات بوجود الجيش والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت حمدان بعد الاعتداء عليه بالضرب، ومنعت وصول سيارة الإسعاف للتعامل مع 8 إصابات في صفوف الفلسطينين". وتابع: "الاعتداءات تتجدد في القرية لدينا صباحاً ومساءاً بشكل يومي". وأثار ما حدث ردود فعل دولية غاضبة ، إذ عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس عن قلق إدارتها من الحادثة في قرية سوسيا وقالت في بيان لها : "ندين كل أشكال العنف وسننظر في تفاصيل ما حدث، نحن قلقون بشكل خاص من عنف المستوطنين ونرغب في وضع حد له". قصة قرية سوسيا فاز فيلم "لا أرض أخرى" هذا العام بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، الذي عرض واقع حياة الفلسطينيين في قرية سوسيا في منطقة مسافر يطا من خلال تصوير مطول أعده المخرجان الفلسطينيان حمدان بلال وباسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام. عمل فريق الإنتاج لأشهر عديدة عن كثب لتسليط الضوء على هذه القرية، التي تمثل قصتها واقع نحو 12 قرية في منطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية المحتلة، المهددة بالهدم والمصادرة بموجب قرارات عسكرية إسرائيلية منذ أكثر من عشرين عاماً. نصر نواجعة، الباحث في منظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية الحقوقية قال لبي بي سي : "منذ بداية العام رصدنا عشرات الإعتداءات من المستوطنين على قرية سوسيا، وكل يوم هناك اعتداء إما على الأراضي أو على الممتلكات أو المواطنين". وأضاف: "ما حدث بالأمس كان بعد تجدد الإعتداءات لثلاث مرات، الإعتداء الأخير كان الأعنف خلال ساعات الليل. وللأسف، قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية إن حضرت تكون لحماية المستوطنين". وتابع: "في الآونة الأخيرة، استُحدِثَ أمر من قبل الشرطة والجيش الإسرائيلي في حال اتصالنا بهم للنجدة، إذ يردون علينا بالقول إذا لديكم أوراق رسمية تثبت ملكيتكم للأرض نأتي لنجدتكم، وفي حال عدم وجودها لن نأتي". وأضاف: "بالإضافة لمنح المستوطنين فرصة لاقتحام الأراضي الملاصقة لمنازلنا. لو أرادات الشرطة والجيش الإسرائيلي منع الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين لفعلت ذلك لأنها تستطيع. للأسف نحن نحمل المسؤولية للشرطة والجيش الإسرائيلي عن خطورة الاعتداءات المنظمة للمستوطنين ضد أهالي وأراضي قرية سوسيا". ويقول فلسطينيون من قرية سوسيا وقرى منطقة مسافر يطا، وجُلُّهم من المزارعين و رعاة الاغنام ويعيشون في الخيام والمغارات :"إننا نخوض أطول معركة قضائية في المحاكم مع السلطات الاسرائيلية لإثبات حقنا في ملكية أراض ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وللحيلولة دون تهجيرنا من أرضنا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store