logo
هل قلب ترمب المفاهيم التقليدية للقيادة والسياسة والإقتصاد؟

هل قلب ترمب المفاهيم التقليدية للقيادة والسياسة والإقتصاد؟

شبكة النبأمنذ 2 أيام

ظاهرة دعم ترامب محط اهتمام علماء النفس والاجتماع والسياسة على حد سواء، ساعيين لفهم دوافع هذا الولاء الشديد في قاعدته الشعبية ليعاد انتخابه للمرة الثانية لكن في ظروف سياسية ودولية أكثر تعقيدا يمكن استكشاف العوامل النفسية التي ساهمت في دعم زعيم دأب على انتهاك الأعراف السياسية. رحلة ترامب...
قد تصفه بالمجنون لا بل الرجل البراغماتي العنيف، ربما وصف آخر "رئيس العصر الأمريكي الجديد" أو "الرئيس الذي سينهي أمريكا" وقد يكون "رجل واهم العظمة Grandiose ".
بالفعل أحدث الرئيس ترمب حالة من الجدل لدى أوساط صنع القرار الأمريكي والعالم حول طبيعة الشخصية المحورية في كل ما يحدث منذ انتخاب الرئيس ترامب للمرة الثانية، بل يشعر كثيرون اليوم بالقلق إزاء التكتيكات والسياسات التي تبدو متقلبة، بل رجعية في كثير من الأحيان قد تُقوّض الممارسات الديمقراطية الراسخة في أمريكا والعالم.
فما يحدث اليوم من موجة الغضب والسخط وتصاعد حدة التوترات بين المتظاهرين والشرطة التي طالت مدنا كبرى في أمريكا لم يأت من فراغ وقد يجزم الكثيرين بعد هذه الأحداث وسياسات ترامب في الشرق الأوسط أن قدرة الرئيس ترامب قد تتغير في تصوير نفسه كشعبوي، ونجاحه بصفات استبدادية مما ورط من يؤمن بنموذج القيادة الأمريكية خاصة بعد أن جعل من حملة القمع على الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية.
يعبر الكثير أن الرئيس ترامب ليس كأي زعيم انتخبه الشعب الأمريكي – إنه جريء، متهور، مضطرب، ومثير للانقسام، بلا أي خبرة سياسية ويُعزى هذا الوصف إلى عوامل عديدة نستكشفها في هذا المقال حيث تشير الأبحاث إلى أن عدد من الناس تُفضّل أسلوب قيادة "الرجل القوي" الذي ينطوي على الأنانية، والعدوان، والتلاعب.
فهل غير ترمب فعلا المفاهيم التقليدية والسياسية والاقتصادية؟
يتفق علماء النفس والمعلقون من جميع المذاهب الأيديولوجية منذ البداية على وصف اضطراب الشخصية النرجسية بأنه الحالة التي تفسر سلوك ترامب ومن بين من ادعوا ذلك أكثر من 70 ألف أخصائي في الصحة النفسية وقّعوا عريضة تحذر من خطورة ترامب المحتملة، على الرغم من التحذيرات المهنية الراسخة ضد تشخيص الشخصيات العامة التي لم يفحصها الخبراء شخصيًا، فلا يزال الأمريكيون منقسمين حول مدى استبداد ترامب أو غروره، وكذلك حول من يملك سلطة إصدار تصريحات سريرية أو استخلاص مقارنات تاريخية.
لقد صرّح بعض أخصائيي الصحة النفسية علنًا برأيهم بأن سلوك ترامب يتوافق مع معايير اضطراب الشخصية النرجسية، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية البارانويدي وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
في جويلية 2020 نشرت ماري ترامب ابنة أخ الرئيس ترامب وأخصائية علم النفس السريري كتاب "كثير جدًا ولا يكفي أبدًا" كيف خلقت عائلتي أخطر رجل في العالم". كتبت ماري أن والدة ترامب كانت مُركزة على نفسها وغائبة، بينما كان والده يفتقر إلى العاطفة والتعاطف، وتجادل بأن ترامب لم يكن لديه قدوة في الضعف والتعاطف والمعاملة بالمثل وأن إظهار هذه السمات كان خطيرًا في منزل العائلة.
حاول الرئيس ترامب طوال حياته كسب رضا والده، وهو ما تزعم ماري ترامب أنه قد يُؤثر على طريقة تعامله مع بعض قادة العالم اليوم.
يصف علماء النفس شخصية الرئيس ترامب -بالغريبة، الجريئة، والمُشاكسة– والتي تستدعي الاهتمام والتحليل، خاصةً وأنه كان يتمتع بنفوذ هائل تُثير شخصيته أيضًا التأويلات نظرًا لتوافقها الجيد مع العديد من المفاهيم النفسية المعروفة.
في مراجعة لمقالة جيريمي نيكلسون " الجانب النفسي لشخصية ترمب" تتمثل استراتيجية ترامب الجريئة في "التفكير بشكل كبير" والسعي لتحقيق أكثر بكثير مما يريده في المفاوضات وتُعرف هذه التقنية باسم "أسلوب الباب في الوجه" في أدبيات التأثير الاجتماعي والإقناع، حتى قبل توليه الرئاسة، كان دونالد ترامب يتمتع بشخصية قوية ومؤثرة.
ومن هؤلاء الأشخاص الذين حذروا من تأثير الحالة النفسية لترمب باندي إكس لي، "طبيبة نفسية شرعية ورئيسة التحالف العالمي للصحة العقلية"، حيث قادت لي مجموعة من الأطباء النفسيين وعلماء النفس وغيرهم من المتخصصين الذين شككوا في اللياقة العقلية لترامب لتولي المنصب في كتاب حرّرته آنذاك حمل عنوان "الحالة الخطيرة لدونالد ترامب: شمل 27 طبيبًا نفسيًا وخبيرًا في الصحة العقلية. تقول لي: "كلما ذُكرت قاعدة غولدووتر يجب أن نشير إلى إعلان جنيف الذي يُلزم الأطباء بالتحدث ضد الحكومات المدمرة" وتضيف: "لقد وُضع هذا الإعلان ردًا على تجربة النازية".
وفي كتابها "ملامح أمة: تقول لي "عقل ترامب روح أمريكا" وهو تقييم نفسي للرئيس على خلفية مؤيديه والبلاد ككل إذ تكتسب هذه الرؤى الآن أهمية متجددة مع تزايد عدد القادة الحاليين والسابقين الذين يدعون إلى عزل ترامب، ورفع دعوى قضائية ضده حيث أصدرت لي وزملاؤها في الائتلاف العالمي للصحة النفسية بيانًا يدعون فيه إلى إقالة ترامب فورًا من منصبه.
بينما سلّط ترامب الضوء في كتابه "فن الصفقة"، على كيفية تطبيقه لهذه الشخصية في المفاوضات والتفاعلات التجارية. على سبيل المثال، من بين التكتيكات التي بيّنها في ذلك الكتاب، نصح القراء بالتفكير على نطاق واسع وتعظيم الخيارات، واستخدام النفوذ، والرد، والاستمتاع ومع دخوله فترة ولايته الرئاسية الثانية، فقد طبقها بلا شك على نطاق دولي بحماس وكان أبرز مثال دول الخليج التي زارها وفرض مزيد من الضرائب سواء مع الصين أو دول أخرى وبطبيعة الحال كلما كثّف من تطبيقها زادت ردود الفعل السلبية والاستقطاب.
قبل سنوات من ظهور فن إبرام الصفقات، كان نهج ترامب العام في الإقناع هو ما أطلق عليه روبرت سيالديني وزملاؤه تقنية "الباب في الوجه" (DITF) 1975. ببساطة تتطلب هذه التقنية من المفاوض تقديم طلب كبير أولًا والذي غالبًا ما يُرفض لعدم جدواه أو لاعتباره مبالغًا فيه. هذا يسمح للمفاوض بأن يبدو أكثر منطقية عندما يُتابع بطلب أقل (وهو ما كان هدفه المنشود منذ البداية) ولذلك تُعرف هذه العملية أيضًا بتقنية الرفض ثم الاعتدال أو الرفض ثم التراجع.
في كتاب "التأثير" أشار سيالديني (2021) إلى أن هذا النهج مقنع للغاية وفي الواقع إنه ناجح لعدة أسباب. منها قد يوافق متلقي الطلب على الاقتراح الأولي المبالغ فيه وفي هذه الحالة، يحصل المفاوض على أكثر مما يريده حقًا.
أما إذا رفض المتلقي الطلب الأول، فغالبًا ما يشعر بأنه ملزم بالتنازل مع طلب المتابعة الأكثر منطقية (يُسمى التنازلات المتبادلة). علاوة على ذلك، فإن الرفض الأولي للمتلقي يجعله يشعر بمسؤولية أكبر عن القرار النهائي، مما يحفزه على الاتساق ومتابعة الطلب بدقة أكبر وهكذا يفوز المفاوض في كلتا الحالتين!.
سياسيا قد نتساءل لماذا ينجذب ترامب نحو العنف والتدمير ونظريات المؤامرة؟. طالما لسنا مختصين في علم النفس استعنا في تحليلنا هذا على أهم الدراسات التي تناولت التحليل النفسي لشخص ترامب وسلوكه.
ترى الأخصائية النفسانية "كاثرين كاروسو" أن التدمير سمةٌ أساسيةٌ من سمات الأمراض العقلية، سواءً كانت موجهةً نحو الذات أو نحو الآخرين يمكن القول أن دونالد ترامب وأنصاره من زاوية تحليل سلوكهم يُمكن تفسيره بـ"تكافل نرجسي" و"ذهان مشترك".
يعيش ترامب الآن حالة فقدان احترام لا تُطاق، وعندما طرح السؤال عليها: هل تعتقدين أن ترامب يُظهر سلوكًا وهميًا أو ذهانيًا حقًا؟ أم أنه ببساطة يتصرف كحاكم مُستبد يُحاول جاهدًا التمسك بسلطته؟ كانت اجابة كاثرين "أعتقد أنه كلاهما. إنه بالتأكيد ذو طبع استبدادي لأن نرجسيته المُتطرفة لا تسمح بالمساواة مع البشر الآخرين كما تقتضي الديمقراطية".
انطلاقا من تفسير كاثرين تتضح أكثر الخلفية السياسية التي ينطلق منها ترمب في تعامله مع ملف الهجرة والارهاب والمؤامرة على أمريكا وشعار" أمريكا أولا" وغيرها من المفاهيم التي استخدمها ترمب في حملته الانتخابية، فقد تعهد ترمب بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين الموجودين في أمريكا بشكل غير قانوني وإغلاق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مما زاد من موجة السخط لدى المهاجرين.
كلنا عايشنا مفاجأة الصعود السياسي لدونالد ترامب عام 2016 والجدل الذي تزامن ولايته الأولى إذ هزّ صعوده المشهد السياسي الأمريكي والعالمي، فلم يكن صعود ترامب إلى الرئاسة وليد السياسة فحسب، بل تحدى كل المفاهيم التقليدية وأسرت خطاباته الجريئة، وأسلوبه في التواصل غير المقيد، وجاذبيته الشعبوية الملايين، بينما لم تعجب آخرين في الوقت نفسه. كما خالف صعوده توقعات المحللين السياسيين وخبراء استطلاعات الرأي على حد سواء، مما جعل فوزه النهائي في انتخابات عام 2016 أكثر إثارة للإعجاب.
حينها أصبحت ظاهرة دعم ترامب محط اهتمام علماء النفس والاجتماع والسياسة على حد سواء، ساعيين لفهم دوافع هذا الولاء الشديد في قاعدته الشعبية ليعاد انتخابه للمرة الثانية لكن في ظروف سياسية ودولية أكثر تعقيدا يمكن استكشاف العوامل النفسية التي ساهمت في دعم زعيم دأب على انتهاك الأعراف السياسية.
دعونا نتفق أن رحلة ترامب إلى البيت الأبيض لم تكن تقليدية. فعادةً ما يكون رؤساء الولايات المتحدة قد اكتسبوا خبرةً في السياسة أو الجيش قبل خوض غمار الترشح لأعلى منصب. إلا أن ترامب لم يكن كذلك. فخبرته تكمن في مجالي الأعمال والترفيه، مما جعل وصوله إلى الرئاسة غير تقليدي وغير مسبوق. منحته شهرة ترامب كرجل أعمال عقاري ونجم تلفزيون الواقع شهرةً واسعةً لا مثيل لها، استغلها ببراعة في حملته، فقد تجنب الاستراتيجيات السياسية التقليدية، معتمدًا بدلاً من ذلك على التجمعات الحاشدة، والتغطية الإعلامية المكثفة، والحضور القوي على وسائل التواصل الاجتماعي. علاوةً على ذلك لاقى خطاب ترامب الشعبوي، الذي تضمن وعودًا بـ"تجفيف المستنقع" ووضع "أمريكا أولاً"، صدىً لدى شريحة كبيرة من الناخبين، فكان نهجه شديد الاستقطاب، متجاهلًا في كثير من الأحيان الأعراف السياسية، ومتخذًا موقفًا عدائيًا ضد المؤسسة السياسية.
تقدم لنا نتائج التقييم غير مباشرة من منظور ثيودور ميلون عالم الشخصية لشخصية دونالد ترامب بالاعتماد فقط على ديناميكيات الشخصية التي كشف عنها سلوكه السياسي خلال فترة ولايته بعضا من التفسيرات والمراجعات الأدبية، حيث كشفت دراسة نُشرت في مجلة Clinical Psychological Science أن الناخبين الأمريكيين، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، اعتبروا دونالد ترامب مصابًا بصفات مرتبطة باضطرابات الشخصية السادية والنرجسية، وقد صنّفه كل من مؤيدي ترامب ومنتقديه على أنه يعاني من اضطراب شديد، مع اختلاف بسيط في درجة الاختلال المُتصوّر، وأبرز البحث أن الناخبين لم يكونوا منقسمين بالضرورة حول سمات شخصية ترامب، بل حول كيفية تأثير هذه السمات على حكمهم على مدى ملاءمته كقائد.
على صعيد رؤيتنا الشخصية يمكننا تحديد أبرز الاستراتيجيات التي يعتمدها ترمب في قراراته السياسية الوطنية والدولية.
يبدو شعار "أمريكا أولا" وطرد المهاجرين ملهما لدى ترامب ومتابعيه وقد نجح ترامب في استقطاب التأييد الشعبي مما ساهم بشكل واسع في انتخاب ترامب لولايتين لكن مع ذلك أصبحت هذه الشعارات محل سخط اليوم لدى المهاجرين قد يجر أمريكا إلى موجة عنف تقلب قناعات مؤيدي ترامب من الجمهوريين الأكثر ميلاً من غيرهم لتأييد العنف السياسي انطلاقا من معتقدات مميزة حول العرق والديمقراطية كما تؤجج ردود الفعل لدى خصومه بل ستفرض مزيدا من الضغط على ترامب في مراجعة قراره وسياساته لتكون أكثر مرونة.
بناءً على ما سبق ذكره في التحليل النفسي لشخصية ترامب يتضح لنا الآن سبب كون دونالد ترامب شخصيةً مُستقطِبة بهذا الصدد يقول رولاند إيمهوف، عالم النفس الاجتماعي في جامعة يوهانس غوتنبرغ الألمانية، "تُقدم نظريات المؤامرة وعدًا مُغريًا للغاية: فقط أوقف الشرير وستستعيد حياتك. هذا ما نريده جميعًا". "إنها قصة ساحرة يسهل تصديقها: فقط أوقف بيل جيتس عن تلويث موجات الأثير بتقنية الجيل الخامس، وسنتمكن من الخروج مرة أخرى وسيتمكن أطفالنا من العودة إلى المدرسة".
يقول إيمهوف: "إنها نظرة عالمية تؤمن بأن لا شيء يحدث دون سبب، وأن هناك قوى شريرة تعمل خلف الكواليس". ويضيف: "إنها نظرة عالمية مستقرة إلى حد ما لذا لا يهم حقًا ما يحدث - فهذا سيكون تفسيرهم".
يسعى جاهدا ترامب من خلال نظرية المؤامرة اقناع الشعب الأمريكي وحلفائه أن الصين تشكل العدو الحقيقي لأمريكا وهذا ما حصل منذ ولايته الأولى واتهامه الصين في أزمة كورونا واليوم لم يتخلى ترامب عن نظريته التي ترجمها في سياساته الاقتصادية تجاه الصين. قوّضت هذه السياسات فكرة وجود حقيقة في العلاقات الدولية أن التنافس والتموقع الاقتصادي ليس بالضرورة ينطوي على مؤامرة وعداء.
فعندما يُنظر إلى ترامب كمفاوضٍ تجاري مُتشدد يُنجز الصفقات يُنظر إليه في المقابل كدبلوماسي قد يكون نهجه مُحتملًا لهدم الجسور بدلًا من بنائها وهكذا يُشيد اليمينيون بإنجازاته. يصف ترامب نفسه بأنه "صانع الصفقات الرئيسي" هذا يفسر لنا كمثال تصريحاته بشأن جعل غزة صفقة مربحة ومنطقة اقتصادية عندما اقترح بناء ما يصل إلى ستة "مجتمعات آمنة" خارج غزة، ويعتقد ترامب أن جعل غزة صفقة تجارية وتحويلها إلى منتجع يستمتع به جميع شعوب العالم ــ "ريفييرا الشرق الأوسط"، على حد تعبيره. تشرف عليها أمريكا سوف توفر الآلاف من الوظائف وفرص الاستثمار".
أما بشأن الحرب الروسية الأوكرانية حيث يُصرّ ترامب على أن وعده بتخفيف العقوبات على روسيا، وعقد صفقات تجارية جديدة، واستثمارات اقتصادية، هو الإغراء الذي سيدفع بوتين نحو اتفاق سلام مع أوكرانيا.
كمثال آخر على تبني ترامب هذه الاستراتيجية ونهجه القائم على المعاملات في السياسة الخارجية نجاحه في جلب استثمارات بقيمة عالية من رحلته إلى دول الخليج "السعودية، قطر، الامارات".
في ختام تحلينا نؤكد أن استراتجيات ترامب وسياساته ستحمل له مزيدا من المعارضة المحلية بل ستكون سببا واضحا في انكفاء وتراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية دوليا بشكل غير مسبوق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة عن "هجوم إيران".. متى بدأت التحضيرات له؟
تفاصيل جديدة عن "هجوم إيران".. متى بدأت التحضيرات له؟

ليبانون 24

timeمنذ 13 دقائق

  • ليبانون 24

تفاصيل جديدة عن "هجوم إيران".. متى بدأت التحضيرات له؟

نشرت وكالة "آكسيوس" الأميركية تقريراً جديداً قالت فيه إن العملية الإسرائيلية الواسعة النطاق التي تم تنفيذها ضدّ إيران ، فجر الجمعة، واستهدفت المنشآت النووية الإيرانية ومواقع الصواريخ والعلماء والجنرالات، جاءت بعد 8 أشهر من الاستعدادات السرية المكثفة. وتقولُ الوكالة إن العملية أطلقت حرباً جديدة في الشرق الأوسط قد تجرّ الولايات المتحدة ، وتقضي على أي أمل في التوصل إلى اتفاق نووي، وقد وجهت ما يُمكن اعتباره أكبر ضربة للنظام الإيراني منذ ثورة 1979، وأضافت: "ما هذه إلا البداية". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أنّ إسرائيل تسعى لـ" القضاء على القدرات النووية والصاروخية الباليستية في عملية يُتوقع أن تستمر عدة أيام على الأقل". في المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون آخرون إنَّ العملية قد تستغرق أسابيع. الوكالة تشير إلى أنَّ "إسرائيل في الساعات الأولى فقط من العملية، اغتيال علماء نوويين تزعم أنهم يمتلكون الخبرة اللازمة لصنع قنبلة نووية، مشيرة إلى أنه "تم استهداف حوالى 25 عالماً، تأكد مقتل 2 منهم على الأقل حتى الآن"، وتابعت: "أيضاً، استهدفت إسرائيل كبار قادة الجيش الإيراني وتم تأكيد مقتل قائد الحرس الثوري ورئيس الأركان العسكرية بالإضافة إلى جنرال كبير آخر". ولم تقتصر العملية الإسرائيلية على الغارات الجوية فحسب، بل صرّح مسؤولون بأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) لديه عملاء على الأرض ينفذون عمليات تخريب سرية على مواقع الصواريخ والدفاع الجوي. ومن المتوقع، بحسب "آكسيوس"، أن تواصل إسرائيل قصف المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض في الأيام المقبلة، إلى جانب أهداف أخرى. وذكرت الوكالة أيضاً أن "فكرة تنفيذ عملية تستهدف في وقت واحد برامج إيران الصاروخية والنووية ــ والتي وصفها نتنياهو بأنها تهديدات وجودية لإسرائيل ــ تبلورت بعد أن ضربت إيران إسرائيل في تشرين الأول، خلال دورة من التصعيد المتبادل بين البلدين". وأكملت: "بدافع من ترسانة الصواريخ الإيرانية سريعة النمو ودفاعاتها الجوية الضعيفة في أعقاب الرد الإسرائيلي، أمر نتنياهو الأجهزة العسكرية والاستخباراتية بالبدء في التخطيط". وقال الجيش الإسرائيلي إن هناك عاملاً آخر يتمثل في معلومات استخباراتية حول أبحاث وتطوير الأسلحة النووية، والتي تشير إلى أن إيران قادرة على بناء قنبلة بسرعة أكبر إذا اختارت القيام بذلك. وقد زاد من إلحاح الأمر افتتاح منشأة جديدة للتخصيب تحت الأرض خلال الأسابيع المقبلة، وهي المنشأة التي ستكون محصنة حتى ضد القنابل الأميركية الضخمة التي تخترق المخابئ. وحتى في الوقت الذي سعى فيه الرئيس ترامب إلى التوصل إلى اتفاق نووي ، كانت إسرائيل تستعد لهذه الضربة - جمع المعلومات الاستخباراتية، وتحديد مواقع الأصول، وإجراء التدريبات في نهاية المطاف. وأثارت هذه الاستعدادات قلق البعض في البيت الأبيض ، الذين شعروا بالقلق من أن نتنياهو قد يتحرك حتى بدون الضوء الأخضر من ترامب، وفق "آكسيوس". أكد نتنياهو لترامب أنه لن يفعل ذلك، ومن جانبه، أبلغ البيت الأبيض نتنياهو أنه إذا هاجمت إسرائيل إيران، فستفعل ذلك بمفردها. وقال ترامب نفسه عدة مرات في الأيام الأخيرة، بما في ذلك قبل ساعات من الضربات، إنه يعارض أي ضربة إسرائيلية من شأنها أن "تفجر" المفاوضات. لكن في الساعات التي تلت بدء الهجوم، أبلغ المسؤولون الإسرائيليون الصحافيين أن كل هذا كان بالتنسيق مع واشنطن. وزعم مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" أن ترامب ومساعديه كانوا يتظاهرون فقط بمعارضة هجوم إسرائيلي علناً، ولم يُعربوا عن معارضتهم سراً. وفي السياق، زعم واحد من المسؤولين الإسرائيليين قائلاً: "حصلنا على ضوء أخضر أميركي واضح". ويقول المسؤولون إنَّ "الهدف كان إقناع إيران بعدم وجود هجوم وشيك والتأكد من أن الإيرانيين الموجودين على قائمة الأهداف الإسرائيلية لن ينتقلوا إلى مواقع جديدة"، وتابع: "حتى أن مساعدي نتنياهو أطلعوا الصحفيين الإسرائيليين على أن ترامب حاول وضع حد للهجوم الإسرائيلي في مكالمة هاتفية يوم الاثنين، في حين أن المكالمة في الواقع تناولت التنسيق قبل الهجوم، حسبما يقول المسؤولون الإسرائيليون الآن". ولم يؤكد الجانب الأميركي أياً من ذلك، وفي الساعات التي سبقت الضربة وتلت، نأت إدارة ترامب بنفسها عن العملية الإسرائيلية في تصريحات علنية ورسائل خاصة إلى حلفائها. وصرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سريعاً بأن الهجوم الإسرائيلي كان "أحادي الجانب" ولم يكن هناك أي تدخل أميركي. وبعد ساعات، أكد ترامب أنه كان يعلم أن الهجوم قادم، لكنه أكد أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي تدخل عسكري.

واشنطن تتنصل من هجوم اسرائيل.. موقف يساعدها في تحقيق هذه الاهداف
واشنطن تتنصل من هجوم اسرائيل.. موقف يساعدها في تحقيق هذه الاهداف

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

واشنطن تتنصل من هجوم اسرائيل.. موقف يساعدها في تحقيق هذه الاهداف

المركزية - ما كثر الحديث عنه في الساعات القليلة الماضية، حصل. فقد شنت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، هجوما على إيران في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد" الهادفة إلى "إزالة التهديد النووي الإيراني"، فيما أعلن عن حالة استثنائية في كافة أنحاء البلاد. وأعلن إعلام إيراني رسمي، عن اغتيال القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، والعالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد مهدي طرانجي، وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكري في الحرس الثوري، غلام علي رشيد، ورئيس كلية الهندسة النووية في جامعة بهشتي، عبد الحميد مينوتشهر في الهجوم الإسرائيلي. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني، قوله إن ضربة البداية استهدفت أهداف دفاع جوي وصواريخ أرض – أرض، واغتيالات لمسؤولين إيرانيين وعلماء نووي كبار. وسمعت انفجارات في أنحاء إيران والعاصمة طهران. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عشرات المواقع الإيرانية بينها مقرات ومواقع عسكرية ومنشآت نووية، ومن بينها منشأة نطنز. وجاء في بيان له، أنه "وبتوجيهات من المستوى السياسي أطلق هجوما استباقيا دقيقا ومتكاملا يستند إلى معلومات استخبارية نوعية، وذلك لضرب البرنامج النووي الإيراني وردا على العدوان المستمر من النظام الإيراني ضد دولة إسرائيل". خلطت هذه الضربة الاوراق في المنطقة. وبعد ان كانت العيون ترصد جولة الاحد التفاوضية بين واشنطن وطهران، علها تحمل ما يهدئ التوتر الاقليمي، قررت ايران على ما يبدو، عدم الحضور. لكن بحسب قراءة مصادر دبلوماسية عبر "المركزية"، فإن الولايات المتحدة لعبت لعبة ذكية في مقاربتها لما فعلته إسرائيل. رئيسها دونالد ترامب اعلن قبل الهجوم انه يؤيد المفاوضات الدبلوماسية مع ايران لا الخيار العسكري. اما بعده، فقالت ادارته ان لا علاقة لها بالضربات وان على طهران عدم استهداف الاميركيين، وكأن بها تعلن ان لا علاقة لها بما جرى وانها مع استمرار التفاوض مع ايران. ويراهن ترامب وفق المصادر، على ان طهران عاجلا ام اجلا، خاصة بعد تلقيها الضربة الاسرائيلية، ستعود الى الطاولة، خاصة انها باتت تعرف ان البديل سيكون مؤلما. وبذلك يكون ترامب بـ "حجر التنصل الشكلي من هجوم إسرائيل"، حيّد الأميركيين وأرضى إسرائيل وأضعف قدرات ايران وأجلسها من جديد الى الطاولة من موقع اضعف وبسقف اقل ارتفاعا. واذا لم "يمش" هذا السيناريو، فانه وإسرائيل سيضربان إيران ولن تتمكن بطبيعة الحال من الرد، تختم المصادر.

"نيويورك تايمز": الجيش الأميركي قد يجد نفسه في موقف لا يطاق
"نيويورك تايمز": الجيش الأميركي قد يجد نفسه في موقف لا يطاق

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

"نيويورك تايمز": الجيش الأميركي قد يجد نفسه في موقف لا يطاق

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر مقالاً يتناول قضية الصراع بين الطاعة القانونية والانضباط الأخلاقي في الجيش الأميركي، في سياق استخدام القوات المسلحة في لوس أنجلوس. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: هل يخالف ضابط عسكري أمراً قانونياً، ولكنه غير أخلاقي بمعنى انتهاكه قواعد المهنة المدوّنة، ربما نكون على وشك اكتشاف ذلك. لقد أرسلت إدارة ترامب قوات مشاة البحرية للانضمام إلى قوات الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس لأجل المساعدة على حماية "الوظائف والممتلكات الفيدرالية"، كما نصّت مذكّرة الرئيس، وليس للمشاركة في أعمال الشرطة المحلية على نطاق أوسع. لكنّ هذا الوضع قد يتغيّر بسرعة. عموماً إذا أمر الرئيس الجنود بالمشاركة في أعمال الشرطة المحلّية، فالأمر سيكون قانونياً على الأرجح. ولا يقتصر الأمر على تمتّع الرئيس بسلطة دستورية لحماية الممتلكات والوظائف الفيدرالية، بل إنّ قانون التمرّد لعام 1807 يضع أيضاً معايير متدنّية للغاية لنشر الجيش لإنفاذ القانون المحلّي. إضافة إلى أنّ الأخلاقيات العسكرية تفرض على الضباط الامتثال للأوامر القانونية، من ضمنها امتثالهم للمشاركة في أعمال الشرطة المحلّية. مع ذلك، إذا أمر الرئيس الضباط بالانخراط في أعمال الشرطة المحلّية غير الضرورية، لأنّ سلطات إنفاذ القانون المحلية تستطيع التعامل معها وحدها بكفاءة، فسيكون الأمر قانونياً، ولكن وفقاً لقواعد السلوك المهني للضباط، سيكون أيضاً غير أخلاقي. فالأخلاقيات العسكرية تنصّ على أنّ الضباط يتوجّب عليهم رفض الأوامر غير الأخلاقية. وفي مثل هذا الوضع، قد يقع الضباط العسكريون في تناقض صارخ، لأنّ واجبهم المهني يفرض عليهم الامتثال والتحدّي في آن واحد. اليوم 09:21 12 حزيران 10:10 تتطلّب الأخلاقيات المهنية العسكرية الحياد، لمنع استخدام الجيش كأداة سياسية ممّا يهدّد هدفه المتمثّل في خدمة المصلحة الوطنية. وهذه الأخلاقيات نفسها أيضاً تؤطّر أعمال الجيش في مجال تخصّصه القتالي. فبالنسبة للجنود ومشاة البحرية، تتمثّل الكفاءة في هزيمة الأعداء، وغالباً ما يكون القتل انتصاراً. ولا ينطبق الأمر نفسه على الشرطة الداخلية التي تسعى لتقليل استخدام القوة المميتة إلى أدنى حدّ. ولأنّ خبرة الشرطة المحلية محدودة في هذا المجال، فإنّ القوات المسلّحة "حدّدت دورها بدقّة في إنفاذ القانون"، كما هو موضّح في رسالة مفتوحة عام 2022، وقّعتها مجموعة من الحزبين من وزراء الدفاع السابقين ورؤساء هيئة الأركان المشتركة، وهي تنصّ على ألّا يستخدم جنود الخدمة الفعلية في إنفاذ القانون إلّا "كملاذ أخير"، كما أوضح مارك إسبر، وزير الدفاع في أواخر إدارة ترامب الأولى، في مؤتمر صحفي أعلن فيه معارضته لنشر قوات عسكرية محلّياً خلال الاضطرابات المدنية في الولايات المتحدة عام 2020، ثمّ أقاله ترامب من منصبه في وقت لاحق. لكن، ماذا يفترض أن يفعله الضباط العسكريون إذا أمروا قانونياً بانتهاك أخلاقياتهم المهنية. في القوات المسلحة، تعالج عقيدة الجيش المشكلة على نحو شامل، ولا تقدّم سوى القليل من المساعدة. تنصّ على، "نخدم بشرف، وفقاً لأخلاقيات الجيش تحت سلطة مدنية، مع الالتزام بقوانين الدولة وجميع الأوامر القانونية، ورفض الأوامر أو الأفعال غير القانونية أو غير الأخلاقية، ونبلّغ عنها. ويوضّح هذا المقطع التناقض بين الطاعة والعصيان في آن واحد للأوامر القانونية الأخلاقية وعكسها تماماً،ممّا يترك الضباط من دون إجابة واضحة حول كيفية المضي قدماً. لقد انخرط خبراء العلاقات المدنية العسكرية في نقاشات مطوّلة حول هذه القضية. فالذين يؤيّدون الطاعة يؤكّدون أهمّية السيطرة المدنية على الجيش، بينما يردّ مؤيّدو العصيان بأنّ أخلاقيات الجيش لا تحمي فقط السيطرة المدنية على الجيش، بل تحمي أيضاً من إساءة استخدام الجيش ضدّ المدنية. يقول أبرز الباحثين في العلاقات المدنية العسكرية صموئيل ب. هنتنغتون إنّ هذه المعضلة لا يمكن حلّها. وفي السنوات الأخيرة، عندما هدّدت هذه المشكلة بقطع العلاقات المدنية العسكرية، تدخّلت سلطات رفيعة المستوى لنزع فتيل الأزمة، كما حدث عندما استعان الوزير إسبر علناً بالمبادئ الأخلاقية للجيش لمعارضة نشر الجيش محلّياً في عام 2020. وربّما أنقذ الوزير حينها الجنود من صعوبة الاضطرار إلى اتخاذ قرار بشأن عصيان أمر تنفيذي مباشر. في ولايته الثانية، كان ترامب أكثر حرصاً على وضع الموالين في مناصب السلطة. هذا يعني أنّ مسألة المقاومة الأخلاقية قد تقع على عاتق الضباط الميدانيين، الذين قد يجبرون على الاختيار بين الطاعة المهنية والنزاهة المهنية، بين واجبهم تجاه القائد العامّ وتجاه الشعب الأميركي. إنّه مأزق مأساوي لهم وللجيش وللديمقراطية الأميركية. نقله إلى العربية: حسين قطايا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store